<font color=blue size=6 face="traditional arabic"><div align=justify
أنا امرأةٌ. لاأقلَّ ولاأكثرَ
أعيشُ حياتي كما هيَ خيطاً فَخيطاً
وأغزلُ صوفي لألبسهُ، لا لأُكملَ قصةَ "هوميرَ"، أو شمسهُ
,أرى ما أرى
كما هوَ، في شكلهِ
بيدَ أني أُحدقُ مابينَ حينٍ وآخرَ في ظلهِ
لأحسَ بنبضِ الخسارةِ، فاكتبْ غداً
على ورقِ الأمسِ: لاصوتَ إلا الصدى.
أحبُ الغموضَ الضروريَّ في كلماتِ المسافرُ ليلاً إلى ما اختفى
من الطيرِ فوقَ سفوح الكلام
وفوقَ سُطوحِ القُرى
أنا امرأةٌ، لاأقلَّ ولاأكثرَ
تُطيرني زهرةُ اللوزِ، في شهرِ آذار، من شرفتي حنيناً إلى ما يقول البعيدُ:
"المسيني لأُوردَ خيليَ ماء الينابيع"
أبكي بلا سببٍ واضحٍ، وأُحبكَ
أنتَ كما أنتَ، لاسنداً
أو سُدى
ويطلعُ من كتفيَّ نهــارٌ عليكَ
ويهبطُ، حينَ أضمكَ، ليلٌ إليكَ
ولستُ بهذا ولاذاكَ
لا، لستُ شمساً ولاقمراً
أنا امرأةٌ، لاأقلَّ ولاأكثرَ
فكن أنتَ قيسَ الحنين، إذا شئتَ. أما أنا
فيعجبني أن أُحبَّ كما أنا
لاصورةً مُلونةً في الجريدة، أو فكرةً
مُلحنةً في القصيدة بينَ الأيائلِ..
أَسمعُ صرخةَ ليلى البعيدة
من غرفة النومِ: لاتتركيني
سجينةَ قافيةٍ في ليالي القبائلِ
لاتتركيني لهم خبراً..
أنا امرأةٌ, لاأقلَّ ولا أكثرَ
أنا من أنا، مثلما أنتَ من أنتَ : تسكنُ فيَّ
وأسكنُ فيكَ إليك ولكْ
أحب الوضوح الضروريَّ في لغزنا المشترك
أنا لكَ حين أفيضُ عن الليلِ لكنني لستُ أرضاً ولاسفراً
أنا امرأةٌ ، لاأقلَّ ولا أكثرَ
وتُتعبني
دورةُ القمرِ الأنثويّ
فتمرضُ جيتارتي وَتَراً
وَتَراً
أنا امرأةٌ،
لاأقلَّ
ولاأكثرَ!
<font color=red size=7 face="traditional arabic"><div align=justify
"محمود درويش، سرير الغريبة"
لا أقلَّ ولا أكثـــر
-
- بوح دائم
- مشاركات: 112
- اشترك في: 04-12-2001 01:10 PM
- اتصال:
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 59 زائراً