مرسل: 09-12-2001 02:40 PM
<DIV align=right><FONT size=4 color=crimson face=
ملاحظة:
هذه الرسالة كتبتها في وقتها عندما بثت الصورة الأولى لمقتل محمد الدرة
الرسالة:
<DIV align=justify><FONT size=5 color=darkblue face=
لقد امتلأتْ صَوامعُ الرَّحى وقطبُ الدائرةِ الواسعة بماء الغيظ وتَفتَّتِ النواة غضباً ، لم تعرفْ قبل موقفك- يا بطل اليوم- أي يدٍ بعد الأمس مَشْقَ الحسام، ولكني أرى قريبا ألف يدٍ تُزمْجِرُ السكون بيمين العزم ، وتكسرُ الصمتَ بتأملِ الحقيقة.
نعم تلك هي العاصفة التي كانت تُحَوْمِلُ من فجرٍ لم تُبْصِرهُ الأعين بعد، وشآبيبُ أرضٍ لم ترتخي من هزةٍ تُحركها صورتك الحية.
يا بطل اليوم، وريح الوعد الآتي بنصرٍ لا يراه سوى من تداخلت في كينونته ترانيم "الإسراء"، وتمتمت كلماتها متانةَ المحور- بتفكر ٍ إيماني، تسقيه التقوى- عِلمُ الموعد، وحقيقة الشرارة.
لن يجدي أقزام اليوم ومن يناصرهم وعي البصيرة.
عذراً...أخي الصغير ، كانت يدي ترتجفُ عندما رأيتك. فلم تجد يميني الحسام الذي تنتفض به، سوى ريشة أعياها طول الصبر ، ولكني أرى أيها البطل البريء، حساما يلمع تحت التراب، يحمل الثأرَ في لمعته، ورَنْمَة صوت رخيمةٍ مخزونٌ في روحها عشقٌ وهيام، عشق الثورة، وهيام الجهاد القديم، وسورة النصر تنتظر لتتفتح ورقاتها، ويتوهج نورها، وَيَعبق شَداها عبر الحدود المغلقة .
لك ألف ألف تحية.... لا أقولها وإنما أفعلها وأنتظر من يوصلها رسالة عبر المآذن " حي على الفلاح، حي على الجهاد". عندها ستجدُ يدي ما تمتشقه من حسامٍ صَمْصَامٍ، يُحطّمُ صَلِيله آذان الأقزام اليهود، من أعيوا الرسل وقتلوا الأنبياء. فأي رادعٍ ينبت في أحشائهم يمنعهم من قتل طفلٍ أعزل يختبئ خلف أبيه طلبا للنجدة.
أي أطفالٍ أنتم ، تحملون الحجر ويحمل عدوكم المدفع، بل قرأتم قول الله " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار* ومن يولهم يومئِذٍ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ".
أي يقينٍ تحملونه أيها الأبطال الصغار، النصر أم الشهادة، أم هما الصنوان.
يا خيالا من عَتَمَاتِ الليل يتحقق في وَضَحِ النهار.
يا أيتها الكلمة الخارجة من الدِّثارِ بأناملٍ شفافة...
لتَهَبَ لهذا العالم دوي، كدوي الرعد من الصواعق...
أنت - ومن معك- الصاعقة الدويَّة، ليجعلوا أصابعهم هم في آذنهم حَذَرَ الموت....
أنت الموت القادم من ذلك الصمت الجاثي...
أخي الشهيد وكل شهيد اختلط دمه برصاصةِ العدو أقول: اختلطت أمامي المشاهد، فمن صفحة دير ياسين وقانا وأنت وهم ومن تنتظرهم الحوادب لتحملهم باقات نزرعها فتحمل ثمرا ينع، بيارق مكتوب فيها " فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا".
وأخرى مرسوم عليها " وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ".
أي نأمةٍ حملتها صرختك، فتفجرت من جوف الصحراء ينابيع الثورة...
أي أبٍ هو أبوك الذي أكرمته السماء بكبش الرحمة..
أي رصاصة حملة في جوفها وحشية الحقد... واستخفاف الطفولة...
أي نطفة وأي ماء سقى تلك النطفة الهمجية اليهودية..
أي رواية حملتها أعين ( الكَاميِرَات ) ، متفق عليها..
ليت كان لي قِداحٌ من غَزارَة ، أرويك بها كأس الطمأنينة قبل الموت..
أدمتني صرخاتك وأنت هدف الرصاصة المدربة على قتل الأطفال والعُزَّل...
بل أنت في عينٍ القريرةِ من نعيم الجنة... جنة المأوى أدعوها لك...
يا انفتالَ الفُسحَة في ضيقِ العَيش...
يا سببا رسمته السماء في عين كل مسلم حالم..
يا ثورة البركان الخامد، منذ زمن النسيان، فاشتعل...
اقبلها مني- أيها البطل الصغير- كلمات عَبْرَ الأثير، يا حيا يُرْزَق...
أخوكَ: قصــي
ملاحظة:
هذه الرسالة كتبتها في وقتها عندما بثت الصورة الأولى لمقتل محمد الدرة
الرسالة:
<DIV align=justify><FONT size=5 color=darkblue face=
لقد امتلأتْ صَوامعُ الرَّحى وقطبُ الدائرةِ الواسعة بماء الغيظ وتَفتَّتِ النواة غضباً ، لم تعرفْ قبل موقفك- يا بطل اليوم- أي يدٍ بعد الأمس مَشْقَ الحسام، ولكني أرى قريبا ألف يدٍ تُزمْجِرُ السكون بيمين العزم ، وتكسرُ الصمتَ بتأملِ الحقيقة.
نعم تلك هي العاصفة التي كانت تُحَوْمِلُ من فجرٍ لم تُبْصِرهُ الأعين بعد، وشآبيبُ أرضٍ لم ترتخي من هزةٍ تُحركها صورتك الحية.
يا بطل اليوم، وريح الوعد الآتي بنصرٍ لا يراه سوى من تداخلت في كينونته ترانيم "الإسراء"، وتمتمت كلماتها متانةَ المحور- بتفكر ٍ إيماني، تسقيه التقوى- عِلمُ الموعد، وحقيقة الشرارة.
لن يجدي أقزام اليوم ومن يناصرهم وعي البصيرة.
عذراً...أخي الصغير ، كانت يدي ترتجفُ عندما رأيتك. فلم تجد يميني الحسام الذي تنتفض به، سوى ريشة أعياها طول الصبر ، ولكني أرى أيها البطل البريء، حساما يلمع تحت التراب، يحمل الثأرَ في لمعته، ورَنْمَة صوت رخيمةٍ مخزونٌ في روحها عشقٌ وهيام، عشق الثورة، وهيام الجهاد القديم، وسورة النصر تنتظر لتتفتح ورقاتها، ويتوهج نورها، وَيَعبق شَداها عبر الحدود المغلقة .
لك ألف ألف تحية.... لا أقولها وإنما أفعلها وأنتظر من يوصلها رسالة عبر المآذن " حي على الفلاح، حي على الجهاد". عندها ستجدُ يدي ما تمتشقه من حسامٍ صَمْصَامٍ، يُحطّمُ صَلِيله آذان الأقزام اليهود، من أعيوا الرسل وقتلوا الأنبياء. فأي رادعٍ ينبت في أحشائهم يمنعهم من قتل طفلٍ أعزل يختبئ خلف أبيه طلبا للنجدة.
أي أطفالٍ أنتم ، تحملون الحجر ويحمل عدوكم المدفع، بل قرأتم قول الله " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار* ومن يولهم يومئِذٍ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ".
أي يقينٍ تحملونه أيها الأبطال الصغار، النصر أم الشهادة، أم هما الصنوان.
يا خيالا من عَتَمَاتِ الليل يتحقق في وَضَحِ النهار.
يا أيتها الكلمة الخارجة من الدِّثارِ بأناملٍ شفافة...
لتَهَبَ لهذا العالم دوي، كدوي الرعد من الصواعق...
أنت - ومن معك- الصاعقة الدويَّة، ليجعلوا أصابعهم هم في آذنهم حَذَرَ الموت....
أنت الموت القادم من ذلك الصمت الجاثي...
أخي الشهيد وكل شهيد اختلط دمه برصاصةِ العدو أقول: اختلطت أمامي المشاهد، فمن صفحة دير ياسين وقانا وأنت وهم ومن تنتظرهم الحوادب لتحملهم باقات نزرعها فتحمل ثمرا ينع، بيارق مكتوب فيها " فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا".
وأخرى مرسوم عليها " وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ".
أي نأمةٍ حملتها صرختك، فتفجرت من جوف الصحراء ينابيع الثورة...
أي أبٍ هو أبوك الذي أكرمته السماء بكبش الرحمة..
أي رصاصة حملة في جوفها وحشية الحقد... واستخفاف الطفولة...
أي نطفة وأي ماء سقى تلك النطفة الهمجية اليهودية..
أي رواية حملتها أعين ( الكَاميِرَات ) ، متفق عليها..
ليت كان لي قِداحٌ من غَزارَة ، أرويك بها كأس الطمأنينة قبل الموت..
أدمتني صرخاتك وأنت هدف الرصاصة المدربة على قتل الأطفال والعُزَّل...
بل أنت في عينٍ القريرةِ من نعيم الجنة... جنة المأوى أدعوها لك...
يا انفتالَ الفُسحَة في ضيقِ العَيش...
يا سببا رسمته السماء في عين كل مسلم حالم..
يا ثورة البركان الخامد، منذ زمن النسيان، فاشتعل...
اقبلها مني- أيها البطل الصغير- كلمات عَبْرَ الأثير، يا حيا يُرْزَق...
أخوكَ: قصــي