مصطلحات أدبية (حرف الميم)

[ريم الفلا]

موضع


البيئة والمحيط بالنسبة إلى جميع الأشياء. ولكن التعبير ينطبق في الأدب على الموضع المكاني أو الفترة الزمنية لحدوث الفعل الدرامي أو الروائي أو السينمائي. وقد يشير التعبير أيضا إلى المناظر المسرحية. وموضع "ماكبث" على سبيل المثال هو اسكتلندا في القرن الحادي عشر وبطريقة أكثر تحديدا نجد أن أحداث المسرحية تحدث في عدد من المواضع يبلغ السبعة.

[ريم الفلا]

موضوع أين هم؟


التعبير اللاتيني يعني أين هم؟ وكان استهلالا للكثير من أشعار القرون الوسطى غربا وشرقا مثل أين الغساسنة الجبابرة الذين بنوا القصور فما بقين ولا بقوا، ويوحي التعبير بعدم دوام الشباب والجمال والحياة نفسها.

[ريم الفلا]

موضوع روبين هود


طراز أو صيغة للفعل يحقق فيها بعض الأشخاص الفقراء أو التعساء النجاح بفضل عون يأتي من فاعل خير أو جهة خارجية. ويستمد التعبير اسمه من تلك الشخصية الأسطورية الإنجليزية الخارجة على القانون، التي كانت تسرق الأغنياء لتعطي الفقراء وكانت نموذجا للكرم والشجاعة والعدالة. وموضوع روبين هود نسخة معدلة من قصة "سندرلا" وفيها تتلقى فتاة مكرهة على العمل الشاق العون من جنية طيبة القلب فتفوز بأمير وبذلك تعيش "في التبات والنبات".

[ريم الفلا]

موضوعية


الوجود الخارجي المستقل عن الوعي الإنساني أو الواقع كما هو أو كما يبدو بمعزل عن أفكار الإنسان ومشاعره.

وفي الأدب تعتبر الموضوعية صفة تتعلق بالابتعاد عن الطابع الشخصي، والتحرر من العواطف والمعتقدات والانفعالات الشخصية والاستقلال عن الذاتية.

وهناك أعمال أدبية موضوعية تتعامل مع الأحداث بصفتها الموضوعية كأحداث خارجية ليست مصطبغة بانفعالات وأفكار ووجهة نظر المؤلف، نجدها في بعض أعمال همنجواي وتنتمي الرواية المضادةعند روب جرييه إلى تلك النزعة. وفي القص العربي نجد السرد المحايد في أعمال إبراهيم أصلان ومحمد البساطي وصنع الله إبراهيم.

[ريم الفلا]

موقف


طريقة الكاتب في تنظيم مواد العمل الأدبي وخاصة حينما تعكس فهمه وتفسيره لتلك المواد ... لا موقفه الفكري خارج العمل الأدبي.

[ريم الفلا]

موقف نمطي (قياسي)


قالب يعاود الوقوع من الأحداث أو المواقف في السرد القصصي والدراما، فالخطأ في هوية الشخصية موقف جاهز وكذلك الكثير من الطرز مثل الفتى يقابل الفتاة، والفتى يفقد الفتاة أو الفتى ينال الفتاة والانتقال من ارتداء الخرق البالية إلى الثراء، والانتقام ومثلث الحب. وبعض المواقف النمطية جوهرية دون افتعال، فهي نماذج أصليةتردد صدى الوعي الإنساني بالمشكلات الحادة والمآزق التي تحيط الوضع البشري، ولكن حينما يتناولها بعض الكتاب باعتبارها أنماطا ثابتة جامدة تتحول إلى وصفات ومعادلات وصيغ ميتة.

[ريم الفلا]

موكب (مهرجان)


في الإنجليزية والفرنسية هو:

(1) مشهد عام مقصود به الاحتفال بحدث تاريخي.

(2) موكب مزدان بالملابس الفاخرة أو لوحة فنية معروضة.

(3) خشبة المسرح المتنقل التي كانت تمثل عليها المسرحيات في العصور الوسطى.

(4) الأشياء ذات الأبهة التي تشبه الموكب في فخامته وتنوع ألوانه.

(5) وتطلق الكلمة في الأزمنة الحديثة على أي مسيرة أو موكب.

[ريم الفلا]

مؤلف


هو الذي ينتج كتبا أو مقالات أو مسرحيات أو روايات أو قصائد.

وقد تغيرت هوية المؤلف مع تغير علاقته بمؤسسات مختلفة، مثل البلاط والرعاة والدولة ثم دور النشر وهيئات التعليم والصحافة والسينما والتليفزيون. وابتداء من القرن التاسع عشر مع انتشار الطباعة ظهر المؤلفون بوصفهم جماعة متميزة لها حقوق ملكية.

وتؤثر الصورة الشائعة عن المؤلف في كيفية قراءة الأعمال وتقييمها، فإذا كان المؤلف متصورا بوصفه عبقريا ملهما صارت قراءاته محاطة بالإجلال، تتوقع العثور على درر روحية وفكرية في أعماله، وقد تكون صورة المؤلف صورة ناقل للوعي الاجتماعي أو للمتعة الفنية، أو صورة معبر عن الانفعالات أو مبدع للأساطير أو قاطن برج عاجي.

وقد يعتبر المؤلف الحكم الأوحد أو الممتاز فيما يتعلق بمعاني عمله، ويصبح اكتشاف معنى العمل معادلا لفهم مقاصد المؤلف، وهناك طريقة في فهم الأعمال تستند إلى أدب السيرة الشخصيةللمؤلف والمؤثرات التي لعبت دورا في تشكيله والمصادر التي استقى منها، وقد تتسع هذه الطريقة لتشمل التحليل النفسيللمؤلف، ولبواعثه اللا واعية.

وفي مقابل تلك الطريقة هناك الرأي الحداثي الذي ينزع الطابع الشخصي عن التأليف، فمغالطة القصدفي النقد الجديدتحذر من الإشارة إلى مقاصد المؤلف لأن العمل متمثلا في الكلمات على الصفحة يحوي كل المعلومات اللازمة لفهمه، لذلك يكون الرجوع إلى مقاصد المؤلف غير وثيق الصلة بالموضوع، وقد يكون مضللا. ومن الصعب في النصوص الأدبية الروائية مثلا تمييز المؤلف الذي يتحول إلى راو وقناعوشخصيات مستقلة وتصريحات متضاربة وسط عدد كبير من الاقتباسات، فأين نجد دوستويفسكي وسط الأصوات المتعددة التي تؤلف الجريمة والعقاب .

ويصل رولان بارت إلى نظرية "موت المؤلف"، فالمؤلف هو بناء افتراضي إيديولوجي هدفه إضفاء الشرعية على ممارسة من ممارسات الكتابة. إن النص في هذه النظرية تعددي دون اخنزال، فهو ضفيرة من الأصوات والشفراتلا يمكن ربطها بنقطة مفردة، بأصل أو مصدر تعبيري هو المؤلف.

فليس المؤلف أصلا وليس سلطة للتفسير. لذلك لا تدور القراءة على اكتشاف صوت مفرد خفي، أو معنى مفرد خفي، بل هي بدورها إنتاج وليست مجرد استقبال ، إنتاج يعمل على أساس الشفراتالمتعددة التي تؤلف نصا ما، فوحدة النص في الافتراضات التقليدية لا تتحقق في مؤلف هو الأصل، بل في عملية القراءة.

ولكن النظريات عن لا شخصية المؤلف وموته تستبعد عند منتقدي تلك النظريات مشاكل مهمة من قبيل ما الذي يدفع شخصا معينا في وقت معين إلى الكتابة، وما هو الفرق بين "مؤلف" ممتاز المؤلفات و"مؤلف" متوسط، وأين نضع مسألة الابتكاروالأصالة ، والطابع الأسلوبي المتميز المفرد الذي يجعل القارئ يميز بين مؤلف وآخر.

[ريم الفلا]

مؤلف ضمني


مصطلح صاغه وين بوث Wayne C. Booth في "بلاغة القص" The Rhetoric of Fiction (1961) ليدل على مصدر التصميم والمعنى في العمل الأدبي، وهو الذي يمكن للقراء استنباطه من النص، والذي يجري تخيله بالفعل باعتباره شخصا يقف وراء العمل، وينبغي تمييز هذا الكائن المتخيل عن المؤلف الفعلي، الذي يمكن أن يكون قد كتب أعمالا أخرى تتضمن نوعا مختلفا من المؤلف الضمني وراءها. كما ينبغي التمييز بين المؤلف الضمني والراوي، فالمؤلف الضمني يقف على مبعدة من صوت الراوي، فمن المفترض أن المؤلف الضمني هو المسئول عن اختيار نوع الراوي في السرد.

[ريم الفلا]

مونولوج داخلي


مصطلح المونولوج الداخلي فرنسي صاغه الكسندر ديماس الأب، أما مصطلح تيار الشعور فقد صاغه وليم جيمس، واعتبرا في البداية مترادفين ثم ظهرت تمييزات بينهما. فالمونولوج الداخلي تصوير لأفكار اتخذت من قبل شكلا لفظيا في ذهن الشخصية، هو المحاكاة المباشرة لكلام المرء لنفسه. أما تيار الشعور فهو اقتباس مباشر للوعي كله لا للمساحة اللغوية وحدها، لا الأفكار المصاغة لغويا (المونولوج الداخلي) بل كل الانطباعات الحسية التي لم يضعها ذهن الشخصية في كلمات، كما أنها ليست نتاج تحليل داخلي للراوي. وهنا يبرر سؤال فكيف يمكن اقتباس ما ليس بكلمات؟ إن المدركات الحسية ليست لفظية فما هو الوسيط الذي ينقلها؟ لا بد من الإيحاء بأنها ليست كلاما باستخدام التركيب المبتور المقتضب والجمل وأشباه الجمل القصيرة المفصولة بنقاط واستعمال أسماء بلا أفعال .... إلخ.

وقد يعني تيار الشعور الترتيب العشوائي للأفكار والانطباعات في تداع طليق أما المونولوج الداخلي فهو تداع خاضع للتحكم، وتسود تقنية المونولوج الداخلي الرواية الحداثيةالتي تصور أفرادا منعزلين انفصل زمنهم الذاتي عن الزمن التاريخي الموضوعي، حيث تتدفق داخلهم محتويات الوعي الماضية والحاضرة معا في سيولة بلا نطاق محدد. وأشهر كتاب المونولوج الداخلي جيمس جويس ومارسيل بروست ووليم فوكنر وفرجينيا ولف، وقد انتشر المونولوج الداخلي في القص العربي انتشارا كبيرا دون أن يكون التقنية الوحيدة في العمل الواحد ليشير إلى درجة معينة من انعزال الشخصية وانكفائها على نفسها.

[ريم الفلا]

مونولوج درامي


شكل شعري تتكلم به شخصية مفردة إلى سامعين صامتين في لحظة حرجة لتكشف عن كل من الوضع الدرامي وعن ذات نفسها مثل "أغنية حب ج. الفرد بروفروك" لإليوت.

[ريم الفلا]

ميتا فيزيقا (ما بعد الطبيعة)


كانت عند أتباع أرسطو تعني العلم الذي يقع بعد الطبيعات في الترتيب ويشمل مبادئ المعرفة والأمور العامة للوجود والأولوهية، وفي العصر الوسيط أصبح ما بعد الطبيعة علما يرمي إلى استكشاف العلة الأولى والمبادئ الكلية التي تشمل جميع الموجودات، ومبادئ السلوك الأخلاقي للإنسان. وفي العصر الحديث تعددت المعاني ولكنها تدور على معنى المطلق. وعند كانط هي الموضوعات الخارجة عن نطاق التجربة ونطاق الزمان والمكان، وعند كونت ترمي إلى البحث عن صميم الأشياء وأصلها ومصيرها.

وعند هيجل هي المنهج الذي يرى الأشياء في انعزالها وسكونها وخلوها من التناقض.

[ريم الفلا]

ميلتوني


نسبة إلى الشاعر الإنجليزي جون ميلتون (1608 - 1674) ويعتبره الكثيرون من القلة في تاريخ الأدب الإنجليزي كله التي تقف في مصاف شيكسبير وتشوسر.

وتلك الصفة تشير أحيانا إلى الكتاب الذين يخدمون بلادهم (كما فعل ميلتون)، وإلى الكتاب ذوي المعتقدات الأخلاقية الصارمة الراسخة، وإلى المدافعين عن حرية القول وكارهي الرقابة، وإلى الكتاب ذوي الأسلوب البلاغي الرفيع وقد سمي ميلتون صوت الأرغن وصاحب الموهبة الإلهية.

[ريم الفلا]

ميلودراما


نوع من التمثيليات يعمد إلى تكثيف العاطفة والمبالغة في إبراز الانفعال ويحكي عن أفعال مثيرة تهدف إلى تعليق الأنفاس.

وكلمة ميلودراما مشتقة من كلمتين يونانيتين هما أغنية ودراما، وكانت الميلودراما أصلا مسرحيات رومانسية تؤدى مع الموسيقى والغناء والرقص، ولكنها تطورت في القرن الثامن عشر إلى عروض ذات حبكات محكمة مسرفة في بساطتها ومغرقة فيما يحدث من مصادفات ولمسات من العاطفية المفرطة والنهايات السعيدة. وقد حاول برنارد شو رد الاعتبار إليها في بعض أعماله، كما يرى علي الراعي في النقد العربي أن من الممكن استخدام تقنياتها في أعمال الفرجة المسرحية الجماهيرية.