<DIV align=right><FONT size=4 color=crimson face=
السلام عليكم أحبتي ..هذا هو المقال المتواضع.. أتمنى يروق عقولكم وتتقبله قلوبكم.....
<DIV align=justify><FONT size=4 color=darkblue face=
تترامى الكلمات هنا وهناك لترسم ملحمة تصوغها المعاني المنسوجة بغزل يراع الكاتب لتكون نتاجا يقوم هيكله على أفكارٍ هو صانعها . فتارة يكون الصانع مهذباً فتأخذ الكلمات طريقته المهذبة لوصف المعنى ، وتارة ترسم أنامل الكاتب ، خوفا تكون الكلمات أسيرة تحت ظلّ خوفه ، ومنهم من يرسم لها قضباناً من الوقاحة الأدبية ، استخفافاً بالعنصر المتلقي وهو الجمهور.
وكل ذلك مخبون تحت ظل يراع الكاتب ، الذي هو أسيرٌ تحت رحمة حامله ، والذي يلبسه الثوب الذي يجعله لطيف النسج ، جميل الوصف ، خبير اللحن ، أو عاريا من القيم الأدبية ، فقير للقيم الأخلاقية ، أو ركيك الصف ، مُفتّل الوصل ، شاذ اللحن .
إذا …فهناك سلسلة من الأمور نهايتها المقالة أو القصيدة أو النثر عموما ، تبدأ بالفكرة المتبصرة الحكيمة ، والمخزون الكلامي المناسب ، والنغم الكلامي المنسجم ، والموضوع الجيد، والقلب الصافي ، والهدف النبيل والصدق في القول بما يشعر ، لا بما ينقل نتيجة إعجابٍ بالشخصية المفكرة ، دون الفكرة نفسها والتي هي النتاج وهي الهدف .
ومن ثَمّ الجمهور القارئ ، ولكن هناك مع الكاتب والقارئ مساحة يملأها الناقد . الناقد الواعي والذي لمس الإبداع وارتداه ثوباً ، ليكون ذا أداة واعية حادة النظر ، واضح الفكرة .
فالنقد في الكلام إظهار محاسن النص وعيوبه ، دون انحيازٍ لفكرة أو لأسلوبٍ مدرسيٍ معين ، كالرومانسية مثلا ،أو الكلاسيكية أو الرمزية أو ما تلى تلك المدارس المعروفة من فروع في الأدب التعبيري .
لذلك ينصح بعض المفكرين في النقد ، أن يكون الناقد من نفس مدرسة الكاتب . ورغم جميل العبارة إلا أنني أرفض أن تكون عامة ، ولكن ، أُجبرُ الناقد بالإنصاف والعلم بما هو عليه لا بالمعرفة فقط . كما سأطرح - إن شاء الله - في هذاالمنتدى مقالا سنبين فيه أن العلم بالشيء أجدى وأنفع في كل شيء من مجرد المعرفة به. ولعل الأعضاء والمشرفين يلحظو في ما أعتقده مهما .
وأتمنى أن ينتبه لها الأعضاء والزوار هنا وهناك حتى تكون الحوارات ذات قيمة هدفيه ، تصلنا إلى الحقيقة .
كما وعلى الناقد ألاّ ينظر بعين الرفض للنص الأدبي ، قبل التَّمعُن فيه وأخذ الوقت الكافي دون بخسٍ للنص والنقص من حقه ، بل بنظرة الحياد والصدق ، والنظر للكاتب قبل النص عين الجهل ، وهو ظلمٌ للنص وكاتبه وللأدب عموماً ، وإذا ما حدث ذلك فقد سلب نفسه صفة الناقد . والأدب غني عن مثله .
وكذلك حق على الكاتب أن يكون ذو لينٍ في التقبل ويسعى وراء الكمال وينصف الأمر، ويسمع القول ، فيتبع أحسنه .
بذلك فقط تكون الساحة أفضل ، وتكون الأقلام مفعمة بالإبداع ، لتنثر مدادها وشذاها العبق هنا وهناك بأجمل طيف تصوغه كلماتها ، وتُجَمِله تعبيراتها ، وتَبَسطه تشبيهاتها ، بأحسن الكلم ، والفكر الأرب .
هناك ملحوظة :
لا يمكننا أن نطلب من الناقد الغور في نص هزيل هش ، يفتقر للأدب ، ثم نطلب منه الإبداع في نقده . لأن النقد سيكون قاسٍ ولربما يفهمه البعض - الغير واعٍ - عداوة أو ثأراً نبتت جذوره في قلم الناقد المسكين ، ضد الكاتب الهزيل ، كما لو ألقيناه في ماء وقلنا له لا تبتل .
على الناقد أيضا أن يكون واضح الأسلوب في النقد حتى لا يُساء فهمه ، ثم يقول : ما قصدت ذلك ، فنقول له " سبق السيف العذل ".
ولابد من الجميع ـ الكاتب والناقد والجمهور ـ أن يكونوا على دراية بهدف النقد ، من تفعيل الذائقة الأدبية ، والسمو بالثقافة الأدبية ، من سماء لسماء يكون الإبداع صنواناً لها .
يجب على الجميع أن يتذكر الحكمة التي تقول " الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ".
وفي الختام أذكّر السادة الأعضاء بما حدث في الساحة الأدبية عندما نشر الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي ديوانه الأول " وراء الغمام "عام (1934 ) والضجة الإعلامية التي رافقته ، من كتّاب لا يمكن أن تتجاهلهم العيون ولا يمكن أن يستهان بهم في الساحة الأدبية أمثال طه حسين والعقاد والمازني .
وأذكر جزءا من هذه الانتقادات للدكتور طه حسين الموجهة للدكتور إبراهيم ناجي عندما أصدر ديوانه الأول:
" لا تجزع إذا يا سيدي من النقد ، ولا تظن أن عمل الناقد أن يكون البناء دائما ، فقد يكون من الخير أن تهدم بعض الأبنية التي تحجب الضوء والهواء عن أبنية أخرى هي أحق بالبقاء …
وإنما عمله فيما أظن اقتلاع بعض الأشجار وبعض الأعشاب التي تفسد ما هو أحق منها بالبقاء وأجدر منها بالنماء ، وأقدر منها على أن ينفع الناس .
ولست أدري لِمَ يكون البستاني مصلحاً حين يجتث الشجرة الفاسدة ، أو يقتلع الأعشاب المهلكة لما حولها ، ويكون النقد مفسداً حين يرد الأدب قوماً يدخلون في الأدب وليسوا منه في شيء ، ولست أدري لم يكون البستاني مصلحاً حين يشذب بعض الأشجار ويقص بعض الأغصان ويكون الناقد مفسداً حين يهذب ما يكتبه الكاتب والشعراء ؟…
كلا يا سيدي ، ليس على الأدب بأس من النقد مهما يقس ويشتد ، وإنما البأس كل البأس على الأدب من النقد إذا لان وهان وأصبح تفريطاً وثناء ، وإثارة للغرور ، وتشجيعا للدخلاء .
والأدب الذي لا يثبت للنقد العنيف لا يستحق أن يكون أدباً ، ولا يستحق أن يعنى به أحد … "
أتمنى من الجميع التمعن في هذه الرسالة وخصوصا في آخرها حتى يأخذ قراره في أن يكون في المنتدى نقداً حقيقيا ، يجعل الأدب الحقيقي ـ الذي نصبو إليه ـ يطفو ، ويتعلم المبتدئ من النقد كيف يكون أديبا مع العذر له لأن المنتدى يجمع الجميع ولابد من أن لا يحرم الجميع من الكتابة والتعبير عما يختلج في فؤاده ولكن فليسمح للناقد أن يقوم بعمله دون أن تبتلعه نزغات الغضب . والسلام
قصــي
الإبـــداعُ النـــقدي
المشرف: مجدي
-
- رشف مميز
- مشاركات: 2702
- اشترك في: 05-06-2001 10:21 PM
- اتصال:
<font face=Traditional Arabic font size=5 color= blue>
أخ قصي:
رائع ما كتبت
وأتمنى أن يكون ذلك النقد الصادر من متخصص
في المجال والمتذوق له
مقرون بموازين مبينة للنص المنتقد
كأن توضع العبارة المنتقدة بين قوسيين
ثم يتم شرح أسباب جودتها أو عدم جودتها
وما هي الموازين التي تمت مخالفتها
دون التعرض إلى شخص الكاتب فالكل
هنا يأتي للتواصل والتعلم من اللآخرين
وأن يتحمل الناقد أيضا شرح الكاتب
ودفاعه عن رأيه
وأن يرد عليه بدون الدخول في مهاترات شخصية
إذا كان ذلك من أجل تطورنا فما المانع
لا يوجد إنسان كامل
ونحن في الرشف نسعى الى الكمال ونطلبه طلبا
حثيثا وسنقتحم الصعاب من أجل نيل المجد
(مازال العالم عالما حتى يقول أنني عالم فينحدر منحناه نحو الجهل)
تحياتي لك
أخ قصي:
رائع ما كتبت
وأتمنى أن يكون ذلك النقد الصادر من متخصص
في المجال والمتذوق له
مقرون بموازين مبينة للنص المنتقد
كأن توضع العبارة المنتقدة بين قوسيين
ثم يتم شرح أسباب جودتها أو عدم جودتها
وما هي الموازين التي تمت مخالفتها
دون التعرض إلى شخص الكاتب فالكل
هنا يأتي للتواصل والتعلم من اللآخرين
وأن يتحمل الناقد أيضا شرح الكاتب
ودفاعه عن رأيه
وأن يرد عليه بدون الدخول في مهاترات شخصية
إذا كان ذلك من أجل تطورنا فما المانع
لا يوجد إنسان كامل
ونحن في الرشف نسعى الى الكمال ونطلبه طلبا
حثيثا وسنقتحم الصعاب من أجل نيل المجد
(مازال العالم عالما حتى يقول أنني عالم فينحدر منحناه نحو الجهل)
تحياتي لك
عساااكم السعااادة
<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F"">يُعدُّ التواضع سمة تغلب على الواثق من نفسه، والأديب الذي يدرك مستوى ما يكتب أكثر قبولا وثقة في النقد مهما اختلفت مستوياته ومراميه. ذلك أن النقد المبتذل الذي يدور في حدود المشاعر الشخصية لن يمس من مستوى الكتابة الراقية أو الكاتب. وكما سبق وأن ذكرت، فإن الناقد الجيِّد هو من يقصد الكتابات الجيدة مبرزا مواطن الإبداع والضعف فيها، أما تلك الأقل فلا تستحق اهتماما من ناقد أوقاريء. إن التواضع الحق حين يكون عن قدرة عليه وليس نتاج واقع مفروض.
إن أهمية الناقد والنقد أمر لا يختلف اثنان عاقلان على ضرورته، ولا يوجد بشر، عدا الرسل الكرام عليهم صلوات الله وسلامه، أعلى من النقد مهما بلغ شأوه الأدبي. ومن البديهي القول أنه كما يتفاوت الأدباء في مستوياتهم وكتاباتهم يتفاوت النقاد، وعلى الناقد الذي يجرؤ على الدخول إلى حمى الكتابات الإبداعية أن يكون قادرا على التعامل معها وإلا فسيكون:
كناطح صخرة يوما ليوهنهــا
فلم يضرها، وأوهى قرنه الوعل
أخي الكريم..
خرجت المقالة بعد انتظار، وهي وأن أبرزت أهمية النقد ومُثُله بأسلوب جميل، إلا أنها لم تتعدَّ إبراز أبجديات النقد، ولعل أبرز جزء في المقالة وهو لبُّها ومحورها ويغني عن كثيرٍ مما جاء فيها، هو الجزء الخاص برأي الدكتور طه حسين، رحمه الله..والذي استغرق حوالي ثلث المقالة، والتي كانت تحتاج في أجزاء منها إلى التنبه لعدد من الأخطاء اللغوية.
حظي المتنبي بعدد كبير من النقاد تفاوتت قدراتهم وأهواؤهم، ولم يضره ذلك، و معلومٌ أن قصائده رغم إبداعه، تتفاوت في مستوى الإبداع. ومع ذلك فلا نجعل المتنبي فوق النقد ولكن نعجب من جرأة من لا يدرك أوليات الأدب أن يحسب الخوض في لجة المتنبي سهلة أو حتى ممكنة. ويدرك كل منصف أنه ليس من السهل على أي أحد من أن يرى عيبا في بيت أي شاعر فينتقده، إذا لم تكن له البصيرة والرؤية والقدرة على وصف ما يرى.
لقد أخرجتَ بيتا للمتنبي وذكرت أن النقاد عابوه، ومع أن البيت ليس أفضل شعر المتنبي، فإنك لم ترو ما رجعت إليه من نقد وأين..أقصد أين نشر ومتى، فهذه أصول أولية في الكتابة، والوصول إلى شرح البيت وكل ديوان المتنبي، موجود بحمد الله على الإنترنت، وبإمكانك أن تقرأ عددا من الشروحات له وتتمعنها كلمة ومعنىً.
لابد أيضا من الخروج عن مثاليات مصطنعة..ليس كل شاعر المتنبي أو الجواهري أو نزار..وإن كان هذا لا يعني أن يخرج من بين ظهرانينا أمثالهم يوما ما...كم من الشعراء أو ممن يكتبون الشعر بيننا اليوم؟ كثير.. وهناك الجيد منهم..وأحسب أن ذلك كان أيضا في زمن المتنبي..ومع ذلك فلم يبق إلا من يستحق البقاء...أظننا نتفق على أنه من المعجزات أن يصنع جاهل قانونا فيزيائيا صحيحا..
ختاما:
ألقاه في الماء مكتوفا وقال له
إيَّاك إيَّاك أن تبتــلَّ بالماء
ما أنت نوح فتنجيني سفيتنه
ولا المسيح أن أمشي على الماء
وللمتنبي:
والهَجْــرُ أَقتَــلُ لـي ممَّـا أُراقِبُـهُ
أَنـا الغَـرِيقُ فمـا خَـوفي مِـنَ البَلَـلِ
إن أهمية الناقد والنقد أمر لا يختلف اثنان عاقلان على ضرورته، ولا يوجد بشر، عدا الرسل الكرام عليهم صلوات الله وسلامه، أعلى من النقد مهما بلغ شأوه الأدبي. ومن البديهي القول أنه كما يتفاوت الأدباء في مستوياتهم وكتاباتهم يتفاوت النقاد، وعلى الناقد الذي يجرؤ على الدخول إلى حمى الكتابات الإبداعية أن يكون قادرا على التعامل معها وإلا فسيكون:
كناطح صخرة يوما ليوهنهــا
فلم يضرها، وأوهى قرنه الوعل
أخي الكريم..
خرجت المقالة بعد انتظار، وهي وأن أبرزت أهمية النقد ومُثُله بأسلوب جميل، إلا أنها لم تتعدَّ إبراز أبجديات النقد، ولعل أبرز جزء في المقالة وهو لبُّها ومحورها ويغني عن كثيرٍ مما جاء فيها، هو الجزء الخاص برأي الدكتور طه حسين، رحمه الله..والذي استغرق حوالي ثلث المقالة، والتي كانت تحتاج في أجزاء منها إلى التنبه لعدد من الأخطاء اللغوية.
حظي المتنبي بعدد كبير من النقاد تفاوتت قدراتهم وأهواؤهم، ولم يضره ذلك، و معلومٌ أن قصائده رغم إبداعه، تتفاوت في مستوى الإبداع. ومع ذلك فلا نجعل المتنبي فوق النقد ولكن نعجب من جرأة من لا يدرك أوليات الأدب أن يحسب الخوض في لجة المتنبي سهلة أو حتى ممكنة. ويدرك كل منصف أنه ليس من السهل على أي أحد من أن يرى عيبا في بيت أي شاعر فينتقده، إذا لم تكن له البصيرة والرؤية والقدرة على وصف ما يرى.
لقد أخرجتَ بيتا للمتنبي وذكرت أن النقاد عابوه، ومع أن البيت ليس أفضل شعر المتنبي، فإنك لم ترو ما رجعت إليه من نقد وأين..أقصد أين نشر ومتى، فهذه أصول أولية في الكتابة، والوصول إلى شرح البيت وكل ديوان المتنبي، موجود بحمد الله على الإنترنت، وبإمكانك أن تقرأ عددا من الشروحات له وتتمعنها كلمة ومعنىً.
لابد أيضا من الخروج عن مثاليات مصطنعة..ليس كل شاعر المتنبي أو الجواهري أو نزار..وإن كان هذا لا يعني أن يخرج من بين ظهرانينا أمثالهم يوما ما...كم من الشعراء أو ممن يكتبون الشعر بيننا اليوم؟ كثير.. وهناك الجيد منهم..وأحسب أن ذلك كان أيضا في زمن المتنبي..ومع ذلك فلم يبق إلا من يستحق البقاء...أظننا نتفق على أنه من المعجزات أن يصنع جاهل قانونا فيزيائيا صحيحا..
ختاما:
ألقاه في الماء مكتوفا وقال له
إيَّاك إيَّاك أن تبتــلَّ بالماء
ما أنت نوح فتنجيني سفيتنه
ولا المسيح أن أمشي على الماء
وللمتنبي:
والهَجْــرُ أَقتَــلُ لـي ممَّـا أُراقِبُـهُ
أَنـا الغَـرِيقُ فمـا خَـوفي مِـنَ البَلَـلِ
بيني وبين أبي العلاء حكاية *** في الحكم أسترعي لها الحكماء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
العودة إلى “المقالات والشعر العامِّي”
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 38 زائراً