أين المدائنُ؟
بغدادُ قد ولّى الزمانُ وما أرى
فيك التفاخرُ غمّة ٌ وسرابُ
ليس لدجلة مهربٌ ولغيره
فلقد تساوى الذلّ والأعرابُ!
أين الفراتُ مواعدٌ بمعونة
ٍ وهو على أشلائه ضرّابُ
عدنا إليك فلم نر من عزّة
فالكلّ باد ذلّه الأغرابُ!
لا الجسرُ غنّى لاالنخيلُ تمرّد
هذي الكواسرُ حقدها غلاّبُ
ما يعتريها من الأذى مستفحلٌ
لا الكحلُ ينفعُ قد رمدت ِ رباب
قوت الحياة تبعثرتْ أحلامه
ُ وبكى على أطلاله الأحبابُ
هذي العروبةُ أمة ٌ مخمورة
ما عاد يُعرفُ وجهها القلاّبُ
قد غاب عنها جمالهاَ وبهاؤها
وسرى إلى سردابها الكذّابُ
لا منْ سنى أبقى البواسلُ إنما
غثّ المذاهب ِ فاسدٌ وخرابُ
يدعو الجهادَ بنفثة مسمومة
ِ تقضي على الأحياء لا ترتابُ
هذي المباديءُ نعرة ٌ مدفونةٌ
وتقلّب ٌفيما تَصوغُُ جوابُ
يا أيّها المأذونُ صلّ داعياً
دعوى الجهاد فقلبك الخشّابُ
يجني عليك لخبثك وصفاقة
يأتي إلى إنشادك الأصحابُ
كي يغرسوا في الأرض زرعاً فاسداً
من روحه يُستنسخُ الإرهابُ!
لا العربُ شأنك يتركون براحة
والفرسُ أحقادٌ لها أسبابُ
مات "الرشيدُ" ولم يعدْ من ملكه
غيرُ انقسام جاءه الأعرابُ!
عهدُ الخلافة ما له يا واهماً
فيما تعيشُ بواقع أحبابُ
إنّ الحياة تغيّرتْ حلباتها
وتعدّدتْ في ساحها الأسرابُ!
اقرأ رؤى التاريخ، تُدركْ جيّداً
حقّ لجمع الناس أن يرتابوا
نال انحدارُ الخلق أدنى دركه
قد جاء خطّ بيانه الحُسّابُ
هذا "العراقُ" الحرّ بات سيّداً
والشعبُ يعرفُ أين منه ركابُ!
تنوي رياحُ الغدر ألا تعدلَ
حالُ لديه وترتخي الأهدابُ
وهي تخافُ عبوره لحدودها
فالشعبُ مختنقٌ بها هيّابُ
يسعى إلى تحرير نفسه جاهداً
ناخ له من جائريه رقابُ!
أين الفراتُ؟ وأين دجلة يا ترى؟
والموتُ في سكراته إخصابُ!
يقضي بأمر الفتك يدركُ جرمه
إنّ الحرَام لربّنا إغضابُ!
خلّوا "العراقَ" براحة وسيادة
ولتُفتحُ في وجهه الأبوابُ
هذا "الرّشيدُ" معلّقٌ آماله
نحو "الوليد" وليس منه جوابُ!
ما غير صوت الموت يهدرُ قاصماً
ظهرَ الحياة، قنابلٌ وحرابُ.
قد كان ذلك من زمان خلافة
فاستُخدمتْ شهواتهم والنّابُ
صورٌ لأمس أغرقتْ ألوانها
بدم الضحايا وصار منه شرابُ!
"بغداد" قد تُعلي كرامة أمّة
لو عافها الأغرابُ والأصحابُ!
يكفي دماءُ الشعب يؤتى سفكها
وتُقلّبُ الأوجاعُ حيثُ مُصابُ.
خلّوا "العراق" بحاله لا تُرسلوا
عبر الحدود إليه ما إرهابُ!
صار العراقُ مطيّة لتآمر
وتنافس وله يُساق خرابُ
لا يشبعون من السيول وقد طمى
منها رجيمٌ، كافرٌ وعذابُ
خلّوا "العراق" لحاله فشعوبه
أدرى بما من شأنه ينسابُ!
خلّوا "العراق" وما بعيدٌ دوركم
فشرارةُ الأحرار منها البابُ
فتح العراقَ وسوف يفتحُ غيره
آن الأوانُ لأنْ تزولَ "كلابُ"!
نهشتْ لحوم الشعب، نالتْ جهده
لا يرتوي من مآقيها حقابُ!
فتآمر الجيران بات واضحاً
فاحتْ روائحُ غدره، وسبابُ
ما بات يخفى ما يُحاكُ من البلى
كُشف النقابُ وبانتِ الأشهابُ .
هذي هي أمجادُ يعرب يا أخي
فانظرْ إلى الأقطار كيف تُصابُ!
بزوابع الأحقاد وهي تجرّها
لمنافع لا يحتويها كتابُ
هذي العروبةُ فتنةٌ ومكائدٌ
هذي العروبةُ ما لها أصحابُ!
فاقرأ على الأعراب آية رحمة
وعلى الأعارب جلّهم كذّابُ.
عصرُ العروبة أغربتْ أشماسه
لا زال في استذكاره إطرابُ!
عذراً "عروبةُ" إنها مأساتكم!
وعلى نواصيكم هُمو ركّابُ
زيدوا من الإيغال في أحلامكم
إنّ الأوابدَ أنسُكم وغرابُ!
هل للبلابل شجوها وحنينها
في كلّ زاوية دمٌ وترابُ؟
ماتتْ على الأحداق نظرةُ حالم
وغفتْ على أهوائها الأحقابُ
هذي العروبةُ "عودةٌ ميمونةٌ"
نحو الوراء تجرّها الأحزابُ
فيهاا الكريهةُ والتشتّتُ والأذى
فيها التكالبُ والهوى الغلاّبُ!
مجدٌ تلاشتْ عمده وتحابلتْ
أركانه الثكلى بما ينتابُ
"كنا" و "كانوا" والذي "سوف" هو
شأنُ جماعة يعرب ٍ، وحسابُ
كنّا لماض ما له من حاضر
وغدٌ على جنباته ذوّابُ
نسعى لحكم لم يكن في عدله
عدلٌ فكان الحاكمُ القصّابُ!
يقضي بأنّ القول فينا سيّدٌ
وتُكرّمُ الأفخاذُ والأنسابُ.
هلْ للمدائن بعدُ من تعويذة ٍ
تُحيي رماداً والرّمادُ يُعابُ؟
هلْ للمدائن من شروق ٍ يُفرجُ
كرباً وهمّاً شاءه الكتّابُ؟
ألمانيا في 25/11/2005
--------------------------------------------------------------------------------
أين المدائنُ؟
-
- همس جديد
- مشاركات: 23
- اشترك في: 08-17-2005 05:54 PM
- مكان: ألمانيا
- اتصال:
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 97 زائراً