<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F"">باسمك اللهم..
أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمَل
ما هكذا تورد يا سعد الإبل
مقدمة:
عندما بدأت بالكتابة قررت وضع جميع من لا مجال للمزايدة معي على حبهم وتقديرهم، على شرفة قلبي حتى أنتهي، وذلك لكي لا أدع مكانا لأية تأثيرات عاطفية أو شخصية، وأية ردود فعل مُعْتَقَدة. وأحسب أن وقفتي هذه وقفة صادقة مع نفسي أولا ثم مع النادي الذي ندين له جميعا بالكثير..
.......
كتبت الأخت الكريمة Sara قصة قصيرة (أسمتها هي خواطر) بعنوان "هي والبحر"، وقد أشارت في ردها على القديرة د. نون رغبتها في الاستزادة من الأدب الآسيوي. ونبهت إلى أن من إحدى المزايا القليلة للعولمة تسليط الأضواء على الثقافات، ومن تلك أدب أفريقيا و أمريكا اللاتينية.
عادت الأخت Sara وكتبت بعنوان "توضيح ... واعتذار" بالغت فيه في الاعتذار لأعضاء وعضوات النادي ونبهت إلى أنها عندما طلبت أمثله للقصة القصيرة من ثقافات مختلفة لم تكن تقصد "من هاجموا الإسلام ووصموه بالإرهاب وتعرضوا للذات الإلهية... أو اعتماد الأسلوب الإباحي"، وأكدت أن ما قصدته "هو مؤلفات لكتاب يعيشون إما في الغرب أو في أوطانهم وتمتاز كتاباتهم بدرجه عالية من الحساسية والإبداع ولا تخدش الحياء"..ثم نبهت إلى أن شكل ما تكتبه لم يكن المقصود به التعدي على التراث العربي الإسلامي بأي صورة من الصور.
احترت بقلق في مسببات كتابتها واعتذارها..ومع أن كثيرا من الأسماء التي ذكرت لا علاقة لها بكتابة القصة أو الأدب عموما، فإن هما مُشْفِقا تمَلَّكني وأنا أبصر أحرفها ترتعد فرقا، وشعرت بأنها قد تعرضت أو أحست بالتعرض لهجمة أكاد أسميها إرهابا فكريا..وعندما ذكرت الأخت ما ذَكَرته، تذكَّرتُ أننا حملنا كمسلمين على سلمان رشدي بقسوة يستحق أكثرها، ثم اكتشفنا أن فيما بيننا ترتع روايات أشد كفرا، وأن من هاجم الإسلام من أبنائه أكثر وأشد ضررا.
من الذي يحدد إسلامية ما نكتب، وأنا ممن يؤمن يقينا أن ليس هنالك شيء اسمه أدب إسلامي، وهذا بالطبع لا يعني قبولا بالمساس بثوابت الدين والخلق.. وأؤمن أيضا أن "الحكمة ضالة المؤمن"، وأن المؤمن يخطيء ويستغفر فيتوب الله عليه. وقد كان من الأدباء والعلماء الأبرز في تاريخ المسلمين من خرجوا حتى على بعض الثوابت الدينية والخلقية، ومع ذلك ظلوا في مجتمعهم واتصل أدبهم وعلمهم حتى وصل إلينا. ولولا تلك النظرة التنويرية لما وصل إلينا شعر أبي نواس والمعري مثلا. لقد ظل "العقد الفريد" و "ألف ليلة وليلة" و "أخبار النساء" جزءا من تراثنا نُجِلُّه ولا نتنصل منه، ولم يمح أسلافنا بعض ما ورد فيها مما يخدش الحياء أو يتعارض مع الدين.
لست أدعو هنا إلى إلغاء كل القيود على الكتابة، وأُصرُّ على احترام ثوابت لا مجال للتعرض لها، كالدين عموما والذات الإلهية وأنبياء الله وكتبه واليوم الآخر. وما بعد ذلك فهو مجال مفتوح يتسارع الناس فيه مصيبين ومخطئين إلى الإبداع والتطوير..وأحسب أن هذا يجر إلى التعرض لموضوع الحداثة وهو موضوع أُشبع بحثا وصراعا. ومع قناعتي التامة بأن الحداثة التي لا تمتد على الجذور هي أقل وقعا وتأثيرا إلا أنني لا أقبلها كما هوي ولا أرفضها كلا. كان المتنبي من أوائل من أدخل التحديث إلى الشعر العربي وكانت كلمات مثل "أنا الغريق فما خوفي من البلل" وغيرها من ابتكاراته تعتبر خروجا على التقليد..وهو ما تعرضت له الحركة التجديدية الشعرية على يد السياب ونزار قباني، وعلينا أن نترك للناس تقدير ذلك في ظل الثوابت "وأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
وأود هنا أن أنبه إلى أن ربط الحداثة بالكفر هو مجرد اختلاق. فالكفر لا يحتاج إلى قالب يخرج به.. وقد ظهر في تاريخنا من أظهروا الكفر البواح منذ عهد النبوة وهم يستخدمون وسائل تعبيرية تقليدية..هل قول القائل:
ما شئت.. لا ما شاءت الأقدار
فاحكــم فأنت الواحد القهار
وكأنـــما أنت النبي محمدٌ
وكأنما أنصـارك الأنصـار
يعد حداثيا لمجرد كفر كتابته، أو هل تشفع تقليديته له ليصبح مقبولا؟! بالطبع لا، وأدرك أن تعمُّد بعض الحداثيين إلى المساس بالثوابت، والإغراق في الرمزية قد ساهم في صبغ الحداثة بذلك. أما عن قوالب الكتابة فهي متروكة للمحاولات والقبول والرفض، على أن تظل الأشياء بمسمياتها دون تعنت، فالشعر شعر والنثر نثر..وبينهما أمور مشتبهات.
أما عن الحوار الذي بدأ يدور، فأحسبه غير صحي على الإطلاق لعدة أسباب.. أولها أنه لا يتفق مع النهج الإسلامي للدعوة بالرفق والموعظة الحسنة. وثانيها أن يضاد ما يتسم به المسلم من نقاء اللسان والقلب، و "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لأحدنا عند المعتبة ما له ترب جبينه"....إننا نتحدث عن عدو قد لا يكون وهميا..ولكن علينا أن نحدد ماهيته..هل هم الحداثيون على الإطلاق المتعمد تكفيرهم..أم هم الحداثيون لمذهبهم الفكري، أم هم كل الكفرة..وهنا أنبه إلى أنه بدءا لا يجوز تكفير المسلم أخاه، وقد قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم "أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما". وعلينا أن نجد لمن خالفنا من المسلمين عذرا..كيف لا ورسول الله صلى اللهم عليه وسلم يقول "ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت (أبا ذر) وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر".
إن علينا أن نتعلم أخلاقيات الاختلاف والحوار وقد قال النبي صلى اللهم عليه وسلم "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"... وأتساءل هل من رسالة نادينا "الدعوة إلى الله"؟!..على إطلاقها..وإذا كان الأمر كذلك فعلينا أن لا نتوقف فقط أمام أبواب الحداثيين وتتبع ما نحسبه من عثرات، وإنما لنستمر أمام أبواب تلك المواقع المجاهرة بالكفر والإساءة للإسلام...نعم ليس للدعوة حدود، وعلينا إنكار المنكر ما استطعنا، متسلحين بالثقة بالنفس وحسن الظن بالآخرين وإن أساؤوا..وأرى أن الاستمرار في عرض أمثلة محددة من جهة معينة يحصر الصراع ويعكر النفوس دون نتيجة..ماذا نريد أن نصل إليه..كفر أصحاب تلك القصائد..! ليس من الجميل أن نجابه من خرج عن الدين بالخروج عن آدابه. ومن ناحية أدبية، فإن وضع الشعر التقليدي خصوصا، في قوالب من المباشرة التامة لإصلاح ما نظن أن الحداثة قد أفسدته يسمه بسمة تفقده جمالياته ويخرجه من حدوده الإبداعية.
إن كل مسلم على ثغرة من ثغور الإسلام ..والله الله أن يؤتى الإسلام من ثغره..وعلينا أن نصلح أنفسنا أولا ونرفع من مستوى ما نكتب ونطوره لنؤكد إمكانية براعة وسائلنا وديمومتها، وأن نحاور الآخرين في رحالهم..محسنين الظن بهم وإن أساؤوا، وإلا فإن صوتنا سيكون مسموعا في ديارنا فقط وأخشى ما أخشاه أن يتحقق ما خشيت منه د. نون حين قالت:
و لكنّني بتُّ أخشى..
تطيشُ السّهامُ
- و تدمي قلوبَ الأحِبّةِ فينا-
بِلُجِّ النّزالْ !
وأخشى ما أخشاه ..
المشرف: مجدي
وأخشى ما أخشاه ..
بيني وبين أبي العلاء حكاية *** في الحكم أسترعي لها الحكماء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
<DIV align=justify><FONT size=4 color=blue face=
أخي الحبيب زهرور
و إن وضعتني بشرفةٍ ستظل في القلب
رغم مقدمتك الشيقة كنت مصراً على الرد الى أن قرأت هذه الأبيات فآثرت الرد شعراً
قال احمد شوقي
لك أن تلوم ولي من الأعذار
أن الهوى قــدر من الأقدار
ما كنت أسلم للعيون سلامتي
وأبيح حادثة الغـرام وقاري
<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
و أقول
لا لن ألوم و إن سبقت قراري
ووضعتني في شرفةٍ بالدارِ
ستظل يا زهرور في عيني السنا
و يظل لي حلمي و لي أطواري
أخي الحبيب زهرور
و إن وضعتني بشرفةٍ ستظل في القلب
رغم مقدمتك الشيقة كنت مصراً على الرد الى أن قرأت هذه الأبيات فآثرت الرد شعراً
قال احمد شوقي
لك أن تلوم ولي من الأعذار
أن الهوى قــدر من الأقدار
ما كنت أسلم للعيون سلامتي
وأبيح حادثة الغـرام وقاري
<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
و أقول
لا لن ألوم و إن سبقت قراري
ووضعتني في شرفةٍ بالدارِ
ستظل يا زهرور في عيني السنا
و يظل لي حلمي و لي أطواري
<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F"">أخي الأحب مجدي
كم تمنيت ألا يتم الربط بين هذا الموضوع و "بيتان للتأمل"، وأثق أنك تصدقني إن أخبرتك أني لم أتعمد وضعهما..ولا أقصد الربط أبدا..
أما شرفة القلب فهي منه، وكان البقاء فيها محدودا لك ولآخرين ممن كتبوا مؤخرا في إطار الموضوع الذي تحدَّثتُ عنه، للحظات حتى أكملت الكتابة..كانت كتابتي منطلقة من حرصي الذي يشاركني فيه كثير على ألا نُغرق النادي في صراع غير ذي جدوى خاصة إذا كان محدودا بجهة معينة، وأن نعيد ترتيب أوراقنا وفق ما نعتقده من منهج واضح واثق بُني النادي على أساسه...
أخيراً.. أنت تعلم أنني مثل شوقي:
ما كنت أسلم للعيون سلامتي
وأبيح حادثة الغـرام وقاري
كم تمنيت ألا يتم الربط بين هذا الموضوع و "بيتان للتأمل"، وأثق أنك تصدقني إن أخبرتك أني لم أتعمد وضعهما..ولا أقصد الربط أبدا..
أما شرفة القلب فهي منه، وكان البقاء فيها محدودا لك ولآخرين ممن كتبوا مؤخرا في إطار الموضوع الذي تحدَّثتُ عنه، للحظات حتى أكملت الكتابة..كانت كتابتي منطلقة من حرصي الذي يشاركني فيه كثير على ألا نُغرق النادي في صراع غير ذي جدوى خاصة إذا كان محدودا بجهة معينة، وأن نعيد ترتيب أوراقنا وفق ما نعتقده من منهج واضح واثق بُني النادي على أساسه...
أخيراً.. أنت تعلم أنني مثل شوقي:
ما كنت أسلم للعيون سلامتي
وأبيح حادثة الغـرام وقاري
بيني وبين أبي العلاء حكاية *** في الحكم أسترعي لها الحكماء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
مهلاً فديتك ..
<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
مهلاً فديتك ..
إن قلبي لم يزلْ .. في نزفهِ ..
رغم الجبيرة
مازال في قلبي الأذان ..
و تحت جلدي القشعريرة
مازال بي شوق المحب ..
و إن عُصرت مع الجدائل في الضفيرة
ما زال بي نزق التعصب ..
للتراثِ و للقبائلِ والعشيرة
******
مهلاً فديتك ..
هل ستذكر .. حين تذكر ..
تمتمات الهمس ..
حين معاً نصلّي
والله قبلتنا معاً ..
مهما أراد المرجفون ..
فوجهنا .. عنها ومنها لن نولّي
أيام قلت عن "الوليمة" ..
إن سكتنا .. فهو في العرفِ التولّي
و الزحفُ آتٍ .. موجه ..
في كل يومٍ فوق هامتنا يُـعلّي
علمتني هذا ..
فما لي اليوم أشعر بالتخلّي
يا صاحبي ..
لا لن تكون القصة الأولى ..
و لم تكن الأخيرة
ما زال أكثر من سؤالٍ ..
يستجد و ألف حيرة
مهلاً فديتك ..
إن قلبي لم يزلْ .. في نزفهِ ..
رغم الجبيرة
مازال في قلبي الأذان ..
و تحت جلدي القشعريرة
مازال بي شوق المحب ..
و إن عُصرت مع الجدائل في الضفيرة
ما زال بي نزق التعصب ..
للتراثِ و للقبائلِ والعشيرة
******
مهلاً فديتك ..
هل ستذكر .. حين تذكر ..
تمتمات الهمس ..
حين معاً نصلّي
والله قبلتنا معاً ..
مهما أراد المرجفون ..
فوجهنا .. عنها ومنها لن نولّي
أيام قلت عن "الوليمة" ..
إن سكتنا .. فهو في العرفِ التولّي
و الزحفُ آتٍ .. موجه ..
في كل يومٍ فوق هامتنا يُـعلّي
علمتني هذا ..
فما لي اليوم أشعر بالتخلّي
يا صاحبي ..
لا لن تكون القصة الأولى ..
و لم تكن الأخيرة
ما زال أكثر من سؤالٍ ..
يستجد و ألف حيرة
العودة إلى “المقالات والشعر العامِّي”
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 35 زائراً