هي والبحر
مرسل: 08-03-2002 11:08 AM
هي و البحر
ملل وإرهاق جعلاه يضرب عرض الحائط بكل المواعيد التي تمتليء بها أجندته و يقود سيارته باتجاه البحر.
راح يتنفس بعمق ليملأ رئتيه بهواء لايأتي من جهاز تكييف . شعور رائع ينتابه افتقده منذ زمن ،،، وكأن جسده راح يتخلص من شحنات سالبه كانت تزحم رئتيه وروحه .
من زاوية عينه انتبه إلى وجود من تشاركه هذا الملكوت جالسة على صخرة ناتئه.. تنظر إلى المدى الأزرق . رغم السكون أحس أن حديثاً ما يدور بينهما . لم يشأ المقاطعه واكتفى بالإستمتاع بجمال الصمت الصاخب . أخيراً قرر أن يكون طرفاً في حوار بدا شيقاً وغريباً . اقترب بهدوء ،،، صوت خطواته نَبهها .......
هو- تحبين البحر?!
هي- أنا هنا من أجله .
هو- ما تحبين فيه ؟
هي- زرقته .. .. همسه .. صراخه .. صمته .. و صخبه ...
هو- أنا أيضا أُحبه وأستمتع بكل لحظه أقضيها معه .
هي- أأنتما صديقان ؟
هو- أعتقد ذلك , أفهمه وأحترمه .....
( دهشه وتساؤل صامت يطل من عينيها ، تشي به قسمات وجهها )
... تعرفت إليه ... خُضت غماره .. ركبت عبابه .. سبرت أعماقه .. صارعته وصارعني .. هزمته وهزمني .. أحذره ولا أخشاه .
هي- هو أيضاًً صديقي , مؤنسي في غربتي و مُعلمي ؛ يُضحكني .. و يُبكيني .. يسحرني غموضه وحكاياته مع وعن الإنسان .
هو- ( ساهماً ) البحر مصدر حياة للبعض ومقبرة للبعض الآخر !!
مسحة حزن ترتسم على وجهها ، تؤلمها قسوته وانتقامه المُدمر . جارهم خرج ذات صباح للصيد ولم يَعُد ...
يُغير مجرى الحديث ليكسر حاجز الصمت ...
هو- أراك وحدك , ألا تشعرين بالملل ؟
هي- إطلاقاً . أحب أن أمشي على الشاطئ .. أبلل قدميّ في الماء .. أجلس على صخره وأُنصت إليه . أحيانا أذهب إ لى بعض الجزر للنزهه .
هو- الا تخشين أن تتوهي في البحر ؟ حدث هذا لكثيرين .. كانوا يعتقدون العكس !!
هي- هو حنون معي ؛ أنقذ حياتي ذات يوم , وهو كريم يغدق علينا من خيراته ....
هو- كهذه اللؤلؤه السوداء حول جيد ك ؟
هي- ( تلمسها برقه ) في ذكرى مولدي ، وجدت محارة غريبة الشكل على هذه الصخره حيث نحن الآن . جُرحت يدي أثناء فتحها ، داخلها وجدت هذه اللؤلؤه .
هو- جميله كعينيها !! ( قالها سراً ) .
تعيشين هنا ؟
هي- كنت أسكن في المدينه ّ . مُذ جئت لزيارة جدي ، أحببت المكان وفضلت البقاء فيه .
هو- عادةً , يفضل الناس المدينه حيث الحياة أكثر إمتاعاً .
هي- كرهت الحياة في غابة الإسمنت والحديد ؛ زحام .. دخان .. ضوضاء .. أضواء .. و ابتلاعها لإنسانيتى !
هو- ( بسخريه ) وكوخ جدك في هذا القفرهو الفردوس المفقود ؟!!
هي- هو كوخ تزوره الشمس والهواء بلا استئذان ،
في النهار طيور وأشرعة بيضاء تُبحر في زرقة السماء والبحر ,
في الليل ، نجوم وأقمار تضيء ليل السهارى وتهدي الحيارى
وسمفونية الرياح والموج تُعزف بلا انقطاع مصحوبه بأصوات تسبيح .
يوجد هنا متسع للجميع .. السماء .. البحر ...الأرض .. والإنسان .
هو- ألا تفتقدين عائلتك والأ صدقاء ؟
هي – نتبادل الزيارات لكن سرعان ما يعود كلٌ إلى جنته .
( تشير إلى حيوانات بحريه تقفز وتغطس في كريستال لا زوردي )
مخلوقات البحر أفضل أصدقائي ، معهم أنسى كل شيء . كثيراً ما تمنيت لو كنت من سكان البحر لا البر.
هو- لو كُنتِ من سكانه لتمنيتِ الحياة على البر. إحدى عرائس البحر فعلت ذلك ,, لكنها عادت إلى موطنها بعد أن دفعت الثمن غالياً *!! .
هي- وهل توقفت عن حب اليابسه ؟
هو- لا .... لكنها رضيت بحياة البحر وساكنيه .
( تطرق مفكرة .... بوادر قلق تبدوا على محياها )
فيم تفكرين ؟
هي- ............................. في عروس البحر.؟!!
هو- ستعودين للمدينه ؟ !!
هي .................................................. ( تنظر إلى البحر بحنان وتبتسم )
Sara
* صوتها
ملل وإرهاق جعلاه يضرب عرض الحائط بكل المواعيد التي تمتليء بها أجندته و يقود سيارته باتجاه البحر.
راح يتنفس بعمق ليملأ رئتيه بهواء لايأتي من جهاز تكييف . شعور رائع ينتابه افتقده منذ زمن ،،، وكأن جسده راح يتخلص من شحنات سالبه كانت تزحم رئتيه وروحه .
من زاوية عينه انتبه إلى وجود من تشاركه هذا الملكوت جالسة على صخرة ناتئه.. تنظر إلى المدى الأزرق . رغم السكون أحس أن حديثاً ما يدور بينهما . لم يشأ المقاطعه واكتفى بالإستمتاع بجمال الصمت الصاخب . أخيراً قرر أن يكون طرفاً في حوار بدا شيقاً وغريباً . اقترب بهدوء ،،، صوت خطواته نَبهها .......
هو- تحبين البحر?!
هي- أنا هنا من أجله .
هو- ما تحبين فيه ؟
هي- زرقته .. .. همسه .. صراخه .. صمته .. و صخبه ...
هو- أنا أيضا أُحبه وأستمتع بكل لحظه أقضيها معه .
هي- أأنتما صديقان ؟
هو- أعتقد ذلك , أفهمه وأحترمه .....
( دهشه وتساؤل صامت يطل من عينيها ، تشي به قسمات وجهها )
... تعرفت إليه ... خُضت غماره .. ركبت عبابه .. سبرت أعماقه .. صارعته وصارعني .. هزمته وهزمني .. أحذره ولا أخشاه .
هي- هو أيضاًً صديقي , مؤنسي في غربتي و مُعلمي ؛ يُضحكني .. و يُبكيني .. يسحرني غموضه وحكاياته مع وعن الإنسان .
هو- ( ساهماً ) البحر مصدر حياة للبعض ومقبرة للبعض الآخر !!
مسحة حزن ترتسم على وجهها ، تؤلمها قسوته وانتقامه المُدمر . جارهم خرج ذات صباح للصيد ولم يَعُد ...
يُغير مجرى الحديث ليكسر حاجز الصمت ...
هو- أراك وحدك , ألا تشعرين بالملل ؟
هي- إطلاقاً . أحب أن أمشي على الشاطئ .. أبلل قدميّ في الماء .. أجلس على صخره وأُنصت إليه . أحيانا أذهب إ لى بعض الجزر للنزهه .
هو- الا تخشين أن تتوهي في البحر ؟ حدث هذا لكثيرين .. كانوا يعتقدون العكس !!
هي- هو حنون معي ؛ أنقذ حياتي ذات يوم , وهو كريم يغدق علينا من خيراته ....
هو- كهذه اللؤلؤه السوداء حول جيد ك ؟
هي- ( تلمسها برقه ) في ذكرى مولدي ، وجدت محارة غريبة الشكل على هذه الصخره حيث نحن الآن . جُرحت يدي أثناء فتحها ، داخلها وجدت هذه اللؤلؤه .
هو- جميله كعينيها !! ( قالها سراً ) .
تعيشين هنا ؟
هي- كنت أسكن في المدينه ّ . مُذ جئت لزيارة جدي ، أحببت المكان وفضلت البقاء فيه .
هو- عادةً , يفضل الناس المدينه حيث الحياة أكثر إمتاعاً .
هي- كرهت الحياة في غابة الإسمنت والحديد ؛ زحام .. دخان .. ضوضاء .. أضواء .. و ابتلاعها لإنسانيتى !
هو- ( بسخريه ) وكوخ جدك في هذا القفرهو الفردوس المفقود ؟!!
هي- هو كوخ تزوره الشمس والهواء بلا استئذان ،
في النهار طيور وأشرعة بيضاء تُبحر في زرقة السماء والبحر ,
في الليل ، نجوم وأقمار تضيء ليل السهارى وتهدي الحيارى
وسمفونية الرياح والموج تُعزف بلا انقطاع مصحوبه بأصوات تسبيح .
يوجد هنا متسع للجميع .. السماء .. البحر ...الأرض .. والإنسان .
هو- ألا تفتقدين عائلتك والأ صدقاء ؟
هي – نتبادل الزيارات لكن سرعان ما يعود كلٌ إلى جنته .
( تشير إلى حيوانات بحريه تقفز وتغطس في كريستال لا زوردي )
مخلوقات البحر أفضل أصدقائي ، معهم أنسى كل شيء . كثيراً ما تمنيت لو كنت من سكان البحر لا البر.
هو- لو كُنتِ من سكانه لتمنيتِ الحياة على البر. إحدى عرائس البحر فعلت ذلك ,, لكنها عادت إلى موطنها بعد أن دفعت الثمن غالياً *!! .
هي- وهل توقفت عن حب اليابسه ؟
هو- لا .... لكنها رضيت بحياة البحر وساكنيه .
( تطرق مفكرة .... بوادر قلق تبدوا على محياها )
فيم تفكرين ؟
هي- ............................. في عروس البحر.؟!!
هو- ستعودين للمدينه ؟ !!
هي .................................................. ( تنظر إلى البحر بحنان وتبتسم )
Sara
* صوتها