حجازيات : رسالة من غريب!
مرسل: 11-20-2004 12:54 AM
هذه رسالة من غريبْ
في مدينة طمَسَتها الحضارة
بيتـه ..
كان فيها لِحَدِّ قريبْ
أرضيتـه طُبْطابْ
وجداره حجارة
وسطوح تِشُرْ منه المرازيبْ
وكبريتـه على الطاقة
محل الستارة
وغرفة
فيها شوية كراكيبْ
وحنبل قديم هندي
وسحَّارة
ولا كان ممكن تغيبْ
عن صُفارة
أيام إحتِكام المواجيبْ
واللي يُـبـُتْ
كان عمدة الحارة
هذه الرسالة للفقِيْ
في كُـتـَّابُه لكل الصف
لِعمْ معتوق
لِعمْ تقيْ
لكاين كان يُفك الحرف
مرسولة
من الواد الشقي
لحارتنـا
لبيـتنـا الوَقـْف
أستقصي عن الأخبـار
وأخُصْ جيران الهنـا
الناس اللي وِجِيههُـمْ أنوار
تِفـُك الضيقة
و تزِيل العنا
عن العادات الحلوة اللي كانت
ميزة سامية تِخُصّـنا
عن الرِفـدْ عن الوفيان
عن الخـُلـِّيفْ
هاديكه السنة
و إيش مِسوّية النسوان
مع الغزالة و القيسي
و الصُـفّة و المخلوان
و المُختصر و الدِقيسي
عن الحلاوة ديما
و اللتـّو و المِشبـّكْ و الدنجو
و الغِريبـة و المعمول
و الرحماني و الديجوه
وعن الصيف
إللي في الهدى كان
و الرُدّفْ و القِدِيرة و الشـِّفا
ولِيَّ و جِدة و الغُدران
وجُعرانه
وأيام الصفا
وأبشركم إحنا بخير
وأبشركم إحنا بخير
وكل شيء عال العال
بس المعيشة صَبَحتْ غير
و اتبدّل علينا الحال
نسينا الزُربه
نسينا الزير
نسينا الكبشة و الغِربال
وصِرْنا
نشرب من الريفيجيدير
ونطبخ في قدور تيفالْ
نسينا الشوربة حق الكِرشة
والسلاتي و الأوصالْ
ولما كنا نتعشى
كباب ميرو عند الخالْ
نسينا
العُمـّه بِكَمْ نقشه
وإيه هُوّ زَري السروال
و الغَبَـانه و البُقشـه
ولما كان ثوبنا بوالْ
اليوم
الغترة تتنشّـى
وما نمشي بغير جوالْ
وصَبَحتْ الأمور رَبشـه
وكِثِرْ فينا.. قلنا وقالْ
تِصدِّقْ ؟
تِصدِّقْ يا زمان أوّلْ
كل مافيك صار يِنعابْ
ولو الواحد حكى عنك
عند الناس
يصير كذابْ
وَلَّتْ أيامك الحلوة
والجيران و الأصحابْ
ولا عاد أحد يسأل
عن الأهل ولا الأحبابْ
راح العيـــد
راح العيد أوّلت أمس
ولا مخلوق دق البابْ
ولا قال لي من العايدين
ولا حتى ضرب لي حسابْ
تعيش في بيت
سنين و سنين
ما تعرف ايش اسم جاركْ
ولا جنابه يطلع مين
ولا تشوفه في يوم زاركْ
تِعِبنـا يا زمان بعدك
واتبدّل علينا الناس
و القيمة صارت الساعة!
أو دبلة من الألماسْ
وايش تُملـُكْ وكم عندك
صبحت بس هي المقياسْ
وأحلى تحية في الختام
لكل سكان حارتنــا
الشِـقـْفه و أبو عرَّام
و دَرْفَتْ باب عُزلتنــا
*
*
*
*
؟؟ غريب ؟؟