- ماما أحكيلي عن بابا.
قالتها وهي تنظر الى صورة زفافنا – والدها وأنا – الموضوعه بجانب سريرها .
- كان أنسانا رائعا
بالرغم من عمر زواجنا القصير, الا أنها كافيه لأذكرها لآخر يوم في حياتي .
لم تكن هناك قصة حب عاصفه بيننا قبل الزواج . لا أزعم حتى أنني أعرفه كشخصيه رغم كوننا أقارب فقد عاش معظم سني حياته خارج الوطن للدراسه .
لم تتوقف والدته – عمتي – عن الحديث عنه في كل مناسبه وأحيانابدون مناسبه . حاولت تشكيلي على مزاجه ؛ كيف أتصرف , أتحدث , ألبس بل حتى كيف آكل . أقحمته في حياتي عنوه ... وكرهت ذلك كثيرا .
كل ركن في منزلها يحمل بصمته ؛ صوره منتشره في جميع الأنحاء , كتبه مرتبه بعنايه في المكتبه الضخمه في غرفة الجلوس, في غرفة الطعام كان كرسيه خاليا , لم يجرؤ أحد أبدا على استخدامه في غيابه حتى والدي رغم حبها الشديد له . غرفته كانت ترتب يوميا سواءا كان موجودا أم لا .
في عامي الأول في الجامعه , عاد الى الوطن في زياره قصيره وتقدم لخطبتي .كان شديد الوضوح - لن أكمل دراستي .. سأكرس كل وقتي له ولرعاية أطفالنا و ... و .. .
بدا لي كالطاووس , كجنراال يملي أوامره ومطلوب من الجميع التنفيذ بدون نقاش . رفضت باصرار شرف الزواج من قريبي المبجل رغم اغراء وتهديد العائله والصديقات .
بعد عدة أعوام- جمع خلالها أكثر من نصف دزينه من الشهادات العلميه من أركان العالم الأربع – عاد للوطن للاستقرار ومعه تجددت مخاوفي من مشروع الزواج المرتقب ..
كالعاده كانت عمتي كالنحله وراء الكواليس !!!
في ليالي الصيف المقمره ,كان شمل العائله يلتئم في نزهات ليليه على شاطىء البحر. فعلت ما بوسعي لتجنب أي احتكاك , وعند الضروره أكتفيت بردود قصيره بداعي المجامله , لكنه كان ذكيا وصبورا في التعامل معي . لتخصصه في الجيولوجيا , أخذ يتحدث عن عمله وعن أحدث الأجهزه في رصد حركات الطبقات الصخريه وأهميتها في الانذار المبكر ضد الزلازل والكشف عن الثروات الطبيعيه . لاحظ اهتمامي بالموضوع فاستمر في الحديث عن الظواهر الجغرافيه .. الفلكيه .. السزمولوجي .... الخ . جاذبية الموضوعات أغرتني بالاشتراك في الحديث ,اجبت عن أسئله أعرف تماما أنه يعرف الاجابه عنها .
فجأة أخذ الحديث منعطفا لم أتوقعه حين سألني عن رأيي فيه ؟ !!
تلعثمت وأجهدت ذاكرتي في البحث عن أجابه دبلوماسيه, فلم أتمكن . بصعوبة ألجمت لساني وعضضت شفتي حتى لا أتفوه بما قد أندم عليه فيما بعد.. تشاغلت بالنظر الى القبه السوداء المرصعه بآلاف النجوم ..المساء الساحر... القمر.. وعرائس بحر أسطوريه ترقص الباليه على نغمات سمفونية الموج . . نسمات الليل العابقه برائحة البحر.. وصوت فيروز- من أعماق الذاكره – و" سكن الليل ".
لم يعطني فرصه لأفكر في عذر ما لعدم مواصلة الحديث .. قطع الصمت بالحديث عن حياته .. أسفاره .. ارآئه و... و ..
أربكني ادراكي أنني لا أعرف شيئا عنه .. وكأنه شخص آخر غير الذي سمعت عنه . وٌقبل أن انتبه أصبحت جزءا من خططه ومشاريعه وأحلامه . أدخلني عالما سحريا وجدت أبوابه مشرعه بانتظاري .
بعد فترة قصيره تزوجنا . كان أشبه بحلم ... رأيت الجانب الآخر الذي لم تتحدث عنه عمتي أبدا .. كان كبيرا وقريبا؛ حنانه أشبه بحنان الأمهات الذي افتقدته كثيرا منذ وفاة والدتي .. يصغي عندماأتحدث,يضحك لحكاياتي الصغيره بدون أن يشعرني بالتفاهه .. يجيب عن أسئلتني باهتمام ... علمني أن أ صغي الى قلبي .
يقال أن السعاده كالزهور ؛ جميله لكنها قصيرة العمر . في الحكايه تستيقظ الجميله بقبله من الحبيب , أما أنا فاستيقظت على فا جعة فقده . قبل انقضاء أسبوع على الزواج , توفي في حادث سياره . انهار عالمي , فقدت الاحساس بمن حولي وغرقت في أحزاني . لم ينتشلني من تلك اللجه الا حياة جديده بدأت تتحرك في أحشائي .
- ماما , ما أكثر شىء تحبينه في الوجود ؟؟
أخرجني صوتها من مملكة الذكريات . نظرت أليها وابتسمت . لمعت عيناهاوانطلقت منها ضحكه ذكرتني كثيرا بوالدها , كنت أعشق ضحكته .لم تنتظر اجابه تعرفها سلفا . ألقت برأسها الصغير على صدري وطوقت عنقي بذراعيها. ضممتها الي أ تنسم فيها طيف الراحل الغالي . ابنتي نسخه طبق الأصل عن واالدها . هي الدليل الحي على وا قع حلم أو استراحه قصيره في حياتي .
Sara
ستة أيام
المشرف: مجدي
<DIV align=justify><FONT size=4 color=green face=
قصة لها ثقل...
سارا..
ستة ايام تعادل حياة كاملة لتلك الأم..
واغرب مافيها ان تتحول مشاعرها من إنسانة ترفض العالم القادم إلى انسانة انصهرت بسهولة فيه لأن ذاك العالم فيه رجل احتوى امرأة..
وسؤالي هل هي احبته فعلا؟؟
هل حنانه ورقته في التعامل كانا كافيين لتقبل الوضع الذي كانت ترفضه..؟؟
قصتك ياسارا تحمل في طياتها الكثير..
ولعل الحديث فيها سيطول..
وسأترك الحبل للغير ليجر معي..
خاصة وان مايشغلني هو تحول امراة إلى زوجة ثم الى ارملة في ستة أيام
وأم في تسعة اشهر..
واي مسؤلية...؟؟؟؟
اشكرك سارا
اعجبتني القصة كثيرا..
واعجبني تفرعها الضمني..
سلمت قلمك
قصة لها ثقل...
سارا..
ستة ايام تعادل حياة كاملة لتلك الأم..
واغرب مافيها ان تتحول مشاعرها من إنسانة ترفض العالم القادم إلى انسانة انصهرت بسهولة فيه لأن ذاك العالم فيه رجل احتوى امرأة..
وسؤالي هل هي احبته فعلا؟؟
هل حنانه ورقته في التعامل كانا كافيين لتقبل الوضع الذي كانت ترفضه..؟؟
قصتك ياسارا تحمل في طياتها الكثير..
ولعل الحديث فيها سيطول..
وسأترك الحبل للغير ليجر معي..
خاصة وان مايشغلني هو تحول امراة إلى زوجة ثم الى ارملة في ستة أيام
وأم في تسعة اشهر..
واي مسؤلية...؟؟؟؟
اشكرك سارا
اعجبتني القصة كثيرا..
واعجبني تفرعها الضمني..
سلمت قلمك
رشف المعاني
-
- رشف مميز
- مشاركات: 2702
- اشترك في: 05-06-2001 10:21 PM
- اتصال:
<font face=Traditional Arabic font size=5 color= blue>
<font face=Traditional Arabic font size=5 color= blue>
فعلا رائعة أخت سارا
كما قالت الجواهر
والحقيقة ودي أخزن ما أتصوره عن أبطال القصة
في دماغي
لأنها تعطيني ملامح شخصية تنفع اتصير بطلة لقصيدة
(مييين عاارف لو ربك وفق)
دمت
ومشكورة
على هالقصة
<font face=Traditional Arabic font size=5 color= blue>
فعلا رائعة أخت سارا
كما قالت الجواهر
والحقيقة ودي أخزن ما أتصوره عن أبطال القصة
في دماغي
لأنها تعطيني ملامح شخصية تنفع اتصير بطلة لقصيدة
(مييين عاارف لو ربك وفق)
دمت
ومشكورة
على هالقصة
عساااكم السعااادة
شكرا أخت جوهره لتواصلك .
للحب صور كثيره أهمها – في رأيي - التفهم والتعامل باحترام وحساسيه وذكاء والعطاء المتبادل . أما الأنانيه والسيطره والفوقيه من طرف والاحساس بالدونيه من الطرف الآخر فهي تولد علاقات مريضه سرعان ما يعتريها الوهن ونهايتها الا ضمحلال .
بالنسبه للمده الزمنيه , فهي نسبيه . وكم من أزواج عاشوا سويا سنين طالت أم قصرت وانتهت العلاقه نهايه ماساويه . والقلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
أعتقد أن كيفية قضاء الوقت بطريقه مثمره تؤدي الى تقوية الروابط والألفه بين الزوجين وتضيف جديدا لشخصية وتفكير كل منهما حتى لو قصرت المده أفضل كثيرا من قضاء ساعات أو أيام أو سنين لا تضيف شيئا غير الوجود الجسدي الذي يمل سريعا ومن ثم تبدأ رحلة البحث عن الجديد !!!
شكرا أخ رائد .
القصه بين أيديك . وهو نرد شويه من جمايلك .
للحب صور كثيره أهمها – في رأيي - التفهم والتعامل باحترام وحساسيه وذكاء والعطاء المتبادل . أما الأنانيه والسيطره والفوقيه من طرف والاحساس بالدونيه من الطرف الآخر فهي تولد علاقات مريضه سرعان ما يعتريها الوهن ونهايتها الا ضمحلال .
بالنسبه للمده الزمنيه , فهي نسبيه . وكم من أزواج عاشوا سويا سنين طالت أم قصرت وانتهت العلاقه نهايه ماساويه . والقلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
أعتقد أن كيفية قضاء الوقت بطريقه مثمره تؤدي الى تقوية الروابط والألفه بين الزوجين وتضيف جديدا لشخصية وتفكير كل منهما حتى لو قصرت المده أفضل كثيرا من قضاء ساعات أو أيام أو سنين لا تضيف شيئا غير الوجود الجسدي الذي يمل سريعا ومن ثم تبدأ رحلة البحث عن الجديد !!!
شكرا أخ رائد .
القصه بين أيديك . وهو نرد شويه من جمايلك .
العودة إلى “المقالات والشعر العامِّي”
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 19 زائراً