الحمام

حوارات - مواضيع - شعرعامِّي

المشرف: مجدي

sara
همس جديد
مشاركات: 69
اشترك في: 11-02-2001 11:56 AM
اتصال:

الحمام

مشاركةبواسطة sara » 05-18-2002 02:20 PM

الحَمَامْ

نقر خفيف على زجاج النافذه انتشلنى من أكوام الأوراق والكتب المكدسه فوق المكتب ... كانت حمامه تنقر بلطف على الزجاج ... تستأذن برقه للدخول !!
أحضرت لها بعض الماء وفتات خبز في طبق صغير وضعته أمامها .. عدت إلي مكتبي .. أخذت أرقبها من بعيد مخافة إزعاجها .. أيقظت ذكريات جميله بعضها مفرح وجُلّها حزين .
حين كنا صغاراً ، أنشأ أخي " صندوق الحمام " . ساهمنا جميعاُ طواعيه في تمويل ذلك الصندو ق لنتمكن من شراء زوج وأكملت الوالده الباقي . بعد أسابيع جاء اليوم الموعود بوصول أول زوج حمام إلى البيت . كان قفص الحمام في المنتصف ... تحلقنا حوله نحدثه .. نطعمه .. وننشد له . أخيراً ساهم الوالد ببناء برج للحمام في سطح المنزل . كان البرج المنتزه وحائط المبكى ؛ لكل واحد منا حكايه كان يرويها للحمام .. هديله وسجعه كان رداً جميلاً فيه الكثير من التعاطف والشجن . كأطفال لم يكن المعنى بهذا الوضوح لكن الإحساس واحد .
وللحمام مواقف مشرفه في التاريخ الإنساني ؛ كالحمامة التي عششت على مدخل غار ثور لتغطي بالإشتراك مع العنكبوته الذي نسجت غزلها في ذات المكان اختباء خير الأنام (صلى الله عليه وسلم ) وصاحبه عن مشركي قريش . وهناك الحمامه التى استدل بها سيدنا نوح ( عليه السلام ) على امكانية مغادرة السفينه واستئناف الحياة علىالأرض من جديد بعد الطوفان .
مرة أخرى يلعب هذا الثنائى دوراً هاماً في الحضاره الإنسانيه , إذ كان هذا الطائر النبيل ساعي البريد في الحرب كما في السلم .. أسرع وأرشق وسيلة اتصال في العالم ، أحدث اكتشافه قديماً ثوره تعادل ثورة الإتصال عبر الشبكه العنكبوتيه حالياً .
وتتعدد صور ذكر الحمام في الأدب العربي . ورد في مقامات الحريري أن ابراهيم بن َسيََّار كان يعجب بالحمام و عند ذكرها قال " إن الله جمع فيها حسن المنظر ، وكريم المخبر . تكفيك مؤنتها ، وتكثر لديك معونتها ، فهي للطارق عده وللمستوطن لذه ، تطعم في الصحراء ، وتعود عليك بالسراء ، ويأنس الوحيد بحركاتها ......
وسوف يلازم الحمام كل قصائد الشوق والحنين مادام يخفق بجناحيه في كبد السماء ، ويتغلغل بهديله بين ظلال الواحات " .
و هواة اقتناء الحمام على استعداد للسفر إلى أطراف العالم الأربع ودفع مبالغ طائله للحصول على الأنواع النادره منه وقد بيعت حمامة سباق بما يزيد عن مئة ألف جنيه استرليني !! . وسباقات الحمام - لرواد هذا النوع - لا تقل أهمية وإثاره عن سباقات الخيل ومباريات كرة القدم !! .
وللذواقه شأن لا ينقضي مع الحمام مهما طال الزمن ويعتبره البعض زينة الموائد.
أما محبوا الطيور والمنافحون عن البيئه كجماعة السلام الأخضر فلم يكفوا عن انتقاد ومهاجمة أعمدة وأسلاك التلفون العادي والخليوي وكذا محطات الطاقه لتسببها في إحداث خلل في المجال المغناطيسي - الذي يساعد ذوات الأجنحه والمخلوقات البحريه في معرفة الإتجاهات - وبالتالي إرباك البوصله البيولوجيه لديها مما يؤدي إلى فقدان الطيور لوجهتها و التسبب فيما يُعتقد أنه انتحار جماعي للحيتان .
في اليابان أثبت أحد العلماء أن الحمام يستطيع التعرف على الصور المُرَكْبَه حين قام بعرض ثمانية لوحات على مجموعة من الحمام وقال أن الحمام تعرف على أعمال فان جوخ وشاجال . ويعتقد أن بحثه يمكن أن يستخدم في تطوير طرق لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الذاكره البصريه . وذكرت صحيفة الصنداي تايمز أن مجموعة من الحمام حصلت على نفس الدرجة التي حصلت عليها مجموعة من البشر أجريت عليهم نفس التجربه .
ويرتبط الحمام بالسلام وغصن الزيتون . . . وككل الأحلام الضائعه ذُبح الحمام ودُهس غصن الزيتون ... فيما مضى كانت أسراب الحمام تنتشر وتتجول بحريه في سماواتنا العربيه المفتوحه مذكرة على الدوام بالأهل والأحبه . الآن ، قل ظهورها كثيراً ..... احتجاج صامت على تهميش دورها الذي اقتصر على الوجود الرمزي كتذكار من الماضي الجميل !!!!!

Sara
جوهرة
بوح دائم
مشاركات: 704
اشترك في: 05-11-2001 12:39 AM

مشاركةبواسطة جوهرة » 05-21-2002 10:17 PM

[B]<DIV align=justify><FONT size=5 color=purple face="traditional arabic"
أخت الرشف سارا:
بداية هادئة ياسارة..ونهاية واقعية ...وقد لفت انتباهي هذا الاهتمام الكبير الذي أولته بعض الفئات التي ذكرت للحمام.

فمن منظمة حماة البيئة الى علماء اليابان. ودراسة هنا ودراسة هناك على حيوان صغير . وفي الجانب الآخر من الحياة في تلك البقع المظلمة نجد أناس يحسدون الحمام على هذا التشريف.
****
ليس انتقاصا لك أيها الحمام ولكنك لو تعرف قيمة الانسان لشكرت الله على نعمته عليك .
****
شكرا ياسارا
موضوعك يحمل الكثير بين سطوره.
رشف المعاني
رائد أنيس الجشي
رشف مميز
مشاركات: 2702
اشترك في: 05-06-2001 10:21 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة رائد أنيس الجشي » 05-22-2002 12:54 PM

موضوع جميل كالعادة أخت سارا
به إيحاء مخفي
نوع من فرح ذكريات الطفولة
السعيدة والمحزنة

عجيب أن تحييبنا السعادة أحيانا
حينما نتذكر شيء مؤلم في طفولتنا
فعلا قد نعاني من كآبة الموقف
لكن مجرد التذكر
يشعرنا بالغبطة

ومن الذكريات إلى اقتباسات تاريخية
إلى تنفيس عن ألم لواقع
يبعث على الإظطراب
إلى وصف

نتنقل معك سيدتي ومع أسراب الحمام

في بيتنا الحالي
لم أكن محتاجا لبرج حمام أو صندوق
فلدي في الصطح وعلى نافذة حجرتي
مايربو على 20 حمامة أو أكثر

لا أدري لماذا اختاروا هذا المكان بالذات
في البيت المقابل
هنالك حمامة تضع بيضها على
سطح المكيف - والمسكينة
أو المجنونة - تفقدهم دائما

رغم حبي السابق للحمام
وكونه رمز للسلام
لكنه أحيانا يثير علامات تعجب كثيرة
بل أرى به صور بشرية

لأحيانا ارى بعض (الحمامات)
تعتدي على حمامة أخرى
وتعاملها بوحشية
قد يكسر جناحها
فلا تقوى على الطيران
وحين تكون هنالك حمامة
تسقط أرضا
لايحرك هذا الحمام الوديع ساكنا
لو تعرض قط لها

هنا ...أتذكر لماذا أحببت (الغراب)
رغم لونه الأسود (الذي كنت ولازلت أحبه وأجد به السكون)

ماذا لو أحد الغربان تعرض للمطاردة
من أي حيوان كان بل حتى من الإنسان
ملايين الملايين من الغربان
ستلاحق ذلك الشخص
رغم علمها بأنها قد تتأذى

أحيانا أحسد الغربان على تكافلها الإجتماعي
وأستحقر الحمام على عدمه
أتمنى أنني بت أستحقر الحمام فقط

لا أزال أميل إلى اللون الأسود
وأعشق المبيت في الظلام
وممارسة أعمالي في إنارة خفيفة

قال لي البعض إن فكرك شاذ
لكنني لو نظرت إلى بعض الجوانب
وتأملت
رأيتني أعشق الغراب فعلا

وإن كنت لاأزال أعطي الحمام
أولوية المشاهدة
التي يسرقها وبغير إرادتي نعيق غراب
لإامتع نظري به



دمت أخت سارا
وتحياتي لأختي الجواهر

........
سأقول ذات القول جواهر
لو أذرك الحمام إهتمام الآخرين به دون إرادت تسخيره
لأغراضهم - ربما أصبح غرابا

إذ أن الغراب المنبوذ يتكاتف مع أهله وعشيرته



دمتم
صورة

عساااكم السعااادة
sara
همس جديد
مشاركات: 69
اشترك في: 11-02-2001 11:56 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة sara » 05-25-2002 10:55 PM

الفاضله الجوهره
شكراً على قراءة ما بين السطور .
العجيب أنه توجد منظمه واحده لحماية حقوق الإنسان
بينما هناك العشرات إن لم يكن مئآت المنظمات لحماية حقوق الحيوان والطيور والزواحف وحتى الديناصورات بعضها تتجاوز ميزانيته ميزانية دوله من دول العالم الثالث !!
ومن المفارقه , أنهم يدافعون عنها بشراسه وفي نفس الوقت يزجون بها خلف القضبان في أماكن جميله تُسمى حدائق الحيوان . أنشئت أساساً ليستمتع الإنسان برؤية تلك الحيوانات البائسه ويريح نفسه من عناء الذهاب إليها في مواطنها الطبيعيه - حيث تعيش حرة طليقه - بدون أي اهتمام لما يُحس به ذلك المخلوق الأعجم !!.


Bleeding Gull

قرأت ردك عدة مرات لأفهم سبب كرهك للحمام ؟!!
لدي استفسار ,,, هل شاهدت فيلم " الطيور " لهتشكوك ؟؟
ربما شعر الحمام المسكين بنفورك منه فأراد التقرب منك ويبدوا أن النجاح لم يحالفه للآن .
أدعوا الله لهم بالتوفيق وأن يرق قلبك الطيب لهم !
أتفهم حبك للغربان ولا أجده غريباً ( ........ وللناس فيما يعشقون مذاهب )
أحب كثيراً طائر الماينا الأسود ( نُسميه " ياسمينه " ) وصوته الجميل . ربما لارتباطه بفيلم الكرتون علاء الدين وهذا يعيدني مرة أخرى لفرح الطفوله
بالنسبه للغربان : ورد في القرآن الكريم ، اقتتال غرابين وموت أحدهما .. ليستدل أحد ابني آدم بأن يُكرم ( للمرة الأخيره )
أخاه القتيل بدفنه كما فعل الغراب .

تمنياتي للجميع بالتوفيق والسعاده
وسلام

Sara
صورة العضو الشخصية
القوس
همس جديد
مشاركات: 71
اشترك في: 10-22-2001 09:30 PM

مشاركةبواسطة القوس » 06-07-2002 09:21 AM

كلامك رائع سيدتى وقد ابدع احمد مطر فى حديثه عن الحمام حين قال

حدّث الصياد أسراب الحمام
قال: عندي قفصٌ
أسلاكه ريش نعام
سقفه من ذهب
و الأرض شمعٌ و رخام.
فيه أرجوحة ضوء مذهلة
و زهورٌ بالندى مغتسلة.
فيه ماءٌ و طعامٌ و منام
فادخلي فيه و عيشي في سلام.
قالت الأسراب:
لكن به حرية معتقلة.
أيها الصياد شكراً…
تصبح الجنة ناراً حين تغدو مقفلة !
ثم طارت حرةً،
لكن أسراب الأنام
حينما حدثها بالسوء صياد النظام
دخلت في قفص الإذعان حتى الموت…
من أجل وسام !

وماذا عسى ان نقول سيدتى عن الحمام فيكفيه شرف حبر وتربيه سيد الخلق له
ويكفيه انه شعار سلام
ويكفيه الامانه فى نقل الرسائل
ويكفى ان الامهات كانت تتغنى من اجل دخول اولادها فى نوم عميق
نام ياحبيبى نام واذبح لك زوج حمام
ذبح !!!!!!!!!!!! ومع هذا ينام الاطفال فى هدوء
فماذا عسى سيدتى ان نقول عن الحمام بعد ذلك
لو كان بينى وبين الناس شعرة مانقطعت
رائد أنيس الجشي
رشف مميز
مشاركات: 2702
اشترك في: 05-06-2001 10:21 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة رائد أنيس الجشي » 06-09-2002 01:31 AM

عودة لكم

أتفهم بالطبع الحب للحمام
وأراه شيء طبيعي جدا

لكن

فلنرى

أن

الحمم رمز السلام(رمز السلااام في العصر الحالي)
وبالتالي فإما أن الحملم غير موجود أو إنه سيء
يدل على ماهو سيء
فتعريف السلااام الحالي يثير الشفقة


يقول حبيبي القوس
نام يا حبيبي نام
ونذبح لك جوزين حمام

وهو يذكرني بما يهدهد به الأطفال لدينا أيضا
هواا لولو عن الجلب والغولو

وبالطبع حين يذبح شيء ما فهو يعني
أننا يا طفلي الحبيب سنتخلص من الحمام
وبتالي ستكون أنت سعيد(فهي أيضا من زاوية أخرى دم)

إستخدام الحمام للبريد
لا يعطي ميزة للحمام إذ إنه يعبر
عن إستغلال الإنسان للخصائص الطير
وتسخيره لخدمته بوسائل شتى
بينما الغراب يرفض إلا أن يكون حرا

كما قالت أختنا سارا
أن الغراب ورد ذكره في القرآن
وقد بعثه الله لكي يعلم قابيل


المهم في الأمر ولكي لا أحور الموضوع
أو اضفي عليه نكهة أخرى

ما أقصده
أننا أحيانا حين ننظر إلى الشيء من زاوية مختلفة نراه قبيحا

فمثلا من لا يدله الللون الأبيض
على الفرح والسلااام

لكن دع هذا الإنسان يواجه عاصفة ثلجية

صدقوني سيصاب بالرعب
كلما نظر لهذ اللون

وسيفظل اللون الأسود

سيصبح مثلي (رغم أني لا أخاف الأبيض ولم أرى عاصفة جليد)

همسة:

رأيت فلم الطيور وكان رائعا
في إخراجه مملا في الحوار
لكن لو أخذنا بعين الإعتبار
السنة التي قجم فيها
والإمكانيات المتاحة
فهو يعتبر شيئ رائعا


دمت
صورة



عساااكم السعااادة
sara
همس جديد
مشاركات: 69
اشترك في: 11-02-2001 11:56 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة sara » 06-09-2002 03:19 PM

الفاضل ... القوس

شكراًً للزياره ولإضافتك الرائعه التي أثرت الموضوع .
يذكرني اسمك بقوس قزح ... بالنسبة لى يحمل معاني الفرح والأمل...
في قصص الأطفال والبطاقات الملونه هناك كنز من ذهب في آخره .
حضورك كقوس قزح في جماله .

عودة لك .. رائد ،
كالعاده ( ما شاء الله ) بارع في جعلي أنفض غبار الكسل .
اُتخذ الحمام رمزاً للسلام في العصر الحديث وله جذور تاريخيه تبدا من أيام سيدنا نوح حيث دل عدم رجوع الحمامه إلى السفينه على عثورها على مكان آمن تأوي اليه وبالتالى إشاره لإمكانية استئناف الحياة بأمان بعيداً عن الخطر .
كرمز، يمكن أن يكون أي مخلوق آخر .. فالحمام كان ينقل الأخبار الحسنه والسيئه على حد سواء . كما أن للحمام خصائص جماليه كالرشاقه والرقه مما جعلها محببه للبعض .
لا أعلم إن كانت هناك محاولات لتد جين الغراب واستخدامه
عدا ذلك يُذكر الغراب دوماً سلباً في الأدب والأمثال الشعبيه مع أن الرسول ( ص ) نهى عن التشاؤم من مخلوقات كالبوم والغربان .

الإنسان سخر كل شيء لخدمته ، وهي مكرمه من الخالق لإعمار الأرض
إذ استحدم الإنسان الصقور للصيد ، الدواب للتنقل.. الماشيه غذاء وكساء .... الخ
المشكله هي في سوء الإستخدام أو الإستغلال . فالإنسان استغل حتى الجوارح والكواسر لمتعته .
لم يقتصر الأمر على حدائق الحيوان ، ففي عروض السيرك يستخدم المدربون السياط مع النمور ، الأسود ، الدببه وخلافها لتدريبها على أداء حركات استعراضيه تظهر مهارة الإنسان وسيادته على سائر المخلوقات
حتى أفراد فصيلته !!.

أتفق معك أن نظرتنا للأمور تختلف باختلاف الزوايه المنظور منها، وهو طبيعي لاختلاف البشر أنفسهم وهذا من عظمة الخالق وروعة الخلق ، وعامل إثراء للمعرفه الإنسانيه .

ربما تحدثنا عن الرعب في مناسبه أخرى .

تحياتي

العودة إلى “المقالات والشعر العامِّي”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 22 زائراً