صفحة 1 من 1

الله سائلُ

مرسل: 12-04-2002 02:55 AM
بواسطة سمير العمري


تدانتْ للقيـــاكِ الليــالي الفواصـــلُ

************ ودانتْ لسـقياكِ السـحابُ الهواطــلُ

أيا نجمةَ الإصــباحِ والمهجــةَ التي

************ لطلعتها تصـبو العيــونُ الهوامـــلُ

وذكرى الصِّبـا فيها وأهــلٌ ومنزلٌ

************ أجَـــدَّ حنيني فهـــوَ للجســـمِ هازلُ

ولا عجبٌ أنْ شــاقَ قلبي ربوعهــا

************ وأيَّــــة نفسٍ لم تشـــقها المنــــازلُ

تزاورهـا الأعيـــادُ ثكلى كســــيرةً

************ بحزنٍ وعين الطفــلِ فيها ســواحلُ

كأنَّ هلالَ العيــــدِ زورقُ مشــــفقٍ

************ يبـــادرُ بالتســــليمِ ثــــمَّ يواصــــلُ

فيــا نفسُ صــبراً للبلايــــا فربَّمـــا

************ أتى فرجٌ للمـــرءِ والمــرءُ غافـــلُ

وكم ضاقَ أمـــرٌ ثمَّ وافى اتســاعه

************ وكلُّ دجى ليـــلٍ وإنْ طـــالَ آفــــلُ

همُ الأهلُ والأحبــابُ والعزوة التي

************ عليها رســولُ الدمعِ في الخدِّ سائلُ

أغارتْ عليهمْ في ذرى الشرِّ غارةً

************ يطيرُ الحصـا من وقعها والجراولُ

فولَّى دعـــاةُ الســلمِ غدراً ولمْ تزلْ

************ بنو الحربِ في يومِ التلاقي تحـاولُ

همُ القومُ حلوا ذروةَ المجــدِ والتقى

************ فهم في ســما العليا البدورُ الكواملُ

رموهُمْ حجارَ المســـتعينِ بســـاعدٍ

************ ففاخرتِ الشهبَ الحصى والجنادلُ

حجارة ســـجيلٍ لهـــا البأسُ خائفٌ

************ على نفسـهِ والنجمُ في الغربِ مائلُ

تملَّكــــهُ رعبٌ وحقـــدٌ مخامــــــرٌ

************ فكرَّتْ أســـاطيلٌ لهـــمْ وجحافــــلُ

فيـــا فارسَ الإقــــدامِ تحكي بعــزَّةٍ

************ وقائـــع خطتهـــا القنـــا والقنابــــلُ

جهــادكَ مقبــــولٌ وعزمكَ قابــــلٌ

************ ألا في ســـبيلِ الله مــا أنتَ فاعـــلُ

ومن دانَ هــذا الدينُ حقَّاً بنصـــرِهِ

************ فليس لــــهُ من أهـــلِ دنيـــاهُ خاذلُ

لقدْ جُزتَ مقــدارَ الشـجاعةِ والندى

************ وتربُـــكَ في لعبِ الصبا متشــاغلُ

ســـراجُ العــلا وابنُ الأباةِ مكرَّمــاً

************ فهلْ أنتَ لي مصــغٍ لمــا أنا قائـــلُ

ويا سائلي عن شأنِ فضلٍ ولم يزلْ

************ بغيضــــاً إليَّ العالـــمُ المتجاهــــلُ

أقولُ وقــدْ طالَ اهتمـامي وعبرتي

************ على الخــدِّ منها مســتهلٌّ وجائــــلُ

أيا شاعراً من طبعه الجدُّ في النهى

************ إذا ضيَّعَ التدبيـــرَ في الرأي هازلُ

ويـــا كاتبــــاً للحقِّ أفـــردَ همَّـــــهُ

************ وأحيـــا بأفكارِ العُــلا وهو صائــلُ

أخا الهمَّـــة العليـــا فإمَّـــا قصــيدةٌ

************ وإمَّـــا مقالٌ صادقُ الحرفِ فاصلُ

لأقلامكَ السمرُ العــوالي تواضعتْ

************ وهابتــكَ في أغمــادهنَّ المناصــلُ

وإن لاحَ في القرطاسِ أسودُ خطِّها

************ يقولُ الدجى يا صبحُ لونــكَ حائــلُ

وُهِبتَ الهدى والعلــمَ نعمــةَ رازقٍ

************ فحـــدِّثْ بمـــا أوتيتَ فالله ســـــائلُ

وكونوا كمــا الشـمِّ الرواسي رزانةً

************ إذا ما اســـتخفَّ الحلـمَ حقٌّ وباطلُ

وهيَّــــا إلــى دارٍ وجـــارٍ ومنبـــرٍ

************ فمــا ضاعَ حقٌّ حين يرعــاهُ كافـلُ

إلى دوحِ آدابٍ إذا الفكــــرُ حفَّـــــهُ

************ لكانَ محــالاً أنْ يُرى وهوَ ماحِـــلُ

إذا الفكـرُ والشــعرُ اســتقرا براحةٍ

************ ترقَّتْ لهــا نحـــوَ النجــومِ أنامـــلُ

دعِ الشعرَ حتى يشملَ العدلَ حِكمةً

************ وقاربْ بأنْ تبـــدو كأنَّـــكَ كامــــلُ

إذا عرضتْ قلتَ الســطورُ أزاهـرٌ

************ ترفُّ نعيمـــاً والطروسُ خمائـــــلُ

وما زينــــةُ الإنســـانِ إلا منـــاقبٌ

************ يفرِّعُهـــــا أصـــلانِ عـــزمٌ وباذلُ

وقـدْ يكبرُ الخطبُ اليســـيرُ فيجتني

************ أكابـــرَ قـــومٍ ما جنتـــهُ الأسافـــلُ

أؤمِّـــلُ نفســي بالتوحِّـــدِ ســـــاعةً

************ لنأتي بمـــا لم تســتطعه الأوائـــــلُ

وحقَّ لمثـــــلي أنْ يؤمِّــــلُ مثلــــهُ

************ وفي النـاسِ مأمــولٌ يُرجى وآمِــلُ

تعالوا لنبني قلعـــةَ المجــدِ والعُــلا

************ بجيـــلٍ طواهُ الجهلُ والجهلُ قاتــلُ

وهلْ دونَ هــذا عنــدَ حَزْبٍ وسيلةٌ

************ إذا انقطعتْ فيمــا ســـواه الوسائـلُ

إذا حال أمرٌ دونَ ما الفضلُ طالبٌ

************ فجهدٌ وذو الإحسانِ والجودِ فاضلُ

لقــدْ منــحَ اللهُ العقـــولَ تمايــــــزاً

************ منابـــعُ أفشــتْ محتــواها الجداولُ

فنبــعٌ زلالٌ وافـــر الدفـــقِ ســـائغٌ

************ ونبــعٌ ضنينٌ علقــمُ الطعمِ جاهـــلُ

وما النيِّـــرُ الوهَّــــاجُ إلا مجاهـــداً

************ بحَــــدِّ ســـنانٍ أو يـــراعٍ يناضـــلُ

لهُ الخيرُ في دنيـا وأخـرى وجنَّـــةٌ

************ بها الفرحةُ الكبرى وفيها الظلائــلُ

جزى اللهُ أهلَ الفضلِ أفضلَ ما جزى

************ فعنْ طَوْله المحمودِ تنسى الطوائـلُ



مرسل: 12-04-2002 07:10 PM
بواسطة المتنبي الصغير

*

سقتكَ مزونٌ عامراتٌ هواطلُ
و غـَـبـَّـتـْـكَ ما دامتْ دُناكَ النـّـوازلُ

أتيتَ بشعر ِ لا اخالُ نسيجهُ
سوىَ عبقر ٍ زخـَّـتْ عليهِ الشمائلُ

فأورقَ ريْـحانـًا و قـُـلا ً و حمكة ً
علينا دفيقا فـَـهْوَ بالخير ِ حافِـلُ

أيا عُمَريُّ منْ سميرًا دَعَـيْـتـُهُ
و كانَ و أحرىَ أنْ أقولَ المـُـطاولُ

على الفلكِ العالي من الناس ِ سمتهُ
فما بيننا من يرتجي أو يطاولُ

اذا قالَ شعرًا لمْ ترمْ لـَـثـْمَ أبـْـلج ٍ
و أغناكَ عن ذا بارعُ القول ِ شاملُ

بنسج ِ قريض ٍ كالحرير ِ سلاسة ً
و صخرة ِ صدق ٍ لا تـَـقـُـدُّ المعاولُ

و من غيرهُ في الشعر ِ جاءَ بقولهِ:
( ففاخرتِ الشهبَ الحصى والجنادلُ )

و سهلٌ عليهِ أن يجيءَ بمثلها
اذا همَّ قولا ً شعرهُ لا يماطـِـلُ

و لستُ أنا ندًا لأدخلَ ساحة ً
لديها سميرٌ بالفريداتِ ماثِـلُ

و لكنما عذري اهتزاز ٌ لِـشعْره ِ
و ليسَ لمثلي : بالمقادير ِ جاهلُ

فعذرًا سميرُ أنْ دخلتُ خميلة ً
خصيبـًا وما عندي من الأرض ِ قاحلُ

و عذري بأني انْ أتيتُ محاولا ً
سيعذرني صحبي و قالوا: يُـحاولُ

*


مرسل: 12-17-2002 08:32 PM
بواسطة سمير العمري


صِــداقُ المعالـــي مســـتقيمٌ وباذلُ

******************* وفي كلِّ أرضٍ منهُ ســـحٌّ ووابـــلُ

وصـــولٌ لإخــوانٍ ودودٌ لصاحبٍ

****************** خلـــوقٌ بإســــلامٍ عفيفٌ وعاقــــلُ

صـــؤولٌ إذا اصطفَّتْ عليه شـدائدٌ

****************** قؤولٌ إذا التفَّتْ عليـــهِ المحافـــــلُ

ألا إنَّـــه البـــدرُ أعنـــي محمَّـــــداً

****************** فليسَ لــــهُ في الناسِ قدراً مماثـــلُ

فتى أحرزَ المجــدَ الأثيـــلَ لنفســهِ

****************** حليفـــاهُ حزمٌ مســـــتمرٌّ وحافــــلُ

هو المنهلُ العذبُ الذي طابَ وردهُ

****************** إذا ما اقتــذتْ للشــاربينَ المناهــلُ

بشـــعرٍ كما الإصباح عانقهُ الســنا

******************* ورفقٍٍ بعذبِ القـــولِ والغير ماحلُ

فمـــا الـــــدرُّ إلا لفظـــهُ وبريقــــهُ

****************** وما البحرُ إلا عبــــدُهُ والســـواحلُ

يقولونَ شـعرٌ وهوَ شــهدٌ مخامـــرٌ

****************** بِـــهِ نفثُ هاروتٍ بسـحرٍ يجـــاولُ

إذا الشـــعرُ غنَّى من روابي محمَّدٍ

****************** تردَّدهُ فــوقَ الغصـــونِ البلابـــــلُ

حنانيــكَ يا ابنَ الأكرمينَ فلــمْ تدَعْ

****************** لنــــا أملاً تلـــوى عليهِ الأنامـــــلُ

لكــمْ ذروةُ المجــدِ المؤثلِ والعُـــلا

****************** وســـبقٌ إذا قـــامَ الكميُّ المُنــــازلُ

سأرحلُ عزمي عنكَ بالمدحِ عاجزاً

****************** إلى حيثُ تلقي بالظـــلالِ الخمائــلُ

بواحـــةِ فكرٍ نلتقــي في عبيــــرها

****************** بكلِّ كريمٍ بالشــــذى وهو ناحـــــلُ

وسُـعدى فؤادي أنَّنا في اللهِ أخـــوةٌ

******************* وأنَّ التــــآخي للعيـــونِ المكاحـــلُ

لكـــمْ في ســـويدا كلِّ قلبٍ محبَّــــةٌ

******************* فمـــا أحــدٌ مثلكمْ في القلبِ ماثــــلُ


مرسل: 12-28-2002 10:12 PM
بواسطة المتنبي الصغير
*

أتيتَ بحمل ٍ لا تنوءُ القواقلُ
وتثقلُ منهُ في السدادِ الكواهلُ

يضوعُ أريجـًا من ورودٍ بباقةٍ
و تشدو بهِ بينَ المروج ِ البلابلُ

و طورًا أراهُ طبَّ روح ٍ و سلوة ً
و سقيا فؤادٍ ما تفيدُ المناهلُ

هو الشعرُ في صحن ٍ من الفنِّ عامر ٍ
و قدْ حفـَّـتِ الأطباقَ منهُ الفلافلُ

و عِـذقـًا و عرجونًا من الطلع ِ مثمرًا
نضيدًا و سقياهُ الحِسي و المناهِـلُ

و أطريتني - فضلا ً- بما أنتَ أهلهُ
و ذلكَ طبعٌ أصَّـلـْـتـْـهُ الأفاضلُ

عرفتكَ ينبوعًا من الشعر ِ منهلا ً
بكلِّ جديدٍ في المقولاتِ حافلُ

كأنـَـكَ أمَّـارُ المعاني تسوسها
فتأمرَها قصدًا و إذ هِي تناولُ

ترقُّ إذا رامتْ نسيمـًا و نفحة ً
و تهدرُ رعدًا إن أرادَ المصاولُ

و تسحرُ من يرنو بسحر ٍ كأنما
خضابـًا على غيدا و رقـَّـتْ أنامِـلُ

فلا زلتَ معطاءً على الشعر آمرًا
بنسج ِ المعاني في النوادي الأوائلُ

و لا زلتَ قيسـًا عند ليلىَ وفية ً
فلا أنتَ تسلوها و لا هِي تماطلُ

و ظِلـْـتَ عن الدين القويم ِ منافحًا
و لستَ براض ٍ أن يدانيهِ باطلُ

و عنْ و طن ٍ في التيهِ باتَ محاصرًا
على رأسهِ من كلِّ صوبٍ معاولُ

و عشتَ كريما بالنجاح ِ مكللا
تنافحُ عنا جاهدا و تناضلُ
*
*

مرسل: 12-31-2002 03:56 AM
بواسطة سمير العمري


ســـقاني التداني من ذرى الجودِ هاطلُ

************** ومن وصلِ صحبي تستطابُ المناهلُ

ســحابٌ منَ الأشــعارِ تزجي مكارمــاً

************** وغيثٌ منَ الأفكـــارِ فيهـــا الشـــــمائلُ

يقـــودُ نواصــيها إلى العــــزَّ ماجـــــدٌ

************** أخـــو عزمـــةٍ تهفـــو إليها البواســــلُ

همامٌ يضيقُ الشــعرُ عن وصفِ كنهِـهِ

************** وتعجزُ عن سردِ الصــفاتِ الفضائــــلُ

ففيــــهِ منَ الأخــــلاقِ تـــاجٌ وهيبـــــةٌ

************** وفيــــهِ لمَنْ وافــــاهُ جــــودٌ ونائــــــلُ

تظـــلُّ ذرى العليــــاءِ خاضعـــةً لــــهُ

************** وكـــــلُّ عظيــــمٍ عنــــدهُ متضائــــــلُ

خليـــليَّ ما في اليــــأسِ خيرٌ لعاقـــــلٍ

************** ولا في التواني قد يســــودُ الحُلاحــــلُ

ألا إنَّ عســــرَ الحالِ شـــرٌّ لحاصــــدٍ

************** إذا ما اســـتطالتْ للحصـــادِ السنابـــلُ

فلا تغبــــنِ الأيَّــامَ جهــــداً وموقفــــاً

************** ولا تحقـــرنَّ الأمــــرَ فيمـــا تحــاولُ

وعشْ بالتقـــى عيشَ حُـــــرٍّ منافـــحٍ

************** وكنْ للمعــالي فالمعـــالى المنـــــازلُ

مرسل: 01-02-2003 05:12 PM
بواسطة المتنبي الصغير
*


لكَ الشعرُ فيضٌ مزنُـهُ و الجداولُ
فيحتارُ مِـغرافي لأي ٍ يقاولُ

و طورًا بهِ بحرًا عظيما عبابهُ
فتزدادُ تعقيدًا لديّ المسائلُ

فلمْ أر بـحرًا قبلُ عذبـًا مذاقهُ
و لا أرضَ خِصْبٍ لا تغيضُ الجداولُ

تباركَ ربي – خوفَ عين ٍ حسودة ٍ
و حسبيَ إعجابٌ بهِ لا أخاتِـلُ

و زادكَ إكرامي و أنتَ ذطرتني
لدى منتدى فيهِ الكرامُ الأفاضلُ

فجئتُ قريرًا و المعاني تحطيني
بكلِّ جميل ٍ لا أقولُ: المجامِـلُ

فبوركَ من نادٍ تعالتْ سهامُـهُ
و لا زالَ في سمتِ العُلا لا يُطاولُ

و بوركتَ من خل ٍ أصيل ٍ مواصلا ً
أواصرَ ودٍ في الإلهِ التواصلُ