الشعر والنثر

حوارات - مواضيع - شعرعامِّي

المشرف: مجدي

ريان المعاني
همس جديد
مشاركات: 84
اشترك في: 12-05-2001 10:39 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة ريان المعاني » 03-14-2002 06:54 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


<font size=5 color=OLIVE GREEN>

نظراً لجمال الموضوع الذي طُرح في اجتماع أعضاء نادي رشف المعاني يوم الأربعاء الماضي ولأهمية الموضوع آثرت أن انقل لكم بعض تعاريف الشعر والنثر والأدب والكلمة من كتاب المعجم الأدبي أتمنى أن يكون منها الفائدة لجميع الأخوان والأخوات الأعضاء وزوار نادي رشف المعاني الأدبي .
<font size=5 color=red>
شعر :
<font size=4 color=black>
1) فن يعتمد الصورة والصوت والجرس والإيقاع ليوحي بإحساسات وخواطر وأشياء لا يمكن تركيزها في أفكار واضحة للتعبير عنها في النثر المألوف والمعروف أن تحديد الشعر تحديداً وافياً أمر في غاية الصعوبة إن لم يكن من الأمور المستحيلة لذلك اختلفت المذاهب الأدبية في موقفها من تحديده غير أن فيه عنصرين أساسيين واضحين في تكوينه هما :
أ- اللغة وهي مختلفة عن لغة النثر وهذا ما دعا نقاداً إلى القول بأن الشعر لا يعبر عن معان مباينة لمعاني النثر ولا يميزه عنه إلا التعديل الذي يُدخله في أداة التعبير باستخدام الوزن فيصبح أبلغ أثراً وأسمى رتبة .وفي رأي هؤلاء تتلخص ماهية الشعر باعتماده الموسيقى العروضية والإكثار من المحسنات اللفظية.
ب- الرؤيا التي لا تمكن الإبانة عنها إلا باللغة الشعرية فتتيح للإنسان معرفة حدسية مختلفة كل الاختلاف عن النثر.وحسب هذا الرأي يصبح الشعر أداة للمعرفة معبرة عما يستحيل بلوغه عن طريق العقل ويتجاوز البحور والأوزان بحيث يتيسر لنا أن ندخل في دواوين الشعر عدداً من الآثار غير المنظومة وبذلك يتخطى في مضمونه النظم الذي يكتفي باستقامة الوزن وصحة القافية وسلامة التركيب .
2) إن الموهبة الشعرية قد تتجلى بوضوح في آثار جماعة من الأدباء الناثرين أمثال المنفلوطي لدى العرب وشاتوبريان لدى الفرنسيين وجبران بين أدباء المهاجر كما أن الموهبة قد تتنكر لعدد كبير من أصحاب الدواوين الضخمة فتقتصر أثارهم على نظم رتيب لمعان مألوفة وسطحية فإذا تآلفت الموهبة الشعرية والمهارة في تنخل الألفاظ والعبارة واختيار النغم الموحي تؤدى عن ذلك ظهور الشاعر المبدع .

3) إن الموهبة الشعرية ملكة ذاتية بذرة تنمو داخل الشخصية المتميزة عاطفياً أو عقلياً فتمكنها من فهم العالم المنظور وغير المنظور وتأويل أسرارهما والتعبير عن الواقع والممكن وهي لا تكتفي بالتأثر وتلقي الالتماعات الفكرية والانفعالات من الخارج والداخل بل هي تنقل إلى الآخرين بالمفردات الضاجة بالأفكار والأخيلة والأنغام كل ما تتوصل إليه .
4) إن تميز الموهبة الشعرية بالتفوق أهاب بكثير من المفكرين إلى القول منذ أقدم العصور بأن هذه الملكة هي من مصدر
غير إنساني من شيطان كما ذهب قدامى العرب أو من إلاه كما قال الأغر يق.وأجمعوا على أن الشعر هو نتيجة إلهام ينزل على صاحبه فيُنطقه بالمبدع من المعاني والسامي من الأخيلة وهو حدس تُفجره في نفس صاحبه قوة خارقة متفلتة من النواميس الثابتة وأنكر فاليري وجود المبدأ الحيوي في الشعر المتمثل في القدرة البشرية على الا ستلهام والكشف الذاتي وذهب إلى أن معاناة الشعر ما هي إلا تقنية مكتسبة بالتجربة والمران وبذلك جعل الصنيع الشعري والأثر الفني عامة مظهراً من البراعة الفائقة في النظم أو التأليف وقال بعض المحدثين ومنهم الأب بريمون في كتاب الشعر الصافي بعد أن نصر النظرية العربية القديمة والإغريقية بوجود حالة من الانجذاب الشعري شبيهة بحالة المتصوف الذي يتخبط في تحلله من الوعي المادي وجسمانيته ومادية الصور كما يتخبط العصفور للإفلات من قضبان قفصه طلباً للحرية فإن الشاعر في مذهبه بعد أن يمر في مثل هذه التجربة الأليمة وبعد تحرره من العوائق الخارجية ومن سجنه تتفتح أمامه الأبواب وتتكشف الأسرار فيدرك المستقبل ويغوص على كُنه الوجود وينعم بغبطة الطوباويين بتأمله في الجمال المطلق وفي رأيه أيضاً أن كل شاعر يجتاز مرحلة مظلمة من معاناته ويتحمل عناء الضياع في فك إساره ليصل إلى مرحلة الابتكار والتأليف وليهتدي إلى الخيوط السحرية التي ينسج منها نسيج صنيعه وأما من يكتفي بالعناصر المادية من صياغة وأسلوب ونظم فيظل بعيداً كل البعد عن الموهبة الشعرية الحقيقية ويتسمر في المنطقة المحدودة بالمألوف والمعروف والشكلي ولا يخرج من جماعة الفنانين العاديين ويزعم أيضا أن الموهبة الشعرية تقتضي مناخا حاراً لتؤدي إلى عمل ورع حسب المعنى الديني للكلمة لأن النفس الممزقة المعرضة لمخاض عسير تتفتح فجأة وتنطلق في أبداع الأثر كما تتفجر من باطن الأرض الينابيع الصافية .
5) أغراض الشعر لا تحدد عدداً وشمولا لأن موضوعه الحياة بكاملها بكل مافيها من عوالم فكرية وعاطفية وخيالية .
<font size=5 color=red>
النثر :
<font size=4 color=black>
1) أسلوب في التعبير ليس شعراً ولا يخضع لقانون الإيقاع المتناسق ولا يغالي في استعمال الصور والأخيلة ويقرب من أسلوب أسلوب التفاهم ويتيح بمرونته وسهولته تحليلاً عقلياً عميقاً فإذا كان الشعر توليد الخيال والانفعال بتأثير نسبي من العقل فإن النثر يعتمد العقل أولاً ويستعين بنسب متفاوتة بالخيال والانفعال لأن الغاية منه أساساً التعبير عن حقيقة الأشياء .
2) إذا استخدم النثر في التعبير عن الأغراض الأدبية أصبح أداة مباشرة للإبانة عن الخواطر المنتظمة والمنسقة وهو أيضاً الوسيلة المستعملة في التعليم والخطابة وفي أقلام الفلاسفة والعلماء والروائيين والصحفيين والإذاعيين .
3) إن الكلام العادي المنطوق والمكتوب ليس نثراً ولا يجوز إدراجه في هذا المسمى إلا إذا توخى فيه صاحبه إتقان النص والإبانة الفصحى من ذلك أن عدداً كبيراً من المصنفات التاريخية والعلمية لاسيما التعليمية هو بعيد أن يكون نثراً بالمعنى الفني القابل للتحليل والدراسة
4) النثر أنواع منها :
أ- المُرسل : وهو الذي ينطلق بلا تصنع أو زخرفة معبراً عن المعاني تعبيراً دقيقاً متحاشياً الزخارف في المفردات والعبارات .
ب- المُسجع وهو الذي تنتهي عباراته بكلمات متقاربة الروى أشبه ما تكون بالقافية في آخر البيت .
ج- النثر الشعري وهو الذي يقرب من الشعر لوفرة الصور والتشابيه وشيوع الإيقاع في تركيبه .
د- النثر السردي وهو المعتمد عادة في الصحافة وكتابة التاريخ والرواية .
<font size=5 color=red>
الأدب :
<font size=4 color=black>
1) علم يُقصد به الإجادة في فَني المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم وحفظ أشعارهم وأخبارهم .
2) الأدب في معناه الحديث هو علم يشمل أصول فن الكتابة ويُعني بالآثار الخطية والنثرية والشعرية وهو المعبر عن حالة المجتمعالبشري والمبين بدقة وأمانة عن العواطف التي تعتمل في نفوس شعب أو جيل من الناس أو أهل حضارة من الحضارات .موضوعة وصف الطبيعة في جميع مظاهرها وفي معناها المطلق في أعماق الإنسان وخارج نفسه بحيث أنه يكشف عن المشاعر من أفراح وآلام ويصور الأخيلة والأحلام وكل ما يمر في الأذهان من الخواطر .من غاياته أن يكون مصدراً من مصادر المتعة المرتبطة بمصير الإنسان وقضاياه الاجتماعية الكبرى فيؤثر فيها ويُغنيها بعناصره الفنية وبذلك يكون أداة في صقل الشخصية البشرية وإسعاده ويُتيح لها التبلور والكشف عن مكنوناتها وهو يؤدي من خلال فنونه المتطورة المعاني المتراكمة خلال الأزمنة والمستحدثات المعاصرة في شموليتها الانسانية أو حصريتها الفردية ويبرز في نصوصه المتوارثة إسهام الشعوب كبيرة وصغيرة قديمة ومعاصرة في بناء الحضارة متوخياً المزاوجة بين المضمون والشكل ليجعل منهما وحدة فنية .
<font size=5 color=red>
كلمة :
<font size=4 color=black>
1) لفظة تدل على معنى في ذاتها (الفعل والأسم) أو باتصالها بسواها (الحرف)
2) في الكلمة عنصران الصوت والمعنى فأن جرسها عند التلفظ بها يقرع الأذن فيولد فيها أثراً رناناً ينتقل إلى الدماغ حيث يتحول يتحول إلى معنى يدل عليها والعلاقة المدهشة بين الصوت والمعنى أي الترابط بين الصوت والتصور العقلي في الوعي البشري من أغرب العمليات المادية الذهنية التي تتميز بها حياة الانسان
3) لكل كلمة نغم خاص بها متأت عن تتابع المقاطع والحروف الصوامت والُمصوتة والأهتداء إلى الكلمات اللينة المخارج السهلة اللفظ والموسيقية الوقع من خصائص الأدباء المدربين أو الموهوبين .
4) إن الكلمة تتطور أحيانا لتدل على مستحدثات المجتمع وهي شبيهة بالكائن الحي تولد وتنمو وتشيع وتتسع مدلولاتها ثم تشيخ وتموت وإن صفحات المعاجم العربية القديمة مليئة بالكلمات التي لا تُستعمل في الوقت الحاضر لزوال الأشياء الدالة عليها ولتبدل العصر والبيئة الاجتماعية .
<font size=5 color=red>
التعليق على الموضوع :
<font size=4 color=black>
الشعر والنثر هما وجهان لعملة واحدة الاختلاف بينهما يكمن بأن الشعر هو كلمات منظومة أي كلام موزون ذو قافيه وذلك خلاف النثر ولكن كلاهما يتكونان من الكلمة وفي التعريف الذي طرحته للكلمة تجدون بأن جمال الشعر أو النثر يكون نابع من جمال الكلمة فكم كانت هناك من نصوص شعرية منظومة ولكنها خالية من الكلمات المعبرة وكم كانت هناك نصوص نثرية تفوق بجمالها الشعر وذلك يعود لشمولها على كلمات جميلة ومعبرة. وورد في كتاب الأدب إن للنثر عناصره اللغوية والموسيقية الخالصة التي لا يفوت أي كاتب موهوب أو قارئ متذوق أن يلاحظها وورد في كتاب قضايا عربية إن للنثر قيمته الذاتية التي تتميز عن قيمة الشعر ولا يغني نثر عن شعر ولا شعر عن نثر لكل حقيقته ومعناه ومكانه.وورد في كتاب الفن والأدب إنه لمن الخطأ اعتبار قالب الشعر وحده إطار الفن الأدبي الجميل دون ذكر النثر واعتبار قالب النثر إطار الفكر الموضوعي فقط .


<font size=5 color=red>
ملاحظة :
<font size=4 color=black>
أقدم للجميع أعتذاري في حالة ورود أخطأ لغوية أو أملائيه في النقل




<font size=5 color=OLIVE GREEN>
وكل عام وأنتم بخير بمناسبة قرب حلول العام الهجري الجديد
ومن نزلت بساحته المنايا..فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن..إذا نزل القضا ضاق الفضاء
د//نون
رشف مميز
مشاركات: 2214
اشترك في: 04-12-2001 01:12 PM

مشاركةبواسطة د//نون » 03-15-2002 12:38 PM

<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
الأخ الفاضل ريّانِ المعاني..شكراً لطرحِ هذا الموضوع المثير للاهتمام...

لكن لا زالَ لديَّ تساؤلٌ سأكون شاكرةً لكاتباتِ و كتّابِ نادينا الكرام لو تفضّلوا بمناقشته...
(ما هي المقاييس التي نحكم من خلالها على النصّ النثريّ إذا ما كانَ نصّاً إبداعيّاً فنّيّاً أدبيّأً أو منتمياً لغرضٍ و مجالٍ آخر من مجالاتِ الكتابة؟)





(((
سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ !
)))




صورة قـنـديـل الـذكـرى ..
صورة صــمـت أمـّي ..
صورة تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..
صورة ركــنٌ .. لــي ..
صورة جــديـلـة ..
ريان المعاني
همس جديد
مشاركات: 84
اشترك في: 12-05-2001 10:39 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة ريان المعاني » 07-04-2002 03:50 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

<font size=4 color=OLIVE GREEN>
الأخت الفاضلة / د. نون اشكر لك تواجدك في هذه الصفحه ولكن هناك من هو أحق مني بالشكر لطرح هذا الموضوع فالشكر لاينسب إلا لصاحبه ألا وهو أستاذي الشاعر وريث الرمل فهو من طرح هذا الموضوع في البدايه في غرفة الياهو شات الخاصة بأعضاء نادي رشف المعاني واعتذر عن تاخري في الإجابة على سؤالك فقد كنت أتمنى ان يجيبك من هم أكثر مني اطلاعاً بالأدب العربي فما أنا إلا تلميذاً هنا أتعلم من الجميع كل يوم مايثري أفكاري ويزيدها تفتحاً
<font size=3 color=black>
اسم الكتاب : في الأدب الحديث
تاليف : عمر الدسوقي أستاذ الأدب ورئيس قسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم- جامعة القاهرة
الجزء الأول الطبعة الثامنه يسنة 1973 م
الفصل الخامس: نهضة النثر
من ص 303 إلى صفحة 448

سأنقل هنا جزء يسير من الفصل الخامس وهو من ص 325 إلى صفحة 328 لأرتباطه المباشر بسؤال الأخت الفاضلة د.نون
<font size=4 color=red>
1) النثر الإجتماعي :
<font size=3 color=black>
يتطلب صحة العبارة وبالضرورة البعد عن الزخرف والزينة ووضوح الجمل وترك المبالغات وسلامة الحجج وإجراءها على حكم المنطق الصحيح لأن الغرض منه معالجة الأمر الواقع فلاينبغي إستعمال الأقيسة الشعرية ولا الخيال المجنح اللهم إلا في المقامات التي تقتضي استفزاز الجماهير وإثارة عواطفهم وتحميسها للإقلاع عن خلة فاسدة أو للتظاهر على الاضطلاع بنفع عام على أن يكون ذلك بقدر فإن الأغراض الاجتماعية إنما تجري في حدود الحقائق الواقعة على كل حال . وقد رايت أن هذا النوع من النثر قد خلا من السجع المتكلف لأن الإهتمام باقتناص السجعة قد يفوت على الكاتب للغرض الذي يرمي إليه وقد يذهب المعنى في سبيل سجعة متكلفة بل قد حمل بعض في هذا العصر على السجع فقال أديب إسحق مع أنه كان ممن يسجعون كثيراً وممن يحتفي بأسلوبه لأنه كان أديباً بطبعه .
<font size=4 color=red>
2) النثر السياسي أو الصحفي:
<font size=3 color=black>
ويمتاز بالسهولة والوضوح بحيث يكون معناه في ظاهر لفظه لان الصحف تخاطب الجماهير ويقروها الخاصة والعامة وتتحدث إلى الجهال كما تتحدث إلى المتعلمين هذا إلى قراءها انما يبغونها للساعة فلا محل للارتفاع بعباراتها والتعمق في معانيها مما يقتضي من القارىء كد الذهن وارهاق العصب واذا كان النثر الاجتماعي ينبغي أن يجري الاحتجاج فيه على الاقيسة المنطقية لأنه يعتمد على القضايا العلمية والحقائق الواقعة فإن النثر الصحفي لا يلتزم فيه ذلك بل يلجأ إلى الأدلة الخطابية لانها أنفذ في إقناع الجماهير من سواها إذ تقوم التزعات السياسية في الغالب على الفروض والاعتبارات والميول الوجدانية أكثر مما تقوم على الحقائق العلمية .
<font size=4 color=red>
3) النثر الأدبي:
<font size=3 color=black>
وهو أشد أنواع النثر حاجة إلى تخير اللفظ والتأنق في النظم حتى يخرج الكلام مشرقاً منيراً لطيف الموقع في النفوس حلو النبرة في الآذان لان للموسيقى اللفظية أثر كبيراً في الاذهان وهو أدنى أنواع النثر الى الشعر ولهذا لا يُنكر منه البديع على ألا يكون من الكثرة بحيث يستهلك ذهن القارىء وبحيث لا يستكره على النظم استكراهاً ولا تساق الجملة لمجرد اصطياده بل ان خيره ماجاء عفواً.

***************************************************************************************
<font size=3 color=black>
اسم الكتاب : فن التحرير العربي ظوابطه وأنماطه
تاليف : الدكتور محمد صالح الشنطي
الطبعة الرابعة يسنة 1417 هـ
المدخل : الكتابة وأنواعها
<font size=3 color=black>

الكتابة مرحلة متقدمة من مراحل تطور الحضارة الإنسانية , فهي تلي مرحلة الحديث الشفوي الذي يتوسل باللغة المحكية لأن الحديث الشفوي يتم غالباً دون طول تأمل أو تفكير فهو عفوي تمليه الحاجة الراهنة وتقتضيه متطلبات اللحظة لذا فإنه يرتبط بقضاء الضروريات الحياتية العاجلة أو التعبير عن المشاعر التلقائية الفورية , أما الكتابة فتستلزم الروية والتمهل ومداومة التفكير والنظر , ولها قواعدها وموضوعاتها إذ تعتمد على تنظيم الأفكار بعد بلورتها وصياغتها والتحقق من تماسكها وترابطها ولغة الكتاب تختلف عن لغة التعبير اليومي فتختفي فيها مظاهر الارتجال والسرعة وقد واكبت نضج العقل الإنساني وارتقاء إدراكه وتكامل مفاهيمه .والكتابة نوعان :
<font size=4 color=red>
1) كتابة إجرائية عملية :
<font size=3 color=black>

تتعلق بالمعاملات والتأريخ والتوثيق وهي ضرورة للمنافع العملية والمكاتبات الرسمية لها قواعد محددة وأصول مقننة وتقاليد متعارف عليها كالتقرير والرسالة الإدارية والبحث العلمي وما إلى ذلك ولغة هذا النوع من الكتابة منظبطة في قوالب خاصة محددة لا إيحاء فيها ولا ظلال ودلالات الألفاظ والصيغ في متنها قاطعة باترة لا تحتمل التأويل . ولهذا فهي لا تستلزم موهبة خاصة أو ملكة متميزة ,غير أن بعضها قد يقتضي قدراً من التأثير والاقناع لبيان حاجة وقضاء أمر
<font size=4 color=red>
2) كتابة إبداعية فنية :
<font size=3 color=black>

تحتاج إلى قدرات فطرية مركوزة في النفس وقارة في الوجدان , فهي تعبر عن رؤية متفردة ذات أبعاد شعورية ونفسية وفكرية تنم عن حساسية خاصة تجاه التجارب الإنسانية وتقوم على الابتكار لا التقليد ويجب أن تتوفر في صاحبها استعدادات خاصة وخبرة فنية وجمالية لها جذورها الكامنة في القريحة تتبلور بالاطلاع والثقافة ومعاناة الحياة وتبرز إلى الوجود بعد أن تكون قد استكملت مقوماتها واستحكمت في نفس صاحبها واستوت ناضجة وهذه الكتابة الإبداعية تشمل أنواع أدبية متعددة كالشعر والقصة والمسرحية والمقالة الذاتية وغيرها ولكل من هذه الفنون أصوله العامة وقواعده الخاصة ولكنها جميعاً تخضع للتغير والتطوير وليست جامدة محددة ثم أن الالتزام بها لا يكون على نحو حرفي بل تتجلى موهبة الفنان وملكته كلما استطاع أن يضيف أو يحور ويعمل من خلال منظوره الخاص وفقاً لما تقتضيه التجربة الخاصة والكتابة الإبداعية تحتاج إلى دربة ومران وصقل وتوجيه
<font size=4 color=OLIVE GREEN>

وفي الختام لا يسعني إلا أن أشكرك على هذا السؤال الذي فتح لي مجال أكثر للبحث والإطلاع وأقدم عذري مسبقاً إذا كان هناك أي تقصير في اجابتي على سؤالك .
آخر تعديل بواسطة ريان المعاني في 07-04-2002 03:59 AM، تم التعديل مرة واحدة.
ومن نزلت بساحته المنايا..فلا أرض تقيه ولا سماء

وأرض الله واسعة ولكن..إذا نزل القضا ضاق الفضاء
د//نون
رشف مميز
مشاركات: 2214
اشترك في: 04-12-2001 01:12 PM

مشاركةبواسطة د//نون » 07-04-2002 12:24 PM

<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
أخي الفاضل / ريّان المعاني

نشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع القيّم الذي تفضّلتَ بتقديمه للمنتدى
و نعم أخي الفاضل .. لقد كان فيه إجابةٌ شافيةٌ لسؤالي
كانت الجزئية المنقولة من الكتاب الأول جديدة بالنسبة لي
و الأخرى المنقولة من الكتاب الثاني مراجعة و تذكيرٌ لي بموضوعٍ سبق طرحه من قبل في النادي تحت عنوان "الكتابة"

و أتمنى أن يقوم أعضاء و عضوات نادينا الكرام بتزويدنا بالأمثلة على ما تفضل الأخ الفاضل /ريان المعاني بنقله عن أنواع النثر

و شكراً
آخر تعديل بواسطة د//نون في 07-04-2002 01:23 PM، تم التعديل مرة واحدة.





(((
سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ !
)))








صورة قـنـديـل الـذكـرى ..

صورة صــمـت أمـّي ..

صورة تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..

صورة ركــنٌ .. لــي ..

صورة جــديـلـة ..
مخلص النوايا
بوح دائم
مشاركات: 529
اشترك في: 05-30-2002 09:37 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة مخلص النوايا » 07-09-2002 01:46 AM

أخي الفاضل / ريان المعاني

طرح جميل وقيم ..

أحببتُ أن أورد لك حالات أرسطو في نظرته في الشعر :

الشعر عنده ثلاث عناصر : ( وزن أو الايقاع ) و اللفظ والنغم :

1- فإذا انفرد الإيقاع وحده كان الرقص.

2- وإذا انفرد اللفظ وحده كان النثر .

3 - وإذا اجتمع الوزن واللفظ معا كان شعر المديح والملاحم .

4- وإذا اجتمع الإيقاع والنغم معا كانت موسيقى الآلات .

5 - وإذا اجتمع الوزن واللفظ والنغم كان الشعر الغنائي وكانت الترجيديا والكوميديا.

ويلاحظ أن النغم لا ينفرد وحده .

تقدير وتحياتي

نــزار
همس جديد
مشاركات: 16
اشترك في: 05-21-2002 02:21 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة نــزار » 07-09-2002 10:32 PM

الأخ ريان المعاني,

أستنتج مما ذكرته أيها العزيز أنك ترى أننا نستطيع تقسيم الكلام إلى ثلاثة أقسام:

1- شعر (بأنواعه)
2- نثر (بأنواعه)
3- كتابة (بأنواعها)

فهل أنا محق

إذا كان كذالك فما هو الفرق النظري بين النثر والكتابة في رأيك؟

وشكراً
نــزار
همس جديد
مشاركات: 16
اشترك في: 05-21-2002 02:21 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة نــزار » 07-09-2002 10:37 PM

الأخ مخلص النوايا,

أعتقد أن النغم لوحده (اعتقاد شخصي) موجود بدون ايقاع مثل:

تغريد العصافير
السمفونيات

يبدو أن العصافير لم تعش في اليونان من زمان !


ألا ترى ذلك أيها الحبيب

العودة إلى “المقالات والشعر العامِّي”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 34 زائراً