مرسل: 10-15-2001 12:37 AM
<DIV align=justify><FONT face= Tahoma fontsize=5 color=black face=
الشخوص :
أبو ليلى : كهل كبير في السن
ليلى : ابنته في منتصف العقد الثالث
سهل : ابن عم ليلى في منتصف الثلاثين من عمره يعمل خبازاً يهتم بمظهره.
ربيع : أخ لسهل في منتصف الثلاثين لكنه أصغر من سهل يعمل عامل مطبعة لا يهتم بمظهره كثيراً.
الموظف : هو تارة زميل ربيع في المطبعة وتارة أخرى صاحب المخبز الذي يعمل فيه سهل في الأربعينات من عمره. (دور يؤديه ممثل واحد)
المسرح:
يبدو كساحة منزل متوسط الحجم يطل عليها حجرتان أمام أحدهما سرير يختبئ خلف ساتر ضعيف من الخشب المهلهل حتى لا يرى النائم من يجلس في الجانب الآخر أمام الحجرة الثانية يوجد بساط وبعض المساند القديمة أمام الباب الأخر، ثم بوابة لخارج المنزل، في وسط الساحة حبل عليه ثياب.
الزمان:
الزمان في بداية الصباح … الهدوء يسود المكان وإظلام خفيف مع مؤثرات صوتيه تدل على عصافير أول الصباح يبدأ الإظلام بالاختفاء تدريجياً وتتضح لوحتين معلقتين على جدار المنزل كتب علي إحداها من نام صباحاُ نام عن بعض النجاح موقع تحتها باسم سهل وعلى الأخرى من نام ليلاً نام عن كل النجاح موقع تحتها باسم ربيع. يبدو أن سهل يتقلب في فراشه. يجلس ثم ينظر إلى الأعلى.
<DIV align=justify><FONT face= Tahoma fontsize=5 color=purple face=
سهل : يبدو أن النهار قد بكر اليوم. لم أشبع بعد من النوم لولا هذه الأحلام الحقيرة وبعض العدس من عند المطعم المجاور لمخبزنا لنمت كما ينبغي … يالله الحمد لله صاحب الثناء والمجد.
(يفرك رأسه كسلا) لأنهض يبدو إني تأخرت سيأكلني الناس إن لم يجدوا خبزاً يأكلوه.
(ينهض ويسير إلى أحد أبواب ويدخل إلى الحجرة)
(تخرج الفتاة ليلى من الباب الآخر، بيدها سلة وتبدأ في جمع الثياب من على الحبل، تمر جانب السرير الخالي).
ليلى : (واقفة بجانب السرير) هيه أيها الرجال أيكم الفحل بئس عشاق النوم بئس عشاق العمل أليس منكم (تواصل جمع الثياب).
(يخرج سهل وقد ارتدى ثياب الخبازين).
ليلى : صباح الخير يا سهل إلى العمل كعادتك.
سهل : كما ترين صباح النور…. كعادتي.
ليلى : إلي آخر النهار…
سهل : لا أدري ولكن إلى ساعة النوم فأفواه الناس تعمل كالآلات هكذا…
(يمثل حركة الفم بيده) تأكل وتأكل حتى ينامون.
ليلى : وأنت ألا تأكل سينهض أبو ليلى ويخرج وتتناول إفطارك معنا.
سهل : ويلحق بي ربيع ولا أزال هنا. لا هذا لا يصير أبدا فأنا لا أريد أن أرى وجهه.
ليلى : ومنذ متى وأنت لم تر وجهه؟
سهل : شهر نعم شهر
ليلى : وتنامان على سرير واحد
سهل : ليس شرطاً فأطباعنا مختلفة وألواننا متعاكسة هو ينام بالنهار وأنا أنام بالليل فليس منا من يشبه الآخر. لقد جبلنا على الاختلاف لم يحدث أن وجدنا فرصة لنرى أننا أن كنا أخوة أم لا أهناك ألفة أم لا.
ليلي : وأنا
سهل : أما مثله ما أراك إلا لحظات هل هذه الألفة أعني التي معي أختبرتها بحثبتها مع نفسك هل حدثت نفسك بأن تقضي معي يوما.
سهل : ما سألت نفسي ولكن أيضا ربيع مثلي في هذا.
ليلى : هذه مسألتي أليس منكم من يلتفت حوله يعيش يومه لنفسه.
سهل : كيف وماذا يأكل الناس.
ليلي : من تظن نفسك … هل تعتقد أنهم على خبزك فقط يعيشون .
…
…
…
…
أبو ليلى : أكثر من مرة قلت لك ويبدو أنه حديث ثمل لأصم … هما ولدا أخي نهشل.
ليلى : نهشل!
أبو ليلي : هذا اسمه غريبا أليس كذلك لكنك لم ترى وجهه بل طباعه فكيف سيأتيان إذا كان هذا أبوهما هذا وأمهما تلك.
ليلى : لم أسمع بها أبدا أكانت لهما أم؟
أبو ليلى : دعينا منهما… أين القهوة.
ليلى : ما تبقى إلا القليل في قاع الوعاء..
أبو ليلى : إن كان الوعاء يكنس (يشير إلى رأسه) فأتيني به.
ليلى : اجلس وارقب الباب … علنا اليوم نعرف من أمهما.
(تحمل السلة وتدخل يجلس أبوليلى ويدخل ربيع بثياب سوداء وجسد ملطخ بالسواد يذهب الحجرة التي دخلها أخوه… ينظران إليه باستغراب)
أبو ليلى : سيرتمي كالأموات في كفن أخيه حتى الليل ليخرج ويندس فيه سهل هكذا وهلم جرا… (تأتي ليلى بجانب أبيها بصوت خافت).
أبو ليلى : ها هو قد جاء صبي علني أنسى.
ليلى : اني أصب قهوة لتتذكر.
أبو ليلى : أين الطعام فقط هذه السوداء ما أفعل بها.
ليلى : لهذا أردتك أن تتذكر أبي ألا تلاحظ نحن كل يوم وهذا الحديث ألا تمل تأكل.
أبو ليلى : وماذا بعد… ستعصف الأمزجة ويضيق الصدر هل هذا ما تريدين.
ليلى : ما قصدتك أنت فحسب وإنما هذان أيضا ألا تطردهما.
أبو ليلى : ومن يطعمنا يا لبنتي أنا رجل مطارد قد يدركني الموت فمن لك والحياة رجل فاحش أو امرأة لعوب فلا أمان لأيهما.
ليلى : وتخاف على ليلى.. بل إن كانت رجلا فاحشا. أو امرأة لعوبا فما هؤلاء أليس أشر منهما.
أبو ليلى : يحسبهما الناس زهادا من التعفف.
ليلى : وتعتقد أنني أنتظرهما (تقف)
أبو ليلى : وتنتظرين من ذا الفارس على حصانه الأبيض أجلست جلسة عانس أو لا تجيدين حساب السنين.
ليلى : أجيده لكن عشقني الرجال كلهم وما عشقت إلا واحدا. (تهتز وتدور حول نفسها) ما نالوا سوى الإماني وحتى إن حلمو بي اشترطت حلمهم على فراش وثير إن تأتيهم أحلامي وقفو عند بابي وما استمعت لهم رجوني فما حسبت لرجاهم حسابا… أمن قليل تدللت.. وتقول عني لا أجيد حساب السنين يالك من أب عاق …
أبو ليلى : اجلسي فقد علمنا من تكونين.
ليلى : (لا تجلس) وهذان الجاحدان لم يكفا النظر إلى سواى لم ينظر إلا إلى ورق وعجين أبي.
أبو ليلي : (يضربها بعصاه وتهرب) يبدو أن عقلك قد أصبح كهذا الفراش لا خير فيه.
ليلى : وهل هذه حياة.
أبو ليلى : دعينا من حياتك وحياته.
(يدخل ربيع وينظر إليهما ويستلقي بالفراش وينام وكأنه استغرق في النوم منذ زمن).
اذهبي إليه وخذي بعض المال لنأكل به.
ليلى : لتشرب به.
أبو ليلى : اذهبي قبل أن يسافر في نومه.
ليلى : وأمد له يدي (بصوت أعلى) إن كان يعطيني هو بنفسه فلا مانع عندي.
ربيع : (يجلس) إيه أنتما كفّا عن حديث كل يوم ما نلت كفايتي.
ليلى : وما هي كفايتك؟.
ربيع : كفايتي النوم يا امرأة (يعود للنوم تحت الغطاء).
ليلى : أبي لقد قال امرأة.
أبو ليلى : وعاد إلى النوم.
ليلى : صدقت لكنك لست خيراً منه قم يا رجل ابحث لنا عن طعام نأكله.
أبو ليلى : كأنه حديث أمّك.
ليلى : أوكان لي أم لقد شككت حتى في أبي
أبو ليلى : يبدو عدلا أن كنت بلا أم فشكى ما شئت في ولكن احذري أن يكون المعنى غير ما فهمت.
ليلى : أنا كهؤلاء جئت معهم وإن ذهبوا ذهبت معهم.
ليلى : وأى الرجال غير ما ترى في هذين… نائم يحلم… وقائم يعمل.. وأنت جنس ثالث.. لا تسئ فهمي كما أساءه … أعني منهما الاثنين معا.. الألوان كثيرة وما نرى إلا الأسود والأبيض.
أبو ليلى : حديثك كحديث أمك.
ليلى : كيف يا أبي؟.
أبو ليلى : اجلسي أحدثك فالحديث له شجون وما أختزن غير شجوني.. (إظلام خفيف يتم وضع بعض ثياب الغسيل أعلى السرير الذي يجر إلى وسط المسرح لينام عليه أبو ليلى الشاب بينما تؤدي ليلى دور أم ليلى).
(أم ليلى تغني أحد المواويل الشعبية _ يا عليا قومي اركبي _ وهي تجمع الثياب من أعلى رأسه).
أبو ليلى : ماذا تغنين يا امرأة.
أم ليلى : أغني..
أبو ليلى : أنتِ لا تغنين فقط.. كفى لا تلمحين لم لا تصرحين.
أم ليلى : ألا تجلس أحدثك قصة الرجل وعروسه.
أبو ليلى : لا استطراد نحن في قصة بنا نلج غيرها سنضيع فلا نعود..
أم ليلى : اذا كنت قد فهمت ورمت قصدي فلما التجاهل أرأيت يا رجل عروسا بالدين … أنا أقرب إلى عارية.. استعرتني من أبي وأخشي أن تردني إليه … لا دفعت مهراً ولا ألبست حلة ولا بنيت بيتاً وستصبح أبا … يا ناس أمنكم من يصدق هذا.
<DIV align=justify><FONT face= Tahoma fontsize=5 color=black face=
__________________________________________________________
جزء من مسرحية " أبيض وأسود " ماجد بوشليبي - دائرة الثقافة والإعلام - الشارقة - إصدار مسرحي رقم "3 " – ص7-13.
الشخوص :
أبو ليلى : كهل كبير في السن
ليلى : ابنته في منتصف العقد الثالث
سهل : ابن عم ليلى في منتصف الثلاثين من عمره يعمل خبازاً يهتم بمظهره.
ربيع : أخ لسهل في منتصف الثلاثين لكنه أصغر من سهل يعمل عامل مطبعة لا يهتم بمظهره كثيراً.
الموظف : هو تارة زميل ربيع في المطبعة وتارة أخرى صاحب المخبز الذي يعمل فيه سهل في الأربعينات من عمره. (دور يؤديه ممثل واحد)
المسرح:
يبدو كساحة منزل متوسط الحجم يطل عليها حجرتان أمام أحدهما سرير يختبئ خلف ساتر ضعيف من الخشب المهلهل حتى لا يرى النائم من يجلس في الجانب الآخر أمام الحجرة الثانية يوجد بساط وبعض المساند القديمة أمام الباب الأخر، ثم بوابة لخارج المنزل، في وسط الساحة حبل عليه ثياب.
الزمان:
الزمان في بداية الصباح … الهدوء يسود المكان وإظلام خفيف مع مؤثرات صوتيه تدل على عصافير أول الصباح يبدأ الإظلام بالاختفاء تدريجياً وتتضح لوحتين معلقتين على جدار المنزل كتب علي إحداها من نام صباحاُ نام عن بعض النجاح موقع تحتها باسم سهل وعلى الأخرى من نام ليلاً نام عن كل النجاح موقع تحتها باسم ربيع. يبدو أن سهل يتقلب في فراشه. يجلس ثم ينظر إلى الأعلى.
<DIV align=justify><FONT face= Tahoma fontsize=5 color=purple face=
سهل : يبدو أن النهار قد بكر اليوم. لم أشبع بعد من النوم لولا هذه الأحلام الحقيرة وبعض العدس من عند المطعم المجاور لمخبزنا لنمت كما ينبغي … يالله الحمد لله صاحب الثناء والمجد.
(يفرك رأسه كسلا) لأنهض يبدو إني تأخرت سيأكلني الناس إن لم يجدوا خبزاً يأكلوه.
(ينهض ويسير إلى أحد أبواب ويدخل إلى الحجرة)
(تخرج الفتاة ليلى من الباب الآخر، بيدها سلة وتبدأ في جمع الثياب من على الحبل، تمر جانب السرير الخالي).
ليلى : (واقفة بجانب السرير) هيه أيها الرجال أيكم الفحل بئس عشاق النوم بئس عشاق العمل أليس منكم (تواصل جمع الثياب).
(يخرج سهل وقد ارتدى ثياب الخبازين).
ليلى : صباح الخير يا سهل إلى العمل كعادتك.
سهل : كما ترين صباح النور…. كعادتي.
ليلى : إلي آخر النهار…
سهل : لا أدري ولكن إلى ساعة النوم فأفواه الناس تعمل كالآلات هكذا…
(يمثل حركة الفم بيده) تأكل وتأكل حتى ينامون.
ليلى : وأنت ألا تأكل سينهض أبو ليلى ويخرج وتتناول إفطارك معنا.
سهل : ويلحق بي ربيع ولا أزال هنا. لا هذا لا يصير أبدا فأنا لا أريد أن أرى وجهه.
ليلى : ومنذ متى وأنت لم تر وجهه؟
سهل : شهر نعم شهر
ليلى : وتنامان على سرير واحد
سهل : ليس شرطاً فأطباعنا مختلفة وألواننا متعاكسة هو ينام بالنهار وأنا أنام بالليل فليس منا من يشبه الآخر. لقد جبلنا على الاختلاف لم يحدث أن وجدنا فرصة لنرى أننا أن كنا أخوة أم لا أهناك ألفة أم لا.
ليلي : وأنا
سهل : أما مثله ما أراك إلا لحظات هل هذه الألفة أعني التي معي أختبرتها بحثبتها مع نفسك هل حدثت نفسك بأن تقضي معي يوما.
سهل : ما سألت نفسي ولكن أيضا ربيع مثلي في هذا.
ليلى : هذه مسألتي أليس منكم من يلتفت حوله يعيش يومه لنفسه.
سهل : كيف وماذا يأكل الناس.
ليلي : من تظن نفسك … هل تعتقد أنهم على خبزك فقط يعيشون .
…
…
…
…
أبو ليلى : أكثر من مرة قلت لك ويبدو أنه حديث ثمل لأصم … هما ولدا أخي نهشل.
ليلى : نهشل!
أبو ليلي : هذا اسمه غريبا أليس كذلك لكنك لم ترى وجهه بل طباعه فكيف سيأتيان إذا كان هذا أبوهما هذا وأمهما تلك.
ليلى : لم أسمع بها أبدا أكانت لهما أم؟
أبو ليلى : دعينا منهما… أين القهوة.
ليلى : ما تبقى إلا القليل في قاع الوعاء..
أبو ليلى : إن كان الوعاء يكنس (يشير إلى رأسه) فأتيني به.
ليلى : اجلس وارقب الباب … علنا اليوم نعرف من أمهما.
(تحمل السلة وتدخل يجلس أبوليلى ويدخل ربيع بثياب سوداء وجسد ملطخ بالسواد يذهب الحجرة التي دخلها أخوه… ينظران إليه باستغراب)
أبو ليلى : سيرتمي كالأموات في كفن أخيه حتى الليل ليخرج ويندس فيه سهل هكذا وهلم جرا… (تأتي ليلى بجانب أبيها بصوت خافت).
أبو ليلى : ها هو قد جاء صبي علني أنسى.
ليلى : اني أصب قهوة لتتذكر.
أبو ليلى : أين الطعام فقط هذه السوداء ما أفعل بها.
ليلى : لهذا أردتك أن تتذكر أبي ألا تلاحظ نحن كل يوم وهذا الحديث ألا تمل تأكل.
أبو ليلى : وماذا بعد… ستعصف الأمزجة ويضيق الصدر هل هذا ما تريدين.
ليلى : ما قصدتك أنت فحسب وإنما هذان أيضا ألا تطردهما.
أبو ليلى : ومن يطعمنا يا لبنتي أنا رجل مطارد قد يدركني الموت فمن لك والحياة رجل فاحش أو امرأة لعوب فلا أمان لأيهما.
ليلى : وتخاف على ليلى.. بل إن كانت رجلا فاحشا. أو امرأة لعوبا فما هؤلاء أليس أشر منهما.
أبو ليلى : يحسبهما الناس زهادا من التعفف.
ليلى : وتعتقد أنني أنتظرهما (تقف)
أبو ليلى : وتنتظرين من ذا الفارس على حصانه الأبيض أجلست جلسة عانس أو لا تجيدين حساب السنين.
ليلى : أجيده لكن عشقني الرجال كلهم وما عشقت إلا واحدا. (تهتز وتدور حول نفسها) ما نالوا سوى الإماني وحتى إن حلمو بي اشترطت حلمهم على فراش وثير إن تأتيهم أحلامي وقفو عند بابي وما استمعت لهم رجوني فما حسبت لرجاهم حسابا… أمن قليل تدللت.. وتقول عني لا أجيد حساب السنين يالك من أب عاق …
أبو ليلى : اجلسي فقد علمنا من تكونين.
ليلى : (لا تجلس) وهذان الجاحدان لم يكفا النظر إلى سواى لم ينظر إلا إلى ورق وعجين أبي.
أبو ليلي : (يضربها بعصاه وتهرب) يبدو أن عقلك قد أصبح كهذا الفراش لا خير فيه.
ليلى : وهل هذه حياة.
أبو ليلى : دعينا من حياتك وحياته.
(يدخل ربيع وينظر إليهما ويستلقي بالفراش وينام وكأنه استغرق في النوم منذ زمن).
اذهبي إليه وخذي بعض المال لنأكل به.
ليلى : لتشرب به.
أبو ليلى : اذهبي قبل أن يسافر في نومه.
ليلى : وأمد له يدي (بصوت أعلى) إن كان يعطيني هو بنفسه فلا مانع عندي.
ربيع : (يجلس) إيه أنتما كفّا عن حديث كل يوم ما نلت كفايتي.
ليلى : وما هي كفايتك؟.
ربيع : كفايتي النوم يا امرأة (يعود للنوم تحت الغطاء).
ليلى : أبي لقد قال امرأة.
أبو ليلى : وعاد إلى النوم.
ليلى : صدقت لكنك لست خيراً منه قم يا رجل ابحث لنا عن طعام نأكله.
أبو ليلى : كأنه حديث أمّك.
ليلى : أوكان لي أم لقد شككت حتى في أبي
أبو ليلى : يبدو عدلا أن كنت بلا أم فشكى ما شئت في ولكن احذري أن يكون المعنى غير ما فهمت.
ليلى : أنا كهؤلاء جئت معهم وإن ذهبوا ذهبت معهم.
ليلى : وأى الرجال غير ما ترى في هذين… نائم يحلم… وقائم يعمل.. وأنت جنس ثالث.. لا تسئ فهمي كما أساءه … أعني منهما الاثنين معا.. الألوان كثيرة وما نرى إلا الأسود والأبيض.
أبو ليلى : حديثك كحديث أمك.
ليلى : كيف يا أبي؟.
أبو ليلى : اجلسي أحدثك فالحديث له شجون وما أختزن غير شجوني.. (إظلام خفيف يتم وضع بعض ثياب الغسيل أعلى السرير الذي يجر إلى وسط المسرح لينام عليه أبو ليلى الشاب بينما تؤدي ليلى دور أم ليلى).
(أم ليلى تغني أحد المواويل الشعبية _ يا عليا قومي اركبي _ وهي تجمع الثياب من أعلى رأسه).
أبو ليلى : ماذا تغنين يا امرأة.
أم ليلى : أغني..
أبو ليلى : أنتِ لا تغنين فقط.. كفى لا تلمحين لم لا تصرحين.
أم ليلى : ألا تجلس أحدثك قصة الرجل وعروسه.
أبو ليلى : لا استطراد نحن في قصة بنا نلج غيرها سنضيع فلا نعود..
أم ليلى : اذا كنت قد فهمت ورمت قصدي فلما التجاهل أرأيت يا رجل عروسا بالدين … أنا أقرب إلى عارية.. استعرتني من أبي وأخشي أن تردني إليه … لا دفعت مهراً ولا ألبست حلة ولا بنيت بيتاً وستصبح أبا … يا ناس أمنكم من يصدق هذا.
<DIV align=justify><FONT face= Tahoma fontsize=5 color=black face=
__________________________________________________________
جزء من مسرحية " أبيض وأسود " ماجد بوشليبي - دائرة الثقافة والإعلام - الشارقة - إصدار مسرحي رقم "3 " – ص7-13.