صفحة 1 من 1

من وحي شوقي ومعارضة طوقان له في "المعلّم"

مرسل: 08-27-2005 07:48 PM
بواسطة فؤاد زاديكه
نظم شوقي رائعته في "قمْ للمعلّم" وردّ عليه إبراهيم طوقان بمعارضته الجميلة "أقعدْ فديتك"
إن هاتين القصيدتين لرائعتان وجميلتان وقد أعجبتُ بهما منذ زمن طويل وهناك الكثير من القصائد الفريدة سوف أعلنها على صفحات الموقع لأصحاب الذوق الشعري ولنا لنستمتع بها.
إني كنتُ بتاريخ 25/2/1996 قد نظمتُ قصيدة أتحدّث فيها عن وضع المعلّم المعيشي والمعاشي معاً - وهي من وحي هاتين القصيدتين لعملاقي شعرنا العربي الكبيرين - و أني مارستُ هذه المهنة وعانيتُ كغيري من المعلمين من التعب الكثير مع قلّة في الراتب بحيث كان راتب المعلّم أدنى مستوى من جميع الموظفين الآخرين على الرغم من خطورة مهنته والجهد الذي يبذله أصحابها أرجو أن تنال إعجاب الزوّار الكرام:


وجبَ المعلّمُ أنْ يعيشَ ذليلا *** حتّى يوفـر راتباً معقولا
سبلُ المعيشة صعبةٌ وعسيرةٌ *** ومطالبُ الأولاد جئنَ الويلَ
يأتي ابتداءُ الشّهر بعضَ سعادة *** فيسيل منه لعابُه معسولا
ليعيشَ في حلم لذيذٍ شاردٍ *** يُنسي الدّيونَ وواجباً مسؤولا
وإذا أفاقَ فصفعةٌ منْ يقظةٍ *** جاءتْ رجاءً حيرةً وذهولا
لم تُبْقِ منْ نُتفِ المعاش سوى التي ***تأتي المعيشةَ جذوةً وقليلا!
همٌّ وغيظٌ متعبٌ ينتابُه *** وجد - ارتعاشاً - جيبَه مغسولا
كيفَ السّبيلُ؟ ومَنْ معينٌ يا ترى؟ *** والدّينُ أثـقل ظهره المحلولَ
فالشّهرُ ربعاً منه يكفي راتبٌ *** وثلاثةٌ قد زدنَ منه نحولا
أسبابُ ذلّ حياته هو شاءها *** شاء المصاعبَ أنْ ينمّي عقولا
أعمىً يودّعُ عالماً أو أنّه *** قد يقضي عمراً كلّه مسلولا!
ومتى تكرّمتِ الحياةُ وأنصفتْ *** بعضاً لحقّ أو أتتهُ جميلا
غنّتْ و "شوقي" قمْ له بتوجّبٍ *** (كاد المعلّمُ أنْ يكون رسولا)
لا مثلما "طوقانُ" قد ألقى به *** بين البنوك مبهدلاً مقتولا
إنّ المعلّمَ قدوةٌ وحضارةٌ *** صلّ لأجله كي ينالَ فضيلا
صلّ لأجله كي يعيش مكرّماً *** ومعزّزاً لا أنْ يروح قتيلا!

فؤاد زادبكه
www.fouadzadieke.de