نادي رشف المعاني الأدبي

أقلعت تدك الأرض من تحتها تهدر مزمجرة في الآفـــاق
كم من قلوب مكلومة فــيها دموعها دم اثـر الفـــراق
وقلوب من الفرحة نبضــها قرع طبول تتعالــى باشتياق
الكل مشغول بفكره عنــها وهي لعنان الجو في اختـراق

وهنا فوق أعالي السحب زارني طيفهــا الحنون المحب
حبيبتي لو تعلمون حورية سمراء تعشق النسـائم والطرب
تهوى الفراشات الربيعية تنظم الشعر بكلمــات من ذهب
تضفي علىالمساءات الليلكية أنوثة وعطرا زكيا جل من وهب

تتمايل الجمل نشـــوانة تتبعها جميع الأحرف والكلمـات
لا تعجبن من سكرها للتو من مبسمها الخمري هن خارجات
ولن أزيد في وصفها شيئا يكفيها أنها حورية الحــوريـات
عشقت كل مافيها بوله وكيف لا وهي جميلة الجميلات؟؟!!!

سألتني ذات يوم حبيبتي .. أن أمضي الربيع معها ..
بين أشجاره وأزهاره .. وخضره أوراقه .. وبهاء ألوانه ..
سألتني أن أمضي الربيع معها وحدنا ..
حتى تمطر السماء بأعزب قطرات تندي على أجسادنا فتسقي عطشنا
حتى تهب السماء علينا بنسمة خفيفة .. لتنعشنا ..
دعتني أن أقضي الربيع معها بين أحضان الطبيعة الخضراء ..
إنها تعلم أنني ..
لا أعيش بدون الربيع كالموج لا يعيش بدون شاطئ ..
كطائر النورس لا يعيش بدون أرض يحط عليها مهما طال هجره لها نعم ..
لا أعيش بدون الربيع لذا ألتقي ذات العيون الخضراء فأعيش الربيع في أحضان وجفونها .. فحين أشتاق للربيع ألتقي بها ..
لذا أغرب عني أيها الربيع ..
فهي تسقيني من شفاها أشهى شراب فأروي عطشي ..
فلا تمطري يا سماء..
هي تحضضنني بصدرها و بذراعيها تضمني فأدفأ .. فلا تشرقي يا شمس ..
تسدل علي جفونها لأشعر بالأمان .. فلم أعد أخافك يا ليل ..
فأنا أعيش في ربيع ليس له فصول تبدأ وتنتهي وتتوالى
أعيش ربيع ليس قبله خريف ولا شتاء ليس له تاريخ ولا ماضي ..
فربيع حبيبتي خالد ما خلدنا وخلد حبنا ..
فحين ألتقي بعيونها الخضراء .. أبخر فيهما .. وكأني مركب شراعي ..
حين ألتقي بهما .. أمتطي جفونها .. وكأنهما فرس عربي أصيل ..
حين ألقاهما .. أحلق في سمائهما .. وكأنني طائر بدون أجنحة ..
أرى فيهما جنة الله في الأرض ..
فلا خمر يسكر .. بل يسكرني ربيع عيناها ..
ولا طعن يُدمي .. بل يدميني حور عيناها ..
ولا شمس تحرق .. بل يحرقني بريق عيناها ..
هي ربيعي .. وفصولي الأربعة .