<DIV =justify><FONT face= Tahoma fontsize=4 color=blue face=
كان مدرس التاريخ يشير نحوي دوماً بالقول:
<DIV =justify><FONT face= Tahoma fontsize=4 color=black face=
"هذا الشاب السعودي الذي جاء يدرس في مدراس القومية والصمود، وُلـِدَ في عام حرب التحرير"
كنت فخوراً .. بهذا القدر الذي جاء بي في عام حرب التحرير.
كانت مدرسة القومية تلك ذات الجدران العالية منبر للشعارات القومية الملتهبة.
"أمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة"
"ما أخذ بالقوة .. لا يسترد إلا بالقوة"
كنا نخرج إلى الشوارع والأعلام وصور القائد الرمز تتعالى نحو السماء.
كان المشهد يشابه صفوف الجيوش .. لا ينقصنا سوى السلاح والتوجه جنوباً حيث فلسطين.
كنت لا أرى غير هذا الجيش قادر على أن يحرر فلسطين.
كنا نركز فقط حين يتحدث مدرس التاريخ عن حرب التحرير، حيث كان مقاتلاً على الجبهة، يصف لنا كيف كان الجيش العربي يقاتل الصهاينة.
كيف وصل على مشارف فلسطين، و كيف كان يستطيع أن يدخل تل أبيب ويسيطر على هذه الدولة المصطنعة.
" أبطال يا عرب .. أمجاد يا عرب"
كان مدرس التاريخ يصف لنا كيف اتحد العرب في جبهة واحدة ولأيام قليلة
أيام قليلة دفعت بالعالم الغربي للصراخ .. بل التدخل حفاظاً على وجود طفلهم المدلل "إسرائيل" ..
كيف بنى الأمريكان جسراً جوياً ينقل المعدات العسكرية إلى تل أبيب وكيف رد الشهيد الملك على هذا الجسر فقطع جسر الاقتصاد الغربي.
سنة .. سنتان .. ثلاث .. عشرة .. واليوم صارت ثلاثون عاماً
وما زالت ذات الشعارات تملأ الشوارع ..
وما زال ذات الجيش الرمز صامت
بل كل الجيوش صامتة
بل كل العرب صامتون
وهؤلاء الشجعان فقط هم الصامدون.
ففلسطين لست جريحة
إنما العروبة في دمي تحتضر..!!
إنها تحتضر .. ولكن أي احتضار؟
يا لهذا الليل الغابر
يا لهذا الشبح المارد
برق في السماء يزلزل فيني أعماق و تاريخ!
كل قطرة من السماء بمثابة صفعة أتلقاها في وجهي ..
في تاريخي ..
في رجولتي ..
وشهامتي ..
في بسالتي .. وصمودي!
العروبة يا فلسطين
فيني هي الجريحة
العروبة يا فلسطين
خلف أسوار الجند سجينة
إنما أنتِ يا نواره الدنيا
أنتِ تبقين الحبيبة
ما أجمل أن يتكحل ترابك بدم أخي الشهيد
ما أروع ذاك العطر الآتي من أنفاس "آيات"
فلتكملي المشوار يا حبيبتي
وليزلزل جندك الأرض بمن فيها
وليصنعوا من أكفانهم طريق النصر
كنت دوماً أسأل مدرس التاريخ:
متى نستيقظ من هذا السبات العميق؟
كان يجيب "يا بني .. العرب لن تستيقظ إلا يوم الدين" !!!
بالأمس القريب رحل مدرس التاريخ .. مات في حادث سير ..
دهسته عربة عسكرية مسرعة يقودها جندي مخمور من الجنود البواسل في جيش الرمز!
مات عمر
مات صلاح
مات المختار
مات عبد القادر ..
مات جمال ..
مات فيصل ..
مات الدرة ..
وماتت إيمان ..
وآيات ..
وهم ينادون :
وسنموت جميعاً ونحن ننادي ..
حرروا فلسطين ...
حرروا كرامة العرب ...
وفاءاً للدين ..
وفاءاً للتاريخ ..
لكن هناك فرق بين موت الشجاعة .. وموت المذلة .. وعلينا الاختيار؟!
ومات مدرس التاريخ (من الايميل)
المشرف: مجدي
العودة إلى “المقالات والشعر العامِّي”
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 32 زائراً