إلى ابنتي "شيرين"
المشرف: مجدي
إلى ابنتي "شيرين"
من كتاب "إلى ابنتي شيرين" ، جمعت فيه "شيرين" ابنة الشاعر و الكاتب الراحل "حمزة شحاته" رسائله التي كان يبعث بها إليها أثناء إقامتها في مصر. و أورد لكم هنا إحدى الرّسائل الموجودة في الكتاب و البالغ عددها 60 رسالة. معظمها -من وجهة نظري- تغلب عليه روح الفكاهة و الحكمة أحياناً..
الرسالة 21
"ابنتي الحبيبة شيرين..
ستكون تهنئتي لكِ بالعَبَط هذه المرّة أكثر حرارة من أي وقتٍ سبق ...
لماذا يا حبيبتي فاتك أن تدركي مراد الذين قالوا و يقولون عنّي أني "فلتة" ؟!
نعم أنا "فلتة" و لكن على المعنى العام للكلمة، و لن تنكري أيتها اللئيمة أنكِ تعرفينه كما يعرفه أي حجازي و حجازية..
و إليكِ تعريف الكلمة : فلتَ يفلتُ فلتاً و المبالغ (فلاّت) و يلقب به الفلاّت هكذا (إسماعيل فلت) للسخرية و يقال أيضاً (واد فلت) على وزن (فتك) المصريّة، و (فلان مفلوت العيار) و ( لسانه فالت) أو (عياره فالت)...و يمكن أن تلحقي بها (راجل فلاتي) على وزن (حماتي)، و من اصطلاحات المطوفين (حاجي فلت)...
و لا بدَّ أن تكون كلمة (فلوت) و هي المزمار الإفرنجي لا البلدي مشتقّة منها، و كذلك (فليت) السائل غير المبيد للذّباب الآن ..و كان في التاريخ القديم مبيداً إن لم يكن التاريخ مجموعة من الأكاذيب..
و الآن نرجع إلى من يقولون أني (فلتة)..
إنَّ غرضهم أني كذبة .. أو تهويشة أو خرافة أو أسطورة..هذا هو المعنى العام المعني في لغة الكلام فما هو رأيك؟!
أمَا كان يجب أن ترفضي أن يكون أبوكِ فلتة؟ لتكسري فم الذي يقولها بيد الهون..
معليش نعيش أنا و أنتِ و نأكل غيرها يا بنتي !!
على الأقل كنتِ تقولين لهم : (فلتة في عيونكم) و تنهالي على رؤوسهم بتصريف الكلمة..
يا للعار- أأكون (فلته) بعد ستين عاماً- و خمس بنات أنتِ (الكوبرا) فيهنّ؟
كان خطابك الرقيق خالياً من الإجابة التي أنتظرها منكِ..انتقالكِ إلى الفندق في مثل حالتكِ الصّحّيّة خطوة موفّقة تدلّ على التّعقّل ..و التفكير على هذا النحو من أدلّة النضوج..ستكونين أمّاً مثالية كما كنتِ زوجةً مثالية..
مرسل إليك تعميدا إذا لزمكِ شئ آخر أخبريني لأعمد باعتماده..
لا بدَّ أن تسيري على قدميكِ ساعةً على الأقلّ سيراً جادَّاً قويّاً..
حاولي أن لا يكون طفلك (فلتة)، دعي لي وحدي هذا الشرف و تمتّعي أنتِ بأكبرِ قدرٍ من الغباء..قبلاتي أيتها الحبيبة.
والدكِ حمزة شحاته
((( سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ ! )))
قـنـديـل الـذكـرى ..
صــمـت أمـّي ..
تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..
ركــنٌ .. لــي ..
جــديـلـة ..
العودة إلى “المقالات والشعر العامِّي”
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 45 زائراً