شاعر الشهر (ابن معتوق )
من بحر البسيط
<font size=5 color=black>
رنا فسل على العشاقِ أحورُهُ
سيفا عليهم ذمام البيض يخفرُهُ
وماس تيهاً فثنى في غلالته
قدَّاً بحمر المنايا سال أسمره
وافترَّ عن لؤلؤ ما لاح أبيضه
إلا وياقوت دمعي سال أحمره
يا غيرة البان إذ يثنى موشحه
وخجلة البرق إذ يبو مؤشره
بمهجتي دعجاً يجري بمقلته
لا أعرف الموت إلا حين أنظره
وبالجفون جمالاً تحت برقعه
لا يسفر الصبح إلا حين يسفره
في بيعة الحسن منه ينجلي صنم
دين المسيح به يقوى تنصره
له محيَّا لحاظي إن تعندمه
ثوب الدجنة من لوني يعصفره
مقاسم الورد لونيه فأحمره
في وجنتيه وفي خدَّيَّ أصفره
مهفهف القد لغوي النطاق حوى
معنى كمحذوف نحوي يقدِّره
مجرَّد الخد من شعر يدب به
خال إلى المسك منسوب مصغَّره
للحتف في جفنه السَّاجي مضارعة
لذلك اشتقَّ من ماضيه مصدره
متوَّج بنهار الشيب عممني
لمَّا تقنَّع بالديجور نّيره
ما كرَّ في جيشه مهراج طرته
على سنا البدر إلا فرَّ قيصره
ولا استثار دخان النّد عارضه
إلا وشيب قذالي شيب مجمره
تشبَّه الطيب في خديه إذ نبتا
فابيض كافوره واسود عنبره
فسحر عينيه عن هاروت يسنده
وخطُّ خدَّيه عن كافور يسطره
تستودع الدُّرَّ من ألفاظه أذني
نظماً فتسرقه عيني فتنثره
أما وقضبان مرجان بجنَّتها
من فوق أنبوب بلور يسوره
وشين شهدة معسول بملثمه
وقاف قامة عسَّال يزنره
لولا حرير عذاريه لما نسج الـ
ـديباج شعري ولافكري يصوره
إلى م يا قلب تصفي الود ذا ملل
لا يستقر ولا يصفو مكدره
إن الملول وإن صافاك ذو عجب
إن حال مسكره أو مجَّ سكَّره
يا خيبة السعي قد ولَّى الشباب ولا
أدركت سؤلي وعمري فات أكثره
فما وفى لي حبيب كنت أعشقه
ولا صفا لي خليل كنت أوثره
ولا اختبرت صديقاً كنت أمنحه
صفو السريرة إلا صرت أحذره
يا دهر ويحك إن الموت أهون من
مدمم بك يؤذيني وأشكره
ما لي ومالك لا تنفك تقعدني
إن قمت للمجد أو حظِّي تعثره
لقد غدا البخل شخصاً نصب أعيننا
فأصبح الجود عهداً ليس تذكره
وعاد يطوي لواء الحمد رافعه
لولا يدا بركات المجد تنشره
ربُّ النوال الذي لولا مواهبه
سمط القوافي لدينا بار جوهره
المتبع الهبة الأولى بثانية
وأكرم المزن ما يوليك ممطره
سر الإله الذي المخلق أبرزه
لطفاً وكاد فؤاد الغيب يضمره
مملك يركب الأمر المخوف ومن
فوق الأفاعي به يمشي غضنفره
كأنما الموت ملزوم بطاعته
في كل ما هو ينهاه ويأمره
يضم منه غدير الدرع بحر ندى
ويحتوي منه بدر التِّمِّ مغفره
سمح تحرَّج نهر السائلين ولا الـ
ـدُّرُّ اليتيم عن الرَّاجين يقهره
يعطي الجزيل فلا عذراً يقدمه
للطالبين ولا وعداً يؤخره
تملَّك الحوز فلتهرب ثعالبه
فقد تكفَّل جيش الملك قسوره
مهذَّب فطن كادت فراسته
عمَّا بقلبك قبل القول تخبره
لا يلحق الذُّلُّ جاراً يستعز به
ولا يرى الأمن مرعوب يذعره
بعد له الظالم المرهوب يخذله
وجانب البائس المظلوم ينصره
إن زاره سائل عاف يعظمه
وإن تآتاه جبَّار يحقِّره
لفت على الهامة العليا عمامته
وشد فوق عفاف الفرج مئزره
لا نعرف الجدب إلا عند غيبته
ولا نرى الغيث إلا حين نبصره
قد حالف السيف منه أيَّ داهية
كبرى وصافح يمنى الموت خنجره
كم قد أغار وشهب الليل غائرة
والفجر ينبتُّ بالكافور عنبره
فآب والأسد في الأغلال خاضعة
وعاد بالنُّجح والأنفال عسكره
والدهم كمن وسمر الخط تحمده
والبيض صفر مصونات تكبره
والجو كالغسق المسود أبيضه
والسيف كالشفق المجمر أخضره
هو الهمام الذي صحَّت سيادته
واشتق من أنبياء الله عنصره
همالعدا بذهاب النور منه وما
يطفون نوراً يريد الله يظهره
يبغون محو اسمه من صحف منصبه
والله في لوحه المحفوظ يزبره
بغوا عليه ومن يجعل تجارته
بضاعة البغي يوماً خاب متجره
وحاولوا الغدر فيه وهو أمنهم
وصاحب الغدر يكفي فيه منكره
ودبروا الأمر سراً وهو متكل
وربه فوق أيديهم يدبره
فأدركوا الويل والحزن الطويل وما
رأوا من الأمر شيئاً سرَّ منظره
فكم عزيز له ولَّت ضراغمه
وكم كناس خباً قد فرَّ جوذره
مولاي فلتهنك الدنيا وعودتها
إليك والعيد قد وافى مبشره
وليهننا حج بيت منك دار على
شعائر البر والمعروف مشعره
وارم العدا بجمار النبل واسع إلى
منى وغنى يرهب الضرغام منحره
وبشَّر الخصم أن البغي يصرعه
ومارد الجور أن الظلم يدحره
واستجل درَّ قريض كاد في حكم
نظم البديع بيان المرء يسحره
ودم مدى الدَّهر في عزٍّ وفي شرف
يسمو على الفلك الدوَّار مفخره
رنا فسل على العشاقِ أحورُهُ
سيفا عليهم ذمام البيض يخفرُهُ
وماس تيهاً فثنى في غلالته
قدَّاً بحمر المنايا سال أسمره
وافترَّ عن لؤلؤ ما لاح أبيضه
إلا وياقوت دمعي سال أحمره
يا غيرة البان إذ يثنى موشحه
وخجلة البرق إذ يبو مؤشره
بمهجتي دعجاً يجري بمقلته
لا أعرف الموت إلا حين أنظره
وبالجفون جمالاً تحت برقعه
لا يسفر الصبح إلا حين يسفره
في بيعة الحسن منه ينجلي صنم
دين المسيح به يقوى تنصره
له محيَّا لحاظي إن تعندمه
ثوب الدجنة من لوني يعصفره
مقاسم الورد لونيه فأحمره
في وجنتيه وفي خدَّيَّ أصفره
مهفهف القد لغوي النطاق حوى
معنى كمحذوف نحوي يقدِّره
مجرَّد الخد من شعر يدب به
خال إلى المسك منسوب مصغَّره
للحتف في جفنه السَّاجي مضارعة
لذلك اشتقَّ من ماضيه مصدره
متوَّج بنهار الشيب عممني
لمَّا تقنَّع بالديجور نّيره
ما كرَّ في جيشه مهراج طرته
على سنا البدر إلا فرَّ قيصره
ولا استثار دخان النّد عارضه
إلا وشيب قذالي شيب مجمره
تشبَّه الطيب في خديه إذ نبتا
فابيض كافوره واسود عنبره
فسحر عينيه عن هاروت يسنده
وخطُّ خدَّيه عن كافور يسطره
تستودع الدُّرَّ من ألفاظه أذني
نظماً فتسرقه عيني فتنثره
أما وقضبان مرجان بجنَّتها
من فوق أنبوب بلور يسوره
وشين شهدة معسول بملثمه
وقاف قامة عسَّال يزنره
لولا حرير عذاريه لما نسج الـ
ـديباج شعري ولافكري يصوره
إلى م يا قلب تصفي الود ذا ملل
لا يستقر ولا يصفو مكدره
إن الملول وإن صافاك ذو عجب
إن حال مسكره أو مجَّ سكَّره
يا خيبة السعي قد ولَّى الشباب ولا
أدركت سؤلي وعمري فات أكثره
فما وفى لي حبيب كنت أعشقه
ولا صفا لي خليل كنت أوثره
ولا اختبرت صديقاً كنت أمنحه
صفو السريرة إلا صرت أحذره
يا دهر ويحك إن الموت أهون من
مدمم بك يؤذيني وأشكره
ما لي ومالك لا تنفك تقعدني
إن قمت للمجد أو حظِّي تعثره
لقد غدا البخل شخصاً نصب أعيننا
فأصبح الجود عهداً ليس تذكره
وعاد يطوي لواء الحمد رافعه
لولا يدا بركات المجد تنشره
ربُّ النوال الذي لولا مواهبه
سمط القوافي لدينا بار جوهره
المتبع الهبة الأولى بثانية
وأكرم المزن ما يوليك ممطره
سر الإله الذي المخلق أبرزه
لطفاً وكاد فؤاد الغيب يضمره
مملك يركب الأمر المخوف ومن
فوق الأفاعي به يمشي غضنفره
كأنما الموت ملزوم بطاعته
في كل ما هو ينهاه ويأمره
يضم منه غدير الدرع بحر ندى
ويحتوي منه بدر التِّمِّ مغفره
سمح تحرَّج نهر السائلين ولا الـ
ـدُّرُّ اليتيم عن الرَّاجين يقهره
يعطي الجزيل فلا عذراً يقدمه
للطالبين ولا وعداً يؤخره
تملَّك الحوز فلتهرب ثعالبه
فقد تكفَّل جيش الملك قسوره
مهذَّب فطن كادت فراسته
عمَّا بقلبك قبل القول تخبره
لا يلحق الذُّلُّ جاراً يستعز به
ولا يرى الأمن مرعوب يذعره
بعد له الظالم المرهوب يخذله
وجانب البائس المظلوم ينصره
إن زاره سائل عاف يعظمه
وإن تآتاه جبَّار يحقِّره
لفت على الهامة العليا عمامته
وشد فوق عفاف الفرج مئزره
لا نعرف الجدب إلا عند غيبته
ولا نرى الغيث إلا حين نبصره
قد حالف السيف منه أيَّ داهية
كبرى وصافح يمنى الموت خنجره
كم قد أغار وشهب الليل غائرة
والفجر ينبتُّ بالكافور عنبره
فآب والأسد في الأغلال خاضعة
وعاد بالنُّجح والأنفال عسكره
والدهم كمن وسمر الخط تحمده
والبيض صفر مصونات تكبره
والجو كالغسق المسود أبيضه
والسيف كالشفق المجمر أخضره
هو الهمام الذي صحَّت سيادته
واشتق من أنبياء الله عنصره
همالعدا بذهاب النور منه وما
يطفون نوراً يريد الله يظهره
يبغون محو اسمه من صحف منصبه
والله في لوحه المحفوظ يزبره
بغوا عليه ومن يجعل تجارته
بضاعة البغي يوماً خاب متجره
وحاولوا الغدر فيه وهو أمنهم
وصاحب الغدر يكفي فيه منكره
ودبروا الأمر سراً وهو متكل
وربه فوق أيديهم يدبره
فأدركوا الويل والحزن الطويل وما
رأوا من الأمر شيئاً سرَّ منظره
فكم عزيز له ولَّت ضراغمه
وكم كناس خباً قد فرَّ جوذره
مولاي فلتهنك الدنيا وعودتها
إليك والعيد قد وافى مبشره
وليهننا حج بيت منك دار على
شعائر البر والمعروف مشعره
وارم العدا بجمار النبل واسع إلى
منى وغنى يرهب الضرغام منحره
وبشَّر الخصم أن البغي يصرعه
ومارد الجور أن الظلم يدحره
واستجل درَّ قريض كاد في حكم
نظم البديع بيان المرء يسحره
ودم مدى الدَّهر في عزٍّ وفي شرف
يسمو على الفلك الدوَّار مفخره
من بحر البسيط
<font size=5 color=black>
ويا وميضَ بروقِ المزنِ إنْ سفرتْ
عنِ الثنايا فغضَّ الطَّرفِ واستترِ
ويا وجيزَ عباراتِ البيانِ لقدْ
أطنبتَ في وصفِ ذاكَ الخصرِ فاختصرِ
هذا الأبيرقُ في فيها فيا ظمأيْ
إلى عذيبِ عقيقِ المبسمِ العطرِ
وذا الغويرُ تراءى في الوشاحِ فوا
شوقيْ إليه وهذا الجذعُ في الأزرِ
بمهجتي نارُ حسنٍ فوقَ مرشفها
تشبُّ منْ حولِ ذاكَ المنظرِ الخضرِ
مرَّتْ بنا وهي تبديْ نونَ حاجبها
والصُّدعُ يلثمُ منها وردةَ الخفرِ
ففوَّقَ القوسُ نبلَ العينِ واحزني
وقاربَ العقربُ المرِّيخُ واحذريْ
وحدَّثتنا فخلنا أنها ابتسمتْ
زهرُ النُّجومِ تناهى في فمِ القمرِ
أما وبلُّورتيْ فجرٍ تلثَّمَ في
ياقوتتيْ شفقٍ يفتَّرُ عنْ دررِ
ما خلتُ قبلكِ أنّ الحتفَ يبرزُ فيْ
زيِّ العيونِ منَ الآرامِ والعفرِ
لولا ابتسامكِ لم تجرِ العيونُ دماً
والمزنُ لم تبكِ لولا البرقِ بالمطرِ
لو بيعَ وصلكِ للعانيْ بمهجتهِ
هانتْ عليهِ ومنْ للعميِ بالبصرِ
أفنيتُ ماء عيوني بالصُّدودِ بكاً
وجذوةُ الصيفِ تفني لجَّةَ الغدرِ
خلوَّ قلبكَ منْ نارِ الهوى عجبٌ
ومكمنُ النَّارُ لاينفكُّ في الحجرِ
لا تمقتي أثراً بي في الخطوبِ بدا
فزينةُ الصَّارمِ الهنديِّ بالأثرِ
ولا تذمي بياضَ الشَّيبِ إنْ شعلتْ
شموعهُ في سوادِ اللَّيلِ منْ شعريْ
فالمرءُ كالجمرِ في حالِ الخمودِ يرى
فيهِ السَّوادُ ويبدو النُّورُ في السَِّعرِ
للَّهِ درُّ ليالٍ بالحمى سلفتْ
بيضُ ترى فيْ جباهِ الدَّهرِ كالغررِ
وكمْ عشونا بجنَّاتِ النَّعيمِ إلى
سناءِ نارينٍ ممنْ جمرٍ ومنْ قطرِ
وبدرِ خدرٍ بشبهِ اللَّيلِ منتطقٍ
مبرقعٍ بسناءِ الفجرِ معتجرِ
لا أصبحَ اللَّيلُ منْ فوديهِ ما بزغتْ
شمسُ المجامةِ بالآصالِ والبكرِ
ولا عدا لثمُ ذاكَ البدرُ ما قذفتْ
أيديْ ابنَ منصورَ للعافينَ بالبدرِ
سوادُ عينِ المعاليْ نقشُ معصمها
بياضُ صلتِ العطايا مبسمُ السَّترِ
سهمُ المنيَّةِ درعُ الملكِ جنَّتهُ
سنانُ رمحِ اللَّياليْ صارمُ القدرِ
مملَّكٌ َساسَ أحوالِ الرَّعيَّةِفي
عدلٍ يؤلِّفُ بينَ الأسدِ والبقرِ
لو ذاقتِ النَّحلُ مرعى سوطِ نقمتهِ
لمجَّ منهُ مسيلُ الشَّهدِ بالصَّبرِ
لو جادَ صيَّبهُ العينَ المها نبتتْ
جلودها بالحريرِ المحضِ لا الوبرِ
لهُ حبالُ حلومٍ لو شوامخها
رستْ على السبعةِ الأفلاكِ لمْ تدرِ
قرنٌ تقنَّصَ با لبيضِ الجوارحِ منْ
أعلى غصونِ العواليْ طائرِالظَّفرِ
يا عصبةَ الحاجِ هذا لجَّ راحتهِ
فيممي اليَّمَ تستغني عنِ الحجرِ
ويا شموسَ الكماةِ الشوسِ إنْ طلعتْْ
نجومهُ في ظلامِ النَّفعِ فانكدري
بدا لنا فبدا في ضمنِ جوهرهِ الـ
ـفردِ الكرامُ بجمعٍ غيرِ منحصرِ
فكانَ في الحلمِ كالمرآةِ حينَ يرى
يعدُّ فرداً وما فيها من الصورِ
وترُ البريّةِ شفعُ الدّهرِ جملتهُ
جمعُ الفخارِ مثنّى النفعِ والضّررِ
فالحربُ تثني عليهِ لسنُ أنصالها
والحتفُ يثني عليهِ عِطفَ مؤتمرِ
لو فاضَ طوفانُ نوحٍ من ندى يدهِ
لما نجا منهُ بالألواحِ والدّسرِ
أو شاهدَ الملكَ شدّادٌ جلالتهُ
لعفّرَ الذّعرُ منهُ خدَّ محتقرِ
دعِ الرواياتِ في الماضي فرؤيتهُ
أقوى فليسَ عيانُ المرءِ كالخبرِ
فأشرقَ النّقع منها وانجلى شفقٌ
من الدّماءِ على الهاماتِ والطررِ
يا ناظمَ المجدِ يا سمطَ الفضائلِ بلْ
يا حليةَ المدحِ بل يا زينةَ البشرِ
ثمنتَ في سيفكَ السّبعَ الذواخرَ والـ
ـسّبعَ الكواكبَ لا بلْ سبعةَ الكبرِ
وزِدتَ في الملكِ إجلالاً ومقدِرةً
حتى جللتَ عن التّحديدِ والقدرِ
مولايَ يا واحدَ الدّنيا وسيّدها
والماجدَ المحسنَ المزري بكلِّ سري
سمعاً لدعوةِ عبدٍ تحتَ رقّكمُ
يرجو لديكَ ينالُ الفوزَ بالوطرِ
قد فرّ من عبدكَ الدّهرُ المسيءُ إلى
حسنى صنيعكَ يا ذا العزِّ والخطرِ
فأنتَ إن خانتِ الأيامَ معتمدي
وأنتَ إن قلَّ وفري خيرُ مدّخرِ
ويا وميضَ بروقِ المزنِ إنْ سفرتْ
عنِ الثنايا فغضَّ الطَّرفِ واستترِ
ويا وجيزَ عباراتِ البيانِ لقدْ
أطنبتَ في وصفِ ذاكَ الخصرِ فاختصرِ
هذا الأبيرقُ في فيها فيا ظمأيْ
إلى عذيبِ عقيقِ المبسمِ العطرِ
وذا الغويرُ تراءى في الوشاحِ فوا
شوقيْ إليه وهذا الجذعُ في الأزرِ
بمهجتي نارُ حسنٍ فوقَ مرشفها
تشبُّ منْ حولِ ذاكَ المنظرِ الخضرِ
مرَّتْ بنا وهي تبديْ نونَ حاجبها
والصُّدعُ يلثمُ منها وردةَ الخفرِ
ففوَّقَ القوسُ نبلَ العينِ واحزني
وقاربَ العقربُ المرِّيخُ واحذريْ
وحدَّثتنا فخلنا أنها ابتسمتْ
زهرُ النُّجومِ تناهى في فمِ القمرِ
أما وبلُّورتيْ فجرٍ تلثَّمَ في
ياقوتتيْ شفقٍ يفتَّرُ عنْ دررِ
ما خلتُ قبلكِ أنّ الحتفَ يبرزُ فيْ
زيِّ العيونِ منَ الآرامِ والعفرِ
لولا ابتسامكِ لم تجرِ العيونُ دماً
والمزنُ لم تبكِ لولا البرقِ بالمطرِ
لو بيعَ وصلكِ للعانيْ بمهجتهِ
هانتْ عليهِ ومنْ للعميِ بالبصرِ
أفنيتُ ماء عيوني بالصُّدودِ بكاً
وجذوةُ الصيفِ تفني لجَّةَ الغدرِ
خلوَّ قلبكَ منْ نارِ الهوى عجبٌ
ومكمنُ النَّارُ لاينفكُّ في الحجرِ
لا تمقتي أثراً بي في الخطوبِ بدا
فزينةُ الصَّارمِ الهنديِّ بالأثرِ
ولا تذمي بياضَ الشَّيبِ إنْ شعلتْ
شموعهُ في سوادِ اللَّيلِ منْ شعريْ
فالمرءُ كالجمرِ في حالِ الخمودِ يرى
فيهِ السَّوادُ ويبدو النُّورُ في السَِّعرِ
للَّهِ درُّ ليالٍ بالحمى سلفتْ
بيضُ ترى فيْ جباهِ الدَّهرِ كالغررِ
وكمْ عشونا بجنَّاتِ النَّعيمِ إلى
سناءِ نارينٍ ممنْ جمرٍ ومنْ قطرِ
وبدرِ خدرٍ بشبهِ اللَّيلِ منتطقٍ
مبرقعٍ بسناءِ الفجرِ معتجرِ
لا أصبحَ اللَّيلُ منْ فوديهِ ما بزغتْ
شمسُ المجامةِ بالآصالِ والبكرِ
ولا عدا لثمُ ذاكَ البدرُ ما قذفتْ
أيديْ ابنَ منصورَ للعافينَ بالبدرِ
سوادُ عينِ المعاليْ نقشُ معصمها
بياضُ صلتِ العطايا مبسمُ السَّترِ
سهمُ المنيَّةِ درعُ الملكِ جنَّتهُ
سنانُ رمحِ اللَّياليْ صارمُ القدرِ
مملَّكٌ َساسَ أحوالِ الرَّعيَّةِفي
عدلٍ يؤلِّفُ بينَ الأسدِ والبقرِ
لو ذاقتِ النَّحلُ مرعى سوطِ نقمتهِ
لمجَّ منهُ مسيلُ الشَّهدِ بالصَّبرِ
لو جادَ صيَّبهُ العينَ المها نبتتْ
جلودها بالحريرِ المحضِ لا الوبرِ
لهُ حبالُ حلومٍ لو شوامخها
رستْ على السبعةِ الأفلاكِ لمْ تدرِ
قرنٌ تقنَّصَ با لبيضِ الجوارحِ منْ
أعلى غصونِ العواليْ طائرِالظَّفرِ
يا عصبةَ الحاجِ هذا لجَّ راحتهِ
فيممي اليَّمَ تستغني عنِ الحجرِ
ويا شموسَ الكماةِ الشوسِ إنْ طلعتْْ
نجومهُ في ظلامِ النَّفعِ فانكدري
بدا لنا فبدا في ضمنِ جوهرهِ الـ
ـفردِ الكرامُ بجمعٍ غيرِ منحصرِ
فكانَ في الحلمِ كالمرآةِ حينَ يرى
يعدُّ فرداً وما فيها من الصورِ
وترُ البريّةِ شفعُ الدّهرِ جملتهُ
جمعُ الفخارِ مثنّى النفعِ والضّررِ
فالحربُ تثني عليهِ لسنُ أنصالها
والحتفُ يثني عليهِ عِطفَ مؤتمرِ
لو فاضَ طوفانُ نوحٍ من ندى يدهِ
لما نجا منهُ بالألواحِ والدّسرِ
أو شاهدَ الملكَ شدّادٌ جلالتهُ
لعفّرَ الذّعرُ منهُ خدَّ محتقرِ
دعِ الرواياتِ في الماضي فرؤيتهُ
أقوى فليسَ عيانُ المرءِ كالخبرِ
فأشرقَ النّقع منها وانجلى شفقٌ
من الدّماءِ على الهاماتِ والطررِ
يا ناظمَ المجدِ يا سمطَ الفضائلِ بلْ
يا حليةَ المدحِ بل يا زينةَ البشرِ
ثمنتَ في سيفكَ السّبعَ الذواخرَ والـ
ـسّبعَ الكواكبَ لا بلْ سبعةَ الكبرِ
وزِدتَ في الملكِ إجلالاً ومقدِرةً
حتى جللتَ عن التّحديدِ والقدرِ
مولايَ يا واحدَ الدّنيا وسيّدها
والماجدَ المحسنَ المزري بكلِّ سري
سمعاً لدعوةِ عبدٍ تحتَ رقّكمُ
يرجو لديكَ ينالُ الفوزَ بالوطرِ
قد فرّ من عبدكَ الدّهرُ المسيءُ إلى
حسنى صنيعكَ يا ذا العزِّ والخطرِ
فأنتَ إن خانتِ الأيامَ معتمدي
وأنتَ إن قلَّ وفري خيرُ مدّخرِ
من بحر البسيط
<font size=5 color=black>
عرج على البان و انشد في مجانيهِ
قلباً فقد ضاع مني في مغانيهِ
وسل ظلالَ الغضا عنهُ فثمَّ لهُ
مثوىً بها فهجيرُ الهجرِ يلجيهِ
أولا فسل منزلَ النّجوى بكاظمةٍ
عن مهجتي وضماني إنها فيهِ
واقرَ السّلامَ عريبَ الجزعِ جمهمُ
واخضعْ لهمْ وتلطّفْ في تأديهِ
وحيِّ أقمار ذاكَ الحيِّ عن دنفٍ
يميتهُ اللّيلُ فكراً وهوَ يحييهِ
وانحُ الحمى يا حماكَ اللهُ ملتمساً
فكَّ القلوبِ الأسارى عندَ أهليهِ
للِحيّ بدرٌ إذا أقمارهُ غربتْ
اغتنتكَ عنها وجوهٌ من غوانيهِ
مغنىً إذا ارتادَ طرفي في ملاعبهِ
لحسبهنَّ عقوداً في تراقيهِ
جمالُ كلِّ أسيلِ الخدِّ يجمعهُ
وقلبُ كلِّ أسيرِ الوجهِ يحويهِ
تمشيْ كنوزُ الثّنايا من عقائلهِ
مرصودةً بالأفاعيْ من عواليهِ
لولا النّوى وجليُّ البينِ لالتبستْ
عواطلُ السّربِ حسناً في حواليهِ
إذا بمجرى الظّبا تجري ضراغمهُ
أثارتِ الخيلُ نقعاً من عواليهِ
قد يكتفي المجرمونَ النَّاكسونَ إذا
هبَّ النّسيمُ عليهمْ من نواحيهِ
مذ حرّمتْ قضبهُ مسَّ الصّعيدِ على
باغي الطّهورِ ودمعيْ ماءُ واديهِ
سقى الحيا عزَّ أقوامٍ صوارمهمْ
عنْ منّةِ الغيثِ عامَ الجدبِ تغنيهِ
يا نازحينَ وأوهامي تقرّبهمْ
حوشيتمُ من لظى قلبيْ وحوشيهِ
عسى نسيمُ الصّبى في نشر تربتكمْ
يعودُ مرضاكمْ يوماً فيشفيهِ
من لي بهِ من ثراكمْ أنْ يحدّثني
بام عليهِ ذيولُ العينِ ترويهِ
وحقّكمْ إنْ رضيتم في ضنى جسدي
بحبّكمْ لوجوديْ في تفانيهِ
أفري الجيوبَ إذا غبتمْ فكيفَ إذا
بنتمْ فمن أينَ لي قلبٌ فأفريهِ
بالنّفسِ درّاً بسمعي كنتُ ألفظهُ
منكم وورداً بعيني كنتُ أجنيهِ
اللهَ يا ساكني سلعٍ بنفسِ شجٍ
على الطّلولِ أسالتها مآقيهِ
عانٍ خصورُ الغواني البيضُ تنحلهُ
وبيضِ مرضى الجفونِ السّودِ تبريهِ
يرعى السّها بعيونٍ كلّما التفتتْ
نحوَ العقيقِ غدتْ في الخدِّ تجريهِ
يهزّهُ البانُ شوقاً حينَ تفهمهُ
معنى الإشارةِ عنكمْ في تثنِّيهِ
تبدو بدورُ غوانيكمْ فتوهمهُ
بأنّهنَّ ثناياكمْ فتصبيهِ
هوى فأضحى بميدانِ الهوى هدفاً
فعينكمْ بسهامِ الغنجِ ترميهِ
يوري النّوى أيَّ نارٍ في جوانحهِ
أما ترونَ سناها في نواصيهِ
رعياً لمنزلِ أنسٍ بالعقيقِ لنا
لا زالَ صوبُ الحلا بالدّرِّ يوليهِ
وحبّذا عصرُ لذّاتٍ عرجتُ بهِ
نحو البدورِ البيضِ منْ لياليهِ
أكرمْ بها منْ لويلاتٍ لو انتسقتْ
لكنَّ في السلكِ أبهى منْ لآليهِ
غرٌ كأنَّ عليَّ المجدِ خولها
فزينت ببدورٍ من أياديهِ
شمسٌ بها زانَ وجهُ الدّهرِ وانكشفتْ
عن أهلهِ ظلماتٌ من مساويهِ
حليفُ حزمٍ لهُ في كلِّ مظلمةٍ
نورٌ من الرأيِ نحوَ الفتحِ يهديهِ
سيفاً لو الحلمُ لم يغمدهُ كادَ بهِ
أنْ تهلكَ النّاسُ حينَ العزمُ ينصيهِ
غيثٌ هما وسما في المجدِ فاشتركتْ
في جودهِ الخلقُ واختصّتْ معاليهِ
يُمنُ العلا والأماني البيضِ في يدهِ
اليمنى وحمرُ المنايا في أمانيهِ
فلو أراعَ غرابَ البينِ صارمهُ
لشابَ فوديهِ وابيضّتْ خوافيهِ
ولو أتتهُ النّجومُ الشّهبُ يومَ ندىً
لم يرضَ بالشمسِ ديناراً فيعطيهِ
تهوى الأهلّةُ أن تسعى لخدمتهِ
ولو بها اشتعلت يوماً مذاكيهِ
وافرحةَ الليثِ فيهِ لو يسالمهُ
وغبطةَ الغيثِ فيهِ إنْ يؤاخيهِ
مقدارهُ عن ذوي الأقدارِ يرفعهُ
وجودهُ لذوي الحاجاتِ يدنيهِ
هوالأصمُّ إذا تدعوهُ فاحشةٌ
وهو السّميعُ إذا التّقوى يناديهِ
إنْ يحملِ الحمدُ ورداً فهوَ قاطفهُ
أو يجتني منهُ شهدٌ فهوَ جانيهِ
هامَ الزّمان بهِ حباً فأوشكَ أنْ
يعودُ شوقاً إلى رؤياهُ ماضيهِ
إذا الحظوظُ محاها اليأسُ أثبتها
رجاؤهُ بحظوظِ ملءِ أيديهِ
دوحُ الفخارِ الّذيْ مزنُ الإمامةِ لا
تنفكُّ في رشحاتِ البرِّ تسقيهِ
من حولنا نسبٌ يغشى بصائرنا
نورُ النّبوةِ منهُ حينَ يغريهِ
منَ الملوكِ الألى لولا حلومهمُ
تزلزلَ المجدُ واندكّتْ رواسيهِ
منْ كلِّ أبلجَ مأمونٍ مناقبهُ
بجنَّةِ الحمدِ يلقَ طعنَ شانيهِ
نشا ونفسُ النّدى منهُ شنتْ فغدا
كلٌّ لصاحبهِ الأدنى يربِّيهِ
ألحيدريُّ الّذي دانَ الزّمانُ لهُ
حتّى استكانَ وخافتْ من دواهيهِ
قرنٌ إذا ما غديرُ الدّرِّ أغرقهُ
خاضَ الرّدى فيكاد البأسُ يوريهِ
بدرُ الحسامِ إذا في الرّوعِ أضحكهُ
فإنّهُ بالدّمِ الجاري سيبكيهِ
والهام تدريْ وإنْ عزّتْ سيلزمها
دلُّ السّجودِ إذا صلّتْ مواضيهِ
ساسَ الأمورَ فأجرى في أوامرهِ
حكمَ المنى والمنايا في مناهيهِ
تعشَّقَ المجدَ طفلاً واستهامَ بهِ
فهانَ فيهِ عليهِ ما يقاسيهِ
سلِ الحيا حينَ يهمي عن أناملهِ
أهنَّ أندى بناناً أم غواديهِ
لهُ خصالٌ بخيطِ الفجرِ لو نظمتْ
لم ينتظمْ سبحُ الدّجى بثانيهِ
شمائلٌ لو حواها اللّيلُ وافتقدتْ
بودّهِ لفداها في دراريهِ
قلادةُ المجدِ والعليا صنائعهُ
وزينةُ الدّنيا والدّينِ مساعيهِ
مولىً كأنكَ تتلو في مجالسنا
آيُ السّجودِ علينا إذ تسمّيهِ
يا ساعدَ الجودِ بل يا نفسَ حاتمهِ
يا نقشَ خاتمهِ بل يا طوقَ هاديهِ
لا زلتَ يا غوثُ لي غوثاً ومنتجعاً
ولا برحتُ إليكَ المدحَ أهديهِ
لولا تملككمْ رقّي بأنعمكمْ
ما راقَ شعريْ ولا رقّتْ مبانيهِ
واستجلِ من آيِ نظميْ أيّ معجزةٍ
تخلّدُ الذّكرَ في الدّنيا وتبقيهِ
مدحٌ تسيرُ إذا ما فيكَ فهتُ بهِ
سيرَ الكواكبِ في الدّنيا قوافيهِ
بيوتُ شعرٍ بناها الفكرُ من ذهبٍ
سكّانها حورُ عينٍ منْ معانيهِ
واغنمْ بصومٍ عسى بالخيرِ يختمهُ
لكَ الإله وبالرّضوانِ يجزيهِ
هلالُ سعدٍ تراءى فيهِ منكَ علاً
فعادَ صبّاً يكادُ الشّوقُ يخفيهِ
وليهنكَ العيدُ في تجديدِ عودتهِ
بل فيكَ يا بهجة الدّنيا نهنّيهِ
عرج على البان و انشد في مجانيهِ
قلباً فقد ضاع مني في مغانيهِ
وسل ظلالَ الغضا عنهُ فثمَّ لهُ
مثوىً بها فهجيرُ الهجرِ يلجيهِ
أولا فسل منزلَ النّجوى بكاظمةٍ
عن مهجتي وضماني إنها فيهِ
واقرَ السّلامَ عريبَ الجزعِ جمهمُ
واخضعْ لهمْ وتلطّفْ في تأديهِ
وحيِّ أقمار ذاكَ الحيِّ عن دنفٍ
يميتهُ اللّيلُ فكراً وهوَ يحييهِ
وانحُ الحمى يا حماكَ اللهُ ملتمساً
فكَّ القلوبِ الأسارى عندَ أهليهِ
للِحيّ بدرٌ إذا أقمارهُ غربتْ
اغتنتكَ عنها وجوهٌ من غوانيهِ
مغنىً إذا ارتادَ طرفي في ملاعبهِ
لحسبهنَّ عقوداً في تراقيهِ
جمالُ كلِّ أسيلِ الخدِّ يجمعهُ
وقلبُ كلِّ أسيرِ الوجهِ يحويهِ
تمشيْ كنوزُ الثّنايا من عقائلهِ
مرصودةً بالأفاعيْ من عواليهِ
لولا النّوى وجليُّ البينِ لالتبستْ
عواطلُ السّربِ حسناً في حواليهِ
إذا بمجرى الظّبا تجري ضراغمهُ
أثارتِ الخيلُ نقعاً من عواليهِ
قد يكتفي المجرمونَ النَّاكسونَ إذا
هبَّ النّسيمُ عليهمْ من نواحيهِ
مذ حرّمتْ قضبهُ مسَّ الصّعيدِ على
باغي الطّهورِ ودمعيْ ماءُ واديهِ
سقى الحيا عزَّ أقوامٍ صوارمهمْ
عنْ منّةِ الغيثِ عامَ الجدبِ تغنيهِ
يا نازحينَ وأوهامي تقرّبهمْ
حوشيتمُ من لظى قلبيْ وحوشيهِ
عسى نسيمُ الصّبى في نشر تربتكمْ
يعودُ مرضاكمْ يوماً فيشفيهِ
من لي بهِ من ثراكمْ أنْ يحدّثني
بام عليهِ ذيولُ العينِ ترويهِ
وحقّكمْ إنْ رضيتم في ضنى جسدي
بحبّكمْ لوجوديْ في تفانيهِ
أفري الجيوبَ إذا غبتمْ فكيفَ إذا
بنتمْ فمن أينَ لي قلبٌ فأفريهِ
بالنّفسِ درّاً بسمعي كنتُ ألفظهُ
منكم وورداً بعيني كنتُ أجنيهِ
اللهَ يا ساكني سلعٍ بنفسِ شجٍ
على الطّلولِ أسالتها مآقيهِ
عانٍ خصورُ الغواني البيضُ تنحلهُ
وبيضِ مرضى الجفونِ السّودِ تبريهِ
يرعى السّها بعيونٍ كلّما التفتتْ
نحوَ العقيقِ غدتْ في الخدِّ تجريهِ
يهزّهُ البانُ شوقاً حينَ تفهمهُ
معنى الإشارةِ عنكمْ في تثنِّيهِ
تبدو بدورُ غوانيكمْ فتوهمهُ
بأنّهنَّ ثناياكمْ فتصبيهِ
هوى فأضحى بميدانِ الهوى هدفاً
فعينكمْ بسهامِ الغنجِ ترميهِ
يوري النّوى أيَّ نارٍ في جوانحهِ
أما ترونَ سناها في نواصيهِ
رعياً لمنزلِ أنسٍ بالعقيقِ لنا
لا زالَ صوبُ الحلا بالدّرِّ يوليهِ
وحبّذا عصرُ لذّاتٍ عرجتُ بهِ
نحو البدورِ البيضِ منْ لياليهِ
أكرمْ بها منْ لويلاتٍ لو انتسقتْ
لكنَّ في السلكِ أبهى منْ لآليهِ
غرٌ كأنَّ عليَّ المجدِ خولها
فزينت ببدورٍ من أياديهِ
شمسٌ بها زانَ وجهُ الدّهرِ وانكشفتْ
عن أهلهِ ظلماتٌ من مساويهِ
حليفُ حزمٍ لهُ في كلِّ مظلمةٍ
نورٌ من الرأيِ نحوَ الفتحِ يهديهِ
سيفاً لو الحلمُ لم يغمدهُ كادَ بهِ
أنْ تهلكَ النّاسُ حينَ العزمُ ينصيهِ
غيثٌ هما وسما في المجدِ فاشتركتْ
في جودهِ الخلقُ واختصّتْ معاليهِ
يُمنُ العلا والأماني البيضِ في يدهِ
اليمنى وحمرُ المنايا في أمانيهِ
فلو أراعَ غرابَ البينِ صارمهُ
لشابَ فوديهِ وابيضّتْ خوافيهِ
ولو أتتهُ النّجومُ الشّهبُ يومَ ندىً
لم يرضَ بالشمسِ ديناراً فيعطيهِ
تهوى الأهلّةُ أن تسعى لخدمتهِ
ولو بها اشتعلت يوماً مذاكيهِ
وافرحةَ الليثِ فيهِ لو يسالمهُ
وغبطةَ الغيثِ فيهِ إنْ يؤاخيهِ
مقدارهُ عن ذوي الأقدارِ يرفعهُ
وجودهُ لذوي الحاجاتِ يدنيهِ
هوالأصمُّ إذا تدعوهُ فاحشةٌ
وهو السّميعُ إذا التّقوى يناديهِ
إنْ يحملِ الحمدُ ورداً فهوَ قاطفهُ
أو يجتني منهُ شهدٌ فهوَ جانيهِ
هامَ الزّمان بهِ حباً فأوشكَ أنْ
يعودُ شوقاً إلى رؤياهُ ماضيهِ
إذا الحظوظُ محاها اليأسُ أثبتها
رجاؤهُ بحظوظِ ملءِ أيديهِ
دوحُ الفخارِ الّذيْ مزنُ الإمامةِ لا
تنفكُّ في رشحاتِ البرِّ تسقيهِ
من حولنا نسبٌ يغشى بصائرنا
نورُ النّبوةِ منهُ حينَ يغريهِ
منَ الملوكِ الألى لولا حلومهمُ
تزلزلَ المجدُ واندكّتْ رواسيهِ
منْ كلِّ أبلجَ مأمونٍ مناقبهُ
بجنَّةِ الحمدِ يلقَ طعنَ شانيهِ
نشا ونفسُ النّدى منهُ شنتْ فغدا
كلٌّ لصاحبهِ الأدنى يربِّيهِ
ألحيدريُّ الّذي دانَ الزّمانُ لهُ
حتّى استكانَ وخافتْ من دواهيهِ
قرنٌ إذا ما غديرُ الدّرِّ أغرقهُ
خاضَ الرّدى فيكاد البأسُ يوريهِ
بدرُ الحسامِ إذا في الرّوعِ أضحكهُ
فإنّهُ بالدّمِ الجاري سيبكيهِ
والهام تدريْ وإنْ عزّتْ سيلزمها
دلُّ السّجودِ إذا صلّتْ مواضيهِ
ساسَ الأمورَ فأجرى في أوامرهِ
حكمَ المنى والمنايا في مناهيهِ
تعشَّقَ المجدَ طفلاً واستهامَ بهِ
فهانَ فيهِ عليهِ ما يقاسيهِ
سلِ الحيا حينَ يهمي عن أناملهِ
أهنَّ أندى بناناً أم غواديهِ
لهُ خصالٌ بخيطِ الفجرِ لو نظمتْ
لم ينتظمْ سبحُ الدّجى بثانيهِ
شمائلٌ لو حواها اللّيلُ وافتقدتْ
بودّهِ لفداها في دراريهِ
قلادةُ المجدِ والعليا صنائعهُ
وزينةُ الدّنيا والدّينِ مساعيهِ
مولىً كأنكَ تتلو في مجالسنا
آيُ السّجودِ علينا إذ تسمّيهِ
يا ساعدَ الجودِ بل يا نفسَ حاتمهِ
يا نقشَ خاتمهِ بل يا طوقَ هاديهِ
لا زلتَ يا غوثُ لي غوثاً ومنتجعاً
ولا برحتُ إليكَ المدحَ أهديهِ
لولا تملككمْ رقّي بأنعمكمْ
ما راقَ شعريْ ولا رقّتْ مبانيهِ
واستجلِ من آيِ نظميْ أيّ معجزةٍ
تخلّدُ الذّكرَ في الدّنيا وتبقيهِ
مدحٌ تسيرُ إذا ما فيكَ فهتُ بهِ
سيرَ الكواكبِ في الدّنيا قوافيهِ
بيوتُ شعرٍ بناها الفكرُ من ذهبٍ
سكّانها حورُ عينٍ منْ معانيهِ
واغنمْ بصومٍ عسى بالخيرِ يختمهُ
لكَ الإله وبالرّضوانِ يجزيهِ
هلالُ سعدٍ تراءى فيهِ منكَ علاً
فعادَ صبّاً يكادُ الشّوقُ يخفيهِ
وليهنكَ العيدُ في تجديدِ عودتهِ
بل فيكَ يا بهجة الدّنيا نهنّيهِ
بحر البسيط
<font size=5 color=black>
سل ضاحك البرق يوماً عن ثناياها
فقد حكاها فهل يروي حكاياها
وهلْ درى كيفَ ربُّ الحسنِ رتَّلها
والجوهرُ الفردُ منهُ كيفَ جزَّاها
وهل سقاهُ الطِّلا تدري إذا ابتسمتْ
أيُّ الحيا بانَ عندَ الشَّربِ أشهاها
وسلْ أراكَ الحمى عن طعمِ ريقتها
فليسَ يدري سواهُ في محيَّاها
وهلْ رياضُ الرُّبا تدري شقائقها
في خدِّها أيُّ خالٍ في سويداها
وإنْ رأيتَ بدورَ الحيِّ وهيَ بهمْ
فحيِّ بالسِّرِّ عنِّي وجهَ أحياها
واقصدْ لباناتِ نعمانٍ وجيرتها
واذكرْ لباناتِ قلبي عندَ لبناها
عرِّجْ عليها عنِ الألبابِ ننشدها
فإنَّنا منذُ أيَّامٍ فقدناها
وقفْ على منزلٍ بالخيفِ نسألهُ
عنْ أنفسٍ وقلوبٍ ثمَّ مثواها
معاهدٌ كلَّما أمسيتُ عامرها
ليلاً وأصبحتُ مجنوناً بليلاها
وربَّ ليلٍ بهِ خضتُ الظَّلامَ كما
يخوضُ في مفرقِ العذراءِ مدراها
جون كحظٍّ بهِ الآفاقُ قدْ خصبتْ
بياضها وجرى بالقارِ جرياها
تبدو النُّجومُ فلمْ تصبرْ لظلمتهِ
مثلَ الشَّرارِ بجوفِ الزِّندِ أخفاها
هوتْ بنا فيهِ عيسٌ كالجبالِ سمتْ
نحو السَّماءِ ولوْ شئنا مسسناها
ركائبٌ كرحوفٍ ركِّبتْ جملاً
أكرمْ بها من حروفٍ قدْ سطرناها
أنعامُ هجنٍ حكتْ روحَ النَّعامِ إذا
مرَّتْ بها الرِّيحُ ظنَّتها نعاماها
حتَّىنزلنا على الدَّارِ الَّتي شرفتْ
بمنْ بها ولثمنا درَّ حصاها
فعاوضتنا بدورٌ منْ فوراسها
تحمي خدورَ شموسٍ من عذاراها
ضيفانهمْ غيرَ أنَّا لا نريدُ قرى
إلاَّ قلوباًإليهمْ قدْ أضفناها
ما كانَ يجدي ولا يغني السُّرى دنفاً
لكنَّ حاجةَ نفسٍ قدْ أضفناها
منْلي بوصلِ فتاةٍ دونَ مطلبها
طعنٌ يصوِّرُ بالأجسامِ أمواها
عزيزةٌ هيَ شفعُ الكيمياءِ لها
ندي وجوداَ ولكنْ ما وجدناها
فيها من الحسنِ كنزٌ لا يرى وكذا
تخفي الكنوزُ المنايا في زواياها
تكادُ تشرحُ نوراً كلَّما خطرتْ
بالمشي لا حرقاً من كلِّ أضاها
كأنَّما الفجرُ ربَاها فأرضعها
حليبهُ وبقرصِ الشَّمسِ غذَّاها
قد صاغها اللهُ منْ نورٍ فأبرزها
حتَّى ثراها الورى يوماً وواراها
محجوبةٌ لا ينالُ الوهمُ رؤيتها
ولا تصيدُ شراكَ النَّومِ رؤياها
قدْ منَّعتها أسودٌ مثلُ أعينها
سيوفهمُ لا تنالُ البرءَ جرحاها
لو تسمكُ الرِّيقَ كادوا حينَ تقطرها
أنْ يلعقوها فلمْ ترحلْ بريَّاها
إذا على حيِّهمْ مزنُ الحيا وقعتْ
لفَّتْ على زفراتِ الرَّعدِ أحشاها
وإنْ تنفَّسَ صبحٌ عن لظى شفقٍ
قاموا غضاباً وظنُّوا الصُّبحَ يهواها
حرصاً عليهمْ نواحُ الورقِ يسخطهمْ
توهُّماً أنَّ داءَ الحبِّ أشجاها
تهوى الفراشُ إليها كلَّما سفرتْ
فيسترونَ غياراها محيَّاها
عينَ القلوبِ وعينيها مضى قسمٌ
أنْ لا تصحَّ ولا تصحو سكاراها
وبالجمالِ على أهلِ الهوى حلفتْ
أنْ لا تموتَ ولا تحيا أساراها
للهِ أيَّامُ لهوٍ بالعقيقِ وإنْ
كانتْ قصاراً وساءتني قصاراها
أوقاتُ أنسٍ كأنَّ الدَّهرَ أغفلها
أو منْ صروفِ الَّليالي ما عرفناها
لمْ نشكُ من محنِ الدُّنيا إلى أحدٍ
منَ البريَّةِ إلاَّ كانَ إحداها
أعيذُ نفسي منَ الشَّكوى إلى بشر
باللهِ والقائمِ المهديِّ مولاها
إبنِ النبيِّ أبي الفضلِ الأبيِّ أخي الـ
ـمعروفِ خيرِ بني الدُّنيا وأزكاها
نورُ الزُّجاجةِ مصباحٌ توقَّدّ منْ
نارِ الكليمِ الَّتي في الطُّورِ ناجاها
جزءٌ منَ العالمِ القدسيِّ همَّتهُ
ينوءُ بالعالمِ الكليِّ أدناها
تاجُ الوزارةِ طوقُ المجدِ خاتمهُ
إنسانُ عينِ المعالي زندُ يمناها
حليفُ فضلٍ بهِ تدري الوزارةُ إذْ
فيها تجلَّى بأيِّ الفضلِ حلاَّها
طيبُ النبوَّةِ فيهِ عنهُ يخبرنا
بأنَّهُ ثمرٌ منْ دوحِ طوباها
كريمُ نفسٍ منَ الإحسانِ قد جبلتْ
منهُ الطِّباعُ فعمَّ النَّاسَ سوَّاها
عظيمةٌ يتَّقي الجبَّارُ سطوتها
زكيَّةٌ تعرفُ العبَّادُ تقواها
تقضي بسعدٍ ونحسٍ في الورى فلها
حكمُ النُّجومِ الدَّراري في قضاياها
للطَّالبينَ كنوزٌ في أناملها
وللزَّمانِ عقودٌ منْ سجاياها
في أصفهانَ ديارِ العزِّ منزلهُ
ونفسهُ فوقَ هامِ النَّجمِ مسعاها
يرمي الغيوبَ بآراءٍ مسدَّدةٍ
مثل السِّهامِ فلا تخطي رماياها
عزَّتْ بهِ الدَّولةُ العلياءُ واعتدلتْ
حتَّى ملا الأرضَ قسطاً عدلُ كسراها
عمادها العلمُ والمعروفُ نائبها
إكسيرها مومياها برءُ أدواها
لم يتركنْ ظالماً غيرَ العيونِ بها
إذ لا تجازى بما تجنيهِ مرضاها
أفديهِ منْ عالمٍ تشفي براستهُ
مرضى قلوبِ الورى في نفثِ أفعاها
للفاضلينَ سجودٌ حينَ يمسكها
كأنَّ سرَّ العصا فيها وألقاها
كأنَّما ليلنا تطوى غياهبهُ
إذا صحائفهُ فيها نشرناها
سطورها عنْ صفوفِ الجيشِ مغنيةٌ
وأيُّ جيشِ وغىً بالرَّدِّ يلقاها
كأنَّما ألفاتٌ فوقها رقمتْ
على الأعادي رماحاً قدْ هززناها
نسطو بهنَّ على الخصمِ الملمِّ بنا
كأنَّ راءاتها قضبٌ سللناها
إذا رأينا الحروفَ المهملاتِ بها
فودُّنا بالأناسي لوْ لقطناها
قومٌ تنالُ الأماني والأمانَ بها
وآخرونَ بها تلقى مناياها
لمْ يظفرِ الفهمُ يوماً في تصوُّرها
ولا يزورُ خيالُ الوهمِ مغناها
وبنتِ فكرٍ سحابُ الشكِّ حجَّبها
عنْ العقولِ وليلُ الغيِّ غشَّاها
جرتْ فأجرتْ لها منْ عين حكمتهِ
ما لوْ يفيض على الأمواتِ أحياها
فرال عنها نقابُ الرَّيبِ وانكشفتْ
أسرارها وتجلَّى وجهُ معناها
قلْ للَّذينَ ادَّعوا في الفضلِ فلسفةً
قد أبطلَ الحجَّةُ المهديُّ دعواها
من طورِ سيناءَ هذا نورُ فطنته
فمن أرسطو ومن طورُ ابنِ سيناها
فليفخرِ الفرسُ وليزهوا بسؤددهمْ
على جميعِ الورى وليحمدوا اللهَ
بمنْ يقاسونَ في الدُّنيا ودولتهمْ
وزيرها منْ بني طهَ ومولاها
منْ مالكٍ أصبحَ المهديُّ آصفها
وقامَ فيها سليمانُ الورى شاها
إنَّ الرِّعايةَ لا تعزى إلى شرفٍ
إلاَّ إذا كانتِ الأشرافُ ترعاها
يا ابنَ النبوَّةِ حقاً أنتَ عترتها
فقدْ حويتَ كثيراً منْ مزاياها
حافظتَ فيها على التَّقوى ودمتَ على
عهدِ الموَّدةِ والحسنى بقرباها
كمْ في ثناياكَ منَّا نفحةً عبقتْ
إليكَ فيها اهتدينا إذ شممناها
منْ كلِّ منبقةٍ بالفضلِ معجزةٍ
آياتها منْ سواكمْ ما عرفناها
مفاخرٌقبلَ تشريفي برؤيتكمْ
آمنتُ بالغيبِ فيها إذ سمعناها
عنها ثقاتُ بني المهديِّ قد نقلوا
لنا رواياتٍ صدقٍ فاعتقدناها
كانتْ كنثرِ الَّلآلي في مسامعنا
واليومَ فيكَ عقودٌ قدْ نظمناها
شكراً لصنعكَ منْ حرٍّ لسادتنا
بعدَ الإياسِ وهبتَ الملكَ والجاها
تزلزلتْ في بني المهديِّ دولتهمْ
لكنَّ فيكَ إلهَ العرشِ أرساها
تطلَّبَ الفرسُ والأعرابُ خطبتها
فما سمحتَ بها إلاَّ لأولاها
زوَّجتها بكريمِ النَّفسِ أطهرها
فرجاً وأوفرها علماً وأتقاها
لولا وجودكَ يا ابنَ المصطفى غصبتْ
منَّا حقوقُ معالٍ قدْ ورثناها
عنَّا رفعتَ زمانَ السُّوءِ فانقمعت
بالكرهِ شوكتهُ حتَّى وطئناها
مولايَ دعوةَ مشتاقٍ حشاشتهُ
لولا الرَّجاءُ أوارُ المجدِ أوراها
إليكَ قدْبعثتهُ رغبةٌ غلبتْ
لمْ يهجرِ الأهلَ والأوطانَ لولاها
لعلَّ عزمةَ نشطٍ فيكَ قدْ رحلتْ
يرقى الجبالَ ليلقى طورَ سيناها
فحلَّ بقعةَ قدسٍ حينَ شارفها
ماشكَّ أنَّكَ نارٌ أنتَ موساها
توهَّمَ النُّورَ ناراً إذ رآكَ وكمْ
نفسٍ تغالطها في الصدقِ عيناها
دنا ليقبسَ ناراً أو يصيب هدىً
إلى مداركِ غاياتٍ تمنَّاها
حاشا عن الرُّؤية العظمى تجابُ بلنْ
فكلُّ قصدِ كليمِ الشَّوقِ إيَّاها
إنْ لمْ يعدْ باليدِ البيضاءِ منكَ إلى
ديارِ مصرَ أتى منها فقدْ تاها
عسى بكمْ ينجح الرَّحمنُ مطلبهُ
فقدْ توسَّلَ فيكمْ يا بني طهَ
سل ضاحك البرق يوماً عن ثناياها
فقد حكاها فهل يروي حكاياها
وهلْ درى كيفَ ربُّ الحسنِ رتَّلها
والجوهرُ الفردُ منهُ كيفَ جزَّاها
وهل سقاهُ الطِّلا تدري إذا ابتسمتْ
أيُّ الحيا بانَ عندَ الشَّربِ أشهاها
وسلْ أراكَ الحمى عن طعمِ ريقتها
فليسَ يدري سواهُ في محيَّاها
وهلْ رياضُ الرُّبا تدري شقائقها
في خدِّها أيُّ خالٍ في سويداها
وإنْ رأيتَ بدورَ الحيِّ وهيَ بهمْ
فحيِّ بالسِّرِّ عنِّي وجهَ أحياها
واقصدْ لباناتِ نعمانٍ وجيرتها
واذكرْ لباناتِ قلبي عندَ لبناها
عرِّجْ عليها عنِ الألبابِ ننشدها
فإنَّنا منذُ أيَّامٍ فقدناها
وقفْ على منزلٍ بالخيفِ نسألهُ
عنْ أنفسٍ وقلوبٍ ثمَّ مثواها
معاهدٌ كلَّما أمسيتُ عامرها
ليلاً وأصبحتُ مجنوناً بليلاها
وربَّ ليلٍ بهِ خضتُ الظَّلامَ كما
يخوضُ في مفرقِ العذراءِ مدراها
جون كحظٍّ بهِ الآفاقُ قدْ خصبتْ
بياضها وجرى بالقارِ جرياها
تبدو النُّجومُ فلمْ تصبرْ لظلمتهِ
مثلَ الشَّرارِ بجوفِ الزِّندِ أخفاها
هوتْ بنا فيهِ عيسٌ كالجبالِ سمتْ
نحو السَّماءِ ولوْ شئنا مسسناها
ركائبٌ كرحوفٍ ركِّبتْ جملاً
أكرمْ بها من حروفٍ قدْ سطرناها
أنعامُ هجنٍ حكتْ روحَ النَّعامِ إذا
مرَّتْ بها الرِّيحُ ظنَّتها نعاماها
حتَّىنزلنا على الدَّارِ الَّتي شرفتْ
بمنْ بها ولثمنا درَّ حصاها
فعاوضتنا بدورٌ منْ فوراسها
تحمي خدورَ شموسٍ من عذاراها
ضيفانهمْ غيرَ أنَّا لا نريدُ قرى
إلاَّ قلوباًإليهمْ قدْ أضفناها
ما كانَ يجدي ولا يغني السُّرى دنفاً
لكنَّ حاجةَ نفسٍ قدْ أضفناها
منْلي بوصلِ فتاةٍ دونَ مطلبها
طعنٌ يصوِّرُ بالأجسامِ أمواها
عزيزةٌ هيَ شفعُ الكيمياءِ لها
ندي وجوداَ ولكنْ ما وجدناها
فيها من الحسنِ كنزٌ لا يرى وكذا
تخفي الكنوزُ المنايا في زواياها
تكادُ تشرحُ نوراً كلَّما خطرتْ
بالمشي لا حرقاً من كلِّ أضاها
كأنَّما الفجرُ ربَاها فأرضعها
حليبهُ وبقرصِ الشَّمسِ غذَّاها
قد صاغها اللهُ منْ نورٍ فأبرزها
حتَّى ثراها الورى يوماً وواراها
محجوبةٌ لا ينالُ الوهمُ رؤيتها
ولا تصيدُ شراكَ النَّومِ رؤياها
قدْ منَّعتها أسودٌ مثلُ أعينها
سيوفهمُ لا تنالُ البرءَ جرحاها
لو تسمكُ الرِّيقَ كادوا حينَ تقطرها
أنْ يلعقوها فلمْ ترحلْ بريَّاها
إذا على حيِّهمْ مزنُ الحيا وقعتْ
لفَّتْ على زفراتِ الرَّعدِ أحشاها
وإنْ تنفَّسَ صبحٌ عن لظى شفقٍ
قاموا غضاباً وظنُّوا الصُّبحَ يهواها
حرصاً عليهمْ نواحُ الورقِ يسخطهمْ
توهُّماً أنَّ داءَ الحبِّ أشجاها
تهوى الفراشُ إليها كلَّما سفرتْ
فيسترونَ غياراها محيَّاها
عينَ القلوبِ وعينيها مضى قسمٌ
أنْ لا تصحَّ ولا تصحو سكاراها
وبالجمالِ على أهلِ الهوى حلفتْ
أنْ لا تموتَ ولا تحيا أساراها
للهِ أيَّامُ لهوٍ بالعقيقِ وإنْ
كانتْ قصاراً وساءتني قصاراها
أوقاتُ أنسٍ كأنَّ الدَّهرَ أغفلها
أو منْ صروفِ الَّليالي ما عرفناها
لمْ نشكُ من محنِ الدُّنيا إلى أحدٍ
منَ البريَّةِ إلاَّ كانَ إحداها
أعيذُ نفسي منَ الشَّكوى إلى بشر
باللهِ والقائمِ المهديِّ مولاها
إبنِ النبيِّ أبي الفضلِ الأبيِّ أخي الـ
ـمعروفِ خيرِ بني الدُّنيا وأزكاها
نورُ الزُّجاجةِ مصباحٌ توقَّدّ منْ
نارِ الكليمِ الَّتي في الطُّورِ ناجاها
جزءٌ منَ العالمِ القدسيِّ همَّتهُ
ينوءُ بالعالمِ الكليِّ أدناها
تاجُ الوزارةِ طوقُ المجدِ خاتمهُ
إنسانُ عينِ المعالي زندُ يمناها
حليفُ فضلٍ بهِ تدري الوزارةُ إذْ
فيها تجلَّى بأيِّ الفضلِ حلاَّها
طيبُ النبوَّةِ فيهِ عنهُ يخبرنا
بأنَّهُ ثمرٌ منْ دوحِ طوباها
كريمُ نفسٍ منَ الإحسانِ قد جبلتْ
منهُ الطِّباعُ فعمَّ النَّاسَ سوَّاها
عظيمةٌ يتَّقي الجبَّارُ سطوتها
زكيَّةٌ تعرفُ العبَّادُ تقواها
تقضي بسعدٍ ونحسٍ في الورى فلها
حكمُ النُّجومِ الدَّراري في قضاياها
للطَّالبينَ كنوزٌ في أناملها
وللزَّمانِ عقودٌ منْ سجاياها
في أصفهانَ ديارِ العزِّ منزلهُ
ونفسهُ فوقَ هامِ النَّجمِ مسعاها
يرمي الغيوبَ بآراءٍ مسدَّدةٍ
مثل السِّهامِ فلا تخطي رماياها
عزَّتْ بهِ الدَّولةُ العلياءُ واعتدلتْ
حتَّى ملا الأرضَ قسطاً عدلُ كسراها
عمادها العلمُ والمعروفُ نائبها
إكسيرها مومياها برءُ أدواها
لم يتركنْ ظالماً غيرَ العيونِ بها
إذ لا تجازى بما تجنيهِ مرضاها
أفديهِ منْ عالمٍ تشفي براستهُ
مرضى قلوبِ الورى في نفثِ أفعاها
للفاضلينَ سجودٌ حينَ يمسكها
كأنَّ سرَّ العصا فيها وألقاها
كأنَّما ليلنا تطوى غياهبهُ
إذا صحائفهُ فيها نشرناها
سطورها عنْ صفوفِ الجيشِ مغنيةٌ
وأيُّ جيشِ وغىً بالرَّدِّ يلقاها
كأنَّما ألفاتٌ فوقها رقمتْ
على الأعادي رماحاً قدْ هززناها
نسطو بهنَّ على الخصمِ الملمِّ بنا
كأنَّ راءاتها قضبٌ سللناها
إذا رأينا الحروفَ المهملاتِ بها
فودُّنا بالأناسي لوْ لقطناها
قومٌ تنالُ الأماني والأمانَ بها
وآخرونَ بها تلقى مناياها
لمْ يظفرِ الفهمُ يوماً في تصوُّرها
ولا يزورُ خيالُ الوهمِ مغناها
وبنتِ فكرٍ سحابُ الشكِّ حجَّبها
عنْ العقولِ وليلُ الغيِّ غشَّاها
جرتْ فأجرتْ لها منْ عين حكمتهِ
ما لوْ يفيض على الأمواتِ أحياها
فرال عنها نقابُ الرَّيبِ وانكشفتْ
أسرارها وتجلَّى وجهُ معناها
قلْ للَّذينَ ادَّعوا في الفضلِ فلسفةً
قد أبطلَ الحجَّةُ المهديُّ دعواها
من طورِ سيناءَ هذا نورُ فطنته
فمن أرسطو ومن طورُ ابنِ سيناها
فليفخرِ الفرسُ وليزهوا بسؤددهمْ
على جميعِ الورى وليحمدوا اللهَ
بمنْ يقاسونَ في الدُّنيا ودولتهمْ
وزيرها منْ بني طهَ ومولاها
منْ مالكٍ أصبحَ المهديُّ آصفها
وقامَ فيها سليمانُ الورى شاها
إنَّ الرِّعايةَ لا تعزى إلى شرفٍ
إلاَّ إذا كانتِ الأشرافُ ترعاها
يا ابنَ النبوَّةِ حقاً أنتَ عترتها
فقدْ حويتَ كثيراً منْ مزاياها
حافظتَ فيها على التَّقوى ودمتَ على
عهدِ الموَّدةِ والحسنى بقرباها
كمْ في ثناياكَ منَّا نفحةً عبقتْ
إليكَ فيها اهتدينا إذ شممناها
منْ كلِّ منبقةٍ بالفضلِ معجزةٍ
آياتها منْ سواكمْ ما عرفناها
مفاخرٌقبلَ تشريفي برؤيتكمْ
آمنتُ بالغيبِ فيها إذ سمعناها
عنها ثقاتُ بني المهديِّ قد نقلوا
لنا رواياتٍ صدقٍ فاعتقدناها
كانتْ كنثرِ الَّلآلي في مسامعنا
واليومَ فيكَ عقودٌ قدْ نظمناها
شكراً لصنعكَ منْ حرٍّ لسادتنا
بعدَ الإياسِ وهبتَ الملكَ والجاها
تزلزلتْ في بني المهديِّ دولتهمْ
لكنَّ فيكَ إلهَ العرشِ أرساها
تطلَّبَ الفرسُ والأعرابُ خطبتها
فما سمحتَ بها إلاَّ لأولاها
زوَّجتها بكريمِ النَّفسِ أطهرها
فرجاً وأوفرها علماً وأتقاها
لولا وجودكَ يا ابنَ المصطفى غصبتْ
منَّا حقوقُ معالٍ قدْ ورثناها
عنَّا رفعتَ زمانَ السُّوءِ فانقمعت
بالكرهِ شوكتهُ حتَّى وطئناها
مولايَ دعوةَ مشتاقٍ حشاشتهُ
لولا الرَّجاءُ أوارُ المجدِ أوراها
إليكَ قدْبعثتهُ رغبةٌ غلبتْ
لمْ يهجرِ الأهلَ والأوطانَ لولاها
لعلَّ عزمةَ نشطٍ فيكَ قدْ رحلتْ
يرقى الجبالَ ليلقى طورَ سيناها
فحلَّ بقعةَ قدسٍ حينَ شارفها
ماشكَّ أنَّكَ نارٌ أنتَ موساها
توهَّمَ النُّورَ ناراً إذ رآكَ وكمْ
نفسٍ تغالطها في الصدقِ عيناها
دنا ليقبسَ ناراً أو يصيب هدىً
إلى مداركِ غاياتٍ تمنَّاها
حاشا عن الرُّؤية العظمى تجابُ بلنْ
فكلُّ قصدِ كليمِ الشَّوقِ إيَّاها
إنْ لمْ يعدْ باليدِ البيضاءِ منكَ إلى
ديارِ مصرَ أتى منها فقدْ تاها
عسى بكمْ ينجح الرَّحمنُ مطلبهُ
فقدْ توسَّلَ فيكمْ يا بني طهَ
بحر البسيط
<font size=5 color=black>
هذا الحمى يا فتى فانزل بحومتهِ
و اخضع هنالك تعظيماً لحرمتهِ
وإنْ وصلتَ إلى حيٍّ بأيمنهِ
بعدَ البلوغِ فبالغْ في تحيّتهِ
وحلَّ بالحلِّ واكحل بالثّرى بصراً
وقبِّلِ الأرضَ واسجدْ نحوَ قبلتهِ
واطمعْ بما فوقَ إكليلِ النّجومِ ولا
ترجو الوصولَ إلى ما في أكلّتهِ
واحذرْ أسودَ الشّرى إنْ كنتَ مقتنصاً
فإنَّ حمرَ ظباها دونَ ظبيتهِ
للهِ حيٌّ إذا أوتادهُ ضربتْ
يودُّها الصّبُّ لو كانتْ بمهجتهِ
بجزعهِ كمْ قضتْ منْ مهجةٍ جزعاً
وكمْ هوتْ كبدٌ حرّى بحرّتهِ
لمْ يمكنِ المرءَ حفظاً للفؤادِ بهِ
يوماً ولوْ كانَ مقبوضاً بعشرتهِ
ما شئتَ فيهِ اقترحْ إلا الأمانَ على
قرحى القلوبِ وإلا وصلَ نسوتهِ
ربَّ الحسامِ وذاتِ الجفنِ فيهِ سوىً
كلُّ غدا الحتفُ مقروناً بضربتهِ
لنْ تخفيَ الحجبُ أنوارَ الجمالِ بهِ
فربّةُ السّجفِ فيهِ كابنِ مزنتهِ
قدْ أنشأ الغنجَ شيطانُ الغرامِ بهِ
فقامَ يدعو إلى شيطانِ فتنتهِ
والحسنُ فيهِ لسلطانُ الهوى أخذتْ
يداهُ في كلِّ قلبٍ عقدَ بيعتهِ
أقمارهُ لحديدِ الهندِ حاملةٌ
تحمي شموسَ العذارى في أهلّتهِ
اللهَ في نفسِ مصدورٍ بكمْ خرجتْ
أمشاجها كلفاً فيكمْ بنفثتهِ
فحبّكمْ لتحبّوهُ فهامَ وما
يدري محبّتهُ تصحيفَ محنتهِ
صنتمْ صغارَ اللاءلي منْ مباسمكمْ
عنهُ وغرتمْ على ياقوتِ عبرتهِ
فكمْ أسيرِ رقادٍ عنهُ رقّكمُ
فادى جفونكمُ المرضى بصحّتهِ
يا حاكمي الجورَ فينا منْ معطفكمْ
تعلّموا العدلَ وانحوا نحوَ سنَّتهِ
قلبي لدى بعضكمْ رهنٌ وبعضكمُ
هذا دمي صارَ مطلولاً بوجنتهِ
وذا ابنُ عينيَّ خالٌ في مورّدهِ
وذاكَ نوميَ مسروقٌ بمقلتهِ
أفدي بكمْ كلَّ مخصورٍ ذوائبهُ
تتلو لنا ذكرَ فرعونٍ وفرقتهِ
كأنّما الخضرَ فيما نالَ شاركهُ
ففي المراشفِ منهُ طعمُ جرعتهِ
أعيذُ نفسي بكمْ منْ سحرِ أعينكمْ
فإنَّ أصلَ بلائي منْ بليّتهِ
في كلِّ نوعٍ مرادٍ منْ محاسنكمْ
نوعٌ منَ الموتِ يأتينا بصورتهِ
يكادُ قلبي إذا مرَّ النّسيمُ بكمْ
عليهِ في النّارِ يحمى منْ حميّتهِ
يا حبّذا غرُّ أيّامٍ بنا سلفتْ
على منىً وليالينا بحمرتهِ
أوقاتُ أنسٍ كستْ وجهَ الزّمانِ سنىً
كأنّما هنَّ أقمارٌ بظلمتهِ
وكمْ نشّقنا رياحينُ الوصالِ بهِ
يدُ الرِّضا وسقتنا كأسُ بهجتهِ
كأنَّ لطفَ صباها في أصائلها
لطفُ الوزيرِ حسينٍ في رعيَّتهِ
فزنا بها وأمنّا كلَّ حادثةٍ
كأنَّما نحنُ في أيَّامِ دولتهِ
مضت ولآنِ عندي ليسَ يفضلها
شيءٌ منَ الدَّهرِ إلاّ يومِ نصرتهِ
يومٌ بهِ عينُ الاعداءِ باكيةٌ
والّضيفُ يبسمُ مخضوماٌ بعزَّتهِ
والحتفُ يترعُ كاساتِ النَّجيعِ بهِ
والرُّمحُ يهتزَّ نشواناٌ بخمرتهِ
والذّنبُ أصبحَ مسروراٌ ومبتهجاٌ
والليثُ يندبُ مفجوعاٌ بإخوتهِ
لقد رماها بموالرٍ ذوابلهُ
مثلَ الصِّلالِ تسقّت سمَّ عزمتهِ
جيشٌ إذا سارَ يكسو الجَوعثيرهُ
فتعثرُ الشَّمسُ في أذيال هبوتهِ
دروعهُ الحزمُ منْ تسديدِ سيِّدهِ
وبيضُ راياتهِ آراءُ حكمتهِ
إذا الجّبالُ لهُ في غارةٍ عرضتْ
إلى الرَّحيلِ تنادتْ عوفَ وطأتهِ
ترى بهِ كلَّ مقدامٍ بكلِّ وغىً
يرى حصولَ الأماني في منيّتهِ
شهمٌ إذا ما غديرُ الدّرعِ جلّلهُ
منهُ توهّمتَ ثعباناً بحليتهِ
وإنْ تأبّطتَ سيفاً خلتهُ قدراً
يجري وتجري المنايا تحتَ قدرتهِ
فأصبحَ الحيُّ منها حينَ صبّحها
يذري الدّموعَ على الصّرعى بعرصتهِ
قدْ توّجَ الضّربَ بالهاماتِ معقلهُ
وورّدَ الطّعنُ منهُ خدَّ تربتهِ
لمْ يدرِ يفرحُ في فتحِ الحسينِ لهُ
إذْ حازهُ أمْ يعزّى في أعزّتهِ
فتحٌ أتاهُ وكانَ الصّومَ ملبسهُ
فهزَّ عطفيهِ في ديباجِ خلعتهِ
أشابَ فوديهِ باأهوالِ أولَّلهُ
وعادَ أولُّ يومٍ منْ شبيبتهِ
فتحٌ تراهُ المعاليْ نورَ أعينها
ويكتسيْ المجدُ فيهِ يومُ زينتهِ
إذا الرّواةُ أتوا في ذكرهِ سطعتْ
مجامرُ النَّدِ من ألفاظِ قصَّتهِ
سل الهفوفَ عنِ الأعرابِ كم تركوا
منَ الكنوزِ وجنّاتٍ بنقعتهِ
وسائلِ الجَّيشَ عنهمْ كم بهم نسفتْ
عواصفُ النَّصرِ طوقاً عندَ سطوتهِ
ماهم بأوَّلِ قومٍ حيهم فردوا
فأهلكوا برجومٍ من أسنَّتهِ
يضيقُ رحبُ الفضا فيْ عينِ هاربهمْ
خوفاً وأضيقُ منها درعُ حيلتهِ
يا خالديّونَ خنتم عهدَ سيِّدكمْ
هلاّ وفيتمْ وخفتمْ بأسَ صولتهِ
يحيا دعاكمْ لمولاكمْ لتقتبسوا
منْ نورهِ فاصطليتمْ نارَ جذوتهِ
منْ جيشهِ أحرقتكمْ نارَ صاعقةٍ
فكيفَ لو تنجليْ أنوارُ طلعتهِ
عارضتموهُ بسحرٍ منْ تخيُّلكمْ
فكانَ موسى ويحيى مثلَ حتتهِ
أضَّلكمْ عنْ هداكم سامريكمْ
حتَّى اتَّخذتمْ إلهاً عجلَ ضلَّتهِ
كنتمْ بفوزِ وجنَّاتٍ فأخرجكمْ
إبليسُ منها وحزتمْ خزيَ لعنتهِ
برّاكَ ربّكَ ما برّاكَ منهُ ولا
خصصتَ في بركاتٍ منْ عطيّتهِ
كفرتَ في ربّكَ الثّاني وخنتَ بهِ
يكفيكَ ما فيكَ منْ حرمانِ نعمتهِ
يا زينةَ الملكِ بلْ يا تاجَ سوددهِ
وحليةَ الفخرِ بلْ يا طرزَ حلّتهِ
إنْ كانَ منْ فتحِ عمّوريةٍ بقيتْ
ذريّةٌ منْ بنيهِ أو عشيرتهِ
فإنَّ فتحكَ هذا فذُّ توأمهِ
وإنَّ نصركَ هذا صنوُ نخلتهِ
لو كانَ يدري لهُ بالقبرِ معتصمٌ
لقامَ حيا وعادتْ روحُ غيرتهِ
فليهنكّ اللهُ في النّصرِ العزيزِ وفي
الفتحِ المبينِ وفي إدراكِ رفعتهِ
وليتَ والدكَ المرحومَ يشهدُ ما
منكَ الحضورُ رواهُ حالَ غيبتهِ
منْ مبلغٌ عنكَ هذا الفتحَ مسمعهُ
لكي تكونُ سواءً في مسرّتهِ
سمعاً فديتكَ مدحاً منْ حليفِ ولا
عليهِ صدقُ ولاءٍ منْ عقيدتهِ
مدحاً على وجنتيهِ وردتا خجلي
منكمْ وأوضحَ عذري فوقَ غرّتهِ
بوجههِ منْ ظنوني في مكارمكمْ
آثارُ حسنٍ وبشرٍ فوقَ بشرتهِ
أحرقتَ بالصّدِّ عودي فاستطابَ شذاً
أما تشمُّ مديحي طيبَ نفحتهِ
هذا الّذي كانَ في ظرفي نصحتُ بهِ
فارشفْ طلا كأسهِ والذذ بشهدتهِ
واغفرْ فدىً لكَ نفسي ذنبَ معترفٍ
بفضلكمْ مستقيلٍ منْ خطيئتهِ
كن كيفَ شئتَ فمالي عنكَ مصطبرٌ
وارفقْ بمنْ أنتَ ملزومٌ بذمّتهِ
لا زلتَ يا انَ عليِّ ركنَ بيتِ علاً
تهوي الوجوه سداً نحوَ كعبتهِ
هذا الحمى يا فتى فانزل بحومتهِ
و اخضع هنالك تعظيماً لحرمتهِ
وإنْ وصلتَ إلى حيٍّ بأيمنهِ
بعدَ البلوغِ فبالغْ في تحيّتهِ
وحلَّ بالحلِّ واكحل بالثّرى بصراً
وقبِّلِ الأرضَ واسجدْ نحوَ قبلتهِ
واطمعْ بما فوقَ إكليلِ النّجومِ ولا
ترجو الوصولَ إلى ما في أكلّتهِ
واحذرْ أسودَ الشّرى إنْ كنتَ مقتنصاً
فإنَّ حمرَ ظباها دونَ ظبيتهِ
للهِ حيٌّ إذا أوتادهُ ضربتْ
يودُّها الصّبُّ لو كانتْ بمهجتهِ
بجزعهِ كمْ قضتْ منْ مهجةٍ جزعاً
وكمْ هوتْ كبدٌ حرّى بحرّتهِ
لمْ يمكنِ المرءَ حفظاً للفؤادِ بهِ
يوماً ولوْ كانَ مقبوضاً بعشرتهِ
ما شئتَ فيهِ اقترحْ إلا الأمانَ على
قرحى القلوبِ وإلا وصلَ نسوتهِ
ربَّ الحسامِ وذاتِ الجفنِ فيهِ سوىً
كلُّ غدا الحتفُ مقروناً بضربتهِ
لنْ تخفيَ الحجبُ أنوارَ الجمالِ بهِ
فربّةُ السّجفِ فيهِ كابنِ مزنتهِ
قدْ أنشأ الغنجَ شيطانُ الغرامِ بهِ
فقامَ يدعو إلى شيطانِ فتنتهِ
والحسنُ فيهِ لسلطانُ الهوى أخذتْ
يداهُ في كلِّ قلبٍ عقدَ بيعتهِ
أقمارهُ لحديدِ الهندِ حاملةٌ
تحمي شموسَ العذارى في أهلّتهِ
اللهَ في نفسِ مصدورٍ بكمْ خرجتْ
أمشاجها كلفاً فيكمْ بنفثتهِ
فحبّكمْ لتحبّوهُ فهامَ وما
يدري محبّتهُ تصحيفَ محنتهِ
صنتمْ صغارَ اللاءلي منْ مباسمكمْ
عنهُ وغرتمْ على ياقوتِ عبرتهِ
فكمْ أسيرِ رقادٍ عنهُ رقّكمُ
فادى جفونكمُ المرضى بصحّتهِ
يا حاكمي الجورَ فينا منْ معطفكمْ
تعلّموا العدلَ وانحوا نحوَ سنَّتهِ
قلبي لدى بعضكمْ رهنٌ وبعضكمُ
هذا دمي صارَ مطلولاً بوجنتهِ
وذا ابنُ عينيَّ خالٌ في مورّدهِ
وذاكَ نوميَ مسروقٌ بمقلتهِ
أفدي بكمْ كلَّ مخصورٍ ذوائبهُ
تتلو لنا ذكرَ فرعونٍ وفرقتهِ
كأنّما الخضرَ فيما نالَ شاركهُ
ففي المراشفِ منهُ طعمُ جرعتهِ
أعيذُ نفسي بكمْ منْ سحرِ أعينكمْ
فإنَّ أصلَ بلائي منْ بليّتهِ
في كلِّ نوعٍ مرادٍ منْ محاسنكمْ
نوعٌ منَ الموتِ يأتينا بصورتهِ
يكادُ قلبي إذا مرَّ النّسيمُ بكمْ
عليهِ في النّارِ يحمى منْ حميّتهِ
يا حبّذا غرُّ أيّامٍ بنا سلفتْ
على منىً وليالينا بحمرتهِ
أوقاتُ أنسٍ كستْ وجهَ الزّمانِ سنىً
كأنّما هنَّ أقمارٌ بظلمتهِ
وكمْ نشّقنا رياحينُ الوصالِ بهِ
يدُ الرِّضا وسقتنا كأسُ بهجتهِ
كأنَّ لطفَ صباها في أصائلها
لطفُ الوزيرِ حسينٍ في رعيَّتهِ
فزنا بها وأمنّا كلَّ حادثةٍ
كأنَّما نحنُ في أيَّامِ دولتهِ
مضت ولآنِ عندي ليسَ يفضلها
شيءٌ منَ الدَّهرِ إلاّ يومِ نصرتهِ
يومٌ بهِ عينُ الاعداءِ باكيةٌ
والّضيفُ يبسمُ مخضوماٌ بعزَّتهِ
والحتفُ يترعُ كاساتِ النَّجيعِ بهِ
والرُّمحُ يهتزَّ نشواناٌ بخمرتهِ
والذّنبُ أصبحَ مسروراٌ ومبتهجاٌ
والليثُ يندبُ مفجوعاٌ بإخوتهِ
لقد رماها بموالرٍ ذوابلهُ
مثلَ الصِّلالِ تسقّت سمَّ عزمتهِ
جيشٌ إذا سارَ يكسو الجَوعثيرهُ
فتعثرُ الشَّمسُ في أذيال هبوتهِ
دروعهُ الحزمُ منْ تسديدِ سيِّدهِ
وبيضُ راياتهِ آراءُ حكمتهِ
إذا الجّبالُ لهُ في غارةٍ عرضتْ
إلى الرَّحيلِ تنادتْ عوفَ وطأتهِ
ترى بهِ كلَّ مقدامٍ بكلِّ وغىً
يرى حصولَ الأماني في منيّتهِ
شهمٌ إذا ما غديرُ الدّرعِ جلّلهُ
منهُ توهّمتَ ثعباناً بحليتهِ
وإنْ تأبّطتَ سيفاً خلتهُ قدراً
يجري وتجري المنايا تحتَ قدرتهِ
فأصبحَ الحيُّ منها حينَ صبّحها
يذري الدّموعَ على الصّرعى بعرصتهِ
قدْ توّجَ الضّربَ بالهاماتِ معقلهُ
وورّدَ الطّعنُ منهُ خدَّ تربتهِ
لمْ يدرِ يفرحُ في فتحِ الحسينِ لهُ
إذْ حازهُ أمْ يعزّى في أعزّتهِ
فتحٌ أتاهُ وكانَ الصّومَ ملبسهُ
فهزَّ عطفيهِ في ديباجِ خلعتهِ
أشابَ فوديهِ باأهوالِ أولَّلهُ
وعادَ أولُّ يومٍ منْ شبيبتهِ
فتحٌ تراهُ المعاليْ نورَ أعينها
ويكتسيْ المجدُ فيهِ يومُ زينتهِ
إذا الرّواةُ أتوا في ذكرهِ سطعتْ
مجامرُ النَّدِ من ألفاظِ قصَّتهِ
سل الهفوفَ عنِ الأعرابِ كم تركوا
منَ الكنوزِ وجنّاتٍ بنقعتهِ
وسائلِ الجَّيشَ عنهمْ كم بهم نسفتْ
عواصفُ النَّصرِ طوقاً عندَ سطوتهِ
ماهم بأوَّلِ قومٍ حيهم فردوا
فأهلكوا برجومٍ من أسنَّتهِ
يضيقُ رحبُ الفضا فيْ عينِ هاربهمْ
خوفاً وأضيقُ منها درعُ حيلتهِ
يا خالديّونَ خنتم عهدَ سيِّدكمْ
هلاّ وفيتمْ وخفتمْ بأسَ صولتهِ
يحيا دعاكمْ لمولاكمْ لتقتبسوا
منْ نورهِ فاصطليتمْ نارَ جذوتهِ
منْ جيشهِ أحرقتكمْ نارَ صاعقةٍ
فكيفَ لو تنجليْ أنوارُ طلعتهِ
عارضتموهُ بسحرٍ منْ تخيُّلكمْ
فكانَ موسى ويحيى مثلَ حتتهِ
أضَّلكمْ عنْ هداكم سامريكمْ
حتَّى اتَّخذتمْ إلهاً عجلَ ضلَّتهِ
كنتمْ بفوزِ وجنَّاتٍ فأخرجكمْ
إبليسُ منها وحزتمْ خزيَ لعنتهِ
برّاكَ ربّكَ ما برّاكَ منهُ ولا
خصصتَ في بركاتٍ منْ عطيّتهِ
كفرتَ في ربّكَ الثّاني وخنتَ بهِ
يكفيكَ ما فيكَ منْ حرمانِ نعمتهِ
يا زينةَ الملكِ بلْ يا تاجَ سوددهِ
وحليةَ الفخرِ بلْ يا طرزَ حلّتهِ
إنْ كانَ منْ فتحِ عمّوريةٍ بقيتْ
ذريّةٌ منْ بنيهِ أو عشيرتهِ
فإنَّ فتحكَ هذا فذُّ توأمهِ
وإنَّ نصركَ هذا صنوُ نخلتهِ
لو كانَ يدري لهُ بالقبرِ معتصمٌ
لقامَ حيا وعادتْ روحُ غيرتهِ
فليهنكّ اللهُ في النّصرِ العزيزِ وفي
الفتحِ المبينِ وفي إدراكِ رفعتهِ
وليتَ والدكَ المرحومَ يشهدُ ما
منكَ الحضورُ رواهُ حالَ غيبتهِ
منْ مبلغٌ عنكَ هذا الفتحَ مسمعهُ
لكي تكونُ سواءً في مسرّتهِ
سمعاً فديتكَ مدحاً منْ حليفِ ولا
عليهِ صدقُ ولاءٍ منْ عقيدتهِ
مدحاً على وجنتيهِ وردتا خجلي
منكمْ وأوضحَ عذري فوقَ غرّتهِ
بوجههِ منْ ظنوني في مكارمكمْ
آثارُ حسنٍ وبشرٍ فوقَ بشرتهِ
أحرقتَ بالصّدِّ عودي فاستطابَ شذاً
أما تشمُّ مديحي طيبَ نفحتهِ
هذا الّذي كانَ في ظرفي نصحتُ بهِ
فارشفْ طلا كأسهِ والذذ بشهدتهِ
واغفرْ فدىً لكَ نفسي ذنبَ معترفٍ
بفضلكمْ مستقيلٍ منْ خطيئتهِ
كن كيفَ شئتَ فمالي عنكَ مصطبرٌ
وارفقْ بمنْ أنتَ ملزومٌ بذمّتهِ
لا زلتَ يا انَ عليِّ ركنَ بيتِ علاً
تهوي الوجوه سداً نحوَ كعبتهِ
بحر البسيط
<font size=5 color=black>
فخرُ الورى حيدريٌّ عمَّ نائلهُ
فجرُ الهدى ذو المعالي الباهراتِ علي
نجمُ السهى فلكياتٌمراتبهُ
بادي السنا نيرٌ يسمو على زحلِ
ليثُ الثرى قبسٌ تهمي أنامله ُ
غيثُ موردٌ أشهى منَ العسلِ
بدرٌ البها أفقٌ تبدو كواكبهُ
شمس الدنا صبحُ ليلِ الحادثِ الجللِ
سامي الذرى صاعدٌ تخشى نوازلهُ
حتف العدا ضاربُ الهامات ِ والقللِ
طود النهى عند بيتِ المالِ صاحبهُ
سمط الثنا زينةُ الأجيادِ والدولِ
طبُّ القرى كفُّ يمنِ الدهرِ كاهلهُ
نابُ الردى أجلٌ في صورةِ الرجلِ
روضٌ زها منهلٌ طابتْ مشاربهُ
روح المنى منبع الآلاء والخولِ
بحرٌ جرى علقميٌّ مجُّ عاسلهُ
مروي الصدى موردِ العسالةِ الذبلِ
معطي اللهى نبوياتٌ مناقبهُ
رحبُ الفنا نجلُ خيرِ الخلقِ والرسلِ
مقنى الثرى فاضلٌ عمتْ فواضلهُ
عفت الردا علويٌّ طاهرُ الخللِ
دهردها قدرٌ دارت نوائبه
كنزُ الغنى كهف أمن الخائفِ الوجلِ
فخرُ الورى حيدريٌّ عمَّ نائلهُ
فجرُ الهدى ذو المعالي الباهراتِ علي
نجمُ السهى فلكياتٌمراتبهُ
بادي السنا نيرٌ يسمو على زحلِ
ليثُ الثرى قبسٌ تهمي أنامله ُ
غيثُ موردٌ أشهى منَ العسلِ
بدرٌ البها أفقٌ تبدو كواكبهُ
شمس الدنا صبحُ ليلِ الحادثِ الجللِ
سامي الذرى صاعدٌ تخشى نوازلهُ
حتف العدا ضاربُ الهامات ِ والقللِ
طود النهى عند بيتِ المالِ صاحبهُ
سمط الثنا زينةُ الأجيادِ والدولِ
طبُّ القرى كفُّ يمنِ الدهرِ كاهلهُ
نابُ الردى أجلٌ في صورةِ الرجلِ
روضٌ زها منهلٌ طابتْ مشاربهُ
روح المنى منبع الآلاء والخولِ
بحرٌ جرى علقميٌّ مجُّ عاسلهُ
مروي الصدى موردِ العسالةِ الذبلِ
معطي اللهى نبوياتٌ مناقبهُ
رحبُ الفنا نجلُ خيرِ الخلقِ والرسلِ
مقنى الثرى فاضلٌ عمتْ فواضلهُ
عفت الردا علويٌّ طاهرُ الخللِ
دهردها قدرٌ دارت نوائبه
كنزُ الغنى كهف أمن الخائفِ الوجلِ
بحر البسيط
<font size=5 color=black>
روى عن الريق منها الثغرُ و الشنبُ
معنىً عن الراحِ تروي نظمه الحببُ
وحدثتْ عنْ نفوسِ الصيدِ وجنتها
أخبارَ صدقٍ يقوّيها دمٌ كذبُ
وأرسلتْ للدجى منْ فرعها مثلاً
تمثّلتهُ فروعُ البانِ والعذبُ
وجالَ ماءُ مُحيّاها فأوهمنا
أنَّ الصباحَ غديرٌ موجهُ ذهبُ
بيضاءُ عنْ وجهها في الجنحِ ما سفرتْ
إلا وقامتْ لها الحرباءُ ترتقبُ
لمْ يلقها الليلُ إلا دُهمهُ صدرتْ
بيضَ الثيابِ وغارتْ فوقها الشهبُ
ريمٌ بأحداقها ليثٌ يصولُ وفي
أطواقها ذنبُ السرحانِ منتصبُ
إذا أصابَ غبارُ الكحلِ مقلتها
تكادُ ترقصُ منْ أهدابها العضبُ
منْ لحظها لا يصونُ القرنُ مهجتهُ
ولا تُضمُّ عليهِ البيضُ والسلبُ
يحنو إليها حمامُ البانِ حينَ يرى
منها القوامَ فيشدو وهوَ مكتئبُ
قدْ أيّدتْ دولةَ المرّانِ قامتها
وحكّمتها على سلطانها القضب
مهاةُ خدرٍ سباعُ الطيرِ تألفها
لعلمها بحنوبٍ حولها تجبُ
تخالُ سمعاً لديها وهيَ أفئدةٌ
تهوي إليها وفيها الشوقُ يلتهبُ
تمُسي العيونُ إذا منْ خدرها وردتْ
ماءَ الشبابِ بماءِ الوردِ ينسكبُ
الحسنِ سرٌّ طواهُ في مراشفها
أوحاهُ منهُ إليها النحلُ والعنبُ
يظنُّ أصداغها الرائي إذا انسدلتْ
تتلو عقاربها سحراً فتنقلبُ
كأنَّ منها سوارَ البكرِ شمسُ ضحىً
شقَّ الصباحُ حشاها فهيَ تصطخبُ
والخالُ لصٌّ أميرُ الحسنِ أفرشهُ
نطعَ الدماءِ وهزّتْ فوقهُ القضبُ
تهوي على جيدها الأقراطُ ساكنةً
فتسحبُ الفرعُ ثعباناً فتضطربُ
كأنّما في عمودِ الصبحِ سحرتُها
تحتَ الدجى في حبالِ الشمسِ قدْ صلبوا
أيُّ القبائلِ منْ درِّ البحارِ إلى
عينِ الحياةِ سوى إنسانها هربوا
وأيُّ شهبٍ سوى ما في قلائدها
أمستْ صفوفاً حوالَ الشمسِ تصطحبُ
منْ خدّها في قلوبِ المدنفينِ لظىً
وفي المحبينَ منْ أكفانها نصبُ
لمْ يسمكِ الحسنُ بيتاً للهوى بحشاً
إلا وكانَ لهُ منْ فرعها طنبُ
ولا بنو المجدِ بيتاً للنسيبِ بنوا
إلا لها وعليها سجفهُ ضربوا
للهِ أسدُ عرينٍ منْ عشيرتها
ترضى الصوارمُ عنهمُ كلَّما غضبوا
غرٌّ إذا انكشفتْ عنهمْ ترائكهمْ
تحتَ الدجنّةِ منْ أقمارها حسبوا
تطلّبَ الدرُّ معنىً منْ مباسهمْ
فأدركَ النظمَ لمّا فاتهُ الشنبُ
سيوفهمْ في مضاها مثلُ أعينهمْ
سودُ الجفونِ ولكنْ فاتها الهدبُ
قاموا لديها وباتوا حولها حرساً
إذا أحسّوا بطيفٍ طارقٍ وثبوا
عزّتْ لديهمْ فحازتْ كلّما ملكوا
حتى لها النومَ منْ أجفانهمْ وهموا
قدْ صيّروا بالدّمِ المخطوبِ سنّتهمْ
خدَّ المهاةِ وكفَّ الليثِ يختضبُ
لحاظهمْ هندويّاتٌ ذوائبهمْ
زنجيّةُ اللونِ إلا أنّهمْ عربُ
لمْ يحسنوا الخطَّ إنْ رموا مكاتبةً
فوقَ الصدورِ بأطرافِ القنا كتبوا
سلّموا البروقَ منَ الأجفانِ وابتسموا
عنها وحادوا فقلنا إنّهمْ سحبُ
إذا المنيّةُ عنْ أنيابها كشرتْ
عضّوا عليها بذيلِ النقعِ وانتقبوا
شنّوا الإغارَ على نهبِ الجمالِ وإذْ
فيهمْ أتتْ وهبوها كلّما نهبوا
يعزى إلى حيّهم شحُّ النساءِ كما
إلى عليٍّ خصالُ الجودِ تنتسبُ
ربُّ الخصالَ التي في مصابحها
يزهو القريضُ وفيها تشرقُ الخطبُ
حسبُ الكواكبِ لوْ منْ بعضها حُسبتْ
يوماً فينظمها في سلكها الحببُ
خليفةٌ ورثَ المعروفَ عنْ خلفٍ
فحبّذا خلفٌ حازَ العلا وأبُ
حرٌ إذا افتخروا قومٌ بمرتبةٍ
ففي أبيهِ وفيهِ تفخرُ الرتبُ
نجمٌ رحى الحربِ والركبانُ تعرفهُ
ودائراتُ الليالي أنّهُ القطبُ
زينُ الفعالِ إذا مُدّاحهُ امتدحوا
حُسّانها خلفهمْ في شعرهمْ نُسبوا
لو أنّها مثّلتْ في خلقهِ صوراً
لنافستهنَّ فيهِ الخرّجُ العربُ
فاقَ السحابَ وأبكاها أسىً فلذا
تذري الدموعَ وفيها الرعدُ ينتحبُ
لولا تعجّبها منهُ لما اجتمعتْ
لا يحدثُ الضحكُ حتى يحدثَ العجبُ
إنْ كانَ يشملهُ لفظُ الملوكِ فقدْ
يعمُّ بالجنسِ نوعَ الصندلِ الخشبُ
جسمٌ تركّبَ تركيبَ الطباعِ بهِ
الحلمُ والبأسُ والمعروفُ والأدبُ
يغشى الرماحَ العوالي غيرَ مكترثٍ
بها فيحسبُ منها أنّهُ لعبُ
رأى العلا سكّراً يحلو لطالبهِ
فظنَّ أنَّ أنابيبَ القنا قصبُ
لولاهُ جسمُ العلا أوصالهُ افترقتْ
كأنَّ آراءهُ في ربطهِ عقبُ
يحمي الوليَّ ويقضي ذو النفاقِ بهِ
كالماءِ يهلكُ فيهِ منْ بهِ الكلبُ
في كلِّ أنملةٍ منهُ وجارحةٍ
يمدُّ بحراً ويسطو فيلقٌ لجبُ
قدْ أضحكَ التيهُ في أيديهِ صارمهُ
وهزَّ في راحتيهِ رمحهُ الطربُ
يسقي النجيعَ مواضيهِ فيضرمها
فاعجبْ لنارٍ لها ماءُ الطلا حطبُ
ذؤابةُ الموتِ سمراءٌ بلهذمهِ
كأنّهُ فوقها نجمٌ لهُ ذنبُ
لوْ هزَّ جذعاً هشيماً في أناملهِ
يوماً لأوشكَ منهُ يسقطُ الرطبُ
يفوحُ نشرُ الكبا منْ طيِّ بردتهِ
وفي النبوّةِ منهُ يعبقُ النسبُ
فأينَ طينُ الورى منْ طيبِ عنصرهِ
وهلْ يساوي رطيبَ المندلِ الضربُ
قدْ نزّهتْ آيةُ التطهيرِ ملبسهُ
منْ كلِّ نجسٍ ولكنْ سيفهُ جنبُ
منْ معشرٍ شرّفَ اللهُ الوجودَ بهمْ
وأُنزلتْ فيهم الآياتُ والكتبُ
همُ الملائكُ إلا أنّهمْ بشرٌ
على الورى خلفاءٌ للهدى نصبوا
أبناءُ مجدٍ كرامٌ قبلَ ما فطموا
عنِ الرضاعِ لأخلافِ الندى حلبوا
قومٌ إذا ذكرَ الرحمنُ منْ وجلٍ
لانوا وإنْ شهدوا يومَ الوغى صعبوا
غُرُّ الوجوهِ مصاليتٌ إذا نزلوا
عنِ السروجِ محاريبَ التّقى ركبوا
لا يسكنُ الحقُّ إلا حيثُ ما سكنوا
وليسَ يذهبُ إلا حيثُ ما ذهبوا
بحورُ جودٍ إذا هبّتْ رياحُ وغىً
ماجوا ومجّوا وإنْ همْ سالموا عذبوا
إذا تنشّقتَ ريّاهمْ عرفتهمُ
بأنهمْ منْ جنابِ القدسِ قدْ قربوا
سكرى إذا أصبحوا تدري الصحاةُ بهـ
ـمْ منْ أيِّ كاسٍ طهورٍ بالدجى شربوا
كأنّهمْ يا عليَّ المجدِ إذ نظروا
تخيّروكَ منَ الأولادِ وانتخبوا
قدْ خلّفوكَ إماماً بعدهمْ ومضوا
وأبرزوكَ إلى الإسلامِ واحتجبوا
تخوي العروشُ إذا ما غبتَ عنْ بلدٍ
حتى تعودَ فيحيي منهُ الخربُ
لو لمْ تعدْ لمْ تعدْ للحوزِ بهجتهُ
ولا تورّدَ يوماً خدّهُ التربُ
لولا وجودكَ فيهِ أهلهُ هلكوا
كذاكَ يهلكُ بعدَ الوابلِ العشبُ
لوْ كنتَ مولىً تجازيهمْ بما اقترفوا
منَ الذنوبِ إذاً بادوا بما كسبوا
لمْ يرجَ بالعفوِ منهمْ فعلُ مكرمةٍ
منْ عندهمْ بلْ على الرحمنِ محتسبُ
كسرتَ جبتهْ بالسيفِ فاجتمعوا
عليكَ أحزابُ ذاكَ الحتِ واعتصبوا
همّوا بإطفاءِ نورِ المجدِ منكَ فلا
فتمَّ فيكَ ويأبى اللهُ ما طلبوا
فكلّما أوقدوا ناراً بها احترقوا
وأحدثوا الحربَ فيهمْ يحدثُ الحربُ
أخزاهمُ اللهُ أنّى يؤفكونَ ولوْ
حازوا الهدى لطريقِ الإفكِ ما ارتكبوا
فدمْ على رغمهمْ بعلاً لبكرِ علاً
صداقها منكَ ضربُ الهامِ والنشبُ
والبس قميصاً منَ الإجلالِ في دمهمْ
قدْ دبّجتهُ المواضي والقنا السلبُ
واسعدْ بعيدٍ بنحسِ المعتدينَ أتى
مبشّراً أرسالتهُ نحوكَ الحقبُ
يومٌ وليّكَ مسروراً بعودتهِ
وفي عدوّكَ منهُ الهمُّ والنصبُ
فلا عصتك الليالي يا ابن سيدّها
وحالفتكَ على أعدائكَ النوبُ
روى عن الريق منها الثغرُ و الشنبُ
معنىً عن الراحِ تروي نظمه الحببُ
وحدثتْ عنْ نفوسِ الصيدِ وجنتها
أخبارَ صدقٍ يقوّيها دمٌ كذبُ
وأرسلتْ للدجى منْ فرعها مثلاً
تمثّلتهُ فروعُ البانِ والعذبُ
وجالَ ماءُ مُحيّاها فأوهمنا
أنَّ الصباحَ غديرٌ موجهُ ذهبُ
بيضاءُ عنْ وجهها في الجنحِ ما سفرتْ
إلا وقامتْ لها الحرباءُ ترتقبُ
لمْ يلقها الليلُ إلا دُهمهُ صدرتْ
بيضَ الثيابِ وغارتْ فوقها الشهبُ
ريمٌ بأحداقها ليثٌ يصولُ وفي
أطواقها ذنبُ السرحانِ منتصبُ
إذا أصابَ غبارُ الكحلِ مقلتها
تكادُ ترقصُ منْ أهدابها العضبُ
منْ لحظها لا يصونُ القرنُ مهجتهُ
ولا تُضمُّ عليهِ البيضُ والسلبُ
يحنو إليها حمامُ البانِ حينَ يرى
منها القوامَ فيشدو وهوَ مكتئبُ
قدْ أيّدتْ دولةَ المرّانِ قامتها
وحكّمتها على سلطانها القضب
مهاةُ خدرٍ سباعُ الطيرِ تألفها
لعلمها بحنوبٍ حولها تجبُ
تخالُ سمعاً لديها وهيَ أفئدةٌ
تهوي إليها وفيها الشوقُ يلتهبُ
تمُسي العيونُ إذا منْ خدرها وردتْ
ماءَ الشبابِ بماءِ الوردِ ينسكبُ
الحسنِ سرٌّ طواهُ في مراشفها
أوحاهُ منهُ إليها النحلُ والعنبُ
يظنُّ أصداغها الرائي إذا انسدلتْ
تتلو عقاربها سحراً فتنقلبُ
كأنَّ منها سوارَ البكرِ شمسُ ضحىً
شقَّ الصباحُ حشاها فهيَ تصطخبُ
والخالُ لصٌّ أميرُ الحسنِ أفرشهُ
نطعَ الدماءِ وهزّتْ فوقهُ القضبُ
تهوي على جيدها الأقراطُ ساكنةً
فتسحبُ الفرعُ ثعباناً فتضطربُ
كأنّما في عمودِ الصبحِ سحرتُها
تحتَ الدجى في حبالِ الشمسِ قدْ صلبوا
أيُّ القبائلِ منْ درِّ البحارِ إلى
عينِ الحياةِ سوى إنسانها هربوا
وأيُّ شهبٍ سوى ما في قلائدها
أمستْ صفوفاً حوالَ الشمسِ تصطحبُ
منْ خدّها في قلوبِ المدنفينِ لظىً
وفي المحبينَ منْ أكفانها نصبُ
لمْ يسمكِ الحسنُ بيتاً للهوى بحشاً
إلا وكانَ لهُ منْ فرعها طنبُ
ولا بنو المجدِ بيتاً للنسيبِ بنوا
إلا لها وعليها سجفهُ ضربوا
للهِ أسدُ عرينٍ منْ عشيرتها
ترضى الصوارمُ عنهمُ كلَّما غضبوا
غرٌّ إذا انكشفتْ عنهمْ ترائكهمْ
تحتَ الدجنّةِ منْ أقمارها حسبوا
تطلّبَ الدرُّ معنىً منْ مباسهمْ
فأدركَ النظمَ لمّا فاتهُ الشنبُ
سيوفهمْ في مضاها مثلُ أعينهمْ
سودُ الجفونِ ولكنْ فاتها الهدبُ
قاموا لديها وباتوا حولها حرساً
إذا أحسّوا بطيفٍ طارقٍ وثبوا
عزّتْ لديهمْ فحازتْ كلّما ملكوا
حتى لها النومَ منْ أجفانهمْ وهموا
قدْ صيّروا بالدّمِ المخطوبِ سنّتهمْ
خدَّ المهاةِ وكفَّ الليثِ يختضبُ
لحاظهمْ هندويّاتٌ ذوائبهمْ
زنجيّةُ اللونِ إلا أنّهمْ عربُ
لمْ يحسنوا الخطَّ إنْ رموا مكاتبةً
فوقَ الصدورِ بأطرافِ القنا كتبوا
سلّموا البروقَ منَ الأجفانِ وابتسموا
عنها وحادوا فقلنا إنّهمْ سحبُ
إذا المنيّةُ عنْ أنيابها كشرتْ
عضّوا عليها بذيلِ النقعِ وانتقبوا
شنّوا الإغارَ على نهبِ الجمالِ وإذْ
فيهمْ أتتْ وهبوها كلّما نهبوا
يعزى إلى حيّهم شحُّ النساءِ كما
إلى عليٍّ خصالُ الجودِ تنتسبُ
ربُّ الخصالَ التي في مصابحها
يزهو القريضُ وفيها تشرقُ الخطبُ
حسبُ الكواكبِ لوْ منْ بعضها حُسبتْ
يوماً فينظمها في سلكها الحببُ
خليفةٌ ورثَ المعروفَ عنْ خلفٍ
فحبّذا خلفٌ حازَ العلا وأبُ
حرٌ إذا افتخروا قومٌ بمرتبةٍ
ففي أبيهِ وفيهِ تفخرُ الرتبُ
نجمٌ رحى الحربِ والركبانُ تعرفهُ
ودائراتُ الليالي أنّهُ القطبُ
زينُ الفعالِ إذا مُدّاحهُ امتدحوا
حُسّانها خلفهمْ في شعرهمْ نُسبوا
لو أنّها مثّلتْ في خلقهِ صوراً
لنافستهنَّ فيهِ الخرّجُ العربُ
فاقَ السحابَ وأبكاها أسىً فلذا
تذري الدموعَ وفيها الرعدُ ينتحبُ
لولا تعجّبها منهُ لما اجتمعتْ
لا يحدثُ الضحكُ حتى يحدثَ العجبُ
إنْ كانَ يشملهُ لفظُ الملوكِ فقدْ
يعمُّ بالجنسِ نوعَ الصندلِ الخشبُ
جسمٌ تركّبَ تركيبَ الطباعِ بهِ
الحلمُ والبأسُ والمعروفُ والأدبُ
يغشى الرماحَ العوالي غيرَ مكترثٍ
بها فيحسبُ منها أنّهُ لعبُ
رأى العلا سكّراً يحلو لطالبهِ
فظنَّ أنَّ أنابيبَ القنا قصبُ
لولاهُ جسمُ العلا أوصالهُ افترقتْ
كأنَّ آراءهُ في ربطهِ عقبُ
يحمي الوليَّ ويقضي ذو النفاقِ بهِ
كالماءِ يهلكُ فيهِ منْ بهِ الكلبُ
في كلِّ أنملةٍ منهُ وجارحةٍ
يمدُّ بحراً ويسطو فيلقٌ لجبُ
قدْ أضحكَ التيهُ في أيديهِ صارمهُ
وهزَّ في راحتيهِ رمحهُ الطربُ
يسقي النجيعَ مواضيهِ فيضرمها
فاعجبْ لنارٍ لها ماءُ الطلا حطبُ
ذؤابةُ الموتِ سمراءٌ بلهذمهِ
كأنّهُ فوقها نجمٌ لهُ ذنبُ
لوْ هزَّ جذعاً هشيماً في أناملهِ
يوماً لأوشكَ منهُ يسقطُ الرطبُ
يفوحُ نشرُ الكبا منْ طيِّ بردتهِ
وفي النبوّةِ منهُ يعبقُ النسبُ
فأينَ طينُ الورى منْ طيبِ عنصرهِ
وهلْ يساوي رطيبَ المندلِ الضربُ
قدْ نزّهتْ آيةُ التطهيرِ ملبسهُ
منْ كلِّ نجسٍ ولكنْ سيفهُ جنبُ
منْ معشرٍ شرّفَ اللهُ الوجودَ بهمْ
وأُنزلتْ فيهم الآياتُ والكتبُ
همُ الملائكُ إلا أنّهمْ بشرٌ
على الورى خلفاءٌ للهدى نصبوا
أبناءُ مجدٍ كرامٌ قبلَ ما فطموا
عنِ الرضاعِ لأخلافِ الندى حلبوا
قومٌ إذا ذكرَ الرحمنُ منْ وجلٍ
لانوا وإنْ شهدوا يومَ الوغى صعبوا
غُرُّ الوجوهِ مصاليتٌ إذا نزلوا
عنِ السروجِ محاريبَ التّقى ركبوا
لا يسكنُ الحقُّ إلا حيثُ ما سكنوا
وليسَ يذهبُ إلا حيثُ ما ذهبوا
بحورُ جودٍ إذا هبّتْ رياحُ وغىً
ماجوا ومجّوا وإنْ همْ سالموا عذبوا
إذا تنشّقتَ ريّاهمْ عرفتهمُ
بأنهمْ منْ جنابِ القدسِ قدْ قربوا
سكرى إذا أصبحوا تدري الصحاةُ بهـ
ـمْ منْ أيِّ كاسٍ طهورٍ بالدجى شربوا
كأنّهمْ يا عليَّ المجدِ إذ نظروا
تخيّروكَ منَ الأولادِ وانتخبوا
قدْ خلّفوكَ إماماً بعدهمْ ومضوا
وأبرزوكَ إلى الإسلامِ واحتجبوا
تخوي العروشُ إذا ما غبتَ عنْ بلدٍ
حتى تعودَ فيحيي منهُ الخربُ
لو لمْ تعدْ لمْ تعدْ للحوزِ بهجتهُ
ولا تورّدَ يوماً خدّهُ التربُ
لولا وجودكَ فيهِ أهلهُ هلكوا
كذاكَ يهلكُ بعدَ الوابلِ العشبُ
لوْ كنتَ مولىً تجازيهمْ بما اقترفوا
منَ الذنوبِ إذاً بادوا بما كسبوا
لمْ يرجَ بالعفوِ منهمْ فعلُ مكرمةٍ
منْ عندهمْ بلْ على الرحمنِ محتسبُ
كسرتَ جبتهْ بالسيفِ فاجتمعوا
عليكَ أحزابُ ذاكَ الحتِ واعتصبوا
همّوا بإطفاءِ نورِ المجدِ منكَ فلا
فتمَّ فيكَ ويأبى اللهُ ما طلبوا
فكلّما أوقدوا ناراً بها احترقوا
وأحدثوا الحربَ فيهمْ يحدثُ الحربُ
أخزاهمُ اللهُ أنّى يؤفكونَ ولوْ
حازوا الهدى لطريقِ الإفكِ ما ارتكبوا
فدمْ على رغمهمْ بعلاً لبكرِ علاً
صداقها منكَ ضربُ الهامِ والنشبُ
والبس قميصاً منَ الإجلالِ في دمهمْ
قدْ دبّجتهُ المواضي والقنا السلبُ
واسعدْ بعيدٍ بنحسِ المعتدينَ أتى
مبشّراً أرسالتهُ نحوكَ الحقبُ
يومٌ وليّكَ مسروراً بعودتهِ
وفي عدوّكَ منهُ الهمُّ والنصبُ
فلا عصتك الليالي يا ابن سيدّها
وحالفتكَ على أعدائكَ النوبُ
<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F"">أعجز عن شكرك أخي الكريم على هذا البحث الرائع الجهد..منذ زمن وأنا أتوق إلى الحصول على القصيدة التالية كاملة
هذا العقيقُ و تلكَ شمُّ رعانهِ
فامزج لجينَ الدمع من عقيانهِ
وهي من أجمل قصائد المديح والشوق إلى طيبة الطيبة..
دمت مثابرا عنيدا
هذا العقيقُ و تلكَ شمُّ رعانهِ
فامزج لجينَ الدمع من عقيانهِ
وهي من أجمل قصائد المديح والشوق إلى طيبة الطيبة..
دمت مثابرا عنيدا
بيني وبين أبي العلاء حكاية *** في الحكم أسترعي لها الحكماء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
من بحر الطويل
<font size=5 color=black>
وردت عن تراقيها العقود عن النحرِ
محاسن ترويها النجوم عن الفجرِ
وحدّثنا عن خالها مسكُ صدغها
حديثاً رواهُ اللّيلُ عن كلفةِ البدرِ
وركّبَ منها الثّغرُ أفرادَ جملةٍ
حكاها فمُ الإبريقِ عن حببِ الخمرِ
بصحّةِ جسمي سقمُ ألفاظها الّتي
روى المسكُ عن إسنادها خبرَ النّشرِ
وبالخدّ وردٌ نارُ موسى بصحنهِ
وميمُ فمٍ من عينهِ جرعةُ الخضرِ
عذيريَ من عذراءَ قبلَ تمائمي
خلعتُ عنِ العذّالِ في حبّها عذري
ولي مدمعٌ في حبّها لو بكى الحيا
بهِ نبتَ الياقوتُ في صدفِ الدّرِّ
بروحي مها جؤذراً في غلائلٍ
وجيدَ مهاةٍ قد تلفّحَ بالجمرِ
لقد غصبت منها القرونُ ليالياً
من الدّهرِ لولا طولها قلتُ من عمري
أمّا وسيوفٍ للحتوفِ بجفنها
تجرّدُ عن غمدٍ وتغمدُ في سحرِ
وهدبٍ تسقّى نبلهُ سمَّ كحلها
فذبَّ بشوكِ النّحلِ عن شهدةِ الثّغرِ
ووصمةُ قلبٍ غصَّ منها بمعصمٍ
ووسواسهُ الخنّاسُ ينفثُ في صدري
لفيْ القلبِ لوعاتٌ ولو لم تجنها
حشا المزنِ أمسى قطرها شررَ الجمرِ
ممنّعةٌ غير الكرى لا يزورها
وتحجبُ عن طيفِ الخيالِ إذا يسري
وطوقُ نضارٍ يستسرُّ هلالهُ
مع الفجرِ تحتَ الشّمسِ في غسقِ الشّعرِ
إذا مرَّ في الأوهام معنى وصالها
رأيتُ جيادَ الموتِ تعثرُ بالفكرِ
رفيعةُ بيتٍ هالةُ البدرِ نورهُ
وقوسُ محيطِ الشّمسِ دائرةُ السّترِ
يرى في الدّجى نهر المجرّةِ تحتهُ
على درِّ حصباءِ النّجومِ بهِ تجري
فأطنابهُ للفرقدينِ حمائلٌ
وأستارهُ في الجنحِ أجنحةُ النّسرِ
وليلٍ نجومُ القذفِ فيهِ كأنها
تصولُ علينا بالمهنّدةِ البترِ
ركبتُ به موجَ المطايا وخضتُ في
بحارِ المنايا طالباً درّةَ الخدرِ
فعانقتُ منها جؤذرَ القفرِ آمناً
وصافحت منها بالخبا دميةَ القصرِ
فلمّا دنا منّا الوداعُ وضمّنا
قميص عناقٍ بزّنا ملبسُ الصّبرِ
بكيتُ فضةً من نرجسٍ متناعسٍ
وأجريتُ تبراً من عقيقٍ أخي سهرِ
فأمست عيونُ البدرِ في شفقِ الضّحى
تسيلُ وعينُ الشمسِ بالأنجمِ الزّهرِ
وقمتُ وزندُ اللّيثِ منّي مطوقٌ
لها ويمينُ الظّبي قد وشّحت خصري
فكادتْ لما بي أن تذيبَ سوارها
ضلوعي وإن كانت حشاهُ من الصّخرِ
وكانَ فريدُ العقدِ منها لما بها
يذوبُ ويجري كالدّموعِ ولا تدري
سقى اللهُ أكنافَ العقيقِ بوارقاً
تقطّعُ زندَ اللّيلِ في قضبِ التّبرِ
ولا زالَ محمرُّ الشّقائق موقداً
به شعلُ الياقوتِ في قضبِ الشّذرِ
حمىً تتحامى الأسدُ آرامَ سربهِ
وتصرعهم من عينهم أعينُ العفرِ
تحيطُ الظّبا أقماره في أهلةٍ
وتحمي نجومُ البيضِ في أنجمِ السّمرِ
ألا حبّذا عصراً مضى وليالياً
عرائسُ أنسٍ يبتسمنَ عن البشرِ
وأيامنا غرٌّ كأنَّ حجولها
أيادي عليٍّ في رقابِ بني الدّهرِ
أيادٍِ عنِ التّشبيهِ جلّتْ وإنّما
عبثنَ بعقلي ساحراتٍ رقى السّحرِ
بوادٍ يزان المجدُ منها بأنجمٍ
هوادٍ لمن يسري إلى موضعِ اليسرِ
مواضٍ لمرّانِ المعالي أسنّةٌ
وقضبٌ بها العافونَ تسطو على القفرِ
نبتنَ بكفّيهِ نباتَ بنانهِ
فدلّت قطوفُ الجودِ في ثمرِ الشّكرِ
هو العددُ الفردُ الّذي يجمعُ الثّنا
وتصدرُ عنهُ قسمةُ الجبرِ و الكسرِ
صنائعهُ عقدٌ على عاتق العلا
ومعروفهُ تاجٌ على هامةِ الفخرِ
ربيعٌ إذا ما زرتهُ زرتُ روضةً
يفتِّحُ فيها رشدهُ حدقَ الزَّهرِ
نهيمُ به عشقاً لخلقِ كأنّهُ
يهبُّ علينا في نسيمِ الهوى العذري
أيا واردي لجَّ البحارِ اكتفوا بهِ
فسبعتها في طيِّ أنملهِ العشرِ
إذا يدهُ البيضاءُ أخرجها النّدى
فيا ويلَ أمِّ البيضِ والورقِ الصّفرِ
أخو هممٍ يستغرقُ الدّرعُ جسمهُ
ومن عجبٍ أن يغرقَ البحرُ بالكرِّ
تكدُ الرماح السّمرُ وهي ذوابلٌ
براحتهِ تهتزُّ بالورقِ الخضرِ
فكم من بيوتٍ قد رماها بخطبهِ
فأضحت ومنها النّظمُ كالخطبِ النّثرِ
فللّه يومُ الكرخِ موقفهُ ضّحى
وقد سالتِ الأعرابُ بالجحفلِ المجرِ
أتوهُ يمدّونَ الرّقابَ تطاولاً
فأضحوا ومنهم ذلكَ المدُّ للجزرِ
رموهُ بحربٍ كلّما قامَ ساقها
ركضنَ المنايا في القلوبِ من الذّعرِ
يبيعُ الرّدى في سوقها صفقةَ المنى
بنقدِ النّفوسِ الغالياتِ لمن يشري
سطوا وسطا كالّليثِ يقدمُ فنيةً
يرونَ عوانَ الحربِ في صورةِ البكرِ
وفرسانَ موتٍ يقدمونَ إلى الوغى
إذا جمحتْ أسدُ النّزالِ عنِ الكرِّ
وخيلاً لها سوقُ النّعامِ كأنها
تطيرُ إذا هبّت بأجنحةِ الكدرِ
فزوّجَ ذكرانَ الظّبى في نفوسهمْ
وأنقدهم ضربَ الحديدِ عنِ المهرِ
وأضحت وحوشَ البرِّ ممّا أراقهُ
منَ الدّمِ كالحيتانِ في لجّةِ البحرِ
بنى بيعاً من هامهم وصوامعاً
تبوّأ منها مسجداً راهبُ النّسرِ
لقوهُ كأمثالِ البزاةِ جوارحاً
وولّوا كما تمضي البزّة عنِ الصّقرِ
فمِنْ واقعٍ في الأرضِ في شبكِ الرّدى
ومن طائرٍ عنهُ بأجنحةِ الغرِّ
وأنّى لهمْ جندٌ تلاقي جنودهُ
وأينَ رماحُ الخطِّ من خشبِ السّدرِ
بغوا فبغوهُ بالّذي لو تعمّدتْ
لهُ الشُّهبُ لاقت دونهُ حادثَ الكسرِ
وبانتْ عنِ الكفِّ الخضيبِ بنانهُ
وضلقَ بهِ ذرعُ الذّراعِ عنِ الشِّبرِ
فراعنهُ همّت بهِ فتلقّفت
عصا عزمهِ ما يأفكونَ منَ المكرِ
بهمْ مرضٌ من بغضهِ في قلوبهم
وسيفُ عليٍّ ذي الفقارِ الّذي يبري
فيا ابنَ رسولِ اللهِ والسّيّدِ الّذي
حوى سؤدداً يسمو بهِ شرفُ العصرِ
أرادتْ بكَ الأسباطُ كيداً فكدتهم
وأكرمَ مثواكَ العزيزُ منَ النّصرِ
ترجّوا لديهمْ لو تبورُ بضاعةٌ
فقادهم راعي البوارِ إلى الخسرِ
ليهنكَ نصرٌ عزّهُ يخذلُ العدا
وفتحٌ يحلُّ المغلقاتِ من الأمرِ
وحسبكَ فخراً كفّكَ الموتُ عنهُمْ
وحسبهم ذاكَ الخضوع من الأسرِ
ألا فاعفُ عنهمْ إنّهمْ لعبيدكمُ
وإنَّ سجايا العفوِ من شيمِ الحرِّ
وردت عن تراقيها العقود عن النحرِ
محاسن ترويها النجوم عن الفجرِ
وحدّثنا عن خالها مسكُ صدغها
حديثاً رواهُ اللّيلُ عن كلفةِ البدرِ
وركّبَ منها الثّغرُ أفرادَ جملةٍ
حكاها فمُ الإبريقِ عن حببِ الخمرِ
بصحّةِ جسمي سقمُ ألفاظها الّتي
روى المسكُ عن إسنادها خبرَ النّشرِ
وبالخدّ وردٌ نارُ موسى بصحنهِ
وميمُ فمٍ من عينهِ جرعةُ الخضرِ
عذيريَ من عذراءَ قبلَ تمائمي
خلعتُ عنِ العذّالِ في حبّها عذري
ولي مدمعٌ في حبّها لو بكى الحيا
بهِ نبتَ الياقوتُ في صدفِ الدّرِّ
بروحي مها جؤذراً في غلائلٍ
وجيدَ مهاةٍ قد تلفّحَ بالجمرِ
لقد غصبت منها القرونُ ليالياً
من الدّهرِ لولا طولها قلتُ من عمري
أمّا وسيوفٍ للحتوفِ بجفنها
تجرّدُ عن غمدٍ وتغمدُ في سحرِ
وهدبٍ تسقّى نبلهُ سمَّ كحلها
فذبَّ بشوكِ النّحلِ عن شهدةِ الثّغرِ
ووصمةُ قلبٍ غصَّ منها بمعصمٍ
ووسواسهُ الخنّاسُ ينفثُ في صدري
لفيْ القلبِ لوعاتٌ ولو لم تجنها
حشا المزنِ أمسى قطرها شررَ الجمرِ
ممنّعةٌ غير الكرى لا يزورها
وتحجبُ عن طيفِ الخيالِ إذا يسري
وطوقُ نضارٍ يستسرُّ هلالهُ
مع الفجرِ تحتَ الشّمسِ في غسقِ الشّعرِ
إذا مرَّ في الأوهام معنى وصالها
رأيتُ جيادَ الموتِ تعثرُ بالفكرِ
رفيعةُ بيتٍ هالةُ البدرِ نورهُ
وقوسُ محيطِ الشّمسِ دائرةُ السّترِ
يرى في الدّجى نهر المجرّةِ تحتهُ
على درِّ حصباءِ النّجومِ بهِ تجري
فأطنابهُ للفرقدينِ حمائلٌ
وأستارهُ في الجنحِ أجنحةُ النّسرِ
وليلٍ نجومُ القذفِ فيهِ كأنها
تصولُ علينا بالمهنّدةِ البترِ
ركبتُ به موجَ المطايا وخضتُ في
بحارِ المنايا طالباً درّةَ الخدرِ
فعانقتُ منها جؤذرَ القفرِ آمناً
وصافحت منها بالخبا دميةَ القصرِ
فلمّا دنا منّا الوداعُ وضمّنا
قميص عناقٍ بزّنا ملبسُ الصّبرِ
بكيتُ فضةً من نرجسٍ متناعسٍ
وأجريتُ تبراً من عقيقٍ أخي سهرِ
فأمست عيونُ البدرِ في شفقِ الضّحى
تسيلُ وعينُ الشمسِ بالأنجمِ الزّهرِ
وقمتُ وزندُ اللّيثِ منّي مطوقٌ
لها ويمينُ الظّبي قد وشّحت خصري
فكادتْ لما بي أن تذيبَ سوارها
ضلوعي وإن كانت حشاهُ من الصّخرِ
وكانَ فريدُ العقدِ منها لما بها
يذوبُ ويجري كالدّموعِ ولا تدري
سقى اللهُ أكنافَ العقيقِ بوارقاً
تقطّعُ زندَ اللّيلِ في قضبِ التّبرِ
ولا زالَ محمرُّ الشّقائق موقداً
به شعلُ الياقوتِ في قضبِ الشّذرِ
حمىً تتحامى الأسدُ آرامَ سربهِ
وتصرعهم من عينهم أعينُ العفرِ
تحيطُ الظّبا أقماره في أهلةٍ
وتحمي نجومُ البيضِ في أنجمِ السّمرِ
ألا حبّذا عصراً مضى وليالياً
عرائسُ أنسٍ يبتسمنَ عن البشرِ
وأيامنا غرٌّ كأنَّ حجولها
أيادي عليٍّ في رقابِ بني الدّهرِ
أيادٍِ عنِ التّشبيهِ جلّتْ وإنّما
عبثنَ بعقلي ساحراتٍ رقى السّحرِ
بوادٍ يزان المجدُ منها بأنجمٍ
هوادٍ لمن يسري إلى موضعِ اليسرِ
مواضٍ لمرّانِ المعالي أسنّةٌ
وقضبٌ بها العافونَ تسطو على القفرِ
نبتنَ بكفّيهِ نباتَ بنانهِ
فدلّت قطوفُ الجودِ في ثمرِ الشّكرِ
هو العددُ الفردُ الّذي يجمعُ الثّنا
وتصدرُ عنهُ قسمةُ الجبرِ و الكسرِ
صنائعهُ عقدٌ على عاتق العلا
ومعروفهُ تاجٌ على هامةِ الفخرِ
ربيعٌ إذا ما زرتهُ زرتُ روضةً
يفتِّحُ فيها رشدهُ حدقَ الزَّهرِ
نهيمُ به عشقاً لخلقِ كأنّهُ
يهبُّ علينا في نسيمِ الهوى العذري
أيا واردي لجَّ البحارِ اكتفوا بهِ
فسبعتها في طيِّ أنملهِ العشرِ
إذا يدهُ البيضاءُ أخرجها النّدى
فيا ويلَ أمِّ البيضِ والورقِ الصّفرِ
أخو هممٍ يستغرقُ الدّرعُ جسمهُ
ومن عجبٍ أن يغرقَ البحرُ بالكرِّ
تكدُ الرماح السّمرُ وهي ذوابلٌ
براحتهِ تهتزُّ بالورقِ الخضرِ
فكم من بيوتٍ قد رماها بخطبهِ
فأضحت ومنها النّظمُ كالخطبِ النّثرِ
فللّه يومُ الكرخِ موقفهُ ضّحى
وقد سالتِ الأعرابُ بالجحفلِ المجرِ
أتوهُ يمدّونَ الرّقابَ تطاولاً
فأضحوا ومنهم ذلكَ المدُّ للجزرِ
رموهُ بحربٍ كلّما قامَ ساقها
ركضنَ المنايا في القلوبِ من الذّعرِ
يبيعُ الرّدى في سوقها صفقةَ المنى
بنقدِ النّفوسِ الغالياتِ لمن يشري
سطوا وسطا كالّليثِ يقدمُ فنيةً
يرونَ عوانَ الحربِ في صورةِ البكرِ
وفرسانَ موتٍ يقدمونَ إلى الوغى
إذا جمحتْ أسدُ النّزالِ عنِ الكرِّ
وخيلاً لها سوقُ النّعامِ كأنها
تطيرُ إذا هبّت بأجنحةِ الكدرِ
فزوّجَ ذكرانَ الظّبى في نفوسهمْ
وأنقدهم ضربَ الحديدِ عنِ المهرِ
وأضحت وحوشَ البرِّ ممّا أراقهُ
منَ الدّمِ كالحيتانِ في لجّةِ البحرِ
بنى بيعاً من هامهم وصوامعاً
تبوّأ منها مسجداً راهبُ النّسرِ
لقوهُ كأمثالِ البزاةِ جوارحاً
وولّوا كما تمضي البزّة عنِ الصّقرِ
فمِنْ واقعٍ في الأرضِ في شبكِ الرّدى
ومن طائرٍ عنهُ بأجنحةِ الغرِّ
وأنّى لهمْ جندٌ تلاقي جنودهُ
وأينَ رماحُ الخطِّ من خشبِ السّدرِ
بغوا فبغوهُ بالّذي لو تعمّدتْ
لهُ الشُّهبُ لاقت دونهُ حادثَ الكسرِ
وبانتْ عنِ الكفِّ الخضيبِ بنانهُ
وضلقَ بهِ ذرعُ الذّراعِ عنِ الشِّبرِ
فراعنهُ همّت بهِ فتلقّفت
عصا عزمهِ ما يأفكونَ منَ المكرِ
بهمْ مرضٌ من بغضهِ في قلوبهم
وسيفُ عليٍّ ذي الفقارِ الّذي يبري
فيا ابنَ رسولِ اللهِ والسّيّدِ الّذي
حوى سؤدداً يسمو بهِ شرفُ العصرِ
أرادتْ بكَ الأسباطُ كيداً فكدتهم
وأكرمَ مثواكَ العزيزُ منَ النّصرِ
ترجّوا لديهمْ لو تبورُ بضاعةٌ
فقادهم راعي البوارِ إلى الخسرِ
ليهنكَ نصرٌ عزّهُ يخذلُ العدا
وفتحٌ يحلُّ المغلقاتِ من الأمرِ
وحسبكَ فخراً كفّكَ الموتُ عنهُمْ
وحسبهم ذاكَ الخضوع من الأسرِ
ألا فاعفُ عنهمْ إنّهمْ لعبيدكمُ
وإنَّ سجايا العفوِ من شيمِ الحرِّ
من بحر الطويل
<font size=5 color=black>
اما و مواضي مقلتيها الفواصلُ
لتشبيهها بالبدرِ تحصيل حاصلِ
وياقوتِ فيها إنَّ جوهرَ جسمها
لكالماءِ إلا أنّهُ غيرُ سائلِ
ووردِ محيذاها النّضيرِ لقدّها
هو الرّمحُ إلا أنّهُ غيرُ ذابلِ
منَ العينِ إلا أنها في كناسها
تظللها أسدُ الشّرى بالمناصلِ
كعابٌ تمدُّ الحتف في أيِّ ناظرٍ
من الغنجِ إذ ترنو لمقلةِ خاذلِ
ذكاءٌ حمتها الشّمسُ وهي أسنّةٌ
وقامت لديها نيِّراتُ المشاعلِ
تظنُّ رغاءَ الرّعدِ زفرة مدنفٍ
فترشقهُ حرّاسها بالمعاسلِ
وتحرسُ عن مرِّ النَّسيمِ توهّماً
بأنَّ الصّبا تهدي إليهِ رسائلي
بروحيَ منه حاجباً غنجُ قوسهِ
تسلّمهُ من طرفها أيُّ نابلِ
وقضبانُ بلّورٍ بدت في خواتم
وأعمدةً من فضةٍ في خلاخلِ
وزندينِ لولم يمسكا في دمالجٍ
لسالا من الأكمامِ سيلَ الجداولِ
فما اختالَ ظبيٌ في مدارعٍ
ولا مالَ غصنٌ يافعٌ في غلائلِ
أحنُّ لمرأى خدّها وهو مصرعي
وأعشقُ منها الطرفَ والطّرفُ قاتلي
فوا عجباً أشقى بها وهي جنتي
ولم أقتنصها والظُّبى من حبائلي
وليلٍ غرابيِّ الخضابِ كفرعها
طويل كحظِّي لونهُ غير ناصلِ
كأنَّ الدياجي منه سودٌ عوابسٌ
وأنجمه بيضُ الحسانِ الثّواكلِ
قضى فجرهُ نحباً فأحيتهُ فكرتي
وترمي الحصى باليعملاتِ الذّوابلِ
وبتُّ وصحبي كالقسيِّ من السُّرى
تجافى الكرى ميلُ الطّلى والكواهلِ
وظلنا نساقي في زجاجاتِ ذكرها
حميّا هواها في نديِّ الرّواحلِ
فمن مدنفٍ صاحٍ بنا مثلِ شاربٍ
ومن نعشرٍ منّا له زيُّ ذاهلِ
فلولا هواها ما صبوتُ إلى الصّبا
ولا رحمت دمعي رعاةُ المنازلِ
ولا قنصت أختُ الغزالِ جوارحي
ولا هيجتْ ورقُ الحمامِ بلابلي
ولولا رقى السّحرِ المبينِ بلفظها
لما التذَّ سمعي في أحاديثِ بابلِ
أيلحقني في حبها نقص سلوةٍ
إذا فارقتني نسبتي للفضائلِ
ولا صافحَ الخطيُّ منّي يدَ النّدى
ولا عانقتْ جيدَ المعالي حمائلي
ولا نصبَ البيضُ الجوازمُ رتبتي
ولا رفعتها همّتي بالعواملِ
وإنّي لظمآنٌ إلى عذبِ منهلِ
حمتْ شهدهُ نجلُ الرِّماحِ النّواهلِ
بحيثُ تحوطُ الأسدُ مربض باغمٍ
وتوقظُ طرفَ الموتِ دعوةَ صاهلِ
وما موردي عذبٌ إذا لم أرَ الظّبى
تشوبُ نضاراً في لجينِ المناهلِ
سقى اللهُ قوماً خيّموا أيمُنَ الحمى
وحيّا بشرقيِّ الغضا كلَّ وابلِ
وللهِ أيّمُ السرورِ وحبّذا
مواسمُ لذّاتِ الليالي الأوائلِ
أما آنَ أن تدنو الدّيار فينجلي
ظلامُ التّنائي في صباحِ التواصلِ
فحتّامَ تستجدي النّوى يمَّ مقلتي
فيرفدها درُّ الدّموعِ الهواملِ
أكانت جفوني كلّما اعترضَ النّوى
بنانَ عليٍّ والنَّوى كفَّ سائلِ
جوادٌ إذا ضنَّ الغمامُ على الورى
توالتْ يداهُ بالغيوثِ الهواطلِ
شريفٌ محلّى التاجِ في حلي فضلهِ
تزانُ صدورُ المكرماتِ العواطلِ
لهُ راحةٌ لو ترضعُ المزنُ درّها
سمتْ باللآلي معصراتُ الحواملِ
أحاطت بأوساطِ الدّهورِ ووشّحت
حظوظَ الورى منها خطوطُ الأناملِ
تلذذهُ بالبأسِ والعفوِ والتّقى
وبذلِ العطايا لا بطيبِ المآكلِ
يهزُّ أفعوانَ الرّمحِ في كفِّ ضيغمٍ
ويمسكُ هزَّ السيفِ في بحرِ نائلِ
يقلّبُ فيهِ الدّهرُ أجفانَ حائرٍ
ويرنو إليهِ الغيثُ في طرفِ آملِ
همامٌ يصيدُ الأسدَ ثعلبُ رمحهِ
إذا الرّبدُ زفّت في برازِ الحجافلِ
فما صارَ شيءٌ من عداهُ بأرضهِ
سوى ما سرى من لحمهم في الحواصلِ
لطاعتهِ قامت على ساقها الوغى
ونكّسَ ذلاً رأسهُ كلُّ باسلِ
وشدّت على الأوساطِ من خدمِ القنا
لديهِ زنانيرُ الكعوبِ العواملِ
وليسَ اضطرابُ الرّيحِ خلقاً وإنّما
رمتها دواعي ذعرهِ بالأفاكلِ
يرى زورةَ العافي ألذَّ منَ الصّبا
وأحسن من وصلِ الحبيبِ المماطلِ
هو المصقعُ اللّسنُ الّذي لبيانهِ
بنظمِ القافي معجزاتُ الفواصلِ
وموضوعُ علمِ الفضلِ والعلمُ الّذي
عليهِ وجوباً صحَّ حملُ الفواصلِ
يعدّيْ فعالَ المكرماتِ بنفسها
إلى آمليهِ لا بجرِّ الوسائلِ
مضى فعلهُ المشتقُّ من مصدرِ العلا
فصحَّ لهُ منهُ اشتقاقُ اسمُ فاعلِ
تكادُ القنا قسراً بغيرِ تثقّفٍ
يقوِّم منها عدلهُ كلَّ مائلِ
وإن تنحني حنيُ الأساورِ قضبهُ
لما أثقلتها من دخولِ القبائلِ
فلا تطلبوا ياحاسديهِ اغتيالهُ
فتخطفكم غولُ الخطوبِ الغوائلُ
ولا تنزلوا أرضاً بها حلَّ سخطهُ
فتنزلَ فيكم صاعقاتُ النّوازلِ
تولّى بلادَ الحوزِ فليخلُ بالها
وتفرغَ من بعدِ الهمومِ الشواغلُ
لقد قرَّ طورُ المجدِ فيها مكانهُ
وقدْ كانَ دكّاً قبلهُ بالمنازلِ
وفكَّ عنِ الملكِ الوثاقَ فأصبحتْ
شياطينهُ منْ قهرهِ في سلاسلِ
وزالَ ظلامُ لبغيِّ عن نيِّرِ الهدى
وحكّمَ سيف الحقِّ في كلِّ باطلِ
فحسبكَ يا بكرَ العلا مفخراً فقدْ
تزوّجتَ منهُ بالكرامِ الحلائلِ
فيا ابنَ حسامِ المجدِ والعاملِ الّذي
بهِ انصرفت قسراً جميع القبائلِ
لقدْ فقتَ آباء الكرامِ بوالدٍ
بهِ ختِمَتْ غرُّ الكرامِ الأفاضلِ
محلُّ سماكِ الفضلِ مركز شمسهِ
مقرُّ دراري غامضاتِ المسائلِ
صفوحٌ صدوقٌ حاكمٌ متشرِّعٌ
عفيفٌ شريفٌ ما لهُ من مماثلِ
فقيهٌ حكيمٌ عالمٌ متكلّمٌ
ينصُّ على أحكامهِ بالدلائلِ
مناقبُ فخرٍ حزتها يا ابنهُ وحسـ
ـبكَ فخراً ما بهِ من شمائلِ
فلا زلتَ قطباً ثابتاً في العلا ولا
برحتَ هلالاً كاملاً غيرَ آفلِ
اما و مواضي مقلتيها الفواصلُ
لتشبيهها بالبدرِ تحصيل حاصلِ
وياقوتِ فيها إنَّ جوهرَ جسمها
لكالماءِ إلا أنّهُ غيرُ سائلِ
ووردِ محيذاها النّضيرِ لقدّها
هو الرّمحُ إلا أنّهُ غيرُ ذابلِ
منَ العينِ إلا أنها في كناسها
تظللها أسدُ الشّرى بالمناصلِ
كعابٌ تمدُّ الحتف في أيِّ ناظرٍ
من الغنجِ إذ ترنو لمقلةِ خاذلِ
ذكاءٌ حمتها الشّمسُ وهي أسنّةٌ
وقامت لديها نيِّراتُ المشاعلِ
تظنُّ رغاءَ الرّعدِ زفرة مدنفٍ
فترشقهُ حرّاسها بالمعاسلِ
وتحرسُ عن مرِّ النَّسيمِ توهّماً
بأنَّ الصّبا تهدي إليهِ رسائلي
بروحيَ منه حاجباً غنجُ قوسهِ
تسلّمهُ من طرفها أيُّ نابلِ
وقضبانُ بلّورٍ بدت في خواتم
وأعمدةً من فضةٍ في خلاخلِ
وزندينِ لولم يمسكا في دمالجٍ
لسالا من الأكمامِ سيلَ الجداولِ
فما اختالَ ظبيٌ في مدارعٍ
ولا مالَ غصنٌ يافعٌ في غلائلِ
أحنُّ لمرأى خدّها وهو مصرعي
وأعشقُ منها الطرفَ والطّرفُ قاتلي
فوا عجباً أشقى بها وهي جنتي
ولم أقتنصها والظُّبى من حبائلي
وليلٍ غرابيِّ الخضابِ كفرعها
طويل كحظِّي لونهُ غير ناصلِ
كأنَّ الدياجي منه سودٌ عوابسٌ
وأنجمه بيضُ الحسانِ الثّواكلِ
قضى فجرهُ نحباً فأحيتهُ فكرتي
وترمي الحصى باليعملاتِ الذّوابلِ
وبتُّ وصحبي كالقسيِّ من السُّرى
تجافى الكرى ميلُ الطّلى والكواهلِ
وظلنا نساقي في زجاجاتِ ذكرها
حميّا هواها في نديِّ الرّواحلِ
فمن مدنفٍ صاحٍ بنا مثلِ شاربٍ
ومن نعشرٍ منّا له زيُّ ذاهلِ
فلولا هواها ما صبوتُ إلى الصّبا
ولا رحمت دمعي رعاةُ المنازلِ
ولا قنصت أختُ الغزالِ جوارحي
ولا هيجتْ ورقُ الحمامِ بلابلي
ولولا رقى السّحرِ المبينِ بلفظها
لما التذَّ سمعي في أحاديثِ بابلِ
أيلحقني في حبها نقص سلوةٍ
إذا فارقتني نسبتي للفضائلِ
ولا صافحَ الخطيُّ منّي يدَ النّدى
ولا عانقتْ جيدَ المعالي حمائلي
ولا نصبَ البيضُ الجوازمُ رتبتي
ولا رفعتها همّتي بالعواملِ
وإنّي لظمآنٌ إلى عذبِ منهلِ
حمتْ شهدهُ نجلُ الرِّماحِ النّواهلِ
بحيثُ تحوطُ الأسدُ مربض باغمٍ
وتوقظُ طرفَ الموتِ دعوةَ صاهلِ
وما موردي عذبٌ إذا لم أرَ الظّبى
تشوبُ نضاراً في لجينِ المناهلِ
سقى اللهُ قوماً خيّموا أيمُنَ الحمى
وحيّا بشرقيِّ الغضا كلَّ وابلِ
وللهِ أيّمُ السرورِ وحبّذا
مواسمُ لذّاتِ الليالي الأوائلِ
أما آنَ أن تدنو الدّيار فينجلي
ظلامُ التّنائي في صباحِ التواصلِ
فحتّامَ تستجدي النّوى يمَّ مقلتي
فيرفدها درُّ الدّموعِ الهواملِ
أكانت جفوني كلّما اعترضَ النّوى
بنانَ عليٍّ والنَّوى كفَّ سائلِ
جوادٌ إذا ضنَّ الغمامُ على الورى
توالتْ يداهُ بالغيوثِ الهواطلِ
شريفٌ محلّى التاجِ في حلي فضلهِ
تزانُ صدورُ المكرماتِ العواطلِ
لهُ راحةٌ لو ترضعُ المزنُ درّها
سمتْ باللآلي معصراتُ الحواملِ
أحاطت بأوساطِ الدّهورِ ووشّحت
حظوظَ الورى منها خطوطُ الأناملِ
تلذذهُ بالبأسِ والعفوِ والتّقى
وبذلِ العطايا لا بطيبِ المآكلِ
يهزُّ أفعوانَ الرّمحِ في كفِّ ضيغمٍ
ويمسكُ هزَّ السيفِ في بحرِ نائلِ
يقلّبُ فيهِ الدّهرُ أجفانَ حائرٍ
ويرنو إليهِ الغيثُ في طرفِ آملِ
همامٌ يصيدُ الأسدَ ثعلبُ رمحهِ
إذا الرّبدُ زفّت في برازِ الحجافلِ
فما صارَ شيءٌ من عداهُ بأرضهِ
سوى ما سرى من لحمهم في الحواصلِ
لطاعتهِ قامت على ساقها الوغى
ونكّسَ ذلاً رأسهُ كلُّ باسلِ
وشدّت على الأوساطِ من خدمِ القنا
لديهِ زنانيرُ الكعوبِ العواملِ
وليسَ اضطرابُ الرّيحِ خلقاً وإنّما
رمتها دواعي ذعرهِ بالأفاكلِ
يرى زورةَ العافي ألذَّ منَ الصّبا
وأحسن من وصلِ الحبيبِ المماطلِ
هو المصقعُ اللّسنُ الّذي لبيانهِ
بنظمِ القافي معجزاتُ الفواصلِ
وموضوعُ علمِ الفضلِ والعلمُ الّذي
عليهِ وجوباً صحَّ حملُ الفواصلِ
يعدّيْ فعالَ المكرماتِ بنفسها
إلى آمليهِ لا بجرِّ الوسائلِ
مضى فعلهُ المشتقُّ من مصدرِ العلا
فصحَّ لهُ منهُ اشتقاقُ اسمُ فاعلِ
تكادُ القنا قسراً بغيرِ تثقّفٍ
يقوِّم منها عدلهُ كلَّ مائلِ
وإن تنحني حنيُ الأساورِ قضبهُ
لما أثقلتها من دخولِ القبائلِ
فلا تطلبوا ياحاسديهِ اغتيالهُ
فتخطفكم غولُ الخطوبِ الغوائلُ
ولا تنزلوا أرضاً بها حلَّ سخطهُ
فتنزلَ فيكم صاعقاتُ النّوازلِ
تولّى بلادَ الحوزِ فليخلُ بالها
وتفرغَ من بعدِ الهمومِ الشواغلُ
لقد قرَّ طورُ المجدِ فيها مكانهُ
وقدْ كانَ دكّاً قبلهُ بالمنازلِ
وفكَّ عنِ الملكِ الوثاقَ فأصبحتْ
شياطينهُ منْ قهرهِ في سلاسلِ
وزالَ ظلامُ لبغيِّ عن نيِّرِ الهدى
وحكّمَ سيف الحقِّ في كلِّ باطلِ
فحسبكَ يا بكرَ العلا مفخراً فقدْ
تزوّجتَ منهُ بالكرامِ الحلائلِ
فيا ابنَ حسامِ المجدِ والعاملِ الّذي
بهِ انصرفت قسراً جميع القبائلِ
لقدْ فقتَ آباء الكرامِ بوالدٍ
بهِ ختِمَتْ غرُّ الكرامِ الأفاضلِ
محلُّ سماكِ الفضلِ مركز شمسهِ
مقرُّ دراري غامضاتِ المسائلِ
صفوحٌ صدوقٌ حاكمٌ متشرِّعٌ
عفيفٌ شريفٌ ما لهُ من مماثلِ
فقيهٌ حكيمٌ عالمٌ متكلّمٌ
ينصُّ على أحكامهِ بالدلائلِ
مناقبُ فخرٍ حزتها يا ابنهُ وحسـ
ـبكَ فخراً ما بهِ من شمائلِ
فلا زلتَ قطباً ثابتاً في العلا ولا
برحتَ هلالاً كاملاً غيرَ آفلِ
من بحر الطويل
<font size=5 color=black>
يلوحُ فتستدعي الفراش و تبسمُ
فيفترُّ ثغر الصبحِ و الليل مظلمُ
وتبدي ثناياها لنا كنزَ جوهرٍ
فترصدها في فروعها وهو أرقمُ
وتقضي فيمشي السّحرُ في غمدِ فتنةٍ
وترنو فيضحي مصلتاً وهوَ محرمُ
وتسعى فتخشى الطّعنَ من عطفِ قدّها
وربَّ قوامٍ وهوَ رمحٌ مقوّمُ
إما وحبابٍ وهوَ ثغرُ مفلّجٌ
وجامدِ خمرٍ وهوَ خدٌّ معندمُ
لصنوانِ مسمومُ السّهامِ ولحظها
وبسمها والجوهرُ الفردُ توأمُ
وقامتها والسّمهريُّ وإنها
لأعدلُ منهُ وهوَ في الفتكِ أظلمُ
هي البدرُ في الإشراقِ لولا ححالها
وشمسُ الضُّحى لولا السجافُ المخيّمُ
وبيضُ الدّمى لولا البراقعُ والحيا
وظبيُ الحمى لولا الثوى والتّكلّمِ
مهاةٌ لديها السمرُ في حرمِ الهوى
تحلُّ دماء الصيدِ والبيضُ تحرمُ
تحفّ الظّباءُ العينُ فيها إذا شدت
وتزأرُ آسادُ الشّراحينَ تبغمُ
فكم حولها ليثٌ بحلّةِ أرقمٍ
يطوفُ وكم خشفٍ بعينيهِ ضيغمُ
تحامى حماها واحذرِ الموتَ دونها
فليس الحمى إلا الحمامُ المرخّمُ
وما الحبُ إلا أن يكونَ مزارهُ
عزيزاً إليهِ لا يجوزُ التّوهمُ
بحيثُ الدّمُ المحظورُ فيهِ محلّلٌ
على السّيفِ والماء المباحُ محرّمُ
وإنّا لقومٌ قد نشا في قلوبنا
بحبِّ الدّما والمكرماتِ التسنّمُ
ففي الدّرِّ رخصٌ عندنا وهوَ جوهرٌ
ويغلو لدينا قيمةً وهوَ مبسِمُ
نفرُّ إذ يرنو غزالٌ مقنّعٌ
ونسطو إذا يرنو هزبرٌ معمّمُ
نضاحكُ ضوءَ البرقِ وهوَ مهندٌ
ونبكي نجيعاً وهوَ ثغرٌ ملثَّمُ
ونحذرُ من نبل الرّدى وهوَ أعينٌ
ونلقاهُ في لبّاتنا وهوَ أسهمُ
ومحجوبةٍ لو ينظرُ البدرُ وجهها
لخرَّ صريعاً وانثنى وهوَ مغرمُ
إذا حدّثتْ في بقعةٍ أو تنفّستْ
ففي بابلٍ أو باسمِ دارينَ توسمِ
سقى دارها ماء الطُّلى بارقُ الظّبا
ففي التربِ منها لا يسوغُ التيمّمُ
ممنّعةٌ لا يمكنُ الطّيفُ نحوها
صعودٌ ولو أنَّ المجرّةَ سلّمُ
تأتّيتها والنّسرُ في الأفقِ واقعٌ
وبيضُ حمامِ الأنجمِ الزّهرِ حوَّمُ
فوافيتُ منها الشمسَ في اللّيلِ مارداً
ومن دونها شهبٌ من النّبلِ ترجمُ
وبتنا كلانا في العفافةِ والتّقى
أنا يوسفٌ وهي الكريمةُ مريمُ
وما أنا ممّنْ يتّقي الحتفَ إن بغى
مراماً ولا يثنيهِ في الحبِّ لوَّمُ
وركبٍ تعاطوا في الدّجى دلجَ السّري
يميلونَ من سكرِ الكرى لمْ يهوّموا
سهاماً على مثلِ القسيِّ ارتمتْ بهمْ
يؤمونَ نجداً والهوى حيثُ يمّموا
تراءى لهم قلبي أماماً فغرّهمْ
وأوهمهمْ نارَ الغضا فتوهّموا
أروحُ ولي روحٌ إلى نحوِ رامةٍ
وآرامها شوقاً تحنُّ وترأمُ
إذا مرَّ ذكرُ الخيفِ لو لم يكن بهِ
ولاءُ عليٍّ يكادُ بالنّارِ يضرمُ
جوادٌ هوى المعروفَ قبلَ رضاعهِ
ومالَ إلى حبِّ العلا قبلَ يفطمِ
همامٌ إذا قامت وغىً فهوَ ساقها
وإن شمَّرتْ عن زندها فهو معصمُ
فتىً حبّهث للمجدِ أفقدهُ الغنى
كما فقدَ السّلوانَ صبٌّ متيّمُ
يلذُّ دعاءُ السامعين بسمعهِ
كما لذَّ في سمعِ الطّروبِ التّرنمُ
كسا العرضَ من حسنِ الثّنا خيرَ حلّةٍ
لها الفخرَ يسدي والمكارمُ تلحمُ
لهُ الطعناتُ النّجلُ تبكي كأنها
عيونٌ رأتها يوم النَّوى فهي تسجمُ
ولا عجباً يجري حياً وهوَ شعلةٌ
ويضرمُ ناراً في الوغى وهوَ خضرمُ
يصولُ بفجرٍ كاذبٍ وهوصارمٌ
ويسطو بنجمٍ ثاقبٍ وهوَ لهذمُ
دنانيرهُ صفرُ الوجوهِ لعلمها
بأنَّ النّوى في شملهنَّ محكمُ
إذا زارهُ العافونَ يوماً تشتّتتْ
كأدمعِ صبٍّ قد دعتهنَّ أرسمُ
فلو جلسَ الأقمارُ من حولهِ دجىً
دروا أنّهُ المولى وإن كانَ منمهمُ
ولو أنفقتها في الهباتِ يمينهُ
لقلَّ لديها بدرها وهوَ درهمُ
ولو كلفتْ أهلَ الهوى درعُ أمنهِ
لردّتْ سهامَ الأعينِ النّجلِ عنهمُ
حطمنَ عواليهِ قنا كلِّ فتنةٍ
فكدنَ لقاماتِ الدّمى البيضِ تحطمُ
وردّتْ سيوفُ الجورِ وهي كليلةٌ
فأوشكنَ حتّى أنصلُ الغنجِ تكهمُ
لهُ بيتُ مجدٍ شامخٌ في صعيدهِ
تعفّرُ آنافُ الملوكِ وترغمُ
تطنّبهُ شمسُ الضّحى في حبالها
وتمسكهُ أيدي السّماكُ وتدعمُ
تطنّبهُ شمسُ الضّحى في حبالها
وتمسكهُ أيدي السّماكُ وتدعمُ
يودُّ حصادهُ الدّهرُ لو أنّهُ غدا
على جيدهِ عقداً يناطُ وينظمُ
وحسبُ الدّجى فخراً بحصباءِ أرضهِ
لو انتثرتْ من فوقهِ وهي أنجمُ
تُقبّلها الأفواهُ حتى كأنّها
ثغورُ الغواني فهيَ تهوى وتلثمُ
نجيبٌ نمتهُ الغرُّ من آلِ حيدرٍ
ملوكٌ على كلِّ الملوكِ تقدّموا
جنانُ نعيمٍ غيرَ أنَّ سيوفهمْ
لتعذيبِ أرواحِ الطّغاةِ جهنّمُ
مزانزنَ في حلي العلا منذُ خلعهمْ
تمائمهم بالمكرماتِ تختّموا
مصالتُ يومِ الكرِّ من شئتَ منهمُ
بهِ يصدمُ الجيشُ اللهامُ ويهزمُ
مضوا وأتى من بعدهِمْ وأعادهمْ
إلى أن رأى كلُّ الورى إنّهمْ همُ
تحدّرَ في الأصلابِ حتى أتتْ بهِ
فكانَ هوَ السّرُّ الخفيُّ المكتّمُ
أبوهُ ذكاءٌ أعقبتْ خيرَ أنجمٍ
ولكنّهُ نجمٌ هو البدرُ فهيمُ
كريمٌ لديهِ زدتُ قدراً ورفعةً
وتكرمةً والحرُّ للحرِّ يكرمُ
فلي كلّ حينٍ منهُ لطفٌ مجدّدٌ
ولي كلَّ يومٍ من أياديهِ أنعمُ
أمولايَ يا مولايَ دعوةَ مخلصٍ
حليفُ ولاً في ودّهِ لا يجمجمُ
لقد أوجبت نعماكَ حجّاً وعمرةً
على ذمّتي والحجُّ فرضٌ محتَّمُ
فهل إذنُ لي أقضي حقوقَ مناسكٍ
تشاركني فيها الثّوابُ وتغنمُ
ليهنكَ صومُ الشهرِ وّفِّيتَ أجرهُ
وبالعزِّ عقباهُ لكَ اللهُ يختمُ
وعودةُ عيدٍ قد تزيّنَ جيدهُ
بطوقِ هلالٍ نونهُ ليسَ تعجمُ
هلالٌ إذا قابلتهُ زالَ نقصهُ
فيشرقُ ليلاً وهوَ بدرٌ متمّمُ
يصوغُ لوردِ اللّيلِ مخلبَ فضّةٍ
ولولاكَ أمسى وهوَ ظفرٌ مقلّمُ
فلا زلتَ تكسو وجههُ من سنا العلا
ولا زالَ بالإقبالِ نحوكَ يخدمُ
لعينيكَ يبدو وهوَ قلبُ حبيبهِ
ويلقى الأعادي وهوَ سيفٌ مصمّمُ
يلوحُ فتستدعي الفراش و تبسمُ
فيفترُّ ثغر الصبحِ و الليل مظلمُ
وتبدي ثناياها لنا كنزَ جوهرٍ
فترصدها في فروعها وهو أرقمُ
وتقضي فيمشي السّحرُ في غمدِ فتنةٍ
وترنو فيضحي مصلتاً وهوَ محرمُ
وتسعى فتخشى الطّعنَ من عطفِ قدّها
وربَّ قوامٍ وهوَ رمحٌ مقوّمُ
إما وحبابٍ وهوَ ثغرُ مفلّجٌ
وجامدِ خمرٍ وهوَ خدٌّ معندمُ
لصنوانِ مسمومُ السّهامِ ولحظها
وبسمها والجوهرُ الفردُ توأمُ
وقامتها والسّمهريُّ وإنها
لأعدلُ منهُ وهوَ في الفتكِ أظلمُ
هي البدرُ في الإشراقِ لولا ححالها
وشمسُ الضُّحى لولا السجافُ المخيّمُ
وبيضُ الدّمى لولا البراقعُ والحيا
وظبيُ الحمى لولا الثوى والتّكلّمِ
مهاةٌ لديها السمرُ في حرمِ الهوى
تحلُّ دماء الصيدِ والبيضُ تحرمُ
تحفّ الظّباءُ العينُ فيها إذا شدت
وتزأرُ آسادُ الشّراحينَ تبغمُ
فكم حولها ليثٌ بحلّةِ أرقمٍ
يطوفُ وكم خشفٍ بعينيهِ ضيغمُ
تحامى حماها واحذرِ الموتَ دونها
فليس الحمى إلا الحمامُ المرخّمُ
وما الحبُ إلا أن يكونَ مزارهُ
عزيزاً إليهِ لا يجوزُ التّوهمُ
بحيثُ الدّمُ المحظورُ فيهِ محلّلٌ
على السّيفِ والماء المباحُ محرّمُ
وإنّا لقومٌ قد نشا في قلوبنا
بحبِّ الدّما والمكرماتِ التسنّمُ
ففي الدّرِّ رخصٌ عندنا وهوَ جوهرٌ
ويغلو لدينا قيمةً وهوَ مبسِمُ
نفرُّ إذ يرنو غزالٌ مقنّعٌ
ونسطو إذا يرنو هزبرٌ معمّمُ
نضاحكُ ضوءَ البرقِ وهوَ مهندٌ
ونبكي نجيعاً وهوَ ثغرٌ ملثَّمُ
ونحذرُ من نبل الرّدى وهوَ أعينٌ
ونلقاهُ في لبّاتنا وهوَ أسهمُ
ومحجوبةٍ لو ينظرُ البدرُ وجهها
لخرَّ صريعاً وانثنى وهوَ مغرمُ
إذا حدّثتْ في بقعةٍ أو تنفّستْ
ففي بابلٍ أو باسمِ دارينَ توسمِ
سقى دارها ماء الطُّلى بارقُ الظّبا
ففي التربِ منها لا يسوغُ التيمّمُ
ممنّعةٌ لا يمكنُ الطّيفُ نحوها
صعودٌ ولو أنَّ المجرّةَ سلّمُ
تأتّيتها والنّسرُ في الأفقِ واقعٌ
وبيضُ حمامِ الأنجمِ الزّهرِ حوَّمُ
فوافيتُ منها الشمسَ في اللّيلِ مارداً
ومن دونها شهبٌ من النّبلِ ترجمُ
وبتنا كلانا في العفافةِ والتّقى
أنا يوسفٌ وهي الكريمةُ مريمُ
وما أنا ممّنْ يتّقي الحتفَ إن بغى
مراماً ولا يثنيهِ في الحبِّ لوَّمُ
وركبٍ تعاطوا في الدّجى دلجَ السّري
يميلونَ من سكرِ الكرى لمْ يهوّموا
سهاماً على مثلِ القسيِّ ارتمتْ بهمْ
يؤمونَ نجداً والهوى حيثُ يمّموا
تراءى لهم قلبي أماماً فغرّهمْ
وأوهمهمْ نارَ الغضا فتوهّموا
أروحُ ولي روحٌ إلى نحوِ رامةٍ
وآرامها شوقاً تحنُّ وترأمُ
إذا مرَّ ذكرُ الخيفِ لو لم يكن بهِ
ولاءُ عليٍّ يكادُ بالنّارِ يضرمُ
جوادٌ هوى المعروفَ قبلَ رضاعهِ
ومالَ إلى حبِّ العلا قبلَ يفطمِ
همامٌ إذا قامت وغىً فهوَ ساقها
وإن شمَّرتْ عن زندها فهو معصمُ
فتىً حبّهث للمجدِ أفقدهُ الغنى
كما فقدَ السّلوانَ صبٌّ متيّمُ
يلذُّ دعاءُ السامعين بسمعهِ
كما لذَّ في سمعِ الطّروبِ التّرنمُ
كسا العرضَ من حسنِ الثّنا خيرَ حلّةٍ
لها الفخرَ يسدي والمكارمُ تلحمُ
لهُ الطعناتُ النّجلُ تبكي كأنها
عيونٌ رأتها يوم النَّوى فهي تسجمُ
ولا عجباً يجري حياً وهوَ شعلةٌ
ويضرمُ ناراً في الوغى وهوَ خضرمُ
يصولُ بفجرٍ كاذبٍ وهوصارمٌ
ويسطو بنجمٍ ثاقبٍ وهوَ لهذمُ
دنانيرهُ صفرُ الوجوهِ لعلمها
بأنَّ النّوى في شملهنَّ محكمُ
إذا زارهُ العافونَ يوماً تشتّتتْ
كأدمعِ صبٍّ قد دعتهنَّ أرسمُ
فلو جلسَ الأقمارُ من حولهِ دجىً
دروا أنّهُ المولى وإن كانَ منمهمُ
ولو أنفقتها في الهباتِ يمينهُ
لقلَّ لديها بدرها وهوَ درهمُ
ولو كلفتْ أهلَ الهوى درعُ أمنهِ
لردّتْ سهامَ الأعينِ النّجلِ عنهمُ
حطمنَ عواليهِ قنا كلِّ فتنةٍ
فكدنَ لقاماتِ الدّمى البيضِ تحطمُ
وردّتْ سيوفُ الجورِ وهي كليلةٌ
فأوشكنَ حتّى أنصلُ الغنجِ تكهمُ
لهُ بيتُ مجدٍ شامخٌ في صعيدهِ
تعفّرُ آنافُ الملوكِ وترغمُ
تطنّبهُ شمسُ الضّحى في حبالها
وتمسكهُ أيدي السّماكُ وتدعمُ
تطنّبهُ شمسُ الضّحى في حبالها
وتمسكهُ أيدي السّماكُ وتدعمُ
يودُّ حصادهُ الدّهرُ لو أنّهُ غدا
على جيدهِ عقداً يناطُ وينظمُ
وحسبُ الدّجى فخراً بحصباءِ أرضهِ
لو انتثرتْ من فوقهِ وهي أنجمُ
تُقبّلها الأفواهُ حتى كأنّها
ثغورُ الغواني فهيَ تهوى وتلثمُ
نجيبٌ نمتهُ الغرُّ من آلِ حيدرٍ
ملوكٌ على كلِّ الملوكِ تقدّموا
جنانُ نعيمٍ غيرَ أنَّ سيوفهمْ
لتعذيبِ أرواحِ الطّغاةِ جهنّمُ
مزانزنَ في حلي العلا منذُ خلعهمْ
تمائمهم بالمكرماتِ تختّموا
مصالتُ يومِ الكرِّ من شئتَ منهمُ
بهِ يصدمُ الجيشُ اللهامُ ويهزمُ
مضوا وأتى من بعدهِمْ وأعادهمْ
إلى أن رأى كلُّ الورى إنّهمْ همُ
تحدّرَ في الأصلابِ حتى أتتْ بهِ
فكانَ هوَ السّرُّ الخفيُّ المكتّمُ
أبوهُ ذكاءٌ أعقبتْ خيرَ أنجمٍ
ولكنّهُ نجمٌ هو البدرُ فهيمُ
كريمٌ لديهِ زدتُ قدراً ورفعةً
وتكرمةً والحرُّ للحرِّ يكرمُ
فلي كلّ حينٍ منهُ لطفٌ مجدّدٌ
ولي كلَّ يومٍ من أياديهِ أنعمُ
أمولايَ يا مولايَ دعوةَ مخلصٍ
حليفُ ولاً في ودّهِ لا يجمجمُ
لقد أوجبت نعماكَ حجّاً وعمرةً
على ذمّتي والحجُّ فرضٌ محتَّمُ
فهل إذنُ لي أقضي حقوقَ مناسكٍ
تشاركني فيها الثّوابُ وتغنمُ
ليهنكَ صومُ الشهرِ وّفِّيتَ أجرهُ
وبالعزِّ عقباهُ لكَ اللهُ يختمُ
وعودةُ عيدٍ قد تزيّنَ جيدهُ
بطوقِ هلالٍ نونهُ ليسَ تعجمُ
هلالٌ إذا قابلتهُ زالَ نقصهُ
فيشرقُ ليلاً وهوَ بدرٌ متمّمُ
يصوغُ لوردِ اللّيلِ مخلبَ فضّةٍ
ولولاكَ أمسى وهوَ ظفرٌ مقلّمُ
فلا زلتَ تكسو وجههُ من سنا العلا
ولا زالَ بالإقبالِ نحوكَ يخدمُ
لعينيكَ يبدو وهوَ قلبُ حبيبهِ
ويلقى الأعادي وهوَ سيفٌ مصمّمُ
من بحر الطويل
<font size=5 color=black>
بقيتَ بقاءَ الدّهرِ يا بهجةَ الدّهرِ
وهنئَ فيكَ العصرُ يا زينةَ العصرِ
وفدّتْ محيّاكَ النّجومُ بشمسها
ولا زلتَ منها تجتني هالةَ البدرِ
ولا برحتْ ريحُ الوغى لكَ في اللّقا
تفتّحُ أزهارَ الفتوحِ معّ البشرِ
ولا برحَ الجيشُ الّذي أنتَ قلبهُ
يضمُّ جناحيهِ على بيضةِ النّصرِ
أتى اللهُ بالفتحِ المبينِ نبيّهُ
ونصركَ هذا أنجزَ الوعدَ بالأمرِ
لقدْ سرّتِ الدّنيا بنصركَ والعلا
وأصبحَ دستُ الملكِ منشرحُ الصّدرِ
نشأتَ ونفسُ الجودِ في قبضةِ الرّدى
فأنقذتها في بسطِ أنملكَ العشرِ
وأحدثتَ في وجهِ الزّمانِ طلاقةً
وورّدتَ خدّ المجدِ في بيضكَ الحمرِ
ورنّحتَ أعطافَ الرّماحِ كأنّما
مزجتَ دماً سقيتها منهُ بالخمرِ
قدودُ المعالي ما حملتَ منَ القنا
وأحداقها ما قدْ هززتَ من البترِ
عضدتَ بحسنِ الرّأيِ عضباً مهنّداً
فأعربَ عندَ الضّربِ عنْ معجمِ السرِّ
شفعتَ بماضي العزمِ يا ذا غرارهُ
فأدركتَ وترَ المجدِ بالضّربةِ الوترِ
وفلّقتَ هاماتٍ بهِ طالَ ما غدتْ
متوّجةً في عزّةِ الغيِّ والكبرِ
تراها العلا في خدّها وهيَ في الثّرى
على دمها خالاً على وجنتي بكرِ
كأنَّ دماً منها سقى تربةً قد سقى
رقابَ العلا بعدَ البلى جرعةَ الخضرِ
وأهزمتَ أحزابَ الضّلالِ ولو ونوا
لألحقتهمْ في إثرِ سيّدهمْ عمرِو
وأخرجتهمْ في زعمهمْ عنْ ديارهمْ
وما اعتقدوا هذا إلى أوّلِ الحشرِ
وألقوا حبالَ المنكراتِ وخيّلوا
فعارضتهمْ في آيةِ السّيفِ لا السّحرِ
كفى اللهُ فيكَ المؤمنينَ لدى الوغى
قتالَ العدا حتى سلمتَ من الأزرِ
ولو لم يكفَّ البأسَ عفوكَ عنهمُ
لعدتَ وقدْ عادَ الحديدُ منَ التبرِ
وما لبثوا إلا قليلاً فكمْ ترى
بهمْ منْ ظليمٍ فزّعنَ بيضةِ الخدرِ
تولّوا معَ الخفّاشِ في غسقِ الدّجى
وخافوا طلابَ الشّمسِ في عقبِ الفجرِ
إذا مالهمْ عقبانُ راياتكَ انجلتْ
أعيروا منَ الغربانِ أجنحةَ الغرِّ
رميتهمُ في فيلقٍ قدْ تفرّدتْ
بهِ طائراتُ النجحِ في عذبِ السّمرِ
بهِ كلُّ شهمٍ منْ سلالةِ هاشمٍ
منَ الحيدرييّنَ الغطارفةِ الغرِّ
إذا ولجوا في معركٍ كادَ نقعهُ
لطيبهمِ يربيْ على طيِّبِ العطرِ
سحائبُ جودٍ كلما سئلوا همتْ
بنانهمُ للوفدِ بالبيضِ والصّفرِ
أسودُكفاحٍ بأسهمْ في رماحهمْ
كسمِّ الأفاعي في أنابيبها يجري
وكم قبلهمْ صبّحتَ قوماً بغارةٍ
فلمْ يحتموا منها ببرٍّ ولا بحرِ
رجعتَ ضحىً عنْ أسدهمْ نجسَ الظّبا
وعنْ عيبهمْ غفَّ الرّدا طاهرَ الأزرِ
أبا السّبعةِ الأطهارِ لا زلتَ ناظماً
بهمْ عقدَ جيدِ المجدِ بالأنجمِ الزُّهرِ
ملوكٌ إذا شنّوا الإغارةَ لمْ تكنْ
لهمْ همّةٌ إلا إلى مغنمِ الفخرِ
فمنْ شئتَ منهمْ فهوَ مصباحكَ الّذيْ
يفيدُ العلا نوراً وكوكبكَ الدّريْ
وإنّهمُ أيامُ أسبوعكَ الّتي
على الخلقِ تقضي بالمنافعِ والضرِّ
وأبحركَ اللّجُّ الّتي قد جعلتها
بيومِ النّدى والضّربِ للمدِّ والجزرِ
إذا نسبوا للأكرمينَ فإنّهمْ
بمنزلةِ السّبعِ المثاني منَ الذّكرِ
حواميمُ رشدٍ فصّلتْ للورى هدىً
وآياتُ فتحٍ أنزلتْ ليلةَ القدرِ
بهمْ نفّذَ الرّحمنُ حكمكَ في الورى
فعشتَ وعاشوا في السّعيدِ منَ العمرِ
بقيتَ بقاءَ الدّهرِ يا بهجةَ الدّهرِ
وهنئَ فيكَ العصرُ يا زينةَ العصرِ
وفدّتْ محيّاكَ النّجومُ بشمسها
ولا زلتَ منها تجتني هالةَ البدرِ
ولا برحتْ ريحُ الوغى لكَ في اللّقا
تفتّحُ أزهارَ الفتوحِ معّ البشرِ
ولا برحَ الجيشُ الّذي أنتَ قلبهُ
يضمُّ جناحيهِ على بيضةِ النّصرِ
أتى اللهُ بالفتحِ المبينِ نبيّهُ
ونصركَ هذا أنجزَ الوعدَ بالأمرِ
لقدْ سرّتِ الدّنيا بنصركَ والعلا
وأصبحَ دستُ الملكِ منشرحُ الصّدرِ
نشأتَ ونفسُ الجودِ في قبضةِ الرّدى
فأنقذتها في بسطِ أنملكَ العشرِ
وأحدثتَ في وجهِ الزّمانِ طلاقةً
وورّدتَ خدّ المجدِ في بيضكَ الحمرِ
ورنّحتَ أعطافَ الرّماحِ كأنّما
مزجتَ دماً سقيتها منهُ بالخمرِ
قدودُ المعالي ما حملتَ منَ القنا
وأحداقها ما قدْ هززتَ من البترِ
عضدتَ بحسنِ الرّأيِ عضباً مهنّداً
فأعربَ عندَ الضّربِ عنْ معجمِ السرِّ
شفعتَ بماضي العزمِ يا ذا غرارهُ
فأدركتَ وترَ المجدِ بالضّربةِ الوترِ
وفلّقتَ هاماتٍ بهِ طالَ ما غدتْ
متوّجةً في عزّةِ الغيِّ والكبرِ
تراها العلا في خدّها وهيَ في الثّرى
على دمها خالاً على وجنتي بكرِ
كأنَّ دماً منها سقى تربةً قد سقى
رقابَ العلا بعدَ البلى جرعةَ الخضرِ
وأهزمتَ أحزابَ الضّلالِ ولو ونوا
لألحقتهمْ في إثرِ سيّدهمْ عمرِو
وأخرجتهمْ في زعمهمْ عنْ ديارهمْ
وما اعتقدوا هذا إلى أوّلِ الحشرِ
وألقوا حبالَ المنكراتِ وخيّلوا
فعارضتهمْ في آيةِ السّيفِ لا السّحرِ
كفى اللهُ فيكَ المؤمنينَ لدى الوغى
قتالَ العدا حتى سلمتَ من الأزرِ
ولو لم يكفَّ البأسَ عفوكَ عنهمُ
لعدتَ وقدْ عادَ الحديدُ منَ التبرِ
وما لبثوا إلا قليلاً فكمْ ترى
بهمْ منْ ظليمٍ فزّعنَ بيضةِ الخدرِ
تولّوا معَ الخفّاشِ في غسقِ الدّجى
وخافوا طلابَ الشّمسِ في عقبِ الفجرِ
إذا مالهمْ عقبانُ راياتكَ انجلتْ
أعيروا منَ الغربانِ أجنحةَ الغرِّ
رميتهمُ في فيلقٍ قدْ تفرّدتْ
بهِ طائراتُ النجحِ في عذبِ السّمرِ
بهِ كلُّ شهمٍ منْ سلالةِ هاشمٍ
منَ الحيدرييّنَ الغطارفةِ الغرِّ
إذا ولجوا في معركٍ كادَ نقعهُ
لطيبهمِ يربيْ على طيِّبِ العطرِ
سحائبُ جودٍ كلما سئلوا همتْ
بنانهمُ للوفدِ بالبيضِ والصّفرِ
أسودُكفاحٍ بأسهمْ في رماحهمْ
كسمِّ الأفاعي في أنابيبها يجري
وكم قبلهمْ صبّحتَ قوماً بغارةٍ
فلمْ يحتموا منها ببرٍّ ولا بحرِ
رجعتَ ضحىً عنْ أسدهمْ نجسَ الظّبا
وعنْ عيبهمْ غفَّ الرّدا طاهرَ الأزرِ
أبا السّبعةِ الأطهارِ لا زلتَ ناظماً
بهمْ عقدَ جيدِ المجدِ بالأنجمِ الزُّهرِ
ملوكٌ إذا شنّوا الإغارةَ لمْ تكنْ
لهمْ همّةٌ إلا إلى مغنمِ الفخرِ
فمنْ شئتَ منهمْ فهوَ مصباحكَ الّذيْ
يفيدُ العلا نوراً وكوكبكَ الدّريْ
وإنّهمُ أيامُ أسبوعكَ الّتي
على الخلقِ تقضي بالمنافعِ والضرِّ
وأبحركَ اللّجُّ الّتي قد جعلتها
بيومِ النّدى والضّربِ للمدِّ والجزرِ
إذا نسبوا للأكرمينَ فإنّهمْ
بمنزلةِ السّبعِ المثاني منَ الذّكرِ
حواميمُ رشدٍ فصّلتْ للورى هدىً
وآياتُ فتحٍ أنزلتْ ليلةَ القدرِ
بهمْ نفّذَ الرّحمنُ حكمكَ في الورى
فعشتَ وعاشوا في السّعيدِ منَ العمرِ
من بحر الطويل
<font size=5 color=black>
كشفت حجاب السجقِ عن بيضة الخدرِ
فزحزحتُ جنح الليل عن طلعة البدرِ
وهتكتُ عن سينِ الثَّنايا لثامَها
فأبصرتُ عينَ الخضرِ في ظلمةِ الشَّعرِ
وجاذبتُها سودَ الذوائبِ فانثنى
عليَّ قضبُ البانِ في الحللِ الخضرِ
وقبَّلتُ منها وجنةَ دونَ وردها
وتقبيلِها شوكُ المثقَّفةِ السمرِ
تأثَّينها في الليلِ كالصقرِ كاسراً
وقد خفقتْ في الحنجِ أجنحةُ النَّسرِ
وخضتُ إليها الحتفَ حتى كأنَّني
أفتشُ أحشاءَ المنيَّةِ عن سرّي
وشافهتُ أحراساً إلى ضوءِ وجهها
يرونَ سوادَ الطَّيف إذ نحوها يسري
فنبَّهتُ منها نرجِساً زرَّه الكرى
كأنّي أفضُّ الختم عن قدحيْ خمرِ
وبتنا وقلبُ الَّليل يكتُمنا معاً
وغرّّتها عندَ الوشاةِ بنا تغري
وإذا الضُّجُ في الظَّلماءِ غارَ غديرٌ
فمن ضوئها لجُّ السَّراب بنا يسري
فلوْ لمْ تردُّ الَّليلَ صبغةُ فرعها
عليها لكانَ الحيُّ في سرِّنا يدري
وباتتْ تحلِّي السَّمع منا بلؤلؤٍ
على عقدهَا المنظومِ منثورهُ يُزري
كلانا لهُ منَّا نصيبٌ فجامدٌ
على نحرهَا يزهُو وجارٍ على نحري
تباركَ منْ قدْ علمَ الظَّبي منطلقاً
وسبحانَ مجري الرُّوحِ في دميةِ القصرِ
بروحيَ منها طلعةٌ كلَّما انجلت
تشمَّت في موتِ الدُّجى هاتفُ القُمْري
ونقطةُ خالٍ من عبيرٍ بخدِّها
كحبَّةِ قلبٍ أحَّجبته يدُ الذكرِ
خلتْ منْ سواها مهجتي فتوطَّنت
بها والمهى لمْ ترضَ داراً سوى القصر
كأنَّ فمي منْ ذكرها فيها وطيبهِ
قارةُ بيتِ النَّحل أو دارةُ العطرِ
أروحُ وجسمي كلُّهُ طرفُ عندمٍ
إذا خدُّها في القلب صوَّرهُ فكري
أردتُ بها التَّشبيبَ في وزنِ شعرها
فغزَّلت في البحر الطَّويلِ من الشعرِ
وصغتُ الرُّقى إذ علَّمتني جفونها
بناَ القوافي السَّاحرات على الكسرِ
أجانسُ بالَّلفظِ الرَّقيقِ خدودَها
وألحظُ بالمعنى الدَّقيق إلى الخصرِ
أما والهوى العذريِّ لولا جبينها
لما رحتُ في حبِّي لها واضحَ العذرِ
ولولا الَّلآلي البيضِ بين شفاهها
لما جاد دمعي من يواقيتهِ الحمرِ
شغفتُ بها حبَّاً فرقَّت رقائقي
وملَّكتُ رقّي حيدراً فسما قدري
خلاصةُ أبناءِ الكرامِ مطهَّراً
سلالةُ آباءٍ مطهَّرةٍ غرِّ
حليفُ النَّدى واليأسِ والحلمِ والنُّهى
أخو العدلِ والإحسانِ والعفوِ والبِّرِ
جمالُ جبينِ البدرِ والنَّيرُ الذي
بطلعتهِ قد أشرقتْ غرَّة الدَّهرِ
فتى جاءَ والأيَّامُ سودٌ وجوهها
فأصبحَ كالتَّوريدِ في وجنةِ العصرِ
وأضحتْ وجوهُ المكرماتِ قريرةً
بمولدهِ والصَّدر منشرحُ الصَّدرِ
وأينعَ منْ بعدِ الذُّبول بهِ النَّدى
فغرَّدَ في أفنائهِ طائرُ الشُّكرِ
ووافى المعاليَ بعدَ تشتيت شملها
فأحسنَ منها النَّظمَ بالنَّائلِ النثري
أرقُّ من الرَّاحِ الشمولِ شمائلاً
وألطف خلقاً من نسيمِ الهوى العذري
إذا زيَّنَ الأملاكَ حلبةُ مفخرٍ
ففيه وفي آبائهِ زينةُ الفخرِ
تكلِّمه في الصدقِ آياتُ سورةٍ
ولكنَّه في السَّمعِ في صورةِ السِّحرِ
تسمِّيهِ باسمِ الجد عندي كنايةٌ
كما يتسمَّى صاحبُ الجودِ بالبحر
إذا بأبيهِ قسمتَ مصباحَ نورهِ
تيقَّنتهُ من ذلكَ الكوكبِ الدُّري
يرقُّ ويصبو رحمةً وصلابةً
فيجري كما تجري العيونُ من الصَّخرِ
سما للعلاقِ والشُّهبُ تطلبُ شأوه
فعبَّرَعند السَّبق عن جهةِ الغفرِ
فلو كانَ حوضُ المزنِ مثلَ يمينه
لما هطلتْ إلاَّ بمستحسنِ الدُّرِ
ولو منبتُ الزَّقُّومِ يسقى بجودهِ
لما كانَ إلاَّ منبتَ الوردِ والزَّهرِ
يهزُّ سيوفَ الهندِ وهي جداولٌ
فتقذفُ في أمواجها شعلَ الجمرِ
ويحملُ أغصانَ القنا وهي ذبَّلٌ
فتحملُ في راحاتهِ ثمرَ النَّصر
ويسفرُ عنْ ديباجتيهِ لثامهُ
فيلبس عطفَ الَّليلِ ديباجةَ الفخرِ
ويسلبُ نحرَ الأفقِ حليةَ شهبهِ
فيغنيهِ عنها في خلائقهِ الزُّهرِ
سحابٌ إذا ما جاءَ يوماً تنوَّرت
رياضُ الأماني البيض بالورق الصُّفرِ
بوارقهُ بيضُ الحديدِ لدى الوغى
ووابلهُ في سلمهِ خالصُ التِّبرِ
لهُ فطنةٌ يومَ القضا عندَ لبسهِ
تفرِّقُ ما بينَ السُّلافة والسُّكرِ
وعزمٌ يذيبُ الرَّاسياتِ إذا سطا
فتجري كما يجري السَّحابُ من الذُّعرِ
وعدلٌ بلا نارٍ وضربٍ يكادُ أنْ
يقوَّمَ فيهِ الإعوجاجُ من البترِ
وعدلٌ بلا نارٍ وضربٍ يكادُ أنْ
يقوَّمَ فيهِ الإعوجاجُ من البترِ
وسخطٌ لو أنَّ النَّخيلَ ترعى قتادهُ
لمجَّتهُ من أفواهها سائلَ الصَّبرِ
ولطفٌ لو أنَّ الرُّقشَ فيهِ ترشَّفتْ
لبُدِّلَ منها السُّمُ بالسُّكَّرِ المصري
يعيدُ رفاتَ المعتفينَ كأنَّما
تفجَّرَ في راحاته موردُ الخضرِ
إذا مرَّ ذكرُ الفاخرينَ فذكرهُ
كفاتحةِ القرآنِ في أوَّلِ الذِّكرِ
فيا ابنَ عليٍّ وهي دعوةُ مخلصٍ
لدولتكمْ بالسرِّ منهُ وبالجهرِ
لقد زادت الأيَّام فيكَ مسرَّرة
وفاقَ على وجهِ العلا رونقُ البشرِ
وعزَّتْ بكَ الأيَّام حتَّى كأنَّما
لياليكَ فيها كلُّها ليلةُ القَدرِ
ففي يدكَ اليمنى المنيَّةُ والمنى
ويمنٌ لمن يبغي الأمانَ من الفقرِ
فلا برحتْ فيكَ العلا ذاتَ بهجةٍ
ولازالَ فيكَ المجدُ مبتسمَ الثَّغرِ
كشفت حجاب السجقِ عن بيضة الخدرِ
فزحزحتُ جنح الليل عن طلعة البدرِ
وهتكتُ عن سينِ الثَّنايا لثامَها
فأبصرتُ عينَ الخضرِ في ظلمةِ الشَّعرِ
وجاذبتُها سودَ الذوائبِ فانثنى
عليَّ قضبُ البانِ في الحللِ الخضرِ
وقبَّلتُ منها وجنةَ دونَ وردها
وتقبيلِها شوكُ المثقَّفةِ السمرِ
تأثَّينها في الليلِ كالصقرِ كاسراً
وقد خفقتْ في الحنجِ أجنحةُ النَّسرِ
وخضتُ إليها الحتفَ حتى كأنَّني
أفتشُ أحشاءَ المنيَّةِ عن سرّي
وشافهتُ أحراساً إلى ضوءِ وجهها
يرونَ سوادَ الطَّيف إذ نحوها يسري
فنبَّهتُ منها نرجِساً زرَّه الكرى
كأنّي أفضُّ الختم عن قدحيْ خمرِ
وبتنا وقلبُ الَّليل يكتُمنا معاً
وغرّّتها عندَ الوشاةِ بنا تغري
وإذا الضُّجُ في الظَّلماءِ غارَ غديرٌ
فمن ضوئها لجُّ السَّراب بنا يسري
فلوْ لمْ تردُّ الَّليلَ صبغةُ فرعها
عليها لكانَ الحيُّ في سرِّنا يدري
وباتتْ تحلِّي السَّمع منا بلؤلؤٍ
على عقدهَا المنظومِ منثورهُ يُزري
كلانا لهُ منَّا نصيبٌ فجامدٌ
على نحرهَا يزهُو وجارٍ على نحري
تباركَ منْ قدْ علمَ الظَّبي منطلقاً
وسبحانَ مجري الرُّوحِ في دميةِ القصرِ
بروحيَ منها طلعةٌ كلَّما انجلت
تشمَّت في موتِ الدُّجى هاتفُ القُمْري
ونقطةُ خالٍ من عبيرٍ بخدِّها
كحبَّةِ قلبٍ أحَّجبته يدُ الذكرِ
خلتْ منْ سواها مهجتي فتوطَّنت
بها والمهى لمْ ترضَ داراً سوى القصر
كأنَّ فمي منْ ذكرها فيها وطيبهِ
قارةُ بيتِ النَّحل أو دارةُ العطرِ
أروحُ وجسمي كلُّهُ طرفُ عندمٍ
إذا خدُّها في القلب صوَّرهُ فكري
أردتُ بها التَّشبيبَ في وزنِ شعرها
فغزَّلت في البحر الطَّويلِ من الشعرِ
وصغتُ الرُّقى إذ علَّمتني جفونها
بناَ القوافي السَّاحرات على الكسرِ
أجانسُ بالَّلفظِ الرَّقيقِ خدودَها
وألحظُ بالمعنى الدَّقيق إلى الخصرِ
أما والهوى العذريِّ لولا جبينها
لما رحتُ في حبِّي لها واضحَ العذرِ
ولولا الَّلآلي البيضِ بين شفاهها
لما جاد دمعي من يواقيتهِ الحمرِ
شغفتُ بها حبَّاً فرقَّت رقائقي
وملَّكتُ رقّي حيدراً فسما قدري
خلاصةُ أبناءِ الكرامِ مطهَّراً
سلالةُ آباءٍ مطهَّرةٍ غرِّ
حليفُ النَّدى واليأسِ والحلمِ والنُّهى
أخو العدلِ والإحسانِ والعفوِ والبِّرِ
جمالُ جبينِ البدرِ والنَّيرُ الذي
بطلعتهِ قد أشرقتْ غرَّة الدَّهرِ
فتى جاءَ والأيَّامُ سودٌ وجوهها
فأصبحَ كالتَّوريدِ في وجنةِ العصرِ
وأضحتْ وجوهُ المكرماتِ قريرةً
بمولدهِ والصَّدر منشرحُ الصَّدرِ
وأينعَ منْ بعدِ الذُّبول بهِ النَّدى
فغرَّدَ في أفنائهِ طائرُ الشُّكرِ
ووافى المعاليَ بعدَ تشتيت شملها
فأحسنَ منها النَّظمَ بالنَّائلِ النثري
أرقُّ من الرَّاحِ الشمولِ شمائلاً
وألطف خلقاً من نسيمِ الهوى العذري
إذا زيَّنَ الأملاكَ حلبةُ مفخرٍ
ففيه وفي آبائهِ زينةُ الفخرِ
تكلِّمه في الصدقِ آياتُ سورةٍ
ولكنَّه في السَّمعِ في صورةِ السِّحرِ
تسمِّيهِ باسمِ الجد عندي كنايةٌ
كما يتسمَّى صاحبُ الجودِ بالبحر
إذا بأبيهِ قسمتَ مصباحَ نورهِ
تيقَّنتهُ من ذلكَ الكوكبِ الدُّري
يرقُّ ويصبو رحمةً وصلابةً
فيجري كما تجري العيونُ من الصَّخرِ
سما للعلاقِ والشُّهبُ تطلبُ شأوه
فعبَّرَعند السَّبق عن جهةِ الغفرِ
فلو كانَ حوضُ المزنِ مثلَ يمينه
لما هطلتْ إلاَّ بمستحسنِ الدُّرِ
ولو منبتُ الزَّقُّومِ يسقى بجودهِ
لما كانَ إلاَّ منبتَ الوردِ والزَّهرِ
يهزُّ سيوفَ الهندِ وهي جداولٌ
فتقذفُ في أمواجها شعلَ الجمرِ
ويحملُ أغصانَ القنا وهي ذبَّلٌ
فتحملُ في راحاتهِ ثمرَ النَّصر
ويسفرُ عنْ ديباجتيهِ لثامهُ
فيلبس عطفَ الَّليلِ ديباجةَ الفخرِ
ويسلبُ نحرَ الأفقِ حليةَ شهبهِ
فيغنيهِ عنها في خلائقهِ الزُّهرِ
سحابٌ إذا ما جاءَ يوماً تنوَّرت
رياضُ الأماني البيض بالورق الصُّفرِ
بوارقهُ بيضُ الحديدِ لدى الوغى
ووابلهُ في سلمهِ خالصُ التِّبرِ
لهُ فطنةٌ يومَ القضا عندَ لبسهِ
تفرِّقُ ما بينَ السُّلافة والسُّكرِ
وعزمٌ يذيبُ الرَّاسياتِ إذا سطا
فتجري كما يجري السَّحابُ من الذُّعرِ
وعدلٌ بلا نارٍ وضربٍ يكادُ أنْ
يقوَّمَ فيهِ الإعوجاجُ من البترِ
وعدلٌ بلا نارٍ وضربٍ يكادُ أنْ
يقوَّمَ فيهِ الإعوجاجُ من البترِ
وسخطٌ لو أنَّ النَّخيلَ ترعى قتادهُ
لمجَّتهُ من أفواهها سائلَ الصَّبرِ
ولطفٌ لو أنَّ الرُّقشَ فيهِ ترشَّفتْ
لبُدِّلَ منها السُّمُ بالسُّكَّرِ المصري
يعيدُ رفاتَ المعتفينَ كأنَّما
تفجَّرَ في راحاته موردُ الخضرِ
إذا مرَّ ذكرُ الفاخرينَ فذكرهُ
كفاتحةِ القرآنِ في أوَّلِ الذِّكرِ
فيا ابنَ عليٍّ وهي دعوةُ مخلصٍ
لدولتكمْ بالسرِّ منهُ وبالجهرِ
لقد زادت الأيَّام فيكَ مسرَّرة
وفاقَ على وجهِ العلا رونقُ البشرِ
وعزَّتْ بكَ الأيَّام حتَّى كأنَّما
لياليكَ فيها كلُّها ليلةُ القَدرِ
ففي يدكَ اليمنى المنيَّةُ والمنى
ويمنٌ لمن يبغي الأمانَ من الفقرِ
فلا برحتْ فيكَ العلا ذاتَ بهجةٍ
ولازالَ فيكَ المجدُ مبتسمَ الثَّغرِ
من بحر الطويل
<font size=5 color=black>
اما و الهوى لولا الجفونُ السواحرُ
لما عَلِقت في الحب منا الخواطرُ
ولولا العيونُ النَّاعسات لما رعتْ
نجومَ الدُّجى منَّا العيونَ السواهرُ
ولولا ثغورٌ كالعقودِ تنظَّمتْ
لما انتثرتْ منَّا الدموعُ البوادر
ولمْ ندرِ كيفَ الحتفُ يعرضُ المفتى
وما وجههُ إلاَّ الوجهٌ النَّواضرُ
وإنَّاأناسٌ دينُ ذي العشقِ عندنا
إذا لم يمتْفيه قضى وهو كافرُ
ولمْ يرضنا في الحبِّ شقُّ جيوبنا
إذا نحنُ لمْ تنشقَّ منَّا المرائرُ
لقينا المنايا قبلَ نلقى سيوفنا
تسلُّ من الأجفانِ وهي نواظرُ
نروعُ المواضي وهي بيضٌ فواتكٌ
ونشفقُ منها وهي سودٌ فواترُ
ونخشى رماحَ الموتِ وهي معاطفٌ
ونسطو عليها وهي سمرٌ شواجرُ
نعدُّ العذارى منْ دواهي زماننا
وأقتلها أحداقها والمحاجرُ
ونشكوا إليها دائراتِ صروفهِ
وأعظمها أطواقها والأساورُ
لنا قدرٌ في دفعِ كلِّ ملمَّةٍ
تلمُّ بنا إلا النّوى والتّهاجرُ
وليسَ لنا لذعُ الأفاعي بضائرٍ
إذا لمْ تظافرنا عليهِ الظّفائرُ
ألمْ يكفِ هذا الدّهرُ ما صنعتْ بنا
لياليهِ حتّى ساعدتها الغدائرُ
رعى اللهُ حيّاً بالحمى لم تزلْ بهِ
تعانقُ آرامَ الخدودِ الخوادرُ
تميلُ بقمصانِ الحديدِ أسودهُ
وتمرحُ في وشيِ الحريرِ الجآذرُ
حمتهُ بطعناتِ الخواطرِ دونهُ
قددُ الغوانيْ والرّماحُ الخواطرُ
محلٌّ بهِ الأغصانُ تحملُ عسجداً
وتنبتُ ما بينَ الشّفاهِ الجواهرُ
وتلتفُّ منْ فوقِ الغصونِ وتلتوي
على مثلِ أحقاءِ اللّجينِ المآزرُ
تظنُّ عليهِ ألّفتْ أنجمَ الدّجى
يدا ناظمٍ أو فرّقَ الدّرَّ ناثرُ
ملاعبهُ هالاتهُ وبيوتهُ
بروجُ الدّراري والنوادي الدّوائرُ
وحيّا الحيا فيهِ وجوهاً إذا انجلتْ
تعيدُ ضياءَ الصّبحِ والّيلث عاكرُ
وجوهاً ترى منها بدوراً تعممتْ
ومنها شموساً قنّعتها الدّياجرُ
تردّدَ ماءُ لحسنِ بينَ خدودها
فأصبحَ منها جارياً وهوَ حائرُ
فديتهمْ منْ أسرةٍقد تشاكلتْ
مهاجرهمْ في فتكها والخناجرُ
إذا منْ مواضيهمْ نجا قلبُ زائرٍ
فمنْ بيضهمْ ترديهِ سودٌ بواترُ
أقاموا على الأبوابِ حجّابَ هيبةٍ
فلمْ يغشهمْ ليلاً سوى النومِ زائرُ
فلولاهمُ لم يصبِ صوتٌ لمنشدٍ
ولا هزَّ أعطافَ المحبّينَ سامرُ
ولولا غوالي لؤلؤٍ في نحورهمْ
وأفاههمْ لمْ يحسنِ النظمَ شاعرُ
فما الحسنُ إلا روضةٌ ذاتُ بهجةٍ
وما همُ إلا وردها والأزاهرُ
لقدْ جمعَ اللهُ المحاسنَ فيهمِ
كما اجتمعتْ يا ابنَ الوصيِّ المفاخرُ
سليلُ عليُّ المرتضى وسميّهُ
كريمٌ أتتْ فيهِ الكرامُ الأكابرُ
عزيزق لدى المسكينِ يبدي تذللاً
وتسجدُ ذلاً إذ تراهُ الجبابرُ
منيرٌ تجلّى في سماواتِ رفعةٍ
كواكبها أخلاقهُ والمآثرُ
مليكٌ أقامَ اللهُ في حملِ عرشهِ
ملوكاً همُ أبناؤهُ والعشائرُ
عظيمٌ يضيقُ الدّهرُ عنْ كتمِ فضلهِ
فلو كانَ سرّاً لمْ تسعهُ الضّمائرُ
فما المجدُ إلا حلّةٌ وهوَ ناسجٌ
وما الحمدُ إلا خمرةٌ وهوَ عاصرُ
يسرُّ العطايا وهوَ ذا شغفٍ بها
وهيهاتِ تخفي منْ محبٍّ سرائرُ
يحدّثُ عنهُ فضلهُ وهوَ صامتٌ
ويخفى نداهُ وهوَ في الخلقِ ظاهرُ
يغصُ العدا في ذكرهِ وهوَ طيّبٌ
وكمْ طيذبٍ فيهِ تغصُّ الخناجرُ
إذا اشتدَّ ضيقُ الأمرِ بانَ ارتخاؤهُ
وهلْ تحدثُ الصّهباءُ لولا المعاصرُ
غمامٌ إذا ضنَّ الغمامُ بجودهِ
توالتْ علينا منْ يديهِ المواطرُ
فأينَ الجبالُ الشّمُّ منْ وزنِ حملهِ
ومنْ فتكهِ أينَ الأسودُ القساورُ
أينَ ذووا الرّاياتِ منهُ إذا سطا
وما كلُّ خفّاقِ الجناحينِ كاسرُ
همامٌ أعادَ المجدَ بعدَ مماتهِ
وجدّدَ رسمَ الجودِ والجودُ داثرُ
وورّدَ وجناتِ الظبى وتسوّدتْ
ببيضِ عطايا راحتيهِ الدّفاترُ
لهُ شيمٌ تصحو فتفني حطامهُ
هباتٌ كما تفني العقولُ المساكرُ
فكمْ همَّ في عثرش المنايا إلى المنى
فجازَ عليها والسّيوفُ القناطرُ
وكمْ وقفةٍ معروفةٍ في العدا لهُ
لها مثلٌ في سائرِ النّاسِ سائرُ
وكمْ موقفٍ أثنتْ صدورَ القنا بهِ
عليهِ وذمّتهُ الكلى والخواصرُ
وكمْ موقفٍ أثنتْ صدورَ القنا بهِ
عليهِ وذمّتهُ الكلى والخواصرُ
ولمْ أنسَ في الميناتِ يومَ تجمّعتْ
قبائلُ أحزابِ العدا والعشائرُ
عصائبُ بدوٍ أخطأُ وا بادىء الهوى
فراموهُ بالخذلانِ واللهُ ناصرُ
تمنّوا محالاً لا يرامُ وخادعوا
وقدْ مكروا واللهُ بالقومِ ماكرُ
أصرّوا على العصيانِ سرّاً وأظهروا
لهُ طاعةً والكلُّ بالعهدِ غادرُ
وقدْ جحدوا نعمى عليٍّ وأنكروا
كما جحدوا نصَّ القديرِ وكابروا
توالوا على عزلِ الوصيِّ ضلالةً
وقد حسّنوا الشّورى وفيها تشاوروا
شياطينُ أنسٍ جمّعوا حولَ كاهنٍ
وأمّةُ غيٍّ بينها قامَ ساحرُ
فقامَ إليهمْ إذْ بغوا أدعياؤهُ
رعاةٌ بها تجري العتاقُ الصّوارمُ
وكلُّ فتىً مثلُ الشّهابِ إذا ارتمى
غدا لشياطينِ العدا وهوَ داحرُ
وفرسانُ بحرٍ منْ بنيهِ إلى العدا
مواردهمْ معروفةٌ والمصادرُ
أسودٌ إذا ما كشّرَ الحربُ نابهُ
سطوا والظّبا أنيابهمْ والأظافرُ
يهزّونَ في نارِ الوغى كلَّ جدولٍ
يموجُ بهِ بحرٌ منَ الموتِ زاخرُ
همُ عشرةُ في الفضلِ كاملةٌ لهمْ
مآثرُ فخرٍ للنّجومِ تكاثرُ
بهمْ شغفتْ منهُ الحواسُ معَ القوى
فصحّتْ لهُ أعضاؤهمْ والعناصرُ
همُ جمراتُ الحربِ يومَ حروبهِ
وفي السّلمِ أسنى سمعه والمحاجرُ
إذا شرفوا فوقَ السّروجِ حسبتهمْ
بدورَ تمامٍ للمعالي تبادرُ
فمنْ شئتَ منهمْ فهوَ في السّبقِ أوّلٌ
ومنْ شئتَ منهمْ فهوَ في العزِّ آخرُ
فلمّا التقى الجمعانِ وانكشفَ الغطا
وقدْ غابَ ذهنُ المرءِ والموتُ حاضرُ
وقدْ حارتِ الأبصارُ فالكلُّ شاخصٌ
على وجناتِ الموتِ والرّيقُ غائرُ
وأضحتْ نفوسُ الشّوسِ وهيَ بضائعٌ
يسوقِ الرّدى والمكرماتِ المتاجرُ
سطا وسطوا في إثرهِ يلحقونهُ
يريدونَ أخذَ الثّأرِ والنّقعُ ثائرُ
وصالَوصالوا كالأسودِ على العدا
ففرّوا كما فرّتْ ظباءٌ نوافرُ
فكمْ تركوا منهمْ هماماً على الثّرى
طريحاً ومنهُ الرّأسُ بالجوِّ طائرُ
فلمْ يخلُ منهمْ هاربٌ منْ جراحةٍ
فإنْ قيلَ فيهمْ سالمٌ وهوَ نادرُ
تولّوا وخلّوا غانياتِ خدورهمْ
مبرقعةً بالذّلِّ وهي سوافرُ
تنادي ولا فيهمْ سميعٌ يجيبها
فتلطمُ حزناً والرّؤوسُ حواسرُ
فصاحتْ بأعلى الصّوتِ يا حامي الحمى
لعفوكَ مأمونق ولطفكَ وافرُ
فردَّ عليها سترها بعدَ هتكهِ
وبشّرها بالأمنِ ممّا تحاذرُ
وأمستْ لديهِ في أتمِّ صيانةٍ
وإنْ عظمتْ منْ فوقهنَّ الجرائرُ
فتباً لهمْ منْ معشرٍ ضلَّ سعيهمْ
وقدْ عميتْ أبصارهمْ والبصائرُ
لقدْ ضيّعوا ما اللهُ باللّوحِ حافظٌ
وقدْ كشفوا ما اللهُ بالغيبِ ساترُ
ألا فاسمعوا يا حاضرينَ نصيحةً
تصدّقها أعرابكمْ والحواضرُ
عظيمُ ملوكِ الفرسِ ترفُ قدرهُ
وتغبطهمْ فيهِ وفيكَ القياصرُ
لقدْ شنّفَ الأسماعَ درَّ حديثهِ
وشمّتْ فتيقَ المسكِ منهُ المناخرُ
فشكراً لربّي حيثُ حفّكَ لطفهُ
بنصرٍ وحسبي أنّكَ اليومَ ظافرُ
اما و الهوى لولا الجفونُ السواحرُ
لما عَلِقت في الحب منا الخواطرُ
ولولا العيونُ النَّاعسات لما رعتْ
نجومَ الدُّجى منَّا العيونَ السواهرُ
ولولا ثغورٌ كالعقودِ تنظَّمتْ
لما انتثرتْ منَّا الدموعُ البوادر
ولمْ ندرِ كيفَ الحتفُ يعرضُ المفتى
وما وجههُ إلاَّ الوجهٌ النَّواضرُ
وإنَّاأناسٌ دينُ ذي العشقِ عندنا
إذا لم يمتْفيه قضى وهو كافرُ
ولمْ يرضنا في الحبِّ شقُّ جيوبنا
إذا نحنُ لمْ تنشقَّ منَّا المرائرُ
لقينا المنايا قبلَ نلقى سيوفنا
تسلُّ من الأجفانِ وهي نواظرُ
نروعُ المواضي وهي بيضٌ فواتكٌ
ونشفقُ منها وهي سودٌ فواترُ
ونخشى رماحَ الموتِ وهي معاطفٌ
ونسطو عليها وهي سمرٌ شواجرُ
نعدُّ العذارى منْ دواهي زماننا
وأقتلها أحداقها والمحاجرُ
ونشكوا إليها دائراتِ صروفهِ
وأعظمها أطواقها والأساورُ
لنا قدرٌ في دفعِ كلِّ ملمَّةٍ
تلمُّ بنا إلا النّوى والتّهاجرُ
وليسَ لنا لذعُ الأفاعي بضائرٍ
إذا لمْ تظافرنا عليهِ الظّفائرُ
ألمْ يكفِ هذا الدّهرُ ما صنعتْ بنا
لياليهِ حتّى ساعدتها الغدائرُ
رعى اللهُ حيّاً بالحمى لم تزلْ بهِ
تعانقُ آرامَ الخدودِ الخوادرُ
تميلُ بقمصانِ الحديدِ أسودهُ
وتمرحُ في وشيِ الحريرِ الجآذرُ
حمتهُ بطعناتِ الخواطرِ دونهُ
قددُ الغوانيْ والرّماحُ الخواطرُ
محلٌّ بهِ الأغصانُ تحملُ عسجداً
وتنبتُ ما بينَ الشّفاهِ الجواهرُ
وتلتفُّ منْ فوقِ الغصونِ وتلتوي
على مثلِ أحقاءِ اللّجينِ المآزرُ
تظنُّ عليهِ ألّفتْ أنجمَ الدّجى
يدا ناظمٍ أو فرّقَ الدّرَّ ناثرُ
ملاعبهُ هالاتهُ وبيوتهُ
بروجُ الدّراري والنوادي الدّوائرُ
وحيّا الحيا فيهِ وجوهاً إذا انجلتْ
تعيدُ ضياءَ الصّبحِ والّيلث عاكرُ
وجوهاً ترى منها بدوراً تعممتْ
ومنها شموساً قنّعتها الدّياجرُ
تردّدَ ماءُ لحسنِ بينَ خدودها
فأصبحَ منها جارياً وهوَ حائرُ
فديتهمْ منْ أسرةٍقد تشاكلتْ
مهاجرهمْ في فتكها والخناجرُ
إذا منْ مواضيهمْ نجا قلبُ زائرٍ
فمنْ بيضهمْ ترديهِ سودٌ بواترُ
أقاموا على الأبوابِ حجّابَ هيبةٍ
فلمْ يغشهمْ ليلاً سوى النومِ زائرُ
فلولاهمُ لم يصبِ صوتٌ لمنشدٍ
ولا هزَّ أعطافَ المحبّينَ سامرُ
ولولا غوالي لؤلؤٍ في نحورهمْ
وأفاههمْ لمْ يحسنِ النظمَ شاعرُ
فما الحسنُ إلا روضةٌ ذاتُ بهجةٍ
وما همُ إلا وردها والأزاهرُ
لقدْ جمعَ اللهُ المحاسنَ فيهمِ
كما اجتمعتْ يا ابنَ الوصيِّ المفاخرُ
سليلُ عليُّ المرتضى وسميّهُ
كريمٌ أتتْ فيهِ الكرامُ الأكابرُ
عزيزق لدى المسكينِ يبدي تذللاً
وتسجدُ ذلاً إذ تراهُ الجبابرُ
منيرٌ تجلّى في سماواتِ رفعةٍ
كواكبها أخلاقهُ والمآثرُ
مليكٌ أقامَ اللهُ في حملِ عرشهِ
ملوكاً همُ أبناؤهُ والعشائرُ
عظيمٌ يضيقُ الدّهرُ عنْ كتمِ فضلهِ
فلو كانَ سرّاً لمْ تسعهُ الضّمائرُ
فما المجدُ إلا حلّةٌ وهوَ ناسجٌ
وما الحمدُ إلا خمرةٌ وهوَ عاصرُ
يسرُّ العطايا وهوَ ذا شغفٍ بها
وهيهاتِ تخفي منْ محبٍّ سرائرُ
يحدّثُ عنهُ فضلهُ وهوَ صامتٌ
ويخفى نداهُ وهوَ في الخلقِ ظاهرُ
يغصُ العدا في ذكرهِ وهوَ طيّبٌ
وكمْ طيذبٍ فيهِ تغصُّ الخناجرُ
إذا اشتدَّ ضيقُ الأمرِ بانَ ارتخاؤهُ
وهلْ تحدثُ الصّهباءُ لولا المعاصرُ
غمامٌ إذا ضنَّ الغمامُ بجودهِ
توالتْ علينا منْ يديهِ المواطرُ
فأينَ الجبالُ الشّمُّ منْ وزنِ حملهِ
ومنْ فتكهِ أينَ الأسودُ القساورُ
أينَ ذووا الرّاياتِ منهُ إذا سطا
وما كلُّ خفّاقِ الجناحينِ كاسرُ
همامٌ أعادَ المجدَ بعدَ مماتهِ
وجدّدَ رسمَ الجودِ والجودُ داثرُ
وورّدَ وجناتِ الظبى وتسوّدتْ
ببيضِ عطايا راحتيهِ الدّفاترُ
لهُ شيمٌ تصحو فتفني حطامهُ
هباتٌ كما تفني العقولُ المساكرُ
فكمْ همَّ في عثرش المنايا إلى المنى
فجازَ عليها والسّيوفُ القناطرُ
وكمْ وقفةٍ معروفةٍ في العدا لهُ
لها مثلٌ في سائرِ النّاسِ سائرُ
وكمْ موقفٍ أثنتْ صدورَ القنا بهِ
عليهِ وذمّتهُ الكلى والخواصرُ
وكمْ موقفٍ أثنتْ صدورَ القنا بهِ
عليهِ وذمّتهُ الكلى والخواصرُ
ولمْ أنسَ في الميناتِ يومَ تجمّعتْ
قبائلُ أحزابِ العدا والعشائرُ
عصائبُ بدوٍ أخطأُ وا بادىء الهوى
فراموهُ بالخذلانِ واللهُ ناصرُ
تمنّوا محالاً لا يرامُ وخادعوا
وقدْ مكروا واللهُ بالقومِ ماكرُ
أصرّوا على العصيانِ سرّاً وأظهروا
لهُ طاعةً والكلُّ بالعهدِ غادرُ
وقدْ جحدوا نعمى عليٍّ وأنكروا
كما جحدوا نصَّ القديرِ وكابروا
توالوا على عزلِ الوصيِّ ضلالةً
وقد حسّنوا الشّورى وفيها تشاوروا
شياطينُ أنسٍ جمّعوا حولَ كاهنٍ
وأمّةُ غيٍّ بينها قامَ ساحرُ
فقامَ إليهمْ إذْ بغوا أدعياؤهُ
رعاةٌ بها تجري العتاقُ الصّوارمُ
وكلُّ فتىً مثلُ الشّهابِ إذا ارتمى
غدا لشياطينِ العدا وهوَ داحرُ
وفرسانُ بحرٍ منْ بنيهِ إلى العدا
مواردهمْ معروفةٌ والمصادرُ
أسودٌ إذا ما كشّرَ الحربُ نابهُ
سطوا والظّبا أنيابهمْ والأظافرُ
يهزّونَ في نارِ الوغى كلَّ جدولٍ
يموجُ بهِ بحرٌ منَ الموتِ زاخرُ
همُ عشرةُ في الفضلِ كاملةٌ لهمْ
مآثرُ فخرٍ للنّجومِ تكاثرُ
بهمْ شغفتْ منهُ الحواسُ معَ القوى
فصحّتْ لهُ أعضاؤهمْ والعناصرُ
همُ جمراتُ الحربِ يومَ حروبهِ
وفي السّلمِ أسنى سمعه والمحاجرُ
إذا شرفوا فوقَ السّروجِ حسبتهمْ
بدورَ تمامٍ للمعالي تبادرُ
فمنْ شئتَ منهمْ فهوَ في السّبقِ أوّلٌ
ومنْ شئتَ منهمْ فهوَ في العزِّ آخرُ
فلمّا التقى الجمعانِ وانكشفَ الغطا
وقدْ غابَ ذهنُ المرءِ والموتُ حاضرُ
وقدْ حارتِ الأبصارُ فالكلُّ شاخصٌ
على وجناتِ الموتِ والرّيقُ غائرُ
وأضحتْ نفوسُ الشّوسِ وهيَ بضائعٌ
يسوقِ الرّدى والمكرماتِ المتاجرُ
سطا وسطوا في إثرهِ يلحقونهُ
يريدونَ أخذَ الثّأرِ والنّقعُ ثائرُ
وصالَوصالوا كالأسودِ على العدا
ففرّوا كما فرّتْ ظباءٌ نوافرُ
فكمْ تركوا منهمْ هماماً على الثّرى
طريحاً ومنهُ الرّأسُ بالجوِّ طائرُ
فلمْ يخلُ منهمْ هاربٌ منْ جراحةٍ
فإنْ قيلَ فيهمْ سالمٌ وهوَ نادرُ
تولّوا وخلّوا غانياتِ خدورهمْ
مبرقعةً بالذّلِّ وهي سوافرُ
تنادي ولا فيهمْ سميعٌ يجيبها
فتلطمُ حزناً والرّؤوسُ حواسرُ
فصاحتْ بأعلى الصّوتِ يا حامي الحمى
لعفوكَ مأمونق ولطفكَ وافرُ
فردَّ عليها سترها بعدَ هتكهِ
وبشّرها بالأمنِ ممّا تحاذرُ
وأمستْ لديهِ في أتمِّ صيانةٍ
وإنْ عظمتْ منْ فوقهنَّ الجرائرُ
فتباً لهمْ منْ معشرٍ ضلَّ سعيهمْ
وقدْ عميتْ أبصارهمْ والبصائرُ
لقدْ ضيّعوا ما اللهُ باللّوحِ حافظٌ
وقدْ كشفوا ما اللهُ بالغيبِ ساترُ
ألا فاسمعوا يا حاضرينَ نصيحةً
تصدّقها أعرابكمْ والحواضرُ
عظيمُ ملوكِ الفرسِ ترفُ قدرهُ
وتغبطهمْ فيهِ وفيكَ القياصرُ
لقدْ شنّفَ الأسماعَ درَّ حديثهِ
وشمّتْ فتيقَ المسكِ منهُ المناخرُ
فشكراً لربّي حيثُ حفّكَ لطفهُ
بنصرٍ وحسبي أنّكَ اليومَ ظافرُ
من بحر الطويل
<font size=5 color=black>
سلامٌ حكى حسنهِ لؤلؤَ العقدِ
وضمّخَ منهُ الحب بالعنبرِ الوردِ
وأروى تحيّاتٍ تغنّى بروضها
حمامُ الثّنا شكراً على فننِ الودِّ
وخيرَ دعاءٍ قدْ أصابَ إجابةً
بسهمِ خشوعٍ فوّقتهُ يدُ المجدِ
منَ المخلصِ المملوكِ يهدي كرامةً
إلى السّيّدِ المعروفِ بالفضلِ والفودِ
إلى ابنِ الكرامِ الفاخرينَ ذوي العلا
حليفِ النّدى المولى الحسينِ أخي الرّشدِ
سحابٌ إذا استسقى العفاةُ نوالهُ
يجودُ بلا وعدٍ ويهمي بلا رعدِ
كريمٌ إذا هبَّ السؤالُ بسمعهِ
ينبّهُ عنْ أخلاقهِ حدقَ الوردِ
بمولدهِ طابَ الزّمانُ وأهلهُ
وشبَّ وقرَّتْ مقلةُ العدلِ والمجدِ
يرقُّ إذا رقَّ النّسيمُ لدى النّدى
ويقسو لدى الهيجاءِ كالحجرِ الصّلدِ
تكوّنَ منْ بأسٍ وجودٍ وبأسهُ
بأعضائهِ يوريْ وراحاتهُ تندي
إذا جادَ يوماً منْ بني المزنِ خلتهُ
وإنْ هزَّ سيفاً خلتهُ منْ بني الأسدِ
تكمّلَ في وجهِ السّعادةِ وجههُ
فأشرقَ في إكليلهِ قمرُ السّعدِ
ألا فاحملي يا ريحُ منّي أمانةً
تحدّثُ عنْ حفظِ العهودِ لهُ عندي
رسالةَ مشتاقٍ إليهِ كأنّما
تنفّسَ منهُ الصّبحُ عنْ عبقِ النّدِّ
وعنّي قبّلْ يا رسولُ يمينهُ
وبثَّ إليهِ ما أجنُّ منَ الوجدِ
وبلّغهُ تسليمي عليهِ فعلّهُ
يجيبكَ في ودِّ السّلامِ على البعدِ
فذلكَ منٌّ منهُ كالمنِّ طعمهُ
يلذُّ بهِ سمعي ويشفى بهِ كبدي
وإنّي لممنونٌ لديكَ بقصدهِ
ولو كنتَ مجرى كالدّموعِ على خدّي
ويا ليتها نعلٌ برجليكَ شرّفا
بتربةِ واديهِ المقدّسِ منْ جلدي
عليهِ سلامُ اللهِ ما حنَّ شيّقٌ
وأورتْ صباباتُ الغرامِ صبا نجدِ
سلامٌ حكى حسنهِ لؤلؤَ العقدِ
وضمّخَ منهُ الحب بالعنبرِ الوردِ
وأروى تحيّاتٍ تغنّى بروضها
حمامُ الثّنا شكراً على فننِ الودِّ
وخيرَ دعاءٍ قدْ أصابَ إجابةً
بسهمِ خشوعٍ فوّقتهُ يدُ المجدِ
منَ المخلصِ المملوكِ يهدي كرامةً
إلى السّيّدِ المعروفِ بالفضلِ والفودِ
إلى ابنِ الكرامِ الفاخرينَ ذوي العلا
حليفِ النّدى المولى الحسينِ أخي الرّشدِ
سحابٌ إذا استسقى العفاةُ نوالهُ
يجودُ بلا وعدٍ ويهمي بلا رعدِ
كريمٌ إذا هبَّ السؤالُ بسمعهِ
ينبّهُ عنْ أخلاقهِ حدقَ الوردِ
بمولدهِ طابَ الزّمانُ وأهلهُ
وشبَّ وقرَّتْ مقلةُ العدلِ والمجدِ
يرقُّ إذا رقَّ النّسيمُ لدى النّدى
ويقسو لدى الهيجاءِ كالحجرِ الصّلدِ
تكوّنَ منْ بأسٍ وجودٍ وبأسهُ
بأعضائهِ يوريْ وراحاتهُ تندي
إذا جادَ يوماً منْ بني المزنِ خلتهُ
وإنْ هزَّ سيفاً خلتهُ منْ بني الأسدِ
تكمّلَ في وجهِ السّعادةِ وجههُ
فأشرقَ في إكليلهِ قمرُ السّعدِ
ألا فاحملي يا ريحُ منّي أمانةً
تحدّثُ عنْ حفظِ العهودِ لهُ عندي
رسالةَ مشتاقٍ إليهِ كأنّما
تنفّسَ منهُ الصّبحُ عنْ عبقِ النّدِّ
وعنّي قبّلْ يا رسولُ يمينهُ
وبثَّ إليهِ ما أجنُّ منَ الوجدِ
وبلّغهُ تسليمي عليهِ فعلّهُ
يجيبكَ في ودِّ السّلامِ على البعدِ
فذلكَ منٌّ منهُ كالمنِّ طعمهُ
يلذُّ بهِ سمعي ويشفى بهِ كبدي
وإنّي لممنونٌ لديكَ بقصدهِ
ولو كنتَ مجرى كالدّموعِ على خدّي
ويا ليتها نعلٌ برجليكَ شرّفا
بتربةِ واديهِ المقدّسِ منْ جلدي
عليهِ سلامُ اللهِ ما حنَّ شيّقٌ
وأورتْ صباباتُ الغرامِ صبا نجدِ
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 68 زائراً