( لهو الحديث ...من القديم إلى الحديث )
مرسل: 10-04-2003 09:44 PM
بسمك اللهم ينطقُ الخطيب ، سبحانك ربي فأنت القريب ، ما سبّح الحوت في البحر العجيب، أدعوك ربي فأنت المجيب ، سدّد القول لا تجعله يغيب ، ولا تجعله عند الناس غريب ، وصلي اللهم على رسولك الحبيب ، ما غرّد الشادي على الغصن الرطيب ، واجمعنا به وبجمعه المهيب.
لا تبنون بما أكتب حُكما ، ولكن نصيحة صغتها حِكما ، ومن أُوتي الحكمة صار نجما ، وعليه الله قد أنعما..
فبسم الله أبدأ القول ، والصلاة والسلام على الرسول ، وعلى آله وصحبه ومن والاه في الفعل والقول ، فاقرئوا يا أصحاب العقول ، حتى وإن كان في المقال طول ، في ذبي عن الدين حياة كالقصاص !!
من المبطلين بلا سيف ولا رصاص !! لكل أسلوبه وهذا أسلوبي الخاص ، أنا لست من أهل الاختصاص!!
ولست الأديب القاص ، بآي الكتاب والحديث بنيت الأساس، فلا تفرّون من الحق فمنه لا مناص!!!
هو علي عهد...فأما بعد
إلى من يجهل الشيطان ...
هو من توعد بني آدم بالخسران ، وضمن من أكثرهم العصيان ، واستخدم لغيهم كل الالوان ، وما كان في الامكان ، أن يجذب به الانسان ، فحبب إليهم الالحان، والمزامير والقيان ، ليتركوا ذكر الرحمن ، ويهجروا القرآن !!!
قال تعالى :{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} (64) سورة الإسراء
وقد فسرت (بصوتك) أي الغناء وذلك في كتب التفسير المعتبره.
فأصبح التنافس بين الناس ، استماع نغمة وارتشاف كأس ، وترى سيدهم يناديهم ، ويسحبهم من أياديهم ، إنه تواضع المعصيه ، وهو حالة جد مستعصيه ، مطربهم يصدح بالرذيله ، كحمارٍ هز للقطيع ذيله ، فيتبعونه بمشيته الجميله ، يقيلون معه حيث قال ، ويتغنون بأشعاره والأقوال ، وبعد ساعة هي كالتعارف ، تبهتهم ريح عاصف ، فترميهم لأمهم الهاويه ، فيبدئون من هذه النهاية ، فيزال عنهم الصدأ ، ويختفى من صوت حميرهم الصدى!!!
قال تعالى :{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان
وتفسيرها عند ابن كثير كالتالي:
حدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا بن وهب أخبرني يزيد بن يونس عن أبي صخر عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو يسأل عن هذه الآية ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) فقال عبد الله بن مسعود الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات حدثنا عمرو بن علي حدثنا صفوان بن عيسى أخبرنا حميد الخراط عن عمار عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء أنه سأل بن مسعود عن قول الله ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) قال الغناء وكذا قال بن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومكحول وعمرو بن شعيب وعلي بن بذيمة تفسير ابن كثير الجزء :الثالث الصفحة:442_443
فيا ناهقاً للحمير ، هل علمت بخطر المسير ، فتحت لنفسك باب ، كله زيف وعذاب ، دخلته وحيدا ، وستخرج منه وحيدا ، وسيبقى ارثك العظيم ، حمير تنهق لذكراك وانت رميم ، يجمعون لك من الذنوب ، ما يحصيه علام الغيوب ، لتصلك ميزات صوتك ، حتى من بعد موتك ، فلا تقل رب ارجعون ، فتصاب بالغيرة والجنون ، فقد فاق التلميذ استاذه ، واصبح يغني من بعد الاستعاذه ، علمت بذلك أم لم تعلم ، فهل من أوزارهم ستسلم ؟!!
قال تعالى :{لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} (25) سورة النحل
هاهي معاهد الفن ، خرجت لنا العفن ، وامور لا تتفق ، مع المسلم الحق ، فهي إن كانت مصدر رزق ، فإنما هي زيغ وفسق ، وعبودية ورق ، وفضائح ونق ، يسودها المتشدق ، ويرعاها المتملق ، ويحيا بها المتشوق!!
قال تعالى : {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ} (20) سورة الأحقاف
اليكم الناس يلهثون ، وتهفو لأغانيكم العيون ، فهل أنتم تعلمون ، أن تابعيكم حتماً سيهجرون ، ذكر الله واللذة والشجون ، فللذكر وقع وله شئون ، وانتم بمزاميركم تمنعون ، كل خير فهل ترجون ، جنة لستم لها عاملون ، وحتى من لا يحضر اليكم فستحضرون ، اليه بفضائياتكم ومجون ، وإعلامكم المجنون ، تجوبون بها البيوت ، حتى في اوقات القنوت ، فلا أربح الله لكم قوت ، ولا نجوتم إن نجوت ، ولكم الويل ممن له الملكوت ، إن لم تتوبوا له قبل الموت !!
قال تعالى : {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (11) سورة الجمعة
قال تعالى : {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (161) سورة النساء
غيرتم حقيقة الاشياء ، فاصبح عندكم الغناء ، كتغريد طير السماء ، أو يبعث الهدوء والاسترخاء ، أويجلب راحة من بعد العناء ، تبدد الهموم والشقاء ، أو تحيي ذكرى العضماء ، فدوائكم هو أصل الداء ، والمجد لا يحيى بحفل له عواء!!
قال تعالى : {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} (23) سورة النجم
ولي وقفه مع تلحين الكلام ، بلاعزف أو رهان أو انسجام ، فقد تكون من النواهي ، اذا صادفت قلبا ساهي ، فيمتليء صدره صديدا ، وقد كان قلبه حديدا ، وقد يتعلق بتلحين الكلام ، بالصوت كفعل الحمام ، حتى يدركه الحمام ، وصدره مليء من الاشعار ، فيترك ما سيلحقه في تلك الدار ، من ذكر وآيات ، واعمال وطاعات ، وقد قرأت شيئا خطيرا ، واردت له هاهنا تمريرا ، والله اعلم بما نجهل ، فاقرأ يا أخي وتأمل ، ما ورد في سنن الدارمي ، وفكر في المعنى وما اليه يرمي!!
3359 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَدِمَ سَلَمَةُ الْبَيْذَقُ الْمَدِينَةَ فَقَامَ يُصَلِّي بِهِمْ فَقِيلَ لِسَالِمٍ لَوْ جِئْتَ فَسَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ فَلَمَّا كَانَ بِبَابِ الْمَسْجِدِ سَمِعَ قِرَاءَتَهُ رَجَعَ فَقَالَ غِنَاءٌ غِنَاءٌ *
سنن الدارمي
فيا عبد الله خذ حذرك ، وافتح على الزمان بصرك ، فهذا الحكم في تلحين القرآن ، فكيف بما دونه يا إخوان؟!
ولكي نتوقى من الحيله ، التي هي للشيطان وسيله ، فعلينا معرفة المحبوبات ، التي هي من الطيبات ، احلها الله لنا بشروطها ، و الشرع لنا وسيطها ، وهي ستة وإليك تبسيطها !!
قال تعالى : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران
اذا علمنا أن الشيطان ، مجد في غواية الانسان ، فسنضرب مثالنا على الطرب ، فهو الفخ الاقرب ، فيزين بهذه الشهوات ،فعل أهل الطرب والاغنيات ، فيزين لنا مشاركة النساء ، في الحفل والغناء ، حتى يحضر منا البلهاء !!
أو قد يضع الانذال ، بين الاطفال ، فيتعلمون من الأسافل ، ليغني الطفل وهو مرتجل ، فيقبل بذلك الأهل ، وإن خاطبناهم بهون ، فلنا يقولون ، دعهم فهم لا يفهمون ، ما به ينشدون ، فيشبون في الاوحال ، ويشيبون على هذا الحال ،وتحت غطاء الوطنية ، تحل لهم الأغنية!!
أو يزين لها المسابقة ، لتحضرإليها أجيال واثقه ، من أهلها مارقه ، باعوا الثمين بالبخس ، كبائع الفرس بالخس ، ليجمعوا الجوائز ، ويباركون للفائز ، ثم يكون السحب في الاخير ، على كل الجماهير ، لينال الغبي السيارة ، من اموال الربا السيارة!!
أو يزين حضورها ، فيجعل وليمة من دونها ، وليمة عصماء ، وبعدها الغناء ، ففيه فائدة للهضم ، وبعدها همس فلا كلم ،ينصتون للانغام ، فتأتيهم الاحلام ، والسبب وجبة غنية ، تتبعها أغنية !!
أو يزين الغناء ، في واحة غناء ، ترى الاشجار من حولها ، والشمس من خلالها، في غابات مشهورة ، من الناس مزوره ، ثم يزدان عندهم ذنبهم ، وبه يعلنون حربهم ، فيتسائل شاربهم ، بعد أن أدمن شربهم ، هاه . هاه....أين عذاب ربهم ؟!!!
قال تعالى : {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} (51) سورة يونس
يتبع
لا تبنون بما أكتب حُكما ، ولكن نصيحة صغتها حِكما ، ومن أُوتي الحكمة صار نجما ، وعليه الله قد أنعما..
فبسم الله أبدأ القول ، والصلاة والسلام على الرسول ، وعلى آله وصحبه ومن والاه في الفعل والقول ، فاقرئوا يا أصحاب العقول ، حتى وإن كان في المقال طول ، في ذبي عن الدين حياة كالقصاص !!
من المبطلين بلا سيف ولا رصاص !! لكل أسلوبه وهذا أسلوبي الخاص ، أنا لست من أهل الاختصاص!!
ولست الأديب القاص ، بآي الكتاب والحديث بنيت الأساس، فلا تفرّون من الحق فمنه لا مناص!!!
هو علي عهد...فأما بعد
إلى من يجهل الشيطان ...
هو من توعد بني آدم بالخسران ، وضمن من أكثرهم العصيان ، واستخدم لغيهم كل الالوان ، وما كان في الامكان ، أن يجذب به الانسان ، فحبب إليهم الالحان، والمزامير والقيان ، ليتركوا ذكر الرحمن ، ويهجروا القرآن !!!
قال تعالى :{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} (64) سورة الإسراء
وقد فسرت (بصوتك) أي الغناء وذلك في كتب التفسير المعتبره.
فأصبح التنافس بين الناس ، استماع نغمة وارتشاف كأس ، وترى سيدهم يناديهم ، ويسحبهم من أياديهم ، إنه تواضع المعصيه ، وهو حالة جد مستعصيه ، مطربهم يصدح بالرذيله ، كحمارٍ هز للقطيع ذيله ، فيتبعونه بمشيته الجميله ، يقيلون معه حيث قال ، ويتغنون بأشعاره والأقوال ، وبعد ساعة هي كالتعارف ، تبهتهم ريح عاصف ، فترميهم لأمهم الهاويه ، فيبدئون من هذه النهاية ، فيزال عنهم الصدأ ، ويختفى من صوت حميرهم الصدى!!!
قال تعالى :{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان
وتفسيرها عند ابن كثير كالتالي:
حدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا بن وهب أخبرني يزيد بن يونس عن أبي صخر عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو يسأل عن هذه الآية ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) فقال عبد الله بن مسعود الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات حدثنا عمرو بن علي حدثنا صفوان بن عيسى أخبرنا حميد الخراط عن عمار عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء أنه سأل بن مسعود عن قول الله ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) قال الغناء وكذا قال بن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومكحول وعمرو بن شعيب وعلي بن بذيمة تفسير ابن كثير الجزء :الثالث الصفحة:442_443
فيا ناهقاً للحمير ، هل علمت بخطر المسير ، فتحت لنفسك باب ، كله زيف وعذاب ، دخلته وحيدا ، وستخرج منه وحيدا ، وسيبقى ارثك العظيم ، حمير تنهق لذكراك وانت رميم ، يجمعون لك من الذنوب ، ما يحصيه علام الغيوب ، لتصلك ميزات صوتك ، حتى من بعد موتك ، فلا تقل رب ارجعون ، فتصاب بالغيرة والجنون ، فقد فاق التلميذ استاذه ، واصبح يغني من بعد الاستعاذه ، علمت بذلك أم لم تعلم ، فهل من أوزارهم ستسلم ؟!!
قال تعالى :{لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} (25) سورة النحل
هاهي معاهد الفن ، خرجت لنا العفن ، وامور لا تتفق ، مع المسلم الحق ، فهي إن كانت مصدر رزق ، فإنما هي زيغ وفسق ، وعبودية ورق ، وفضائح ونق ، يسودها المتشدق ، ويرعاها المتملق ، ويحيا بها المتشوق!!
قال تعالى : {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ} (20) سورة الأحقاف
اليكم الناس يلهثون ، وتهفو لأغانيكم العيون ، فهل أنتم تعلمون ، أن تابعيكم حتماً سيهجرون ، ذكر الله واللذة والشجون ، فللذكر وقع وله شئون ، وانتم بمزاميركم تمنعون ، كل خير فهل ترجون ، جنة لستم لها عاملون ، وحتى من لا يحضر اليكم فستحضرون ، اليه بفضائياتكم ومجون ، وإعلامكم المجنون ، تجوبون بها البيوت ، حتى في اوقات القنوت ، فلا أربح الله لكم قوت ، ولا نجوتم إن نجوت ، ولكم الويل ممن له الملكوت ، إن لم تتوبوا له قبل الموت !!
قال تعالى : {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (11) سورة الجمعة
قال تعالى : {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (161) سورة النساء
غيرتم حقيقة الاشياء ، فاصبح عندكم الغناء ، كتغريد طير السماء ، أو يبعث الهدوء والاسترخاء ، أويجلب راحة من بعد العناء ، تبدد الهموم والشقاء ، أو تحيي ذكرى العضماء ، فدوائكم هو أصل الداء ، والمجد لا يحيى بحفل له عواء!!
قال تعالى : {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} (23) سورة النجم
ولي وقفه مع تلحين الكلام ، بلاعزف أو رهان أو انسجام ، فقد تكون من النواهي ، اذا صادفت قلبا ساهي ، فيمتليء صدره صديدا ، وقد كان قلبه حديدا ، وقد يتعلق بتلحين الكلام ، بالصوت كفعل الحمام ، حتى يدركه الحمام ، وصدره مليء من الاشعار ، فيترك ما سيلحقه في تلك الدار ، من ذكر وآيات ، واعمال وطاعات ، وقد قرأت شيئا خطيرا ، واردت له هاهنا تمريرا ، والله اعلم بما نجهل ، فاقرأ يا أخي وتأمل ، ما ورد في سنن الدارمي ، وفكر في المعنى وما اليه يرمي!!
3359 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَدِمَ سَلَمَةُ الْبَيْذَقُ الْمَدِينَةَ فَقَامَ يُصَلِّي بِهِمْ فَقِيلَ لِسَالِمٍ لَوْ جِئْتَ فَسَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ فَلَمَّا كَانَ بِبَابِ الْمَسْجِدِ سَمِعَ قِرَاءَتَهُ رَجَعَ فَقَالَ غِنَاءٌ غِنَاءٌ *
سنن الدارمي
فيا عبد الله خذ حذرك ، وافتح على الزمان بصرك ، فهذا الحكم في تلحين القرآن ، فكيف بما دونه يا إخوان؟!
ولكي نتوقى من الحيله ، التي هي للشيطان وسيله ، فعلينا معرفة المحبوبات ، التي هي من الطيبات ، احلها الله لنا بشروطها ، و الشرع لنا وسيطها ، وهي ستة وإليك تبسيطها !!
قال تعالى : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران
اذا علمنا أن الشيطان ، مجد في غواية الانسان ، فسنضرب مثالنا على الطرب ، فهو الفخ الاقرب ، فيزين بهذه الشهوات ،فعل أهل الطرب والاغنيات ، فيزين لنا مشاركة النساء ، في الحفل والغناء ، حتى يحضر منا البلهاء !!
أو قد يضع الانذال ، بين الاطفال ، فيتعلمون من الأسافل ، ليغني الطفل وهو مرتجل ، فيقبل بذلك الأهل ، وإن خاطبناهم بهون ، فلنا يقولون ، دعهم فهم لا يفهمون ، ما به ينشدون ، فيشبون في الاوحال ، ويشيبون على هذا الحال ،وتحت غطاء الوطنية ، تحل لهم الأغنية!!
أو يزين لها المسابقة ، لتحضرإليها أجيال واثقه ، من أهلها مارقه ، باعوا الثمين بالبخس ، كبائع الفرس بالخس ، ليجمعوا الجوائز ، ويباركون للفائز ، ثم يكون السحب في الاخير ، على كل الجماهير ، لينال الغبي السيارة ، من اموال الربا السيارة!!
أو يزين حضورها ، فيجعل وليمة من دونها ، وليمة عصماء ، وبعدها الغناء ، ففيه فائدة للهضم ، وبعدها همس فلا كلم ،ينصتون للانغام ، فتأتيهم الاحلام ، والسبب وجبة غنية ، تتبعها أغنية !!
أو يزين الغناء ، في واحة غناء ، ترى الاشجار من حولها ، والشمس من خلالها، في غابات مشهورة ، من الناس مزوره ، ثم يزدان عندهم ذنبهم ، وبه يعلنون حربهم ، فيتسائل شاربهم ، بعد أن أدمن شربهم ، هاه . هاه....أين عذاب ربهم ؟!!!
قال تعالى : {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} (51) سورة يونس
يتبع