شاعر الشهر (ابن معتوق )
من بحر الخفيف
<font size=5 color=black>
بروحي عارضاً كالشّذرِ حسناً
على ياقوتِ خدٍّ كاللّهيبِ
وحقّكَ ما سعى في الخدِّ إلا
ليلقطَ نملهُ حبَّ القلوبِ
بروحي عارضاً كالشّذرِ حسناً
على ياقوتِ خدٍّ كاللّهيبِ
وحقّكَ ما سعى في الخدِّ إلا
ليلقطَ نملهُ حبَّ القلوبِ
من بحر الخفيف
<font size=5 color=black>
أيها المصقعُ المهذبُ طبعاً
وفتى يسحرُ العقولَ بيانهْ
والفصيحُ الذي إذا قال شعراً
خلته ينظمُ النجومَ لسانهْ
لكَ من جوهرِ الكلامِ نظامٌ
زانِ ما بين درهِ مرجانهْ
ومعانِ مثل اليواقيتِ أضحى اللفظُ
فيها مرصعاً عقيانهْ
عقده في نحورِ حورِ القوافي
وعلى معصم البلاغةِ حانهْ
هو للشاربينَ روحٌ وراحٌ
بلْ وروضٌ زها بهِ ريحانهْ
لو رأى ما نبيتِ عنهُ ابن عادٍ
جلَّ في عينيهِ وهانتْ جنانهْ
أو ليعقوبَ منهُ جاؤوا بشيْ
ذهبتْ عنْ فؤادهِ أحزانهْ
يا بديعاً فاقَ الورى وأديباً
رقَّ طبعاً وراقَ فيهِ زمانهْ
أنتَ أتحفتني بأبلغِ مدحٍ
جلَّ قدراً وفي فؤادي مكانهْ
درُّ ألفاظهِ على الدرّ يزري
بل وتزري على الشموسِ حسانهْ
منهٌ منهُ كالأمانةِ عندي القدرُ
منها ثقيلهُ أوزانهْ
أيها المصقعُ المهذبُ طبعاً
وفتى يسحرُ العقولَ بيانهْ
والفصيحُ الذي إذا قال شعراً
خلته ينظمُ النجومَ لسانهْ
لكَ من جوهرِ الكلامِ نظامٌ
زانِ ما بين درهِ مرجانهْ
ومعانِ مثل اليواقيتِ أضحى اللفظُ
فيها مرصعاً عقيانهْ
عقده في نحورِ حورِ القوافي
وعلى معصم البلاغةِ حانهْ
هو للشاربينَ روحٌ وراحٌ
بلْ وروضٌ زها بهِ ريحانهْ
لو رأى ما نبيتِ عنهُ ابن عادٍ
جلَّ في عينيهِ وهانتْ جنانهْ
أو ليعقوبَ منهُ جاؤوا بشيْ
ذهبتْ عنْ فؤادهِ أحزانهْ
يا بديعاً فاقَ الورى وأديباً
رقَّ طبعاً وراقَ فيهِ زمانهْ
أنتَ أتحفتني بأبلغِ مدحٍ
جلَّ قدراً وفي فؤادي مكانهْ
درُّ ألفاظهِ على الدرّ يزري
بل وتزري على الشموسِ حسانهْ
منهٌ منهُ كالأمانةِ عندي القدرُ
منها ثقيلهُ أوزانهْ
من بحر الخفيف
<font size=5 color=black>
قلتُ إذا غابَ منيتي أينَ روحي
فسمعتُ الخطابَ منْ نحوِ قلبي
لنْ تراني ولستَ تدري مكاني
إنّما الرّوحُ أمرها عندَ ربّي
قلتُ إذا غابَ منيتي أينَ روحي
فسمعتُ الخطابَ منْ نحوِ قلبي
لنْ تراني ولستَ تدري مكاني
إنّما الرّوحُ أمرها عندَ ربّي
من بحر الوافر
<font size=5 color=black>
تلثم بالعقيقِ على الآلي
فغشَّى الفجر من شفق الجمالِ
وقنَّع بالدجى شمس المحيَّا
فبرقع بالضحى ليل القذال
وهزَّ قوامه فثنى قضيباً
إليه تنقَّلت دول العوالي
ودبَّ عذاره فسعت إلينا
أفاعي الموت في صور النمال
بدا فتقطعت مهج الغواني
وحاصت فيه أحداق الرجال
وختِّم بالعقيق فزان عندي
بمعصم وعده حلي المطال
لقد جرحت نواظره فؤادي
فمالك يا صوارمها ومالي
علمت الجزم بي وخفضت مني
محل النصب ثم رفعت حالي
بروحي منه شخصاً جوذرياً
يصيد الأسد في فعل الغزال
تزتور عن خباه فثم شمس
نبلج حولها فجر النصال
وخذ عن وجنتيه فثم ورد
حماه الهدب من شوك النبال
إلا ألام فيه ولا أحاشي
ويرقبني الحمام ولا أبالي
أوري عن هواهبحب ليلى
وفيه تغزلي وبه اشتغالي
وليل كالبنفسج بات فيه
ينشقني رياحين الوصال
دخلت عليه والظلمات ترخي
ذوائبها على صلت الهلال
فقدم لي العقيق قرى لعيني
وقرَّط سمعي الدرر الغوالي
وبات ضجيعه الضرغام مني
يعرّفني الحرام من الحلال
إذا امتدت إليه يمين نفسي
ثنيت عنانها بيدي الشمال
وإني فتى أميل بلحظ طرفي
لمن أهوى ويغضي عنه بالي
وإن قامت إلى الفحشاء يوماً
بي الشهوات تقعدني خصالي
أحب الكذب في التشبيه هزلاً
وأهوى الصدق في جد المقال
فلي وعظ أشد من الرواسي
ولي غزل أرق من الشمال
أنا الهادي إذا الشعراء هاموا
بوادي الشعر في ليل الضلال
مجلي السابقين إلى المعاني
وفارس بحثها يوم الجدال
تدل لدى النشيد بنات فكري
على أذني وتنسيني فعالي
ويشهد لي بدعوىالفضل قربي
لدى بركات نقَّاد المعالي
تملكني هواه فزدت فضلاً
وفضل العبد من شرف الموالي
جمال الفضل مركز نيريه
كمال بدور أبناء الكمال
رفيع علا إلى هام الثريا
رقي بسلالم الهمم العوالي
موقى العرض في سنن السجايا
مبيد المال في سبق النوال
شجاع فيه تتسع المنايا
إذا ما كرَّ في ضيق المجال
إذا بدجى القتام بدا بدرع
أرانا الشمس في ثوب الهلال
هو العدل الذي بالوصفيعنو
له العلم المعرَّف بالجلال
فكم لعداه فيه من الصياصي
بروج من كوكبها خوال
غوامض فكره تحكي الدراري
وطيب ثناه يرخص بالغوالي
يرى الدنيا وإن عظمت وجلَّت
لديه أقلَّ من شسع النعال
به انطلق السماح وكان رهناً
وأضحى البخل مشدود العقال
تزين به عواجطلها القوافي
كما تتزين البيض الحوالي
فلو مسالصخورالصم يوماً
لفجرهن بالعذب الزلال
كمي لا تقاتله الأعادي
بأمضى من سيوف الابتهال
إذا رويت صوارمه نجيعاً
ورت بحدودها نارَ الوبالِ
كأنّ دمَ القرونِ لها وسيطٌ
وحمرَ شفارها شعلُ الذّبالِ
من القوم الّذين سموا وسادوا
على العربِ الأواخرِ والأوالي
ملوكٌ كالملائكِ في التّلاقي
عفاريتهم جيادهمُ السّعالي
أثيلُ المجدِ منصورٌ عليهمْ
وصارَ العزُّ ممدود الظِّلالِ
تبيَّنَ فيها الحجى والجودُ فيهِ
ونورُ المجدِ من قبلِ الفصالِ
غنيتُ عن الكرامِ به جميعاً
وصنتُ الوجه عن بذلِ السؤالِ
أأستسقي السّحائب نازحاتٍ
وهذا البحرُ معترضاً حيالي
وألقيتُ السّلاحَ وما احتياجي
وفيهِ تدرُّعي وبهِ اعتقالي
ألا يا أيها البطلُ المرجّى
لدفعِ كتائبِ النّوبِ العضالِ
ألا يا أيها البطلُ المرجّى
لدفعِ كتائبِ النّوبِ العضالِ
ويا سيفَ المنونِ وساعديها
وباري قوسها يوم النّضالِ
ويا قمرَ الزّمانِ ولاأكني
وشمسَ ضحى الملوكِ ولاأغالي
لقد غبطَ العلا بختانِ شبلٍ
أبوه أنتَ يا ليثَ النِّزالِ
شقيقُ الرّشدِ تسميةً وفألاً
سليلُ المجدِ خيرُ أبٍ وآلِ
نشا فنشا لنا منهُ سرورٌ
يكادُ يهزُّ أعطافَ الجبالِ
وحمحمتِ الجيادُ مهلّلاتٍ
وصالَ مكبراً يومَ القتالِ
وقرّتْ أعينُ البيضِ المواضي
ومسنَ معاطفُ السّمرِ الطوالِ
هوالولدُ الّذي بأبيهِ نالتْ
خلودَ الأمنِ أفئدةُ الرّجالِ
فدام ودمتَ ما اكتسبتْ ضياءً
نجومُ الّليلِ من شمسِ النّوالِ
ولا زالت لك الأيّام تدعو
ولا برحت تهنِّيكَ الّليالي
تلثم بالعقيقِ على الآلي
فغشَّى الفجر من شفق الجمالِ
وقنَّع بالدجى شمس المحيَّا
فبرقع بالضحى ليل القذال
وهزَّ قوامه فثنى قضيباً
إليه تنقَّلت دول العوالي
ودبَّ عذاره فسعت إلينا
أفاعي الموت في صور النمال
بدا فتقطعت مهج الغواني
وحاصت فيه أحداق الرجال
وختِّم بالعقيق فزان عندي
بمعصم وعده حلي المطال
لقد جرحت نواظره فؤادي
فمالك يا صوارمها ومالي
علمت الجزم بي وخفضت مني
محل النصب ثم رفعت حالي
بروحي منه شخصاً جوذرياً
يصيد الأسد في فعل الغزال
تزتور عن خباه فثم شمس
نبلج حولها فجر النصال
وخذ عن وجنتيه فثم ورد
حماه الهدب من شوك النبال
إلا ألام فيه ولا أحاشي
ويرقبني الحمام ولا أبالي
أوري عن هواهبحب ليلى
وفيه تغزلي وبه اشتغالي
وليل كالبنفسج بات فيه
ينشقني رياحين الوصال
دخلت عليه والظلمات ترخي
ذوائبها على صلت الهلال
فقدم لي العقيق قرى لعيني
وقرَّط سمعي الدرر الغوالي
وبات ضجيعه الضرغام مني
يعرّفني الحرام من الحلال
إذا امتدت إليه يمين نفسي
ثنيت عنانها بيدي الشمال
وإني فتى أميل بلحظ طرفي
لمن أهوى ويغضي عنه بالي
وإن قامت إلى الفحشاء يوماً
بي الشهوات تقعدني خصالي
أحب الكذب في التشبيه هزلاً
وأهوى الصدق في جد المقال
فلي وعظ أشد من الرواسي
ولي غزل أرق من الشمال
أنا الهادي إذا الشعراء هاموا
بوادي الشعر في ليل الضلال
مجلي السابقين إلى المعاني
وفارس بحثها يوم الجدال
تدل لدى النشيد بنات فكري
على أذني وتنسيني فعالي
ويشهد لي بدعوىالفضل قربي
لدى بركات نقَّاد المعالي
تملكني هواه فزدت فضلاً
وفضل العبد من شرف الموالي
جمال الفضل مركز نيريه
كمال بدور أبناء الكمال
رفيع علا إلى هام الثريا
رقي بسلالم الهمم العوالي
موقى العرض في سنن السجايا
مبيد المال في سبق النوال
شجاع فيه تتسع المنايا
إذا ما كرَّ في ضيق المجال
إذا بدجى القتام بدا بدرع
أرانا الشمس في ثوب الهلال
هو العدل الذي بالوصفيعنو
له العلم المعرَّف بالجلال
فكم لعداه فيه من الصياصي
بروج من كوكبها خوال
غوامض فكره تحكي الدراري
وطيب ثناه يرخص بالغوالي
يرى الدنيا وإن عظمت وجلَّت
لديه أقلَّ من شسع النعال
به انطلق السماح وكان رهناً
وأضحى البخل مشدود العقال
تزين به عواجطلها القوافي
كما تتزين البيض الحوالي
فلو مسالصخورالصم يوماً
لفجرهن بالعذب الزلال
كمي لا تقاتله الأعادي
بأمضى من سيوف الابتهال
إذا رويت صوارمه نجيعاً
ورت بحدودها نارَ الوبالِ
كأنّ دمَ القرونِ لها وسيطٌ
وحمرَ شفارها شعلُ الذّبالِ
من القوم الّذين سموا وسادوا
على العربِ الأواخرِ والأوالي
ملوكٌ كالملائكِ في التّلاقي
عفاريتهم جيادهمُ السّعالي
أثيلُ المجدِ منصورٌ عليهمْ
وصارَ العزُّ ممدود الظِّلالِ
تبيَّنَ فيها الحجى والجودُ فيهِ
ونورُ المجدِ من قبلِ الفصالِ
غنيتُ عن الكرامِ به جميعاً
وصنتُ الوجه عن بذلِ السؤالِ
أأستسقي السّحائب نازحاتٍ
وهذا البحرُ معترضاً حيالي
وألقيتُ السّلاحَ وما احتياجي
وفيهِ تدرُّعي وبهِ اعتقالي
ألا يا أيها البطلُ المرجّى
لدفعِ كتائبِ النّوبِ العضالِ
ألا يا أيها البطلُ المرجّى
لدفعِ كتائبِ النّوبِ العضالِ
ويا سيفَ المنونِ وساعديها
وباري قوسها يوم النّضالِ
ويا قمرَ الزّمانِ ولاأكني
وشمسَ ضحى الملوكِ ولاأغالي
لقد غبطَ العلا بختانِ شبلٍ
أبوه أنتَ يا ليثَ النِّزالِ
شقيقُ الرّشدِ تسميةً وفألاً
سليلُ المجدِ خيرُ أبٍ وآلِ
نشا فنشا لنا منهُ سرورٌ
يكادُ يهزُّ أعطافَ الجبالِ
وحمحمتِ الجيادُ مهلّلاتٍ
وصالَ مكبراً يومَ القتالِ
وقرّتْ أعينُ البيضِ المواضي
ومسنَ معاطفُ السّمرِ الطوالِ
هوالولدُ الّذي بأبيهِ نالتْ
خلودَ الأمنِ أفئدةُ الرّجالِ
فدام ودمتَ ما اكتسبتْ ضياءً
نجومُ الّليلِ من شمسِ النّوالِ
ولا زالت لك الأيّام تدعو
ولا برحت تهنِّيكَ الّليالي
من بحر الوافر
<font size=5 color=black>
نصالٌ من جفونكِ أم سهامُ
و رمحٌ في الغلالةِ أم قوامُ
وبلّورٌ بخدّكِ أم عقيقٌ
وشهدٌ في رضابكِ أم مدامُ
وشمسٌ في قناعكِ أم هلالٌ
تزيّا فيكِ أو بدرٌ تمامُ
وجيدٌ في القلادةِ أم صباحٌ
وفرعٌ في الفقيرةِ أم ظلامُ
أمّا وصفاءِ ماءِ غديرِ ماءٍ
تلهّبَ في جوانبهِ الضِّرامُ
وبيضِ صفاحِ سودٍ ناعساتٍ
لنا بجفونها كمنَ الحمامُ
لقد كسرَ الغرامُ لهامَ صبريْ
فهِمتُ وحبذا فيكِ الهيامُ
وأسقمني اجتنابكِ لي فجسمي
كطرفكِ لا يفارقهُ السّقامُ
بروحي البارقُ الواري إذا ما
تزحزحَ عن ثناياكِ اللّثامُ
وبالدرِّ الشنيبِ عقودُ لفظٍ
ينظمها بمنطقكِ الكلامُ
سقى غيثُ السّرورِ حزونَ نجدٍ
وجادَ على مرابعها الغمامُ
ديارٍ تكفلُ الآرامُ فيها
عتاقُ الخيلِ والأسدُ الكرامُ
بروجٌ تشرقُ الأقمارُ فيها
بأطواقٍ وتحجبها خيامُ
إذا نشرت غوانيها الغوالي
تعطّرَ في مغانيها الرّغامُ
ألا رعياً لأيّامٍ تقضَّتْ
بها والبينُ منصلهُ كهامُ
وأحزابُ السّرورِ لها قدومٌ
إلينا والهمومُ لنا انهزامُ
ومشوقُ القوامِ إذا تثنَّى
يكادُ عليهِ أنْ يقعَ الحمامُ
إذا ما قيسَ بالأغصانِ تاهتْ
غصونُ البانِ وافتخرَ البشامُ
تبيتُ لديهِ أجفانث المواضيْ
مشرَّعةُ النواظرِ لاتنامُ
هجمتُ عليهش والآفاقُ لعسٌ
مراشفها وللشهبِ ابتسامُ
وهند الليلِ في قرطِ الثرَّيا
تقرَّطَ والهلالُ لهُ خزامُ
فلمْ أرَقبلهُ بدراً بخدرٍ
ولا شمساً يستِّرها لثامُ
ولا منْ فوقِ أطرافش العواليء
سعى قبليء محبٌّ مستهامُ
فهلْ ذاكض الوصالث لهُ اتصالٌ
وهلء هذا البعادث لهث انصرامُ
عجبتُ منَ الزَّمانِ وقد رمانا
ببينٍ ما لشعبيهش التئامُ
فكيفَ تصيبنا منهُ سهامٌ
وجنَّتنا ابنُ منصورَ الهمامُ
وكيفَ يشتُّ ألفتنا وإنَّا
لنا في سلكِ خدمتهِ انتظامُ
عزيزٌ لا يذلَُ لهُ نزيلٌ
ولا يخشى لديهِ المستضامُ
وحيدٌ في الفخارِ بلا شريكٍ
وفي جدواهِ تشتركُ الانامُ
همامٌ قدْ بكى الأعناقُ منهُ
إذا بأكفِّهِ ضحكَ الحسامُ
لئنْ في الخلقِ حاكتهُ جسومُ
فسحبِ الودقِ تشبهها الجهامُ
سعى نحو العلا فأشاد بيتاً
سما فيهش إلى العرشِ الِّعامُ
جوادٌ كلُّ عضوٍ منهُ غيثُ
يجودُ وكلُّ جارحةٍ لهامُ
رعى الَّحمن عصراً حلّض فينا
بهِ بركاتُ سيدنا الهمامُ
أخو المعروفِ نجلُ المجدِ حرٌ
نمتهُ السَّادةُ الغُرُّ العظامُ
تولَّى دولةَ المهدي فأحيا
مناقبهُ وقدْ عفتِ العظامُ
يتيهُ صريخُ مطلبهِ المرجيّ
بسيرتهِ ويفتخرُ الزِّحامُ
يفوقُ المزنَ إنْ هيَ ساجلتهُ
ويفني اليَّم مودهُ الجمامُ
كريمٌ في أناملِ راحتيهِ
حياةُ الخلقِ والموتُ الزؤامُ
ومعتركٌ بهِ ودقُ المنايا
على الأقران والسُّحبُ القتامُ
تسيلُ منَ النفوسِ لهُ بحارٌ
ونيرانُ الوطيسِ لها اضطرامُ
ثغورِ البضِ فيهش باسماتٌ
وقاماتُ الّرِّماحِ بها قيامُ
تجسَّمَ ضنكهُ فرداً فولَّى
جموحَ الأسدِ وانفرجَ الزِّحامُ
هوَ البطلُ الَّذي لو رامَ يوماً
يلوغَ الشمسِ مابعدَ المرامُ
ألا يا أيها الاسدث المحاميْ
عنِ الإسلامِ والمولى الإمامُ
ويا ابنَ القادمينَ على المنايا
إذالاما الصيدُ أحجمها الصدامُ
ومنْ زانتْ وجوهُ النثرِ فيهِ
وفيْ تقريضهِ حسنُ النِّظامُ
لقدْ أمنتَ بمولدكَ اللياليْ
وخافتْ بأسكَ النُّوبُ الجِّسامُ
وتاهَ العيدُ فيكَ هوىً وباهى
بكَ الأقطارُ وافتخرَ الصِّيامُ
فما ذا العيدُ إلامستهامٌ
دعاهُ إلى زيارتكَ الغرامُ
فما ذا العيدُ إلا مستهامٌ
دعاهُ إلى زيارتكَ الغرامُ
فلا عدمَ ازدياركَ كلَّ عامٍ
يمرُّ ولا عداكَ لهُ سلامُ
نصالٌ من جفونكِ أم سهامُ
و رمحٌ في الغلالةِ أم قوامُ
وبلّورٌ بخدّكِ أم عقيقٌ
وشهدٌ في رضابكِ أم مدامُ
وشمسٌ في قناعكِ أم هلالٌ
تزيّا فيكِ أو بدرٌ تمامُ
وجيدٌ في القلادةِ أم صباحٌ
وفرعٌ في الفقيرةِ أم ظلامُ
أمّا وصفاءِ ماءِ غديرِ ماءٍ
تلهّبَ في جوانبهِ الضِّرامُ
وبيضِ صفاحِ سودٍ ناعساتٍ
لنا بجفونها كمنَ الحمامُ
لقد كسرَ الغرامُ لهامَ صبريْ
فهِمتُ وحبذا فيكِ الهيامُ
وأسقمني اجتنابكِ لي فجسمي
كطرفكِ لا يفارقهُ السّقامُ
بروحي البارقُ الواري إذا ما
تزحزحَ عن ثناياكِ اللّثامُ
وبالدرِّ الشنيبِ عقودُ لفظٍ
ينظمها بمنطقكِ الكلامُ
سقى غيثُ السّرورِ حزونَ نجدٍ
وجادَ على مرابعها الغمامُ
ديارٍ تكفلُ الآرامُ فيها
عتاقُ الخيلِ والأسدُ الكرامُ
بروجٌ تشرقُ الأقمارُ فيها
بأطواقٍ وتحجبها خيامُ
إذا نشرت غوانيها الغوالي
تعطّرَ في مغانيها الرّغامُ
ألا رعياً لأيّامٍ تقضَّتْ
بها والبينُ منصلهُ كهامُ
وأحزابُ السّرورِ لها قدومٌ
إلينا والهمومُ لنا انهزامُ
ومشوقُ القوامِ إذا تثنَّى
يكادُ عليهِ أنْ يقعَ الحمامُ
إذا ما قيسَ بالأغصانِ تاهتْ
غصونُ البانِ وافتخرَ البشامُ
تبيتُ لديهِ أجفانث المواضيْ
مشرَّعةُ النواظرِ لاتنامُ
هجمتُ عليهش والآفاقُ لعسٌ
مراشفها وللشهبِ ابتسامُ
وهند الليلِ في قرطِ الثرَّيا
تقرَّطَ والهلالُ لهُ خزامُ
فلمْ أرَقبلهُ بدراً بخدرٍ
ولا شمساً يستِّرها لثامُ
ولا منْ فوقِ أطرافش العواليء
سعى قبليء محبٌّ مستهامُ
فهلْ ذاكض الوصالث لهُ اتصالٌ
وهلء هذا البعادث لهث انصرامُ
عجبتُ منَ الزَّمانِ وقد رمانا
ببينٍ ما لشعبيهش التئامُ
فكيفَ تصيبنا منهُ سهامٌ
وجنَّتنا ابنُ منصورَ الهمامُ
وكيفَ يشتُّ ألفتنا وإنَّا
لنا في سلكِ خدمتهِ انتظامُ
عزيزٌ لا يذلَُ لهُ نزيلٌ
ولا يخشى لديهِ المستضامُ
وحيدٌ في الفخارِ بلا شريكٍ
وفي جدواهِ تشتركُ الانامُ
همامٌ قدْ بكى الأعناقُ منهُ
إذا بأكفِّهِ ضحكَ الحسامُ
لئنْ في الخلقِ حاكتهُ جسومُ
فسحبِ الودقِ تشبهها الجهامُ
سعى نحو العلا فأشاد بيتاً
سما فيهش إلى العرشِ الِّعامُ
جوادٌ كلُّ عضوٍ منهُ غيثُ
يجودُ وكلُّ جارحةٍ لهامُ
رعى الَّحمن عصراً حلّض فينا
بهِ بركاتُ سيدنا الهمامُ
أخو المعروفِ نجلُ المجدِ حرٌ
نمتهُ السَّادةُ الغُرُّ العظامُ
تولَّى دولةَ المهدي فأحيا
مناقبهُ وقدْ عفتِ العظامُ
يتيهُ صريخُ مطلبهِ المرجيّ
بسيرتهِ ويفتخرُ الزِّحامُ
يفوقُ المزنَ إنْ هيَ ساجلتهُ
ويفني اليَّم مودهُ الجمامُ
كريمٌ في أناملِ راحتيهِ
حياةُ الخلقِ والموتُ الزؤامُ
ومعتركٌ بهِ ودقُ المنايا
على الأقران والسُّحبُ القتامُ
تسيلُ منَ النفوسِ لهُ بحارٌ
ونيرانُ الوطيسِ لها اضطرامُ
ثغورِ البضِ فيهش باسماتٌ
وقاماتُ الّرِّماحِ بها قيامُ
تجسَّمَ ضنكهُ فرداً فولَّى
جموحَ الأسدِ وانفرجَ الزِّحامُ
هوَ البطلُ الَّذي لو رامَ يوماً
يلوغَ الشمسِ مابعدَ المرامُ
ألا يا أيها الاسدث المحاميْ
عنِ الإسلامِ والمولى الإمامُ
ويا ابنَ القادمينَ على المنايا
إذالاما الصيدُ أحجمها الصدامُ
ومنْ زانتْ وجوهُ النثرِ فيهِ
وفيْ تقريضهِ حسنُ النِّظامُ
لقدْ أمنتَ بمولدكَ اللياليْ
وخافتْ بأسكَ النُّوبُ الجِّسامُ
وتاهَ العيدُ فيكَ هوىً وباهى
بكَ الأقطارُ وافتخرَ الصِّيامُ
فما ذا العيدُ إلامستهامٌ
دعاهُ إلى زيارتكَ الغرامُ
فما ذا العيدُ إلا مستهامٌ
دعاهُ إلى زيارتكَ الغرامُ
فلا عدمَ ازدياركَ كلَّ عامٍ
يمرُّ ولا عداكَ لهُ سلامُ
من بحر الوافر
<font size=5 color=black>
هلُمَّ بنا إلى أرضِ الحجونِ
عسى نقضي الغداةَ بها ديوني
وسائلْ جيرةَ المسعى لماذا
وفيتهمُ وقدْ قبضوا رهوني
وعرّجْ في المقامِ بربعِ ليلى
لتنثرَ فوقهُ دررَ الشّؤونِ
وفتّشْ ثمَّ عن كبدي فعهديْ
هنالكَ قدْ أراقتها عيوني
وحيِّ على الصّفا حيّاً قليلاً
لهُ وضعُ الجبينِ على الوجينِ
وملعبَ حورِ جنّاتٍ سقتنا
بهِ الولدانُ كأساً من معينِ
محلّاً فيهِ أسرارُ الأماني
محجّبةٌ بأحشاءِ المنونِ
تسومُ بها القلوبُ فتشتريها
ثنايا البيضِ بالدّرِّ الثمينِ
بهِ تبدي الشّموسُ دجىً وتحميْ
بدورَ قيانهِ شبهُ القيونِ
يزرُّ بهِ الحديدُ على العوالي
وينسدلُ الحريرُ على الغصونِ
بسمعي من غوانيهِ كنوزٌ
فقفْ فيها لتنظرها جفوني
ولي في الخيفِ أحبابٌ كرامٌ
لديَّ وإنْ همُ لم يكرموني
خضعتُ لحبّهمْ ذلّاً فعزّوا
ودِنتُ لحكمهمْ فاستعبدوني
همِ اجتمعوا على قتلي بجمعٍ
ففيمَ على المنازلِ فرّقوني
عيوني في هواهم أدخلتني
وفي العبراتِ منها أخرجوني
تقاسمتُ الهوى معهمْ ولكنْ
تسلّوا عن هوايَ وهيّموني
وإذ كنتُ القسيمَ بغيرِ عدلٍ
نجوا منهُ وحازوا الصّبرَ دوني
تمرُّ ظباهمُ مبرقعاتٍ
محافظةً على الحسنِ المصونِ
فليتَ ملاحهمْ عدلتْ فأعطتْ
حمائمَ حليها خرسَ البرينِ
تغانوا بالقدودِ على العوالي
وبالأجفانِ عنْ ما بالجفونِ
فبينَ لحاظهمْ كمْ من طريحٍ
وبينَ قدودهمْ كم من طعينِ
أنا الخلُّ الوفيُّ وإنْ تجافوا
وسايلهمْ وإنْ لم يرفدوني
أودُّ رضاهمُ لو كانَ حتفي
وأوثرُ قربهمْ لو قرّبوني
ألا يا أهلَ مكّةَ إنَّ قلبي
بكمْ علقتهُ أشراكُ الفنونِ
جميعي صفقةً منّي أشتريتمْ
فديتكمُ ولو بغّضتموني
نقلتمْ نحوَ مكّتكمْ فؤادي
وبينَ الكرختينِ تركتموني
غرامي في هواكمْ عامريٌّ
فهلْ ليلاكمُ علمتْ جنوني
أمنتكمُ عللى قلبي فخنتمْ
وأنتمْ سادةُ البلدِ الأمينِ
لئنْ أنستكمُ الأيّامُ عهدي
فذكركمُ نحيّي كلَّ حينِ
وإن وهنتْ قوايَ فإنَّ دمعي
على كلفي بكمْ أبداً معيني
وإن صفرتْ يدي منكمْ فجدوى
عليِّ المجدِ قدْ ملأتْ يميني
حليفُ ندىً مكارمهُ وفتْ لي
بما ضمنتْ من الدّنيا ظنوني
جسيمُ الفضلِ ممتحنُ المواضي
رفيعُ القدرِ ذي الشّرفِ المكينِ
كريمُ النّفسِ في سننِ السّجايا
موقّى العرضِ عن طعنِ المشينِ
على الكبراءِ بيديْ كبرَ كسرى
وللفقراءِ ذلُّ المستكينِ
إذا عدّت فنونُ الفخرِ يوماً
فمفخرهُ مقدِّمةُ الفنونِ
نسيبٌ جاءَ منْ ماءٍ طهورٍ
وكلُّ الخلقِ من ماءٍ مهينِ
وهل يحكي عناصرهُ نسيبٌ
وما اختلطتْ عواليها بطينِ
يفوحُ شذا العبا منهُ ويحكي
جوانبها مزاحمةُ الأمينِ
بفلقِ البدرِ موسومُ المحيّا
لردِّ الشّمسِ منسوبُ الجبينِ
همامٌ لو أراعَ فؤادَ رضوى
لزلزلَ ركنها بعدَ السّكونِ
ولو أعدى الصّخورَ عليهِ سالتْ
جوامدها بجاريةِ العيونِ
حباءُ اللّيثِ إذ يغشى الأعادي
له وتبسّمُ السّيفِ السّنينِ
يشمُّ ذوابلَ المرّانِ حباً
ويعرضُ عنْ غضيضِ الياسمينِ
ويرغبُ في قتلِ الأُسدِ حتّى
كأنَّ سيوفها لفتاتُ عينِ
ترى في السّلمِ منهُ حيا الغوانيْ
وفي هيجانهِ أسدض العرينِ
إذا سلّت صوارمهُ أطالتْ
سجودَ الذلِّ هاماتُ القرونِ
تظنُّ غمودهنَّ إذا انتضاها
غصبنَ الصّاعقاتِ منَ الدّجونِ
يبيحُ ذكورهاالعزماتِ منهُ
فروجَ المحصناتِ منَ الحصونِ
كتبنَ على حواشيها المنايا
حواشيها على شرحِ المتونِ
تاوى الخلقُ في جدواهُ حتّى
فراخُ القبحِ وهي على الوكونِ
وسلّمتِ الورى دعوى المعالي
لهُ حتّى الأجنّةِ في البطونِ
يضرُّ ثناهُ بالجرعى ويحييْ
مسيحُ نداهُ موتى المعتفينِ
برؤيةِ وجههِ نيلُ الأماني
وفي راحاتهِ روخحُ الحزينِ
كثيرُ الصّمتِ إن أبدى مقالاً
ففي الأحكامِ والفضلِ المبينِ
وإنْ خفقتْ لهُ يوماً بنودٌ
فأجنحةٌ لدنيا أو لدينِ
أراضَ جونحَ الحدثانِ حتّى
بهِ ثبتتْ صغةُ الصّفونِ
يرى أموالهُ في عينِ زهدٍ
فيعتقدُ اللّجينَ منَ اللّجينِ
ويلقى الدّارعينَ بآيِ موسى
فيفلقُ عنهمُ لججَ الضعونِ
تشَرَّفتِ العلا بأبي حسينٍ
فبوركَ بالمكانِ وبالمكينِ
فياابنَ الطّاهرينَ ومن ازينتْ
بفضلِ حديثهمْ سيرُ القرونِ
ويا ابنَ المحسنينَ إذا اللَّياليْ
أساءتْ كلَّ ذي خطرٍ بهوْنِ
لقدْ حسنتْ بكَ الدّنيا وجادتْ
بنيلِ النّحجِ في الزّمنِ الضّنينِ
وفكَّ الجودُ أغلالَ العطايا
وأمسى البخلُ في قيدِ الرّهينِ
فسمعاً من ثنايَ عليكَ لفظاً
يهزُّ مناكبِ الصّعبِ الحزونِ
أنا ابنُ جلا القريضِ متى شككتمْ
وطلّاعُ الثّنا أفلا تعرفوني
خذِ الألواحَ منْ زبرِ القوافي
فنسختهنَّ ترجمةُ اليقينِ
بكَ الرّحمنُ علّمني المعانيْ
وأوحاها إلى قلمي ونوني
فكم قومٍ لديكَ ترى محلّي
فتغبطني وقومٍ يحسدوني
ليهنكَ سيّدي عيدٌ شريفٌ
حكاكَ فجلَّ عن شبهِ القرينِ
فضحِّ نفوسَ أهلِ الغدرِ فيهِ
وقرّبْ مهجةَ الدّهرِ الخؤنِ
ولا برحتْ عليكَ مخيّماتٍ
سرادقُ رفعةَ الشّرفِ المكينِ
هلُمَّ بنا إلى أرضِ الحجونِ
عسى نقضي الغداةَ بها ديوني
وسائلْ جيرةَ المسعى لماذا
وفيتهمُ وقدْ قبضوا رهوني
وعرّجْ في المقامِ بربعِ ليلى
لتنثرَ فوقهُ دررَ الشّؤونِ
وفتّشْ ثمَّ عن كبدي فعهديْ
هنالكَ قدْ أراقتها عيوني
وحيِّ على الصّفا حيّاً قليلاً
لهُ وضعُ الجبينِ على الوجينِ
وملعبَ حورِ جنّاتٍ سقتنا
بهِ الولدانُ كأساً من معينِ
محلّاً فيهِ أسرارُ الأماني
محجّبةٌ بأحشاءِ المنونِ
تسومُ بها القلوبُ فتشتريها
ثنايا البيضِ بالدّرِّ الثمينِ
بهِ تبدي الشّموسُ دجىً وتحميْ
بدورَ قيانهِ شبهُ القيونِ
يزرُّ بهِ الحديدُ على العوالي
وينسدلُ الحريرُ على الغصونِ
بسمعي من غوانيهِ كنوزٌ
فقفْ فيها لتنظرها جفوني
ولي في الخيفِ أحبابٌ كرامٌ
لديَّ وإنْ همُ لم يكرموني
خضعتُ لحبّهمْ ذلّاً فعزّوا
ودِنتُ لحكمهمْ فاستعبدوني
همِ اجتمعوا على قتلي بجمعٍ
ففيمَ على المنازلِ فرّقوني
عيوني في هواهم أدخلتني
وفي العبراتِ منها أخرجوني
تقاسمتُ الهوى معهمْ ولكنْ
تسلّوا عن هوايَ وهيّموني
وإذ كنتُ القسيمَ بغيرِ عدلٍ
نجوا منهُ وحازوا الصّبرَ دوني
تمرُّ ظباهمُ مبرقعاتٍ
محافظةً على الحسنِ المصونِ
فليتَ ملاحهمْ عدلتْ فأعطتْ
حمائمَ حليها خرسَ البرينِ
تغانوا بالقدودِ على العوالي
وبالأجفانِ عنْ ما بالجفونِ
فبينَ لحاظهمْ كمْ من طريحٍ
وبينَ قدودهمْ كم من طعينِ
أنا الخلُّ الوفيُّ وإنْ تجافوا
وسايلهمْ وإنْ لم يرفدوني
أودُّ رضاهمُ لو كانَ حتفي
وأوثرُ قربهمْ لو قرّبوني
ألا يا أهلَ مكّةَ إنَّ قلبي
بكمْ علقتهُ أشراكُ الفنونِ
جميعي صفقةً منّي أشتريتمْ
فديتكمُ ولو بغّضتموني
نقلتمْ نحوَ مكّتكمْ فؤادي
وبينَ الكرختينِ تركتموني
غرامي في هواكمْ عامريٌّ
فهلْ ليلاكمُ علمتْ جنوني
أمنتكمُ عللى قلبي فخنتمْ
وأنتمْ سادةُ البلدِ الأمينِ
لئنْ أنستكمُ الأيّامُ عهدي
فذكركمُ نحيّي كلَّ حينِ
وإن وهنتْ قوايَ فإنَّ دمعي
على كلفي بكمْ أبداً معيني
وإن صفرتْ يدي منكمْ فجدوى
عليِّ المجدِ قدْ ملأتْ يميني
حليفُ ندىً مكارمهُ وفتْ لي
بما ضمنتْ من الدّنيا ظنوني
جسيمُ الفضلِ ممتحنُ المواضي
رفيعُ القدرِ ذي الشّرفِ المكينِ
كريمُ النّفسِ في سننِ السّجايا
موقّى العرضِ عن طعنِ المشينِ
على الكبراءِ بيديْ كبرَ كسرى
وللفقراءِ ذلُّ المستكينِ
إذا عدّت فنونُ الفخرِ يوماً
فمفخرهُ مقدِّمةُ الفنونِ
نسيبٌ جاءَ منْ ماءٍ طهورٍ
وكلُّ الخلقِ من ماءٍ مهينِ
وهل يحكي عناصرهُ نسيبٌ
وما اختلطتْ عواليها بطينِ
يفوحُ شذا العبا منهُ ويحكي
جوانبها مزاحمةُ الأمينِ
بفلقِ البدرِ موسومُ المحيّا
لردِّ الشّمسِ منسوبُ الجبينِ
همامٌ لو أراعَ فؤادَ رضوى
لزلزلَ ركنها بعدَ السّكونِ
ولو أعدى الصّخورَ عليهِ سالتْ
جوامدها بجاريةِ العيونِ
حباءُ اللّيثِ إذ يغشى الأعادي
له وتبسّمُ السّيفِ السّنينِ
يشمُّ ذوابلَ المرّانِ حباً
ويعرضُ عنْ غضيضِ الياسمينِ
ويرغبُ في قتلِ الأُسدِ حتّى
كأنَّ سيوفها لفتاتُ عينِ
ترى في السّلمِ منهُ حيا الغوانيْ
وفي هيجانهِ أسدض العرينِ
إذا سلّت صوارمهُ أطالتْ
سجودَ الذلِّ هاماتُ القرونِ
تظنُّ غمودهنَّ إذا انتضاها
غصبنَ الصّاعقاتِ منَ الدّجونِ
يبيحُ ذكورهاالعزماتِ منهُ
فروجَ المحصناتِ منَ الحصونِ
كتبنَ على حواشيها المنايا
حواشيها على شرحِ المتونِ
تاوى الخلقُ في جدواهُ حتّى
فراخُ القبحِ وهي على الوكونِ
وسلّمتِ الورى دعوى المعالي
لهُ حتّى الأجنّةِ في البطونِ
يضرُّ ثناهُ بالجرعى ويحييْ
مسيحُ نداهُ موتى المعتفينِ
برؤيةِ وجههِ نيلُ الأماني
وفي راحاتهِ روخحُ الحزينِ
كثيرُ الصّمتِ إن أبدى مقالاً
ففي الأحكامِ والفضلِ المبينِ
وإنْ خفقتْ لهُ يوماً بنودٌ
فأجنحةٌ لدنيا أو لدينِ
أراضَ جونحَ الحدثانِ حتّى
بهِ ثبتتْ صغةُ الصّفونِ
يرى أموالهُ في عينِ زهدٍ
فيعتقدُ اللّجينَ منَ اللّجينِ
ويلقى الدّارعينَ بآيِ موسى
فيفلقُ عنهمُ لججَ الضعونِ
تشَرَّفتِ العلا بأبي حسينٍ
فبوركَ بالمكانِ وبالمكينِ
فياابنَ الطّاهرينَ ومن ازينتْ
بفضلِ حديثهمْ سيرُ القرونِ
ويا ابنَ المحسنينَ إذا اللَّياليْ
أساءتْ كلَّ ذي خطرٍ بهوْنِ
لقدْ حسنتْ بكَ الدّنيا وجادتْ
بنيلِ النّحجِ في الزّمنِ الضّنينِ
وفكَّ الجودُ أغلالَ العطايا
وأمسى البخلُ في قيدِ الرّهينِ
فسمعاً من ثنايَ عليكَ لفظاً
يهزُّ مناكبِ الصّعبِ الحزونِ
أنا ابنُ جلا القريضِ متى شككتمْ
وطلّاعُ الثّنا أفلا تعرفوني
خذِ الألواحَ منْ زبرِ القوافي
فنسختهنَّ ترجمةُ اليقينِ
بكَ الرّحمنُ علّمني المعانيْ
وأوحاها إلى قلمي ونوني
فكم قومٍ لديكَ ترى محلّي
فتغبطني وقومٍ يحسدوني
ليهنكَ سيّدي عيدٌ شريفٌ
حكاكَ فجلَّ عن شبهِ القرينِ
فضحِّ نفوسَ أهلِ الغدرِ فيهِ
وقرّبْ مهجةَ الدّهرِ الخؤنِ
ولا برحتْ عليكَ مخيّماتٍ
سرادقُ رفعةَ الشّرفِ المكينِ
من بحر الوافر
<font size=5 color=black>
خطبتَ المجد بالأسلِ العوالي
ففزتَ بوصلِ ابكار المعالي
وحاولتَ العلا فلذذتَ منها
بشهدٍ دونهُ لسعُ النّبالِ
وجزتَ إلى الثّنا لججَ المنايا
فخضتَ اليمَّ في طلبِ اللّآلي
وقارعتَ الخطوبَ السّودَ حتى
أرضتْ جوانحَ النّوبِ العضالِ
وأرعشتَ القنا حتّى ظننّا
نفختَ بهنَّ أرواحَ الصّلالِ
وصافحتَ الصّفاحَ فلاحَ فيها
وجوه الموتِ في صورِ النّمالِ
حويتَ المجدَ أجمعهُ صبيّاً
تحنُّ هوىً إلى الحربِ السّجالِ
تكنّي بالقريضِ عنِ المواضي
بذكرِ قصارِ أيّامِ الوصالِ
وعنْ عذبِ القنا بقرونِ ليلى
فتنسبُ في لياليها الطّوالِ
فكمْ أقرحتَ أكبادَ الأعادي
وكمْ أرمدتَ أجفانَ النّصالِ
وكمْ صبّحتَ بالغارِ حيّاً
فأصبحَ ميتَ الأطلالِ بالي
و أمسى والدّيارُ معطّلاتٌ
منَ الفتيانِ والبيضِ الحوالي
وكم لكَ بالحويزةِ يومَ حربٍ
تشيبُ لهولهِ لممُ اللّيالي
ويومٍ مثلِ يومِ الحشرِ فيهِ
تميدُ الرّاسياتُ منَ الجبالِ
بهِ الأعلامُ كالآرامِ تسري
فتشتبهُ الرّعانُ معَ الرّعالِ
مهولٌ فيهِ نارُ الحقدِ تغلي
مراجلها بأفئدةِ الرّجالِ
بهِ اجتمعتْ بنولامٍ جميعاً
تستّرُ جانبَ الطّرفِ الشّمالي
ولاذوا بالحصونِ فما استفادوا
نجاةً بالجدارِ ولا الجدالِ
غواةٌ قامَ قامَ بينهمُ غويٌّ
يمنّيهمْ بأنواعِ المحالِ
جزى نعماكَ طغياناً وكفراً
فحلّتْ فيهِ قارعةُ النّكالِ
تخيّلْ سحرَ باطلهِ لديهمْ
وأوهمهمْ بحيّاتِ الحبالِ
فجئتَ ببيّناتِ الحقِّ حتى
تهدّمَ ما بنوهُ على الجبالِ
ترومُ رماتهمْ غيّاً وغدراً
تصيبُ علاكَ في سهمِ اغتيالِ
أما علموا بأنّكَ يا عليٌّ
لباري قوسها يومَ النّزالِ
تناءوا بالدّيارِ فكنتُ أسري
إليهمْ بالخيولِ منَ الخيالِ
ملأتَ الرّحبَ حولهمُ جيوشاً
تكاثرُ عدَّ حبّاتِ الرّمالِ
إلى عقباتها العقبانُ تأوي
وتمدحُ في ضراغمها السّعالي
كتائبُ للحديدِ بها وميضٌ
تمرُّ عليكَ كالسّحبِ الثّقالِ
ولمّا لمْ تجدْ للصّلحِ وجهاً
ولا للعفوِ عنهمْ والنّوالِ
قذفتهمُ بشهبٍ منْ حديدٍ
وأقمارٍ سواءٍ في الكمالِ
بدورٌ منْ بنيكَ تحفُُّ فيها
نجومٌ منْ بني عمٍّ وخالِ
سلالاتٌ إلى المختارِ تعزى
وأرحامٌ بهِ ذاتُ اتّصالِ
رووا سندَ المفاخرِ عنْ أبيهمْ
وعنْ أجدادهمْ شرفَ الخصالِ
فعالهمْ وأوجههمْ سواءٌ
تمامٌ بالجميلِ وبالجمالِ
جعلتهمُ أمامكَ في التّلاقي
مقدّمةَ الجيوشِ وأنتَ تالِ
فكنت كفيلَ أظهرهمْ وكانوا
لكَ الكفلاءَ منْ قبلِ النّزالِ
إذا جفلَ الخميسُ ثبتَّ حتّى
يعودَ الهاربونَ إلى القتالِ
كأنّكَ يا عليَّ المجدِ فينا
سميّكَ يومَ أحزابِ الضّلالِ
حملتَ على العدا وبنوكَ صالوا
فضاقَ بجيشهمْ رحبُ المجالِ
وكانوا كالجوارحِ كاسراتٍ
فولّوا مثلَ نافرةِ الرّئالِ
وعنْ نارِ الظّبا للشطِّ فرّوا
فكانَ الماءُ منْ نارِ الوبالِ
رأوا أنَّ الرّدى بالسّيفِ مرٌّ
فذاقوا الموتَ بالعذبِ الزّلالِ
فكمْ صرعتْ سيوفكَ منْ هزبرٍ
بحيّهمْ وعفّتْ عن غزالِ
لئنْ أغضبتَ بيضَ الشّوسِ منهمْ
فقدْ أرضيتَ بيضاتِ الحجالِ
تركتَ سراتهمْ صرعى غداةً
وحزتَ الحمدَ في سترِ العيالِ
ألا يا معشرَ الأعرابِ كفّوا
وتوبوا عنْ خبيثاتِ الفعالِ
فإنْ تبتمْ فبشراكمْ بعفوٍ
ومغفرةٍ وحسنِ مآلِ حالِ
وإنْ عدتمْ يعدْ يوماً بأخرى
تصبحكمْ أشدَّ منَ الأوالي
ليهنكَ سيدي فتحٌ قريبٌ
بعيدُ الصّيتِ مرتفعُ المنالِ
ونصرٌ لا يزالُ الدّهرُ منهُ
عليكَ يزفُّ ألويةَ الجلالِ
فلا برحت دياركَ مؤنقاتٍ
وروحُ علاكَ ممدودَ الظّلالِ
ولا زالتْ شموسكَ مشرقاتٍ
بدائرةِ الزّوالِ بلا زوالِ
خطبتَ المجد بالأسلِ العوالي
ففزتَ بوصلِ ابكار المعالي
وحاولتَ العلا فلذذتَ منها
بشهدٍ دونهُ لسعُ النّبالِ
وجزتَ إلى الثّنا لججَ المنايا
فخضتَ اليمَّ في طلبِ اللّآلي
وقارعتَ الخطوبَ السّودَ حتى
أرضتْ جوانحَ النّوبِ العضالِ
وأرعشتَ القنا حتّى ظننّا
نفختَ بهنَّ أرواحَ الصّلالِ
وصافحتَ الصّفاحَ فلاحَ فيها
وجوه الموتِ في صورِ النّمالِ
حويتَ المجدَ أجمعهُ صبيّاً
تحنُّ هوىً إلى الحربِ السّجالِ
تكنّي بالقريضِ عنِ المواضي
بذكرِ قصارِ أيّامِ الوصالِ
وعنْ عذبِ القنا بقرونِ ليلى
فتنسبُ في لياليها الطّوالِ
فكمْ أقرحتَ أكبادَ الأعادي
وكمْ أرمدتَ أجفانَ النّصالِ
وكمْ صبّحتَ بالغارِ حيّاً
فأصبحَ ميتَ الأطلالِ بالي
و أمسى والدّيارُ معطّلاتٌ
منَ الفتيانِ والبيضِ الحوالي
وكم لكَ بالحويزةِ يومَ حربٍ
تشيبُ لهولهِ لممُ اللّيالي
ويومٍ مثلِ يومِ الحشرِ فيهِ
تميدُ الرّاسياتُ منَ الجبالِ
بهِ الأعلامُ كالآرامِ تسري
فتشتبهُ الرّعانُ معَ الرّعالِ
مهولٌ فيهِ نارُ الحقدِ تغلي
مراجلها بأفئدةِ الرّجالِ
بهِ اجتمعتْ بنولامٍ جميعاً
تستّرُ جانبَ الطّرفِ الشّمالي
ولاذوا بالحصونِ فما استفادوا
نجاةً بالجدارِ ولا الجدالِ
غواةٌ قامَ قامَ بينهمُ غويٌّ
يمنّيهمْ بأنواعِ المحالِ
جزى نعماكَ طغياناً وكفراً
فحلّتْ فيهِ قارعةُ النّكالِ
تخيّلْ سحرَ باطلهِ لديهمْ
وأوهمهمْ بحيّاتِ الحبالِ
فجئتَ ببيّناتِ الحقِّ حتى
تهدّمَ ما بنوهُ على الجبالِ
ترومُ رماتهمْ غيّاً وغدراً
تصيبُ علاكَ في سهمِ اغتيالِ
أما علموا بأنّكَ يا عليٌّ
لباري قوسها يومَ النّزالِ
تناءوا بالدّيارِ فكنتُ أسري
إليهمْ بالخيولِ منَ الخيالِ
ملأتَ الرّحبَ حولهمُ جيوشاً
تكاثرُ عدَّ حبّاتِ الرّمالِ
إلى عقباتها العقبانُ تأوي
وتمدحُ في ضراغمها السّعالي
كتائبُ للحديدِ بها وميضٌ
تمرُّ عليكَ كالسّحبِ الثّقالِ
ولمّا لمْ تجدْ للصّلحِ وجهاً
ولا للعفوِ عنهمْ والنّوالِ
قذفتهمُ بشهبٍ منْ حديدٍ
وأقمارٍ سواءٍ في الكمالِ
بدورٌ منْ بنيكَ تحفُُّ فيها
نجومٌ منْ بني عمٍّ وخالِ
سلالاتٌ إلى المختارِ تعزى
وأرحامٌ بهِ ذاتُ اتّصالِ
رووا سندَ المفاخرِ عنْ أبيهمْ
وعنْ أجدادهمْ شرفَ الخصالِ
فعالهمْ وأوجههمْ سواءٌ
تمامٌ بالجميلِ وبالجمالِ
جعلتهمُ أمامكَ في التّلاقي
مقدّمةَ الجيوشِ وأنتَ تالِ
فكنت كفيلَ أظهرهمْ وكانوا
لكَ الكفلاءَ منْ قبلِ النّزالِ
إذا جفلَ الخميسُ ثبتَّ حتّى
يعودَ الهاربونَ إلى القتالِ
كأنّكَ يا عليَّ المجدِ فينا
سميّكَ يومَ أحزابِ الضّلالِ
حملتَ على العدا وبنوكَ صالوا
فضاقَ بجيشهمْ رحبُ المجالِ
وكانوا كالجوارحِ كاسراتٍ
فولّوا مثلَ نافرةِ الرّئالِ
وعنْ نارِ الظّبا للشطِّ فرّوا
فكانَ الماءُ منْ نارِ الوبالِ
رأوا أنَّ الرّدى بالسّيفِ مرٌّ
فذاقوا الموتَ بالعذبِ الزّلالِ
فكمْ صرعتْ سيوفكَ منْ هزبرٍ
بحيّهمْ وعفّتْ عن غزالِ
لئنْ أغضبتَ بيضَ الشّوسِ منهمْ
فقدْ أرضيتَ بيضاتِ الحجالِ
تركتَ سراتهمْ صرعى غداةً
وحزتَ الحمدَ في سترِ العيالِ
ألا يا معشرَ الأعرابِ كفّوا
وتوبوا عنْ خبيثاتِ الفعالِ
فإنْ تبتمْ فبشراكمْ بعفوٍ
ومغفرةٍ وحسنِ مآلِ حالِ
وإنْ عدتمْ يعدْ يوماً بأخرى
تصبحكمْ أشدَّ منَ الأوالي
ليهنكَ سيدي فتحٌ قريبٌ
بعيدُ الصّيتِ مرتفعُ المنالِ
ونصرٌ لا يزالُ الدّهرُ منهُ
عليكَ يزفُّ ألويةَ الجلالِ
فلا برحت دياركَ مؤنقاتٍ
وروحُ علاكَ ممدودَ الظّلالِ
ولا زالتْ شموسكَ مشرقاتٍ
بدائرةِ الزّوالِ بلا زوالِ
من بحر الوافر
<font size=5 color=black>
تصاحى و هو مخمور الجنانِ
و هل يصحو فتىً يهوى الغواني
وأورى وجدهُ فشكا وورّى
عنِ الأحداقِ في نوبِ الزّمانِ
وهلْ في النّائباتِ السّودِ شيءٌ
أشدُّ عليهِ منْ حدقِ الحسانِ
وهل كذوائبِ الفتيانِ منها
عليهِ تطاولتْ ظلمُ امتحانِ
تديّنَ في الهوى العذريِّ حتى
رأى عزَّ المحبّةِ بالهوانِ
أشدُّ منَ الأسودِ إذا لقيها
وفيهِ عنِ المهى فرقُ الجنانِ
فليسَ يفرُّ إلا عنْ قتالٍ
بهِ القاماتُ منْ عددِ الطّعانِ
إلامَ يرومُ سترَ الحبِّ فيهِ
فتكشفُ عنهُ عثراتُ اللّسانِ
يشبّبُ بالحويزةِ وهوَ صبٌّ
تغزّلهُ بغزلانِ اللّقانِ
ويسفحُ دمعهُ بالسّفحِ شوقاً
ويلمعُ مضحكُ البرقِ اليمانِ
ويطوي السّرَّ منهُ وكيفَ يخفى
وفي عينيهِ عنوانُ العلانِ
لقدْ شغفتْ حشاشتهُ بنجدٍ
فهامَ بها وحنَّ إلى المجاني
رأى حفظَ العهودِ لساكنيها
وضيّعَ قلبهُ بينَ المغاني
رهينُ قوىً على خدّيهِ تجري
سوابقُ دمعهِ جريَ الرّهانِ
يمرُّ على حصى الوادي فيبكي
فينتثرُ العقيقُ على الجمانِ
وتنفحهُ الصّبا فيميلُ سكراً
كأنَّ بريحها راحَ الدّنانِ
فهلْ منْ مسعدٍ لفتىً تفانى
فأدركهُ الوجودُ منَ التّفاني
إذا قبضَ الإياسُ الرّوحَ منهُ
بهِ نفخَ الرّجا روحَ التداني
تشبُّ بقلبهِ النّيرانُ لكنْ
يشمُّ منَ الحمى نفسُ الجنانِ
سقى اللهُ الحمى غيثاً كدمعي
تسيلُ بهِ البطاحُ بأرجوانِ
ولا برحتْ تجيبُ بهِ ارتياحاً
قماري الدّوحِ أقمارَ القيانِ
حمىً فيهِ البنودُ تمدُّ منها
على البيضاءِ أجنحةُ الأماني
ومرتبعاً بهِ الضّرغامُ يبني
كناسَ الظّبيِ في غابِ اللّدانِ
تلوحُ عليهِ نارٌ منْ حديدٍ
وأخرى للضّيوفِ على الرّعانِ
فكمْ تزهو بهِ جنّاتُ حسنٍ
وكمْ تجري عليهِ عيونُ عانِ
بأجفنِ بيضهِ حمرُ المنايا
وتحتَ قبابهِ بيضُ الأماني
محلّاً في الملاعبِ منهُ تبدو
كواعبُ كالكواكبِ في قرانِ
حسانٌ كالشّموعِ ترى عليها
ذوائبها كأعمدةِ الدّخانِ
تماثيلٌ تضلّكَ لو تراها
عذرتَ العاكفينَ على المداني
بروحي غادةٌ منهنَّ تبدو
إلى قلبي وتنأى عنْ مكاني
يمثّلها الخيلُ خيالَ طرفي
فأبصرها وتُحجبُ عنْ عياني
نقدُّ البيضَ فيجفنٍ نحيفٍ
وتفري السّابغاتِ بغصنِ بانِ
إذا نبذتْ إلى سمعي كلاماً
حسبتُ لسانها نبّاذَ حانِ
ثناياها كدرّش ثنا عليٍّ
مرتّلةً مرتبةَ المعاني
ومقلتها وعزمتهُ سواءٌ
كلا السّيفينِ نصلٌ هندواني
هواهُ إلى المديحِ كما دعتني
كذا التّشبيبُ فيها قدْ دعاني
حليفُ المكرماتِ أبو حسينٍ
عزيزُ الجارِ ذو المالِ المهنِ
أخو هممٍ إذا انبعثت فأدنى
مواضيها على هامِ الزّمانِ
وأخبارٌ سرتْ فبكلِّ أرضٍ
لها عبقٌ يضرُّ بكلِّ شانِ
وأمثالٍ تلذُّ بكلِّ سمعِ
كأنَّ بضربها ضربَ المثاني
وأخلاقٍ كروضِ المزنِ تحكي
مباسمها ثغورُ الأقحوانِ
خصالٌ كاللّآلي نافستها
عليهِ قلائدُ البيضِ الحصانِ
شهابُ الوغى يهزُّ سريَّ نصلٍ
فيخضبها بأحمرَ كالدّهانِ
تبنّاهُ السّحابُ فكانَ أحرى
بذيْ الدّعوى عليهِ النّيّرانِ
وواخاهُ الحسامُ فكانَ منهُ
بمرتبةِ القناةِ منَ السّنانِ
وحلّتْ منهُ منزلةَ المعالي
فأضحتْ كالخواتمِ في البنانِ
وحلّى المجدَ في دررِ السّجايا
فأمسى وهوَ كالأفقِ المزانِ
كسا تركَ النّجومِ مسوحَ نقعٍ
وروميَّ النّهارِ بطيلسانِ
وأنبتَ في فؤادِ الصّبحِ روعاً
فها كافورهُ كالزّعفرانِ
كأنَّ بنودهُ حجّابُ كسرى
على كلٍّ قميصٌ خسرواني
وحمرُ ظباهُ للمرّيخِ رهطٌ
فكلٌّ عندميُّ اللّونِ قانِ
توهمَ أنْ تميدَ الأرضُ فيهِ
فوقّرها برأسيهِ الجنانِ
وأيقنَ أنَّ بذلَ المالِ يبقي
لهُ بقيا فخلّدهُ بفانِ
لقدْ غلطَ الزّمانُ فجادَ فيهِ
وأعقمَ بعدهُ فرجُ الأوانِ
فلو حملتْمنَ القمرِ الثّريّا
لما كادتْ تجيءُ لهُ بثانِ
تورّثَ كلَّ فخرٍ منْ أبيهِ
وكلَّ تقىً وفضلٍ وامتنانِ
كأنهما صلاةُ الفجرِ هذا
لذا شفعٌ أو السّبعُ المثاني
علا مقدارهُ فحكا عليّاُّ
فشاركهُ بتسميةٍ وشانِ
هما نجمانِ بينهما اشتراكٌ
لو اقترنا لقلنا الفرقدانِ
فكمْ منْ نهرِ سابورٍ تأتّى
لهُ نصرٌ كيومِ النّهروانِ
وكم في التّابعينَ لآلِ حربٍ
لهُ منء فتكةٍ بكرٍ عوانِ
وأشرفُ مالهُ في الدّهرِ يومٌ
قضى يومَ الصّفوفِ بشهرَ كانِ
ألا يا ابنَ الأيمّةِ في قريشٍ
هداةِ الخلقِ منْ أنسٍ وجانِ
لقدْ أشبهتهمْ خلقاً وخُلقاً
وحكماً بالقضايا والبيانِ
ووافيتَ الزّمانَ وكانَ شيخاً
فعادَ سوادُ مفرقهِ الهجانِ
عرجتَ إلى المعالي فوقَ طرفٍ
فجاريتَ البراقَ على حصانِ
كأنّكَ باليدِ البيضاءِ موسى
ورمحكَ كالعصا في زيِّ جانِ
سنانكَ عنْ لسانِ الموتِ أضحى
لدى الهيجاءِ أفصحَ ترجمانِ
وسيفكَ لمْ يزلْ إمّا سواراً
لملحمةٍ وإمّا طوقَ جانِ
فدمْ حتّى يعودَ إليكَ أمسٌ
وعشْ حتّى يؤوبَ القارظانِ
ومتّعكَ الإلهُ بعيدِ فطرٍ
وخصّكَ بالتّحيّةِ والتّهاني
تصاحى و هو مخمور الجنانِ
و هل يصحو فتىً يهوى الغواني
وأورى وجدهُ فشكا وورّى
عنِ الأحداقِ في نوبِ الزّمانِ
وهلْ في النّائباتِ السّودِ شيءٌ
أشدُّ عليهِ منْ حدقِ الحسانِ
وهل كذوائبِ الفتيانِ منها
عليهِ تطاولتْ ظلمُ امتحانِ
تديّنَ في الهوى العذريِّ حتى
رأى عزَّ المحبّةِ بالهوانِ
أشدُّ منَ الأسودِ إذا لقيها
وفيهِ عنِ المهى فرقُ الجنانِ
فليسَ يفرُّ إلا عنْ قتالٍ
بهِ القاماتُ منْ عددِ الطّعانِ
إلامَ يرومُ سترَ الحبِّ فيهِ
فتكشفُ عنهُ عثراتُ اللّسانِ
يشبّبُ بالحويزةِ وهوَ صبٌّ
تغزّلهُ بغزلانِ اللّقانِ
ويسفحُ دمعهُ بالسّفحِ شوقاً
ويلمعُ مضحكُ البرقِ اليمانِ
ويطوي السّرَّ منهُ وكيفَ يخفى
وفي عينيهِ عنوانُ العلانِ
لقدْ شغفتْ حشاشتهُ بنجدٍ
فهامَ بها وحنَّ إلى المجاني
رأى حفظَ العهودِ لساكنيها
وضيّعَ قلبهُ بينَ المغاني
رهينُ قوىً على خدّيهِ تجري
سوابقُ دمعهِ جريَ الرّهانِ
يمرُّ على حصى الوادي فيبكي
فينتثرُ العقيقُ على الجمانِ
وتنفحهُ الصّبا فيميلُ سكراً
كأنَّ بريحها راحَ الدّنانِ
فهلْ منْ مسعدٍ لفتىً تفانى
فأدركهُ الوجودُ منَ التّفاني
إذا قبضَ الإياسُ الرّوحَ منهُ
بهِ نفخَ الرّجا روحَ التداني
تشبُّ بقلبهِ النّيرانُ لكنْ
يشمُّ منَ الحمى نفسُ الجنانِ
سقى اللهُ الحمى غيثاً كدمعي
تسيلُ بهِ البطاحُ بأرجوانِ
ولا برحتْ تجيبُ بهِ ارتياحاً
قماري الدّوحِ أقمارَ القيانِ
حمىً فيهِ البنودُ تمدُّ منها
على البيضاءِ أجنحةُ الأماني
ومرتبعاً بهِ الضّرغامُ يبني
كناسَ الظّبيِ في غابِ اللّدانِ
تلوحُ عليهِ نارٌ منْ حديدٍ
وأخرى للضّيوفِ على الرّعانِ
فكمْ تزهو بهِ جنّاتُ حسنٍ
وكمْ تجري عليهِ عيونُ عانِ
بأجفنِ بيضهِ حمرُ المنايا
وتحتَ قبابهِ بيضُ الأماني
محلّاً في الملاعبِ منهُ تبدو
كواعبُ كالكواكبِ في قرانِ
حسانٌ كالشّموعِ ترى عليها
ذوائبها كأعمدةِ الدّخانِ
تماثيلٌ تضلّكَ لو تراها
عذرتَ العاكفينَ على المداني
بروحي غادةٌ منهنَّ تبدو
إلى قلبي وتنأى عنْ مكاني
يمثّلها الخيلُ خيالَ طرفي
فأبصرها وتُحجبُ عنْ عياني
نقدُّ البيضَ فيجفنٍ نحيفٍ
وتفري السّابغاتِ بغصنِ بانِ
إذا نبذتْ إلى سمعي كلاماً
حسبتُ لسانها نبّاذَ حانِ
ثناياها كدرّش ثنا عليٍّ
مرتّلةً مرتبةَ المعاني
ومقلتها وعزمتهُ سواءٌ
كلا السّيفينِ نصلٌ هندواني
هواهُ إلى المديحِ كما دعتني
كذا التّشبيبُ فيها قدْ دعاني
حليفُ المكرماتِ أبو حسينٍ
عزيزُ الجارِ ذو المالِ المهنِ
أخو هممٍ إذا انبعثت فأدنى
مواضيها على هامِ الزّمانِ
وأخبارٌ سرتْ فبكلِّ أرضٍ
لها عبقٌ يضرُّ بكلِّ شانِ
وأمثالٍ تلذُّ بكلِّ سمعِ
كأنَّ بضربها ضربَ المثاني
وأخلاقٍ كروضِ المزنِ تحكي
مباسمها ثغورُ الأقحوانِ
خصالٌ كاللّآلي نافستها
عليهِ قلائدُ البيضِ الحصانِ
شهابُ الوغى يهزُّ سريَّ نصلٍ
فيخضبها بأحمرَ كالدّهانِ
تبنّاهُ السّحابُ فكانَ أحرى
بذيْ الدّعوى عليهِ النّيّرانِ
وواخاهُ الحسامُ فكانَ منهُ
بمرتبةِ القناةِ منَ السّنانِ
وحلّتْ منهُ منزلةَ المعالي
فأضحتْ كالخواتمِ في البنانِ
وحلّى المجدَ في دررِ السّجايا
فأمسى وهوَ كالأفقِ المزانِ
كسا تركَ النّجومِ مسوحَ نقعٍ
وروميَّ النّهارِ بطيلسانِ
وأنبتَ في فؤادِ الصّبحِ روعاً
فها كافورهُ كالزّعفرانِ
كأنَّ بنودهُ حجّابُ كسرى
على كلٍّ قميصٌ خسرواني
وحمرُ ظباهُ للمرّيخِ رهطٌ
فكلٌّ عندميُّ اللّونِ قانِ
توهمَ أنْ تميدَ الأرضُ فيهِ
فوقّرها برأسيهِ الجنانِ
وأيقنَ أنَّ بذلَ المالِ يبقي
لهُ بقيا فخلّدهُ بفانِ
لقدْ غلطَ الزّمانُ فجادَ فيهِ
وأعقمَ بعدهُ فرجُ الأوانِ
فلو حملتْمنَ القمرِ الثّريّا
لما كادتْ تجيءُ لهُ بثانِ
تورّثَ كلَّ فخرٍ منْ أبيهِ
وكلَّ تقىً وفضلٍ وامتنانِ
كأنهما صلاةُ الفجرِ هذا
لذا شفعٌ أو السّبعُ المثاني
علا مقدارهُ فحكا عليّاُّ
فشاركهُ بتسميةٍ وشانِ
هما نجمانِ بينهما اشتراكٌ
لو اقترنا لقلنا الفرقدانِ
فكمْ منْ نهرِ سابورٍ تأتّى
لهُ نصرٌ كيومِ النّهروانِ
وكم في التّابعينَ لآلِ حربٍ
لهُ منء فتكةٍ بكرٍ عوانِ
وأشرفُ مالهُ في الدّهرِ يومٌ
قضى يومَ الصّفوفِ بشهرَ كانِ
ألا يا ابنَ الأيمّةِ في قريشٍ
هداةِ الخلقِ منْ أنسٍ وجانِ
لقدْ أشبهتهمْ خلقاً وخُلقاً
وحكماً بالقضايا والبيانِ
ووافيتَ الزّمانَ وكانَ شيخاً
فعادَ سوادُ مفرقهِ الهجانِ
عرجتَ إلى المعالي فوقَ طرفٍ
فجاريتَ البراقَ على حصانِ
كأنّكَ باليدِ البيضاءِ موسى
ورمحكَ كالعصا في زيِّ جانِ
سنانكَ عنْ لسانِ الموتِ أضحى
لدى الهيجاءِ أفصحَ ترجمانِ
وسيفكَ لمْ يزلْ إمّا سواراً
لملحمةٍ وإمّا طوقَ جانِ
فدمْ حتّى يعودَ إليكَ أمسٌ
وعشْ حتّى يؤوبَ القارظانِ
ومتّعكَ الإلهُ بعيدِ فطرٍ
وخصّكَ بالتّحيّةِ والتّهاني
من بحر الوافر
<font size=5 color=black>
أفي طيِّ الصبا نشرُ التصابي
فقد نفختْ بنا روحُ الشبابِ
وهلْ طرقتْ مجرَّ ذيولِ ليلى
فقدْ جاءتْ معطّرةَ الثّيابِ
وهلْ رشفتْ ثناياها فأمستْ
تحدّثُ عنْ رحيقٍ مستطابِ
تمرُّ بنا فتثنينا سكاري
كأنّا لا نفيقُ منَ الشّرابِ
كأنَّ نسيمها شكوى مشوقٍ
آخي أدبٍ تلطّفَ بالعتابِ
سلوها هلْ لها وجدٌ بنجدٍ
فرقّتْ رقّةَ الصّبِّ المصابِ
سقى نجداًوأهليهِ ملثٌّ
يحاري رعدهُ طولَ انتحابي
ولا برحَ الزّمانُ بهِ ربيعاً
يطرّزُ زهرهُ حللَ الرّوابي
زكيٌّ لا تملُّ لهُ انتشاقاً
كأنَّ هناهُ أنفاسُ الكعابِ
بموردهِ لصادي القلبِ ريٌّ
كأنَّ بمائهِ بردَ الرّضابِ
إذا بربوعهِ حزناً مزجنا
لجينض الدّمعِ بالذّهبِ المذابِ
تسيرُ جسومنا فوقَ المطايا
وأنفسنا تسيلُ على التّراب
فكمْ منْ فاقدٍ فيهِ فؤاداً
وواجدِ مهجةٍ ذاتِ التهابِ
إلى نخلِ النّخيلِ تحنُّ شوقاً
وترزمُ تحتنا خوصُ الرّكابِ
ونلثمُ من ثنايا الجذعِ برقاً
فنحسبهُ ثغورَ بني حسابِ
بنفسي أسرةٌ أسروا رقادي
وحلّوا بينَ قلبي والذّهابِ
سراةٌ تلحقُ العقبانُ منهمْ
بريشِ النّبلِ بيضاتِ العقابِ
تهزُّ أكفّهمْ حيّاتِ لدنٍ
وتمرحُ خيلهمْ بأسودِ غابِ
إذا لبسوا الدّروعَ حسبتَ فيها
نجومَ اللّيلِ غرقى في السّرابِ
فكمْ فيهمْ ترى قمراً تجلّى
وشمسَ ضحىً توارتْ في حجابِ
وصبحَ طلاً تستّرَ في خمار
وآخرَ قدْ تنفّسَ في نقابِ
وراحاتٍ بدمعٍ أو نجيعٍ
مضرّجةً وأخرى في خضابِ
وكمْ بخدودِ نسوتهمْ وأيدي
فوارسهمْ توقّدَ منْ شهابِ
حوتْ أفواههمْ خمراً فصيغتْ
ثناياهمْ عى نسقِ الحبابِ
يكادُ يعربدُ المسواكُ فيها
إذا منها ترشّفَ باللّعابِ
كأنّهمُ إذا سطعتْ عليهمْ
مجامرهمْ شموسُ في ضبابِ
تحنّث السّاجعاتُ إذا تثنّوا
فتؤثرهمْ على القضبِ الرّطابِ
همُ راحي وريحاني وروحي
وجنّاتي وإنْ كانوا عذابي
وعافيتي وأمراضي وبرئي
وأفراحي وحزني واكتئابي
تولّوا والصّبا معهمْ تولّى
فهلْ لهمْ إلينا منْ إيابِ
إلامَ أطالبُ الأيّامَ فيهمْ
فلمْ تسمعْ ولمْ ترددْ جوابي
أعوذُ منَ الزّمانِ ومنْ نواهمْ
بربِّ المجدِ والمولى المهابِ
أخي الشّرفِ الرّفيعِ أبي حسينٍ
عليِّ المجدِ ذي الشّيمِ العجابِ
مبيدُ المالِ في بيدِ العطايا
مجلّي السّبقِ في يومِ الطّلابِ
زكيُّ النّفسِ محمدُ السّجايا
مصانُ العرضِ ممدوحُ الجنابِ
قديرٌ ذو قدررٍ راسباتٍ
تقابلها جفانٌ كالجوابي
فصيحٌ ما لمنطقهِ شبيهٌ
لو حملتْ بهِ أمَّ الكتابِ
شهابٌ في الثّغورِ عليهِ تثني
بيومِ الحربِ ألسنةُ الحرابِ
تسيرُ جيوشهُ فتكادُ رعباً
تميدُ الرّاسياتُ منَ الهضابِ
تقابلهُ البروقُ مغمداتٍ
وتصحبهُ السّحائبُ في القبابِ
بهِ يدري الخميسُ إذا رآهُ
سيخشرهُ بأحشاءِ الذّئابِ
ويعتقدُ الهزبرُ إذا التقاهُ
بأنَّ رجامهُ جوفُ الغرابِ
إذا هزَّ المثقفُ خلتَ فيهِ
جرى منْ بأسهِ سمُّ الحبابِ
كريمٌ صاغَ من بيضِ الأيادي
خواتمهُ وأطواقَ الرّقابِ
وحسّنَ بالنّدى وجهَ المعالي
وورّدَ خدّها بدمِ الضّرابِ
ومنْ مسكِ الغبارِ أثارَ سحباً
مخضّبةَ المبارقِ بالملابِ
مكارمهُ تسيرُ بكلِّ أرضٍ
كأنَّ يمينهُ حوضُ السّحابِ
وأنعمهُ تعلّمنا القوافي
فهذا الدّرُّ منْ ذاكَ العبابِ
حلتْ منهُ الطّباعُ فعزَّ بأساً
فأصبحَ وهوَ منْ شهدٍ وصابِ
فأحدثَ في الورى نعماص وبؤساً
كذلكَ شيمةُ الغيمِ الرّبابِ
يسوقُ إلى الوليِّ وليَّ فضلٍ
ونحوَ عداهُ صاعقةَ العقابِ
يرى عقبانَ راياتِ الأعادي
إذا خفقتْ كأجنحةِ الذّبابِ
يفوقُ أبا السّحابِ أباً وجوداً
إذا ماقيلَ ذَ ابنُ أبي ترابِ
تزفُّ جيادهُ العزماتُ منهُ
زفافَ النّملِ أجنحةَ العقابِ
لهُ عضبٌ بليلِ الخطبِ فجرٌ
ونابٌ في النّوائبِ غيرُ نابِ
تصيدُ نمالهُ الأسد الضّواري
ويقتنصُ الجوارحَ بالذّبابِ
وآراءٌ كأسهمهِ نفاذاً
مفوّقةٌ لإدراكِ الصّوابِ
وآثارٌ على دهمِ اللّيالي
حكتْ غررَ المسوّمةِ العرابِ
ألا يا ابنَ الأولى شرفوا وسادوا
على الدّنيا بفضلٍ وانتسابِ
لقدْ فلّقتَ هاماتِ الرّزايا
وقدتَ أبيّةَ النّوبِ الصّعابِ
وأثكلتَ الخزائنَ فهي تنعى
على الولدِ المقرّطِ بالجرابِ
خلتْ دارُ النّدى فظهرتُ فيهِ
ظهورَ الكنزِ في البلدِ الخرابِ
ليهنكَ سيّدي عيدٌ شريفٌ
يبشّرُ عنْ صيامكَ بالثّوابِ
فقابلْ بالمسرّةِ وجهَ فطرٍ
تبسّمَ عنْ ثناياهُ العذابِ
كأنّض لقاءهُ لقيا حبيبٍ
تعطّفَ زائراً بعدَ اجتنابِ
وجلّى رونقُ البشرى هلالاً
تصدّى كالحسامِ بلا قرابِ
هلالاً شقَّ جيبَ الهمِّ عنّا
بمخلبهِ وضرّسهُ بنابِ
أخا كلفٍ إذا رامَ انصرافاً
ثناهُ الشّوقُ وهوَ إليكَ صابي
أتاكَ على النّوى نضواً طليحاً
كأتَّ بهِ إلى رؤياكَ مابي
فدمْ بالمجدِ ما حنّتْ قلوبٌ
إلى الأوطانِ في دارِ اغترابِ
ولا برحتْ أكفُّ نداكَ تجري
بنثرِ الدّرِّ منظومَ الخطابِ
ولا زالتْ لكَ الأقدارُ تقضي
بما تهوى إلى يومِ الحسابِ
أفي طيِّ الصبا نشرُ التصابي
فقد نفختْ بنا روحُ الشبابِ
وهلْ طرقتْ مجرَّ ذيولِ ليلى
فقدْ جاءتْ معطّرةَ الثّيابِ
وهلْ رشفتْ ثناياها فأمستْ
تحدّثُ عنْ رحيقٍ مستطابِ
تمرُّ بنا فتثنينا سكاري
كأنّا لا نفيقُ منَ الشّرابِ
كأنَّ نسيمها شكوى مشوقٍ
آخي أدبٍ تلطّفَ بالعتابِ
سلوها هلْ لها وجدٌ بنجدٍ
فرقّتْ رقّةَ الصّبِّ المصابِ
سقى نجداًوأهليهِ ملثٌّ
يحاري رعدهُ طولَ انتحابي
ولا برحَ الزّمانُ بهِ ربيعاً
يطرّزُ زهرهُ حللَ الرّوابي
زكيٌّ لا تملُّ لهُ انتشاقاً
كأنَّ هناهُ أنفاسُ الكعابِ
بموردهِ لصادي القلبِ ريٌّ
كأنَّ بمائهِ بردَ الرّضابِ
إذا بربوعهِ حزناً مزجنا
لجينض الدّمعِ بالذّهبِ المذابِ
تسيرُ جسومنا فوقَ المطايا
وأنفسنا تسيلُ على التّراب
فكمْ منْ فاقدٍ فيهِ فؤاداً
وواجدِ مهجةٍ ذاتِ التهابِ
إلى نخلِ النّخيلِ تحنُّ شوقاً
وترزمُ تحتنا خوصُ الرّكابِ
ونلثمُ من ثنايا الجذعِ برقاً
فنحسبهُ ثغورَ بني حسابِ
بنفسي أسرةٌ أسروا رقادي
وحلّوا بينَ قلبي والذّهابِ
سراةٌ تلحقُ العقبانُ منهمْ
بريشِ النّبلِ بيضاتِ العقابِ
تهزُّ أكفّهمْ حيّاتِ لدنٍ
وتمرحُ خيلهمْ بأسودِ غابِ
إذا لبسوا الدّروعَ حسبتَ فيها
نجومَ اللّيلِ غرقى في السّرابِ
فكمْ فيهمْ ترى قمراً تجلّى
وشمسَ ضحىً توارتْ في حجابِ
وصبحَ طلاً تستّرَ في خمار
وآخرَ قدْ تنفّسَ في نقابِ
وراحاتٍ بدمعٍ أو نجيعٍ
مضرّجةً وأخرى في خضابِ
وكمْ بخدودِ نسوتهمْ وأيدي
فوارسهمْ توقّدَ منْ شهابِ
حوتْ أفواههمْ خمراً فصيغتْ
ثناياهمْ عى نسقِ الحبابِ
يكادُ يعربدُ المسواكُ فيها
إذا منها ترشّفَ باللّعابِ
كأنّهمُ إذا سطعتْ عليهمْ
مجامرهمْ شموسُ في ضبابِ
تحنّث السّاجعاتُ إذا تثنّوا
فتؤثرهمْ على القضبِ الرّطابِ
همُ راحي وريحاني وروحي
وجنّاتي وإنْ كانوا عذابي
وعافيتي وأمراضي وبرئي
وأفراحي وحزني واكتئابي
تولّوا والصّبا معهمْ تولّى
فهلْ لهمْ إلينا منْ إيابِ
إلامَ أطالبُ الأيّامَ فيهمْ
فلمْ تسمعْ ولمْ ترددْ جوابي
أعوذُ منَ الزّمانِ ومنْ نواهمْ
بربِّ المجدِ والمولى المهابِ
أخي الشّرفِ الرّفيعِ أبي حسينٍ
عليِّ المجدِ ذي الشّيمِ العجابِ
مبيدُ المالِ في بيدِ العطايا
مجلّي السّبقِ في يومِ الطّلابِ
زكيُّ النّفسِ محمدُ السّجايا
مصانُ العرضِ ممدوحُ الجنابِ
قديرٌ ذو قدررٍ راسباتٍ
تقابلها جفانٌ كالجوابي
فصيحٌ ما لمنطقهِ شبيهٌ
لو حملتْ بهِ أمَّ الكتابِ
شهابٌ في الثّغورِ عليهِ تثني
بيومِ الحربِ ألسنةُ الحرابِ
تسيرُ جيوشهُ فتكادُ رعباً
تميدُ الرّاسياتُ منَ الهضابِ
تقابلهُ البروقُ مغمداتٍ
وتصحبهُ السّحائبُ في القبابِ
بهِ يدري الخميسُ إذا رآهُ
سيخشرهُ بأحشاءِ الذّئابِ
ويعتقدُ الهزبرُ إذا التقاهُ
بأنَّ رجامهُ جوفُ الغرابِ
إذا هزَّ المثقفُ خلتَ فيهِ
جرى منْ بأسهِ سمُّ الحبابِ
كريمٌ صاغَ من بيضِ الأيادي
خواتمهُ وأطواقَ الرّقابِ
وحسّنَ بالنّدى وجهَ المعالي
وورّدَ خدّها بدمِ الضّرابِ
ومنْ مسكِ الغبارِ أثارَ سحباً
مخضّبةَ المبارقِ بالملابِ
مكارمهُ تسيرُ بكلِّ أرضٍ
كأنَّ يمينهُ حوضُ السّحابِ
وأنعمهُ تعلّمنا القوافي
فهذا الدّرُّ منْ ذاكَ العبابِ
حلتْ منهُ الطّباعُ فعزَّ بأساً
فأصبحَ وهوَ منْ شهدٍ وصابِ
فأحدثَ في الورى نعماص وبؤساً
كذلكَ شيمةُ الغيمِ الرّبابِ
يسوقُ إلى الوليِّ وليَّ فضلٍ
ونحوَ عداهُ صاعقةَ العقابِ
يرى عقبانَ راياتِ الأعادي
إذا خفقتْ كأجنحةِ الذّبابِ
يفوقُ أبا السّحابِ أباً وجوداً
إذا ماقيلَ ذَ ابنُ أبي ترابِ
تزفُّ جيادهُ العزماتُ منهُ
زفافَ النّملِ أجنحةَ العقابِ
لهُ عضبٌ بليلِ الخطبِ فجرٌ
ونابٌ في النّوائبِ غيرُ نابِ
تصيدُ نمالهُ الأسد الضّواري
ويقتنصُ الجوارحَ بالذّبابِ
وآراءٌ كأسهمهِ نفاذاً
مفوّقةٌ لإدراكِ الصّوابِ
وآثارٌ على دهمِ اللّيالي
حكتْ غررَ المسوّمةِ العرابِ
ألا يا ابنَ الأولى شرفوا وسادوا
على الدّنيا بفضلٍ وانتسابِ
لقدْ فلّقتَ هاماتِ الرّزايا
وقدتَ أبيّةَ النّوبِ الصّعابِ
وأثكلتَ الخزائنَ فهي تنعى
على الولدِ المقرّطِ بالجرابِ
خلتْ دارُ النّدى فظهرتُ فيهِ
ظهورَ الكنزِ في البلدِ الخرابِ
ليهنكَ سيّدي عيدٌ شريفٌ
يبشّرُ عنْ صيامكَ بالثّوابِ
فقابلْ بالمسرّةِ وجهَ فطرٍ
تبسّمَ عنْ ثناياهُ العذابِ
كأنّض لقاءهُ لقيا حبيبٍ
تعطّفَ زائراً بعدَ اجتنابِ
وجلّى رونقُ البشرى هلالاً
تصدّى كالحسامِ بلا قرابِ
هلالاً شقَّ جيبَ الهمِّ عنّا
بمخلبهِ وضرّسهُ بنابِ
أخا كلفٍ إذا رامَ انصرافاً
ثناهُ الشّوقُ وهوَ إليكَ صابي
أتاكَ على النّوى نضواً طليحاً
كأتَّ بهِ إلى رؤياكَ مابي
فدمْ بالمجدِ ما حنّتْ قلوبٌ
إلى الأوطانِ في دارِ اغترابِ
ولا برحتْ أكفُّ نداكَ تجري
بنثرِ الدّرِّ منظومَ الخطابِ
ولا زالتْ لكَ الأقدارُ تقضي
بما تهوى إلى يومِ الحسابِ
من بحر الوافر
<font size=5 color=black>
اتنكر بأس أحداقِ العذارى
أما تدري بعربدةِ السكارى
وتفتنكَ العيونُ وما عهدنا
جريحاً قلبهُ يهوى الشِّفارا
زتغرمُ في القدودِ فهل طعينٌ
هوى منْ قبلكَ الأسلَ الحرارا
وتمسي في الذَّوائب مستهاماً
متى عشقتْ سلاسلها الأسارى
لقدْ فتكتْ بنا الأجفانُ حتَّى
شكتْ ضعفاَ لذلك وانكساراً
إلامَ بها نلامُ ولا نبالي
فتوسعنا جراحاً واعتذارا
رأينا أنَّ حبلَ الحبِّ فينا
شعورٌ فاتَّخذناها شعارا
وهمنا بالحسانِ وما فهمنا
بناتِ صدورها تلدُ البوارا
وهبنا العذرَ لعذَّالِ لمَّا
خلعنا في عذارها العذارا
علامَ عيوننا بالدَّمعِ غرقى
ومنْ وجناتهنَّ تخوضُ نارا
ونسألُ منْ مراشفهنَّ ؤيّاً
وبردُ برودها يوري الأوارا
تؤرقنا ذوائبها ولسنا
نرى لدجى لياليها قصارى
فهلْ تدري بغايتها المداري
فقدْ ضاقتْ على المرضى السُّهارى
لعمركَ ليسَ منْ حمرِ المنايا
سوى الوجناتِ تسلبنا القرارا
إذا لشقائنا الآجالُ طالتْ
تخلِّصها الحضورُ لنا اختصارا
وإنْ كهمَ الرَّدى يوماً فمنهُ
يسنُّ لقتل أنفسنا الغرارا
تحاذرنا المنايا السُّودُ جهراً
وتأتينا العيونُ بها سرارا
بروحي جيرةٌ جاروا وقلبي
لديهمْ لمْ يزلْ بالحيِّ جارا
مصابيحٌ إذا سفروا بليلٍ
حسبتَ ظلامهُ لبسَ النَّهارا
بدورٌ بالخيامِ ذووا شموساً
بشبهِ البيضِ تحملها الغبارا
مرنَّحةٌ معاطفهمْ صحاةٌ
تكادُ عيونهمْ تجري عقارا
لهمْ صورٌ كأنَّ الحسنَ صبٌ
تأمَّلَ طرفهُ فيهمْ فحارا
وألفاظٌ إذا المخمورُ فيها
تداوى طبعهُ فقدَ الخمارا
وأسنانٌ تفدِّيها الَّلآلي
بأكبرها وإنْ كانتْ صغارا
بأعينهمْ تجولُ السِّحرُ حتَّى
نثيرُ الكحلِ تحسبهُ غبارا
لشوقِ سنا الصَّباحِ إلى لقاهم
تنفَّسَ حسرةً ورمى جمارا
إذا بقبابهمْ سفرتْ ظباهمْ
حسبتَ بيوتهمْ بيعَ النَّصارى
سقتهمْ أعينُ الأنواءِ دمعاَ
يخطُّ بخدِّ واديهمْ عذارا
ولا درستْ نوادي الحسنِ منهمْ
ولا فصمَ البلى منها سوارا
همُ بالقلبِ لا بالخيفِ حلُّوا
وفي جمراتهِ اتَّخذوا ديارا
أقاموا فيهِ بعدَ رحيلِ صبري
فأضحتْ مهجتي أهلاً قفارا
إذا خطروا ببالي فرَّ شوقاً
فلوْ حملتهُ قادمةٌ لطارا
أروحُ ولي بهمْ روحٌ تلظَّتْ
إذا استضرمتها قدحتْ شرارا
وأجفانٌ كسحبِ ندى عليٍّ
إذا استمطرت مطرتْ نضارا
حليفِ المكرماتِ أبي عليٍّ
أجلِّ النَّاسِ قدراً واقتدارا
أعزُّ بني الملوكِ الغرِّ نفساً
وأشجعهمْ وأمنعهمْ ذمارا
وأنجدهمْ وأطولهمْ نجاداً
وأفخرهمْ وأطهرهمْ إزارا
أخو شرفٍ تولَّدَ من عليٍّ
وبضعةِ أحمدٍ فزكا فخارا
تلاقى مجمعُ البحرينِ فيهِ
وشارك هاشمٌ فيهِ نزارا
هو النُّورُ الَّذي لولاهُ لاقتْ
بدورُ المجدِ في التمِّ السِّرارا
محا إيضاؤهُ صبغَ الَّليالي
فعسجدَ لونهنَّ وكانَ قارا
أتى الأيَّامَ والأيَّامُ غضبى
فأحدثَ في مباسمها افترارا
ووافى والنَّدى ثمدٌ ففاضتْ
مواردهُ ولولاهُ لغارا
رسا حلماً فقرَّ الحوزُ فيهِ
ولولا حلمهُ فينا لمارا
بصهوةِ مهدهِ طلبَ المعالي
وقبلَ قماطه لبسَ الوقارا
وحازَ تقىً ومعروفاً وفضلاً
وأقداراً وبأساً واصطبارا
وأصبحَ للعلا بعلاً كريماً
فأولدها المحامدَ والفخارا
غمامٌ صافحَ البيضَ المواضي
فأحدثَ في جوانبها اخضرارا
تكادُ الأرضُ ينبتها حريراً
حيا كفَّيه لا شيحاً وغارا
ويوشكُ أنَ يعودَ النُّورُ تبراً
لو أنَّ الغيثَ نائلهُ استعارا
وروضٌ من حمائلهِ التقطنا
دنانيرَ العطايالا العرارا
حكى فصلَ الرَّبيعِ الطَّلقِ خلقاً
وفاقَ بجودِ راحتهِ القطارا
كسا قتلى أعاديهِ شقيقاً
وبرقعَ وجهَ حبِّهمِ بهارا
وهزَّ على الكماةِ قطوفَ لدنٍ
فدلَّتْ منْ جماجمهمْ ثمارا
وأحدثَ عهدهُ فينا سروراً
فأنبتَ في الخدودِ الجلَّنارا
مطاعٌ لو دها الصَّفواءَ يوماً
سمعتَ لها وإنْ صمَّتْ خوارا
جوادٌ في ميادينِ العطايا
ومضمارِ الفصاحةِ لا يجارى
فصيحٌ نطقهُ نظماً ونثراً
يرصِّعُ لفظهُ الدُّررَ الكبارا
تودُّ مدادهُ الأيَّام تمسي
بأعينها إذا كتبَ احورارا
فكمْ في خطِّه منْ بنتِ فكرٍ
لها نسجتْ محابرهُ خمارا
ذكاءٌ منْ سناها كادَ يحكي
ظلامُ مدادهِ الشَّفقَ احمرارا
لهُ القلمُ الَّذي في كلِّ سطرٍ
ترى في خطِّهِ فلكاً مدارا
يمجُّ على صباح السَّطرِ ليلاً
تكوكبَ في المعالي واستنارا
وأشرقَ منهُ في أندى يمين
فلجَّج في أناملها وسارا
ومنْ يسعى إلى طلبِ المعالي
فلا عجبٌ إذا ركبَ البحارا
وراعٌ روَّعَ النضبَ المواضي
فأثبتَ في تقوُّمها ازورارا
ترى ثعبانهُ الأفلاكُ تسعى
فيخفقُ قلبُ عقربها حذارا
يردُّ حسامَ جوزاها كهاماً
ويطعنُ في عطاردها احتقارا
مؤيدُ ملَّةِ الإسلامِ هادٍ
إذا ضلَّ الهداةُ ولا منارا
لهُ كتبٌ يعزُّ النَّصبُ منها
إذا شنَّتْ كتائبها مغارا
حكتْ زهر الرِّياضِ الغضَّ حسناً
ونشرَ المسكِ طيباً وانتشارا
ووقتْعينَ نسيمٍ صفاءً
وعينَ الشَّمسِ نوراً واشتهارا
فواصلها سيوفٌ فاصلاتٌ
وهديٌ بالضَّلالةِ لا يمارى
من الدِّيباجِ ألبسها ثياباً
وصاغَ من النُّضلرِ لها فقارا
إذا في إثرها الأفكارُ سارتْ
لتدركَ ثارها وقفتْ حيارى
فنورُ مبينها جمعُ الدَّراري
وخيرُ مقالها الدررُ النثارا
وفي نكتِ البيانِ أبانَ فضلاً
بمختصرٍ حوى حكماً غزارا
كتابٌ كلُّ سفرٍ منهُ سفرٌ
منَ الإقهارِ في الأقطارِ دارا
فلو أمُّ الكتابِ أتتْ بنجلٍ
لقلنا فيهِ قدْ حملتْ قصارا
إذا ورد العدا منهُ كتابٌ
توعَّدهمْ بهِ طلبوا الفرارا
كأنَّ كتابهُ جيشٌ علتهُ
دجى أترابهِ نفعاً مثارا
وإنْ صدرتْ ظباهُ عنِ الهوادي
حسبتَ حديدها ذهباً ممارا
وهوبٌ يوسعُ الفقراءَ تبراً
ولمْ يهبِ العدا إلاَّ تبارا
ألا يا أيُّها الملكُ المرجَّى
إذا غدرَ الزَّمانُ بنا وجارا
ويا غيثاً إذا الأنواءُ ضنَّتْ
وطالَ جفا الحيا حيَّا وزارا
لعمركَ إنَّ قدرك لا يجارى
وقطركَ بالسَّماحةِ لا يبارى
بطولكَ تمَّ نقصانُ المعالي
فطالتْ بعدما كانتْ قصارا
لئنْ أضحكتَ بيضَ العهندِ يوماً
فقدْ أبكيتهنَّ دماً جبارا
ليهنكَ بعدَ صومكَ عيدُ فطرٍ
يريكَ بقلبِ حاسدكَ انفطارا
أتاكَ وفوقَ غرَّتهِ هلالٌ
إذا قابلتهُ خجلاً توارى
يشيرُ وعادَ نحوكَ كلَّ عامٍ
يحدِّدُ فيكَ عهداَ وازديارا
ولا برحتْ لكَ العلياءُ داراً
ومتَّعكَ الزَّمانُ بملكِ دارا
اتنكر بأس أحداقِ العذارى
أما تدري بعربدةِ السكارى
وتفتنكَ العيونُ وما عهدنا
جريحاً قلبهُ يهوى الشِّفارا
زتغرمُ في القدودِ فهل طعينٌ
هوى منْ قبلكَ الأسلَ الحرارا
وتمسي في الذَّوائب مستهاماً
متى عشقتْ سلاسلها الأسارى
لقدْ فتكتْ بنا الأجفانُ حتَّى
شكتْ ضعفاَ لذلك وانكساراً
إلامَ بها نلامُ ولا نبالي
فتوسعنا جراحاً واعتذارا
رأينا أنَّ حبلَ الحبِّ فينا
شعورٌ فاتَّخذناها شعارا
وهمنا بالحسانِ وما فهمنا
بناتِ صدورها تلدُ البوارا
وهبنا العذرَ لعذَّالِ لمَّا
خلعنا في عذارها العذارا
علامَ عيوننا بالدَّمعِ غرقى
ومنْ وجناتهنَّ تخوضُ نارا
ونسألُ منْ مراشفهنَّ ؤيّاً
وبردُ برودها يوري الأوارا
تؤرقنا ذوائبها ولسنا
نرى لدجى لياليها قصارى
فهلْ تدري بغايتها المداري
فقدْ ضاقتْ على المرضى السُّهارى
لعمركَ ليسَ منْ حمرِ المنايا
سوى الوجناتِ تسلبنا القرارا
إذا لشقائنا الآجالُ طالتْ
تخلِّصها الحضورُ لنا اختصارا
وإنْ كهمَ الرَّدى يوماً فمنهُ
يسنُّ لقتل أنفسنا الغرارا
تحاذرنا المنايا السُّودُ جهراً
وتأتينا العيونُ بها سرارا
بروحي جيرةٌ جاروا وقلبي
لديهمْ لمْ يزلْ بالحيِّ جارا
مصابيحٌ إذا سفروا بليلٍ
حسبتَ ظلامهُ لبسَ النَّهارا
بدورٌ بالخيامِ ذووا شموساً
بشبهِ البيضِ تحملها الغبارا
مرنَّحةٌ معاطفهمْ صحاةٌ
تكادُ عيونهمْ تجري عقارا
لهمْ صورٌ كأنَّ الحسنَ صبٌ
تأمَّلَ طرفهُ فيهمْ فحارا
وألفاظٌ إذا المخمورُ فيها
تداوى طبعهُ فقدَ الخمارا
وأسنانٌ تفدِّيها الَّلآلي
بأكبرها وإنْ كانتْ صغارا
بأعينهمْ تجولُ السِّحرُ حتَّى
نثيرُ الكحلِ تحسبهُ غبارا
لشوقِ سنا الصَّباحِ إلى لقاهم
تنفَّسَ حسرةً ورمى جمارا
إذا بقبابهمْ سفرتْ ظباهمْ
حسبتَ بيوتهمْ بيعَ النَّصارى
سقتهمْ أعينُ الأنواءِ دمعاَ
يخطُّ بخدِّ واديهمْ عذارا
ولا درستْ نوادي الحسنِ منهمْ
ولا فصمَ البلى منها سوارا
همُ بالقلبِ لا بالخيفِ حلُّوا
وفي جمراتهِ اتَّخذوا ديارا
أقاموا فيهِ بعدَ رحيلِ صبري
فأضحتْ مهجتي أهلاً قفارا
إذا خطروا ببالي فرَّ شوقاً
فلوْ حملتهُ قادمةٌ لطارا
أروحُ ولي بهمْ روحٌ تلظَّتْ
إذا استضرمتها قدحتْ شرارا
وأجفانٌ كسحبِ ندى عليٍّ
إذا استمطرت مطرتْ نضارا
حليفِ المكرماتِ أبي عليٍّ
أجلِّ النَّاسِ قدراً واقتدارا
أعزُّ بني الملوكِ الغرِّ نفساً
وأشجعهمْ وأمنعهمْ ذمارا
وأنجدهمْ وأطولهمْ نجاداً
وأفخرهمْ وأطهرهمْ إزارا
أخو شرفٍ تولَّدَ من عليٍّ
وبضعةِ أحمدٍ فزكا فخارا
تلاقى مجمعُ البحرينِ فيهِ
وشارك هاشمٌ فيهِ نزارا
هو النُّورُ الَّذي لولاهُ لاقتْ
بدورُ المجدِ في التمِّ السِّرارا
محا إيضاؤهُ صبغَ الَّليالي
فعسجدَ لونهنَّ وكانَ قارا
أتى الأيَّامَ والأيَّامُ غضبى
فأحدثَ في مباسمها افترارا
ووافى والنَّدى ثمدٌ ففاضتْ
مواردهُ ولولاهُ لغارا
رسا حلماً فقرَّ الحوزُ فيهِ
ولولا حلمهُ فينا لمارا
بصهوةِ مهدهِ طلبَ المعالي
وقبلَ قماطه لبسَ الوقارا
وحازَ تقىً ومعروفاً وفضلاً
وأقداراً وبأساً واصطبارا
وأصبحَ للعلا بعلاً كريماً
فأولدها المحامدَ والفخارا
غمامٌ صافحَ البيضَ المواضي
فأحدثَ في جوانبها اخضرارا
تكادُ الأرضُ ينبتها حريراً
حيا كفَّيه لا شيحاً وغارا
ويوشكُ أنَ يعودَ النُّورُ تبراً
لو أنَّ الغيثَ نائلهُ استعارا
وروضٌ من حمائلهِ التقطنا
دنانيرَ العطايالا العرارا
حكى فصلَ الرَّبيعِ الطَّلقِ خلقاً
وفاقَ بجودِ راحتهِ القطارا
كسا قتلى أعاديهِ شقيقاً
وبرقعَ وجهَ حبِّهمِ بهارا
وهزَّ على الكماةِ قطوفَ لدنٍ
فدلَّتْ منْ جماجمهمْ ثمارا
وأحدثَ عهدهُ فينا سروراً
فأنبتَ في الخدودِ الجلَّنارا
مطاعٌ لو دها الصَّفواءَ يوماً
سمعتَ لها وإنْ صمَّتْ خوارا
جوادٌ في ميادينِ العطايا
ومضمارِ الفصاحةِ لا يجارى
فصيحٌ نطقهُ نظماً ونثراً
يرصِّعُ لفظهُ الدُّررَ الكبارا
تودُّ مدادهُ الأيَّام تمسي
بأعينها إذا كتبَ احورارا
فكمْ في خطِّه منْ بنتِ فكرٍ
لها نسجتْ محابرهُ خمارا
ذكاءٌ منْ سناها كادَ يحكي
ظلامُ مدادهِ الشَّفقَ احمرارا
لهُ القلمُ الَّذي في كلِّ سطرٍ
ترى في خطِّهِ فلكاً مدارا
يمجُّ على صباح السَّطرِ ليلاً
تكوكبَ في المعالي واستنارا
وأشرقَ منهُ في أندى يمين
فلجَّج في أناملها وسارا
ومنْ يسعى إلى طلبِ المعالي
فلا عجبٌ إذا ركبَ البحارا
وراعٌ روَّعَ النضبَ المواضي
فأثبتَ في تقوُّمها ازورارا
ترى ثعبانهُ الأفلاكُ تسعى
فيخفقُ قلبُ عقربها حذارا
يردُّ حسامَ جوزاها كهاماً
ويطعنُ في عطاردها احتقارا
مؤيدُ ملَّةِ الإسلامِ هادٍ
إذا ضلَّ الهداةُ ولا منارا
لهُ كتبٌ يعزُّ النَّصبُ منها
إذا شنَّتْ كتائبها مغارا
حكتْ زهر الرِّياضِ الغضَّ حسناً
ونشرَ المسكِ طيباً وانتشارا
ووقتْعينَ نسيمٍ صفاءً
وعينَ الشَّمسِ نوراً واشتهارا
فواصلها سيوفٌ فاصلاتٌ
وهديٌ بالضَّلالةِ لا يمارى
من الدِّيباجِ ألبسها ثياباً
وصاغَ من النُّضلرِ لها فقارا
إذا في إثرها الأفكارُ سارتْ
لتدركَ ثارها وقفتْ حيارى
فنورُ مبينها جمعُ الدَّراري
وخيرُ مقالها الدررُ النثارا
وفي نكتِ البيانِ أبانَ فضلاً
بمختصرٍ حوى حكماً غزارا
كتابٌ كلُّ سفرٍ منهُ سفرٌ
منَ الإقهارِ في الأقطارِ دارا
فلو أمُّ الكتابِ أتتْ بنجلٍ
لقلنا فيهِ قدْ حملتْ قصارا
إذا ورد العدا منهُ كتابٌ
توعَّدهمْ بهِ طلبوا الفرارا
كأنَّ كتابهُ جيشٌ علتهُ
دجى أترابهِ نفعاً مثارا
وإنْ صدرتْ ظباهُ عنِ الهوادي
حسبتَ حديدها ذهباً ممارا
وهوبٌ يوسعُ الفقراءَ تبراً
ولمْ يهبِ العدا إلاَّ تبارا
ألا يا أيُّها الملكُ المرجَّى
إذا غدرَ الزَّمانُ بنا وجارا
ويا غيثاً إذا الأنواءُ ضنَّتْ
وطالَ جفا الحيا حيَّا وزارا
لعمركَ إنَّ قدرك لا يجارى
وقطركَ بالسَّماحةِ لا يبارى
بطولكَ تمَّ نقصانُ المعالي
فطالتْ بعدما كانتْ قصارا
لئنْ أضحكتَ بيضَ العهندِ يوماً
فقدْ أبكيتهنَّ دماً جبارا
ليهنكَ بعدَ صومكَ عيدُ فطرٍ
يريكَ بقلبِ حاسدكَ انفطارا
أتاكَ وفوقَ غرَّتهِ هلالٌ
إذا قابلتهُ خجلاً توارى
يشيرُ وعادَ نحوكَ كلَّ عامٍ
يحدِّدُ فيكَ عهداَ وازديارا
ولا برحتْ لكَ العلياءُ داراً
ومتَّعكَ الزَّمانُ بملكِ دارا
من بحر الوافر
<font size=5 color=black>
جعلتكَ بالسّويداءِ منْ فؤادي
ومنْ حدقي فديتكَ بالسّوادِ
هويتكَ واصطفيتكَ دونَ رهطي
وأولادي فكنتَ منَ الأعادي
جهلتَ أبوّتي وجحدتَ حقّيْ
وقابلتَ المودّةَ بالعنادِ
أتنسى حسنَ تربيتي ولطفي
وما سيقتْ إليكَ منَ الأيادي
رجوتكَ كالعصا لاوانِ شيبي
ومعتمدي إذا مالتْ عمادي
وإنْ كسرتْ يدَ الحدثانِ عظمي
ترى منهُ بمنزلةِ الضّمادِ
ولستُ أخالَ فيكَ يخيبُ ظنّي
ويخطي سهمُ حدثي واجتهادي
عساكَ عليَّ تعطفُ يا حبيبي
وتهجرُ ما ترومُ منَ البعادِ
جعلتكَ بالسّويداءِ منْ فؤادي
ومنْ حدقي فديتكَ بالسّوادِ
هويتكَ واصطفيتكَ دونَ رهطي
وأولادي فكنتَ منَ الأعادي
جهلتَ أبوّتي وجحدتَ حقّيْ
وقابلتَ المودّةَ بالعنادِ
أتنسى حسنَ تربيتي ولطفي
وما سيقتْ إليكَ منَ الأيادي
رجوتكَ كالعصا لاوانِ شيبي
ومعتمدي إذا مالتْ عمادي
وإنْ كسرتْ يدَ الحدثانِ عظمي
ترى منهُ بمنزلةِ الضّمادِ
ولستُ أخالَ فيكَ يخيبُ ظنّي
ويخطي سهمُ حدثي واجتهادي
عساكَ عليَّ تعطفُ يا حبيبي
وتهجرُ ما ترومُ منَ البعادِ
من بحر الوافر
<font size=5 color=black>
وبي قمرٌ منيرٌ ضاعَ منّي
بنقطة خالهِ المسكيِّ نسكي
تقبّا بالظّلامِ لأجلِ حزني
وعمّمَ بالصّباحِ لأجلِ هتكي
وبي قمرٌ منيرٌ ضاعَ منّي
بنقطة خالهِ المسكيِّ نسكي
تقبّا بالظّلامِ لأجلِ حزني
وعمّمَ بالصّباحِ لأجلِ هتكي
من بحر الرمل
<font size=5 color=black>
قد براها للسرى جذاب براها
فذراها ياكل السير ذراها
ودعاها للحمى داعي الهوى
فدعاها فالهوى حيثُ دعاها
واسقياها من صفا ذكرِ الصّفا
وصفا الخيفِ لها كي تسكراها
يا لها منْ أحرفٍ مسطورةٍ
تسبقُ الوحيَ إذا الحادي تلاها
ترتمي شوقاً فلولا ثقلُ ما
في صدورِ الرّكبِ طارتْ في سراها
سحبُ صيفٍ قدحُ أيديها الحصى
برقها والرَّعد أصواتُ رغاها
كلَّما حنَّتْ لأرضِ المنحنى
وكلاها أقرحَ السَّوقُ كلاها
كمْ ترى منْ خلفها منْ مروةٍ
وردتْ أخفافها بيضَ حصاها
سفنٌ تجري بأشباحٍ غدتْ
معها غرقى بطوفانِ بكاها
ذاتُ أنفاسٍ حرارٍ صيَّرتْ
فحمةَ الظَّلماء جمراً في لظاها
كلُّ ذي قلبٍ مشوقٍ لمْ يزلْ
للمطايا زجرهُ أوهاًوآها
أسهمٌ فوقَ سهامٍ مثلها
لا يصيبُ النُّجحُ إلاَّ في خطاها
تبتغي نجماً بأطرافِ الحمى
وهمُ همُّهم بدرُ سماها
أوشكتْ تعرجُ فيها للسَّما
إذ درتْ قصدهمُ شمسُ ضحاها
حيِّ أكنافَ الحمى من أربعٍ
ما سقتْ أحياءها المزنُ دماها
وبقاعٌ قدِّستْ لكنَّها تجَّستها
الأسدُ في طمثِ ظباها
ومغانٍ بالغواني بها أبنيةً
أفصحُ الأعرابِ ما ضمَّ بناها
كمْ ثنايا في ثناياها دجىً
مبعثُ الفجرِ إلينا منْ كواها
جنَّةٌ فيها الَّلآلي فصِّلتْ
واليواقيتُ ثغورٌ أو شفاها
ماؤخا شهدٌ هواها قرقفٌ
طينها العنبرُ والمسكُ ثراها
كمْ بهِ بيتٍ غدا مضمونهُ
درَّةً بيضاءَ منْ بيضِ ثراها
وقطوفٍ منْ جمانٍ ذلِّلتْ
عزَّ كلَّ العزِّ مستحلي جناها
يا بني فهرٍ سلوا بلقيسكمْ
كيفَ تسبي مهجتي وهيَ سباها
واسألوا أجفانكمْ عن صحَّتي
فهي عنَّا عوَّضت جسمي ضناها
ورقُ نجدٍ بعدكمْ لي رحمةً
ندبتْ شجواً ورقَّتْ في ضناها
وبكتْ لي وحشها حتَّى محتْ
كحلها بالدَّمعِ أحداقُ مهاها
تلفَتْ نفسي بكمْ إلاَّ شفاً
والشفاهُ اللُّعسُ لمْ يمنحْ شفاها
هيَ تدري ما بها منْ نبلكمْ
والعيونُ السُّودُ تدري منْ رماها
ويحها كمْ تتَّقي بأسَ الهوى
وعليٌّ كلَّ مخدورٍ كفاها
كفُّها كافلها عصمتها
منْ أذى الدَّهرِ إذا الدَّهرُ دهاها
كنزُها جوهرها ياقوتها
قوتها قوَّتها خمسُ قواها
زينةُ الدُّنيا وأهليها معاً
طوقها دملجها تاجُ علاها
ساعدُ الهيجاءِ موري زندها
سيفها عاملها قطبُ رحاها
موسويٌ عندهُ إذ لمْ تجدْ
نارَ موسى فيهِ إذ لاحَ هداها
قدْ حكاها في اليدِ البيضا وفي
رمحهِ عنْ عزمهِ سرُّ عصاها
حيدريٌّ أوشكتْ راحاتهُ
تلتظي نيرانها لولا نداها
غيثُ وجودٍ لو أصابتْ قطرةٌ
منه رضوى كان يخضرُّ صفاها
ليثُ حربٍ أشفقتْ أسدُ الشَّرى
منه حتَّى بايعته في شراها
خائض الحربِ الَّتي نيرانها
في التَّلاقي تنزعُ الأسدَ شواها
فالقُ الهاماتِ بالقضبِ الَّتي
حينَ تنضى يفلقُ الَّليلَ سناها
يحسبُ البيضَ ثنايا خرَّدٍ
وعليها الدَّمَ معسولَ لماها
حازتِ النَّصرَ لها ألويةٌ
جعلتْ معكوسةُ حظَّ عداها
كلَّما كبَّرَ في حشِ وغىً
سبَّحَ الصَّفُّ لآياتٍ يراها
سورةُ الرَّحمنِ في صورتهِ
كتبتْ بالنُّورِ في لوحِ صفاها
ملكٌ قدْ شرفَ الملكُ بهِ
وازدهى المنصبُ والمجدُ تناهى
طيّبٌ لو لمْ تصلْ أخبارهُ
شجرَ الكافورِ ما طابَ شذاها
لو صبا نجٍ تلتْ في مدحهِ
بيتَ شعرٍ لحكى العودَ غضاها
أو تغنَّتْ ورقها في شعرهِ
هزَّتْ الأعطافَ بالرَّقصِ رباها
بحرُ علمٍ لجُّهُ منْ جعفرٍ
قبسٌ شعلتهُ منْ نورِ طاها
بحرُ علمٍ لجُّهُ منْ جعفرٍ
قبسٌ شعلتهُ منْ نورِ طها
كمْ بروضاتِ القراطيسِ لهُ
كلماتٌ تشبهُ الزَّهرَ رواها
علمهُ نورٌ مبينٌ للهدى
ظلماتُ النُّصبِ بالنَّصِ جلاها
جادَ في خيرِ مقالٍ صدقهُ
شبهَ الباطلِ بالحقِّ محاها
طاهرٌ لوْ سبقَ الدَّهرُ بهِ
جاذبَ العترةَ في فضلِ كساها
سمحٌ يبسطُ للوفدِ يداً
تمَّ معنى الجودِ فيها وتناهى
راحةٌ مبسوطةٌ لو مدَّها
للسَّما أمكنها قبضُ سهاها
نارها مشبوبةٌ في لجِّها
تقذفُ العسجدَ أمواجُ لهاها
ظلِّلت علياؤهُ في رايةٍ
تنسفُ الأعلامَ في خفقِ لواها
رايةٌ منصوبةٌ في رفعها
تنصبُ الأعداءُ في كيِّ جواها
حائزٌ غرَّ خصال زيَّنتْ
عطلَ الأيَّامِ في حسنِ حلاها
غبطتها أنجمُ الأفقِ فها
هيَ في الإشراقِ فيها لا تضاهى
لو بأفكارِ الَّليالي خطرتْ
بيَّضتْ أنوارها سودَ إماها
يا عليَّ المجدِ لا زالتْ بكمْ
تشرقُ الدُّنيا ولا زلتمْ ضياها
ولدتكمْ والنَّواصي شعلةٌ
فجرى في عودها ماءُ صباها
كانتِ الأيَّامُ مرضى قبلكمْ
فاستفادتْ من معانيكمْ دواها
حسنتْ أوقاتها فيكمْ فلا
زلتمُ يا رونقَ الدَّهرِ بهاها
كلُّ أخبارِ المعالي والنَّدى
عنكمُ صحَّتْ ومنكمْ مبتداها
عترةٌ قدْ صحَّ عندي أنَّها
ليس للأَّيام أرواحٌ سواها
سيِّدي هنيتَ بالصَّومِ وفي
بهجةِ الإفطارِ وأنعمْ في هناها
وتلقَّ العيدَ بالبشرِ فقدْ
جاءَ منكمْ يجتدي قدراً وجاها
قد براها للسرى جذاب براها
فذراها ياكل السير ذراها
ودعاها للحمى داعي الهوى
فدعاها فالهوى حيثُ دعاها
واسقياها من صفا ذكرِ الصّفا
وصفا الخيفِ لها كي تسكراها
يا لها منْ أحرفٍ مسطورةٍ
تسبقُ الوحيَ إذا الحادي تلاها
ترتمي شوقاً فلولا ثقلُ ما
في صدورِ الرّكبِ طارتْ في سراها
سحبُ صيفٍ قدحُ أيديها الحصى
برقها والرَّعد أصواتُ رغاها
كلَّما حنَّتْ لأرضِ المنحنى
وكلاها أقرحَ السَّوقُ كلاها
كمْ ترى منْ خلفها منْ مروةٍ
وردتْ أخفافها بيضَ حصاها
سفنٌ تجري بأشباحٍ غدتْ
معها غرقى بطوفانِ بكاها
ذاتُ أنفاسٍ حرارٍ صيَّرتْ
فحمةَ الظَّلماء جمراً في لظاها
كلُّ ذي قلبٍ مشوقٍ لمْ يزلْ
للمطايا زجرهُ أوهاًوآها
أسهمٌ فوقَ سهامٍ مثلها
لا يصيبُ النُّجحُ إلاَّ في خطاها
تبتغي نجماً بأطرافِ الحمى
وهمُ همُّهم بدرُ سماها
أوشكتْ تعرجُ فيها للسَّما
إذ درتْ قصدهمُ شمسُ ضحاها
حيِّ أكنافَ الحمى من أربعٍ
ما سقتْ أحياءها المزنُ دماها
وبقاعٌ قدِّستْ لكنَّها تجَّستها
الأسدُ في طمثِ ظباها
ومغانٍ بالغواني بها أبنيةً
أفصحُ الأعرابِ ما ضمَّ بناها
كمْ ثنايا في ثناياها دجىً
مبعثُ الفجرِ إلينا منْ كواها
جنَّةٌ فيها الَّلآلي فصِّلتْ
واليواقيتُ ثغورٌ أو شفاها
ماؤخا شهدٌ هواها قرقفٌ
طينها العنبرُ والمسكُ ثراها
كمْ بهِ بيتٍ غدا مضمونهُ
درَّةً بيضاءَ منْ بيضِ ثراها
وقطوفٍ منْ جمانٍ ذلِّلتْ
عزَّ كلَّ العزِّ مستحلي جناها
يا بني فهرٍ سلوا بلقيسكمْ
كيفَ تسبي مهجتي وهيَ سباها
واسألوا أجفانكمْ عن صحَّتي
فهي عنَّا عوَّضت جسمي ضناها
ورقُ نجدٍ بعدكمْ لي رحمةً
ندبتْ شجواً ورقَّتْ في ضناها
وبكتْ لي وحشها حتَّى محتْ
كحلها بالدَّمعِ أحداقُ مهاها
تلفَتْ نفسي بكمْ إلاَّ شفاً
والشفاهُ اللُّعسُ لمْ يمنحْ شفاها
هيَ تدري ما بها منْ نبلكمْ
والعيونُ السُّودُ تدري منْ رماها
ويحها كمْ تتَّقي بأسَ الهوى
وعليٌّ كلَّ مخدورٍ كفاها
كفُّها كافلها عصمتها
منْ أذى الدَّهرِ إذا الدَّهرُ دهاها
كنزُها جوهرها ياقوتها
قوتها قوَّتها خمسُ قواها
زينةُ الدُّنيا وأهليها معاً
طوقها دملجها تاجُ علاها
ساعدُ الهيجاءِ موري زندها
سيفها عاملها قطبُ رحاها
موسويٌ عندهُ إذ لمْ تجدْ
نارَ موسى فيهِ إذ لاحَ هداها
قدْ حكاها في اليدِ البيضا وفي
رمحهِ عنْ عزمهِ سرُّ عصاها
حيدريٌّ أوشكتْ راحاتهُ
تلتظي نيرانها لولا نداها
غيثُ وجودٍ لو أصابتْ قطرةٌ
منه رضوى كان يخضرُّ صفاها
ليثُ حربٍ أشفقتْ أسدُ الشَّرى
منه حتَّى بايعته في شراها
خائض الحربِ الَّتي نيرانها
في التَّلاقي تنزعُ الأسدَ شواها
فالقُ الهاماتِ بالقضبِ الَّتي
حينَ تنضى يفلقُ الَّليلَ سناها
يحسبُ البيضَ ثنايا خرَّدٍ
وعليها الدَّمَ معسولَ لماها
حازتِ النَّصرَ لها ألويةٌ
جعلتْ معكوسةُ حظَّ عداها
كلَّما كبَّرَ في حشِ وغىً
سبَّحَ الصَّفُّ لآياتٍ يراها
سورةُ الرَّحمنِ في صورتهِ
كتبتْ بالنُّورِ في لوحِ صفاها
ملكٌ قدْ شرفَ الملكُ بهِ
وازدهى المنصبُ والمجدُ تناهى
طيّبٌ لو لمْ تصلْ أخبارهُ
شجرَ الكافورِ ما طابَ شذاها
لو صبا نجٍ تلتْ في مدحهِ
بيتَ شعرٍ لحكى العودَ غضاها
أو تغنَّتْ ورقها في شعرهِ
هزَّتْ الأعطافَ بالرَّقصِ رباها
بحرُ علمٍ لجُّهُ منْ جعفرٍ
قبسٌ شعلتهُ منْ نورِ طاها
بحرُ علمٍ لجُّهُ منْ جعفرٍ
قبسٌ شعلتهُ منْ نورِ طها
كمْ بروضاتِ القراطيسِ لهُ
كلماتٌ تشبهُ الزَّهرَ رواها
علمهُ نورٌ مبينٌ للهدى
ظلماتُ النُّصبِ بالنَّصِ جلاها
جادَ في خيرِ مقالٍ صدقهُ
شبهَ الباطلِ بالحقِّ محاها
طاهرٌ لوْ سبقَ الدَّهرُ بهِ
جاذبَ العترةَ في فضلِ كساها
سمحٌ يبسطُ للوفدِ يداً
تمَّ معنى الجودِ فيها وتناهى
راحةٌ مبسوطةٌ لو مدَّها
للسَّما أمكنها قبضُ سهاها
نارها مشبوبةٌ في لجِّها
تقذفُ العسجدَ أمواجُ لهاها
ظلِّلت علياؤهُ في رايةٍ
تنسفُ الأعلامَ في خفقِ لواها
رايةٌ منصوبةٌ في رفعها
تنصبُ الأعداءُ في كيِّ جواها
حائزٌ غرَّ خصال زيَّنتْ
عطلَ الأيَّامِ في حسنِ حلاها
غبطتها أنجمُ الأفقِ فها
هيَ في الإشراقِ فيها لا تضاهى
لو بأفكارِ الَّليالي خطرتْ
بيَّضتْ أنوارها سودَ إماها
يا عليَّ المجدِ لا زالتْ بكمْ
تشرقُ الدُّنيا ولا زلتمْ ضياها
ولدتكمْ والنَّواصي شعلةٌ
فجرى في عودها ماءُ صباها
كانتِ الأيَّامُ مرضى قبلكمْ
فاستفادتْ من معانيكمْ دواها
حسنتْ أوقاتها فيكمْ فلا
زلتمُ يا رونقَ الدَّهرِ بهاها
كلُّ أخبارِ المعالي والنَّدى
عنكمُ صحَّتْ ومنكمْ مبتداها
عترةٌ قدْ صحَّ عندي أنَّها
ليس للأَّيام أرواحٌ سواها
سيِّدي هنيتَ بالصَّومِ وفي
بهجةِ الإفطارِ وأنعمْ في هناها
وتلقَّ العيدَ بالبشرِ فقدْ
جاءَ منكمْ يجتدي قدراً وجاها
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 53 زائراً