نادي رشف المعاني الأدبي

مرسل: **08-11-2001 12:58 PM**

مختارات من موضوع (مقابلة صحفيّة مع المتنبي) من كتاب(في رأيي المتواضع) للأستاذ "غازي القصيبي" :-


*سيدي أبا الطَّيّب.من أنت؟

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
و أسمعت كلماتي من به صممُ


*من هو أبوك؟

ما بقومي شرفتُ بل شرفوا بي
و بنفسي فخرتُ لا بجدودي


*هل صحيح أن أباك كان أحد أشراف العلويين؟

إذا لم تكن نفس النسيب كأصله
فماذا الذي تغني كرام المناصبِ


*أعذرني ! هذا سؤال محرج! ماذا عن ادّعاء النّبوّة؟

إنّ الكذّاب الذي أكاد بهِ
أهوَنُ عندي من الذي نقله


*لماذا لفّقوا عنك هذه الرّواية؟

أنا في أمّةٍ تداركها الله
غريبٌ كصالحٍ في ثمودِ


*أبا محسد! لماذا كنت تطمع في الولاية؟

فلا مجد في الدّنيا لمن قلّ ماله
و لا مال في الدنيا لمن قلَّ مجده!


*و ماذا بعد المال و المجد؟

أريد من زمني ذا يبلّغني
ما ليس يبلغه من نفسه الزّمنُ!


*و لكنّك لم تحقق ما تريد، لماذا؟

أتى الزمان بنوه في شبيبته
فسرّهم،و أتيناه على الهرمِ


* يقولون –المعذرة سيدي- انك لم تبدع في شعر الغزل؟

و ما حاجة الإظعان حولك في الدجى
إلى قمر..ما واجد لك عادمه


*هذا بيت واحد!

حلْت دون المزار فاليوم لو جئت
لحال النحول دون العناق!


*من يعجبك من الشعراء العرب المعاصرين؟

و دَعْ كلّ صوتٍ فإنني
أنا الطائر المحكيّ و الآخر الصدى


*ألا يعجبك أحد على الإطلاق؟!

و لاتبال بشعر بعد شاعره
قد أفسد القول حتى أحمد الصمم!


*و ماذا عن أحمد شوقي؟

أجزني إذا أنشدت شعراً فإنما
بشعري أتاك المادحون مردّدا


* و نزار قبّاني؟

مالذي تدار عنده المنايا
كالذي تدار عنده الشمول!


*ننتقل الآن إلى السياسة..ما رأيك في الأوضاع العربيّة؟

بكلّ أرض وطأتها أممٌ
ترعى بعبد كأنها غنم!


*ما هو سبب هذا التخلّف؟

أسيرها بين أصنام أشاهدها
و لا أشاهد فيها عفة الصنم


*و ما المخرج؟

و انما الناس بالملوك..و ما
تصلح عربٌ ملوكها عجمُ


*ما رأيك في اتفاقات كامب ديفيد؟

يرى الجبناء أن العقل جبن
و تلك خديعة الطبع اللئيم


*ألست سعيداً بعودة سيناء للعروبة؟

ذلّ من يغبط الذليل بعيش
ربّ عيش أخفّ منه الحمام!


*و لكن ألا ترى أن الاتفاقية حقّقت بعض المكاسب؟

من أطاق التماس شئ غلابا
و اغتصابا..لم يلتمسه سؤالا


*و مستقبل الضفة الغربية؟

من يهُنْ يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميّت إيلام!

مرسل: **08-11-2001 01:11 PM**

<DIV align=right><FONT size=4 color=Purple face=

إختيار موفق ورائع يا د.نون:

وهنيئا لنا القصيبي شاعرا عربيا..وأقل مايقال عنه أنه الكل في واحد...

فهذا اللقاء الصحفي بين اليوم والأمس قد مزج التاريخ بالشعر..والحسرة بالهزل...
لقاء فنان صاغه فنان..

اشكرك مجددا وقد شوقتني لإقتناء ذلك الكتاب.

تحياتي

مرسل: **08-11-2001 01:31 PM**

جميل هذا الاختيار..عيبه أنه مثل أي مقابلة صحفية عربية، يفرض الصحفي، وهو هنا غازي القصيبي، وجهة نظره على المتنبي....لماذا لما يسأل المتنبي عن شعراء غير شوقي ونزار.. لماذا لم يسأله عن أمه وقد سأله عن أبيه..أجد أنه كان يمكن اختيار أبيات أجمل وأكثر روعة كإجابات على بعض الأسئلة..النقطة الأهم هي أن الصحفي يود أن يؤكد مقولة عدم إبداع المتنبي في شعر الغزل.. وهذه مبالغة، فللمتنبي في الغزل والنسيب أبيات لاتقل روعة عن بقية شعره..ولو لم يقل إلا:

وعذلت أهل العشق حتى ذقته
فعجبت كيف يموت من لا يعشق

لكفاه..ناهيك عن أبيات أخرى..أما البيت الذي اختاره ردا على رأيه عن أحمد شوقي ففيه غمط لشوقي..الذي يعد هرما لا يقل علوا عن المتنبي...كما أنه غمط نزار في الإشارة إلى شعره الغزلي ومجونه..متناسيا شعره السياسي.

مرسل: **08-11-2001 02:46 PM**

عزيزتي الجوهرة..
أشكر لكِ كلماتكِ الطّيّبة و الّتي شجّعتني لنقل المزيد من مواضيع هذا الكتاب القيّم إلى المنتدى بعد أن كنت متردّدةً في ذلك (بل إنني كنت أنوي الحديث عنه في زاوية "من مكتبتي" التي ابتدأها أستاذنا الفاضل الأخ "مجدي" و دعانا لإكمالها، و لكنني تراجعتُ في ذلك) و السّببُ يعود إلى أنَّ هذا الكتابَ قديمٌ جِدّاً فاعتقدتُ أنّ الجميع هنا لا بدّ و أن قرؤوه يوماً، فقد تمّت طباعته عام 1983 م الموافق 1404 هـ !

و شكراً مرّةً أخرى يا أختي العزيزة


أستاذنا القدير د.زاهر..
كم كانت سعادتي كبيرة بتكرّمكم للتّعليق على مساهمتي.
و بالنسبة لفحوى التّعليق..فاسمح لي يا أستاذي القدير أن أقول بأنني أخالفكم الرّأي في اعتقادكم أنَّ الأستاذ غازي القصيبي كان يحاول تأكيد فكرة أن المتنبّي لم يبدع في شعر الغزل..فأنا أرى العكسَ تماماً..حيث أنَّ ذِكر الكاتب لبعض الأبيات الغزليّة للمتنبّي إنّما هو محاولة منه لتسليط الضوء على حقيقة أن المتنبّي قد خاض هذا الغرض الشعري على عكس ما يعتقده معظم النّاس !
أمّا بقيّة ما انتقدتم به هذه المقابلة الصّحفيّة فإنني أشارككم الرّأي فيه تماماً! و كلّي أملٌ أن يتفضّل أستاذنا القدير "زهرور" بدعمِ وجهة نظره بتكملةٍ لهذا اللقاء الصّحفيّ يجودُ بها علينا .
و شكراً جزيلاً يا أستاذنا الفاضل


بالمناسبة أستاذنا الفاضل..
كنتُ أودّ السّؤال عن قائل البيتين الواردين في توقيعكم
و شكراً

نادي رشف المعاني الأدبي

مقابلة صحفية مع المتنبّي (1)

حوار للحفظ لاللقراءة فقط....