الشباب الباحث عن السعادة........ د.أحمد الكبيسي
مرسل: 03-16-2003 10:02 AM
<br />
<div align="center"> <center> <table border="1" width="600" bgcolor="aqua"><tr> <td width="100%"><p align="center"><font size="4" color="black"><br />
الشباب الباحث عن السعادة
مقتطفات من محاضرة الدكتور. أحمد الكبيسي
عمان الأهلية (22-12-2002)
الفرح.. يكون لحدث، زواج، الحصول على وظيفة، مكافأة، فهو شعور مؤقت مرتبط بحدث، زمان ومكان.
إذا استمر الفرح لسنوات فهو سرور.. ووجود السرور لا يمنع المنغصات ولا يمنع الخوف.
والسرور يكون لنعم متتالية. أي انه رد فعل لأحداث خارجية، دنيوية مخلوقة.
إذا كان السرور دائما فهو سعادة.
السعادة بنت الرضا وتنبع من الداخل.
الرضا أن لا تشكو من شيء كما قوله تعالى: ( رضي الله عنهم ورضوا عنه)
بورك لامة تراثها العبادة، ما من أمة هاجسها العبادة إلا هذه الأمة. من أول لحظة يستيقظ فيها الفرد حتى ينام كل أفعاله عبارة عن ذكر ودعاء – يا فتاح يا عليم ، بسم الله ، إن شاء الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله- حتى الذي لا يصلي.
هذه الأمة نَفَسُها الذي يتردد ذكر الله، وهذه العبادات كأرض العرب، بقعة فيها بترول، كنز من الكنوز الغالية، كالرمان كالقمح، ما من شيء عندهم بائر، و أصحاب الخبرات يطورون هذه الكنوز ويوجهونها.
عباداتنا ارض خصبة، كل جزء يحوي كنزا، واختصر فأقول : لو جمعنا كل عبادات الإسلام من أولها إلى آخرها لصنفناها إلى ثلاث أقسام:
· عبادات جليلة
· عبادات أصيلة
· عبادات جميلة
وأي منها تحقق سعادتك.
العبادات الجليلة..
هي التي تنجيك من النار، لأن المعادلة يوم القيامة من شقين ( فمن زحزح عن النار وادخل الجنة ).
قاعدتها الرئيسية هي الصفحة الأولى من سورة البقرة..
الإيمان، الصلاة، الصيام ، الزكاة الإيمان بالآخرة والكتب، اولائك هم المفلحون الذين افلحوا بالنجاة من النار، ومن قام بها قام بالأسس والأركان فلن يدخل النار، لكن هذا الناجي قد يحجز على الأعراف 1000 عام، فلا بد إذن من الشق الثاني.
العبادات الأصيلة..
هي مورثة الصبر ، كل ما يحتاج صبرا فهو من العبادات الأصيلة التي تدخلك الجنة بغير حساب.
الصبر على البلاء.. فقر، جوع ، مرض
الصبر على الطاعات.. جهاد في سبيل الله، مرابطة ، حصار ، صوم في يوم حار.
الصبر على المعاصي..
وهنا إن تحليت بها فزت بالجنة، فان صبرت فاعلم بأنك من رجال الجنة، لكن هذا لا يسبب لك سعادة بل فرحة.
فكيف تكون من ملوك الجنة ، تسعد بالدنيا قبل الآخرة ؟؟
كل من قام بعمل من أعمال العبادة وشعر بسعادة طاغية جعلته ينسى كل آلامه فهذه هي العبادة التي تجعلك ملكا.
قال تعالى: ( يا آيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة)
والوسيلة تكون بالعبادات الجميلة
الوسائل هي الدانة.. صغيرة وخفيفة لكنها غالية، فالدانة شيخة اللالىء ولا تقدر بثمن، لو ملأنا هذا المسرح بالسيارات الحديثة فان الدانة أغلى واجمل، وهذه الوسائل هي التي تشعرك بالرضا عن نفسك.
والجمال أساس السعادة ، فما هي جمالياتك؟
الفنان يقضي الأيام وربما الشهور والسنين لينهي لوحة، ثم عندما ينتهي يجلس أمام لوحته يتأمل هذا الجمال الذي صنعه ورغم جوعه وإفلاسه فهو سعيد جدا.
والإسلام دين الجمال فكيف تبحث عن سعادتك وسط جماليات الإسلام ؟
من جماليات الإسلام الأثرة ، لو أن معك 300 دينار، هي قسط المدرسة، قسط السيارة أو هي الطريق إلى أحلام انتظرتها ثم يأتيك جارك محتاجا، تنازعك نفسك لما تريد لكنك تقهرها وتعطي النقود لجارك المحتاج، حينها تشعر بجمال ورضا عجيب.
ومن الذين استشعروا جمال الإسلام : آيات التي ذهبت إلى التفجير وكأنها ذاهبة إلى عرسها بل أجمل.
جماليات الإسلام في العبادات الجميلة ومنها..
· أن تكظم غيظك أمام الناس..
وكظم الغيظ أن تكون قادرا على إنفاذه.
قال تعالى: (
الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)
و في الحديث القدسي: " من كظم غيظه وهو قادر على إنفاذه كان حقا على الله أن يملا جوفه رضا"
وفي هذا قصة جميلة..
كان الأحنف من حكماء العرب ، وذات يوم أراد أحدهم أن يستثير غضبه، فجاء بأعرابي أعطاه 100 ناقة ليهين الأحنف في مجلسه، دخل الأعرابي على الأحنف فأهانه وسبه، فسأله الأحنف هل انتهيت فقال نعم فأدار الأحنف وجهه وعاد يتحدث إلى صاحبه، فناداه الأعرابي ثانية وثالثة وزاد له الشتائم والإهانة، والأحنف على حلمه ما أن ينتهي الأعرابي حتى يعود الأحنف لحديثه العادي مع القاعدين، فعض الأعرابي على إصبعه ندما حتى قطعه وقال: والله ما منعه من الرد علي إلا هواني عليه.
فقابل الإساءة بابتسام، وطنش،وستشعر برضا وراحة جميلة، وتذكر كم مرة فقدت أعصابك وغضبت ثم لمت نفسك وعاتبتها.
· عبادة والناس غافلون..
صلاة والناس نيام، مع دمعة ولو بقدر جرح ذبابة.
المستثنى عند الله مقدس، الكل منشغل وأنت تذكر الله، اليوم حار وأنت صائم، بالكاد تملك ما يكفيك لكنك تطعم جارك، حينها يومي الله إليك ويضحك- بما يليق بصفاته وجلاله- وضحكه تعالى منتهى الرضا.
والشباب الآن يسعى لكي يسعد ورغم آلامه العجيبة إلا انه نضج نضوجا هائلا ، وما عاد يهتم بدنيويات صبيانية وذهب النزق والترف، وقد كثرت الجماليات رغم كثرة المصاعب، وتستطيع أن تجد الجمال في خدمة أب مقعد، البر بزوجة بها بعض النقائص أو الصبر على زوج سيئ.
· أن تعد نفسك مشروعا للجهاد..
من جماليات هذه الأمة انهم يعشقون الموت.
" من سأل الله الشهادة من قلبه بلغه الله منابر الشهداء ولو مات على فراشه"
· كن صاحب مكرمات.
اعمل عملا يرضيك أمام الله تكن ملكا ، وابحث عن إبداع تبدعه من هذه الوسائل التي حثك الله عليها وكن استثنائيا.
لا تنسونا من دعائكم..
<br />
</font> </td> </tr> </table> </center></div>
<div align="center"> <center> <table border="1" width="600" bgcolor="aqua"><tr> <td width="100%"><p align="center"><font size="4" color="black"><br />
الشباب الباحث عن السعادة
مقتطفات من محاضرة الدكتور. أحمد الكبيسي
عمان الأهلية (22-12-2002)
الفرح.. يكون لحدث، زواج، الحصول على وظيفة، مكافأة، فهو شعور مؤقت مرتبط بحدث، زمان ومكان.
إذا استمر الفرح لسنوات فهو سرور.. ووجود السرور لا يمنع المنغصات ولا يمنع الخوف.
والسرور يكون لنعم متتالية. أي انه رد فعل لأحداث خارجية، دنيوية مخلوقة.
إذا كان السرور دائما فهو سعادة.
السعادة بنت الرضا وتنبع من الداخل.
الرضا أن لا تشكو من شيء كما قوله تعالى: ( رضي الله عنهم ورضوا عنه)
بورك لامة تراثها العبادة، ما من أمة هاجسها العبادة إلا هذه الأمة. من أول لحظة يستيقظ فيها الفرد حتى ينام كل أفعاله عبارة عن ذكر ودعاء – يا فتاح يا عليم ، بسم الله ، إن شاء الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله- حتى الذي لا يصلي.
هذه الأمة نَفَسُها الذي يتردد ذكر الله، وهذه العبادات كأرض العرب، بقعة فيها بترول، كنز من الكنوز الغالية، كالرمان كالقمح، ما من شيء عندهم بائر، و أصحاب الخبرات يطورون هذه الكنوز ويوجهونها.
عباداتنا ارض خصبة، كل جزء يحوي كنزا، واختصر فأقول : لو جمعنا كل عبادات الإسلام من أولها إلى آخرها لصنفناها إلى ثلاث أقسام:
· عبادات جليلة
· عبادات أصيلة
· عبادات جميلة
وأي منها تحقق سعادتك.
العبادات الجليلة..
هي التي تنجيك من النار، لأن المعادلة يوم القيامة من شقين ( فمن زحزح عن النار وادخل الجنة ).
قاعدتها الرئيسية هي الصفحة الأولى من سورة البقرة..
الإيمان، الصلاة، الصيام ، الزكاة الإيمان بالآخرة والكتب، اولائك هم المفلحون الذين افلحوا بالنجاة من النار، ومن قام بها قام بالأسس والأركان فلن يدخل النار، لكن هذا الناجي قد يحجز على الأعراف 1000 عام، فلا بد إذن من الشق الثاني.
العبادات الأصيلة..
هي مورثة الصبر ، كل ما يحتاج صبرا فهو من العبادات الأصيلة التي تدخلك الجنة بغير حساب.
الصبر على البلاء.. فقر، جوع ، مرض
الصبر على الطاعات.. جهاد في سبيل الله، مرابطة ، حصار ، صوم في يوم حار.
الصبر على المعاصي..
وهنا إن تحليت بها فزت بالجنة، فان صبرت فاعلم بأنك من رجال الجنة، لكن هذا لا يسبب لك سعادة بل فرحة.
فكيف تكون من ملوك الجنة ، تسعد بالدنيا قبل الآخرة ؟؟
كل من قام بعمل من أعمال العبادة وشعر بسعادة طاغية جعلته ينسى كل آلامه فهذه هي العبادة التي تجعلك ملكا.
قال تعالى: ( يا آيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة)
والوسيلة تكون بالعبادات الجميلة
الوسائل هي الدانة.. صغيرة وخفيفة لكنها غالية، فالدانة شيخة اللالىء ولا تقدر بثمن، لو ملأنا هذا المسرح بالسيارات الحديثة فان الدانة أغلى واجمل، وهذه الوسائل هي التي تشعرك بالرضا عن نفسك.
والجمال أساس السعادة ، فما هي جمالياتك؟
الفنان يقضي الأيام وربما الشهور والسنين لينهي لوحة، ثم عندما ينتهي يجلس أمام لوحته يتأمل هذا الجمال الذي صنعه ورغم جوعه وإفلاسه فهو سعيد جدا.
والإسلام دين الجمال فكيف تبحث عن سعادتك وسط جماليات الإسلام ؟
من جماليات الإسلام الأثرة ، لو أن معك 300 دينار، هي قسط المدرسة، قسط السيارة أو هي الطريق إلى أحلام انتظرتها ثم يأتيك جارك محتاجا، تنازعك نفسك لما تريد لكنك تقهرها وتعطي النقود لجارك المحتاج، حينها تشعر بجمال ورضا عجيب.
ومن الذين استشعروا جمال الإسلام : آيات التي ذهبت إلى التفجير وكأنها ذاهبة إلى عرسها بل أجمل.
جماليات الإسلام في العبادات الجميلة ومنها..
· أن تكظم غيظك أمام الناس..
وكظم الغيظ أن تكون قادرا على إنفاذه.
قال تعالى: (
الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)
و في الحديث القدسي: " من كظم غيظه وهو قادر على إنفاذه كان حقا على الله أن يملا جوفه رضا"
وفي هذا قصة جميلة..
كان الأحنف من حكماء العرب ، وذات يوم أراد أحدهم أن يستثير غضبه، فجاء بأعرابي أعطاه 100 ناقة ليهين الأحنف في مجلسه، دخل الأعرابي على الأحنف فأهانه وسبه، فسأله الأحنف هل انتهيت فقال نعم فأدار الأحنف وجهه وعاد يتحدث إلى صاحبه، فناداه الأعرابي ثانية وثالثة وزاد له الشتائم والإهانة، والأحنف على حلمه ما أن ينتهي الأعرابي حتى يعود الأحنف لحديثه العادي مع القاعدين، فعض الأعرابي على إصبعه ندما حتى قطعه وقال: والله ما منعه من الرد علي إلا هواني عليه.
فقابل الإساءة بابتسام، وطنش،وستشعر برضا وراحة جميلة، وتذكر كم مرة فقدت أعصابك وغضبت ثم لمت نفسك وعاتبتها.
· عبادة والناس غافلون..
صلاة والناس نيام، مع دمعة ولو بقدر جرح ذبابة.
المستثنى عند الله مقدس، الكل منشغل وأنت تذكر الله، اليوم حار وأنت صائم، بالكاد تملك ما يكفيك لكنك تطعم جارك، حينها يومي الله إليك ويضحك- بما يليق بصفاته وجلاله- وضحكه تعالى منتهى الرضا.
والشباب الآن يسعى لكي يسعد ورغم آلامه العجيبة إلا انه نضج نضوجا هائلا ، وما عاد يهتم بدنيويات صبيانية وذهب النزق والترف، وقد كثرت الجماليات رغم كثرة المصاعب، وتستطيع أن تجد الجمال في خدمة أب مقعد، البر بزوجة بها بعض النقائص أو الصبر على زوج سيئ.
· أن تعد نفسك مشروعا للجهاد..
من جماليات هذه الأمة انهم يعشقون الموت.
" من سأل الله الشهادة من قلبه بلغه الله منابر الشهداء ولو مات على فراشه"
· كن صاحب مكرمات.
اعمل عملا يرضيك أمام الله تكن ملكا ، وابحث عن إبداع تبدعه من هذه الوسائل التي حثك الله عليها وكن استثنائيا.
لا تنسونا من دعائكم..
<br />
</font> </td> </tr> </table> </center></div>