ثمنها..!!
مرسل: 07-03-2002 03:58 PM
جالسٌ هو في مكتبه و أمامه بعض الأطباق الصغيرة التي تحوي مختلف أنواع الحَب، كان يخلطها بدقةٍ و عناية حسب ما هو في كتابه ((كيف تعتني بطائرك المنزلي؟))
طائره الجميل كان محور حياته... كان يحبه حد التعلق، يهتم به أيما اهتمام حتى أنه اشترى في المبلغ الذي ادخره على مدار سنين عمل طوال ((قفصٌ ذهبيٌّ)) أسكنه اياه..
علت ملامحه الذي تأصل فيها الحزن ابتسامة صادقة حين تذكر كيف تعرف إلى طائره الذي انتزعه بحنان من براثن انطوائيته المفجعة..
كان يتناول افطاره كالعادة لوحدة و أمام النافذة... استرق انتباهه طائرٌ جميلٌ يطير بقرب النافذة، حول قسماً من رغيف خبزه الى فتاتٍ ووضعه حافة النافذة، استقر الطائر بدوره عليها و اخذ يتناول منها ... بدأ بعدها يرتب ريشه بمنقاره الرشيق... و يشدوا ألحانا رقراقة...
تناقض في روحه ولُّد دمعتان صادقتان: دمعة فرحته بالطائر و اخرى بسبب مرارة وحدته....كان حاله على نقيض الطائر الذي كان قوياً معتداً بنفسه لا يقيم لشيءٍ وزاناً بل و مغروراً.
- ما الذي أسقط دموعك؟!
- أنت ايها الرائع..
- أنا ؟!! كيف..
- لحظات مراقبتي اياك أنعشت روحي التي أوشكت ان تختنق... ليتك تبقى معي ...
- ابقى معك و ما المانع ...
- و حريتك ؟!!
- اي حرية ؟؟!! سوف نعقد اتفاقاً ...
كان هذا منذ السنة تقريباً، لقد اصبح هذا الطائر روحه الذي يحيى به و جناحيه الي يطير مستهزأً بهما فوق انطوائيته التي كانت ...
و لكن ما حل به؟! ما الذي بدل حاله؟! لم لحن لحزن في شدوه؟!! ام ان الانطوائية انتقلت اليه؟؟!!
سأله مرارا و تكراراً ما بك .. كابر.. كابر.. إلا انه نطق اخيراً
- حريتي ... اريد حريتي...
- الآن تقول حرية ؟!! بعد أن اعتدت عليك ... بعد أن أنفقت كل ما أملك في سبيل قفصك الذهبي ؟؟!!
- اعذرني يا رفيقي لم أكن أتصور أنها كذلك .. لم اكن اعلم
- ماؤك معقم، حب طعامك منوع، عشك دافئ، و لا عدو يتربصك.. ألم يكن هذا رأيك في الحرية؟! لم أفرض عليك شيءً حين تعرفت اليك، أنت وافقت على الاقامة و أنا لبيت كل طلباتك... اليست هي الحرية؟! ألم يكن هذا اتفاقك؟؟!!
- كنت مخطئاً
- قلت بأنك تتعب من طيرانك خلف الظل... خلف قشة تدعم بها عشك... شربة ماء تروي ظمأك ... حبة تسد جوعك ... ألم تقل بأن حريتك بتوفير الظل، الماء،الحب، و عش لا تهدمه هبة ريح؟!
- نعم قلت ذلك ..
- ما الذي تغير؟؟!!
- خلق الله لكل كائن طبيعة... طبيعتي الطيران خلف القشة، الماء ،الحبة ،الظل... هي طبيعتي...فطرتي... ظننت بتوفير كل هذا بدون تعب هو الحرية، فإذا بها نفي النفس عن النفس، اعتزال الروح عن الجسد. اطلقني من قفصك الذهبي فإني اشتقت لعطش و جوع الحرية اللذان يسقيان و يطعمان الروح... أطلقني فاني اشتقت للشجرة التي تحتفي بأنها ظللتني حين تعبت و التي تمنحني القشة لبناء عشي و تغدق علي بغصن ابني عليه عشي ... أطلقني لمداعبة و غناء اشعة الشمس لي في الصباح افق و غني و احتفل بحريتك ... أطلقني فما عدت اطيق قيدك الذهبي...
صمت مطولا .. عادت الدمعتان الى المحجرين و هو يهدي اليه حريته و يعيد لنفسه انطوائيتها ... و قال لربما هي فطرتي كما الحرية فطرة رفيقي الطائر...
طائره الجميل كان محور حياته... كان يحبه حد التعلق، يهتم به أيما اهتمام حتى أنه اشترى في المبلغ الذي ادخره على مدار سنين عمل طوال ((قفصٌ ذهبيٌّ)) أسكنه اياه..
علت ملامحه الذي تأصل فيها الحزن ابتسامة صادقة حين تذكر كيف تعرف إلى طائره الذي انتزعه بحنان من براثن انطوائيته المفجعة..
كان يتناول افطاره كالعادة لوحدة و أمام النافذة... استرق انتباهه طائرٌ جميلٌ يطير بقرب النافذة، حول قسماً من رغيف خبزه الى فتاتٍ ووضعه حافة النافذة، استقر الطائر بدوره عليها و اخذ يتناول منها ... بدأ بعدها يرتب ريشه بمنقاره الرشيق... و يشدوا ألحانا رقراقة...
تناقض في روحه ولُّد دمعتان صادقتان: دمعة فرحته بالطائر و اخرى بسبب مرارة وحدته....كان حاله على نقيض الطائر الذي كان قوياً معتداً بنفسه لا يقيم لشيءٍ وزاناً بل و مغروراً.
- ما الذي أسقط دموعك؟!
- أنت ايها الرائع..
- أنا ؟!! كيف..
- لحظات مراقبتي اياك أنعشت روحي التي أوشكت ان تختنق... ليتك تبقى معي ...
- ابقى معك و ما المانع ...
- و حريتك ؟!!
- اي حرية ؟؟!! سوف نعقد اتفاقاً ...
كان هذا منذ السنة تقريباً، لقد اصبح هذا الطائر روحه الذي يحيى به و جناحيه الي يطير مستهزأً بهما فوق انطوائيته التي كانت ...
و لكن ما حل به؟! ما الذي بدل حاله؟! لم لحن لحزن في شدوه؟!! ام ان الانطوائية انتقلت اليه؟؟!!
سأله مرارا و تكراراً ما بك .. كابر.. كابر.. إلا انه نطق اخيراً
- حريتي ... اريد حريتي...
- الآن تقول حرية ؟!! بعد أن اعتدت عليك ... بعد أن أنفقت كل ما أملك في سبيل قفصك الذهبي ؟؟!!
- اعذرني يا رفيقي لم أكن أتصور أنها كذلك .. لم اكن اعلم
- ماؤك معقم، حب طعامك منوع، عشك دافئ، و لا عدو يتربصك.. ألم يكن هذا رأيك في الحرية؟! لم أفرض عليك شيءً حين تعرفت اليك، أنت وافقت على الاقامة و أنا لبيت كل طلباتك... اليست هي الحرية؟! ألم يكن هذا اتفاقك؟؟!!
- كنت مخطئاً
- قلت بأنك تتعب من طيرانك خلف الظل... خلف قشة تدعم بها عشك... شربة ماء تروي ظمأك ... حبة تسد جوعك ... ألم تقل بأن حريتك بتوفير الظل، الماء،الحب، و عش لا تهدمه هبة ريح؟!
- نعم قلت ذلك ..
- ما الذي تغير؟؟!!
- خلق الله لكل كائن طبيعة... طبيعتي الطيران خلف القشة، الماء ،الحبة ،الظل... هي طبيعتي...فطرتي... ظننت بتوفير كل هذا بدون تعب هو الحرية، فإذا بها نفي النفس عن النفس، اعتزال الروح عن الجسد. اطلقني من قفصك الذهبي فإني اشتقت لعطش و جوع الحرية اللذان يسقيان و يطعمان الروح... أطلقني فاني اشتقت للشجرة التي تحتفي بأنها ظللتني حين تعبت و التي تمنحني القشة لبناء عشي و تغدق علي بغصن ابني عليه عشي ... أطلقني لمداعبة و غناء اشعة الشمس لي في الصباح افق و غني و احتفل بحريتك ... أطلقني فما عدت اطيق قيدك الذهبي...
صمت مطولا .. عادت الدمعتان الى المحجرين و هو يهدي اليه حريته و يعيد لنفسه انطوائيتها ... و قال لربما هي فطرتي كما الحرية فطرة رفيقي الطائر...