صفحة 1 من 1

مقابلات مع ابو النكبات!!!!!!!

مرسل: 06-20-2002 09:26 AM
بواسطة البسمة
(ملاحظة هذه السلسة من المقابلات من وحي الخيال و لا اقصد بها شي... فقط مجنونة خيالها واسع))

يا جماعة الخير كنت رايحة اعمل اللقاء مع ابو النكبات و انا ميته من خوفي... لا لا مو منشان خايفه منه و من سلطته لا، يعني شو بيطلع بإيده يرفع علي مسدسه الفاضي؟؟!! و لا يقوم لاطشني كف ... بسيطة بعدها بساعتين بيتصل فيه البيت "الكحلي" : "روح عشيها في مطعم و راضيها مش ناقصين موقفك الصبيانية في ورانا الف شي اكبر من هيك" ... بالضبط متل ما عمل ب "الرجوب"...

بلا طولة سيرة انا كنت خايفة انو كيف بدي اسلم عليه ؟؟!!!!!!! هذا رجال ما في فرق معه بيسلم عليه رجال ... صبي ... ست ... صبية كله واحد يجب ممارسة الهواية في السلام "تق ...تق...تق"
فكرت بالاول اني اقول :" يا ريسنا اعذرني على وضو ... وحياتك متوضية و جاية" بس قلت ما بتزبط لانه في سبيل الهواية بيصير يفتي و هات شو حكى الحنبلي و الشافعي و مالك ... بصير مفتي بعدين ...
قلت معلش يا بنت لا تهكلي هم ربك بدبرها ...

المهم
شرف حضرته .... معاليه... سموه ... رافع راسنا و رايتنا ...
و بس شافني اجا وجهه متهلل من بعيــــــد...
- "الله لا يوفقك يا بعيد كل مصايبنا من وراك انت؟؟"
– "لسة يا بنت ما بدا اللقاء هاتي اسلم عليك بالاول ... شو واجبك علينا.."
مديت إيدي و انا مرتاحة ... سحب إيده و هو مفزوع و قرفان "ولك يا مسخمة شو هو هادا؟؟!!"
- يا ريسنا بعيد عن حضرتك "نقرص و صدفية"
- بقرف "سلامتك"
- بابتسامة :"الله لا يسلم فيك مغز ابرة"
- إيش بتقولي يا مقصوفة ؟؟!!
- انا كنت بدعيلك الله لا يصيبك و لا بغزة ابرة
- آآآآآآآآه ، يلا اساليني زي ما انتي عااااوزة ... انتي و الكل بيعرفني واااااضح الكم متل كف ايديكم...
- آآآآآه طبعا الله يديمك علينا "من غير شر"؟؟!!
- شو وله ؟؟!!
- الله يديمك إلنا و يبعد عنك كــل شر...
- آآآآه ... فكرت اني سمعت شي تاني
- يا ريسنا انا بدي احكي معك بموضوع قديم متجدد بس صرنا نسمعه هـ الفترة كتير "الابعاد" يعني بدل ما نطالب بعودة اللاجئين ... بنقبل بترحيل و نفي فوج جديد؟؟؟ وين صارت هاي باي منطق هذا و اي عقل بيقبله؟؟؟
- وله وله انت شو كاعدة بتخبصي؟؟؟ بس يلا منشان مرضك مش هجاوب على هبلك ...
و لك يا هبلة راحوا على بلاد الغرب يعني احسن الهم من فلسطين و قرف مخيماتها و ريحة شوارعها ...
- ريحة شوارعها دم الشهداء
- آآآآه و انا شو بحكي .. انت فكرك ريحة الدم حلوة ؟؟؟ و لك خلينا في المهم ... هدول ضوا طول عمرهم في المخيمات و انا قلت خليني اريحهم و اورجيهم وجه ربهم بدل المخيم فندق 5 نجوم ... يعني يا مقصوفة انت مفكرة اني ما بحسدهم ... بدل هـ القرف اللي انا عايشه هنا...
– يعني انت حابب سعادتك تبعد عن فلسطين و قرفها -على قولتك- ؟؟؟
- ياريـــــت بس الكرسي اللي نفسي فيه هو اللي كاسر ظهري ... نفسي امسك فيه كمان و كمان باسم رئيس دولة فلسطين قبل ما الله يقصف عمري ...
– آآآآآآآآآمين يـــارب
– يقصف عمري؟؟!! و لك انتي مين مسلطك علي؟؟ مستحيل شارون لانه بيعرف انه مستحيل يلاقي احسن مني ... يعني و الله ما بتذكر قلت له لأ... آآآآه بالمناسبة سؤالك هذا مش للنشر لانه سؤال مرفوض ...
– بس انت قلت لك انك متل الكف بالنسبة لكل واحد فينا... واااااااضح ...
– بس يا هبلة مش في كل شي ...
- آآآآآه فهمت الان ... بتعرف يا عمو اني لما سفرت مناضلين كنيسة المهد بكيت بكيت بحرقة ... يعني حرام هدول يكونوا متلي ... عمري ما شفت فلسطين و لا اكلت شي من ثمرها ... حرام هدول يصير فيهم هيك بعد ما عاشوا فيها و ربيوا فيها و الله حرااااام ... بهاي المناسبة انا بهديك محاولة قصة انا كتبتها عن ابعاد هدول الشباب ... كتبتها و الله دعيت عليك فيها بس بشكل مو مباشر ...
- شو وله ؟؟؟!!!! دعيت علي ....
- لا لا دعيت لك ... لانك بتستاهل ...
- و غير هيك لا تجيبي لي سيرة الادب لا كتابة و لا شعر و لا رسم و خاصة الرسم ...
- ليش خايف اسالك كيف قتلت ناجي العلي ...
- شو وله مالك انهبلت براسك ,,, مالك عيدي ما فهمت ... ماله ناجي العلي ؟؟؟!!!

(اساله كيف قتل ناجي العلي و لا أضل ساكته ؟؟!!

مرسل: 06-20-2002 11:25 AM
بواسطة الصريح
ربنا يكفينا شر النكبات اختيار موفق ورائع وقصه لطيفه جدآ

تحياتى

مرسل: 06-20-2002 04:32 PM
بواسطة سلاف
ماذا أرى
كاتبة ساخرة من الطراز الأول.
كثْرٌ رسامو الكاريكاتير في عالمنا العربي، ولكن رسم السخرية بالكلمات بهذا المستوى الراقي أمر نادر، وعلى قلة مطالعتي لا أذكر أن فراغ ابراهيم عبد القادر المازني قد ملأه سواه.
وأنا أتوسم فيك ذكاء وقدرة أدبية متميزين، وأتوقع أن تتبوئي مكانا رائدا في هذا النوع من الكتابة. رقي في الأسلوب ورقى في المضمون.
اقترن الأدبي بالفكري والسياسي في لوحة من أجمل ما قرأت .
أفهم دور العامية هنا في إبراز نواح معينة. وأقترح عليك أن تتناولي مستقبلا وبعد هذه السلسلة موضوعا عربيا عاما بلغة فصحى فذلك أضمن للانتشار والفائدة على مستوى عربي.
أدعو الله لك بالتوفيق وإلى المزيد من الإبداع.

مرسل: 06-20-2002 08:15 PM
بواسطة البسمة
اخي الصريح
اشكرك جزيل الشكر
قصتنا الممتعة واقعية
اللهم امين ابعد عنا شر النكبات
آآآآآآآآآآآآآمين
اختك البسمة

مرسل: 06-20-2002 08:19 PM
بواسطة البسمة
الرائع و المتجدد دوما ((سلاف))
بداية اشكرك جزيل الشكر على كلماتك التي لا استحقها ...
اشكرك من كل قلبي فكلماتك تسعدني كثيرا كما انها تشجعني اكثر مما تتصور ...
اشكرك... من كل قلبي و انا ما اكتبه لا يتعدى الخربشات و الفضفضات ... يعني احسن (من ان اطق و افقع:p )
سلمت و دمت لي يارب
تلميذتك بسمة

ما شاء الله يا بسمة

مرسل: 06-20-2002 11:59 PM
بواسطة جمال حمدان
بالفعل وكما قال استاذي السلاف فهذه السخرية اللاذعة جاءت وكأنها لوحات كاريكاتيرية بفرشاة الكلمات .

قصتك بل لوحتك بها الكثير مما احتوته بين سطورها وربما اجزم بأن نقطة الضعف الوحيدة في قضية الشعب الفلسطيني هي السلطة الفلسطينية فكلما وصلت اللقمة للفم وبدأ الاسرائيليون يعيدون التفكير في سياساتهم وعدوانهم نرى زعيمنا يصف جهاد الصادقين بالارهاب ويتنادى الزعيم وزبانيته للشجب والاستنكار والوعيد والتهديد للمناضلين وللمجاهدين وذلك حفاظا على الطبل والبساط الاحمر وحرس الشرف :( وليست شرم الشيخ وطابا وبقية هذه الاسطبلات ومن تنادوا لها ببعيد.
ويكفي ان نضع المعادلة البسيطة التالية لكي نقيم زعيمنا الوحيد والأوحد وهي
لو كان فيه خير ما عافه الطير !!!

بارك الله بكِ ابنتي العزيزة بسمة وإلى المزيد ولا تترددي في سؤاله عن اغتيال ناجي العلي بل اغتياله لقضية أمه وخيانته لمقدساتها .

واسلمي لوالدك
جمال حمدان

مرسل: 06-22-2002 10:49 AM
بواسطة البسمة
والدي الحبيب ((جمال حمدان))
سلمت و دمت لي ان شاء الله
صدقت بان نقطة الضعف هي ما يسمى بالسلطة ...
حسبنا و الله ونعم الوكيل و كما كنت تقول ((لك الله يا فلسطين))
اما سخريتي فهي من باب ((فضفضي احسن ما تفقعي يا بنت))

((ويكفي ان نضع المعادلة البسيطة التالية لكي نقيم زعيمنا الوحيد والأوحد وهي
لو كان فيه خير ما عافه الطير !!! )) صدقت و الله

اشكرك جزيل الشكر
ابنتك التي تعتز بك كثيرا
البسمة

مرسل: 06-23-2002 10:00 AM
بواسطة البسمة
((2))

- شو وله مالك انهبلت براسك ,,, مالك عيدي ما فهمت ... ماله ناجي العلي ؟؟؟!!!

-أنا أسفة ... اسفة و منك السماح...

-لا هااااي ما فيها سماح ... أبدا ... وله انت مين وراكي .... مين باعتك؟؟؟

-ما وراي حدا ... انا لو وراي حدا بكون هيك حالي؟؟!!! وراي حيطا مايلة ... كلنا بفلسطين ورانا حيطة مايلة .

-وله شو قصدك؟؟!!! مين الحيطة المايلة ؟؟!!!

-إحنا ... حيطلة مايلة من غيرك..

-آآآآآه فهمت ... على كل ما في سماح ...

-يعني يا ريسنا يا رافع راسنا كيف ما بدك تسامحني و كل العرب بتتعلم منك السماح و ضاربين فيك المثل على قدرتك على السماح

-بجد بتحكي يا مقصوفة ؟!!!! كيف ؟ هاتي سمعيني...

-يعني مش أنت اول من سامح بأرض ال 48 و صرت بتطالب بس بارض 67 ؟؟!!

-صحيح و الله

-مش انت من سامح باطلاق كلمة "ارهابين" على المناضلين عن ارضك في سبيل تحقيق الأمن "المزعوم.

-ولك يا هبلة مش مزعوم بل مأمول... و على كل حال مش نقطة خلاف ... آآآآه و الله انا .

-مش انت سامحت بدم شهداء مخيم جنين في سبيل "تهدئة الوضع الراهن"؟؟!!

-معك حق يا مقصوفة ...

-يعني فرَّطت ... عفوا سامحت بكل هذا ووقفت عندي؟!!

-لا لا ... مسامحك خلص ... بس نفسي افهم شو جاب سيرة ناجي العلي ببالك ؟!

-احكي و علي الامان ؟!

-عليكي بس خلصيني احكي...

-"مرتك" ... حرمك المصون..

-شو دخل مرتي؟! ولك انقتل قبل ما اتزوج

-بعرف بس انا بسال بيني و بين حالي ((ما بتغار من رشيدة مهران؟! ما سألتك عنها؟! ما سألتك كيف تعرفت عليها ... يعني لو غارت معها حق لانها المقصوفة رشيدة مهران الفت في حضرتك كتاب اسمه "عرفات الاهي"

-((و الشرر يكاد يكسر زجاج نظارته)) و لك انت بدك تجلطيني ؟؟!!! من جاب الان سيرة رشيدة مهران؟؟!! و لا بدك يصير فيكي مثل ناجب العلي؟؟!! يخرب بيته ما عرف يسكت و لا عرف يحط لسانه بتمه... المخلوقة موهوبة و منشان هيك انا خليتها ((عضو بالامانة العامة للكتاب و الصحافيين الفلسطينيين )) ... ما عرف يحط لسانة بتمه و ايده بجيبته رسم كريكاتير بتسائل عن منصبها و عن هويتها ... منشان هيك انا ريحته منهم.

-يعني بتعترف انك انت اغتلته و قتلته منشان رسمة كريكاتير ... بتعرف اني طول عمري بعرف انه اللي قتل ناجي العلي ((اليهود)) ...بس بسيطة ما فش فرق كبير ...

-شو وله شو حكيتي؟؟!! سمعيني صوتك ... ما سمعت.

-بحكي و الله حرام كانت رسماته بتأرخ معاناة فلسطين و اهلها من نكبة لنكسة لحرب لبنان.

-شو الفايدة؟! يأرخ معاناة فلسطين و يخرب و يوسخ تاريخي؟؟!! هو كان لازم يفهم ((فلسطين انا.. و انا فلسطين)) و ما ييجي على طرفي .

-بس و الله مو باين...

-شو وله شو قلتِ؟!

-بقول آآآآه طبعا كان لازم يفهم و خصوصاً انك وقتها كنت ((متزوج القضية))

-آآآآه و الله انك بنت بتفهمي ...

-آآآه كتير يا فرحة امي في ...

-مع انك بديتي تفهمي بس برضى انت تعبتيني ... قومي من قدامي و بعدين بنكمل كلام ...

-حااااااااااضر يا ريسنا و قائدنا و رافع راسنا فووووق، الله يعينك و يرحمني انا المرة الجاي...

ما شاء الله بسمة ما شاء الله

مرسل: 06-23-2002 11:30 AM
بواسطة جمال حمدان
لا أبالغ يا ابنتي ان قلت بأنك النسخة الأنثى من ناجي العلي ..فناجي - رحمه الله- ترجم ما يجول بخاطرنا بضربات بسيطة من فرشاته وها أنت وبطريقتك التهكمية تنبشين ما بين الصدور والرماد.
أسلوبك شيق ورشيق فاستمري رعاكِ الله وقيل بأنههم أتو بتراكتور لأبي النكبات وسألوه عن إسم التراكتور فقال :
تكتكتكتكتكتكتكتكتكتكتكتكت...................
فقالوا له : نحن سألناك عن اسم التراكتور .. لا عن كيفية تشغيل مُـوتُـوره !!!

مع تحيات
والدك جمال حمدان

مرثية في "ناجي العلي" للشاعر أحمد مطر..نقلاً عن مو

مرسل: 08-08-2002 10:29 AM
بواسطة د//نون
<font face="Simplified Arabic" font size="5" color="#8800CC">
ِشكراً على التأبينِ والإطراءِ
يا معشرَ الخطباء والشعراءِ
شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم
في غمرةِ التدبيـج والإنشاءِ
وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُـه
أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ
وعلى دموعٍ لو جَـرتْ في البيدِ
لانحلّـتْ وسار الماءُ فوق الماءِ
وعواطفٍ يغـدو على أعتابها
مجنونُ ليلى أعقـلَ العقلاءِ
وشجاعـةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ
للقاتلين بغيرِما أسمـاءِ
شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا
أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي
عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا
تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ
عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ
إن لم تكن مكتوبةً بدمائي
عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما
أرثي بفاتحة الرثاء رثائي
عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها
الموتى، وناجي آخر الأحياء !
***
"ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ
من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ
إصعـدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا
في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ
للمُوثِقينَ على الّرباطِ رباطَنا
والصانعينَ النصرَ في صنعاءِ
مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم
ويناضلونَ برايةٍ بيضاءِ
ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم
ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ
ويخلِّفون هزيمةً، لم يعترفْ
أحدٌ بها.. من كثرة الآباءِ !
إصعَـدْ فموطنك المُـرّجَى مخفرٌ
متعددُ اللهجات والأزياءِ
للشرطة الخصيان، أو للشرطة
الثوار، أو للشرطة الأدباءِ
أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ
من العروشِ لقتل كلِّ فدائي
الهاربين من الخنادق والبنادق
للفنادق في حِمى العُملاءِ
القافزين من اليسار إلى اليمين
إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحِرباءِ
المعلنين من القصورِ قصورَنا
واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ
إصعدْ، فهذي الأرض بيتُ دعارةٍ
فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ
مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ
من عاش فينا عيشة الشرفاء
ماذا يضيرك أن تُفارقَ أمّةً
ليست سوى خطأ من الأخطاءِ
رملٌ تداخلَ بعضُهُ في بعضِهِ
حتى غدا كالصخرة الصمّاءِ
لا الريحُ ترفعُها إلى الأعلى
ولا النيران تمنعها من الإغفاءِ
فمدامعٌ تبكيك لو هي أنصفتْ
لرثتْ صحافةَ أهلها الأُجراءِ
تلك التي فتحَتْ لنَعيِكَ صدرَها
وتفنّنت بروائعِ الإنشاءِ
لكنَها لم تمتلِكْ شرفاً لكي
ترضى بنشْرِ رسومك العذراءِ
ونعتك من قبل الممات، وأغلقت
بابَ الرّجاءِ بأوجُهِ القُرّاءِ
وجوامعٌ صلّت عليك لو انّها
صدقت، لقرّبتِ الجهادَ النائي
ولأعْلَنَتْ باسم الشريعة كُفرَها
بشرائع الأمراءِ والرؤساءِ
ولساءلتهم: أيُّهمْ قد جاءَ
مُنتخَباً لنا بإرادة البُسطاء ؟
ولساءلتهم: كيف قد بلغوا الغِنى
وبلادُنا تكتظُّ بالفقراء ؟
ولمنْ يَرصُّونَ السلاحَ، وحربُهمْ
حبٌ، وهم في خدمة الأعداءِ ؟
وبأيِّ أرضٍ يحكمونَ، وأرضُنا
لم يتركوا منها سوى الأسماءِ ؟
وبأيِّ شعبٍ يحكمونَ، وشعبُنا
متشعِّبٌ بالقتل والإقصاءِ
يحيا غريبَ الدارِ في أوطانهِ
ومُطارَداً بمواطنِ الغُرباء ؟
لكنّما يبقى الكلامُ مُحرّراً
إنْ دارَ فوقَ الألسنِ الخرساءِ
ويظلُّ إطلاقُ العويلِ محلّلاً
ما لم يمُسَّ بحرمة الخلفاءِ
ويظلُّ ذِكْرُكَ في الصحيفةِ جائزاً
ما دام وسْـطَ مساحةٍ سوداءِ
ويظلُّ رأسكَ عالياً ما دمتَ
فوق النعشِ محمولاً إلى الغبراءِ
وتظلُّ تحت "الزّفـتِ" كلُّ طباعنا
ما دامَ هذا النفطُ في الصحراءِ !
***
القاتلُ المأجورُ وجهٌ أسودٌ
يُخفي مئاتِ الأوجه الصفراءِ
هي أوجهٌ أعجازُها منها استحتْ
والخِزْيُ غطَاها على استحياءِ
لمثقفٍ أوراقُه رزمُ الصكوكِ
وحِبْرُهُ فيها دمُ الشهداء
ولكاتبٍ أقلامُهُ مشدودةٌ
بحبال صوت جلالةِ الأمراء
ولناقدٍ "بالنقدِ" يذبحُ ربَّهُ
ويبايعُ الشيطانَ بالإفتاءِ
ولشاعرٍ يكتظُّ من عَسَـلِ النعيمِ
على حسابِ مَرارةِ البؤساءِ
ويَجـرُّ عِصمتَه لأبواب الخَنا
ملفوفةً بقصيدةٍ عصماءِ !
ولثائرٍ يرنو إلى الحريّةِ
الحمراءِ عبرَ الليلةِ الحمراءِ
ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسي
أنخابَهُ في صحَة الأشلاءِ
ويكُفُّ عن ضغط الزِّنادِ مخافةً
من عجز إصبعه لدى "الإمضاءِ" !
ولحاكمٍ إن دقَّ نورُ الوعْي
ظُلْمَتَهُ، شكا من شدَّةِ الضوضاءِ
وَسِعَتْ أساطيلَ الغُزاةِ بلادُهُ
لكنَها ضاقتْ على الآراءِ
ونفاكَ وَهْـوَ مُخَـمِّنٌ أنَّ الرَدى
بك مُحْدقُ، فالنفيُ كالإفناءِ !
الكلُّ مشتركٌ بقتلِكَ، إنّما
نابت يَدُ الجاني عن الشُّركاءِ
***
ناجي. تحجّرتِ الدموعُ بمحجري
وحشا نزيفُ النارِ لي أحشائي
لمّا هويْتَ هَويتَ مُتَّحـدَ الهوى
وهويْتُ فيك موزَّعَ الأهواءِ
لم أبكِ، لم أصمتْ، ولم أنهضْ
ولم أرقدْ، وكلّي تاهَ في أجزائي
ففجيعتي بك أنني.. تحت الثرى
روحي، ومن فوقِ الثرى أعضائي
أنا يا أنا بك ميتٌ حيٌّ
ومحترقٌ أعدُّ النارَ للإطفاءِ
برّأتُ من ذنْبِ الرِّثاء قريحتي
وعصمتُ شيطاني عن الإيحاءِ
وحلفتُ ألا أبتديك مودِّعاً
حتى أهيِّئَ موعداً للقاءِ
سأبدّلُ القلمَ الرقيقَ بخنجرٍ
والأُغنياتِ بطعنَـةٍ نجلاءِ
وأمدُّ رأسَ الحاكمينََ صحيفةً
لقصائدٍ.. سأخطُّها بحذائي
وأضمُّ صوتكَ بذرةً في خافقي
وأصمُّهم في غابة الأصداءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أنَّ عروشَهم
زبدٌ أٌقيمَ على أساس الماءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن جيوشهم
قطعٌ من الديكورِ والأضواءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن قصورَهم
مبنيةٌ بجماجمِ الضعفاءِ
وكنوزَهم مسروقةٌ بالعدِل
واستقلالهم نوعُ من الإخصاءِ
سأظلُّ أكتُبُ في الهواءِ هجاءهم
وأعيدُهُ بعواصفٍ هوجاءِ
وليشتمِ المتلوّثونَ شتائمي
وليستروا عوراتهم بردائي
وليطلقِ المستكبرون كلابَهم
وليقطعوا عنقي بلا إبطاءِ
لو لم تَعُـدْ في العمرِ إلا ساعةٌ
لقضيتُها بشتيمةِ الخُلفاءِ !
***
أنا لستُ أهجو الحاكمينَ، وإنّما
أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي
عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي ؟
أأقولُ للكلبِ العقور تأدُّباً:
دغدِغْ بنابك يا أخي أشلائي ؟
أأقولُ للقوّاد يا صِدِّيقُ، أو
أدعو البغِيَّ بمريمِ العذراءِ ؟
أأقولُ للمأبونِ حينَ ركوعِهِ:
"حَرَماً" وأمسحُ ظهرهُ بثنائي ؟
أأقول لِلّصِ الذي يسطو على
كينونتي: شكراً على إلغائي ؟
الحاكمونَ همُ الكلابُ، مع اعتذاري
فالكلاب حفيظةٌ لوفاءِ
وهمُ اللصوصُ القاتلونَ العاهرونَ
وكلُّهم عبدٌ بلا استثناء !
إنْ لمْ يكونوا ظالمين فمن تُرى
ملأ البلادَ برهبةٍ وشقاء ِ؟
إنْ لم يكونوا خائنين فكيف
ما زالتْ فلسطينٌ لدى الأعداءِ ؟
عشرون عاماً والبلادُ رهينةٌ
للمخبرينَ وحضرةِ الخبراءِ
عشرون عاماً والشعوبُ تفيقُ
مِنْ غفواتها لتُصابَ بالإغماءِ
عشرون عاماً والمفكِّرُ إنْ حكى
وُهِبتْ لهُ طاقيةُ الإخفاءِ
عشرون عاماً والسجون مدارسٌ
منهاجها التنكيلُ بالسجناءِ
عشرون عاماً والقضاءُ مُنَزَّهٌ
إلا من الأغراض والأهواءِ
فالدينُ معتقلٌ بتُهمةِ كونِهِ
مُتطرِّفاً يدعو إلى الضَّراءِ
واللهُ في كلِّ البلادِ مُطاردٌ
لضلوعهِ بإثارةِ الغوغاءِ
عشرون عاماً والنظامُ هو النظامُ
مع اختلاف اللونِ والأسماءِ
تمضي به وتعيدُهُ دبّابةٌ
تستبدلُ العملاءَ بالعملاءِ
سرقوا حليب صِغارنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتكوا بخير رجالنا، مِنْ أجلِ مَن ْ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
هتكوا حياء نسائنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
خنقوا بحريّاتهم أنفاسَنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتحوا لأمريكا عفافَ خليجنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وإذا بما قد عاد من أسلابنا
رملٌ تناثر في ثرى سيناء !
وإذا بنا مِزَقٌ بساحات الوغى
وبواسلٌ بوسائل الأنباءِ
وإذا بنا نرثُ مُضاعَفاً
ونُوَرِّثُ الضعفينِ للأبناءِ
ونخافُ أن نشكو وضاعةَ وضعنا
حتى ولو بالصمت والإيماءِ
ونخافُ من أولادِنا ونسائنا
ومن الهواءِ إذا أتى بهواءِ
ونخافُ إن بدأت لدينا ثورةٌ
مِن أن تكونَ بداية الإنهاءِ
موتى، ولا أحدٌ هنا يرثي لنا
قُمْ وارثنا.. يا آخِـرَ الأحياءِ !