مرسل: 08-26-2001 09:38 AM
<font size=6 color=red>
عــزفٌ منفرد
<font size=5 color=blue>
لو عدتُ يوماً إلى ما كانَ ، هل أجدُ الشيء الذي كانَ والشيء الذي سيكون؟
العزف منفردٌ ..العزفُ منفردْ
من ألفِ أغنيةٍ حاولتُ أن أُولَدْ بين الرماد وبين البحر.
لم أجدِ الأمَّ التي كانتِ الأمُّ التي تلـدْ..
والبـــحرُ يبتعدْ ..
والعزف منفردُ
صدَّقتُ روحي لما قالت التصق بالحائط الساقطِ، واستسلمت للشبقْ
ولو كتبتُ على الصفصاف نوع دمي ، لجاءتْ الريحُ عكسَ الريحِ في ورقْ،
الصفـصافُ والصفـصافُ يَـتقدْ..
ْوالعزفُ منفردْ
لو عدت يوماً إلى ما كان لن أجدا ، غيرَ الذي لم أجدهُ عندما كنتُ
ياليتني شجرٌ كي أستعيدَ مدى الراوي. وأسند أفقي حيثما مِلْتُ
وليتني شجرٌ لا يستطيلُ سدىً..
صَدَّقتُ حلمي؟ لا. صدقت ما يَـِردُ ، والعزف منفردْ
<font size=5 color=marron>
بحـرٌ أمامي،
والجدرانُ ترجمني ،
دع عنك نفسك واسلم أيها الولد
البحرُ أصغرُ مني كيف يحملني؟
والبحرُ أكبر مني كيف أحمله؟
ضاقت بي اللغة، استسلمت للسفن، وغصَّ بالقلبِ حين امتصه الزبدْ
بحـرٌ عليَّ... وفيَّ الأبيض- الأبدُ ، والعزف منفردْ
<font size=5 color=red>
بُعدُ البعيدِ بعيدٌ كلما ابتعدا ،
صارَ البعيدُ قريباً من خطوط يدي
أحسه وأراهُ واحداً أحدا ،
على هواءٍ له إيقاعُ أغنيتي
أكلما اتسعت خطواتنا
وَقَعَتْ سماؤنا فوقنا واستجمعت بددا؟
<font size=5 color=green>
لو عدت يوماً إلى ما كانَ من بلدِ الزيتون، صحتُ: تباطأ أيها البلدُ
والعزف منفردُ
<font size=5 color=blue>
لو عدت يوماً إلى مكانٍ ، فلن أجدَ الحب الذي كانَ
والحبَّ الذي سيكونُ ،
من ألفِ زنبقةٍ ، حاولت أن أعدَ القـــلبَ القـــــديمَ
<font size=5 color=red>
بقــلبٍ توأمٍ، وجنــونِ حبيبةٍ ،
با امتثال الروحِ للجسدِ ،
يا نهايةَ ما لا ينتهي أبدا
<font size=5 color=marron>
قَطّعتِ شريانَ موجي يا ابـنة الزّبــدِ
قطّعتِ صوتي عن تاريخ أغنيتي ،
وددتُ لو أجد الإيقاع ، لو أجدُ..
والعزف منفردُ
<font size=5 color=blue>
قلتُ: الوداع لمـّا يأتي ولا يصلُ
ورحتُ أبحثُ عما غابَ من قمري
دع عنك موتك، وارحل أيها الرجلُ
ِوارحل وهاجر وسافر داخل السفرِ
ليس المكانُ مكاناً حين تفقدهُ،
ليس المكانُ مكاناً حين تُنشدهُ
وكلما حـطَّ دوري على حـجرٍ
بحـثت للقلبِ عن حواءَ ترشدهُ
<font size=6 color=blue>
وكلمّا مالَ غصنٌ صحتُ: كم عـــدد الهجرات؟
كم عـــــددُ الأمــوات يا عــــــددُ
<font size=5 color=red>
والعزف منفردُ
<font size=5 color=blue
وعابرٌ في بلاد الناس، لا ذكرى
تركتُ فيها ولا ذكرى حملتُ لها
كأنني لم أكن فيها ولم أرها
خرجتُ أدخل أسمائي، فبعثرها
النسيان، وانقسمت نفسي لتشهرها
أمر بالشيء كاللاشيء... لا أجدُ الشيء الذي يوجدْ
من ألف أغنية ٍ حاولت أن أولدْ
لو عدتُ يوماً إلى نفسي فهل أجدُ النفس التي كانت؟
يا ليتني ولدُ، يا ليتني ولـدْ
<font size=5 color=marron>
والعزف منفردْ
<font size=6 color=red>
محمود درويش
عــزفٌ منفرد
<font size=5 color=blue>
لو عدتُ يوماً إلى ما كانَ ، هل أجدُ الشيء الذي كانَ والشيء الذي سيكون؟
العزف منفردٌ ..العزفُ منفردْ
من ألفِ أغنيةٍ حاولتُ أن أُولَدْ بين الرماد وبين البحر.
لم أجدِ الأمَّ التي كانتِ الأمُّ التي تلـدْ..
والبـــحرُ يبتعدْ ..
والعزف منفردُ
صدَّقتُ روحي لما قالت التصق بالحائط الساقطِ، واستسلمت للشبقْ
ولو كتبتُ على الصفصاف نوع دمي ، لجاءتْ الريحُ عكسَ الريحِ في ورقْ،
الصفـصافُ والصفـصافُ يَـتقدْ..
ْوالعزفُ منفردْ
لو عدت يوماً إلى ما كان لن أجدا ، غيرَ الذي لم أجدهُ عندما كنتُ
ياليتني شجرٌ كي أستعيدَ مدى الراوي. وأسند أفقي حيثما مِلْتُ
وليتني شجرٌ لا يستطيلُ سدىً..
صَدَّقتُ حلمي؟ لا. صدقت ما يَـِردُ ، والعزف منفردْ
<font size=5 color=marron>
بحـرٌ أمامي،
والجدرانُ ترجمني ،
دع عنك نفسك واسلم أيها الولد
البحرُ أصغرُ مني كيف يحملني؟
والبحرُ أكبر مني كيف أحمله؟
ضاقت بي اللغة، استسلمت للسفن، وغصَّ بالقلبِ حين امتصه الزبدْ
بحـرٌ عليَّ... وفيَّ الأبيض- الأبدُ ، والعزف منفردْ
<font size=5 color=red>
بُعدُ البعيدِ بعيدٌ كلما ابتعدا ،
صارَ البعيدُ قريباً من خطوط يدي
أحسه وأراهُ واحداً أحدا ،
على هواءٍ له إيقاعُ أغنيتي
أكلما اتسعت خطواتنا
وَقَعَتْ سماؤنا فوقنا واستجمعت بددا؟
<font size=5 color=green>
لو عدت يوماً إلى ما كانَ من بلدِ الزيتون، صحتُ: تباطأ أيها البلدُ
والعزف منفردُ
<font size=5 color=blue>
لو عدت يوماً إلى مكانٍ ، فلن أجدَ الحب الذي كانَ
والحبَّ الذي سيكونُ ،
من ألفِ زنبقةٍ ، حاولت أن أعدَ القـــلبَ القـــــديمَ
<font size=5 color=red>
بقــلبٍ توأمٍ، وجنــونِ حبيبةٍ ،
با امتثال الروحِ للجسدِ ،
يا نهايةَ ما لا ينتهي أبدا
<font size=5 color=marron>
قَطّعتِ شريانَ موجي يا ابـنة الزّبــدِ
قطّعتِ صوتي عن تاريخ أغنيتي ،
وددتُ لو أجد الإيقاع ، لو أجدُ..
والعزف منفردُ
<font size=5 color=blue>
قلتُ: الوداع لمـّا يأتي ولا يصلُ
ورحتُ أبحثُ عما غابَ من قمري
دع عنك موتك، وارحل أيها الرجلُ
ِوارحل وهاجر وسافر داخل السفرِ
ليس المكانُ مكاناً حين تفقدهُ،
ليس المكانُ مكاناً حين تُنشدهُ
وكلما حـطَّ دوري على حـجرٍ
بحـثت للقلبِ عن حواءَ ترشدهُ
<font size=6 color=blue>
وكلمّا مالَ غصنٌ صحتُ: كم عـــدد الهجرات؟
كم عـــــددُ الأمــوات يا عــــــددُ
<font size=5 color=red>
والعزف منفردُ
<font size=5 color=blue
وعابرٌ في بلاد الناس، لا ذكرى
تركتُ فيها ولا ذكرى حملتُ لها
كأنني لم أكن فيها ولم أرها
خرجتُ أدخل أسمائي، فبعثرها
النسيان، وانقسمت نفسي لتشهرها
أمر بالشيء كاللاشيء... لا أجدُ الشيء الذي يوجدْ
من ألف أغنية ٍ حاولت أن أولدْ
لو عدتُ يوماً إلى نفسي فهل أجدُ النفس التي كانت؟
يا ليتني ولدُ، يا ليتني ولـدْ
<font size=5 color=marron>
والعزف منفردْ
<font size=6 color=red>
محمود درويش