واقفة أيامنــــــــا
مرسل: 06-24-2002 03:38 PM
واقفة أيامنــــــــا
للكاتبة الجزائرية: ياسمينة صالح
yasminedz@hotmail.com
1
واقفة أيّامنا، كريحٍ لا تميلُ إلى اليمين أو إلى الشمال .. و فارغ مركبنا الصّغير من الكلام المبجّل بالرّضى البسيط، و احتمال الجرح في مدارات اليقين ... هل أتلُو عليكَ تفاصيلِ السنين العشر القديمة ..؟
كنّا جُرحَين متقابلين، و نبض وحّدته الكارثة ..
كنا نزيف ينزُّ بالذّكريات .. كلّما ودّعنا وجها طيّباً نزداد انغماسا في الغياب..
2
هـــا.. وجعكَ اليومي حميما كالصلاة، من أول الآه ..إلى آخر النكبات أنتَ ..
يا وجهاً مفتوحاً على جوعنا المقدّس ..كيف استطعتَ أن تُطاردنا جميعا في نفس اللّحظة لتجعل منّا منكوبين داخل ذات الجرح الأوّل ؟
كيف استطعتَ أن تقتلنا معاً و ترمي بنا في الرّتابة و الخضوع ؟
كيف زارنا سوادك وَاحدا واحداً .. كيف ...؟
لكنها لعنة البقاء.. حين تختم أيامنا بالشّمعِ الأحمر !
3
هل زارك طيفي مرّة،
مثلما يزُورني وجهك الملوّن بالفجيعة و الشّتات؟
كم مرّة اقتادنا حزنكَ المزمن إلى طُرق مسدودة، و كم مرّة عُدنا فارغي الأيدي منكَ؟
آه ..
آه من وجعكَ الجاهزِ كالأناشيد المكررة ..
هلْ كنّا نستحقُّ الموت كيْ تمضِي هكذا في سكونِ الجُرح النّازف بالضّجر اليوميّ، و الثورات الصّغيرة، و كلام النّاس في السياسة، و الخُبز، و أحلام الطفولة بالسّلام؟
لكنّنا عرفنا منذ البداية أنْ لا شيء يُوازي وجهكَ حين تبكى فجأة، و حين تَشتهِيناَ الكآبة في صهيلِ الشّوق الممتد كجسر معلّق على أجسادنا..
4
هيـــــــا !!
امض بعيدا في الخيال ..
خذ ما تشاء من الرُؤى.. خذ دهشتنــــا و نكستنا القديمة، و حزننا الطويل.. خذ مواعيدنا المهرّبة في المساءات الحميمة،
و موائد القهوة الجزائرية المرشوشة بماء الزّهر..
خذ كلّ شيء و اترك لنا قِبلة للصلاة، و لغة نحيّي بها بعضنا في الأعياد ..امنح لنا معجزة الوفاء للموتى و للأحياء .. و للذين سيرحلون عمّا قليل ..
خذ عمرنا و اترك لنا موعدا نلتقي فيه داخل منفانا الاضطراري...
باسمك،أو باسم الوطن !!
للكاتبة الجزائرية: ياسمينة صالح
yasminedz@hotmail.com
1
واقفة أيّامنا، كريحٍ لا تميلُ إلى اليمين أو إلى الشمال .. و فارغ مركبنا الصّغير من الكلام المبجّل بالرّضى البسيط، و احتمال الجرح في مدارات اليقين ... هل أتلُو عليكَ تفاصيلِ السنين العشر القديمة ..؟
كنّا جُرحَين متقابلين، و نبض وحّدته الكارثة ..
كنا نزيف ينزُّ بالذّكريات .. كلّما ودّعنا وجها طيّباً نزداد انغماسا في الغياب..
2
هـــا.. وجعكَ اليومي حميما كالصلاة، من أول الآه ..إلى آخر النكبات أنتَ ..
يا وجهاً مفتوحاً على جوعنا المقدّس ..كيف استطعتَ أن تُطاردنا جميعا في نفس اللّحظة لتجعل منّا منكوبين داخل ذات الجرح الأوّل ؟
كيف استطعتَ أن تقتلنا معاً و ترمي بنا في الرّتابة و الخضوع ؟
كيف زارنا سوادك وَاحدا واحداً .. كيف ...؟
لكنها لعنة البقاء.. حين تختم أيامنا بالشّمعِ الأحمر !
3
هل زارك طيفي مرّة،
مثلما يزُورني وجهك الملوّن بالفجيعة و الشّتات؟
كم مرّة اقتادنا حزنكَ المزمن إلى طُرق مسدودة، و كم مرّة عُدنا فارغي الأيدي منكَ؟
آه ..
آه من وجعكَ الجاهزِ كالأناشيد المكررة ..
هلْ كنّا نستحقُّ الموت كيْ تمضِي هكذا في سكونِ الجُرح النّازف بالضّجر اليوميّ، و الثورات الصّغيرة، و كلام النّاس في السياسة، و الخُبز، و أحلام الطفولة بالسّلام؟
لكنّنا عرفنا منذ البداية أنْ لا شيء يُوازي وجهكَ حين تبكى فجأة، و حين تَشتهِيناَ الكآبة في صهيلِ الشّوق الممتد كجسر معلّق على أجسادنا..
4
هيـــــــا !!
امض بعيدا في الخيال ..
خذ ما تشاء من الرُؤى.. خذ دهشتنــــا و نكستنا القديمة، و حزننا الطويل.. خذ مواعيدنا المهرّبة في المساءات الحميمة،
و موائد القهوة الجزائرية المرشوشة بماء الزّهر..
خذ كلّ شيء و اترك لنا قِبلة للصلاة، و لغة نحيّي بها بعضنا في الأعياد ..امنح لنا معجزة الوفاء للموتى و للأحياء .. و للذين سيرحلون عمّا قليل ..
خذ عمرنا و اترك لنا موعدا نلتقي فيه داخل منفانا الاضطراري...
باسمك،أو باسم الوطن !!