صفحة 1 من 1

مختارة (أبو إسحاق الألبيري)

مرسل: 08-13-2003 12:58 PM
بواسطة د//نون
عُجْ بِالمَطِيِ علَى اليَبَابِ الغامِرِ
وَ اربِع على قبرٍ تضمّنَ ناظري

فَسَتَستَبينُ مَكانَهُ بِضَجيعِهِ
وَ يَنِمُّ مِنهُ إليكَ عَرفُ العاطرِ

فَلَكَم تَضَمَّنَ من تُقَىً وَ تَعَفُّفٍ
وَ كَريمِ أعراقٍ وَ عرضٍ طاهرِ

وَ اقرِ السلامَ عليهِ من ذي لوعةٍ
صَدَعَتهُ صدعاً ما لهُ من جابِرِ

فَعَسَاهُ يسمَحُ لي بوصلٍ في الكرى
مُتَعَاهِداً لي بالخيالِ الزائرِ

فَاُعَلِّلُ القلبَ العليلَ بطيفِهِ
علّي أوافيهِ وَ لَستُ بغادرِ

إني لأستحييهِ و هوَ مُغَيَّبٌ
في لحدهِ فكأَنَّهُ كالحاضرِ

أرعى أذمّتَهُ و أحفَظُ عهدَهُ
عندي فما يجري سواهُ بخاطري

إن كانَ يدثُرُ جسمَهُ في رمسِهِ
فَهَوَايَ فيهِ الدهرُ ليسَ بداثرِ

قَطَعَ الزمانَ معي بأكرمِ عشرةٍ
لهفي عليهِ من أبَرِّ مُعَاشِرِ

ما كانَ إلا نَدرَةً لا أرتجي
عِوَضَاً بها فرَثيتُهُ بنوادرِ

لو أنّني أنصفتُهُ في وُدِّهِ
لقضيتُ يومَ قضى وَ لم أستأخرِ

وَ شَقَقتُ في خلبِ الفؤادِ ضريحَهُ
وَ سَقَيتُهُ رَبَدَاً بماءِ محاجري

أَجِدُ الحلاوةَ في الفؤادِ بكونِهِ
فيهِ و أرعاهُ بعينِ ضمائري

لَسَأَلتُ مغفرَةً لهُ و تجاوزاً
عنهُ من الربّ الجوادِ الغافرِ

أَخلِقْ بمثلي أن يُرَى مُتَطَلِّبَاً
حوراءَ ذاتَ غدائرٍ و أساورِ

مقصورةً في قُبَّةٍ من لؤلؤٍ
ذُخِرَت ثواباً للمُصابِ الصابرِ

لَخَلَت ذراعي وَانفردتُ فإن أَكُن
تاجرتُ فيها كنتُ أربحَ تاجرِ

وَ لَئن حُرِمتُ وَ لم يَفُزْ قدحي بها
فأنا لعمرُ اللهِ أخسرُ خاسرِ

يتبع....

مرسل: 08-13-2003 11:56 PM
بواسطة أبو حمزة
<DIV align=center><FONT size=4 color=parpal face=

رائــــعــــة .... رائــــعـــــة

لـك أجــــر الـســــبــق

أخـتـي الـفـاضـلـة

مرسل: 08-21-2003 02:44 PM
بواسطة د//نون
<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
كان لي السّبق
و أسألكم فضلَ التتمّة
أضعتُ القصيدة ! :)

أخي الكريم أبا حمزة
لك أخلص الشكر للمرور و الاهتمام

مرسل: 09-09-2003 12:59 PM
بواسطة أبو حمزة
<DIV align=center><FONT size=5 color=parpal face=
:l :l :l


مــن جـــاوز الـســتــيــن لــم يــجــمــل بـــه
شــــغــل بــجــمـــل و الــربـــاب و غــــادر

بــل شـــغــلـه لــيــس قـصــاره إلا الــتــقــى
لا أن يــــهـــيـــم صـــبـــابــــة ً بـــجــــــاذر

نــفــرت طــبــاع الـغــيـــد عــنــه كــراهــة ً
و مـــن الـعـــنـــاء عـــلاقــــة بـــمـــنــافـــر

هــل يـلــتــقـي قـــرن بـقـــرنٍ فـي الــوغــى
إلا بـــــأزرق أو بـــعـــضــــبٍ بــــاتــــــــر

و إذا تــقــحـــــم أعــــــزل فـــي مــــــــأزقٍ
كــان الأســــيــر و لــــم يــكــن بـالآســـــــر

مـا يـشـــتـهـي نــهــــداً و لـحــظــاً فــاتــــراً
إلا خـــلــــي فــــي زمــــــــانٍ فــــاتـــــــــر

حــســــبــي كــتـــاب الله فــهــو تــنــعــمــي
و تـأنــســــي فـي وحــشـــتــي بــدفــاتـــري

أفــتـــض أبــــكـاراً بــهــا يــغــســـلــن مــن
يــفــتــضــهــن بــكــل مــعــنــى طـــاهــــر

و إذا أردت نـــــزاهـــــــة طـــالـــعـــتـــهـــا
فـأجـــول مــنــهــا فـــي أنـــيـــــق زاهـــــر

و أرى بــهــا نــهــج الـهـــدايــة واضـــحـــاً
يــنــجـــــو بـــه مـــن لــيــــس بــجــــائــــر

قــــد آن لــي أن أســــتــفــيــق و أرعـــــوي
لــو أنــنــي مــمــن تـــصــــح بــصـــائــري

فــلــكـــم أروح و أغــتـــدي فــي غـــمــــرةٍ
مـــتــــردداً فــيــهــا كــمـــثــــل الــحـــائـــر

و أرى شـــبـابـي ظــاعــنــاً فـي عــســـكــرٍ
عــنــي و شــــيــبــي وافـــــداً بــعــســـاكــر

فــغـــدت مــظــفـــرة ً عــلــي و لــم تـــــزل
قــــــدمــاً مـــعــــلاة ً قــــــداح الــظـــافــــر

و لــقــد رأيـــت مـن الــزمـــان عــجــائــبــاً
جــــربــتــهــا بــمــــواردي و مــصــــادري

فــوجــدت إخــــوان الـصــفــاء بــزعــمـهـم
يــلــقـــاك أمـحــضــهـم بـعــرضٍ ســـابـري

و لــربـــمــا قــــد شــــــذ مــنــهــم نــــــادرٌ
و أصـــولـــنـــا أن لا يــــقــــاس بـــنـــــادر

مرسل: 09-09-2003 01:01 PM
بواسطة أبو حمزة
<DIV align=center><FONT size=5 color=parpal face=
:l :l :l


و إذا نـــبــــا بــي مـــنـــــزلٌ أو رابـــنـــــي
صــفــقــت عــنــه كـالــعــقـــاب الـكـاســــر

فـأجـــوب أرضــــاً ســـهــلـهـا كـحــزونــهـا
عــنــــدي و أول قـــطــــرهـا كــالأخــــــــر

و لــقــد عــجــبــت لــمــؤمــن فـي شـــدقــه
جــــرس كـنـــاقــــوس بــبــيــعــه كــافـــــر

لــســـــنٍ يــهــيــم دائـــبـــاً و لــمــا يـــــرى
أن الـلـســـان كــمــثـــل لــيـــــث هـــاصـــر

و لــو انــنــي أدعـــــو الـكـــلام أجــابــنـــي
كـإجــابـــة الـمــأســــور دعــــــوة آســـــــر

لــكـــن رأيــــت نــبــيـــنــا قــــد عـــــابــــه
مــن كــل ثـــرثـــارٍ و أشــــــدق شـــــاعــر

فــصـــمـــت إلا عـــن تـــــقـــى و لــربــمــا
قــذفـــت بــحـــار قــريــحــتـي بــجــواهـــر

مـا اســتـحـســنـو طـول الـخـطـابـة بـل رأوا
تـقـصـيـرهـا مـهـمـا ارتـــقــــوا بــمــنــابــر

و لــمــا رأوا ســــــرد الـكـــلام بــســــائـــغٍ
إلا لــعـــبـــــــدٍ قـــــــــارىءٍ أو ذاكــــــــــر

فـالــعــي فـي الإكــثــــار لا فـي مــنــطــــقٍ
يـهـــدي الـى الألــبـــاب نــفـــثــة ســــاحــر

و لــقــد أقـــول لـبـعــض مــن هــو عــاذلـى
فـي الـقـصـد فـي شـــأنـي و لـيـس بـعـاذري

لــمــا رأيــــت الأرض أصــبـــح مـــــاؤهــا
رتــقــاً كــفــتــنـي مــنــه حــســـوة طــائـــر

و لـو أنـنـي أرضـى الـقــــذا فـي مـشـــربـي
لـكــرعــت كــرعــة ظــامــىء بـهـــواجـــر

و عــبـرت بـحــر الــرزق ألـتــمـس الـغـنـى
حــرصـا عـلـيــه و كــنــت أمـهـــر مـاهـــر

لــكــنــنــي عـــوضــت مــنــه عـــنــــايــــة
بــقــنــاعـــة و تــجــمـــل فـي الــظـــاهــــر

فــمـن الــغــنــى مـا قـــد يــضـــر بـأهــلـــه
و الــفــقـــر عــنــــد الله لــيـــس بــضــائـــر

و لـقــد أصــبــت مـن الـمـطـاعــم حـاجــتـي
و مــعــظــــم و مــبــجــــل بــعــشــــائــري

و غــــداً بــمــيــدان الـســـبـاق ســـنــلـتــقـي
فـيـرى الـثــقــيـل مـن الـخـفــيـف الـضـامـر

واســــــوأتـا إن كـــنــــت ســـــكــيــتـاً بــــه
أرجـــو الـلـحــاق عـلـى هــجــيــن عـــاثـــر

و الــويــل كــل الــويــل لــي إن لــم يــكـــن
مــــولاي فـي تــلـك الـشـــدائـــد نــاصــري

إنــــــي لأشـــــــــكـــره عـــلـــى آلائـــــــــه
فــهــــو الــوفـــــي بــعــهــــده لـلــشــــاكــر

و إلــيــه أضـــرع فــي إنــــابــة مــخــلــص
فــهــــو الـذي أرجــــو لــســــد مــفــاقـــري

مرسل: 09-09-2003 08:50 PM
بواسطة majales
لكم الشكر على تسليط الضوء على مثل ذلك الشاعر المرموق

وهذه أبيات من أحدى قصائده المشهوره


ألا قل لصنهاجة ٍ أجمعين
بُدور الندى وأسد العرين

لقد زلّ سيدكم زلة ً
تقر ّ بها أعين الشامتين

تخيّر كاتبه كافرا
ولو شاء كان من المسلمين

فعزّ اليهود به وانتخوا
وتاهوا وكانوا من الأرذلين

ونالوا مناهم وجازوا المدى
فحان الهلاك وما يشعرون

فكم مسلم فاضل ٍ قانت ٍ
لأرذل قرد ٍ من المشركين

وما كان ذلك من سعيهم
ولكنّ منا يقوم المعين

فهلا أقتدى فيهم بالأولى
من القادة الخيرة المتقين

وأنزلهم حيث يستاهلون
وردهم أسفل السافلين





مرسل: 10-09-2003 12:46 AM
بواسطة leeen
من روائع الألبيري أيضاً
http://www.malkawi.com/site/yaayuhal.htm
وبها قراءة بصوتي

مع التحية
لينة