رسالةٌ أخيرة
مرسل: 05-31-2003 02:13 AM
صديقاتي الأحباء .. أساتذتي الشعراء ..
قد تكون رسالتي هذه طويلة بعض الشيء .. لكنها حزينة .. وقد جائني بريد ذات يومٍ من أحد الأحبة يقول أن حزني يغلق أبواب الأمل في وجهه ويصيبه بالضجر .. فأحببت أن أقول لكل من يرى رأيه أن هذه الرسالة يقطر منها الأسى وترتجف الدموع .. كيف لا .. وهي الرسالة الأخيرة
لقد كان الأمس 30 مايو ذكرى ليومٍ ولدت فيه قبل ثلاثة وعشرين عامًا .. وأحببت قبل رحيلي أن أشكر إخوتي الذين قاموا بتهنئتي في العام الماضي على تخرجي وميلادي ولم أستطع إجابتهم لأني انقطعت عن النت لمدةٍ كانت كافيةً بأن يختفي الموضوع من ثلاث صفحاتٍ في المقدمة ..
http://www.rashf-alm3any.com/rashf/showthread.php?threadid=3981
وكنت عندما قررت الرحيل عزَّ علي أن أترك أمانة إلا وأسلمها لأصحابها .. فأطلب بداية من كل من رد على قصائدي ولم أشكره أن يعذرني فإن حزني يكون في أوقاتٍ كثيرةٍ كالقيدِ الأسود .. ولا يمنحني إلا الدموع
وأطلب من أصدقاءِ العامِ الجديدِ أيضًا أن يسامحوني في عدم الرد فقد حزمت حقائبي وذكرياتي ومضيت رادة إلى كل صديقٍ عنوانه البريدي .. منسحبةً إلى عالمٍ بعيدٍ عن الشعرِ وعن البشر
http://www.rashf-alm3any.com/rashf/showthread.php?threadid=3830
.
وأهدي لكم ..
بعض كلماتٍ كتبتها بالأمسِ
لتكون ذكرى لنسمة أو ورقة الخريف
التي لن تعود
.
.
عشرون عامًا قد مضت ودمائي
تجري على الحسراتِ في رمضائي
وثلاثةٌ تمّت بهم سبل الأسى
فتقطعت فوق المدى أحشائي
يا أيها اليوم الحزين أتيتني
ذكرى ليومٍ تاه من أنحائي
علمتني أن الحياة فظائعٌ
ورميتني باليأسِ والإعياءِ
ماعدتُ أحتملُ البقاء فليتني
أُنسى كما الذراتُ في الأجواءِ
بل ليتني ما كنتُ أو ليت الردى
كان الخلاص وكان فيهِ شفائي
.
أحباب قلبي صنتهم بالروحِ
وحفظتهم في القلب رغم جروحي
أحباب قلبي يا ابتسامة عالمي
يابلسم المنكوبِ والمذبوحِ
في يوم ميلادي أعلق رايتي
أن الوفاء علامةٌ لصروحي
أن الشقاء غدًا يودع قصتي
ويسلُّ منها دمعيَ المسفوحِ
عيناي من طول البكاءِ ذوابلٌ
والروحُ من ثقلِ الأسى كالريحِ
سائلتكم بالله أن تترحّموا
فنهايتي نقشت بكفِّ ضريحِ
.
أأبكي والدموع غدت بواكي
وليس لنا شقاءًا من فكاكِ
أتبكي مقلتي والروح غرقى
وقد شُلّ اليراعُ عن الحراكِ
وتسألني الحبيبة في ذهولٍ
أراكِ حزينةً والدمعُ شاكي
وقد أكملتِ هذا اليوم عامًا
وأودعتِ الأسى عمق الشراكِ
لذكرى مرَّت الأحلام عنها
فمالك يا حياتي لا تحاكي ؟
.
_ أيخفى عن فؤادك ما أعاني
ألم تدري بهمِّي وارتباكي
مضى عمري الحزين إلى فناءٍ
وقلبي في عيونِ الناس باكي
أنا عصفورةٌ عنقي بقيدٍ
فكيف الشدو في هذي الشباكِ
.
حتى متى دمعي يسيلُ بأرضي
حتى متى أشقى بخفقةِ نبضي
حتى متى أبكي بصوتٍ ضائعٍ
وأسلُّ في وجهِ المصاعبِ ومضي
حتى متى يا قصتي تُلْقيْ على
حزنِ الموائدِ تتقين بغمضي
الآهة انفجرت بقهرٍ بائسٍ
وتحطمت ودنا الهوانُ لقبضِ
يارب أنقذني فحالي في الدنا
مثل السحابة بالمدامعِ تمضي
حتى إذا حان الأوان رأيتها
تهمي بحزنٍ ذاهلٍ في الروضِ
.
مضت أيام حزني في سكونِ
بلا ذكرى أعيد ولا ظنونِ
وجائتني تقول تعبت وحدي
تشققت الليالي من لحوني
دموعي نارها في القلب تعلو
ولست أطيق في عمري سجوني
فقلت لها ارحميني يا حياتي
سقاني القهر من مرِّ المنونِ
أحتى النائبات أتت لتشكو
فويلي إن همستُ أنا انقذوني
سأبقى تائهًا في الدرب وحدي
إلى لقياه ذا العرشِ الحنونِ
.
في ذكر عمري رسمتُ الآن لوحاتي
وسطرتها على دمعٍ عذاباتي
وكنت أحلم أن الورد يحملني
فعدت أرفع وهنًا شوك خطواتي
أنا الحزين وما أحد سيسعدني
أنا الممزق روحي بين آهاتي
أنا الوحيد بأرضي من يساعدني
والكل ماتوا ولا دعوى لأمواتِ
تلقفتني غمار الحزن من زمنٍ
وجرَّعتنيَ ألوان الصراعاتِ
حتى انتهيت وكاد الدمع يقتلني
وأظلم النور في شتى نهاياتي
.
لعلي لا أعود غدًا فحالي
كحالِ الكون يرجع للزوالِ
لعلي لا أعود إذن وداعًا
وقد حمَّلت من حزني مآلي
وداعًا يا صحاب الرشفِ إني
لأشكركم على طيبِ الوصالِ
ولهفة خافقٍ ومشاركاتٍ
وطيبٍ في الودادِ وفي النزالِ
وهمْساتٍ معلقةٍ وفرْحٍ
وشكرٍ لا يضيعُ على السؤالِ
حماكم ربنا من كلِّ سوءٍ
وأبقاكم على خلقِ الجمالِ
.
وداعًا
قد تكون رسالتي هذه طويلة بعض الشيء .. لكنها حزينة .. وقد جائني بريد ذات يومٍ من أحد الأحبة يقول أن حزني يغلق أبواب الأمل في وجهه ويصيبه بالضجر .. فأحببت أن أقول لكل من يرى رأيه أن هذه الرسالة يقطر منها الأسى وترتجف الدموع .. كيف لا .. وهي الرسالة الأخيرة
لقد كان الأمس 30 مايو ذكرى ليومٍ ولدت فيه قبل ثلاثة وعشرين عامًا .. وأحببت قبل رحيلي أن أشكر إخوتي الذين قاموا بتهنئتي في العام الماضي على تخرجي وميلادي ولم أستطع إجابتهم لأني انقطعت عن النت لمدةٍ كانت كافيةً بأن يختفي الموضوع من ثلاث صفحاتٍ في المقدمة ..
http://www.rashf-alm3any.com/rashf/showthread.php?threadid=3981
وكنت عندما قررت الرحيل عزَّ علي أن أترك أمانة إلا وأسلمها لأصحابها .. فأطلب بداية من كل من رد على قصائدي ولم أشكره أن يعذرني فإن حزني يكون في أوقاتٍ كثيرةٍ كالقيدِ الأسود .. ولا يمنحني إلا الدموع
وأطلب من أصدقاءِ العامِ الجديدِ أيضًا أن يسامحوني في عدم الرد فقد حزمت حقائبي وذكرياتي ومضيت رادة إلى كل صديقٍ عنوانه البريدي .. منسحبةً إلى عالمٍ بعيدٍ عن الشعرِ وعن البشر
http://www.rashf-alm3any.com/rashf/showthread.php?threadid=3830
.
وأهدي لكم ..
بعض كلماتٍ كتبتها بالأمسِ
لتكون ذكرى لنسمة أو ورقة الخريف
التي لن تعود
.
.
عشرون عامًا قد مضت ودمائي
تجري على الحسراتِ في رمضائي
وثلاثةٌ تمّت بهم سبل الأسى
فتقطعت فوق المدى أحشائي
يا أيها اليوم الحزين أتيتني
ذكرى ليومٍ تاه من أنحائي
علمتني أن الحياة فظائعٌ
ورميتني باليأسِ والإعياءِ
ماعدتُ أحتملُ البقاء فليتني
أُنسى كما الذراتُ في الأجواءِ
بل ليتني ما كنتُ أو ليت الردى
كان الخلاص وكان فيهِ شفائي
.
أحباب قلبي صنتهم بالروحِ
وحفظتهم في القلب رغم جروحي
أحباب قلبي يا ابتسامة عالمي
يابلسم المنكوبِ والمذبوحِ
في يوم ميلادي أعلق رايتي
أن الوفاء علامةٌ لصروحي
أن الشقاء غدًا يودع قصتي
ويسلُّ منها دمعيَ المسفوحِ
عيناي من طول البكاءِ ذوابلٌ
والروحُ من ثقلِ الأسى كالريحِ
سائلتكم بالله أن تترحّموا
فنهايتي نقشت بكفِّ ضريحِ
.
أأبكي والدموع غدت بواكي
وليس لنا شقاءًا من فكاكِ
أتبكي مقلتي والروح غرقى
وقد شُلّ اليراعُ عن الحراكِ
وتسألني الحبيبة في ذهولٍ
أراكِ حزينةً والدمعُ شاكي
وقد أكملتِ هذا اليوم عامًا
وأودعتِ الأسى عمق الشراكِ
لذكرى مرَّت الأحلام عنها
فمالك يا حياتي لا تحاكي ؟
.
_ أيخفى عن فؤادك ما أعاني
ألم تدري بهمِّي وارتباكي
مضى عمري الحزين إلى فناءٍ
وقلبي في عيونِ الناس باكي
أنا عصفورةٌ عنقي بقيدٍ
فكيف الشدو في هذي الشباكِ
.
حتى متى دمعي يسيلُ بأرضي
حتى متى أشقى بخفقةِ نبضي
حتى متى أبكي بصوتٍ ضائعٍ
وأسلُّ في وجهِ المصاعبِ ومضي
حتى متى يا قصتي تُلْقيْ على
حزنِ الموائدِ تتقين بغمضي
الآهة انفجرت بقهرٍ بائسٍ
وتحطمت ودنا الهوانُ لقبضِ
يارب أنقذني فحالي في الدنا
مثل السحابة بالمدامعِ تمضي
حتى إذا حان الأوان رأيتها
تهمي بحزنٍ ذاهلٍ في الروضِ
.
مضت أيام حزني في سكونِ
بلا ذكرى أعيد ولا ظنونِ
وجائتني تقول تعبت وحدي
تشققت الليالي من لحوني
دموعي نارها في القلب تعلو
ولست أطيق في عمري سجوني
فقلت لها ارحميني يا حياتي
سقاني القهر من مرِّ المنونِ
أحتى النائبات أتت لتشكو
فويلي إن همستُ أنا انقذوني
سأبقى تائهًا في الدرب وحدي
إلى لقياه ذا العرشِ الحنونِ
.
في ذكر عمري رسمتُ الآن لوحاتي
وسطرتها على دمعٍ عذاباتي
وكنت أحلم أن الورد يحملني
فعدت أرفع وهنًا شوك خطواتي
أنا الحزين وما أحد سيسعدني
أنا الممزق روحي بين آهاتي
أنا الوحيد بأرضي من يساعدني
والكل ماتوا ولا دعوى لأمواتِ
تلقفتني غمار الحزن من زمنٍ
وجرَّعتنيَ ألوان الصراعاتِ
حتى انتهيت وكاد الدمع يقتلني
وأظلم النور في شتى نهاياتي
.
لعلي لا أعود غدًا فحالي
كحالِ الكون يرجع للزوالِ
لعلي لا أعود إذن وداعًا
وقد حمَّلت من حزني مآلي
وداعًا يا صحاب الرشفِ إني
لأشكركم على طيبِ الوصالِ
ولهفة خافقٍ ومشاركاتٍ
وطيبٍ في الودادِ وفي النزالِ
وهمْساتٍ معلقةٍ وفرْحٍ
وشكرٍ لا يضيعُ على السؤالِ
حماكم ربنا من كلِّ سوءٍ
وأبقاكم على خلقِ الجمالِ
.
وداعًا