الاخوة الكرام تحية و تقدير و اعجاب
للاخت ميلاد التي لطفت بمساهمتها الرائعة و الرقيقة
غير اني كنت اتمنى ان تسهمي في اثراء الحوار والجدلية بشكل مباشر دون حياد كي تزدهر الحوارية و تترسخ سبل التواصل بين اعضاء المنتدى .
اما فتوى الشيخ القرضاوي ففيها فائدة عظيمة لكل من يقراؤها . فشكرا لك
و مع انني اؤكد هنا ان ما نظمته من جدليات لم يكن هدفه الوعظ و الخوض في حكم الشعر ( تحريما او تحليلا ) او وزن العملية الشعرية في ميزان القيم .
بل انني و لازلت اهدف الى توسيع ما يعتري بعض المفاهيم النقدية من ضيق و فتح افاق جديدة للاستشكال الحواري البناء ....
و انني اخذت على اخي زهرور حدة اسلوبه في الحوار و كان نقدي لطروحاته موجه ضده شخصيا مع انني اعتمدت اقصى درجات الحذر في مناقشتي لافكاره و طروحاته و لجأت لطريقة نعومي تشومسكي في جدلياته الرائعة عندما تناول الارهاب . و كذلك طريقة طه عبد الرحمن في جدلياته المبدعة في فقه الفلسفة ...
و مع انني اتفق مع الاخ زهرور في كثير من النقاط مثل قوة تأثير الخبرة المباشرة على مستوى الابداع و ان الشعر و ان كان مخالفا للواقع فانه لايمكن ان نزنه بميزان الكذب المتعارف عليه اجتماعيا ...
الا انني اتباين معه قليلا عندما نتناول الحديث عن مفاهيم الشعر فنيا و فلسفيا منطلقين من تعاريف محددة هي في نهاية الامر تثري النظرية الشعرية و لا تضرها .
و اجد نفسي مضطرا ان اهمس في اذن القراء "ان ما يكتبون ملك لهم قبل ان يكتبوه و لكنه ليس من شأنهم بعد ان يكتبوها فلا بحزنوا اذا ما رأو بنات افكارهم تعذب او تطارد و تمزق تهدم .... "
اخيرا و سيرا في اتجاه اثرا الجدل البناء ( ارجو من الاخ زهرور سعة الصدر ) فان مساهمته الاخيرة تتدلى منها خيوط نقضها مفلوتت الاطراف سهلة النتاول
و من ذلك فانني أقول سامحك الله يازهرور هل يعتقد مسلم ان رسول الله يقر الكذب و رذائل الاخلاق . انسيت ان هناك كذب مباح .. و هو كذب الرجل على زوجته ..
كما ان ما عرضته من شرح للحديث( ابدعت فيه جزاك الله خيرا ) تحيل الجدل الادبي الى جلسة دراسة فقهية بحته و هو ما لم و لن انبري له هنا . فحديثنا هنا ظلال و خواطر لاثراء ملكتنا الادبيه و الحوارية بعيدا عن صرامة الفقه و شائكة الخلاف فيه .
و اكرر هنا ان تساؤلي المهم في دواعي ذم الشعر و قرنه بالدم ( و في رواية الدو و القيح ) في الحديث الشريف ( من خاطرتك و فهمك العام )؟
كما ان حصر الحديث في الشعر الذي هجي به الرسول راي مرجوح لان للشعر سمات تبرر اخذ الحديث بدرجة عموم اكبر.
اما مسألة ازدهار الشعر بالكذب و الخيالات الواهمة بكل اشكالها فاريدك يا اخ زهرور ان تقترح نسبة مئوية افتراضية لواقعية البيت الرائع التالي (للمتنبي شاعري المفضل بدون منازع ) :
يحيد الرمح عنه وفيه قصد *** و يقصر ان ينال و فيه طول
>> ان عدم و اقعية الشعر سمة القوة فيه و ليس عيبا انها العامل الذي يرفع من اسهم الشعر في محافل كثير ة و على هذاتفق مع الجميع فيه و ان اختلفت سبل و طرق اقتناع كل واحد فينا بها ..
اما فيما يخص الاية الكريمة " والشعراء يتبعهم الغاوون .."
فهي اشارة رائعة و لطيفة لطافة نفسية الشاعر بل اشد .. ان الهاءات و المدود و النونات و الواوات المتجاورات تهز النفس من اعماقها و تقدم بديلا عن الشعر و ايقاعاته الاسرة ببيانات و ايقاعات ابدية اسرة .. و اما التفسير فقد اشار الشوكاني الى ان الشعراء في كل واد يهيمون تعني انهم في كل فن من فنون الكذب يخوضون و في كل شعب من شعاب الزور يتكلمون .ووصفهم بانهم كذبه لانهم يقولون فعلنا و فعلنا وهم لم يفعلوا و هذا كلام الشوكاني في فتح القدير ... فاين الخطأ في استشهادي بالاية سامحك الله ...
ان اقامة الجدل الموازي او المضاد لايكون بالتعصب دون احسان الظن في الطرف الاخر .
>>>> و دعني اقول قصدي ملخصا كخطاب للشعراء
ان شعركم سيكون اكثر تأثيرا و تحقيقا للشعرية كلما خرجت تعبيراتكم من رحم نفوس حبلى بالاسى الحدي او الفرح الحدي ( عن خبرة مباشرة او عن تقمص و توحد تام مع الموقف ) . و يا ايها الشعراء استعينوا بمهارات الازاحة النفسية و الاعلاء في استثمار ما تتمتع به ارواحكم الشفافية و نفوسكم من فيض المشاعر و التعبيرات المتماهي في فضاءاتها كل ما هو حسي مع ما كل هو معنوي حتى تتمكنوا ( و بطريقة متعاظمة الاثر) من التعبير الشعري المبدع المتعددالجوانب ( اكثر من قصيدة داخل و خارج ) لما تمرون به من وقائع و خبرات .
>>>>>>>>>>>>>>>
و دام الجميع للرشف
هل أعذبُ الشعرِ هوَ أكذبهُ؟!
المشرف: مجدي
العودة إلى “المقالات والشعر العامِّي”
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 56 زائراً