صفحة 1 من 1

لأنّه في غيبوبة ، و لأنّ دنيا الشعرِ لا تدري !

مرسل: 12-18-2007 02:12 PM
بواسطة د//نون
صورة

فيراير 2005 يتسلّم وسام الملك عبدالله بن عبد العزيز بالجنادريّة


نوفمبر 2007 ، التقيتُ زميلةً جميلةَ الخلقِ و الخلُق ، عرفتُ لاحقاً أنها هذه الـ(يمامة) :
طوفي (يمامةُ) بالجزيرةِ ..
حلوةَ الأنغام نشوى
طيري (يمامةُ) (لليمامةِ) ..
فالذرى للطير مأوى

أخبرتني أنّها الابنة الوحيدة لأبٍ يرقدُ في غيبوبةٍ منذ العيدِ الماضي ، دونَ أن يُعرفَ السبب أو الحلّ .
اكتشفتُ بعدها بأسابيع أنّ هذا الأب هو أيضاً القامة الشعريّة ( عبدالله الجشّي) !
القامة المُسجاةُ اليوم على سريرِ المرض بالعنايةِ المركّزَة في غيبوبةٍ طويلة .

و بالرغمِ من حياته الصاخبة شعراً و تاريخاً و نبضاً عربيّاً أصيلاً ،، هو اليوم يحيا غيبوبةً قارسة الصمت و غربةً إعلاميّة ..

هذه كانت محطّاتٍ من حياتِه .. أمدّها الله بالعافية :



* ( 1926م ) القطيف كان مولده .

* ( 1932م ) سافر إلى العراق مع والدته واخته وعاش فيها حوالي سنتين ، ثم عاد القطيف .

* ( 1935م ) هاجر إلى العراق مرة ثانية للدارسة مع والده للدارسة في النجف .

* ( 1943م ) شارك في مهرجان أقامته جمعية الرابطة الأدبية لوفد من الأدباء المصريين .

* ( 1945م ) تولى تحرير مجلة الغري .

* ( 1947م ) عاد إلى القطيف ، مع عودة والده من النجف الذي عاد بطلب من الأهالي ودعم من المراجع .

* ( 1948م ) سافر إلى البحرين وأقام فيها شهورا ، وشارك في بعض المناسبات .

* ( 1950م ) عمل علي جلب الصحف المصرية من مكتبة عمر بايزيد في الخبر لعرضها للبيع والقراءة في القطيف .

* ( 1953م ) سافر إلى الرياض ضمن الوفد الذي عزى الملك سعود بوفاة والده .

* ( 1955م ) بدأ الوظيفة في مصلحة العمل .

* ( 1955م ) شارك في تكوين أول مكتبة عامة في القطيف .

* ( 1960م ) انتدب للمشاركة في تأسيس وزارة العمل في الرياض ، بقي بعمل فيها حتى 1964م.

* ( 1963م ) منح ترقيتين - استثناء - بناء على توجيهات وزير العمل آنذاك " عبد الرحمن أبو الخيل " .

* ( 1970م ) هاجر مرة ثالثة إلى العراق ، وبقي فيها 23 عاما أقامها في بغداد .

* ( 1992م ) عاد إلى القطيف واستقر فيها حتى يومنا .

في هجرتهِ للعراق رُزِقَ بابنٍ و ابنة ،، و لأنّ الوطنّ كان حيّاً لا يغيب عن ذاكرته كان اسم الابنِ (قطيف)، و اسم الابنةِ (يمامة) . ( تُرى هل يذكره الوطنُ اليوم؟) .


جوائز حصلَ عليها :
* درع وشهادة تقدير من مهرحان الرواد العرب في القاهرة .
* درع مجلس الشورى بالرياض .

صحف نُشِرَ إنتاجُهُ فيها :
* النجــــف : الغري ، البيان ، الاعتدال ، الهاتف .
* بغـــــــداد : الرأي العام .
* البحــرين : القافلة ، صوت البحرين .
* الكــــويت : البيان ، البعثة .
* لبنـــــــان : الألواح ، الأديب ، العرفان .
* السعودية : مجلة العرب ، أخبار الظهران ، اليوم ، البلاد ، الرياض .

مرسل: 12-18-2007 02:13 PM
بواسطة د//نون
جريدة الرياض

فاتك السرب

شعر عبدالله الجشي


قال لي والمدام تهجر كأسي
وفمي ظامئ وفكري جريح

لم هجرت اليراع منذ سنين

كان للآخرين فيها طموح

فاتك السرب وهو يهفو إلى

المنهل والروض معشب وفسيح

كثر السائلون عنك وفي أذ

هانهم ذكريات روض يفوح

أنسيت الإبداع أم تتناسى

وكثير على الأديب الجنوح


إن ما قد غرست من ذكريات

وفنون عفت عليها الريح

صمت الأمس فهو أخرس كالصوّان

لا لفتة ولا تلويح

وإذا أفلتت من الأمس بقيا

همسات كالثاكلات تنوح

أقفلت دونها المسامع والأعين

واستلهن لص جموح

يتغذى على موائد من فاقوا

عطاء وفنهم يستبيح

ألهذا الصمت الطويل انتهاء

يعتلي صوتك المكبوح

خل عنك الخمول عل الثريا

يزدهيها عقد الجمان الصبيح

٭٭٭


قلت إني جزأت عمري أبعاضاً

فبعض خاف وبعض فصيح

لم يكن لي بها خيار ولكن

بعض ما لا أسيغه المسموح

إنني واحد وإني جمع

وحرام لمثل ذا التصحيح

عشت في كهفي القديم سنينا

لم يتح لي فيما يجن وضوح

قيل عنه قبر وقيل سماء

وأنا بين ما يقال مسيح

لست أدري أكان كهفي ديراً

قدسيا أم أن كهفي ضريح

ثم عادت لي الحياة كما عاد

من التيه في الطوافين «نوح»

واستعادت لها الفنون اختلاجاً

في فؤادي كأنه تسبيح


غير أني لم ألق أمسي الذي عشتُ

وصحباً بهم يطيب الصبوح

لم تتح لي الآلام عمراً سعيداً

أو حبيباً به الهموم أزيح

كم أعاني حساً غريباً ورؤيا

لم يبح لي بمثلها التصريح

لم أجد في نديّ أمسي جديداً

غير مسخ للشعر فيه قروح

ومن العطر بعض ما يزكم الأ

نف، وبعض النورالأنيق شحيح

في خيالي فهم قديم وحولي

منطق شائه الرؤى مفضوح

بعض ما كان في أمس مليحاً

شوهته السنين فهو كسيح

وكثير من المعاني غريب

وكثير من جرسها مبحوح


لم تحبب لي الحياة مغان

عمرتها مدائن وصروح

ليس في الجسم من جمال اذا ما

هجرته بعد الفتاءة روح

٭٭٭

لا تلمني ياصاحبي إنما اللوم

زئير مروع وفحيح

أحنت الحادثات قوسي فلم يبق

بها ما يصيب أو ما يشيح

وأنا ابن السبعين لم تترك الأ

يام ما أرتجيه أو ما يريح

هل يغني الهزار دون ربيع

يتصباه فيه روض نفوح

لا تقل لي بالأمس كنت مجيداً

نزح الأمس والزمان نزوح

كنت في ميعة الصبا فكرة جذلى

كما كان لي خيال رجيح

كنت كمثل الشحرور أصدح في

الغابة، أغدو مع الصبا وأروح

غير أني أصبحت غيري بالأمس

ومات الماضي وشاخ الفصيح

أنا رمز عاف لعصر قديم

لم يعده إلى الحياة مديح

أنا في نقطة المداد دموع

وبشق اليراع قلب ذبيح

لا تخل ما أقوله اليوم شعراً

ليس يغني عن اللجين الصفيح


نشرت في جريدة «الرياض» بتاريخ 2/7/1994م

من ديوان الحب للأرض والإنسان

مرسل: 12-18-2007 11:15 PM
بواسطة مجدي

رب صقرٍ طوى البلادِ جريحُ
لم يعد يقطع المدى و يروحُ

غاب عنا و لم تزل ألف ذكرى
تضرب الأفق عنوةً و تسوحُ

كلنا ذلك الجسم عليلاً
سقيماً و كلنا فيه روحُ

مرسل: 12-19-2007 12:00 PM
بواسطة د//نون
جزيتَ خيراً أخي الكريم أستاذ مجدي.
عافاه الله و رفع عنه

مرسل: 12-21-2007 10:21 PM
بواسطة محمد الشنقيطي
**
*
نسور اليوم موطنها السفوحُ (1)
و للغربان ما رغبَ الطموحُ
و لكن البقاءَ جزى حروفٍ
لها التاريخُ أجسادٌ و روح
و سيدنا مضى و الدرع رهنٌ
و قارونُ التراثُ (2) لهُ فسيحُُ

(1) اقتباسا من الشاعر المرحوم عمر أبو ريشة في قوله:
أصبح السفح ملعبا للنسور *** فاغضبي يا ذري الجبال و ثوري!
(2) من قوله تعالى: " و تأكلون التراث أكلا لما"
**
*

مرسل: 12-27-2007 12:48 AM
بواسطة د//نون
أخي الكريم ،، شكراً للكلمات الطيبة و المرور الشعريّ الكريم
خالص الشكر

مرسل: 03-10-2008 12:41 PM
بواسطة د//نون
[align=center]صورة

كرمه خادم الحرمين قبل وفاته
الشاعر الكبير عبدالله الجشي في ذمة الله

صورة

القطيف- منير النمر:
توفي أمس (الأحد) الشاعر الكبير عبدالله الجشي عن عمر ناهز 88عاما، ويعد الجشي أحد أهم الشعراء الخليجيين، واحد أعمدة الإعلام الفكرية في المنطقة.
والجشي الذي ولد عام 1920كرمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في احتفال الجنادرية قبل نحو ثلاث سنوات، كما حفلت حياته بمحطات أدبية وفكرية عدة، ترك من خلالها منجزات يعرفها أهل الخليج، منها ديوانه "الأرض والإنسان" الذي طغت عليه اللمسة الإنسانية.

وتميز الجشي بكثرة النشر في الصحف المحلية والخليجية والعربية، ما مكنه منذ شبابه في صنع أسم لامع في سماء القصيدة العربية، ويقول عنه الشاعر الفلسطيني مصطفى أبو الرز: "آه يا بن القطيف أي أطياف درب الصبا نستضيف - بورك الشعراءُ - بورك الشعراء - طوبى لأنوائهم - قبلنا وقفوا.. استعبروا - واستعاروا المنافي - استشاروا القوافي - أشعلوا جذوة الوجد في بارقٍ بخريف!!". فيما أشار الناقد عبدالله الغذامي إلى أن "ما يحمله الجشي في قلبه وما يقوله في شعره هو ما يجده الغذامي في نفسه". وزاد "هو الضمير غير المستتر، بل هو الضمير الناطق".

وعلى رغم ارتباط الجشي بكامل تراب الوطن، إلا أن لمحبيه في محافظة القطيف (مسقط رأسه) حباً خاصاً، عبر عنه الشاعر حبيب محمود، إذ قال عنه في قصيدة (يحموم امرأة عارية):

قطيفك يا طفل القطيف تمردت

على ذاتها وهي الغرام المكررُ

وقالوا لها ذيل الزمان تنقبي

فعنَّ لها أن الهوى حيثُ تنظرُ


http://www.alriyadh.com/2008/03/10/article324788.html[/align]