أهديه لك قبل النشر
مرسل: 06-28-2002 12:12 PM
أبردت إليه نصا أدبيا وتوجت غرته بقولها .. أهديه لك قبل النشر .... فكتب
=============================
وما تكون (( قبل )) إلا لفظة قد سلت معناها وصلد زند مرماها .. وباتت كالحشو بين الكلام لا يُصلحه إلا أن تُكنس أو تفيض روحها فتُجنز .. فلتنفثها ألسن البؤساء والأشقياء .. وتسود منها بيض الرق والرقاع .. وما منها ؟ غير الشهر الذي مضى والأمس الذي انقضى .. أليست (( قبل)) رحما قد أجن سالف الأيام فلم يزل مضطربا بدماء الألآم .. محتجبا عن نسمة الصباح ورقصة المراح .. حتى أشرق وليده .. بدراً أضحك الثغر وملك عنان القلب .. مقبلاً باسمه الذي فيه .. (( بعد )) ليكون أخر عهده برحمه .. اهديه لك قبل النشر .
وما تكون (( قبل )) وقد أغترت بمعناها وتكبرت من تمطق الألسن بحروفها إلا معاملة حكومية اكتنزت وسمنت وهي تلهث وراء خربشة التواقيع بين حجرات الموظفين .
ما أشد حمقنا .. الصباح قبل المساء .. والمساء قبل الصباح .. لتكون هذه اللفظة ترفاً ملتبساً قد ضم طارفه لتليده .. أما وقد احييت رميم الأماني والأحلام وريشت الجناح .. وتأرج العمر بعطرك الفواح .. وأقبلتِ كإشراقة الشمس في الصباح .. فلن يجنك أبداً في نفسي مساء .. ولن تكوني ابداً (( قبل )) ابداً لن تكوني .
وما يكون من (( بعد )) إلا أنت وحبك ومعناك .. إلا ساعات تزغرد وثواني ترقص وأخرى تغني .. لاصهر باقي العمر بحروفها الثلاث .. لتكون ثلاث عبرات أودع بها سالف الأيام .. اودع بها (( قبل )) .. فليس قبلك إلا سراب .
آه من (( قبل )) هذه التي توجت بها غرة نصك .. لكأنما تطهرت من أمسها واغتسلت من أقذاء ردنها .. وتجملت وتأنقت لتكون على طرسك وكأنها قُبل .. تهيم بحر أشواقها وتهدهدني بعناقها .. وتهمس خلف اذني ... أنت .. أنت .. لك أنت .. فما يكون من معناها إلا قُبل وعناق ونداء .
أين خُبأت أفراحي وامنياتي .. في أي مغارة .. في أي كهف .. في أي بحر .. اقُدر لها أن تُكنز هناك .. لا اسعد برقصها ولا أهنأ بعرسها .. حتى حان أوان زكاتها .. وأُمرت بخراجها .. وأرقلت إليّ بفرضها ونفلها .. لتقول بشارتها اهديه لك قبل النشر .
آه منها (( قبل )) هذه التي منكِ .. لكأنها أتت على العمر فاعتركت أيامه ومازجت أزمانه ..وخلطت ليله بنهاره .. حتى أخرجته عمرا جديدا يرفل في مطارف أفراحه .. ويرتضع دَر أحلامه .. فلا يعرف من أمسه إلا ساعات ابتلعها التاريخ في كتاب مهترئ تليد .. كأنه ينادي .. هلا دفنتموني .
ما فعلتِ يا حبيبة .. هل أتيت على لغة الضاد ..فقلبتِ معانيها .. فأمسيت طفلا يحبو على معاني لغته .. يتلقاها ليتعلمها .. فتكون وهي في قاموس الكلمات إلا أن معناها في قراطيس الحب والغرام .. ما فعلتٍ ؟
==============
أجتهدت اصدقائي وقد تلبست المعاني في نفسي .. أن تكون بصورة يمكن فهمها .. ولست ادري هل نجحت في ذلك .. طمنوني .. تحياتي وتقديري
قبل
=============================
وما تكون (( قبل )) إلا لفظة قد سلت معناها وصلد زند مرماها .. وباتت كالحشو بين الكلام لا يُصلحه إلا أن تُكنس أو تفيض روحها فتُجنز .. فلتنفثها ألسن البؤساء والأشقياء .. وتسود منها بيض الرق والرقاع .. وما منها ؟ غير الشهر الذي مضى والأمس الذي انقضى .. أليست (( قبل)) رحما قد أجن سالف الأيام فلم يزل مضطربا بدماء الألآم .. محتجبا عن نسمة الصباح ورقصة المراح .. حتى أشرق وليده .. بدراً أضحك الثغر وملك عنان القلب .. مقبلاً باسمه الذي فيه .. (( بعد )) ليكون أخر عهده برحمه .. اهديه لك قبل النشر .
وما تكون (( قبل )) وقد أغترت بمعناها وتكبرت من تمطق الألسن بحروفها إلا معاملة حكومية اكتنزت وسمنت وهي تلهث وراء خربشة التواقيع بين حجرات الموظفين .
ما أشد حمقنا .. الصباح قبل المساء .. والمساء قبل الصباح .. لتكون هذه اللفظة ترفاً ملتبساً قد ضم طارفه لتليده .. أما وقد احييت رميم الأماني والأحلام وريشت الجناح .. وتأرج العمر بعطرك الفواح .. وأقبلتِ كإشراقة الشمس في الصباح .. فلن يجنك أبداً في نفسي مساء .. ولن تكوني ابداً (( قبل )) ابداً لن تكوني .
وما يكون من (( بعد )) إلا أنت وحبك ومعناك .. إلا ساعات تزغرد وثواني ترقص وأخرى تغني .. لاصهر باقي العمر بحروفها الثلاث .. لتكون ثلاث عبرات أودع بها سالف الأيام .. اودع بها (( قبل )) .. فليس قبلك إلا سراب .
آه من (( قبل )) هذه التي توجت بها غرة نصك .. لكأنما تطهرت من أمسها واغتسلت من أقذاء ردنها .. وتجملت وتأنقت لتكون على طرسك وكأنها قُبل .. تهيم بحر أشواقها وتهدهدني بعناقها .. وتهمس خلف اذني ... أنت .. أنت .. لك أنت .. فما يكون من معناها إلا قُبل وعناق ونداء .
أين خُبأت أفراحي وامنياتي .. في أي مغارة .. في أي كهف .. في أي بحر .. اقُدر لها أن تُكنز هناك .. لا اسعد برقصها ولا أهنأ بعرسها .. حتى حان أوان زكاتها .. وأُمرت بخراجها .. وأرقلت إليّ بفرضها ونفلها .. لتقول بشارتها اهديه لك قبل النشر .
آه منها (( قبل )) هذه التي منكِ .. لكأنها أتت على العمر فاعتركت أيامه ومازجت أزمانه ..وخلطت ليله بنهاره .. حتى أخرجته عمرا جديدا يرفل في مطارف أفراحه .. ويرتضع دَر أحلامه .. فلا يعرف من أمسه إلا ساعات ابتلعها التاريخ في كتاب مهترئ تليد .. كأنه ينادي .. هلا دفنتموني .
ما فعلتِ يا حبيبة .. هل أتيت على لغة الضاد ..فقلبتِ معانيها .. فأمسيت طفلا يحبو على معاني لغته .. يتلقاها ليتعلمها .. فتكون وهي في قاموس الكلمات إلا أن معناها في قراطيس الحب والغرام .. ما فعلتٍ ؟
==============
أجتهدت اصدقائي وقد تلبست المعاني في نفسي .. أن تكون بصورة يمكن فهمها .. ولست ادري هل نجحت في ذلك .. طمنوني .. تحياتي وتقديري
قبل