مرسل: 09-13-2001 01:50 PM
<DIV align=right><FONT size=4 color=crimson face=
السلام عليكم أحبتي ..هذا هو المقال المتواضع.. أتمنى يروق عقولكم وتتقبله قلوبكم.....
<DIV align=justify><FONT size=4 color=darkblue face=
تترامى الكلمات هنا وهناك لترسم ملحمة تصوغها المعاني المنسوجة بغزل يراع الكاتب لتكون نتاجا يقوم هيكله على أفكارٍ هو صانعها . فتارة يكون الصانع مهذباً فتأخذ الكلمات طريقته المهذبة لوصف المعنى ، وتارة ترسم أنامل الكاتب ، خوفا تكون الكلمات أسيرة تحت ظلّ خوفه ، ومنهم من يرسم لها قضباناً من الوقاحة الأدبية ، استخفافاً بالعنصر المتلقي وهو الجمهور.
وكل ذلك مخبون تحت ظل يراع الكاتب ، الذي هو أسيرٌ تحت رحمة حامله ، والذي يلبسه الثوب الذي يجعله لطيف النسج ، جميل الوصف ، خبير اللحن ، أو عاريا من القيم الأدبية ، فقير للقيم الأخلاقية ، أو ركيك الصف ، مُفتّل الوصل ، شاذ اللحن .
إذا …فهناك سلسلة من الأمور نهايتها المقالة أو القصيدة أو النثر عموما ، تبدأ بالفكرة المتبصرة الحكيمة ، والمخزون الكلامي المناسب ، والنغم الكلامي المنسجم ، والموضوع الجيد، والقلب الصافي ، والهدف النبيل والصدق في القول بما يشعر ، لا بما ينقل نتيجة إعجابٍ بالشخصية المفكرة ، دون الفكرة نفسها والتي هي النتاج وهي الهدف .
ومن ثَمّ الجمهور القارئ ، ولكن هناك مع الكاتب والقارئ مساحة يملأها الناقد . الناقد الواعي والذي لمس الإبداع وارتداه ثوباً ، ليكون ذا أداة واعية حادة النظر ، واضح الفكرة .
فالنقد في الكلام إظهار محاسن النص وعيوبه ، دون انحيازٍ لفكرة أو لأسلوبٍ مدرسيٍ معين ، كالرومانسية مثلا ،أو الكلاسيكية أو الرمزية أو ما تلى تلك المدارس المعروفة من فروع في الأدب التعبيري .
لذلك ينصح بعض المفكرين في النقد ، أن يكون الناقد من نفس مدرسة الكاتب . ورغم جميل العبارة إلا أنني أرفض أن تكون عامة ، ولكن ، أُجبرُ الناقد بالإنصاف والعلم بما هو عليه لا بالمعرفة فقط . كما سأطرح - إن شاء الله - في هذاالمنتدى مقالا سنبين فيه أن العلم بالشيء أجدى وأنفع في كل شيء من مجرد المعرفة به. ولعل الأعضاء والمشرفين يلحظو في ما أعتقده مهما .
وأتمنى أن ينتبه لها الأعضاء والزوار هنا وهناك حتى تكون الحوارات ذات قيمة هدفيه ، تصلنا إلى الحقيقة .
كما وعلى الناقد ألاّ ينظر بعين الرفض للنص الأدبي ، قبل التَّمعُن فيه وأخذ الوقت الكافي دون بخسٍ للنص والنقص من حقه ، بل بنظرة الحياد والصدق ، والنظر للكاتب قبل النص عين الجهل ، وهو ظلمٌ للنص وكاتبه وللأدب عموماً ، وإذا ما حدث ذلك فقد سلب نفسه صفة الناقد . والأدب غني عن مثله .
وكذلك حق على الكاتب أن يكون ذو لينٍ في التقبل ويسعى وراء الكمال وينصف الأمر، ويسمع القول ، فيتبع أحسنه .
بذلك فقط تكون الساحة أفضل ، وتكون الأقلام مفعمة بالإبداع ، لتنثر مدادها وشذاها العبق هنا وهناك بأجمل طيف تصوغه كلماتها ، وتُجَمِله تعبيراتها ، وتَبَسطه تشبيهاتها ، بأحسن الكلم ، والفكر الأرب .
هناك ملحوظة :
لا يمكننا أن نطلب من الناقد الغور في نص هزيل هش ، يفتقر للأدب ، ثم نطلب منه الإبداع في نقده . لأن النقد سيكون قاسٍ ولربما يفهمه البعض - الغير واعٍ - عداوة أو ثأراً نبتت جذوره في قلم الناقد المسكين ، ضد الكاتب الهزيل ، كما لو ألقيناه في ماء وقلنا له لا تبتل .
على الناقد أيضا أن يكون واضح الأسلوب في النقد حتى لا يُساء فهمه ، ثم يقول : ما قصدت ذلك ، فنقول له " سبق السيف العذل ".
ولابد من الجميع ـ الكاتب والناقد والجمهور ـ أن يكونوا على دراية بهدف النقد ، من تفعيل الذائقة الأدبية ، والسمو بالثقافة الأدبية ، من سماء لسماء يكون الإبداع صنواناً لها .
يجب على الجميع أن يتذكر الحكمة التي تقول " الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ".
وفي الختام أذكّر السادة الأعضاء بما حدث في الساحة الأدبية عندما نشر الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي ديوانه الأول " وراء الغمام "عام (1934 ) والضجة الإعلامية التي رافقته ، من كتّاب لا يمكن أن تتجاهلهم العيون ولا يمكن أن يستهان بهم في الساحة الأدبية أمثال طه حسين والعقاد والمازني .
وأذكر جزءا من هذه الانتقادات للدكتور طه حسين الموجهة للدكتور إبراهيم ناجي عندما أصدر ديوانه الأول:
" لا تجزع إذا يا سيدي من النقد ، ولا تظن أن عمل الناقد أن يكون البناء دائما ، فقد يكون من الخير أن تهدم بعض الأبنية التي تحجب الضوء والهواء عن أبنية أخرى هي أحق بالبقاء …
وإنما عمله فيما أظن اقتلاع بعض الأشجار وبعض الأعشاب التي تفسد ما هو أحق منها بالبقاء وأجدر منها بالنماء ، وأقدر منها على أن ينفع الناس .
ولست أدري لِمَ يكون البستاني مصلحاً حين يجتث الشجرة الفاسدة ، أو يقتلع الأعشاب المهلكة لما حولها ، ويكون النقد مفسداً حين يرد الأدب قوماً يدخلون في الأدب وليسوا منه في شيء ، ولست أدري لم يكون البستاني مصلحاً حين يشذب بعض الأشجار ويقص بعض الأغصان ويكون الناقد مفسداً حين يهذب ما يكتبه الكاتب والشعراء ؟…
كلا يا سيدي ، ليس على الأدب بأس من النقد مهما يقس ويشتد ، وإنما البأس كل البأس على الأدب من النقد إذا لان وهان وأصبح تفريطاً وثناء ، وإثارة للغرور ، وتشجيعا للدخلاء .
والأدب الذي لا يثبت للنقد العنيف لا يستحق أن يكون أدباً ، ولا يستحق أن يعنى به أحد … "
أتمنى من الجميع التمعن في هذه الرسالة وخصوصا في آخرها حتى يأخذ قراره في أن يكون في المنتدى نقداً حقيقيا ، يجعل الأدب الحقيقي ـ الذي نصبو إليه ـ يطفو ، ويتعلم المبتدئ من النقد كيف يكون أديبا مع العذر له لأن المنتدى يجمع الجميع ولابد من أن لا يحرم الجميع من الكتابة والتعبير عما يختلج في فؤاده ولكن فليسمح للناقد أن يقوم بعمله دون أن تبتلعه نزغات الغضب . والسلام
قصــي
السلام عليكم أحبتي ..هذا هو المقال المتواضع.. أتمنى يروق عقولكم وتتقبله قلوبكم.....
<DIV align=justify><FONT size=4 color=darkblue face=
تترامى الكلمات هنا وهناك لترسم ملحمة تصوغها المعاني المنسوجة بغزل يراع الكاتب لتكون نتاجا يقوم هيكله على أفكارٍ هو صانعها . فتارة يكون الصانع مهذباً فتأخذ الكلمات طريقته المهذبة لوصف المعنى ، وتارة ترسم أنامل الكاتب ، خوفا تكون الكلمات أسيرة تحت ظلّ خوفه ، ومنهم من يرسم لها قضباناً من الوقاحة الأدبية ، استخفافاً بالعنصر المتلقي وهو الجمهور.
وكل ذلك مخبون تحت ظل يراع الكاتب ، الذي هو أسيرٌ تحت رحمة حامله ، والذي يلبسه الثوب الذي يجعله لطيف النسج ، جميل الوصف ، خبير اللحن ، أو عاريا من القيم الأدبية ، فقير للقيم الأخلاقية ، أو ركيك الصف ، مُفتّل الوصل ، شاذ اللحن .
إذا …فهناك سلسلة من الأمور نهايتها المقالة أو القصيدة أو النثر عموما ، تبدأ بالفكرة المتبصرة الحكيمة ، والمخزون الكلامي المناسب ، والنغم الكلامي المنسجم ، والموضوع الجيد، والقلب الصافي ، والهدف النبيل والصدق في القول بما يشعر ، لا بما ينقل نتيجة إعجابٍ بالشخصية المفكرة ، دون الفكرة نفسها والتي هي النتاج وهي الهدف .
ومن ثَمّ الجمهور القارئ ، ولكن هناك مع الكاتب والقارئ مساحة يملأها الناقد . الناقد الواعي والذي لمس الإبداع وارتداه ثوباً ، ليكون ذا أداة واعية حادة النظر ، واضح الفكرة .
فالنقد في الكلام إظهار محاسن النص وعيوبه ، دون انحيازٍ لفكرة أو لأسلوبٍ مدرسيٍ معين ، كالرومانسية مثلا ،أو الكلاسيكية أو الرمزية أو ما تلى تلك المدارس المعروفة من فروع في الأدب التعبيري .
لذلك ينصح بعض المفكرين في النقد ، أن يكون الناقد من نفس مدرسة الكاتب . ورغم جميل العبارة إلا أنني أرفض أن تكون عامة ، ولكن ، أُجبرُ الناقد بالإنصاف والعلم بما هو عليه لا بالمعرفة فقط . كما سأطرح - إن شاء الله - في هذاالمنتدى مقالا سنبين فيه أن العلم بالشيء أجدى وأنفع في كل شيء من مجرد المعرفة به. ولعل الأعضاء والمشرفين يلحظو في ما أعتقده مهما .
وأتمنى أن ينتبه لها الأعضاء والزوار هنا وهناك حتى تكون الحوارات ذات قيمة هدفيه ، تصلنا إلى الحقيقة .
كما وعلى الناقد ألاّ ينظر بعين الرفض للنص الأدبي ، قبل التَّمعُن فيه وأخذ الوقت الكافي دون بخسٍ للنص والنقص من حقه ، بل بنظرة الحياد والصدق ، والنظر للكاتب قبل النص عين الجهل ، وهو ظلمٌ للنص وكاتبه وللأدب عموماً ، وإذا ما حدث ذلك فقد سلب نفسه صفة الناقد . والأدب غني عن مثله .
وكذلك حق على الكاتب أن يكون ذو لينٍ في التقبل ويسعى وراء الكمال وينصف الأمر، ويسمع القول ، فيتبع أحسنه .
بذلك فقط تكون الساحة أفضل ، وتكون الأقلام مفعمة بالإبداع ، لتنثر مدادها وشذاها العبق هنا وهناك بأجمل طيف تصوغه كلماتها ، وتُجَمِله تعبيراتها ، وتَبَسطه تشبيهاتها ، بأحسن الكلم ، والفكر الأرب .
هناك ملحوظة :
لا يمكننا أن نطلب من الناقد الغور في نص هزيل هش ، يفتقر للأدب ، ثم نطلب منه الإبداع في نقده . لأن النقد سيكون قاسٍ ولربما يفهمه البعض - الغير واعٍ - عداوة أو ثأراً نبتت جذوره في قلم الناقد المسكين ، ضد الكاتب الهزيل ، كما لو ألقيناه في ماء وقلنا له لا تبتل .
على الناقد أيضا أن يكون واضح الأسلوب في النقد حتى لا يُساء فهمه ، ثم يقول : ما قصدت ذلك ، فنقول له " سبق السيف العذل ".
ولابد من الجميع ـ الكاتب والناقد والجمهور ـ أن يكونوا على دراية بهدف النقد ، من تفعيل الذائقة الأدبية ، والسمو بالثقافة الأدبية ، من سماء لسماء يكون الإبداع صنواناً لها .
يجب على الجميع أن يتذكر الحكمة التي تقول " الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ".
وفي الختام أذكّر السادة الأعضاء بما حدث في الساحة الأدبية عندما نشر الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي ديوانه الأول " وراء الغمام "عام (1934 ) والضجة الإعلامية التي رافقته ، من كتّاب لا يمكن أن تتجاهلهم العيون ولا يمكن أن يستهان بهم في الساحة الأدبية أمثال طه حسين والعقاد والمازني .
وأذكر جزءا من هذه الانتقادات للدكتور طه حسين الموجهة للدكتور إبراهيم ناجي عندما أصدر ديوانه الأول:
" لا تجزع إذا يا سيدي من النقد ، ولا تظن أن عمل الناقد أن يكون البناء دائما ، فقد يكون من الخير أن تهدم بعض الأبنية التي تحجب الضوء والهواء عن أبنية أخرى هي أحق بالبقاء …
وإنما عمله فيما أظن اقتلاع بعض الأشجار وبعض الأعشاب التي تفسد ما هو أحق منها بالبقاء وأجدر منها بالنماء ، وأقدر منها على أن ينفع الناس .
ولست أدري لِمَ يكون البستاني مصلحاً حين يجتث الشجرة الفاسدة ، أو يقتلع الأعشاب المهلكة لما حولها ، ويكون النقد مفسداً حين يرد الأدب قوماً يدخلون في الأدب وليسوا منه في شيء ، ولست أدري لم يكون البستاني مصلحاً حين يشذب بعض الأشجار ويقص بعض الأغصان ويكون الناقد مفسداً حين يهذب ما يكتبه الكاتب والشعراء ؟…
كلا يا سيدي ، ليس على الأدب بأس من النقد مهما يقس ويشتد ، وإنما البأس كل البأس على الأدب من النقد إذا لان وهان وأصبح تفريطاً وثناء ، وإثارة للغرور ، وتشجيعا للدخلاء .
والأدب الذي لا يثبت للنقد العنيف لا يستحق أن يكون أدباً ، ولا يستحق أن يعنى به أحد … "
أتمنى من الجميع التمعن في هذه الرسالة وخصوصا في آخرها حتى يأخذ قراره في أن يكون في المنتدى نقداً حقيقيا ، يجعل الأدب الحقيقي ـ الذي نصبو إليه ـ يطفو ، ويتعلم المبتدئ من النقد كيف يكون أديبا مع العذر له لأن المنتدى يجمع الجميع ولابد من أن لا يحرم الجميع من الكتابة والتعبير عما يختلج في فؤاده ولكن فليسمح للناقد أن يقوم بعمله دون أن تبتلعه نزغات الغضب . والسلام
قصــي