قفا نبكِ او لا نبكِ .. حُـرّانِ أنتمـا
مرسل: 01-07-2007 11:10 PM
دأب شعراء الجاهلية في كل قصيدة على الوقوف على الاطلال
ومن ثم وصف الحبيبة او الفرس او الناقة قبل الانتقال الى
موضوع القصيدة.
وعليه فقد رأيت في عصري هذا ان أبدأ بوصف السيارة
بدل الناقة ثم الانتقال الى الموضوع الذي كتبت عنه
وهو الوزير الفلسطيني.
ولا بد لي من ان أشير موضحا معاني بعض المفردات
التي ربما تختلف من منطقة لمنطقة:
شارع فيصل = شارع رئيسي في مدينة نابلس بفلسطين
تجور = تحيد برفق أثناء التنقل
دبّة = كلمة خليجية تعني صندوق السيارة ويكون عادة
في خلفها..الا اذا كانت سيارة فولكس قرقعة فيكون الصندوق في الامام
أونو = سيارة إيطالية الصنع صغيرة جدا أشبه بعلبة سردين
تحتها أربع عجلات(مع احترامي لاصحابها)
كروش = مفردها كرش وهو مقدمة البدين قبل أن يصل اليك
روبي = مغنية مصرية متهمة بالطرب
السجنجل = فارسية معربة تعني المرآة
عيبال = جبل في نابلس
والآن الى القصيدة
قفا نبكِ او لا نبكِ .. حُـرّانِ أنتمـا
هنا سوف أجثو ناعيا نعـيَ مُثْكَـلِ
فلا شَجَرا أبقـى اليهـودُ بأرضنـا
ولا صخـرةً الا ونالـوا بِمِـعْـوَلِ
تَمَكَّنَتِ الاحقـادُ منهـمْ فأصبحـوا
أحطَّ من الخنزيرِ في بَعْـرِ مُوْحِـلِ
وفي آخِرِ الازمانِ يأتـي وَزيرُنـا
فَيصْدِمُني والصَّحبَ صَدْمَـةَ تَنْبَـلِ
***
وَمَرْسيدِسٍ مَـرَّتْ بِشـارِعِ فَيْصَـلِ
تَضِـجُّ كَصَـاروخٍ تَوَجَّـهَ لِلْـعَـلِ
غَياراتُهـا إنْ أسْرَعَـتْ عَجَلاتُهـا
تَجُـورُ كََخَصْـرٍ راقِـصٍ مُتَدَلِّـلِ
لَها "دَبَّـةٌ" كَـادَتْ مَسَاحَـةُ جَوْفِهِـا
لَتَحْمِلُ "أونُو" دُونَ ضَغْـطِ المُحَمِّـلِ
وَكُرْسِيُّهـا الخَلفـيُّ يُشْبـهُ صَالـةً
يُوارِي كُرُوشاً خَمْسـةً بَعـدَ مَأكَـلِ
إذا زَمَّـرَتْ زَامُورُهَـا تَعْرِفُـونَـهُ
كَغَنْجَـةِ عَـذْرَاءٍ وَخَـزْتَ بِأنْمُـلِ
وَقَدْ يُشْبِهُ الصَّوتُ الرَّفِيـعُ نُعومَـةً
مُرَاهِـقَ لَـمْ يَبْلُـغْ وَلَـمْ يَتَفَحَّـلِ
بِداخِلِهـا طَـابَ الهَـواءُ مُكَيَّـفـاً
وَخَارِجُها حَرٌّ بهِ الشعـبُ يَصْطَلـي
مُكَيِّفُ مَـا هَمَّتْـهُ يَوْمـاً حَـرَارَةٌ
وَإنْ بَلَغَـتْ خَمْسِيـنَ لَـمْ يَتَعَطَّـلِ
بِداخِلِهـا اسْتَلقَـى وَزيـرٌ لِـدَوْلَـةٍ
-عَلى وَرَقٍ- فِي أرْضِ شَعْبٍ مُكَبَّلِ
إذا شَاقَـهُ لَحْـنٌ "لِرُوبِـيَ" فَـجْـأةً
تَناوَلَ قُرْصـاً لامِعـاً كَالسَّجَنْجَـلِ
فيسْمَـعُ غيتـاراً يُحَـاوِرُ طَبْـلَـةً
فَيَهْتَزُّ كَرْشٌ عَـنْ يَمِيـنٍ وَشَمْـأَلِ
وَزيـرٌ مهـمٌّ لا يُضَـيِّـعُ وَقـتَـهُ
قَليـلُ عِبـاراتٍ كَثـيـرُ التَّنَـقُّـلِ
يُصَـدِّرُ أشيـاءً وَيَأتِـي بِغَيْـرهـا
فَصَارَ كَمِنْشارٍ مَتَـى يَسْـرِ يَأكُـلِ
مَشاريعُـهُ فـي الضِّفَّتَيْـنِ كَثيـرَةٌ
فَأكْـرِمْ بِشَعْـبٍ مُفْلِـسٍ وَمُـمَـوِّلِ
فلا تَسْألِ المَسْـؤولَ عَـنْ ثَرَواتِـهِ
إذا لَـمْ يُحَاسِبْـهُ الزَّعِيـمُ وَيَسْـألِ
تَخَرَّجَ مِنْ "أسْلـو" وَعُيِّـنَ بَعْدَهَـا
بِواسِطَـةٍ كُبْـرَى وَدُونَ مُـؤَهِّـلِ
سِوَى أنَّهُ يَهْوَى السَّلامَ مَـعَ العِـدَى
لِيَحْظى بِخُمْسِ الأرضِ كالمُتَسـوِّلِ
لَهُ الخُمْسُ يَكفِي اللاجِئينَ جميعَهمْ
كَعُلبَـةِ سَرْديـنٍ بمَـاءٍ مُـخَـرْدَلِ
فَيَافـا وَحَيْفـا والجليـلُ وغيرُهـا
مَناطِقُ ما ضَمَّـتْ أناسـاً بِمَنـزِلِ
فَخَامَتُـهُ يرجـو السـلامَ لِشَعْـبِـهِ
فَأعْطَى يَهودَ العُهْـرِ عَهْـداً كَتَنْبَـلِ
***
وَيَوْمٍ مَعَ الصَّحْبِ الكِـرَامِ قَضَيْتُـهُ
بِلُعْبَةِ طَرْنِيبٍ بِمَقْهَـى أبِـي عَلِـي
فَلَمّـا انْتَهَيْنـا إنْطلقْـنا لِمَطْـعَـمٍ
"بِأونو" بِهَا نَغْلِـي كَمَـاءٍ بِمَرْجَـلِ
فَمَا مَنَعَتنِـي مـن مُـرورٍ إشـارَةٌ
وَلا أوْقَفَتني شُرْطَـةٌ فِـي تَعَجُّلِـي
وَأحببـتُ مَـوَّالَ الموتـور بِطَلْعَـتِي
كحُبي لهُ "دَحْـلاً" بِشـارعِ فَيصَـلِ
صَعدتُ بهـا "عيبـالَ" ثـمَّ نزَلتُـهُ
(كَجُلمودِ صَخرٍ حطَّهُ السيْلُ من عَلِ)
وَمَا هِـيَ إلا لَحْظـةٌ خِلْـتُ أنَّنـي
وَصَحْبِي سَنقضِي مِنْ صدامٍ مُزلزلِ
صُدِمْنَا بِمَرْسِيدِسْ مِنَ الخَلفِ فَجْـأةً
فَصَـاحَ الوَزيـرُ الكَبيـرُ كَمُثْمَـلِ
وَقالَ وَقدْ سَالَـتْ دِمَائِـي غَزيـرَةً
أهَنْتَ حِذَائِي فِـي دِمَائِـكَ فَاْخْجَـلِ
جَلَسْتُ كَأنّـي مَـا سَمِعْـتُ نُبَاحَـهُ
وَسَيَّارَتِـي انْفَكَّـتْ كَـرُزٍّ مُفَلْفَـلِ
(وُقُوفاً بِهَا صَحْبِي عَلَـى عَجَلاتِهـا
يَقُولـونُ لا تَهْلِـكْ أسَـىً وَتَجَمَّـلِ)
تَذَكَّـرْتُ أيَّامِـي بُعَيْـدَ شِرَائِـهَـا
كَأنّـي أرَاهَـا كَالعَـرُوسِ المُدَلَّـلِ
(فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنّـي صَبَابَـةً
عَلى النَّحْرِ حَتّى بَلَّ دَمْعِيَ أرْجُلِـي)
فَيَا رَبِّ هَبْ لِي مِـنْ لَدُنْـكَ تَجَلُّـداً
سَأبْقَى عَلَيْهَا فِـي حِـدادِي المُنَكِّـلِ
سَأبكي- بُكا مجنون ليلى- فراقَهـا
اذا ما ركبـتُ البـاصَ كالمُتَرَجِّـلِ
ولوْ أنَّ صاروخاً هـوى لأراحَنـي
فلـمْ أرَهَـا مثـلَ الأرزِّ المُفلـفَـلِ
عبدالوهاب القطب - المنفى
ومن ثم وصف الحبيبة او الفرس او الناقة قبل الانتقال الى
موضوع القصيدة.
وعليه فقد رأيت في عصري هذا ان أبدأ بوصف السيارة
بدل الناقة ثم الانتقال الى الموضوع الذي كتبت عنه
وهو الوزير الفلسطيني.
ولا بد لي من ان أشير موضحا معاني بعض المفردات
التي ربما تختلف من منطقة لمنطقة:
شارع فيصل = شارع رئيسي في مدينة نابلس بفلسطين
تجور = تحيد برفق أثناء التنقل
دبّة = كلمة خليجية تعني صندوق السيارة ويكون عادة
في خلفها..الا اذا كانت سيارة فولكس قرقعة فيكون الصندوق في الامام
أونو = سيارة إيطالية الصنع صغيرة جدا أشبه بعلبة سردين
تحتها أربع عجلات(مع احترامي لاصحابها)
كروش = مفردها كرش وهو مقدمة البدين قبل أن يصل اليك
روبي = مغنية مصرية متهمة بالطرب
السجنجل = فارسية معربة تعني المرآة
عيبال = جبل في نابلس
والآن الى القصيدة
قفا نبكِ او لا نبكِ .. حُـرّانِ أنتمـا
هنا سوف أجثو ناعيا نعـيَ مُثْكَـلِ
فلا شَجَرا أبقـى اليهـودُ بأرضنـا
ولا صخـرةً الا ونالـوا بِمِـعْـوَلِ
تَمَكَّنَتِ الاحقـادُ منهـمْ فأصبحـوا
أحطَّ من الخنزيرِ في بَعْـرِ مُوْحِـلِ
وفي آخِرِ الازمانِ يأتـي وَزيرُنـا
فَيصْدِمُني والصَّحبَ صَدْمَـةَ تَنْبَـلِ
***
وَمَرْسيدِسٍ مَـرَّتْ بِشـارِعِ فَيْصَـلِ
تَضِـجُّ كَصَـاروخٍ تَوَجَّـهَ لِلْـعَـلِ
غَياراتُهـا إنْ أسْرَعَـتْ عَجَلاتُهـا
تَجُـورُ كََخَصْـرٍ راقِـصٍ مُتَدَلِّـلِ
لَها "دَبَّـةٌ" كَـادَتْ مَسَاحَـةُ جَوْفِهِـا
لَتَحْمِلُ "أونُو" دُونَ ضَغْـطِ المُحَمِّـلِ
وَكُرْسِيُّهـا الخَلفـيُّ يُشْبـهُ صَالـةً
يُوارِي كُرُوشاً خَمْسـةً بَعـدَ مَأكَـلِ
إذا زَمَّـرَتْ زَامُورُهَـا تَعْرِفُـونَـهُ
كَغَنْجَـةِ عَـذْرَاءٍ وَخَـزْتَ بِأنْمُـلِ
وَقَدْ يُشْبِهُ الصَّوتُ الرَّفِيـعُ نُعومَـةً
مُرَاهِـقَ لَـمْ يَبْلُـغْ وَلَـمْ يَتَفَحَّـلِ
بِداخِلِهـا طَـابَ الهَـواءُ مُكَيَّـفـاً
وَخَارِجُها حَرٌّ بهِ الشعـبُ يَصْطَلـي
مُكَيِّفُ مَـا هَمَّتْـهُ يَوْمـاً حَـرَارَةٌ
وَإنْ بَلَغَـتْ خَمْسِيـنَ لَـمْ يَتَعَطَّـلِ
بِداخِلِهـا اسْتَلقَـى وَزيـرٌ لِـدَوْلَـةٍ
-عَلى وَرَقٍ- فِي أرْضِ شَعْبٍ مُكَبَّلِ
إذا شَاقَـهُ لَحْـنٌ "لِرُوبِـيَ" فَـجْـأةً
تَناوَلَ قُرْصـاً لامِعـاً كَالسَّجَنْجَـلِ
فيسْمَـعُ غيتـاراً يُحَـاوِرُ طَبْـلَـةً
فَيَهْتَزُّ كَرْشٌ عَـنْ يَمِيـنٍ وَشَمْـأَلِ
وَزيـرٌ مهـمٌّ لا يُضَـيِّـعُ وَقـتَـهُ
قَليـلُ عِبـاراتٍ كَثـيـرُ التَّنَـقُّـلِ
يُصَـدِّرُ أشيـاءً وَيَأتِـي بِغَيْـرهـا
فَصَارَ كَمِنْشارٍ مَتَـى يَسْـرِ يَأكُـلِ
مَشاريعُـهُ فـي الضِّفَّتَيْـنِ كَثيـرَةٌ
فَأكْـرِمْ بِشَعْـبٍ مُفْلِـسٍ وَمُـمَـوِّلِ
فلا تَسْألِ المَسْـؤولَ عَـنْ ثَرَواتِـهِ
إذا لَـمْ يُحَاسِبْـهُ الزَّعِيـمُ وَيَسْـألِ
تَخَرَّجَ مِنْ "أسْلـو" وَعُيِّـنَ بَعْدَهَـا
بِواسِطَـةٍ كُبْـرَى وَدُونَ مُـؤَهِّـلِ
سِوَى أنَّهُ يَهْوَى السَّلامَ مَـعَ العِـدَى
لِيَحْظى بِخُمْسِ الأرضِ كالمُتَسـوِّلِ
لَهُ الخُمْسُ يَكفِي اللاجِئينَ جميعَهمْ
كَعُلبَـةِ سَرْديـنٍ بمَـاءٍ مُـخَـرْدَلِ
فَيَافـا وَحَيْفـا والجليـلُ وغيرُهـا
مَناطِقُ ما ضَمَّـتْ أناسـاً بِمَنـزِلِ
فَخَامَتُـهُ يرجـو السـلامَ لِشَعْـبِـهِ
فَأعْطَى يَهودَ العُهْـرِ عَهْـداً كَتَنْبَـلِ
***
وَيَوْمٍ مَعَ الصَّحْبِ الكِـرَامِ قَضَيْتُـهُ
بِلُعْبَةِ طَرْنِيبٍ بِمَقْهَـى أبِـي عَلِـي
فَلَمّـا انْتَهَيْنـا إنْطلقْـنا لِمَطْـعَـمٍ
"بِأونو" بِهَا نَغْلِـي كَمَـاءٍ بِمَرْجَـلِ
فَمَا مَنَعَتنِـي مـن مُـرورٍ إشـارَةٌ
وَلا أوْقَفَتني شُرْطَـةٌ فِـي تَعَجُّلِـي
وَأحببـتُ مَـوَّالَ الموتـور بِطَلْعَـتِي
كحُبي لهُ "دَحْـلاً" بِشـارعِ فَيصَـلِ
صَعدتُ بهـا "عيبـالَ" ثـمَّ نزَلتُـهُ
(كَجُلمودِ صَخرٍ حطَّهُ السيْلُ من عَلِ)
وَمَا هِـيَ إلا لَحْظـةٌ خِلْـتُ أنَّنـي
وَصَحْبِي سَنقضِي مِنْ صدامٍ مُزلزلِ
صُدِمْنَا بِمَرْسِيدِسْ مِنَ الخَلفِ فَجْـأةً
فَصَـاحَ الوَزيـرُ الكَبيـرُ كَمُثْمَـلِ
وَقالَ وَقدْ سَالَـتْ دِمَائِـي غَزيـرَةً
أهَنْتَ حِذَائِي فِـي دِمَائِـكَ فَاْخْجَـلِ
جَلَسْتُ كَأنّـي مَـا سَمِعْـتُ نُبَاحَـهُ
وَسَيَّارَتِـي انْفَكَّـتْ كَـرُزٍّ مُفَلْفَـلِ
(وُقُوفاً بِهَا صَحْبِي عَلَـى عَجَلاتِهـا
يَقُولـونُ لا تَهْلِـكْ أسَـىً وَتَجَمَّـلِ)
تَذَكَّـرْتُ أيَّامِـي بُعَيْـدَ شِرَائِـهَـا
كَأنّـي أرَاهَـا كَالعَـرُوسِ المُدَلَّـلِ
(فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنّـي صَبَابَـةً
عَلى النَّحْرِ حَتّى بَلَّ دَمْعِيَ أرْجُلِـي)
فَيَا رَبِّ هَبْ لِي مِـنْ لَدُنْـكَ تَجَلُّـداً
سَأبْقَى عَلَيْهَا فِـي حِـدادِي المُنَكِّـلِ
سَأبكي- بُكا مجنون ليلى- فراقَهـا
اذا ما ركبـتُ البـاصَ كالمُتَرَجِّـلِ
ولوْ أنَّ صاروخاً هـوى لأراحَنـي
فلـمْ أرَهَـا مثـلَ الأرزِّ المُفلـفَـلِ
عبدالوهاب القطب - المنفى