سجال الشهر : ودّعتها
مرسل: 01-23-2003 06:25 AM
<DIV align=justify><FONT size=5 color=blue face=
شاعرات و شعراء نادي رشف المعاني الكرام
ستستمر زاويتنا و ستصبح شهرية - بأمر الله - تحت نفس المسمى "سجال الشهر" و ستكون مثبتة على مدار شهر كامل لمن أراد المشاركة فيها على أن تقتصر المشاركات على الشعر العمودي المقفى
<DIV align=justify><FONT size=5 color=black face=
قال محمد بن حمير الوصابي
لو كان قلبي يومَ البين طوعَ يدي
لَمَا سرى أثَرَ الغادي على بلدي
لو أنّ صاحبةَ الخلخال لي وجدت
وَجْدِي لعشتُ ولكن تلك لم تجدِ
مالي بكيتُ بعينٍ مِلؤُهَا حُرَقٌ
وتلك تضحكُ عنْ بَرْدٍ وعن بَرَدِ
ودَعتُهَا وبودي لا أُودّعُها
وعدتُ أندبُ مَغْنَاها وَلَمْ تعدِ
وغيّبَ البُعدُ عن "ليلى" مواصلتي
وأنني لم أدانيها عَلَى البُعَدِ
============
قال ديك الجن الحمصي
ودعتُها لفراقٍ فاشتكتْ كبدي
إذْ شبَّكتْ يدها من لوعةٍ بيدي
وحاذرتْ أعينَ الواشينَ فانصرفتْ
تعضُّ من غيظها العنَّابَ بالبردِ
فكانَ أولُ عهدِ العينِ يومَ نأتْ
بالدَّمع آخرَ عهدِ القلبِ بالجلدِ
جسَّ الطبيبُ يدي جهلاً فقلتُ لهُ
إنَّ المحبةَ في قلبي فخلِّ يدي
==========
قال الإمام عبدالرحيم البرعي
يا ساقيَ العشاقِ راحَ صبابةٍ
أدرِ الصبابةَ واسقني يا ساقي
وقفِ المطيَّ إذا مررتَ بذي النقا
نبكي الرسومَ و لو بقدرِ فواقِ
إنْ كنتَ لمْ تذقِ الغرامَ فإنني
ثملٌ بكأسٍ للغرامِ دهاقِ
ما كنتُ أعرفُ ما الصبابةَ و البكا
لولاَ فراقُ خريدةِ معتاقِ
ودعتها و الدمعُ يقطرُ بيننا
و كذاكَ كلُّ مودعٍ مشتاقِ
شغلتْ بتنشيفِ الدموعِ يمينها
و شمالها مشغولةٌ بعناقي
لوْ أنَّ مالكَ عالمٌ بجوى الهوى
و محلهِ منْ أكبدِ العشاقِ
ما عذبَ العشاقُ إلاَّ بالهوى
و لوِ استغاثوا غاثهمْ بفراقِ
===============
قال كشاجم
ودَّعْتُها ولهيبُ الشوقِ في جَسَدِي
والبينُ يُبْعِدُ بينَ الروحِ والكبدِ
وداعَ حِبّينِ لم يمكِنْ وداعُهُمَا
إِلاَّ بلحظةِ عينٍ أَو بَنَانِ يدِ
وحاذَرَتْ أَعْينَ الواشينَ فانصرفَتْ
تعضّ من غَيْظِهَا العنّابَ بالبَرَدِ
فكأَنَّ أَوَّلُ عَهْدِ العينْ يومَ نَاَتْ
بالدمع آخرَ عهدِ القلبِ بالجَلَدِ
===========
قال عبدالغفار عبدالواحد ابن وهب الموصلي
ومليحةٍ أخذتْ فؤادي كلَّه
وجرت بحكم غرامها الأقدارُ
فتّانة بالحظ ساحرة به
ومن اللواحظ فاتنٌ سحّارُ
خفرت غداة البين ذمَّة وامق
سلبَ القرارَ فما لديه قرارُ
ودَّعتها يوم الرحيل وفي الحشا
نارٌ وفي وجناتها أنوارُ
والركبُ ملتمسٌ نوىً بغريرة
ترمى لها الأنجاد والأغوارُ
بمدامع باحت بأسرار الهوى
للعاذلين وللهوى أسرارُ
لا ينكرنّ المستهام دموعه
مما يجنّ فإنّها إقرارُ
وخلت لها في الرقمين منازل
كانت تلوح لنا بها أقمارُ
يا دارها جادتك ساجمة الحيا
وجرتْ عليك سيولها الأمطارُ
أأميمُ ما لي كلَّ آنٍ مرّ بي
وهواك تستهوي لي الأفكارُ
أمسي وأصبحُ والجوى ذاك الجوى
والليل ليلٌ والنهار نهارُ
لا أستفيق من الخمار وكيف لي
بالصحو منه وثغرك الخمّارُ
أتنفّس الصعداء يبعث عبرتي
لهفٌ عليك كما تشبّ النارُ
إنْ كان غاض الصبر بعد فواقها
منّي فهاتيك الدموع غزارُ
إنّي لأطربْ في إعادة ذكرها
ما أطربت نغماتها الأوتارُ
ما لي على جند الهوى من ناصرٍ
عزّ الغرام وذلّت الأنصارُ
ليست تقال لديه عثرة مغرمٍ
حتى كانَّ ذنوبه استغفارُ
===============
قال الواواء الدمشقي
سلكانِ للدمعِ محلولٌ وَمعقودُ
علىَ التي لحدها في القلبِ ملحودُ
ما سودَ الحزنُ مبيضَّ السرورِ بها
إلاَّ وَأيامُ عمري بعدها سودُ
عنتْ يدُ الدمعِ في خدي عنانَ دمٍ
كأنهُ منْ أديمِ القلبِ مقدودُ
ما استعبرَ الغيثُ إلاَّ عندَ عبرتهِ
فخدُّ وجهِ الثرى للغيثِ مخدودُ
منْ لي برحمةِ قلبٍ ليسَ يرحمني
كأنَّ نقصانَ وجدي فيهِ تزييدُ
تولدُ النارَ فيهِ ماءُ سلوتهِ
فاعجبْ لنارٍ لها في الماءِ توليدُ
كمْ بتُّ أرجمُ أعضائي بجمرِْ غضاً
وَالفجرُ في صفدِ الظلماءِ مصفودُ
نامتْ عيونُ عداتي إذ زفرتُ وَلي
من مغمدِ الدمعِ في عينيَّ تجريدُ
لولاَ علائقُ بينٍ منكِ تعلقُ بي
لقلتُ : إنَّ اقترابي منكِ تبعيدُ
وَليتَ بعدكِ تسويد البياضِ فلي
بالدمعِ في صحفِ الأحزانِ تسويدُ
فلا صفا كدرُ الدنيا لمصفيةٍ
ما جاهدتْ فيكِ أنفاسي المجاهيدُ
إنْ أزمعتْ عنكِ صبراً أبدلتْ بجوىً
معدومهُ بكِ طولَ الدهرِ موجودُ
لازالَ خدي تريباً فوقَ تربتها
ما دارَ في خلدِ الأيامِ تخليدُ
جبنتُ منْ عسكريْ دمعي فشجعني
قلبٌ له في انحدارِ الدمعِ تصعيدُ
متى يبالي ثرىً أنْ لا يرى مطراً
فمسبلُ الدمع مني وهو مورودُ
هاقدْ تأملتُ بالعتبى التي سلفتْ
أنْ لا يعاودني من بعدها عيدُ
ودعتها وَبنحري منْ مدامعها
نحرٌ و في جيدها منْ مدمعي جيدُ
فبردتْ حرَّ أنفاسي على بردٍ
كأنهُ منْ صديدِ النفسِ مصدودُ
وَاستدعيتْ فأجابتْ بعد ما ظهرتْ
في وجنةِ الفجرِ قبلَ الصبحِ توريدُ
وَصورتْ في مراةِ الأفقِ صورتها
فلي إليها برسلِ اللحظِ ترديدُ
جاهدتُ بالصبرِ في إثرِ العزاءِ فما
رجعتُ إلاَّ وَصبري عنكِ مفقودُ
===========
قال الشريف الرضي
لو صح أن البين يعشقه
ما استعبرت في السير أينقه
قمر على غصن يرنحه
مر اللحاظ وليس يرشقه
طأْطأْت لحظ العين حين خطا
والبين يرمقني ويرمقه
واذبت دمعي يوم ودعني
في صحن خد ذاب رونقه
ودعته والبدر تحسبه
متقاعساً في الفجر أعنقه
==============
قال أبو عبدالله محمد بن غالب
في ليلةِ سدكتْ بالأرضِ فحمتها
والجوُّ أزرقُ وقادُ المصابيحِ
ودعتهُ وكلانا واضعٌ يدهُ
على حشاً بسمومِ الشوقِ ملفوحِ
ما طبتُ بالعيشِ نفساً بعدَ فرقتها
والعيشُ ما بين مذمومٍ وممدوحِ
============
قال الواواء الدمشقي
أستودعُ اللهَ في بغدادَ لي قمراً
بالكرخِ منْ فلكِ الأزرارِ مطلعهُ
ودعتهُ وَبودي أنْ تودعني
روحُ الحياةِ وَأني لا أودعهُ
وَكمْ تشبثَ بي يومَ الرحيلِ ضحىً
وَأدمعي مستهلاتٌ وأدمعهُ
وَكمْ تشفعَ في أنْ لا أفارقهُ
وَللضرورةِ حالٌ لاَ تشفعهُ
===========
قال ابن معصوم
وافاك نشوان المعاطف ناشي
في الحسن مسكي الأديم نجاشي
وسرى إليك مع الهوى متأنساً
من غير ما فرقٍ ولا استيحاش
وأتاك في جنح الظلام تحرجاً
من أن يساير ظله ويماشي
والأفق قد نظم النجوم قلائداً
وكسا الدجى برداً رقيق حواش
في ليلةٍ بسنى الوصال منيرةٌ
حسد الصباح لها الظلام الغاشي
قصرت ورق أديمها حتى لقد
أربت نواشيها على الأغباش
أسررت زورته ولولا نشره
ما كان سرٌ للنسائم فاشِ
حتى إذا طاب اللقاء وسكَّنتْ
أنفاسه نفسي وروعة جاشي
وسدته زندي وأفرش زنده
خدي وبتنا في ألذ معاشِ
لولا خفوق جوانحي لفرشتها
لمبيته وطويت عنه فراشي
وغدا يعاتبني عتاباً زانه
دلٌ بلا هجرٍ ولا إفحاشِ
ورشفت من فيه البرود سلافةً
أروت بنشوتها غليل عطاشي
وبدا الصباح فقام ينقض ذيله
أسفاً ويجهش أيما إجهاشِ
ودعته والدمع من جفني ومن
جفنيه يمزج وابلاً برشاشِ
ما كان أشرق ضوءها من ليلةٍ
حضر الحبيب بها وغاب الواشي
============
قال عبدالرحمن بن محمد بن مغاور
أيا الواقف اعتباراً بقبري
استمع فيه قول عظمي الرميمِ
أودعوني بطن الضريح و خافوا
من ذنوبٍ كلومها بأديمِ
قلت لا تجزعوا عليَّ فإني
حسن الظن بالرؤوفِ الرحيمِ
و دعوني بما اكتسبتُ رهيناً
غلق الرهن عند مولى كريمِ
شاعرات و شعراء نادي رشف المعاني الكرام
ستستمر زاويتنا و ستصبح شهرية - بأمر الله - تحت نفس المسمى "سجال الشهر" و ستكون مثبتة على مدار شهر كامل لمن أراد المشاركة فيها على أن تقتصر المشاركات على الشعر العمودي المقفى
<DIV align=justify><FONT size=5 color=black face=
قال محمد بن حمير الوصابي
لو كان قلبي يومَ البين طوعَ يدي
لَمَا سرى أثَرَ الغادي على بلدي
لو أنّ صاحبةَ الخلخال لي وجدت
وَجْدِي لعشتُ ولكن تلك لم تجدِ
مالي بكيتُ بعينٍ مِلؤُهَا حُرَقٌ
وتلك تضحكُ عنْ بَرْدٍ وعن بَرَدِ
ودَعتُهَا وبودي لا أُودّعُها
وعدتُ أندبُ مَغْنَاها وَلَمْ تعدِ
وغيّبَ البُعدُ عن "ليلى" مواصلتي
وأنني لم أدانيها عَلَى البُعَدِ
============
قال ديك الجن الحمصي
ودعتُها لفراقٍ فاشتكتْ كبدي
إذْ شبَّكتْ يدها من لوعةٍ بيدي
وحاذرتْ أعينَ الواشينَ فانصرفتْ
تعضُّ من غيظها العنَّابَ بالبردِ
فكانَ أولُ عهدِ العينِ يومَ نأتْ
بالدَّمع آخرَ عهدِ القلبِ بالجلدِ
جسَّ الطبيبُ يدي جهلاً فقلتُ لهُ
إنَّ المحبةَ في قلبي فخلِّ يدي
==========
قال الإمام عبدالرحيم البرعي
يا ساقيَ العشاقِ راحَ صبابةٍ
أدرِ الصبابةَ واسقني يا ساقي
وقفِ المطيَّ إذا مررتَ بذي النقا
نبكي الرسومَ و لو بقدرِ فواقِ
إنْ كنتَ لمْ تذقِ الغرامَ فإنني
ثملٌ بكأسٍ للغرامِ دهاقِ
ما كنتُ أعرفُ ما الصبابةَ و البكا
لولاَ فراقُ خريدةِ معتاقِ
ودعتها و الدمعُ يقطرُ بيننا
و كذاكَ كلُّ مودعٍ مشتاقِ
شغلتْ بتنشيفِ الدموعِ يمينها
و شمالها مشغولةٌ بعناقي
لوْ أنَّ مالكَ عالمٌ بجوى الهوى
و محلهِ منْ أكبدِ العشاقِ
ما عذبَ العشاقُ إلاَّ بالهوى
و لوِ استغاثوا غاثهمْ بفراقِ
===============
قال كشاجم
ودَّعْتُها ولهيبُ الشوقِ في جَسَدِي
والبينُ يُبْعِدُ بينَ الروحِ والكبدِ
وداعَ حِبّينِ لم يمكِنْ وداعُهُمَا
إِلاَّ بلحظةِ عينٍ أَو بَنَانِ يدِ
وحاذَرَتْ أَعْينَ الواشينَ فانصرفَتْ
تعضّ من غَيْظِهَا العنّابَ بالبَرَدِ
فكأَنَّ أَوَّلُ عَهْدِ العينْ يومَ نَاَتْ
بالدمع آخرَ عهدِ القلبِ بالجَلَدِ
===========
قال عبدالغفار عبدالواحد ابن وهب الموصلي
ومليحةٍ أخذتْ فؤادي كلَّه
وجرت بحكم غرامها الأقدارُ
فتّانة بالحظ ساحرة به
ومن اللواحظ فاتنٌ سحّارُ
خفرت غداة البين ذمَّة وامق
سلبَ القرارَ فما لديه قرارُ
ودَّعتها يوم الرحيل وفي الحشا
نارٌ وفي وجناتها أنوارُ
والركبُ ملتمسٌ نوىً بغريرة
ترمى لها الأنجاد والأغوارُ
بمدامع باحت بأسرار الهوى
للعاذلين وللهوى أسرارُ
لا ينكرنّ المستهام دموعه
مما يجنّ فإنّها إقرارُ
وخلت لها في الرقمين منازل
كانت تلوح لنا بها أقمارُ
يا دارها جادتك ساجمة الحيا
وجرتْ عليك سيولها الأمطارُ
أأميمُ ما لي كلَّ آنٍ مرّ بي
وهواك تستهوي لي الأفكارُ
أمسي وأصبحُ والجوى ذاك الجوى
والليل ليلٌ والنهار نهارُ
لا أستفيق من الخمار وكيف لي
بالصحو منه وثغرك الخمّارُ
أتنفّس الصعداء يبعث عبرتي
لهفٌ عليك كما تشبّ النارُ
إنْ كان غاض الصبر بعد فواقها
منّي فهاتيك الدموع غزارُ
إنّي لأطربْ في إعادة ذكرها
ما أطربت نغماتها الأوتارُ
ما لي على جند الهوى من ناصرٍ
عزّ الغرام وذلّت الأنصارُ
ليست تقال لديه عثرة مغرمٍ
حتى كانَّ ذنوبه استغفارُ
===============
قال الواواء الدمشقي
سلكانِ للدمعِ محلولٌ وَمعقودُ
علىَ التي لحدها في القلبِ ملحودُ
ما سودَ الحزنُ مبيضَّ السرورِ بها
إلاَّ وَأيامُ عمري بعدها سودُ
عنتْ يدُ الدمعِ في خدي عنانَ دمٍ
كأنهُ منْ أديمِ القلبِ مقدودُ
ما استعبرَ الغيثُ إلاَّ عندَ عبرتهِ
فخدُّ وجهِ الثرى للغيثِ مخدودُ
منْ لي برحمةِ قلبٍ ليسَ يرحمني
كأنَّ نقصانَ وجدي فيهِ تزييدُ
تولدُ النارَ فيهِ ماءُ سلوتهِ
فاعجبْ لنارٍ لها في الماءِ توليدُ
كمْ بتُّ أرجمُ أعضائي بجمرِْ غضاً
وَالفجرُ في صفدِ الظلماءِ مصفودُ
نامتْ عيونُ عداتي إذ زفرتُ وَلي
من مغمدِ الدمعِ في عينيَّ تجريدُ
لولاَ علائقُ بينٍ منكِ تعلقُ بي
لقلتُ : إنَّ اقترابي منكِ تبعيدُ
وَليتَ بعدكِ تسويد البياضِ فلي
بالدمعِ في صحفِ الأحزانِ تسويدُ
فلا صفا كدرُ الدنيا لمصفيةٍ
ما جاهدتْ فيكِ أنفاسي المجاهيدُ
إنْ أزمعتْ عنكِ صبراً أبدلتْ بجوىً
معدومهُ بكِ طولَ الدهرِ موجودُ
لازالَ خدي تريباً فوقَ تربتها
ما دارَ في خلدِ الأيامِ تخليدُ
جبنتُ منْ عسكريْ دمعي فشجعني
قلبٌ له في انحدارِ الدمعِ تصعيدُ
متى يبالي ثرىً أنْ لا يرى مطراً
فمسبلُ الدمع مني وهو مورودُ
هاقدْ تأملتُ بالعتبى التي سلفتْ
أنْ لا يعاودني من بعدها عيدُ
ودعتها وَبنحري منْ مدامعها
نحرٌ و في جيدها منْ مدمعي جيدُ
فبردتْ حرَّ أنفاسي على بردٍ
كأنهُ منْ صديدِ النفسِ مصدودُ
وَاستدعيتْ فأجابتْ بعد ما ظهرتْ
في وجنةِ الفجرِ قبلَ الصبحِ توريدُ
وَصورتْ في مراةِ الأفقِ صورتها
فلي إليها برسلِ اللحظِ ترديدُ
جاهدتُ بالصبرِ في إثرِ العزاءِ فما
رجعتُ إلاَّ وَصبري عنكِ مفقودُ
===========
قال الشريف الرضي
لو صح أن البين يعشقه
ما استعبرت في السير أينقه
قمر على غصن يرنحه
مر اللحاظ وليس يرشقه
طأْطأْت لحظ العين حين خطا
والبين يرمقني ويرمقه
واذبت دمعي يوم ودعني
في صحن خد ذاب رونقه
ودعته والبدر تحسبه
متقاعساً في الفجر أعنقه
==============
قال أبو عبدالله محمد بن غالب
في ليلةِ سدكتْ بالأرضِ فحمتها
والجوُّ أزرقُ وقادُ المصابيحِ
ودعتهُ وكلانا واضعٌ يدهُ
على حشاً بسمومِ الشوقِ ملفوحِ
ما طبتُ بالعيشِ نفساً بعدَ فرقتها
والعيشُ ما بين مذمومٍ وممدوحِ
============
قال الواواء الدمشقي
أستودعُ اللهَ في بغدادَ لي قمراً
بالكرخِ منْ فلكِ الأزرارِ مطلعهُ
ودعتهُ وَبودي أنْ تودعني
روحُ الحياةِ وَأني لا أودعهُ
وَكمْ تشبثَ بي يومَ الرحيلِ ضحىً
وَأدمعي مستهلاتٌ وأدمعهُ
وَكمْ تشفعَ في أنْ لا أفارقهُ
وَللضرورةِ حالٌ لاَ تشفعهُ
===========
قال ابن معصوم
وافاك نشوان المعاطف ناشي
في الحسن مسكي الأديم نجاشي
وسرى إليك مع الهوى متأنساً
من غير ما فرقٍ ولا استيحاش
وأتاك في جنح الظلام تحرجاً
من أن يساير ظله ويماشي
والأفق قد نظم النجوم قلائداً
وكسا الدجى برداً رقيق حواش
في ليلةٍ بسنى الوصال منيرةٌ
حسد الصباح لها الظلام الغاشي
قصرت ورق أديمها حتى لقد
أربت نواشيها على الأغباش
أسررت زورته ولولا نشره
ما كان سرٌ للنسائم فاشِ
حتى إذا طاب اللقاء وسكَّنتْ
أنفاسه نفسي وروعة جاشي
وسدته زندي وأفرش زنده
خدي وبتنا في ألذ معاشِ
لولا خفوق جوانحي لفرشتها
لمبيته وطويت عنه فراشي
وغدا يعاتبني عتاباً زانه
دلٌ بلا هجرٍ ولا إفحاشِ
ورشفت من فيه البرود سلافةً
أروت بنشوتها غليل عطاشي
وبدا الصباح فقام ينقض ذيله
أسفاً ويجهش أيما إجهاشِ
ودعته والدمع من جفني ومن
جفنيه يمزج وابلاً برشاشِ
ما كان أشرق ضوءها من ليلةٍ
حضر الحبيب بها وغاب الواشي
============
قال عبدالرحمن بن محمد بن مغاور
أيا الواقف اعتباراً بقبري
استمع فيه قول عظمي الرميمِ
أودعوني بطن الضريح و خافوا
من ذنوبٍ كلومها بأديمِ
قلت لا تجزعوا عليَّ فإني
حسن الظن بالرؤوفِ الرحيمِ
و دعوني بما اكتسبتُ رهيناً
غلق الرهن عند مولى كريمِ