صفحة 1 من 3

مـــن أدب الإســــــــــلام

مرسل: 10-20-2004 11:18 PM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]
[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font]



مـن أدب الإســـلام

رسَــالـة تـوجـيـهـيـَّة ســلـوكـيـة تـتـصـل بـحَـيـاة الـمـســلـم أوثــق اتـصـال


بـقـَلـم

الـعـلامـة عَـبـد الـفـتـّاح أبـو غـُــدّة





مــقـــدمــة


بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

[align=justify] الحمد لله رب العالمين بأفضلِ محامد الثنا عليه والتعظيم, والصلاةُ والسلامُ على سيدنا ونبينا محمد بأكرم ما صلَّى عليه خالقُةُ الكريم، وعلى آله وصحبه وأَتْباعِه الطيبين الأبرار، المُتَّبِعين لهَدْيهِ وآدابِهِ المتقين الأطهار، اللهم ارزقنا اتِّباعَهُم في القولِ والعمل، وأمِتْنا على سُنَّتِهم وحُبِّهم عندَ انتهاءِ الأجَل.

أما بعدُ فهذه رسالة لطيفة سَمَّيْتُها : (
من أدب الإسلام )، جمعتُ فيها جُمَلاً مختارة من أدب الإسلام الَنيف، رأيتُ كثيراٌ من إخواني وأحبابي يَغفُلُون عنها ويُخطئون معرفتها رجالاً ونساءً، فأردت بَجَمعها تذكيرَهم بها، ولست بأحسنَ منهم فيها، ولا بأغنى منهم عنها، وإنما هو التواصي بالحق وبالصبر، وامتثال صريح الأَمْر : ﴿ وذكِّرْ فإنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ المؤمنين . نفعني الله وإياهم بالذكرى وبهذه الرسالة وسِواها، وتولاَّنا بعنايته وهدايته في الدنيا والآخرة، وهو الذي يتولَّى الصالحين.[/align]
[align=center]وكتبه
في الرياض 1 من المُحرَّم سنة 1412



رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-20-2004 11:26 PM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]
[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=justify]إنَّ للإسلام الحنيف آداباً وفضائل كثيرة، تَدخُلُ في كل شأن من شؤون الحياة، كما تشمل الكبير والصغير ، والرجل والمرأة ف« إِنَّ النساء شقائق الرجال » ، كما قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فما يُطلَبُ من الرجل من أدب يُطلب من المرأة، فإنَّهما يكوِّنانِ المجتمعَ المسلم،وبهما يُعْرَضُ الإِسلام و يُعْرَف.

وتلك الآداب قد دعا الإِسلام إليها، وحضَّ عليها،لتكامل الشخصية المؤمنة، وتحققِ الانسجام بين الناس، ولا ريب أن التحلِّي بتلك الآداب والفضائل مما يزيد في جمال سلوك المسلم، ويُعزِّز محاسنه، ويُحبِّبُ شخصيتَهُ، ويُدنيه من القلوب والنفوس.

وهذه الآداب المذكورة هنا من لباب الشريعة ومقاصدها، فليس معنى تَسمِيَتُها (آداباً) أنها على طَرَف الحياة والسلوك، يُخيَّرُ الإِنسانُ في فعلها وتركها، أو الأولى فعلُها.

قال الإمام القَرَافيُّ في كتابه «الفروق» ، وهو يتحدث عن موقع الأدب، من العمل، وبيان أنه مقدَّم في الرتبة عليه : « واعلم أن قليل الأدب، خير من كثير من العمل، ولذلك قال رُوَيْم-العالم الصالح-لابنه : يا بُنَيَّ اجعل عملك مِلْحاً، وأدَبك دَقيقاً. أي استكثر من الأدب حتى تكون نسبتُهُ في الكثرة نسبة الدقيق إلى الملح-في العجين-، وكثير الأدب مع قليل من العمل الصالح خير من العمل مع قلة الأدب».

قلت: وإذا رُؤي في بعض هذه الآداب شيء من البساطة أو البداهة، فلا غرابة في التنبيه إليها، فإنَّ نفراً غيرَ قليل منا، يقع منه الخطأ في مثل تلك البَدَهِيَّيات، فيَغمِزُ بذلك من شخصيته المسلمة، التي ينبغي أن تكون متميزةً بجمالها وكمالها وسماتها، كما أرشد الى ذلك قول سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان معه بعض الصحابة الكرام، فقال لهم : «
إنكم قادمون على إخوانكم ، فأحسِنوا لباسَكم، وأصلحوا رِحالكم، حتى تكون كأنكم شامَةُ في الناس، فإنَّ الله لا يُحبُّ الفُحشَ ولا التَفَحُّشَ » . رواه أبو داود والإمام أحمد والحاكم في « المستدرك» عن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه.

فينبغي للمسلم أن يُعرف : أنه مسلم من حُسن زِيِّه، وتناسق هيئته، ورُواءِ مظهره ، والله الهادي إلى سواء السبيل.[/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-20-2004 11:31 PM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]
[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center]ا - أدب الدخول والخروج من بيتك بالتلطف وحسن التصرف[/align]

[align=justify]إذا دخلت دارك أو خرجت منها، فلا تدفع بالباب دفعاً عنيفاً ، أو تدعه ينغلق لذاته بشدة وعنف،فإن هذا منافٍ للطفِ الإسلام الذي تتشرف بالانتساب إليه، بل أغلقه بيدك إغلاقاً رفيقاً، ولعلك سمعت ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها من قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : « إن الرِّفقَ لا يكون في شيءٍ إلاَّ زانه، ولا يُنزَعُ من شيء إلاَّ شانه » . رواه مسلم.[/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-20-2004 11:41 PM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]

[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center]2 - أدب التحية في الدخول والخروج على أهلك بتحية السلام عليكم[/align]

[align=justify]إذا دخلت بيتك أو خرجت منه، فسلِّم على من فيه من أهلك من ذكر أو أنثى ، بتحية المسلمين وعنوان الإسلام ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )، ولا تَعْدِل عن هذه التحية إلى غيرها من ( صباح الخير ) أو ( مرحبا ) أو نحوِهما، فإن عدولك عنها إلى غيرها إماتة لها، وهي شعار الإسلام وعنوان المسلمين الذي رسمه لهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله و فعله، وعلَّمه لخادمه الجليل أنس ، قال أنس رضي الله عنه : قال لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : " يا بُنيَّ إذا دخلتَ على أهلك فسَلم، يكون بركةً عليك وعلى أهلك " . رواه الترمذي. وقال قتادة أحدُ أعلام التابعين الفضلاء : إذا دخلت بيتك فسلِّم على أهلك فهم أحقُّ من سلَّمتَ عليهم. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : « إذا انتهى أحدُكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن فليسلم، فليست الأولى بأحقَّ من الآخِرَة » . رواه الترمذي. [/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-20-2004 11:46 PM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]

[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center] 3 - أدب الإشعار لأهل الدار عند الدخول عليهم[/align]

[align=justify]إذا دخلت دارك، فأشعر من فيها بدخولك قبل وصولك إليهم،لئلا يرتاعوا بمفاجئتك، أو تكون كالمتخوِّن الفاحِصِ لهم. قال أبو عُبيدة عامر بن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: كان أبي – عبدالله بن مسعود- إذا دخل الدار استأنس-أي أشعر أهلها بما يؤنسهم- وتكلَّم ورفع صوته حتى يستأنسوا.

وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: إذا دخل الرجل بيته، استحب له أن يتنحنح أو يحرك نعليه. قال عبد الله ابن الإمام أحمد: كان أبي إذا دخل-أي رجع- من المسجد الى البيت، يَضْرِبٌ برجله قبل أن يدخل الدار، حتى يسمع ضرب نعله لدخوله الى الدار، وربما تنحنح ، ليعلم من في الدار بدخوله.

ولهذا جاء في« الصحيحين» عن جابر أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم «
نهى أن يَطْرُق الرجل أهله ليلاً-أي أن ياتيهم ليلاً من سفر أو غيره على غفلة كأنه-، يتخونهم أو يلتمس عثراتهم »[/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-20-2004 11:50 PM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]

[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center] 4 - أدب استئذان الإنسان على أهله في داخل بيته[/align]

[align=justify]إذا كان بعض أهلك قارَّاً في حجرته من دارك، وأردت الدخول عليه فاستأذن ، لئلا تراه على حال لا يحب أو لا تحب أن تراه عليها، سواءٌ كان من الحلائل أو المحارم او غيرهم كأمك أو أبيك أو بناتك أو أبنائك .

روى الإمام مالك في « الموطأ»، عن عطاء بن يسار مرسلاً : «
أن رجلاً سأل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فقال : أستأذِنُ على أُمي؟ فقال : نعم ، فقال الرجل: إني معها في البيت، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم:استأذِنْ عليها، فقال الرجل : إني خادمها، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : استأذِنْ عليها، أتحب أن تراها عريانة؟! قال:لا، قال: فاستأذِنْ عليها »

وجاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقال له : أستأذن على أمي ؟ فقال له : ماعلى كل أحيانها تحب أن تراها . وقالت زينب زوجة عبد الله بن مسعود: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب ، تنحنح كراهة أن يهجم منا على أمر يكرهه . وفي رواية عند ابن ماجه في آخركتاب الطب : "كان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت " . وسأل رجل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال : أستاذن على أمي ؟ قال : نعم ، إن لم تستأذن عليها رأيت ما تكره .

وقال التابعي ابن الصحابي موسى بن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما: دخلت مع أبي على أمي ، فدخل واتبعته ، فالتفت فدفع في صدري حتى أقعدني على الأرض ! وقال : أتدخل بغيرإذن ؟! . وقال نافع مولى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: كان ابن عمر إذا بلغ بعض ولده الحلم -أي مبلغ الرجال - عزله -أي أفرده عن حجرته -فلم يدخل على ابن عمر إلا بإذن .

وحكى ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح ، قال : سألت ابن عباس رضي الله عنه : أستأذن على أختَيَّ ؟ قال : نعم ، قلت : إنهما في حجري -يعني في بيتي وعهدتي - وأنا أمونهما وأنفق عليهما؟ قال : أتحب أن تراهما عريانتين ؟! ثم قرأ :"
وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستاذنوا كما استأذن الذين من قبلهم "، قال ابن عباس : فالإذن – أي الاستئذان - واجب على الناس كلهم .

وقال ابن مسعود: يستأذن الرجل على أبيه وأمه وأخيه وأخته . وقال جابر رضي الله عنه : يستاذن الرجل ولده وأمه وإن كانت عجوزا ، وأخيه وأخته وأبيه . روى أكثرهذه الاثار البخاري في كتابه "الأدب المفرد" ، وروى بعضها ابن كثير في "تفسيره " عند هذه الآية الكريمة السابقة الذكر.
[/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-20-2004 11:58 PM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]

[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center] 5 - أدب طرق الباب على من تقصده وكيف يكون [/align]

[align=justify]إذا طرقت باب أخيك أوصديقك أوبعض معارفك ، أوأحد تقصده ، فدق الباب دقا رفيقا يعرفه وجود طارق بالباب ، ولا تدقه بعنف وشدة كدق الظلمة والزبانية فتروعه وتخل بالأدب ، جاءت امرأة إلى الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه ، لتسأله عن شىء من أمور الدين ، ودقت الباب دقا فيه بعض العنف ، فخرج وهو يقول : هذا الشرط - جمع شرطي - .

وقد كان الصحابة يقرعون باب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأظافر. رواه البخاري في "الأدب المفرد" أدبا منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وهذا الدق اللطيف الرفيق مطلوب فيمن كان جلوسه قريبا من بابه ، وأما من بعد عن الباب فيقرع عليه قرعا يسمعه في مكانه من غيرعنف ، وسبق ذكر الحديث الشريف : "
إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه ". وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : " من يحرم الرفق يحرم الخيركله ". رواه مسلم .

وينبغي أن تجعل بين الدقتين زمنا غيرقليل ، ليفرغ المتوضىء من وضوئه في مهل ، ولينتهي المصلي من صلاته في مهل ، وليفرغ الآكل من لقمته في مهل . وقدربعض العلماء الانتظار بين الدقتين بمقدار صلاة أربع ركعات ، إذ قد يكون في بدء طرقك الباب قد بدأ بصلاتها.

وإذا طرقت ثلاث مرات متباعدة، ووقع في نفسك أنه لوكان غير مشغول عنك لخرج إليك، فانصرف فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"
إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فلينصرف ". رواه البخاري ومسلم .

ولا تقف عند استئذانك أمام فتحة الباب ، ولكن خذ يمنة أويسرة، فقد "
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبله من تلقاء وجهه ، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر " . رواه أبو داود .[/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-21-2004 12:14 AM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]

[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center] 6- سنية إعلام الطارق بنفسه بذكر اسمه لمن يطرق عليهم[/align]

[align=justify]إذا طرقت باب أحد من إخوانك ، فقيل لك:من هذا؟ فقل : فلان باسمك الصريح الذي تعرف به ، تقل : واحد، أوأنا، أو شخص ، فإن هذه الألفاظ لا تفيد السائل من خلف الباب معرفة بالشخص الطارق ، ولا يصح لك أن تعتمد على أن صوتك معروف عند من تطرق عليه، فإن الأصوات تلتبس وتشتبه ، وإن النغمة تشبه النغمة، وليس كل من في الدار التي تطرق بابها يعرف صوتك وحسك ، أويميزه ، والسمع في تمييزه الأصوات يخطىء و يصيب.

وقد كره النبي صلى الله عليه وسلم قول الطارق: (
أنا )، لأنها لاتفيد شيئا، روى البخاري ومسلم " . جابربن عبد الله رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدققت الباب ، فقالى : من هذا؟ فقلت :أنا،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنا أنا؟! كأنه كرهها ".

ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يسمون أنفسهم إذا قيل لهم : من هذا؟ روى البخاري ومسلم "عن أبي ذر رضى الله عنه قال:
خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده، فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني، فقال: من هذا؟ فقلت : أبو ذر ". وروى البخاري ومسلم أيضا "عن أم هانىء أخت سيدنا علي وابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت : أتيت النبي صلىالله عليه وسلم وهويغتسل ، وفاطمة تستره ، فقال: من هذه ؟ فقلت : أنا أم هانىء " .[/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-21-2004 12:18 AM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]

[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center] 7- أدب الزيارة بموعد أو بغير موعد

في قبول اعتذار صاحب البيت من الزائر عن استقباله
[/align]


[align=justify]إذا زرت أحد إخوانك دون موعد، أوعلى موعد سابق منه ، فاعتذر لك عن قبول زيارتك له ، فاعذره، فإنه أدرى بحال بيته وملابسات شأنه ، فقد يكون جد لديه مانع من الموانع الخاصة، أوحصل عنده من الحرج: مالايسمح له باستقبالك وقتئذ، فله أن يعتذر لك تحرج . قال التابعي الجليل قتادة بن دعامة السدوسي:ولا تقفن على باب قوم ردوك عن بابهم ، فإن لك حاجات ، ولهم أشغالاً، وإنهم أولى بالعذر.

وكان الإمام مالك يقول : ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره. ولذا كان من أدب السلف عند زيارتهم ، أن يقول الزائر للمزور:(لعله بدا لك مانع ) ، تمهيدا لبسط العذر من المزور فيما لو اعتذر.

ولأهمية هذا الأدب ، واقتلاع ماقد يعلق ببعض النفوس من جراء الاعتذار، نص الله تعالى عليه في كتابه الكريم ، فقال في معرض الزيارة والاستئذان والدخول : "
وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هوأزكى لكم ".

وفي هذا الأدب القرآني العظيم مندوحة عما يقع فيه بعضهم ، حين يحرج بزيارة من لا يرغب بلقائه ، فيضطر إلى الإخبار بعدم وجوده في البيت ، ويكون هو فيه ، فيقع منه الكذب ، ويتعلم صغاره منه ذلك الخلق المكروه أيضا، وقد ينجم عن سلوكه هذا العداوة والإحن في الصدور.

والهدئ القرآني الكريم جنبنا الوقوع في ذلك كله ، إذ جعل بوسع المزور أن يتلطف بالاعتذار لأخيه ، وطلب من أخيه أن يقبل عذره : "
وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هوأزكى لكم ". [/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-21-2004 12:27 AM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]

[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center] 8 - أدب الدخول إلى بيت من تزوره بغضك البصرفي دخولك[/align]

[align=justify]عندما تستأذن على بيت غيرك لتدخل إليه، حافظ على بصرك من أن يقع على داخل الدار أوعورة فيها، فإن ذلك عيب وإساءة ، روى أبو داود والطبراني"عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال : جاء رجل فقام على النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن مستقبل الباب ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هكذا عنك - يعني نحاه وأمره بالتباعد قليلا عن مواجهة فتحة الباب - ، ثم قال له : فإنما الاستئذان من أجل النظر" .

وروى البخاري في "الأدب المفرد": "عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرىء أن ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن ،فإن فعل فقد دخل ". أي إن نظر قبل أن يستأذن ، صار في حكم الداخل بلا استئذان ! وهو محرم عليه .

وروى البخاري أيضا في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي "عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إذا دخل البصر فلا إذن له " . وروى البخاري أيضا فيه عن عمار بن سعيد التجيبي قال : قال عمربن الخطاب رضي الله عنه : من ملأ عينه من قاعة بيت - أي ساحته وداخله - قبل أن يؤذن له ،فقد فسق .

وروى البخاري ومسلم وغيرهما "عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال :
اطلع رجل من جحر -أي ثقب أوخرق - في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدرى يحك به رأسه ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لوأعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك ! إنما جعل الاستئذان من أجل البصر "[/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-21-2004 12:30 AM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]

[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center] 9 - أدب الدخول لبيتك أو بيت أخيك في خلع الحذاء ولبسه[/align]

[align=justify]عندما تزور بيت أخيك - أو تدخل بيتك – كن لطيفاً في مدخلك ومخرجك ، غاضا طرفك وصوتك ، واخلع حذاءك في محله ، وصف نعليك أثناء خلعهما، ولاتدعهما هكذا وهكذا، ولاتنس آداب لبس الحذاء وخلعه : تلبس اليمنى أولا، وتخلع اليسرى أولا، قال سيدنا رسول صلى الله صلى الله عليه وسلم : " إذأ انتعل أحدكم فليبدأ بالمين وإذا انتزع فليبدأ بالشمال ، ولتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع " . رواه مسلم وغيره

وقبل الدخول إلى بيتك أو بيت أخيك انظر في نعليك ، فإذا رأيت فيهما شيئا من آثار الطريق فامطه عنهما، وادلكهما في الأرض لينزاح عنهما ما علق بهما، فإن الإسلام دين النظافة واللطافة .
[/align]

[align=center]يــتــبــع بـــإذن الله ....[/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-22-2004 05:41 AM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]

[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center] 10 - أدب الزائر في بيت المزور جلوسا وقبولا لإكرامه[/align]

[align=justify]لا تنازع مضيفك أو أخاك في المكان الذي يجلسك فيه من منزله ، بل لاتجلس إلا حيث يجلسك، فلعلك - إن جلست كما تريد- تجلس إلى مكان فيه إطلال على عورة من عورات الدار، أو فيه إحراج لساكنيها ، فعليك بامتثال ما يأمرك به مضيفك ، واقبل ما يكرمك به أيضاً، ففي خبر إسلام الصحابي الجليل عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه : " أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأكرمه بالجلوس على وسادة، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض . قال عدي : ثم مضى بي رسول الله صلىالله عليه وسلم ، حتى إذا دخل بيته ، تناول وسادة من أدم محشوة ليفا، فقذفها إلي فقال : اجلس على هذه ، قلت : بل أنت فاجلس عليها، قال : بل أنت ، فجلست عليها، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرض ". نقله الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية ".

ودخل خارجة بن زيد على ابن سيرين زائرا له ، فوجد ابن سيرين جالسا على الأرض إلى وسادة، فأراد أن يجلس معه وقال له : قد رضيت لنفسي مارضيت لنفسك ،فقال ابن سيرين : إني لا أرضى لك في بيتي بما أرضى به لنفسي فاجلس حيث تؤمر. ولا تجلس في مكان صاحب المنزل إلا إذا دعاك الى الجلوس فيه ، فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله وسلم : "
لا يؤمّن الرجل الرجل في سلطانه –أي منزله ومكان سلطته - ، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه " رواه مسلم . والتكرمة : الموضع الخاص لجلوس صاحب البيت من فراش أو سرير أو نحوهما .[/align]

[align=center]يــتــبــع بـــإذن الله ....[/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-22-2004 06:57 PM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]

[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center] 11 - أدب التصرف في بيت المضيف ، والبعد عن التفحص فيه[/align]

[align=justify]إذا دخلت بيت أخيك أو صديقك ، وأقعدك فيه ، أوأنامك فيه ، فلا تتفقده ببصرك تفقد الفاحص الممحص ، بل غض بصرك في أثناء قعودك أومنامك فيه، قاصرا نظرك على ما تحتاج إليه فحسب ، ولا تفتح مغلقا من خزانة ، أو صندوق ، أو محفظة ، أو صرة ملفوفة ، أو شىء مستور، فإن هذا خلاف أدب الإسلام والأمانة التي خولك بها أخو ك أو محبك دخول بيته والمقام عنده ، فاعرف لزيارتك آدابها ، واسلك لحسن المعاشرة أبوابها، تزداد عند مضيفك حبا وأدبا ، والله تعالى يرعاك ويتولاك .[/align]

[align=center]يــتــبــع بـــإذن الله ....[/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-24-2004 12:20 AM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]

[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center] 12 - أدب اختيار الوقت للزيارة ومدتها وأدب الزائر مع المزور[/align]

[align=justify]وينبغي أن تتخير الوقت الملائم للزيارة، وأن تجلس المدة المناسبة التي تتلاقى مع مقامك عند المزور، ومع الحال التي هوعليها، فلا تطل ، ولا تثقل ، ولا تأت في وقت غير ملائم لزيارته ، كوقت الطعام أوالنوم أوالراحة أو ا لسكون .

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى ، في كتابه "
الأذكار " في أواخر (باب في مسائل تتفرع على السلام ): "يستحب - للمسلم - استحبابا متاكد ا: زيارة الصالحين، والإخوان، والجيرا ن ، والأصد قاء ، وا لأ قا رب ، وإكرا مهم ، وبرهم ، وصلتهم . وضبط ذلك يختلف باختلاف أحوالهم ومراتبهم وفراغهم ، وينبغي أن تكون زيارته لهم على وجه لا يكرهونه ، وفي وقت يرتضونه . والأحاديث والآثار في هذا كثيرة مشهورة" . [/align]

[align=center]يــتــبــع بــإذن الله ...[/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]

مرسل: 10-24-2004 03:12 PM
بواسطة أبو حمزة
[align=center]

[font=Verdana]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و علينا معهم بمنـِّك ، و إكرامك ، و جودك ، و إحسانك ، مولانا ربَّ العالمين
[/font][/align]


[align=center] 13 - أدب الحديث والمحادثة في الزيارة مع الأكبر منك والأصغر[/align]

[align=justify]إذا تحدثت عند من تزوره فلا تتحدث إلا بما يناسب المقام مع الإيجاز، وإذا كنت صغير القوم في المجلس ، فلا تتكلم إلا إجابة عن سؤال يوجه إليك من أحد الجالسين ، أو إلا إذا علمت أن حديثك وكلامك سيقع منهم في موقعه ، ويسرهم ويرضيهم ، ولا تسهب في الحديث ، ولا تغفل عن أدب المقام في هيئة جلوسك وأسلوب كلامك وخطابك . [/align]

[align=center]يــتــبــع بــإذن الله ...[/align]

[align=center]رمـضـان كـريـم و كـل عــام و أنـتـم بـخــيـر[/align]