مرسل: 03-20-2002 07:36 PM
<font size=4>
<font color=Brown>
<center>
هذا المساء أعود طارقة من خلف زجاج العتمة..
عدت لأمارس هواية التسكع عند زوايا الوقت..
فأهدهد الحُلم الوليد..
وأحنو على سويعات الأمل النادرة..
كانت السماء تبكي هذا المساء..
فغسلت الأرض وطهرت النفس من بقايا الأمل..
أجلس داخل سيارتي وكأنها درع يحتضنني فأحتمي به من دمع السماء..
كأنني أسكن بقلب جدتي..
أواه يا جدتي كم أرغب الارتماء بحضنك..
و أن تربتي على خصلات شعري مثلما كنت تفعلين..
احتضنيني بكل قواك وافصليني عن العالم حولي..
دعيني أستنشق رائحة الليمون في ثيابك..
أخبريني يا جدتي..
أي حزن رضعته من ثدي أمي؟!..
ردي عليّ..هل مكتوب على من هنّ مثلي الشقاء؟!...
أي قدر هذا يجلدني مئات المرات في ذات اللحظة من كل خريف..
أي قدر هذا من يصر على أن يقتلني بحلمي ذات ربيع..
أي قدر هذا من رسمني كهلة ذات شتاء..
أي قدر هذا من أغرقني في سواحل الدمع ذات صيف..
أخبريني بالله عليك..
أشيحي بعينيك الحنونتين عني..
فما عدت أحتمل نظرات الحنان تلك..
فقط ضميني بصمت وهدهديني بين أحضانك كما كنت تفعلين ذات سعادة..
مطرقة الوقت تطرق فوق رأسي باستمرار لتثبت قدمي فوق أرض لم ترضع سوى الشقاء..
نواقيس الساحات لا تعرف سوى صوت آهات المحزونين..
هلمي إليّ مسرعة لتخفيني داخلك..
ادفعي بذراعيك الخطر الداهم عني..
فإن كل من احتمى بذراعيك يا جدتي آمن..
وكل من بات بقلبك آمن..
ولا تسمحي لشياطين الحزن أن تسرقني منك..
علميني أن أُولد من جديد بلغة جديده..وروح جديده..وملامح جديده..
فمن مثلي خيال يسير على الأرض وروح معلقة في السماء..
اتركيني أتعلم منهم كيف يكون الصدق والوفاء في لغتهم..
اشتري لي دفترا لأعبئه فأكتب قاموسا جديدا..و أرسم نقوشا خادعة..
دعيني أكون لعوبا لأمسك بخيوط قلوبهم فترتسم نظرات الاحترام بين أهدابهم..
هلمي إلي يا جدتي وخبئيني داخلك..
فإنني بت أخاف ظهور القبح داخلي..
بت أخاف أن أنظر إلى نفسي فأرى صورتي المنعكسة فيها عوراء مكسورة..
خبئيني ودعيني أخلد إلى النوم على صوت غناءك الحنون..
دعي دموعك الباردة تسقط على وجهي لتبرد لهيب نفسي وجنون عقلي..
تلقفيني الآن واسمحي لي البكاء على صدرك..
بعدها دعيني أغفو لأصحو طفلةً نقيةً من جديد..
*************
<font size=4>
<font color=Green>
رانيا أحمد(عطر المطر)
Mar/4/2002
<font color=Brown>
<center>
هذا المساء أعود طارقة من خلف زجاج العتمة..
عدت لأمارس هواية التسكع عند زوايا الوقت..
فأهدهد الحُلم الوليد..
وأحنو على سويعات الأمل النادرة..
كانت السماء تبكي هذا المساء..
فغسلت الأرض وطهرت النفس من بقايا الأمل..
أجلس داخل سيارتي وكأنها درع يحتضنني فأحتمي به من دمع السماء..
كأنني أسكن بقلب جدتي..
أواه يا جدتي كم أرغب الارتماء بحضنك..
و أن تربتي على خصلات شعري مثلما كنت تفعلين..
احتضنيني بكل قواك وافصليني عن العالم حولي..
دعيني أستنشق رائحة الليمون في ثيابك..
أخبريني يا جدتي..
أي حزن رضعته من ثدي أمي؟!..
ردي عليّ..هل مكتوب على من هنّ مثلي الشقاء؟!...
أي قدر هذا يجلدني مئات المرات في ذات اللحظة من كل خريف..
أي قدر هذا من يصر على أن يقتلني بحلمي ذات ربيع..
أي قدر هذا من رسمني كهلة ذات شتاء..
أي قدر هذا من أغرقني في سواحل الدمع ذات صيف..
أخبريني بالله عليك..
أشيحي بعينيك الحنونتين عني..
فما عدت أحتمل نظرات الحنان تلك..
فقط ضميني بصمت وهدهديني بين أحضانك كما كنت تفعلين ذات سعادة..
مطرقة الوقت تطرق فوق رأسي باستمرار لتثبت قدمي فوق أرض لم ترضع سوى الشقاء..
نواقيس الساحات لا تعرف سوى صوت آهات المحزونين..
هلمي إليّ مسرعة لتخفيني داخلك..
ادفعي بذراعيك الخطر الداهم عني..
فإن كل من احتمى بذراعيك يا جدتي آمن..
وكل من بات بقلبك آمن..
ولا تسمحي لشياطين الحزن أن تسرقني منك..
علميني أن أُولد من جديد بلغة جديده..وروح جديده..وملامح جديده..
فمن مثلي خيال يسير على الأرض وروح معلقة في السماء..
اتركيني أتعلم منهم كيف يكون الصدق والوفاء في لغتهم..
اشتري لي دفترا لأعبئه فأكتب قاموسا جديدا..و أرسم نقوشا خادعة..
دعيني أكون لعوبا لأمسك بخيوط قلوبهم فترتسم نظرات الاحترام بين أهدابهم..
هلمي إلي يا جدتي وخبئيني داخلك..
فإنني بت أخاف ظهور القبح داخلي..
بت أخاف أن أنظر إلى نفسي فأرى صورتي المنعكسة فيها عوراء مكسورة..
خبئيني ودعيني أخلد إلى النوم على صوت غناءك الحنون..
دعي دموعك الباردة تسقط على وجهي لتبرد لهيب نفسي وجنون عقلي..
تلقفيني الآن واسمحي لي البكاء على صدرك..
بعدها دعيني أغفو لأصحو طفلةً نقيةً من جديد..
*************
<font size=4>
<font color=Green>
رانيا أحمد(عطر المطر)
Mar/4/2002