السِّــــــر في الليّ!!!!
مرسل: 11-23-2002 09:54 PM
نزلتُ ضيفا على صديقي الجازاني " صالح " فقدَّم لي طبقا يحتوي على أرزٍ بلون أحمر تفوح منه روائح البهارات والهيل وعليه قطعٌ محمرة من اللحم الضاني .. وقبل أن تمتد يمناي للغداء عنَّ لخاطري سؤال فضولي يتعلق بماهية وكٌـنْه هذه الأكلة الشهية فقلت له : ما اسم هذه الأكلة الشهية الزكية ؟ فقال لي : " كبسة سعودية " ! فما أن سمعت كلمة " كبسة " حتى شعرت بانقباضٍ في النفس لم أدرِ ما مدعاته ..فربما لأن كلمة " كبسة " ذكرتني بالأيام الخوالي أثناء الإنتفاضة الأولى عندما كان جنود السَّفاح المجحوم رابين يغيرون على منازلنا ليلا فجأة, ولا نشعر بهم إلا وهم واقفون بجوار رؤوسنا ليوقظونا بأحذيتهم وهراواتهم من كوابيسنا الأكثر قرفا من رؤيتهم..
لقد أثارت بي كلمة " كبسة " فضولا تعدى كثيرا طعمها الشهي ومنظرها البهي , إلى أن وصل إلى حد محاولة معرفة مكوناتها .. فطلبت من صديقي صالح أن يكتب لي – مشكورا – " روشيتة " هذه الاكلة العجيبة فقال لي أبشر بعد ما نتقهوى وانشيش تكون جاهزة بإذن الله ! ..
إستاذن أخي صالح " ليُصلِّح " القهوة والشيشة , وبعد لحظات جاءني بالدلَّـة والفناجين وفي شماله شيشة تختال تيها بطول رقبتها حيث فاقت قامتها قامة صبي ناهز الخامسة من عمرة . واكثر ما شد انتباهي واثار حفيظتي هو ليُّها ( أي الخرطوم ) الذي يكفي لتوصيل بترول الخليج إلى جمهوريات البلقان .
أخذنا نشرب القهوة ونتبادل بيننا ليّ الشيشة , وبدأ صالح يصف لي هذه الأكلة " السعودية الوطنية " فقال :
1- كيلو أرز بسمتي.
2- ثلاث حبات طماط .
3- كبشة بهارات + قرنفل+هيل+ بهارات ذيل السعدان
4- 2 كيلو لحم ضاني .
أخرجت ورقة وقلم وكتبت الوصفة لعلمي المسبق بضعف ( الكاش ميموري ) عندي , وزاد بي الفضول – كعادتي - واردت أن أكتب بجوار كل صنف اسم المدينة السعودية التي كان لها الفضل في إبراز هذه الكبسة إلى حيز الوجود ..فسألته أن يدلني عن أسماء المضارب أو التخوم . فقال لي : أبشر ! وسجِّلْ عندك :
1- الأرز ......... باكستاني .
2- الطماط .... . تركي .
3- كبشة البهارات .... أندونيسي .
4- الهيل ... هندي .
5- بهارات ذيل السعدان .... لا جواب لجهله بإسم جهة المنشأ .
6- لحم الضاني .... أسترالي.
المعسِّل ... والشيشة والليّ .. وفجاة صحتُ كـــفىَ كــفى ! واللي يرحم والديك اخي صالح ...!! فربما جاءت من نفس الجهة التي أتي منها بهار ذيل السعدان ! ولكني الآن فهمت لماذا تطلقون عليها " كبسة " ..
- لماذا ؟
- لأنه لا يوجد في مكوناتها أي عنصر وطني .. فكول مكوناتها مشبوهة وغريبة .... ومع ذلك فإنها شهية ... فما السرُّ في ذلك ؟؟ ..
- .. ضحك صالح وقال على السجِّية : يا صديقي العزيز .
إن الســرَّ يكمن في الَّلي !!
ضحكتُ وتذكرتٌ " المقلوبة " الفلسطينية و " المنسف " الاردني فإذا بوسوسة إبليس اللعين تنغز في صدري وتتصاعد لرأسي لتثير بي فضولا لن يتوقف إلا إن تدحرج هذا الاخير فوق نطع..
حاولت أن أجد قاسما مشتركا بين " كبسة " و " مقلوبة " و " منسف " فوجدتها جميعا لا تخلو من صلة " الإرهاب " فكلها تنبئ بأثرها التحريضي لمن يتناولها ...
يااااااااااااه ... ومرة أخرى أحس بنزغات إبليس اللعين متسائلة .. وما الرابط إذا بين " لقمة القاضي " و " سد الحنك " ؟
تعوذت من إبليس وقلت .. اخسأ يا إبليس !
فما شأني بالسياسة ؟ وكيف لي أن اوافقكَ الرأي المغرض القائل .. لقد اطعمَوا القاضي ... فسدَّوا الحنك !!
وأخسأ يا إبليس مرة أخرى ! فعندنا من الأكلات الوطنية الأخرى ما يدرأ عنا تهمة الإرهاب أو الشبهة, بل وأكادُ أجزم بأنها أصبحت أكلات شعبية بل وقومية - من تخوم شطآن الخليج الشرقي إلى مضارب غدران الخليط الغربي - .. وشاهدانا هما " بابا غنوج " و " أمّ علي " !! . " ويبقى السِّــرُّ في اللّي " كما قال صاحبي صالح !!!
مع تحياتي
جمال حمدان
لقد أثارت بي كلمة " كبسة " فضولا تعدى كثيرا طعمها الشهي ومنظرها البهي , إلى أن وصل إلى حد محاولة معرفة مكوناتها .. فطلبت من صديقي صالح أن يكتب لي – مشكورا – " روشيتة " هذه الاكلة العجيبة فقال لي أبشر بعد ما نتقهوى وانشيش تكون جاهزة بإذن الله ! ..
إستاذن أخي صالح " ليُصلِّح " القهوة والشيشة , وبعد لحظات جاءني بالدلَّـة والفناجين وفي شماله شيشة تختال تيها بطول رقبتها حيث فاقت قامتها قامة صبي ناهز الخامسة من عمرة . واكثر ما شد انتباهي واثار حفيظتي هو ليُّها ( أي الخرطوم ) الذي يكفي لتوصيل بترول الخليج إلى جمهوريات البلقان .
أخذنا نشرب القهوة ونتبادل بيننا ليّ الشيشة , وبدأ صالح يصف لي هذه الأكلة " السعودية الوطنية " فقال :
1- كيلو أرز بسمتي.
2- ثلاث حبات طماط .
3- كبشة بهارات + قرنفل+هيل+ بهارات ذيل السعدان
4- 2 كيلو لحم ضاني .
أخرجت ورقة وقلم وكتبت الوصفة لعلمي المسبق بضعف ( الكاش ميموري ) عندي , وزاد بي الفضول – كعادتي - واردت أن أكتب بجوار كل صنف اسم المدينة السعودية التي كان لها الفضل في إبراز هذه الكبسة إلى حيز الوجود ..فسألته أن يدلني عن أسماء المضارب أو التخوم . فقال لي : أبشر ! وسجِّلْ عندك :
1- الأرز ......... باكستاني .
2- الطماط .... . تركي .
3- كبشة البهارات .... أندونيسي .
4- الهيل ... هندي .
5- بهارات ذيل السعدان .... لا جواب لجهله بإسم جهة المنشأ .
6- لحم الضاني .... أسترالي.
المعسِّل ... والشيشة والليّ .. وفجاة صحتُ كـــفىَ كــفى ! واللي يرحم والديك اخي صالح ...!! فربما جاءت من نفس الجهة التي أتي منها بهار ذيل السعدان ! ولكني الآن فهمت لماذا تطلقون عليها " كبسة " ..
- لماذا ؟
- لأنه لا يوجد في مكوناتها أي عنصر وطني .. فكول مكوناتها مشبوهة وغريبة .... ومع ذلك فإنها شهية ... فما السرُّ في ذلك ؟؟ ..
- .. ضحك صالح وقال على السجِّية : يا صديقي العزيز .
إن الســرَّ يكمن في الَّلي !!
ضحكتُ وتذكرتٌ " المقلوبة " الفلسطينية و " المنسف " الاردني فإذا بوسوسة إبليس اللعين تنغز في صدري وتتصاعد لرأسي لتثير بي فضولا لن يتوقف إلا إن تدحرج هذا الاخير فوق نطع..
حاولت أن أجد قاسما مشتركا بين " كبسة " و " مقلوبة " و " منسف " فوجدتها جميعا لا تخلو من صلة " الإرهاب " فكلها تنبئ بأثرها التحريضي لمن يتناولها ...
يااااااااااااه ... ومرة أخرى أحس بنزغات إبليس اللعين متسائلة .. وما الرابط إذا بين " لقمة القاضي " و " سد الحنك " ؟
تعوذت من إبليس وقلت .. اخسأ يا إبليس !
فما شأني بالسياسة ؟ وكيف لي أن اوافقكَ الرأي المغرض القائل .. لقد اطعمَوا القاضي ... فسدَّوا الحنك !!
وأخسأ يا إبليس مرة أخرى ! فعندنا من الأكلات الوطنية الأخرى ما يدرأ عنا تهمة الإرهاب أو الشبهة, بل وأكادُ أجزم بأنها أصبحت أكلات شعبية بل وقومية - من تخوم شطآن الخليج الشرقي إلى مضارب غدران الخليط الغربي - .. وشاهدانا هما " بابا غنوج " و " أمّ علي " !! . " ويبقى السِّــرُّ في اللّي " كما قال صاحبي صالح !!!
مع تحياتي
جمال حمدان