مرسل: 08-30-2001 04:44 PM
اعزائي اعضاء رشف المعاني الكرام .. هذه مشاركتي الاولى معكم في هذا النادي الرائع .. اتمنى ان تحوز على اعجابكم .. واتمنى منكم جميعا ان تعطوني رأيكم فيما كتبت .. ولكم جزيل الشكر
...............................................
الآن أطلق لكلماتي العنان .. تتحرك عواطفي وتخرج من صمتها الطويل ورقادها المحموم .. الآن اترك نفسي تسيل حبرا على ورق .. لأنفس عن كربتي واجمع أشلاء كبرياء مجروحة من فرط التعب والانتظار .. اعترف بعجزي لحظة دفنت عواطفي وتركت الوحدة تمتص عناصر جسدي .. لحظة ضاعت أفكاري وسط خراب المشاعر .. ووسط العمر الراقص على شفرة الجنون والغضب .
قد كنت اركض إلى الذاكرة .. اقتحم صورها حيث تصبح الأيام الحلوة خيالات تختبئ في أحضانها اللحظات الجنونية .
قطعت على نفسي عهدا ألا تهزمني الذاكرة .. وتكون اللحظة محور إنسانيتي وحقيقة وجودي .. وضعت كل دموعي وأعصابي وتنهداتي في رحم الذكراة لأكون انسانة أخرى وتكون إطلالتي على العالم متوجة ببريق الصدق الذي لا يخبو .
تبدأ إنسانيتي حين استيقظ .. أتطلع في الصبح .. انظر في وجه الحياة .. فتنمو معي أفكاري وعواطفي .. واكتشف علاقات تمر كالحلم ، كاليقظة ، كالانفجار .. أنقب فيها عن جمال الروح ووجه الأرض الفتية .. انزع عن وجهي قناع السعادة المزيفة .. ارتمي في أحضان الذاكرة بكل عفويتي وبساطتي .. أمارس الطفلة النائمة في أعماقي .. و أعود إلى الذاكرة في فراغ اللحظات .. اغرق شوقي في صداها ، واكتب عن صدقي ، استمراريتي ، وعفويتي ، مجرد كلمات اطبع في أحرفها ما تمليه الذاكرة ، حتى جاءت تلك اللحظة التي خلفتني فيها الحياة حزن خوف مرتعد ..كلما شعرت بلهيبه يصفع أضلعي ، أتحسس وجه الشمس ، واوجه نظرتي للأفق البعيد .
فكم ذا هربت من لهاث أعناق فارغة تتمطى لتصل إلي .. لا تعرف معنى الحب .. معنى الاندفاع نحو كتلة مفعمة بالمشاعر والأفكار والأحاسيس .. وصوت الزمن الصعب يخترق مسامعي بمشاكله وأحداثه وتقلباته .. تختلط في مسامعي لتضرم نيران الهوس والقلق والضياع .
ما زلت اركض حيث يتبعني جرحي .. تدق طبوله معلنة الوصول إلى عالم من الوجوه الثائرة الشاردة المختنقة .
الآن فقط تثور في وجهي أحزان الماضي .. انحني من تعب الهم .. ألف و أدور بحثا عن شيء ٍ يشدني ويبهرني . أفتش عن مصير كياني ، عن إنسان يقاسمني أيامي ، وعن بقايا عمرٍ ضائع ، ابحث عن جوهرٍ اندثر ، عن حبٍ وصدق كان يملأ قلوب البشر فالحب الإنساني في حرب والقلب مهزوم ، والعقل عاجزٌ عن استيعاب قيمة كل ما يجري حوله .. والفشل اليوم لست وحدي المسؤولة عنه ، لأنه اصبح مأساةً يعيشها الكثيرون غيري .. ووسط كل الأشياء العصيبة الموجودة في عالمي أحاول أن ارسم المستقبل الخفي .. أن ابني من صروح الواقع قصورا معرضة دائما لان تهزها أعاصير الرياح وعواصف الزمن الغاضبة .. والحياة وحدها اكبر من همي .. ومن عجزي .. ومن دهشتي .. والإنسان في زماني عاجزٌ عن الحراك .. عاجزٌ عن الهروب من عتمة أفكاره .. لا يملك أن يحافظ على شيءٍ في يده .. لا يملك أن يطوي جراحاته .. ولا يملك حتى حق استراحة البكاء .
ففي وقتٍ مضى التقينا .. التقت أفكارنا .. أحلامنا .. ومداركنا .. حملّنا أنفسنا حبا لم نعرف معناه أبدا .. فسرنا في غفلة منا في طريق مسدود تحفه الأشواك والعقبات ..التقينا وكلٌ منا يحمل في ذهنه صورة لغدٍ مشرق مفروشٌ بالورود والأماني الجميلة .. واكتفينا عند اللقاء بالحديث الفارغ عن مشاعر ليست لها معالم .. وأماني ليس لها مستقبل .. اكتفينا بابتسامة رضى .. وبنظرة أمل تطل من عينينا المركزتين على حافة الطريق .. لم نرَ الأشواك تملأ جنبات الأيام لتحيل الأمل الحلو في أعيننا إلى سراب .
ثم ماذا ؟! اصطدمنا بواقعٍ يقتل الحب .. يبدد الحلم .. ونحن لم نفرغ بعد من إخراج ما بداخلنا إلى الوجود .. صحونا على حقيقة أن ما بيننا ما كان لينمو .. ما كان ليستمر وسط كل اضطراباتنا وخلجاتنا .. فضعفنا نحن البشر أننا نصدق الوهم ، ونحيله إلى حقيقة نعرف أنها لا توجد إلا في خيالنا نحن فقط .
فعبثٌ ما كان بيننا .. وعبثٌ كانت أحلامنا .. فلقاؤنا فرضته ظروفنا .. فرضته رغبتنا العميقة في الإفصاح عن المشاعر التي نختزنها .
لقد تمزقت أمانينا .. تاهت عواطفنا .. وماتت وعودنا .. و أدار كل منا ظهره باحثا عن ذاته .. وعن كيانه بعيدا عن وهمٍ اسمه الحب .
آه .. ما أقسى الحياة .. مشيت معك وعدت دونك ، انطلقت حيث لا أراك ولا أستطيع اللحاق بك .. فتشت عنك في الأخضر واليابس .. في صور الحائط المعلقة .. وفي جرائد الصباح ...
أحببت تجربتك .. غلالة الحزن في عينيك و أحببت براءتك .. فخذلتني التجربة .. خيبت أملى فيك .. وجعلت لحظة صدقي معلقةً على باب منزلك خاليةً من كل وفاءٍ حملته إليك .
استحال وجودك إلى غموضٍ يلج في صدري كالطوفان .. وبقيت في دوامة غربتك أجوب دروب الحياة وحدي والليل ينفث خريفه في ظلمتي ، يلقي نسماته الباردة في أعضائي .. انزوي في كبريائي .. و ادواي احتضار لحظاتك ..فقد عرفتك صامت الحزن .. تسمو بآمالك وجراحك .. تلفها تحت غلال الكبرياء .
عبثتْ بك عذاباتك .. زخات قلبك وبكاء الماضي في عينيك .. فمشيت دوني ..تركت في وجهي لمحة أسف .. والحزن يزحف نحوي يلون أيامي .. ودخان اللحظات يكسو مكانك ولاشيء سوى الليل يضم الأحزان .. يجمع شتات آمالي المبعثرة .. والعمر لا يرحم والأرض ضيقة تتقلص فوق أرصفتها عواطفي .
مشيت معك وعدت دونك .. والوقت بدونك جحيم .. والمرآة التي عكست فرحتي انكسرت فانكسر معها قلبي و أسدل الزمان ستائر النسيان .. حيث أتجول في تخوم ماضيك الضائع واحكي عنك .
وجهت كلاما كثيرا إليك .. وما عدت ادري ما هو الحب الحقيقي .. كسرت كل شيء .. حتى الجراحات القديمة استفاقت موجات حقدٍ متأجج .. تعزف سمفونية الرحيل ، وتكتب قصيدة كآبة أبدية .. الفرحة ماتت .. ودفنت معها الدهشة والحنين .. وعلقت الحزن على جدار الصدق المتشقق .
تركتني أعاني جرحا مزمنا .. أتسلى بكل شيء .. واكره القلب الإنساني الذي يحدث كل هذا البؤس المرير .. ومع حرقة الفشل تصبح الحسرة لا صوت لها .. تفتح الطرقات الحزينة أبوابها أمام قطار الهروب .. والعمر يدور .. يترك طفلةً غافلةً تتساءل .. تحاور نفسها وتنتظر مرور من يعيد رحلة العمر إلى بدايتها .
لا أستطيع نسيان تلك اللحظات التي تلاحقت بها نبضات قلبك ودارت في حلقات صمتك .. تصرخ وسط سكونك .. تفتعل الشجار والضوضاء لأرحل عنك .. لأترك المكان شاغرا لإنسانة أخرى .
مشحونٌ صوتك بالشكوى والأنين والغضب في عينيك يجلدني .. يصفعني ، وعقلك الواعي يستحضر كل الشكوك والمخاوف .
تخترق أرجاء صمتي .. تنقر جرحي بأنامل ثورتك .. تنطق شفتاك بالخيبة والإذلال ..تحاول إبعادي عن مصيرك .. تحاول أن تدير ظهرك عن أيامي وأنا أمامك مكسورة القلب ، محطمة الوجدان .
لقد ضيعتني في زحام ضجرك وأفكارك .. رغم كل المسافات التي قربتها لأكون حيث أنت .
كم كانت هذه اللحظة قاسية .. تقطع في الأعماق .. تفتت الأعصاب .. كم كانت هذه اللحظة تمتص كل الصبر .. كل المشاعر .. توتر الخيال والأعصاب والوجدان .. جعلتني أحس بغربة في الزمان والمكان .
وبصرخة صامتة مكبوتة وبدمعة عالقة متحجرة يستبد القلق بها .. هذا المارد الذي يتسرب عندما تعجز المشاعر عن مقاومة اللحظة المميتة .. تمدد الصبر على روابي القلب المتألم حتى اصبح الرماد متيبسا في أنسجته ، يكتب الحزن بعدما انتهى كل شيء و أسقطت الأحداث كل شيء ..فكتبت له مجرد كلمات على ورق :
( كان لقائي بك اختياراً تمنته جوارحي وسنين الغربة التي سكنت أيامي .. كان اختياري لك أملاً يداعب خيالي .. وحلما تمنيت أن املك حقيقته بين يدي ، فمددت لهذا الاختيار يدي .. اوسدت له صدري وكل المشاعر الكامنة في نفسي .. وعشت معك كل المواسم والفصول .. فقد اخترتك بإرادتي .. و أسلمتك حياتي لتفعل بها ما تريد .. و أغمضت عيني عن كل عيوبك وتفاهاتك لتبقى في حياتي نغماً جميلاً .. ومعزوفةً تتغنى على أوتار قلبي .. خطوت إليك بآمالي وبصوت الحب الصارخ في أعماقي ..وفي كل خطوة يكبر الحلم .. يتولد الأمل وتنمو بداخلي أسمى المعاني و أنبل المشاعر .. هربت من جرح الزمن .. جعلت منك موطنا لألامي وجراحاتي .. ورسمت في محياك صورة الحاضر الندي لأروي ظمأ السنين الطويلة التي عشتها بدون حب و أعيد الدفء لقلبٍ مزقه الصقيع .. حددت مكاني بك وصنعت منك وحدك وطنا لي .. حدثتك عن أسراري .. عن نواياي .. وعن كل ما يقلق حياة بسيطة كحياتي ..وفجأة تركتني اندب حظي العاثر اندب شعورا صنعته ظنوني ورعته رغبتي في امتلاك قلب يقاسمني عمري .
تجربتي معك كانت أقسى تجربة عشتها .. مرت فأخذت معها اجمل الأوقات و أروع اللحظات .. ولم اعرف أبدا أنني قد اقترفت خطأً كبيراً باختياري هذا الذي أسقطني في بئر الندم .. قررت عني أني غير قادرة على الاحتفاظ بك .. وحولت مسار حياتي إلى فشل يكبل بقية عمري .. ففي ظل نشوتي وسعادتي تغيب وعودك .. يرحل شوقك ويحل الألم محل الفرحة الكبرى للقائك .. تتبدل أحوالك و أصحو على حقيقة خداعك ..و اجدني اقف خلف باب ذكرياتك أتحسر و أتألم .. فتصرخ أحشائي .. تتعذب اوصالي .. فترتد الصرخة إلى عمق أعماقي لتعلن أن الوقت فات وان العمر رحل وان موسم الحب قد فات أوان قطافه .. والصبوة اللعينة تجتاحني .. تحرك خلجاتي .. تجعلني ارشف الدمع على اختيار ضيعت فيه كياني كأنسانة لم تملك حق الاختيار .
وأدركت أخيرا رغم أني لم أرد ذلك .. أن كل حب في زماني كاذب .. وكل عطاء في غير موضعه سراب .
خزامى
...............................................
الآن أطلق لكلماتي العنان .. تتحرك عواطفي وتخرج من صمتها الطويل ورقادها المحموم .. الآن اترك نفسي تسيل حبرا على ورق .. لأنفس عن كربتي واجمع أشلاء كبرياء مجروحة من فرط التعب والانتظار .. اعترف بعجزي لحظة دفنت عواطفي وتركت الوحدة تمتص عناصر جسدي .. لحظة ضاعت أفكاري وسط خراب المشاعر .. ووسط العمر الراقص على شفرة الجنون والغضب .
قد كنت اركض إلى الذاكرة .. اقتحم صورها حيث تصبح الأيام الحلوة خيالات تختبئ في أحضانها اللحظات الجنونية .
قطعت على نفسي عهدا ألا تهزمني الذاكرة .. وتكون اللحظة محور إنسانيتي وحقيقة وجودي .. وضعت كل دموعي وأعصابي وتنهداتي في رحم الذكراة لأكون انسانة أخرى وتكون إطلالتي على العالم متوجة ببريق الصدق الذي لا يخبو .
تبدأ إنسانيتي حين استيقظ .. أتطلع في الصبح .. انظر في وجه الحياة .. فتنمو معي أفكاري وعواطفي .. واكتشف علاقات تمر كالحلم ، كاليقظة ، كالانفجار .. أنقب فيها عن جمال الروح ووجه الأرض الفتية .. انزع عن وجهي قناع السعادة المزيفة .. ارتمي في أحضان الذاكرة بكل عفويتي وبساطتي .. أمارس الطفلة النائمة في أعماقي .. و أعود إلى الذاكرة في فراغ اللحظات .. اغرق شوقي في صداها ، واكتب عن صدقي ، استمراريتي ، وعفويتي ، مجرد كلمات اطبع في أحرفها ما تمليه الذاكرة ، حتى جاءت تلك اللحظة التي خلفتني فيها الحياة حزن خوف مرتعد ..كلما شعرت بلهيبه يصفع أضلعي ، أتحسس وجه الشمس ، واوجه نظرتي للأفق البعيد .
فكم ذا هربت من لهاث أعناق فارغة تتمطى لتصل إلي .. لا تعرف معنى الحب .. معنى الاندفاع نحو كتلة مفعمة بالمشاعر والأفكار والأحاسيس .. وصوت الزمن الصعب يخترق مسامعي بمشاكله وأحداثه وتقلباته .. تختلط في مسامعي لتضرم نيران الهوس والقلق والضياع .
ما زلت اركض حيث يتبعني جرحي .. تدق طبوله معلنة الوصول إلى عالم من الوجوه الثائرة الشاردة المختنقة .
الآن فقط تثور في وجهي أحزان الماضي .. انحني من تعب الهم .. ألف و أدور بحثا عن شيء ٍ يشدني ويبهرني . أفتش عن مصير كياني ، عن إنسان يقاسمني أيامي ، وعن بقايا عمرٍ ضائع ، ابحث عن جوهرٍ اندثر ، عن حبٍ وصدق كان يملأ قلوب البشر فالحب الإنساني في حرب والقلب مهزوم ، والعقل عاجزٌ عن استيعاب قيمة كل ما يجري حوله .. والفشل اليوم لست وحدي المسؤولة عنه ، لأنه اصبح مأساةً يعيشها الكثيرون غيري .. ووسط كل الأشياء العصيبة الموجودة في عالمي أحاول أن ارسم المستقبل الخفي .. أن ابني من صروح الواقع قصورا معرضة دائما لان تهزها أعاصير الرياح وعواصف الزمن الغاضبة .. والحياة وحدها اكبر من همي .. ومن عجزي .. ومن دهشتي .. والإنسان في زماني عاجزٌ عن الحراك .. عاجزٌ عن الهروب من عتمة أفكاره .. لا يملك أن يحافظ على شيءٍ في يده .. لا يملك أن يطوي جراحاته .. ولا يملك حتى حق استراحة البكاء .
ففي وقتٍ مضى التقينا .. التقت أفكارنا .. أحلامنا .. ومداركنا .. حملّنا أنفسنا حبا لم نعرف معناه أبدا .. فسرنا في غفلة منا في طريق مسدود تحفه الأشواك والعقبات ..التقينا وكلٌ منا يحمل في ذهنه صورة لغدٍ مشرق مفروشٌ بالورود والأماني الجميلة .. واكتفينا عند اللقاء بالحديث الفارغ عن مشاعر ليست لها معالم .. وأماني ليس لها مستقبل .. اكتفينا بابتسامة رضى .. وبنظرة أمل تطل من عينينا المركزتين على حافة الطريق .. لم نرَ الأشواك تملأ جنبات الأيام لتحيل الأمل الحلو في أعيننا إلى سراب .
ثم ماذا ؟! اصطدمنا بواقعٍ يقتل الحب .. يبدد الحلم .. ونحن لم نفرغ بعد من إخراج ما بداخلنا إلى الوجود .. صحونا على حقيقة أن ما بيننا ما كان لينمو .. ما كان ليستمر وسط كل اضطراباتنا وخلجاتنا .. فضعفنا نحن البشر أننا نصدق الوهم ، ونحيله إلى حقيقة نعرف أنها لا توجد إلا في خيالنا نحن فقط .
فعبثٌ ما كان بيننا .. وعبثٌ كانت أحلامنا .. فلقاؤنا فرضته ظروفنا .. فرضته رغبتنا العميقة في الإفصاح عن المشاعر التي نختزنها .
لقد تمزقت أمانينا .. تاهت عواطفنا .. وماتت وعودنا .. و أدار كل منا ظهره باحثا عن ذاته .. وعن كيانه بعيدا عن وهمٍ اسمه الحب .
آه .. ما أقسى الحياة .. مشيت معك وعدت دونك ، انطلقت حيث لا أراك ولا أستطيع اللحاق بك .. فتشت عنك في الأخضر واليابس .. في صور الحائط المعلقة .. وفي جرائد الصباح ...
أحببت تجربتك .. غلالة الحزن في عينيك و أحببت براءتك .. فخذلتني التجربة .. خيبت أملى فيك .. وجعلت لحظة صدقي معلقةً على باب منزلك خاليةً من كل وفاءٍ حملته إليك .
استحال وجودك إلى غموضٍ يلج في صدري كالطوفان .. وبقيت في دوامة غربتك أجوب دروب الحياة وحدي والليل ينفث خريفه في ظلمتي ، يلقي نسماته الباردة في أعضائي .. انزوي في كبريائي .. و ادواي احتضار لحظاتك ..فقد عرفتك صامت الحزن .. تسمو بآمالك وجراحك .. تلفها تحت غلال الكبرياء .
عبثتْ بك عذاباتك .. زخات قلبك وبكاء الماضي في عينيك .. فمشيت دوني ..تركت في وجهي لمحة أسف .. والحزن يزحف نحوي يلون أيامي .. ودخان اللحظات يكسو مكانك ولاشيء سوى الليل يضم الأحزان .. يجمع شتات آمالي المبعثرة .. والعمر لا يرحم والأرض ضيقة تتقلص فوق أرصفتها عواطفي .
مشيت معك وعدت دونك .. والوقت بدونك جحيم .. والمرآة التي عكست فرحتي انكسرت فانكسر معها قلبي و أسدل الزمان ستائر النسيان .. حيث أتجول في تخوم ماضيك الضائع واحكي عنك .
وجهت كلاما كثيرا إليك .. وما عدت ادري ما هو الحب الحقيقي .. كسرت كل شيء .. حتى الجراحات القديمة استفاقت موجات حقدٍ متأجج .. تعزف سمفونية الرحيل ، وتكتب قصيدة كآبة أبدية .. الفرحة ماتت .. ودفنت معها الدهشة والحنين .. وعلقت الحزن على جدار الصدق المتشقق .
تركتني أعاني جرحا مزمنا .. أتسلى بكل شيء .. واكره القلب الإنساني الذي يحدث كل هذا البؤس المرير .. ومع حرقة الفشل تصبح الحسرة لا صوت لها .. تفتح الطرقات الحزينة أبوابها أمام قطار الهروب .. والعمر يدور .. يترك طفلةً غافلةً تتساءل .. تحاور نفسها وتنتظر مرور من يعيد رحلة العمر إلى بدايتها .
لا أستطيع نسيان تلك اللحظات التي تلاحقت بها نبضات قلبك ودارت في حلقات صمتك .. تصرخ وسط سكونك .. تفتعل الشجار والضوضاء لأرحل عنك .. لأترك المكان شاغرا لإنسانة أخرى .
مشحونٌ صوتك بالشكوى والأنين والغضب في عينيك يجلدني .. يصفعني ، وعقلك الواعي يستحضر كل الشكوك والمخاوف .
تخترق أرجاء صمتي .. تنقر جرحي بأنامل ثورتك .. تنطق شفتاك بالخيبة والإذلال ..تحاول إبعادي عن مصيرك .. تحاول أن تدير ظهرك عن أيامي وأنا أمامك مكسورة القلب ، محطمة الوجدان .
لقد ضيعتني في زحام ضجرك وأفكارك .. رغم كل المسافات التي قربتها لأكون حيث أنت .
كم كانت هذه اللحظة قاسية .. تقطع في الأعماق .. تفتت الأعصاب .. كم كانت هذه اللحظة تمتص كل الصبر .. كل المشاعر .. توتر الخيال والأعصاب والوجدان .. جعلتني أحس بغربة في الزمان والمكان .
وبصرخة صامتة مكبوتة وبدمعة عالقة متحجرة يستبد القلق بها .. هذا المارد الذي يتسرب عندما تعجز المشاعر عن مقاومة اللحظة المميتة .. تمدد الصبر على روابي القلب المتألم حتى اصبح الرماد متيبسا في أنسجته ، يكتب الحزن بعدما انتهى كل شيء و أسقطت الأحداث كل شيء ..فكتبت له مجرد كلمات على ورق :
( كان لقائي بك اختياراً تمنته جوارحي وسنين الغربة التي سكنت أيامي .. كان اختياري لك أملاً يداعب خيالي .. وحلما تمنيت أن املك حقيقته بين يدي ، فمددت لهذا الاختيار يدي .. اوسدت له صدري وكل المشاعر الكامنة في نفسي .. وعشت معك كل المواسم والفصول .. فقد اخترتك بإرادتي .. و أسلمتك حياتي لتفعل بها ما تريد .. و أغمضت عيني عن كل عيوبك وتفاهاتك لتبقى في حياتي نغماً جميلاً .. ومعزوفةً تتغنى على أوتار قلبي .. خطوت إليك بآمالي وبصوت الحب الصارخ في أعماقي ..وفي كل خطوة يكبر الحلم .. يتولد الأمل وتنمو بداخلي أسمى المعاني و أنبل المشاعر .. هربت من جرح الزمن .. جعلت منك موطنا لألامي وجراحاتي .. ورسمت في محياك صورة الحاضر الندي لأروي ظمأ السنين الطويلة التي عشتها بدون حب و أعيد الدفء لقلبٍ مزقه الصقيع .. حددت مكاني بك وصنعت منك وحدك وطنا لي .. حدثتك عن أسراري .. عن نواياي .. وعن كل ما يقلق حياة بسيطة كحياتي ..وفجأة تركتني اندب حظي العاثر اندب شعورا صنعته ظنوني ورعته رغبتي في امتلاك قلب يقاسمني عمري .
تجربتي معك كانت أقسى تجربة عشتها .. مرت فأخذت معها اجمل الأوقات و أروع اللحظات .. ولم اعرف أبدا أنني قد اقترفت خطأً كبيراً باختياري هذا الذي أسقطني في بئر الندم .. قررت عني أني غير قادرة على الاحتفاظ بك .. وحولت مسار حياتي إلى فشل يكبل بقية عمري .. ففي ظل نشوتي وسعادتي تغيب وعودك .. يرحل شوقك ويحل الألم محل الفرحة الكبرى للقائك .. تتبدل أحوالك و أصحو على حقيقة خداعك ..و اجدني اقف خلف باب ذكرياتك أتحسر و أتألم .. فتصرخ أحشائي .. تتعذب اوصالي .. فترتد الصرخة إلى عمق أعماقي لتعلن أن الوقت فات وان العمر رحل وان موسم الحب قد فات أوان قطافه .. والصبوة اللعينة تجتاحني .. تحرك خلجاتي .. تجعلني ارشف الدمع على اختيار ضيعت فيه كياني كأنسانة لم تملك حق الاختيار .
وأدركت أخيرا رغم أني لم أرد ذلك .. أن كل حب في زماني كاذب .. وكل عطاء في غير موضعه سراب .
خزامى