شاعر الشهر (ابن معتوق )
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
أشذاءُ زهرِ الباقلاءِ تضوّعتْ
نفحاتهُ أمْ نشرَمسكٍ أذفرِ
يققٌ بهِ نشف السّوادِ تظنّهُ
فوقَ الغصونِ نضارةً للمنظرِ
أظفارُ درٍّ قمعتْ في عنبرٍ
منْ فوقِ أيدٍ منْ زجاجٍ أخضرِ
و له
أشذاءُ زهرِ الباقلاءِ تضوّعتْ
نفحاتهُ أمْ نشرَمسكٍ أذفرِ
يققٌ بهِ نشف السّوادِ تظنّهُ
فوقَ الغصونِ نضارةً للمنظرِ
أظفارُ درٍّ قمعتْ في عنبرٍ
منْ فوقِ أيدٍ منْ زجاجٍ أخضرِ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
هذا العقيقُ و تلكَ شمُّ رعانهِ
فامزج لجينَ الدمع من عقيانهِ
وانزل فثمَّ معرّسٌ أبداً ترى
فيهِ قلوبَ العشقِ من ركبانهِ
واشمم عبيرَ ترابهِ والثم حصىً
في سفحهِ انتثرت عقودُ جمانهِ
واعدِل بنَا نحوَ المحصَّبِ من منىً
واحذر رماةَ الغنجِ من غزلانهِ
وتوقَّ فيهِ الطَّعن إمَّا من قنا
فرسانهِ أو من قدودِ حسانهِ
أكرِم بهِ من مربعٍ من وردهِ
الوجناتُ والقاماتُ من أغصانهِ
مغنىً إذا غنَّى حمامُ أراكهِ
رقصت بهِ طرباً معاطفُ بانهِ
فلكٌ تنزّل فهو يحسب بقعةً
أو ما ترى الأقمار من سكانه
خضب النجيع غزاله وهزبره
هذا بوجنتيه وذا ببنانه
فلئن جهلت الحتف أين مقره
سلني فإني عارف بمكانه
هو في الجفون السود من فتياته
أو في الجفون البيض من فتيانه
من لي برؤية أوجه في أوجه
حجب البعاد شموسها بعنانه
بيض إذا لعبت صباً بذيولها
حمل النسيم المسك في أردانه
عمدت إلى قبس الضحى فتبرقعت
فيه تقنعها الدجى بدخانه
من كلّ نيّرة بتاج شقيقها
قمر تخف به نجوم لدانه
وهبت له الجوزاء شهب نطاقها
حلياً و سورها الهلال بحانه
هذي بأنصل جفنها تسطو على
مهج الأسود وذاك من مرانه
يفتر ثغر البرق تحت لثامها
ويسير منها الغيث في قمصانه
كمن النحول بخصرها وبسيفه
والموت من وسنانها وسنانه
في الخدر منها العيس تحمل جوذراً
ويقل منه الليث سرج حصانه
قسماً بسلع وهي حلفة وامقٍ
أقصاه صرف البين عن جيرانه
ما اشتاق سمعي ذكر منزل طيبةٍ
إلا وهمت بساكني وديانه
بلد إذا شاهدته أيقنت أنّ
الله ثمّن فيه سبع جنانه
ثغر حمته صاح أجفان المهى
وتكلفته رماح أسد طعانه
تمسي فراش قلوب أرباب الهوى
تلقي بأنفسها على نيرانه
لولا روايات الهوى عن أهله
لم يرو طرفي المع عن إنسانه
لا تنكروا بحديثهم ثملي إذا
فض المحدث عن سلافة حانه
هم أقرضوا سمعي الجمان وطالبوا
فيه مسيل الدمع من مرجانه
فإلام يفجعني الزمان بفقدهم
ولقد رأى جلدي عل حدثانه
عتبي على هذا الزمان مطول
يفضي إلى الإطناب شرح بيانه
هيهات أن ألقاه وهو مسالمي
إن الأديب الحر حرب زمانه
ياقلب لاتشك الصبابة بعدما
أوقعت نفسك في الهوى وهوانه
تهوى وتطمع أن تفر من الهوى
كيف الفرار وأنت رهن ضمانه
يا للرّفاقِ ومن لمهجةِ مدنفٍ
نيرانُها نزعت شوى سلوانهِ
لم ألقَ قبلَ العشقِ ناراً أحرقت
بشراً وحبُّ المصطفى بجنانهِ
خيرِ النبيينَ الّذي نطقت به الـ
ـتوراةُ والإنجيلُ قبلَ أوانهِ
كهفُ الورى غيثُ الصريخِ معاذهُ
وكفيلُ نجدتهِ وحصنُ أمانهِ
المنطقُ الصخرَ الأصمَّ بكفهِ
والمخرسُ البلغاءَ في تبيانهِ
لطفُ الإلهِ وسرُّ حكمتهِ الذي
قد ضاقَ صدرُ الغيثِ عن كتمانهِ
قرنٌ به التوحيدُ أصبحَ ضاحكاً
والشّركُ منتحباً على أوثانهِ
نسخت شرائعُ دينهِ الصّحفُ الألى
في محكمِ الآياتِ من فرقانهِ
تمسي الصّوارمُ في النّجيعِ إذا سطا
وخدودها مخضوبةٌ بدهانهِ
ما زالَ يرقبُ شخصهُ الآفاقَ في
طرفٍ تحامى النومُ عن أجفانه
وجِلاً يظنُّ النومَ لمعَ سيوفهِ
ويرى نجومَ الليلِ من خرصانهِ
قلبُ الكميِّ إذا رآهُ وقد نضا
سيفاً كقرطِ الخودِ في حلقانهِ
ولربَّ معتركٍ زها روضُ الظّبى
فيهِ وسمرُ القضبِ من قضبانهِ
خضبَ النَّجيعُ قتيرَ سردِ حديدهِ
فشقيقهُ يزهو على غدرانهِ
تبكي الجراحُ النجلُ فيهِ والرّدى
متبسّمٌ والبيضُ من أسنانهِ
فتكت عواملهُ وهنَّ ثعالبٌ
بجوارحِ الآسادِ من فرسانهِ
جبريلُ من أعوانهِ ميكالُ من
أخدانهِ عزريلُ من أعوانهِ
نورٌ بدا فأبانَ عن فلقِ الهدى
وجلا الضَّلالةَ في سنى برهانهِ
شهِدت حواميمُ الكتابِ بفضلهِ
وكفى بهِ فخراً على أقرانهِ
سل عنهُ ياسيناً وطهَ والضحى
إن كنتَ لم تعلم حقيقةَ شانهِ
وسلِ المشاعرَ والحطيمَ وزمزماً
عن فخرِ هاشمهِ وعن عِمرانهِ
يسمو الذّراعُ بأخمصيهِ ويهبطُ
الإكليلُ يستجدي على تيجانهِ
أو تستجيرُ الشمسُ فيهِ منَ الدّجى
لغدا الدُّجى والفجرُ من أكفانهِ
أو شاءَ منعَ البدرَ في أفلاكهِ
عن سيرهِ لم يسرِ في حسبانهِ
أو رامَ من أفقِ المجرةِ مسلكاً
لجرت بحلبتهِ خيولُ رهانهِ
لا تنفذُ الأقدارُ في الأقطارِ في
شيءٍ بغيرِ الإذنِ من سلطانهِ
اللهُ سخرها لهُ فجموحها
سلسُ القيادِ لديهِ طوعُ عنانهِ
فهو الَّذي لولاهُ نوحٌ ما نجا
في فلكهِ المشحونِ من طوفانهِ
كلّا ولا موسى الكليمُ سقى الرَّدى
فرعونهُ وسمى على هامانهِ
إن قيلَ عرشٌ فهو حاملُ ساقهِ
أو قيلَ لوحٌ فهوَ في عنوانهِ
روحُ النعيمِ وروحُ طوباهُ الّذي
تجنى ثمارُ الجودِ من أفنانهِ
يا سيّد الكونينِ بل يا أرجح الثّقلـ
ـلينِ عندَ اللهِ في أوزانهِ
والمخجلَ القمرَ المنيرَ بتمهِ
في حسنهِ والغيثُ من إحسانهِ
والفارسُ الشهمُ الّذي غبراتهُ
من ندّهِ والسمرُ من ريحانهِ
عذراً فإنَّ المدحَ فيك مقصِّرٌ
والعبدُ معترفٌ بعجزِ لسانهِ
ما قدرهُ ما شعرهُ بمديحِ من
يثني عليهِ اللهُ في قرآنهِ
لولاكَ ما قطعت بيَ العيسُ الفلا
وطويتُ فدفدهُ إلى غيطانهِ
أمَّلتُ فيكَ وزرتُ قبركَ مادحاً
لأفوزَ عندَ اللهِ في رضوانهِ
عبدٌ أتاكَ يقودهُ حسنُ الرجا
حاشا نداكَ يعودُ في حرمانهِ
فاقبل إنابتهُ إليكَ فإنهُ
بكَ يستقيلُ اللهُ في عصيانهِ
فاشفع لهُ و لآلهِ يومَ الجزا
ولوالديهِ وصالحي إخوانهِ
صلّى الإلهُ عليكَ يا مولى الورى
ما حنَّ مغتربٌ إلى أوطانهِ
و له
هذا العقيقُ و تلكَ شمُّ رعانهِ
فامزج لجينَ الدمع من عقيانهِ
وانزل فثمَّ معرّسٌ أبداً ترى
فيهِ قلوبَ العشقِ من ركبانهِ
واشمم عبيرَ ترابهِ والثم حصىً
في سفحهِ انتثرت عقودُ جمانهِ
واعدِل بنَا نحوَ المحصَّبِ من منىً
واحذر رماةَ الغنجِ من غزلانهِ
وتوقَّ فيهِ الطَّعن إمَّا من قنا
فرسانهِ أو من قدودِ حسانهِ
أكرِم بهِ من مربعٍ من وردهِ
الوجناتُ والقاماتُ من أغصانهِ
مغنىً إذا غنَّى حمامُ أراكهِ
رقصت بهِ طرباً معاطفُ بانهِ
فلكٌ تنزّل فهو يحسب بقعةً
أو ما ترى الأقمار من سكانه
خضب النجيع غزاله وهزبره
هذا بوجنتيه وذا ببنانه
فلئن جهلت الحتف أين مقره
سلني فإني عارف بمكانه
هو في الجفون السود من فتياته
أو في الجفون البيض من فتيانه
من لي برؤية أوجه في أوجه
حجب البعاد شموسها بعنانه
بيض إذا لعبت صباً بذيولها
حمل النسيم المسك في أردانه
عمدت إلى قبس الضحى فتبرقعت
فيه تقنعها الدجى بدخانه
من كلّ نيّرة بتاج شقيقها
قمر تخف به نجوم لدانه
وهبت له الجوزاء شهب نطاقها
حلياً و سورها الهلال بحانه
هذي بأنصل جفنها تسطو على
مهج الأسود وذاك من مرانه
يفتر ثغر البرق تحت لثامها
ويسير منها الغيث في قمصانه
كمن النحول بخصرها وبسيفه
والموت من وسنانها وسنانه
في الخدر منها العيس تحمل جوذراً
ويقل منه الليث سرج حصانه
قسماً بسلع وهي حلفة وامقٍ
أقصاه صرف البين عن جيرانه
ما اشتاق سمعي ذكر منزل طيبةٍ
إلا وهمت بساكني وديانه
بلد إذا شاهدته أيقنت أنّ
الله ثمّن فيه سبع جنانه
ثغر حمته صاح أجفان المهى
وتكلفته رماح أسد طعانه
تمسي فراش قلوب أرباب الهوى
تلقي بأنفسها على نيرانه
لولا روايات الهوى عن أهله
لم يرو طرفي المع عن إنسانه
لا تنكروا بحديثهم ثملي إذا
فض المحدث عن سلافة حانه
هم أقرضوا سمعي الجمان وطالبوا
فيه مسيل الدمع من مرجانه
فإلام يفجعني الزمان بفقدهم
ولقد رأى جلدي عل حدثانه
عتبي على هذا الزمان مطول
يفضي إلى الإطناب شرح بيانه
هيهات أن ألقاه وهو مسالمي
إن الأديب الحر حرب زمانه
ياقلب لاتشك الصبابة بعدما
أوقعت نفسك في الهوى وهوانه
تهوى وتطمع أن تفر من الهوى
كيف الفرار وأنت رهن ضمانه
يا للرّفاقِ ومن لمهجةِ مدنفٍ
نيرانُها نزعت شوى سلوانهِ
لم ألقَ قبلَ العشقِ ناراً أحرقت
بشراً وحبُّ المصطفى بجنانهِ
خيرِ النبيينَ الّذي نطقت به الـ
ـتوراةُ والإنجيلُ قبلَ أوانهِ
كهفُ الورى غيثُ الصريخِ معاذهُ
وكفيلُ نجدتهِ وحصنُ أمانهِ
المنطقُ الصخرَ الأصمَّ بكفهِ
والمخرسُ البلغاءَ في تبيانهِ
لطفُ الإلهِ وسرُّ حكمتهِ الذي
قد ضاقَ صدرُ الغيثِ عن كتمانهِ
قرنٌ به التوحيدُ أصبحَ ضاحكاً
والشّركُ منتحباً على أوثانهِ
نسخت شرائعُ دينهِ الصّحفُ الألى
في محكمِ الآياتِ من فرقانهِ
تمسي الصّوارمُ في النّجيعِ إذا سطا
وخدودها مخضوبةٌ بدهانهِ
ما زالَ يرقبُ شخصهُ الآفاقَ في
طرفٍ تحامى النومُ عن أجفانه
وجِلاً يظنُّ النومَ لمعَ سيوفهِ
ويرى نجومَ الليلِ من خرصانهِ
قلبُ الكميِّ إذا رآهُ وقد نضا
سيفاً كقرطِ الخودِ في حلقانهِ
ولربَّ معتركٍ زها روضُ الظّبى
فيهِ وسمرُ القضبِ من قضبانهِ
خضبَ النَّجيعُ قتيرَ سردِ حديدهِ
فشقيقهُ يزهو على غدرانهِ
تبكي الجراحُ النجلُ فيهِ والرّدى
متبسّمٌ والبيضُ من أسنانهِ
فتكت عواملهُ وهنَّ ثعالبٌ
بجوارحِ الآسادِ من فرسانهِ
جبريلُ من أعوانهِ ميكالُ من
أخدانهِ عزريلُ من أعوانهِ
نورٌ بدا فأبانَ عن فلقِ الهدى
وجلا الضَّلالةَ في سنى برهانهِ
شهِدت حواميمُ الكتابِ بفضلهِ
وكفى بهِ فخراً على أقرانهِ
سل عنهُ ياسيناً وطهَ والضحى
إن كنتَ لم تعلم حقيقةَ شانهِ
وسلِ المشاعرَ والحطيمَ وزمزماً
عن فخرِ هاشمهِ وعن عِمرانهِ
يسمو الذّراعُ بأخمصيهِ ويهبطُ
الإكليلُ يستجدي على تيجانهِ
أو تستجيرُ الشمسُ فيهِ منَ الدّجى
لغدا الدُّجى والفجرُ من أكفانهِ
أو شاءَ منعَ البدرَ في أفلاكهِ
عن سيرهِ لم يسرِ في حسبانهِ
أو رامَ من أفقِ المجرةِ مسلكاً
لجرت بحلبتهِ خيولُ رهانهِ
لا تنفذُ الأقدارُ في الأقطارِ في
شيءٍ بغيرِ الإذنِ من سلطانهِ
اللهُ سخرها لهُ فجموحها
سلسُ القيادِ لديهِ طوعُ عنانهِ
فهو الَّذي لولاهُ نوحٌ ما نجا
في فلكهِ المشحونِ من طوفانهِ
كلّا ولا موسى الكليمُ سقى الرَّدى
فرعونهُ وسمى على هامانهِ
إن قيلَ عرشٌ فهو حاملُ ساقهِ
أو قيلَ لوحٌ فهوَ في عنوانهِ
روحُ النعيمِ وروحُ طوباهُ الّذي
تجنى ثمارُ الجودِ من أفنانهِ
يا سيّد الكونينِ بل يا أرجح الثّقلـ
ـلينِ عندَ اللهِ في أوزانهِ
والمخجلَ القمرَ المنيرَ بتمهِ
في حسنهِ والغيثُ من إحسانهِ
والفارسُ الشهمُ الّذي غبراتهُ
من ندّهِ والسمرُ من ريحانهِ
عذراً فإنَّ المدحَ فيك مقصِّرٌ
والعبدُ معترفٌ بعجزِ لسانهِ
ما قدرهُ ما شعرهُ بمديحِ من
يثني عليهِ اللهُ في قرآنهِ
لولاكَ ما قطعت بيَ العيسُ الفلا
وطويتُ فدفدهُ إلى غيطانهِ
أمَّلتُ فيكَ وزرتُ قبركَ مادحاً
لأفوزَ عندَ اللهِ في رضوانهِ
عبدٌ أتاكَ يقودهُ حسنُ الرجا
حاشا نداكَ يعودُ في حرمانهِ
فاقبل إنابتهُ إليكَ فإنهُ
بكَ يستقيلُ اللهُ في عصيانهِ
فاشفع لهُ و لآلهِ يومَ الجزا
ولوالديهِ وصالحي إخوانهِ
صلّى الإلهُ عليكَ يا مولى الورى
ما حنَّ مغتربٌ إلى أوطانهِ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
وله
يا ناقلَ المصباحِ لا تمررْ على
وجهِ الحبيبِ وقدْ تكحّلَ بالكرى
أخشى خيالَ الهدبِ يجرحُ خدّهُ
فيقومُ منْ سنةِ الكرى متذعّرا
وله
يا ناقلَ المصباحِ لا تمررْ على
وجهِ الحبيبِ وقدْ تكحّلَ بالكرى
أخشى خيالَ الهدبِ يجرحُ خدّهُ
فيقومُ منْ سنةِ الكرى متذعّرا
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له في الرثاء
هلّ المحرمُ فاستحلَّ مكبرا
وانثر به درر الدموع على الثرى
وانظر بغرتهِ الهلال إذا انجلى
مسترجعاً متفجعاً متفكراً
واقطفْ ثمارَ الحزنِ من عرجونهِ
وانحرْ بخنجرهِ بمقلتكَ الكرى
وانس العقيقَ وأنسَ جيرانِ النقا
واذكر لنا خبر الصفوفِ وما جرى
واخلعْ شعارَ الصبرِ منكَ وزرمنْ
خلعِ السقامِ عليكَ ثوباً أصفرا
فثيابُ ذي الأشجانِ أليقها بهِ
ما كان منْ حمرِ الثيابِ مزررا
شهر بحكمِ الدهرِ فيهِ تحكمتْ
شراً الكلاب السود في أسدِ الشرى
لله أيُّ مصيبةٍ نزلتْ بهِ
بكتِ السماءُ لها نجيعاً أحمرا
خطبٌ وهي الإسلام عند وقوعه
لبستْ عليهِ حدادها أمُّ القرى
أو ما ترى الحرمَ الشّريفَ تكادُ منْ
زفراتهِ الجمراتُ أنْ تتسعرا
وأبا قبيسِ في حشاهُ تصاعدتْ
قبساتُ وجدٍ حرها يصلي حرا
علمَ الحطيمُ به فحطمهُ الاسى
ودرى الصفا بمصابهِ فتكدرا
واستشعرتْ منهُ المشاعرُ بالبلا
وعفا محسرها جوى وتحسرا
قتل الحسينُ فيالها من نكبةٍ
أضحى لها الإسلامُ منهدمَ الذرا
قتلٌ يدلكَ إنما سرُّ الفدا
في ذلكَ الذبحِ العظيمِ تأخرا
رؤيا خليل الله فيهْ تعبرتْ
حقاً وتأويل الكتابِ تفسرا
رزء تداركَ منهُ نفسُ محمدٍ
كدراً وأبكى قبرهُ والمنبرا
أهدى السرور لقلبِ هندٍ وابنها
وأساء فاطمةً وأشجى حيدرا
ويلٌ لقاتلهِ أيدري أنهُ
عادى النبي وصنوهُ أمْ ما درى
شلتْ يداه لقد تقمصَ خزيةً
ياتي بها يومَ الحساب مؤزرا
حزني عليه دائمٌ لا ينقضي
وتصبري مني عليَّ تعذرا
وارحمتاهُ لصارخاتٍ حولهُ
تبكي لهُ الأجلُ المتاحُ تقدرا
لهفي على ذاكَ الذبيحِ من القفا
ظلماً وظلَّ ثلاثةً لنْ يقبرا
ملقى على وجهِ التراب تظنهُ
داود في المحرابِ حينَ تسورا
لهفي على العاري السليبِ ثيابهُ
فكأنهُ ذو النونِ ينبذُ بالعرا
لهفي على الهاوي الصريع كأنهُ
قمرٌ هوى من أوجهِ فتكورا
لهفي على تلك البنانِ تقطعتْ
لو أنها اتصلتْ لكانتْ أبحرا
لهفي على العباسِ وهو مجندلٌ
عرضتْ منيتهُ لهُ فتعثرا
لحقِ الغبارُ جبينهُ ولطالما
في شأوه لحق الكرامَ وغبرا
سلبتهُ أبناءُ اللئامِ قميصهُ
وكستهُ ثوباً بالنجيعِ معصفرا
فكأنما أثر الدماءِ بوجههِ
شفقٌ على وجهِ الصباحِ قد انبرى
حرٌ بنصرِ أخيه قامَ مجاهداً
فهوى المماتَ على الحياة وأثرا
حفظ الإخاء وعهده فوفى لهُ
حتى قضى تحتَ السيوف معفرا
من لي بأن أفدي الحسينَ بمهجتي
وأرى بأرض الطيفَ ذاكَ المحضرا
فلو استطعتُ قذفتُ حبةَ مقلتي
وجعلتُ مدفنهُ الشريفَ المحجرا
روحي فدى الراسِ المفارقِ جسمه
ينشى التلاوة ليلةُ مستغفرا
ريحانهُ ذهبتْ نضارةُ عودها
فكأنها بالتربِ مسكاً أذفرا
عضبٌ يدُ الحدثانِ فلتْ غربهُ
ولطالما فلقَ الرؤوس وكسرا
ومثقفٍ حطمَ الحمامُ كعوبهُ
فبكى عليهِ كل لدنٍ أسمرا
عجباً لهُ يشكو الظماء وإنهُ
لو لامس الصخر الأصمَّ تفجرا
يلجُ الغبارَ بهِ جوادٌ سانحٌ
فيخوضُ نقعَ الصافناتِ الأكدرا
طلبَ الوصولَ إلى الورود فعاقهُ
ضربٌ يشبُّ على النواصي مجمرا
ويلُ لمنْ قتلوه ظمآناً أما
علموا بأنَّ أباه يسقي الكوثرا
لم يقتلوهُ على اليقينِ وإنما
عرضتْ لهم شبهُ اليهودِ تصورا
وسقاهمُ جرعَ الحميمِ كما سقوا
جرع الحمامِ ابن النبي الأطهرا
ياليتَ قومي يولدونَ بعصرهِ
أو يسمعون دعاءهُ مستنصرا
ولو أنهم سمعوا إذاً لأجابهُ
منهم أسود شرى مؤيده القرى
من كلِ أنملةٍ تجودُ بعارضٍ
وبكلِ جارحةٍ يريكَ غضنفرا
قوم يرون دمَ القرونِ مدامةً
ورياض شربهم الحديد الأخضرا
يا سادتي يا آل طه إنَّ لي
دمعاً إذا تجرى حديثكم جرى
بي منكمُ كآسمي شهابٌ كلما
أطفيتهُ بالدمعِ في قلبي ورى
شرفتموني في زكي نحاركمْ
فدعيتُ فيكمْ سيداً بينَ الورى
أهوى مدائحكمْ فأنظم بعضها
فأرى أجل المدحِ فيكمْ أصغرا
ينحطُّ مدحي عنْ حقيقةِ مدحكمْ
ولو أنني فيكمْ نظمتُ الجوهرا
هيهاتَ يستوفي القريضُ ثناءكمْ
لو كان في عددِ النجومِ وأكثرا
يا صفوة الرحمنِ أبرأ منْ فتىً
في حقكمْ جحدَ النصوصَ وأنكرا
وأعوذ فيكم منْ ذنوبٍ أثقلتْ
ظهري عسى بولائكمْ أنْ تغفرا
فبكمْ نجاتي في الحياة منَ الاذى
ومنَ الجحيمِ إذا وردتُ المحشرا
فعليكمُ صلى المهيمنُ كلما
كرَّ الصباحُ على الدجى وتكورا
و له في الرثاء
هلّ المحرمُ فاستحلَّ مكبرا
وانثر به درر الدموع على الثرى
وانظر بغرتهِ الهلال إذا انجلى
مسترجعاً متفجعاً متفكراً
واقطفْ ثمارَ الحزنِ من عرجونهِ
وانحرْ بخنجرهِ بمقلتكَ الكرى
وانس العقيقَ وأنسَ جيرانِ النقا
واذكر لنا خبر الصفوفِ وما جرى
واخلعْ شعارَ الصبرِ منكَ وزرمنْ
خلعِ السقامِ عليكَ ثوباً أصفرا
فثيابُ ذي الأشجانِ أليقها بهِ
ما كان منْ حمرِ الثيابِ مزررا
شهر بحكمِ الدهرِ فيهِ تحكمتْ
شراً الكلاب السود في أسدِ الشرى
لله أيُّ مصيبةٍ نزلتْ بهِ
بكتِ السماءُ لها نجيعاً أحمرا
خطبٌ وهي الإسلام عند وقوعه
لبستْ عليهِ حدادها أمُّ القرى
أو ما ترى الحرمَ الشّريفَ تكادُ منْ
زفراتهِ الجمراتُ أنْ تتسعرا
وأبا قبيسِ في حشاهُ تصاعدتْ
قبساتُ وجدٍ حرها يصلي حرا
علمَ الحطيمُ به فحطمهُ الاسى
ودرى الصفا بمصابهِ فتكدرا
واستشعرتْ منهُ المشاعرُ بالبلا
وعفا محسرها جوى وتحسرا
قتل الحسينُ فيالها من نكبةٍ
أضحى لها الإسلامُ منهدمَ الذرا
قتلٌ يدلكَ إنما سرُّ الفدا
في ذلكَ الذبحِ العظيمِ تأخرا
رؤيا خليل الله فيهْ تعبرتْ
حقاً وتأويل الكتابِ تفسرا
رزء تداركَ منهُ نفسُ محمدٍ
كدراً وأبكى قبرهُ والمنبرا
أهدى السرور لقلبِ هندٍ وابنها
وأساء فاطمةً وأشجى حيدرا
ويلٌ لقاتلهِ أيدري أنهُ
عادى النبي وصنوهُ أمْ ما درى
شلتْ يداه لقد تقمصَ خزيةً
ياتي بها يومَ الحساب مؤزرا
حزني عليه دائمٌ لا ينقضي
وتصبري مني عليَّ تعذرا
وارحمتاهُ لصارخاتٍ حولهُ
تبكي لهُ الأجلُ المتاحُ تقدرا
لهفي على ذاكَ الذبيحِ من القفا
ظلماً وظلَّ ثلاثةً لنْ يقبرا
ملقى على وجهِ التراب تظنهُ
داود في المحرابِ حينَ تسورا
لهفي على العاري السليبِ ثيابهُ
فكأنهُ ذو النونِ ينبذُ بالعرا
لهفي على الهاوي الصريع كأنهُ
قمرٌ هوى من أوجهِ فتكورا
لهفي على تلك البنانِ تقطعتْ
لو أنها اتصلتْ لكانتْ أبحرا
لهفي على العباسِ وهو مجندلٌ
عرضتْ منيتهُ لهُ فتعثرا
لحقِ الغبارُ جبينهُ ولطالما
في شأوه لحق الكرامَ وغبرا
سلبتهُ أبناءُ اللئامِ قميصهُ
وكستهُ ثوباً بالنجيعِ معصفرا
فكأنما أثر الدماءِ بوجههِ
شفقٌ على وجهِ الصباحِ قد انبرى
حرٌ بنصرِ أخيه قامَ مجاهداً
فهوى المماتَ على الحياة وأثرا
حفظ الإخاء وعهده فوفى لهُ
حتى قضى تحتَ السيوف معفرا
من لي بأن أفدي الحسينَ بمهجتي
وأرى بأرض الطيفَ ذاكَ المحضرا
فلو استطعتُ قذفتُ حبةَ مقلتي
وجعلتُ مدفنهُ الشريفَ المحجرا
روحي فدى الراسِ المفارقِ جسمه
ينشى التلاوة ليلةُ مستغفرا
ريحانهُ ذهبتْ نضارةُ عودها
فكأنها بالتربِ مسكاً أذفرا
عضبٌ يدُ الحدثانِ فلتْ غربهُ
ولطالما فلقَ الرؤوس وكسرا
ومثقفٍ حطمَ الحمامُ كعوبهُ
فبكى عليهِ كل لدنٍ أسمرا
عجباً لهُ يشكو الظماء وإنهُ
لو لامس الصخر الأصمَّ تفجرا
يلجُ الغبارَ بهِ جوادٌ سانحٌ
فيخوضُ نقعَ الصافناتِ الأكدرا
طلبَ الوصولَ إلى الورود فعاقهُ
ضربٌ يشبُّ على النواصي مجمرا
ويلُ لمنْ قتلوه ظمآناً أما
علموا بأنَّ أباه يسقي الكوثرا
لم يقتلوهُ على اليقينِ وإنما
عرضتْ لهم شبهُ اليهودِ تصورا
وسقاهمُ جرعَ الحميمِ كما سقوا
جرع الحمامِ ابن النبي الأطهرا
ياليتَ قومي يولدونَ بعصرهِ
أو يسمعون دعاءهُ مستنصرا
ولو أنهم سمعوا إذاً لأجابهُ
منهم أسود شرى مؤيده القرى
من كلِ أنملةٍ تجودُ بعارضٍ
وبكلِ جارحةٍ يريكَ غضنفرا
قوم يرون دمَ القرونِ مدامةً
ورياض شربهم الحديد الأخضرا
يا سادتي يا آل طه إنَّ لي
دمعاً إذا تجرى حديثكم جرى
بي منكمُ كآسمي شهابٌ كلما
أطفيتهُ بالدمعِ في قلبي ورى
شرفتموني في زكي نحاركمْ
فدعيتُ فيكمْ سيداً بينَ الورى
أهوى مدائحكمْ فأنظم بعضها
فأرى أجل المدحِ فيكمْ أصغرا
ينحطُّ مدحي عنْ حقيقةِ مدحكمْ
ولو أنني فيكمْ نظمتُ الجوهرا
هيهاتَ يستوفي القريضُ ثناءكمْ
لو كان في عددِ النجومِ وأكثرا
يا صفوة الرحمنِ أبرأ منْ فتىً
في حقكمْ جحدَ النصوصَ وأنكرا
وأعوذ فيكم منْ ذنوبٍ أثقلتْ
ظهري عسى بولائكمْ أنْ تغفرا
فبكمْ نجاتي في الحياة منَ الاذى
ومنَ الجحيمِ إذا وردتُ المحشرا
فعليكمُ صلى المهيمنُ كلما
كرَّ الصباحُ على الدجى وتكورا
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
سطعت شموس قبابهم بزرودِ
فهوت نجوم مدامعي بخدودي
وتلاعبتْ فرحاً بهمْ فتياتهمْ
فطفقتُ أرسفُ في الهوى بقيودي
وعلى الحمى ضربوا الخيامَ فليتهمْ
جعلوا منَ الأطنابِ حبلَ وريدي
عهدي بهمْ تحيا الرسومُ وإنْ عفتْ
فعلامَ أحشائي ذواتُ همودِ
وحياتهمْ لولاهمُ ما لذَّ لي
شهدُ الهوى المسمومُ بالتفنيدِ
كلّا ولا استعذبتُ سائلَ عبرةٍ
لولا ملوحتها لاورقَ عودي
تُفدي القنا ما في مناطقهمْ وإنْ
هيَ أشبهتْ شدّاتها بعقودِ
نفرٌ تكادُ لطيبهمْ بأكفّهمْ
تحكي ذوابلهمْ رطيبَ العودِ
لازالَ في وجناتهمْ ماءُ الصبا
يسقي رياضَ شقائقِ التوريدِ
وسقتهمُ مقلُ الغمامِ منَ الحيا
دمعاً يخدّدُ وجنةَ الجلمودِ
للهِ فيهمْ أسرةٌ لا تفتدى
أسرى الهوى منْ سجنهمْ بنقودِ
كمْ منْ قلوبٍ بينهمْ فوقَ الثرى
وجبتْ وأيدٍ أُلصقتْ بكبودِ
تلقى المنيّةَ بينَ بيضِ خدودهمْ
بسطتْ ذراعيها بكلِّ وصيدِ
تحتَ المغافرِ والغفائرِ تنجلي
منهم بدورُ أسرّةٍ وسعودِ
ضربوا القبابَ منَ الحريرِ وزرّروا
الأبوابَ منها في نصولِ حديدِ
رقّتْ خدودهمُ فرقَّ تغزّلي
وقستْ قلوبهمُ فلانَ شديدي
طلبوا حفاظَ رهانِ أربابِ الهوى
فاستودعوها في حقاقِ نُهودِ
وحموا الثغورَ فطاعنوا منْ دونها
برماحِ خطٍ أو رماحِ قدودِ
ما خِلتُ قبلَ ثغورهمْ أنْ ينبتَ الـ
ـياقوتُ بيضَ اللؤلؤِ المنضودِ
ولوِ استطعتُ بأنْ أجسمَ لفظهمْ
لنظمتُ منهُ قلائدي وعقودي
في الكرمِ معنىً سرّهُ لشفاههمْ
نمّتْ عليهِ معاصرُ العنقودِ
بعثوا إليَّ الطيفَ في طلبِ الكرى
فأتى وردَّ إليهمِ بهجودي
يا صاحِ هذا حيّهمْ فانزلْ بهِ
وانشدْ هنالكَ مُهجة المعمودِ
بمعارجِ الأقمارِ منْ تلعاتهِ
عرّجْ فتمَّ مهابطُ المقصودِ
وأطلْ بعرصتهِ السجودَ فإنّما
مسعاكَ منهُ في محلِّ سجودِ
والثمْ حشاهُ مفتّشاً في تربهِ
فهناكَ ضيّعتِ الحسانُ عهودي
وهناكَ ألقيتُ العصا وأناخَ بي
حادي الهوى ووضعتُ ثمَّ قتودي
يا حبّذا عصرٌ على السفحِ انقضى
ولذيذُ عيشٍ بالعقيقِ رغيدِ
عصرٌ بسمعي إذْ يمرُّ حديثهُ
يحلو لديَّ بهِ فناءُ وجودي
مالي وما للدّهرِ لا أصحو بهِ
منْ سكرِ بينٍ أو خمُارِ صدودِ
أو ما كفتهُ نائباتُ خطوبهِ
حتّى رماني في صدودِ الغيدِ
ما بالُ أهوى البيضَ منها وهيَ في
فوديَّ تُنكرها وتعشقُ سودي
لا تنكري يا بيضُ بيضَ مفارقي
فلربَّ شانٍ ذمَّ شأنَ حميدِ
أنا مجمرٌ والشيبُ نارُ تسعّري
وسوادُ فودي مثلُ لونِ خمودي
ليسَ الحسامُ إذا تجرّدَ متنهُ
في الضربِ مثلَ الصارمِ المغمودِ
حتّامَ تجرعُ يا فؤادُ منَ المهى
ومنَ الزمانِ مرارةَ التنكيدِ
وتميلُ للبيضِ الحسانِ تطرّباً
ميلَ العليِّ إلى خصالِ الجودِ
خيرُ الملوكِ سليلُ أكرمِ والدٍ
خلفُ الغطارفةِ الكرامِ الصيدِ
حُرٌّ أتى بعدَ النبيِّ وآلهِ الـ
أطهارِ للتأسيسِ والتأكيدِ
سمحٌ إذا انتجعَ العفاةُ بنانهُ
هطلتْ سحائبها بغيرِ رعودِ
غضبٌ إذا ما العزمُ جرّدَ حدّهُ
ضربتْ بشعرتهِ يدُ التأييدِ
رامٍ إذا اشتدَّ النصالُ تنصّلتْ
منهُ سهامُ الرأي بالتسديدِ
قاضٍ إذ اختلفَ الخصومُ كأنّما
فصلُ الخطابِ رواهُ عنْ داودِ
بطلٌ أساودُ لدنهِ يومَ الوغى
تذرُ الأسودَ فرائساً للسّيدِ
وعزائمٍ يومَ الكفاحِ لدى اللّقا
قامتْ مقامَ الجحفلِ المحشودِ
تتنفّسُ الصعداءَ خوفَ صعادهِ
مُهجُ العدا فتذوبُ بالتّصعيدِ
عدمُ الشريكِ لهُ بكلِ فضيلةٍ
يقضي لهُ بمزيّةِ التوحيدِ
طلبَ العُلا بسيوفهِ فاستخرجتْ
بالفتكِ جوهرَ كنزها المرصودِ
حظُّ العدوِّ لديهِ بيضُ حديدهِ
والوفدِ حُمرُ نضارهِ المفقودِ
وافى العلا منْ بعدِ طولِ تأوّدٍ
فأقامَ ما فيها منَ التأويدِ
وتعطّلتْ بئرُ النوالِ وإنْ نشأ
ظفرَ العفاةِ بعذبها المورودِ
مَلكٌ كأنّي إنْ نطقتُ بمدحهِ
شتّتُّ في الأسماعِ سمطَ فريدِ
فكأنّني للناشقينَ أفضُّ عنْ
مختومِ مسكٍ فيهِ عندَ نشيدي
لو تشعرُ الدنيا لقالتْ إنَّ ذا
مضمونُ أشعاري وبيتُ قصيدي
لو تُنصفُ الأيامُ لاعترفتْ لهُ
بفضيلةِ المولى وذلِّ عبيدِ
لو لمْ تنافسهُ النجومُ على العلا
خدمتْ رفيعَ جنابهِ المحسودِ
تلقى برؤيتهِ المنى أو ما ترى
عنوانهُ بجبينهِ المسعودِ
تجري بأجمعهِ المحبّةُ للنّدى
جريَ الصبابةِ في عروقِ عميدِ
وأشدُّ فتكاً في الكماةِ بنصلهِ
منَ لحظِ مودودٍ بقلبِ ودودِ
قبسٌ يكادُ إذا تسعّرَ بأسهُ
عنهُ تسيلُ الدرعُ بعدَ جمودِ
لو ترتمي في اليمِّ منهُ شرارةٌ
لغدتْ بهِ الأمواجُ ذاتَ وقودِ
تأوي أسنّتهُ الصدورَ كأنّما
خلطَ القيونُ حديدها بحقودِ
والبيضُ حيثُ بدورها اعترفتْ لهُ
بالفضلِ أكرمها بكلِّ جحودِ
ما فاتهُ فخرٌ ولا ذمُّ الورى
يرقى لكُنهِ مقامهِ المحمودِ
بنداهُ يخضرُّ الحصى فكأنّما
أثرُ الصعيدِ لهُ بكلِّ صعيدِ
فالمجدُ مقصورٌ عليهِ أثيلهُ
والعزُّ تحتَ ظلالهِ الممدودِ
مولىً شواردُ فضلهِ ونوالهِ
فينا تفوتُ ضوابطَ التحديدِ
كلُّ المفاخرِ والمناقبِ جمّعتْ
فيهِ على الإطلاقِ والتقييدِ
يا ابنَ المصاليتِ الذّينَ بسعيهمْ
حازوا العلا منْ طارفٍ وتليدِ
ورووا أسانيدَ المفاخرِ والتقى
في عزِّ آباءٍ لهمْ وجدودِ
رهطٌ بهمْ شرفُ الأنامِ وعنهمُ
ثُقلتْ أصولُ الذكرِ والتحميدِ
وضعوا لكَ المجدَ الأثيلَ وأسّسوا
فرفعتهُ بقواعدِ التمهيدِ
زخرفتهُ ونقشتَ فيهِ لمنْ يرى
صوراً منَ التعظيمِ والتمجيدِ
لولا ورودكَ للجزيرةِ ما زهتْ
وجنّاتُ جنّاتٍ لها بورودِ
كلّا ولا سحبتْ على ساحاتها
أغصانُ قاماتٍ ذيولَ برودِ
فارقتها فخشيتُ بعدكَ أنّها
تُضحي كما أضحتْ ديارُ ثمودِ
كانتْ بطوفانِ المهالكِ فاغتدتْ
لمّا رجعتَ على نجاةِ الجودي
أنقذتَ أهليها ولو لمْ تأتهمْ
ما قومُ لوطٍ منهمُ بسعيدِ
اللهُ حسبكَ كمْ غفرتَ لمذنبٍ
منهم وكمْ أطلقتَ منْ مصفودِ
فليهنها الرحمنُ منكَ برجعةٍ
فيها رجوعُ سرورها المفقودِ
والبسْ ثيابَ الأجرِ صافيةً فقدْ
بعثَ الصيامُ بها رسولَ العيدِ
لازلتَ للإسلامِ أشرفَ كعبةٍ
لمْ تخلُ يوماً منْ طوافِ وفودِ
و له
سطعت شموس قبابهم بزرودِ
فهوت نجوم مدامعي بخدودي
وتلاعبتْ فرحاً بهمْ فتياتهمْ
فطفقتُ أرسفُ في الهوى بقيودي
وعلى الحمى ضربوا الخيامَ فليتهمْ
جعلوا منَ الأطنابِ حبلَ وريدي
عهدي بهمْ تحيا الرسومُ وإنْ عفتْ
فعلامَ أحشائي ذواتُ همودِ
وحياتهمْ لولاهمُ ما لذَّ لي
شهدُ الهوى المسمومُ بالتفنيدِ
كلّا ولا استعذبتُ سائلَ عبرةٍ
لولا ملوحتها لاورقَ عودي
تُفدي القنا ما في مناطقهمْ وإنْ
هيَ أشبهتْ شدّاتها بعقودِ
نفرٌ تكادُ لطيبهمْ بأكفّهمْ
تحكي ذوابلهمْ رطيبَ العودِ
لازالَ في وجناتهمْ ماءُ الصبا
يسقي رياضَ شقائقِ التوريدِ
وسقتهمُ مقلُ الغمامِ منَ الحيا
دمعاً يخدّدُ وجنةَ الجلمودِ
للهِ فيهمْ أسرةٌ لا تفتدى
أسرى الهوى منْ سجنهمْ بنقودِ
كمْ منْ قلوبٍ بينهمْ فوقَ الثرى
وجبتْ وأيدٍ أُلصقتْ بكبودِ
تلقى المنيّةَ بينَ بيضِ خدودهمْ
بسطتْ ذراعيها بكلِّ وصيدِ
تحتَ المغافرِ والغفائرِ تنجلي
منهم بدورُ أسرّةٍ وسعودِ
ضربوا القبابَ منَ الحريرِ وزرّروا
الأبوابَ منها في نصولِ حديدِ
رقّتْ خدودهمُ فرقَّ تغزّلي
وقستْ قلوبهمُ فلانَ شديدي
طلبوا حفاظَ رهانِ أربابِ الهوى
فاستودعوها في حقاقِ نُهودِ
وحموا الثغورَ فطاعنوا منْ دونها
برماحِ خطٍ أو رماحِ قدودِ
ما خِلتُ قبلَ ثغورهمْ أنْ ينبتَ الـ
ـياقوتُ بيضَ اللؤلؤِ المنضودِ
ولوِ استطعتُ بأنْ أجسمَ لفظهمْ
لنظمتُ منهُ قلائدي وعقودي
في الكرمِ معنىً سرّهُ لشفاههمْ
نمّتْ عليهِ معاصرُ العنقودِ
بعثوا إليَّ الطيفَ في طلبِ الكرى
فأتى وردَّ إليهمِ بهجودي
يا صاحِ هذا حيّهمْ فانزلْ بهِ
وانشدْ هنالكَ مُهجة المعمودِ
بمعارجِ الأقمارِ منْ تلعاتهِ
عرّجْ فتمَّ مهابطُ المقصودِ
وأطلْ بعرصتهِ السجودَ فإنّما
مسعاكَ منهُ في محلِّ سجودِ
والثمْ حشاهُ مفتّشاً في تربهِ
فهناكَ ضيّعتِ الحسانُ عهودي
وهناكَ ألقيتُ العصا وأناخَ بي
حادي الهوى ووضعتُ ثمَّ قتودي
يا حبّذا عصرٌ على السفحِ انقضى
ولذيذُ عيشٍ بالعقيقِ رغيدِ
عصرٌ بسمعي إذْ يمرُّ حديثهُ
يحلو لديَّ بهِ فناءُ وجودي
مالي وما للدّهرِ لا أصحو بهِ
منْ سكرِ بينٍ أو خمُارِ صدودِ
أو ما كفتهُ نائباتُ خطوبهِ
حتّى رماني في صدودِ الغيدِ
ما بالُ أهوى البيضَ منها وهيَ في
فوديَّ تُنكرها وتعشقُ سودي
لا تنكري يا بيضُ بيضَ مفارقي
فلربَّ شانٍ ذمَّ شأنَ حميدِ
أنا مجمرٌ والشيبُ نارُ تسعّري
وسوادُ فودي مثلُ لونِ خمودي
ليسَ الحسامُ إذا تجرّدَ متنهُ
في الضربِ مثلَ الصارمِ المغمودِ
حتّامَ تجرعُ يا فؤادُ منَ المهى
ومنَ الزمانِ مرارةَ التنكيدِ
وتميلُ للبيضِ الحسانِ تطرّباً
ميلَ العليِّ إلى خصالِ الجودِ
خيرُ الملوكِ سليلُ أكرمِ والدٍ
خلفُ الغطارفةِ الكرامِ الصيدِ
حُرٌّ أتى بعدَ النبيِّ وآلهِ الـ
أطهارِ للتأسيسِ والتأكيدِ
سمحٌ إذا انتجعَ العفاةُ بنانهُ
هطلتْ سحائبها بغيرِ رعودِ
غضبٌ إذا ما العزمُ جرّدَ حدّهُ
ضربتْ بشعرتهِ يدُ التأييدِ
رامٍ إذا اشتدَّ النصالُ تنصّلتْ
منهُ سهامُ الرأي بالتسديدِ
قاضٍ إذ اختلفَ الخصومُ كأنّما
فصلُ الخطابِ رواهُ عنْ داودِ
بطلٌ أساودُ لدنهِ يومَ الوغى
تذرُ الأسودَ فرائساً للسّيدِ
وعزائمٍ يومَ الكفاحِ لدى اللّقا
قامتْ مقامَ الجحفلِ المحشودِ
تتنفّسُ الصعداءَ خوفَ صعادهِ
مُهجُ العدا فتذوبُ بالتّصعيدِ
عدمُ الشريكِ لهُ بكلِ فضيلةٍ
يقضي لهُ بمزيّةِ التوحيدِ
طلبَ العُلا بسيوفهِ فاستخرجتْ
بالفتكِ جوهرَ كنزها المرصودِ
حظُّ العدوِّ لديهِ بيضُ حديدهِ
والوفدِ حُمرُ نضارهِ المفقودِ
وافى العلا منْ بعدِ طولِ تأوّدٍ
فأقامَ ما فيها منَ التأويدِ
وتعطّلتْ بئرُ النوالِ وإنْ نشأ
ظفرَ العفاةِ بعذبها المورودِ
مَلكٌ كأنّي إنْ نطقتُ بمدحهِ
شتّتُّ في الأسماعِ سمطَ فريدِ
فكأنّني للناشقينَ أفضُّ عنْ
مختومِ مسكٍ فيهِ عندَ نشيدي
لو تشعرُ الدنيا لقالتْ إنَّ ذا
مضمونُ أشعاري وبيتُ قصيدي
لو تُنصفُ الأيامُ لاعترفتْ لهُ
بفضيلةِ المولى وذلِّ عبيدِ
لو لمْ تنافسهُ النجومُ على العلا
خدمتْ رفيعَ جنابهِ المحسودِ
تلقى برؤيتهِ المنى أو ما ترى
عنوانهُ بجبينهِ المسعودِ
تجري بأجمعهِ المحبّةُ للنّدى
جريَ الصبابةِ في عروقِ عميدِ
وأشدُّ فتكاً في الكماةِ بنصلهِ
منَ لحظِ مودودٍ بقلبِ ودودِ
قبسٌ يكادُ إذا تسعّرَ بأسهُ
عنهُ تسيلُ الدرعُ بعدَ جمودِ
لو ترتمي في اليمِّ منهُ شرارةٌ
لغدتْ بهِ الأمواجُ ذاتَ وقودِ
تأوي أسنّتهُ الصدورَ كأنّما
خلطَ القيونُ حديدها بحقودِ
والبيضُ حيثُ بدورها اعترفتْ لهُ
بالفضلِ أكرمها بكلِّ جحودِ
ما فاتهُ فخرٌ ولا ذمُّ الورى
يرقى لكُنهِ مقامهِ المحمودِ
بنداهُ يخضرُّ الحصى فكأنّما
أثرُ الصعيدِ لهُ بكلِّ صعيدِ
فالمجدُ مقصورٌ عليهِ أثيلهُ
والعزُّ تحتَ ظلالهِ الممدودِ
مولىً شواردُ فضلهِ ونوالهِ
فينا تفوتُ ضوابطَ التحديدِ
كلُّ المفاخرِ والمناقبِ جمّعتْ
فيهِ على الإطلاقِ والتقييدِ
يا ابنَ المصاليتِ الذّينَ بسعيهمْ
حازوا العلا منْ طارفٍ وتليدِ
ورووا أسانيدَ المفاخرِ والتقى
في عزِّ آباءٍ لهمْ وجدودِ
رهطٌ بهمْ شرفُ الأنامِ وعنهمُ
ثُقلتْ أصولُ الذكرِ والتحميدِ
وضعوا لكَ المجدَ الأثيلَ وأسّسوا
فرفعتهُ بقواعدِ التمهيدِ
زخرفتهُ ونقشتَ فيهِ لمنْ يرى
صوراً منَ التعظيمِ والتمجيدِ
لولا ورودكَ للجزيرةِ ما زهتْ
وجنّاتُ جنّاتٍ لها بورودِ
كلّا ولا سحبتْ على ساحاتها
أغصانُ قاماتٍ ذيولَ برودِ
فارقتها فخشيتُ بعدكَ أنّها
تُضحي كما أضحتْ ديارُ ثمودِ
كانتْ بطوفانِ المهالكِ فاغتدتْ
لمّا رجعتَ على نجاةِ الجودي
أنقذتَ أهليها ولو لمْ تأتهمْ
ما قومُ لوطٍ منهمُ بسعيدِ
اللهُ حسبكَ كمْ غفرتَ لمذنبٍ
منهم وكمْ أطلقتَ منْ مصفودِ
فليهنها الرحمنُ منكَ برجعةٍ
فيها رجوعُ سرورها المفقودِ
والبسْ ثيابَ الأجرِ صافيةً فقدْ
بعثَ الصيامُ بها رسولَ العيدِ
لازلتَ للإسلامِ أشرفَ كعبةٍ
لمْ تخلُ يوماً منْ طوافِ وفودِ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
يا منّةً لذَّ بها السكرُ
لا ينقضي منّي لها الشكرُ
فلقَ الدّجى بعمودهِ الفجرُ
وبكى الندى وتبسّمَ الزهرُ
وتنفّسَ النسرينُ عنْ عبقٍ
منهُ بأذيالِ الصبا عطرُ
والوقتُ قدْ لطفتْ شمائلهُ
فصفا ورقَّ وراقتِ الخمرُ
فانهضْ على قدمِ السرورِ إلى
شمسٍ يطوفُ بكأسها بدرُ
بكرٌ إذا ما الماءُ خالطها
منها تولّدَ لؤلؤٌ نثرُ
عذراءُ ما لبني الخلاعةِ عنْ
خلعِ العذارِ بحبّها عذرُ
نفسٌ منَ الياقوتِ سائلةٌ
روحٌ ولكنْ جسمها تبرُ
تبدو براقعها فتحسبها
برداً تلظّى تحتهُ جمرُ
نورٌ يكادُ فؤادُ شاربها
للعينِ منها ينجلي السرُّ
لطفتْ فخلنا ذاتَ جوهرها
فنيتْ وقامَ بنفسها السكرُ
تذرُ الزجاجَ بلونها ذهباً
فلها بعلمِ الكيمياءِ خبرُ
وكأنَّ سرَّ المومياءِ لها
فيها لكسرِ قلوبنا جبرُ
وكأنّما راووقها دنفٌ
أجرى عقيقَ دموعهِ الهجرُ
ومهفهفٍ كالشمسِ طلعتهُ
بالجيدِ منهُ كواكبٌ زهرُ
شغفتْ بقامتهِ القنا فلذا
ألوانها لشحوبها سمرُ
ورأى البهارَ شقيقَ وجنتها
فخدودها كلفاً بهِ صقرُ
بوشاحهِ معنى عبارتهِ
رقّتْ ودقّقْ شرحها الخضرُ
وبلحظهِ وفؤادِ وإمقهِ
سكرٌ لهُ بكليهما كسرُ
باتتْ تضاحكني براحتهِ
راحٌ كأنَّ حبابها ثغرُ
فأرضتهُ بعدَ الجماحِ بها
حتى تسهّلَ خُلقهُ الوعر
نظمَ الهوى عقدَ العناقِ لنا
ومنَ العفافِ تضمّنا أزرُ
رفعَ الشبابُ حجابَ أوجهنا
ومنَ الفتوّةِ بيننا سترُ
ولكمْ عرجتُ إلى محلِّ عُلاً
فوقَ السماكِ وتحتهُ الغفرُ
بمطهّمٍ مثلِ الظليمِ إذا
ما شدَّ قُلتُ بأنّهُ صقرُ
تدري المها أنْ لا نجاةَ لها
منهُ ويعلمُ ذلكَ العفرُ
فإذا لهُ آجالها عرضتْ
عرضتْ لها آجالها الحمرُ
مثلُ الرياحِ رواحُ أربعةٍ
شهرٌ وسيرُ غدوّها شهرُ
كملتْ صفاتُ الصافناتِ بهِ
فبذاتهِ لجميعها حصرُ
يجري ويجري الفكرُ يتبعهُ
فيفوتُ ثمَّ ويحسرُ الفكرُ
ويكادُ أنْ يردَ السماءَ إذا
ظنَّ المجرّةَ أنها نهرُ
أطلعتُ منهُ سهامَ حادثةٍ
يرمي بهِ عنْ قوسهِ الدهرُ
حتى بلغتُ أبا الحسينِ بهِ
فبلغتُ حيثُ يرفرفُ النسرُ
حيثُ العلا ضربتْ سرداقهُ
فيهِ وحلَّ المجدُ والفخرُ
حيثُ التقى والفضلُ أجمعهُ
تأوي إليهِ ويأمنُ البرُّ
فوثقتُ منذُ حللتُ ساحتهُ
أنْ لا يحلَّ بساحتي فقرُ
ما زالَ يقذفُ لي جواهرهُ
حتى علمتُ بأنّهُ بحرُ
يجدي ندى ويفيدُ مسألةً
فنوالهُ وكلامهُ درُّ
فوقَ الخصيبِ محلُّ رفعتهِ
وبهِ الخويزةُ دونها مصرُ
كمْ منْ أياديهِ لديَّ يدٌ
ما ينقضي منّي لها الشكرُ
و له
يا منّةً لذَّ بها السكرُ
لا ينقضي منّي لها الشكرُ
فلقَ الدّجى بعمودهِ الفجرُ
وبكى الندى وتبسّمَ الزهرُ
وتنفّسَ النسرينُ عنْ عبقٍ
منهُ بأذيالِ الصبا عطرُ
والوقتُ قدْ لطفتْ شمائلهُ
فصفا ورقَّ وراقتِ الخمرُ
فانهضْ على قدمِ السرورِ إلى
شمسٍ يطوفُ بكأسها بدرُ
بكرٌ إذا ما الماءُ خالطها
منها تولّدَ لؤلؤٌ نثرُ
عذراءُ ما لبني الخلاعةِ عنْ
خلعِ العذارِ بحبّها عذرُ
نفسٌ منَ الياقوتِ سائلةٌ
روحٌ ولكنْ جسمها تبرُ
تبدو براقعها فتحسبها
برداً تلظّى تحتهُ جمرُ
نورٌ يكادُ فؤادُ شاربها
للعينِ منها ينجلي السرُّ
لطفتْ فخلنا ذاتَ جوهرها
فنيتْ وقامَ بنفسها السكرُ
تذرُ الزجاجَ بلونها ذهباً
فلها بعلمِ الكيمياءِ خبرُ
وكأنَّ سرَّ المومياءِ لها
فيها لكسرِ قلوبنا جبرُ
وكأنّما راووقها دنفٌ
أجرى عقيقَ دموعهِ الهجرُ
ومهفهفٍ كالشمسِ طلعتهُ
بالجيدِ منهُ كواكبٌ زهرُ
شغفتْ بقامتهِ القنا فلذا
ألوانها لشحوبها سمرُ
ورأى البهارَ شقيقَ وجنتها
فخدودها كلفاً بهِ صقرُ
بوشاحهِ معنى عبارتهِ
رقّتْ ودقّقْ شرحها الخضرُ
وبلحظهِ وفؤادِ وإمقهِ
سكرٌ لهُ بكليهما كسرُ
باتتْ تضاحكني براحتهِ
راحٌ كأنَّ حبابها ثغرُ
فأرضتهُ بعدَ الجماحِ بها
حتى تسهّلَ خُلقهُ الوعر
نظمَ الهوى عقدَ العناقِ لنا
ومنَ العفافِ تضمّنا أزرُ
رفعَ الشبابُ حجابَ أوجهنا
ومنَ الفتوّةِ بيننا سترُ
ولكمْ عرجتُ إلى محلِّ عُلاً
فوقَ السماكِ وتحتهُ الغفرُ
بمطهّمٍ مثلِ الظليمِ إذا
ما شدَّ قُلتُ بأنّهُ صقرُ
تدري المها أنْ لا نجاةَ لها
منهُ ويعلمُ ذلكَ العفرُ
فإذا لهُ آجالها عرضتْ
عرضتْ لها آجالها الحمرُ
مثلُ الرياحِ رواحُ أربعةٍ
شهرٌ وسيرُ غدوّها شهرُ
كملتْ صفاتُ الصافناتِ بهِ
فبذاتهِ لجميعها حصرُ
يجري ويجري الفكرُ يتبعهُ
فيفوتُ ثمَّ ويحسرُ الفكرُ
ويكادُ أنْ يردَ السماءَ إذا
ظنَّ المجرّةَ أنها نهرُ
أطلعتُ منهُ سهامَ حادثةٍ
يرمي بهِ عنْ قوسهِ الدهرُ
حتى بلغتُ أبا الحسينِ بهِ
فبلغتُ حيثُ يرفرفُ النسرُ
حيثُ العلا ضربتْ سرداقهُ
فيهِ وحلَّ المجدُ والفخرُ
حيثُ التقى والفضلُ أجمعهُ
تأوي إليهِ ويأمنُ البرُّ
فوثقتُ منذُ حللتُ ساحتهُ
أنْ لا يحلَّ بساحتي فقرُ
ما زالَ يقذفُ لي جواهرهُ
حتى علمتُ بأنّهُ بحرُ
يجدي ندى ويفيدُ مسألةً
فنوالهُ وكلامهُ درُّ
فوقَ الخصيبِ محلُّ رفعتهِ
وبهِ الخويزةُ دونها مصرُ
كمْ منْ أياديهِ لديَّ يدٌ
ما ينقضي منّي لها الشكرُ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
أمّوا بنا نحو العقيقِ و ادلجوا
و قفوا على تلك الربوعِ و عرِّجوا
واثنوا الأعنّةَ نحوَ سكّانِ اللوى
والووا بأعناقِ المطيِّ وعوّجوا
فإذا لكمْ بدتِ الرسومُ فأمسكوا
أكبادكمْ حتى يديكمْ تنضجُ
فهناكَ حيٌّ للعيونِ تنزّهٌ
فيهِ وللقلبِ الشجيِّ تبهّجُ
حيٌّ على الوادي كأنَّ قبابهُ
كثبٌ ينوّعها الحيا ويزبرجُ
حرمٌ ترى منْ دونِ بيضةِ خدرهِ
كمْ فيهِ بيضةُ خادرٍ تتدحرجُ
عذبُ المناهلِ غيرَ إنَّ ورودها
نارُ المنايا دونهُ تتأجّجُ
يمسي بأربعهِ لنيرانِ القرى
وفدٌ وللبيضِ الرقاقِ تموّجُ
لكواكبِ الفتيانِ فيهِ تحجّبٌ
لأنجمِ الفتياتِ فيهِ تبرّجُ
أوراقهُ تُشجي ورجعُ قيانهِ
أشجى وأوقعُ في النفوسِ وأوهجُ
كمْ فيهِ ظبيٌّ بالحريرِ مسربلٌ
وهزبرُ حربٍ بالحديدِ مدجّجُ
ورفيعُ مجدٍ بالنجيعِ مخضّبٌ
وصريعُ وجدٍ بالدموعِ مضرّجُ
ولكمْ بهِ شمسٌ تقلّدَ جيدها
شهباً وبدرٌ بالهلالِ مدملجُ
بصعيدهِ تشفى العيونُ وتنجلي
فكأنَّ كلَّ حصىً عليهِ دهنجُ
للهِ أيامٌ لنا سلفتْ بهِ
وليالُ وصلٍ صفوها لا يمزجُ
أوقاتُ أنسٍ كالعرائسِ بهجةً
ياليتها بالبينِ لا تتزوّجُ
كالعقدِ كانَ نظامها فتفرّقتْ
فحكتْ ثنايا الغرِّ وهوَ مفلّجُ
حيّا الحيا العربَ الأولى لضيوفهمْ
نسجوا بهِ بسطَ الحريرِ ودبّجوا
وبمهجتي منهمْ عليَّ أعزّةٌ
دخلوا الفؤادَ ومنهُ صبري أخرجوا
صُبحُ الوجوه ترى على جبهاتهمْ
تزهو مصابيحُ الجمالِ وتسرجُ
أخذوا جيادهمُ أهلّةَ عسجدٍ
وبأنجمِ البيضِ الحديدِ تتوّجوا
لمْ أنسَ موقفهمْ وقدْ أرقَ النوى
والريحُ تحدي للرحيلِ وتحدجُ
ساروا فكمْ قمرٍ على فرسٍ بدا
فيهمْ وكمْ شمسٍ زواها هودجُ
ولربَّ سافرةٍ غداةَ رحيلهمْ
ذهلتْ وأفزعها الفراقُ المزعجُ
تبكي وتذرى كحلها بدموعها
فيعودُ وردُ الخدِّ وهوَ بنفسجُ
لم أدرِ قبلَ أرى الدموعَ بجفنها
أنَّ اللآءلي البيضَ قدْ تنسّجُ
حتّامَ أطلبُ للنجومِ فأرتقي
وأهمُّ في وصلِ النجومِ فأعرجُ
وأضلَّ في ليلِ الغوايةِ والهوى
وبياضُ شيبي فجرهُ يتبلّجِ
ما كنتُ أوّلَ مدنفٍ بفؤادهِ
لعبَ الهوى وسباهُ طرفٌ أدعجُ
وإلامَ تطعمني الحسانُ بوصلها
وعهودهنَّ قضيّةٌ لا تنتجُ
وأقولُ إنَّ الدهرَ يسمحُ باللقا
ونوى الأحبّةِ كربةٌ لا تفرجُ
تعسَ الزمانُ وليسَ فيهِ منظرٌ
حسنٌ إذا جرّبتهُ لا يسمحُ
هلْ فيهِ للظنِّ الجميلِ معرّسٌ
أو للقوافي السائراتِ معرّجُ
همدتْ مرابعهُ فليسَ بهِ سوى
مغنى عليٍّ روضةٌ تتأرّجُ
غيثٌ إذاما النبتُ صوّحَ والكلا
أولى ووجهُ الأرضِ لا يتدجّجِ
أنّي أتيتَ ربوعهمْ فرياضها
خضرٌ وورقُ المكرماتِ تثجّجُ
قاسَ الأنامُ بهِ الغمامَ وما يروا
أنَّ الغمامَ بجودهِ يتسرّجُ
لوْ في سباخِ الأرضِ يمطرُ كفّهُ
بالتبرِ فيها نوّرَ الفيروزجُ
خُلقَ الندى خُلقاً لهُ فإنِ ادعى
فيهِ سواهُ فأحولٌ يتغنّجُ
أفديهِ بالمتصنّعينَ فإنّهمْ
ماءٌ عليهِ طحلبٌ يتفلذجُ
يا منْ أظلَّ الرزقُ ملكَ بنانهِ
فيها إليهِ بكلِّ حظٍّ منهجُ
جُمعتْ بهِ ميمُ الكرامِ فأصبحتْ
لججاً بعشرِ بنانهِ يتخلّجُ
سمحٌ إذا ما الدهرُ أصبحَ كالحاً
منهُ تبلّجَ فيهِ وجهٌ أبلجُ
هوَ للعلا زندٌ وللدنيا إذا
ما اسودّتْ الأيامُ خدٌّ أنعجُ
دعْ عنكَ أخبارَ الكرامِ فإنّهُ
هوَ زبدةٌ يكفيكها ونموذجُ
عذبتْ مواردهُ وطابَ فمنّهُ
بالمنِّ عندَ الوردِ لا يتأرجّجُ
بصفاتهِ كمْ ضلَّ عقلٌ واهتدى
بضيائهِ في الليلِ سارٍ مدلجُ
قبسٌ يهزُّ خليجَ فولاذٍ بهِ
غرقى النفوسِ الخائناتِ تلجّجُ
يجتازُ ريحُ السخطِ فيهِ فيلتظي
ويمرُّ بردُ العفوِ فيهِ فيثلجُ
رضعَ الردى حتى ترشّحَ جسمهُ
لبناً فأصحَ فوقهُ يترجرجُ
تمسي الأسودُ على الثرى صرعى إذا
شهدتْ نمالَ الموتِ فيهِ تدرجُ
بطلٌ أسنّتهُ تنضنضُ بالسنا
منهنَّ السنةُ الردى وتلجلجُ
فيهِ تثقّفتِ الرماحُ فأوشكتْ
تنسابُ منْ يدهِ القناةُ فتخلجُ
وتشّحذتْ بيضُ السيوفِ بعزمهِ
فمضتْ وكادَ كمامها يتسرّجُ
تلقى عواملها الجموعَ إذا سطا
فكأنّها ألفاتُ وصلٍ تدرجُ
آباؤهُ حججُ الإلهِ وحجّهُ
فرضٌ على ذي حاجةٍ يتحوّجُ
منْ عترةٍ في جودهمْ ووجودهمْ
أمنَ الورى نوبَ الزمانِ وأبلجوا
رهطٌ بهمْ طابتْ وزادتْ يثربٌ
شرفاً وعزّتْ أوسها والخزرجُ
لوْ يقسمُ الداعي بهمْ يوماً على
صُمّ الجبالِ لأقبلتْ تتخزلجُ
ركبوا الخطوبَ وألجموها بالظبا
فلهمْ جوامحها تراقى وتسرجُ
قرنوا السماحةَ بالشجاعةِ مثلَ ما
بالعفوِ قدْ خلطوا العفافَ وأدمجوا
وتفرّدوا بالحمدِ إلا أنّهمْ
شعفوا فرادى المكرماتِ وزوّجوا
يا منْ إذا حدّثتُ عنهُ بأنّهُ
بحرٌ فلا أخشى ولا أتحرّجُ
إنْ قيلَ مشكاةٌ فرأيكَ نيّرٌ
أو قيلَ مرآةٌ فنورك أسرجُ
أنّى تجارى في الكمالِ وإنّما
لقمانُ في المضمارِ خلفكَ إعرجُ
فرّجتَ ضيقَ المشكلاتِ بفكرةٍ
في السمِّ يمكنها ضوىً و تولجُ
لازلتَ خيرَ أبٍ لأبناءِ الرجا
وطريقَ رزقٍ بابهُ لا يرتجُ
فانعمْ بأجرِ الصومِ وابقَ بنعمةٍ
تغلي صدورَ الحاسدينَ وتوهجُ
وابهجْ بعيدٍ أنتَ أسنى غرّةً
منهُ وأبهى في القلوبِ وأبهجُ
و له
أمّوا بنا نحو العقيقِ و ادلجوا
و قفوا على تلك الربوعِ و عرِّجوا
واثنوا الأعنّةَ نحوَ سكّانِ اللوى
والووا بأعناقِ المطيِّ وعوّجوا
فإذا لكمْ بدتِ الرسومُ فأمسكوا
أكبادكمْ حتى يديكمْ تنضجُ
فهناكَ حيٌّ للعيونِ تنزّهٌ
فيهِ وللقلبِ الشجيِّ تبهّجُ
حيٌّ على الوادي كأنَّ قبابهُ
كثبٌ ينوّعها الحيا ويزبرجُ
حرمٌ ترى منْ دونِ بيضةِ خدرهِ
كمْ فيهِ بيضةُ خادرٍ تتدحرجُ
عذبُ المناهلِ غيرَ إنَّ ورودها
نارُ المنايا دونهُ تتأجّجُ
يمسي بأربعهِ لنيرانِ القرى
وفدٌ وللبيضِ الرقاقِ تموّجُ
لكواكبِ الفتيانِ فيهِ تحجّبٌ
لأنجمِ الفتياتِ فيهِ تبرّجُ
أوراقهُ تُشجي ورجعُ قيانهِ
أشجى وأوقعُ في النفوسِ وأوهجُ
كمْ فيهِ ظبيٌّ بالحريرِ مسربلٌ
وهزبرُ حربٍ بالحديدِ مدجّجُ
ورفيعُ مجدٍ بالنجيعِ مخضّبٌ
وصريعُ وجدٍ بالدموعِ مضرّجُ
ولكمْ بهِ شمسٌ تقلّدَ جيدها
شهباً وبدرٌ بالهلالِ مدملجُ
بصعيدهِ تشفى العيونُ وتنجلي
فكأنَّ كلَّ حصىً عليهِ دهنجُ
للهِ أيامٌ لنا سلفتْ بهِ
وليالُ وصلٍ صفوها لا يمزجُ
أوقاتُ أنسٍ كالعرائسِ بهجةً
ياليتها بالبينِ لا تتزوّجُ
كالعقدِ كانَ نظامها فتفرّقتْ
فحكتْ ثنايا الغرِّ وهوَ مفلّجُ
حيّا الحيا العربَ الأولى لضيوفهمْ
نسجوا بهِ بسطَ الحريرِ ودبّجوا
وبمهجتي منهمْ عليَّ أعزّةٌ
دخلوا الفؤادَ ومنهُ صبري أخرجوا
صُبحُ الوجوه ترى على جبهاتهمْ
تزهو مصابيحُ الجمالِ وتسرجُ
أخذوا جيادهمُ أهلّةَ عسجدٍ
وبأنجمِ البيضِ الحديدِ تتوّجوا
لمْ أنسَ موقفهمْ وقدْ أرقَ النوى
والريحُ تحدي للرحيلِ وتحدجُ
ساروا فكمْ قمرٍ على فرسٍ بدا
فيهمْ وكمْ شمسٍ زواها هودجُ
ولربَّ سافرةٍ غداةَ رحيلهمْ
ذهلتْ وأفزعها الفراقُ المزعجُ
تبكي وتذرى كحلها بدموعها
فيعودُ وردُ الخدِّ وهوَ بنفسجُ
لم أدرِ قبلَ أرى الدموعَ بجفنها
أنَّ اللآءلي البيضَ قدْ تنسّجُ
حتّامَ أطلبُ للنجومِ فأرتقي
وأهمُّ في وصلِ النجومِ فأعرجُ
وأضلَّ في ليلِ الغوايةِ والهوى
وبياضُ شيبي فجرهُ يتبلّجِ
ما كنتُ أوّلَ مدنفٍ بفؤادهِ
لعبَ الهوى وسباهُ طرفٌ أدعجُ
وإلامَ تطعمني الحسانُ بوصلها
وعهودهنَّ قضيّةٌ لا تنتجُ
وأقولُ إنَّ الدهرَ يسمحُ باللقا
ونوى الأحبّةِ كربةٌ لا تفرجُ
تعسَ الزمانُ وليسَ فيهِ منظرٌ
حسنٌ إذا جرّبتهُ لا يسمحُ
هلْ فيهِ للظنِّ الجميلِ معرّسٌ
أو للقوافي السائراتِ معرّجُ
همدتْ مرابعهُ فليسَ بهِ سوى
مغنى عليٍّ روضةٌ تتأرّجُ
غيثٌ إذاما النبتُ صوّحَ والكلا
أولى ووجهُ الأرضِ لا يتدجّجِ
أنّي أتيتَ ربوعهمْ فرياضها
خضرٌ وورقُ المكرماتِ تثجّجُ
قاسَ الأنامُ بهِ الغمامَ وما يروا
أنَّ الغمامَ بجودهِ يتسرّجُ
لوْ في سباخِ الأرضِ يمطرُ كفّهُ
بالتبرِ فيها نوّرَ الفيروزجُ
خُلقَ الندى خُلقاً لهُ فإنِ ادعى
فيهِ سواهُ فأحولٌ يتغنّجُ
أفديهِ بالمتصنّعينَ فإنّهمْ
ماءٌ عليهِ طحلبٌ يتفلذجُ
يا منْ أظلَّ الرزقُ ملكَ بنانهِ
فيها إليهِ بكلِّ حظٍّ منهجُ
جُمعتْ بهِ ميمُ الكرامِ فأصبحتْ
لججاً بعشرِ بنانهِ يتخلّجُ
سمحٌ إذا ما الدهرُ أصبحَ كالحاً
منهُ تبلّجَ فيهِ وجهٌ أبلجُ
هوَ للعلا زندٌ وللدنيا إذا
ما اسودّتْ الأيامُ خدٌّ أنعجُ
دعْ عنكَ أخبارَ الكرامِ فإنّهُ
هوَ زبدةٌ يكفيكها ونموذجُ
عذبتْ مواردهُ وطابَ فمنّهُ
بالمنِّ عندَ الوردِ لا يتأرجّجُ
بصفاتهِ كمْ ضلَّ عقلٌ واهتدى
بضيائهِ في الليلِ سارٍ مدلجُ
قبسٌ يهزُّ خليجَ فولاذٍ بهِ
غرقى النفوسِ الخائناتِ تلجّجُ
يجتازُ ريحُ السخطِ فيهِ فيلتظي
ويمرُّ بردُ العفوِ فيهِ فيثلجُ
رضعَ الردى حتى ترشّحَ جسمهُ
لبناً فأصحَ فوقهُ يترجرجُ
تمسي الأسودُ على الثرى صرعى إذا
شهدتْ نمالَ الموتِ فيهِ تدرجُ
بطلٌ أسنّتهُ تنضنضُ بالسنا
منهنَّ السنةُ الردى وتلجلجُ
فيهِ تثقّفتِ الرماحُ فأوشكتْ
تنسابُ منْ يدهِ القناةُ فتخلجُ
وتشّحذتْ بيضُ السيوفِ بعزمهِ
فمضتْ وكادَ كمامها يتسرّجُ
تلقى عواملها الجموعَ إذا سطا
فكأنّها ألفاتُ وصلٍ تدرجُ
آباؤهُ حججُ الإلهِ وحجّهُ
فرضٌ على ذي حاجةٍ يتحوّجُ
منْ عترةٍ في جودهمْ ووجودهمْ
أمنَ الورى نوبَ الزمانِ وأبلجوا
رهطٌ بهمْ طابتْ وزادتْ يثربٌ
شرفاً وعزّتْ أوسها والخزرجُ
لوْ يقسمُ الداعي بهمْ يوماً على
صُمّ الجبالِ لأقبلتْ تتخزلجُ
ركبوا الخطوبَ وألجموها بالظبا
فلهمْ جوامحها تراقى وتسرجُ
قرنوا السماحةَ بالشجاعةِ مثلَ ما
بالعفوِ قدْ خلطوا العفافَ وأدمجوا
وتفرّدوا بالحمدِ إلا أنّهمْ
شعفوا فرادى المكرماتِ وزوّجوا
يا منْ إذا حدّثتُ عنهُ بأنّهُ
بحرٌ فلا أخشى ولا أتحرّجُ
إنْ قيلَ مشكاةٌ فرأيكَ نيّرٌ
أو قيلَ مرآةٌ فنورك أسرجُ
أنّى تجارى في الكمالِ وإنّما
لقمانُ في المضمارِ خلفكَ إعرجُ
فرّجتَ ضيقَ المشكلاتِ بفكرةٍ
في السمِّ يمكنها ضوىً و تولجُ
لازلتَ خيرَ أبٍ لأبناءِ الرجا
وطريقَ رزقٍ بابهُ لا يرتجُ
فانعمْ بأجرِ الصومِ وابقَ بنعمةٍ
تغلي صدورَ الحاسدينَ وتوهجُ
وابهجْ بعيدٍ أنتَ أسنى غرّةً
منهُ وأبهى في القلوبِ وأبهجُ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
سفرتْ فبرقعها حجابُ جمالِ
وصحتْ فرنّحها سلافُ دلالِ
وجلتْ بظلمةِ فرعها شمسَ الضّحى
فمحى نهارُ الشّيبِ ليلَ قذالِ
وتبسّمتْ خلفَ اللّثامِ فخلتها
غيماً تغمّدهُ وميضُ لآلي
ورنتْ فشدَّ على القلوبِ بأسرها
أسدُ المنيةِ منْ جفونِ غزالِ
ما كنتُ أدري قبلَ سودِ جفونها
أنَّ الجفونَ مكامنُ الآجالِ
بكرٌ تقوّمَ تحتَ حمرِ ثيابها
عرضَ الجمالَ كجوهرٍ سيّالِ
ريّانةٌ وهبَ الشّبابَ أديمها
لطفَ النّسيمِ ورقّةَ الجريالِ
عذبت مراشفها فأصبحَ ثغرها
كالأقحوانِ على غديرِ زلالِ
وسخا الشّقيقُ لها بحبّةِ قلبهِ
فاستعملتها في مكانِ الخالِ
حتّامَ يطمعُ في نميرِ وصالها
قلبيْ فتوردهُ سرابَ مطالِ
علّتْ بخمرِ رضابها فمزاجها
لمْ يصحُ يوماً منْ خمارِ ملالِ
هيَ منيتيْ وبها حصول منيّتي
وضياء عيني وهيَ عينُ ضلالي
أدنو إليها والمنيّةُ دونها
فأرى مماتي والحياةُ حيالي
تخفى فيخفيني النّحولُ وينجلي
فيقومُ في اللّيلِ التّمامِ ظلالي
علقتْ بها روحي فجرّدها الضّنى
منْ جسمها وتملّقتْ بمثالِ
فلو أنني منْ غيرِ نومٍ زرتها
لتوهّمتنيْ زرتها بخيالِ
لم يبقِ منّي حبها شيئاً سوى
شوقٍ ينازعني وجذبةُ حالِ
منْ لمْ يصلْ في الحبِّ مرتبةَ الفنا
فوجودهُ عدمٌ وفرضُ محالِ
فكري يصوّرها ولمْ ترَ غيرها
عيني ورسمُ جمالها بخيالي
فوقي وقدّامي وعكسهما أرى
منها المثالَ ويمنتي وشمالي
بانتْ فلا سجعتْ بلابلُ بانةٍ
إلا أبانتْ بعدها بلبالي
أنا في غديرِ الكرختينِ ومهجتي
معها بنجدٍ في ظلالِ الضّالِ
حيّا الحيا حيّا بأكنافِ الحمى
تحميهِ بيضُ ظباً وسمرِ عوالي
حيّا حوى الأضدادِ فيهِ فنقعهُ
ليلٌ يقابلهُ نهارُ نصالِ
تلقى بكلٍّ منْ خودِ سراتهِ
شمساً قدِ اعتنقتْ ببدرِ كمالِ
جمعَ الضّراغمَ والمهى فخيامهُ
كنسُ الغزالِ وغابةُ الرّئبالِ
وسقى زماناً مرَّ في ظهرِ النّقا
وليالياً سلفتْ بعينِ أثالِ
ليلاتِ لذّاتٍ كأنَّ ظلامها
خالٌ على وجهِ الزّمانِ الخالي
نظمتْ على نسقِ العقودِ فأشبهتْ
بيضَ اللآليْ وهي بيضُ ليالي
خيرُ اللّيالي ما تقدّمَ في الصّبا
كمْ بينَ منْ جلّى وبينَ التّالي
للهِ كمْ لكَ يا زماني فيَّ منْ
جرحٍ بجارحةٍ وسهمِ وبالِ
صيّرتني هدفاً فلو يسقي الحيا
جدثي لأربتْ تربتي بنبالِ
سمحٌ بهِ انفجرتْ عيونُ قريحتي
فجرتْ وحلَّ بهِ الزّمانُ عقالي
بنداهُ علّمني القريضَ فصغتهُ
فأتيتُ فيهِ مرصّعَ الأقوالِ
ولهجتُ فيهِ وكانَ دهراً عاطلاً
فأزنتهُ منهُ بحليِ خصالِ
ولفظتُ بعضاً منْ فرائدِ لفظهِ
فجعلتهُ وسطاً لعقدِ مقالي
أتلو مدائحهُ فيعبقُ طيبها
وكذا القوافي العالياتُ غوالي
يا زينةَ الدّنيا ولستُ مبالغاً
وأجلَّ أهليها ولستُ أغالي
هنئبتَ بالأفراحِ يا أسدَ الشّرى
بختانِ سبطٍ أكرمَ الأشبالِ
سبطٍ تشرّفَ في أبيهِ وجدّهِ
ونجابةِ الأعمامِ والأخوالِ
ما في أبيهِ السّيدِ اللاوي بهِ
منْ فتكةٍ وسماحةٍ ومعالي
منذُ استهلَّ بهِ تبيّنَ ذا ولمْ
تلدِ الأفاعي الرّقمُ غيرَ صلالِ
بالمهدِ قدْ أوتي الكمالَ وإنّما
غلبتْ عليهِ عادةُ الأطفالِ
نورٌ أتى منْ نيّرينِ كلاهما
منكَ استفادا أيِّ نورِ جلالِ
سعداهما اقترنا معاً فتثلّثا
بجبينِ أيِّ فتىً سعيدِ الفالِ
يجري الصّبا في عودهِ فتظنّهُ
نصلاً ترقرقَ فيهِ ماءُ صقالِ
ويلوحُ نورُ المجدِ وهوَ بمهدهِ
فيهِ فتحسبهُ شعاعَ ذبالِ
فعساكَ تختنُ بعدهُ أولادهُ
في أحسنِ الأوقاتِ والأعمالِ
وعسى لكَ الرّحمنُ يقبلُ دعوتي
ويجيبُ فيكَ وفي بنيكَ سؤالي
و له
سفرتْ فبرقعها حجابُ جمالِ
وصحتْ فرنّحها سلافُ دلالِ
وجلتْ بظلمةِ فرعها شمسَ الضّحى
فمحى نهارُ الشّيبِ ليلَ قذالِ
وتبسّمتْ خلفَ اللّثامِ فخلتها
غيماً تغمّدهُ وميضُ لآلي
ورنتْ فشدَّ على القلوبِ بأسرها
أسدُ المنيةِ منْ جفونِ غزالِ
ما كنتُ أدري قبلَ سودِ جفونها
أنَّ الجفونَ مكامنُ الآجالِ
بكرٌ تقوّمَ تحتَ حمرِ ثيابها
عرضَ الجمالَ كجوهرٍ سيّالِ
ريّانةٌ وهبَ الشّبابَ أديمها
لطفَ النّسيمِ ورقّةَ الجريالِ
عذبت مراشفها فأصبحَ ثغرها
كالأقحوانِ على غديرِ زلالِ
وسخا الشّقيقُ لها بحبّةِ قلبهِ
فاستعملتها في مكانِ الخالِ
حتّامَ يطمعُ في نميرِ وصالها
قلبيْ فتوردهُ سرابَ مطالِ
علّتْ بخمرِ رضابها فمزاجها
لمْ يصحُ يوماً منْ خمارِ ملالِ
هيَ منيتيْ وبها حصول منيّتي
وضياء عيني وهيَ عينُ ضلالي
أدنو إليها والمنيّةُ دونها
فأرى مماتي والحياةُ حيالي
تخفى فيخفيني النّحولُ وينجلي
فيقومُ في اللّيلِ التّمامِ ظلالي
علقتْ بها روحي فجرّدها الضّنى
منْ جسمها وتملّقتْ بمثالِ
فلو أنني منْ غيرِ نومٍ زرتها
لتوهّمتنيْ زرتها بخيالِ
لم يبقِ منّي حبها شيئاً سوى
شوقٍ ينازعني وجذبةُ حالِ
منْ لمْ يصلْ في الحبِّ مرتبةَ الفنا
فوجودهُ عدمٌ وفرضُ محالِ
فكري يصوّرها ولمْ ترَ غيرها
عيني ورسمُ جمالها بخيالي
فوقي وقدّامي وعكسهما أرى
منها المثالَ ويمنتي وشمالي
بانتْ فلا سجعتْ بلابلُ بانةٍ
إلا أبانتْ بعدها بلبالي
أنا في غديرِ الكرختينِ ومهجتي
معها بنجدٍ في ظلالِ الضّالِ
حيّا الحيا حيّا بأكنافِ الحمى
تحميهِ بيضُ ظباً وسمرِ عوالي
حيّا حوى الأضدادِ فيهِ فنقعهُ
ليلٌ يقابلهُ نهارُ نصالِ
تلقى بكلٍّ منْ خودِ سراتهِ
شمساً قدِ اعتنقتْ ببدرِ كمالِ
جمعَ الضّراغمَ والمهى فخيامهُ
كنسُ الغزالِ وغابةُ الرّئبالِ
وسقى زماناً مرَّ في ظهرِ النّقا
وليالياً سلفتْ بعينِ أثالِ
ليلاتِ لذّاتٍ كأنَّ ظلامها
خالٌ على وجهِ الزّمانِ الخالي
نظمتْ على نسقِ العقودِ فأشبهتْ
بيضَ اللآليْ وهي بيضُ ليالي
خيرُ اللّيالي ما تقدّمَ في الصّبا
كمْ بينَ منْ جلّى وبينَ التّالي
للهِ كمْ لكَ يا زماني فيَّ منْ
جرحٍ بجارحةٍ وسهمِ وبالِ
صيّرتني هدفاً فلو يسقي الحيا
جدثي لأربتْ تربتي بنبالِ
سمحٌ بهِ انفجرتْ عيونُ قريحتي
فجرتْ وحلَّ بهِ الزّمانُ عقالي
بنداهُ علّمني القريضَ فصغتهُ
فأتيتُ فيهِ مرصّعَ الأقوالِ
ولهجتُ فيهِ وكانَ دهراً عاطلاً
فأزنتهُ منهُ بحليِ خصالِ
ولفظتُ بعضاً منْ فرائدِ لفظهِ
فجعلتهُ وسطاً لعقدِ مقالي
أتلو مدائحهُ فيعبقُ طيبها
وكذا القوافي العالياتُ غوالي
يا زينةَ الدّنيا ولستُ مبالغاً
وأجلَّ أهليها ولستُ أغالي
هنئبتَ بالأفراحِ يا أسدَ الشّرى
بختانِ سبطٍ أكرمَ الأشبالِ
سبطٍ تشرّفَ في أبيهِ وجدّهِ
ونجابةِ الأعمامِ والأخوالِ
ما في أبيهِ السّيدِ اللاوي بهِ
منْ فتكةٍ وسماحةٍ ومعالي
منذُ استهلَّ بهِ تبيّنَ ذا ولمْ
تلدِ الأفاعي الرّقمُ غيرَ صلالِ
بالمهدِ قدْ أوتي الكمالَ وإنّما
غلبتْ عليهِ عادةُ الأطفالِ
نورٌ أتى منْ نيّرينِ كلاهما
منكَ استفادا أيِّ نورِ جلالِ
سعداهما اقترنا معاً فتثلّثا
بجبينِ أيِّ فتىً سعيدِ الفالِ
يجري الصّبا في عودهِ فتظنّهُ
نصلاً ترقرقَ فيهِ ماءُ صقالِ
ويلوحُ نورُ المجدِ وهوَ بمهدهِ
فيهِ فتحسبهُ شعاعَ ذبالِ
فعساكَ تختنُ بعدهُ أولادهُ
في أحسنِ الأوقاتِ والأعمالِ
وعسى لكَ الرّحمنُ يقبلُ دعوتي
ويجيبُ فيكَ وفي بنيكَ سؤالي
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
أمِنَ البروجِ تعدُّ أكنافُ الحمى
فلقد حوت منه الملاعب انجما
مغنىً توهّمتِ الحسانُ بأرضهِ
أنَّ الهبوطَ بهِ العروجُ إلى السّما
أكرمْ بها منْ أوجهٍ في أوجهِ
طلعتْ على جيشِ الدّجا فتصرّما
فلكٌ تدلّى أطلساً وإذا استوى
هبطتْ بهِ مصرٌ فصارَ منجّما
في كلِّ سربٍ منْ فرائدِ سربهِ
وضعَ الجمالُ منَ الفراقدِ توأما
حسدَ الهلالُ بهِ السّوارَ فودَّ أنْ
لو حالَ منْ بدلِ الذّراعِ المعصما
حتى إذا سطعتْ مجمرُ ندّهِ
لبسَ النّهارُ عليهِ ليلاً مظلما
إنْ كانَ ما بينَ الدّيارِ قرابةٌ
فلهُ إلى دارينَ أطيبُ منتمى
حرمٌ به يمسي المهنّدُ محرماً
وترى بهِ الماء المباحَ محرّما
أروتهُ ضاحكةُ السّيوفِ بدمعها
حتّى نهتْ عنْ تربهِ المتيمّما
سقياً لهُ منْ منزلٍ نزلَ الهوى
بربوعهِ وبنى الخيامَ وخيّما
وبمهجتي العربُ الأولى لولاهمُ
لم تعربِ الأجفانُ سرّاً معجما
عربٌ إذا ما البرقُ ضاحكَ بينهم
خجلاً بأذيالِ السّحابِ تلثّما
يا قلبُ أينكَ منْ بلوغِ بدورهمْ
ولو اتّخذتَ حبال شمسكَ سلّما
غرٌّ تغانوا بالقدودِ عنِ القنا
وكفاهمُ حورُ العيونِ الأسهما
لبستْ أسودهم الحديدَ مسرّداً
وظباؤهمْ وشيَ الحريرِ مسهّما
تبدو بحيّهمِ الغزالةُ في الدّجى
والبدرُ يطلعُ بالنّهارِ مغمّما
منْ كلِّ ضرغامٍ بظهرِ نعامةٍ
للطّعنِ يمسكُ في الأناملِ أرقما
محتِ السّوادَ خدودهمْ فتورّدتْ
وجفانهمْ ممّا سفكنَ منَ الدّما
تجري لطافتهُ بشدّةِ بأسهِ
فيلينُ خطِّياً ويبسمُ مخذما
عشقوا الرّدى فتطلّبوا أسبابهُ
فلذاكَ هاموا في العيونِ تيمّما
وترشفوا شهدَ الشّفاهِ لأنّها
تحكي اسمرارَ اللّدنِ في لونِ اللّمى
ولحبّهمْ سفكَ الدّماءِ وشربها
شربوا لخمرتها المدامَ توهّما
سجنوا العذارى في الخيامِ فأشبهتْ
خفراتها بقبابهمْ صورَ الدّمى
سدّوا الكرى منْ دونهنَّ على الصّبا
كيلا يمرُّ بها النّسيمُ مسلّما
بوجوهِ فتيتهمْ ملاحةُ يوسفٍ
ومآزرُ الفتياتِ عفّةُ مريما
ظهرَ الجمالُ وكانَ معنىً ناقصاً
حتّى ألمَّ بحيّهمْ فتتمّما
والدّرُّ في الدّنيا تفرّقَ شملهُ
حتّى حوتهُ شفاههمْ فتنظّما
عذلوا السلوَّ عنِ القلوبِ وحكّموا
فيهنَّ سلطانَ الهوى فتحكّما
للهِ كمْ في حيّهمْ منْ جؤذرٍ
يسطو بمهجتهِ فيصرعُ ضيغما
ولكمْ بهمْ خدٌّ تورّدَ لونهُ
جدلاً وخدٌّ بالدّموعِ تعندما
نظراتهمْ تردي القلوبَ كما غدتْ
يدُ محسنٍ تروي العطاشَ الهوّما
غيثٌ لديهِ رياضُ طلّابِ النّدى
تزهو بروّادِ النّضارِ إذا همى
سمحٌ أياديهِ لنا كمْ أوضحتْ
منْ غرّةٍ بجبينِ خطبٍ أدهما
حسنٌ أزيدَ بهِ الزّمانُ ملاحةً
فحلتْ ملاحتهُ وكانتْ علقما
تلقاهُ في الأيامِ إمّا ضارباً
أو طاعناً أو معطياً أو مطعما
طوراً تراهُ لجّةً مورودةً
عذبتْ وآونةً شهاباً مضرما
لبسَ العلا قبلَ القماطِ وقبلَ ما
خلعَ التّمائمَ بالسّلاحِ تختّما
في وجههِ نورُ الهدى وبغمدهِ
نارُ الرّدى وبكفّهِ بحرٌ طمى
لو أنَّ بعضاً منْ سماحةِ كفّهِ
بيمينِ قارونٍ لأصبحَ معدما
علمٌ على ظهرِ الجوادِ تظنّهُ
علماً تعرّضَ للكتائبِ معلما
يهتزُّ منْ طربٍ مهنّدهُ فلو
غنّى الجمادُ لكادَ أنْ يترنّما
ويكادُ ينطقُ في البنانِ يراعهُ
لو أنَّ مقطوعَ اللّسانِ تكلّما
وافى وطرفُ المجدِ غضَّ على القذى
دهراً فأبصرَ فيهِ منْ بعدِ العمى
وأتى الزّمانَ وقدْ تقطّبَ وجههُ
غضباً على أبنائهِ فتبسّما
قمرٌ تلوحُ بوجههِ سمةُ العلا
فترسّما آثارها وتوسّما
وتأملاهُ فتمَّ نورُ سعادةٍ
وسيادةٍ يأبى العلا أنْ يكتما
تهمي براحتهِ السّيوفُ على العدا
نقماً تعودُ على المحبّةِ أنعما
نارُ الحديدِ لديهِ في حرِّ الوغى
أشهى منَ الماءِ الزّلالِ على الظّما
ليسَ الحيا طبعاً خليقتهُ السّخا
بلْ علّمتهُ أكفّهُ فتعلّما
لولا فصاحتهُ ونسبةُ حيدرٍ
لظننتهُ يومَ الكريهةِ رستما
ولدٌ لأكرمِ والدٍ منْ معشرٍ
ورثوا المكارمَ أكرماً عنْ أكرما
عنْ جدّهِ يروي أبوهُ مآثراً
لأبيهِ وهوَ اليومَ يروي عنهما
وكذاكَ إخوتهُ الكرامُ جميعهمْ
نقلوا رواياتِ المحامدِ منهما
منْ شئتَ منهم ْتلقهُ في حربهِ
والسّلمُ ليثَ وغىً وبحراً منعما
غرٌّ بأخلاقِ الكرامِ تشابهوا
حتى رأينا الفرقَ أمراً مبهما
فهمُ البدورُ السَّاطعات وإنَّما
بالعدلِ بينهمُ الكمالُ تقشَّما
مولايَ أنتمْ سادتي وسيادتي
منكم وقدري في مدائحكمْ سما
قرَّبتموني من رفيعِ جنابكمْ
فغدوتَ مرفوعَ الجنابِ معظَّما
لو لمْ تكلفني السُّجودَ لشكرِها
نعماؤكمْ عندي بلغت المرزما
للهِ دُّرك من لبيب رأيهُ
لم يحظِ أغراضَ الزَّمانِ إذا رمى
هنّيتَ بالولدِ السَّعيد وخنته
ورعاه خالقهُ الحفيظُ وسلَّما
ولدٌ تصوَّر يومَ مولدهِ النَّدى
والمجدُ عادَ إلى الشَّبيبة بعدما
حملتْهُ من قمر الدُّجى شمسُ الضُّحى
نالت به نجلاً تخيلَّه هما
طهَّرته بالختنِ وهوَ مطهرٌ
قهلِ الختانِ تشرُّعاً وتكرُّما
أنَّى يطهَّر بالختان صبيكمْ
أو تنجسونَ وأنتم ماءُ السَّما
شهدتْ لكمْ آيُ الكتابِ بأنَّكم
منذُ الولادة طاهرونَ وقبل ما
أنتمْ بنو المختارِ أشرفُ عترةٍ
فعليكمُ صلَّى الإلهُ وسلَّما
و له
أمِنَ البروجِ تعدُّ أكنافُ الحمى
فلقد حوت منه الملاعب انجما
مغنىً توهّمتِ الحسانُ بأرضهِ
أنَّ الهبوطَ بهِ العروجُ إلى السّما
أكرمْ بها منْ أوجهٍ في أوجهِ
طلعتْ على جيشِ الدّجا فتصرّما
فلكٌ تدلّى أطلساً وإذا استوى
هبطتْ بهِ مصرٌ فصارَ منجّما
في كلِّ سربٍ منْ فرائدِ سربهِ
وضعَ الجمالُ منَ الفراقدِ توأما
حسدَ الهلالُ بهِ السّوارَ فودَّ أنْ
لو حالَ منْ بدلِ الذّراعِ المعصما
حتى إذا سطعتْ مجمرُ ندّهِ
لبسَ النّهارُ عليهِ ليلاً مظلما
إنْ كانَ ما بينَ الدّيارِ قرابةٌ
فلهُ إلى دارينَ أطيبُ منتمى
حرمٌ به يمسي المهنّدُ محرماً
وترى بهِ الماء المباحَ محرّما
أروتهُ ضاحكةُ السّيوفِ بدمعها
حتّى نهتْ عنْ تربهِ المتيمّما
سقياً لهُ منْ منزلٍ نزلَ الهوى
بربوعهِ وبنى الخيامَ وخيّما
وبمهجتي العربُ الأولى لولاهمُ
لم تعربِ الأجفانُ سرّاً معجما
عربٌ إذا ما البرقُ ضاحكَ بينهم
خجلاً بأذيالِ السّحابِ تلثّما
يا قلبُ أينكَ منْ بلوغِ بدورهمْ
ولو اتّخذتَ حبال شمسكَ سلّما
غرٌّ تغانوا بالقدودِ عنِ القنا
وكفاهمُ حورُ العيونِ الأسهما
لبستْ أسودهم الحديدَ مسرّداً
وظباؤهمْ وشيَ الحريرِ مسهّما
تبدو بحيّهمِ الغزالةُ في الدّجى
والبدرُ يطلعُ بالنّهارِ مغمّما
منْ كلِّ ضرغامٍ بظهرِ نعامةٍ
للطّعنِ يمسكُ في الأناملِ أرقما
محتِ السّوادَ خدودهمْ فتورّدتْ
وجفانهمْ ممّا سفكنَ منَ الدّما
تجري لطافتهُ بشدّةِ بأسهِ
فيلينُ خطِّياً ويبسمُ مخذما
عشقوا الرّدى فتطلّبوا أسبابهُ
فلذاكَ هاموا في العيونِ تيمّما
وترشفوا شهدَ الشّفاهِ لأنّها
تحكي اسمرارَ اللّدنِ في لونِ اللّمى
ولحبّهمْ سفكَ الدّماءِ وشربها
شربوا لخمرتها المدامَ توهّما
سجنوا العذارى في الخيامِ فأشبهتْ
خفراتها بقبابهمْ صورَ الدّمى
سدّوا الكرى منْ دونهنَّ على الصّبا
كيلا يمرُّ بها النّسيمُ مسلّما
بوجوهِ فتيتهمْ ملاحةُ يوسفٍ
ومآزرُ الفتياتِ عفّةُ مريما
ظهرَ الجمالُ وكانَ معنىً ناقصاً
حتّى ألمَّ بحيّهمْ فتتمّما
والدّرُّ في الدّنيا تفرّقَ شملهُ
حتّى حوتهُ شفاههمْ فتنظّما
عذلوا السلوَّ عنِ القلوبِ وحكّموا
فيهنَّ سلطانَ الهوى فتحكّما
للهِ كمْ في حيّهمْ منْ جؤذرٍ
يسطو بمهجتهِ فيصرعُ ضيغما
ولكمْ بهمْ خدٌّ تورّدَ لونهُ
جدلاً وخدٌّ بالدّموعِ تعندما
نظراتهمْ تردي القلوبَ كما غدتْ
يدُ محسنٍ تروي العطاشَ الهوّما
غيثٌ لديهِ رياضُ طلّابِ النّدى
تزهو بروّادِ النّضارِ إذا همى
سمحٌ أياديهِ لنا كمْ أوضحتْ
منْ غرّةٍ بجبينِ خطبٍ أدهما
حسنٌ أزيدَ بهِ الزّمانُ ملاحةً
فحلتْ ملاحتهُ وكانتْ علقما
تلقاهُ في الأيامِ إمّا ضارباً
أو طاعناً أو معطياً أو مطعما
طوراً تراهُ لجّةً مورودةً
عذبتْ وآونةً شهاباً مضرما
لبسَ العلا قبلَ القماطِ وقبلَ ما
خلعَ التّمائمَ بالسّلاحِ تختّما
في وجههِ نورُ الهدى وبغمدهِ
نارُ الرّدى وبكفّهِ بحرٌ طمى
لو أنَّ بعضاً منْ سماحةِ كفّهِ
بيمينِ قارونٍ لأصبحَ معدما
علمٌ على ظهرِ الجوادِ تظنّهُ
علماً تعرّضَ للكتائبِ معلما
يهتزُّ منْ طربٍ مهنّدهُ فلو
غنّى الجمادُ لكادَ أنْ يترنّما
ويكادُ ينطقُ في البنانِ يراعهُ
لو أنَّ مقطوعَ اللّسانِ تكلّما
وافى وطرفُ المجدِ غضَّ على القذى
دهراً فأبصرَ فيهِ منْ بعدِ العمى
وأتى الزّمانَ وقدْ تقطّبَ وجههُ
غضباً على أبنائهِ فتبسّما
قمرٌ تلوحُ بوجههِ سمةُ العلا
فترسّما آثارها وتوسّما
وتأملاهُ فتمَّ نورُ سعادةٍ
وسيادةٍ يأبى العلا أنْ يكتما
تهمي براحتهِ السّيوفُ على العدا
نقماً تعودُ على المحبّةِ أنعما
نارُ الحديدِ لديهِ في حرِّ الوغى
أشهى منَ الماءِ الزّلالِ على الظّما
ليسَ الحيا طبعاً خليقتهُ السّخا
بلْ علّمتهُ أكفّهُ فتعلّما
لولا فصاحتهُ ونسبةُ حيدرٍ
لظننتهُ يومَ الكريهةِ رستما
ولدٌ لأكرمِ والدٍ منْ معشرٍ
ورثوا المكارمَ أكرماً عنْ أكرما
عنْ جدّهِ يروي أبوهُ مآثراً
لأبيهِ وهوَ اليومَ يروي عنهما
وكذاكَ إخوتهُ الكرامُ جميعهمْ
نقلوا رواياتِ المحامدِ منهما
منْ شئتَ منهم ْتلقهُ في حربهِ
والسّلمُ ليثَ وغىً وبحراً منعما
غرٌّ بأخلاقِ الكرامِ تشابهوا
حتى رأينا الفرقَ أمراً مبهما
فهمُ البدورُ السَّاطعات وإنَّما
بالعدلِ بينهمُ الكمالُ تقشَّما
مولايَ أنتمْ سادتي وسيادتي
منكم وقدري في مدائحكمْ سما
قرَّبتموني من رفيعِ جنابكمْ
فغدوتَ مرفوعَ الجنابِ معظَّما
لو لمْ تكلفني السُّجودَ لشكرِها
نعماؤكمْ عندي بلغت المرزما
للهِ دُّرك من لبيب رأيهُ
لم يحظِ أغراضَ الزَّمانِ إذا رمى
هنّيتَ بالولدِ السَّعيد وخنته
ورعاه خالقهُ الحفيظُ وسلَّما
ولدٌ تصوَّر يومَ مولدهِ النَّدى
والمجدُ عادَ إلى الشَّبيبة بعدما
حملتْهُ من قمر الدُّجى شمسُ الضُّحى
نالت به نجلاً تخيلَّه هما
طهَّرته بالختنِ وهوَ مطهرٌ
قهلِ الختانِ تشرُّعاً وتكرُّما
أنَّى يطهَّر بالختان صبيكمْ
أو تنجسونَ وأنتم ماءُ السَّما
شهدتْ لكمْ آيُ الكتابِ بأنَّكم
منذُ الولادة طاهرونَ وقبل ما
أنتمْ بنو المختارِ أشرفُ عترةٍ
فعليكمُ صلَّى الإلهُ وسلَّما
من بحر البسيط
<font size=5 color=black>
وصوتُ شادٍ حكى في سجعِ منطقهِ
ورقُ الحمائمِ تغريداً وتصويتا
إذا تغنّى غداً في جنبِ نغمتهِ
هاروتُ في حلباتِ السبقِ سكّيتا
ما حازَ درَّ معاني لفظهِ أذني
إلا يساقطُ منْ عيني يواقيتا
وصوتُ شادٍ حكى في سجعِ منطقهِ
ورقُ الحمائمِ تغريداً وتصويتا
إذا تغنّى غداً في جنبِ نغمتهِ
هاروتُ في حلباتِ السبقِ سكّيتا
ما حازَ درَّ معاني لفظهِ أذني
إلا يساقطُ منْ عيني يواقيتا
من بحر البسيط
<font size=5 color=black>
كأنّما الأفقُ لمّا شمسهُ غربتْ
واللّيلُ يشملُ درَّ الشّهبِ مسدفهُ
صبٌّ تردّى بأفواهِ الأسى فبكى
بدمعِ يعقوبَ لمّا غابَ يوسفهُ
كأنّما الأفقُ لمّا شمسهُ غربتْ
واللّيلُ يشملُ درَّ الشّهبِ مسدفهُ
صبٌّ تردّى بأفواهِ الأسى فبكى
بدمعِ يعقوبَ لمّا غابَ يوسفهُ
من بحر البسيط
<font size=5 color=black>
ماذا على منْ أذى الأشواقِ ينهكهُ
لو أفصحَ الدّمعُ عنهُ حينَ ينهكهُ
يا لائمي في هوى من لستُ أتركهُ
كمْ أكتمُ الوجدَ والأجفانَ تهتكهُ
وأطلقُ الحبَّ والأحشاءُ تمسكهُ
قالوا دعِ الحبَّ يا هذا ومسلكهُ
فكمْ سعى فيهِ منْ صبٍّ فأهلكهُ
فقلتُ والشّوقُ داعي البينِ حرّكهُ
عصاني القلب لمّا أنْ تملّكهُ
غيري فوا أسفاًَ لو كنتُ أملكهُ
السّحبُ تروي حديث الغيثِ عنْ حدقي
والورق تنقلُ سجعَ النّوحِ عنْ قلقي
سلِ الّذي نامَ عنْ وجدي وعنْ حرقي
لهفي على الوصلِ لو أنّي ظفرتُ بهِ
(ما كلّما يتمنّى المرءُ يدركهُ)
ماذا على منْ أذى الأشواقِ ينهكهُ
لو أفصحَ الدّمعُ عنهُ حينَ ينهكهُ
يا لائمي في هوى من لستُ أتركهُ
كمْ أكتمُ الوجدَ والأجفانَ تهتكهُ
وأطلقُ الحبَّ والأحشاءُ تمسكهُ
قالوا دعِ الحبَّ يا هذا ومسلكهُ
فكمْ سعى فيهِ منْ صبٍّ فأهلكهُ
فقلتُ والشّوقُ داعي البينِ حرّكهُ
عصاني القلب لمّا أنْ تملّكهُ
غيري فوا أسفاًَ لو كنتُ أملكهُ
السّحبُ تروي حديث الغيثِ عنْ حدقي
والورق تنقلُ سجعَ النّوحِ عنْ قلقي
سلِ الّذي نامَ عنْ وجدي وعنْ حرقي
لهفي على الوصلِ لو أنّي ظفرتُ بهِ
(ما كلّما يتمنّى المرءُ يدركهُ)
من بحر البسيط
<font size=5 color=black>
لله قوماً بأكنافِ الحمى نزلوا
هم الأحبة إن صدوا و إن وصلوا
ودرَّ درُّهمُ من ما جيرةٍ معهمْ
لم يبرحِ القلبُ إنْ ساروا وإنْ نزلوا
جعلتهمْ لي ولاةً وارتضيتُ بما
يقضونَ في الحبِّ إنْ جاروا وإنْ عدلوا
همُ همُ سادتي رقُّوا قسوا عطفوا
جفوا وفوا خلَّفوني أنجزوا مطلوا
ودُّوا فلو هجروا زاروا صفوا كدروا
قدْ حسَّنَ الحبُّ عندي كلَّما فعلوا
رعياً لماضي زمانٍ فزتُ فيه بهم
وحبَّذا بالحمى أيَّامنا الأولُ
عصرٌ كأنَّ الليالي فيه بيض دمىً
لعسُ الشِّفاه وأوقاتَ الّلقا قُبلُ
إذا الرُّواةُ رووا عنهُ لنا خبراً
كأنَّهمْ نقلونا بالَّذي نقلوا
كمْ في القبابِ لديهمْ من محجَّبةٍ
في الحسنِ والعزِّ يضربُ دونها المثلُ
بكرٌ هي الشمسُ في إشراقِ بهجتها
لو لمْ يجنَّ سناها فرعُها الجثلُ
ودميةُ القصر لولا سمطُ منطقها
وظبيةُ القفرِ لولا الحليُ والعطلُ
سيَّانِ بيضُ ثناياها إذا ضحكتْ
ومبسمُ البرقِ لولا النَّظمُ والرَّتلُ
يبدو الصَّباحُ فيستحي إذا سفرتْ
عن المحيَّا فيعلو وجههُ الخجلُ
تختالُ في السَّعي سكراً وهي صاحيةٌ
فتنقضُ الصَّبرَ منها وهيَ تنتقلُ
تغزو القلوبَ بلحظيها ومقلتها
لولا النعاسُ لقلنا جفنها خللُ
أفديهمِ منْ سراةٍ في جواشنهمْ
وفي البراقعِ منهم تلتظي شعلُ
فرسانُ طعنٍ وضربٍ غير أنَّهم
أمضى سلاحهمِ القاماتُ والمقلُ
شوسٌ على الشُّوسِ بالبيضِ العتاق سط
ـوبالجفونِ على أهل الهوى حملوا
في غمدِ كلِّ هزبرٍ من ضراغمهمْ
وعينِ كلِّ مهاةٍ كامنٌ أجلُ
لمْ أدرِ منْ قبلِ ألقى سودَ أعينهم
أنَّ المنيةَ من أسمائها الكحلُ
كلاَّ ولا خلتُ لولا حليُ خرَّدهم
أنَّ الدنانيرَ ممَّا يثمر الأسلُ
بالبيض قد كلّلوا أقمارهمْ وعلى
شموسِهِمْ بالدّياجيْ تضربُ الكللُ
صباحهمْ منْ وجوهِ البيضِ منفلقٌ
وليلهمْ منْ قرونِ العينِ منسدلُ
صانوا منَ الدّرِّ ما حازت مباسمهمْ
وما حووا منهُ في راحاتهمْ بذلوا
سودُ الذّوائبِ والأحداقِ تحسبهمْ
تعمّموا بسوادِ اللّيلِ واكتحلوا
يروقُ في أسدهم نظمُ القريضِ وفي
غزلا نهمْ يحسنُ التّشبيبُ والغزلُ
تمسي القلوبُ ضيوفاً في منازلهمْ
ولا لهنَّ سوى نيرانهمْ نزلُ
همُ الأكارمُ إلا أنّهمْ عربٌ
عندَ الكرائمِ منهمْ يحسنُ البخل
أما ولدنٍ تثنّتْ في مناطقهمْ
تحتَ الحديدِ وقُضبٍ فوقها حللُ
وبيضِ حبّاتِ درٍّ بعضها لفظوا
وبعضهنَّ لأعناقِ الدّمى جعلوا
اولا عيونٌ وقاماتٌ بنا فتكتْ
لمْ نخشَ منْ وقعِ ما سلّوا وما قتلوا
لا أطلعَ اللهُ فجراً في مفارقهمْ
ولا انجلى ليلها عنهمْ ولا أفلوا
ولا صحتْ منْ سلافِ الدّلِّ أعينهمْ
ولا سرى في سواها منهمُ الكسلُ
لو لا هواهمْ ما أبلى الضّنى جسديْ
ولا شجتني رسومُ الدّارِ والطّللُ
ولا تفرّقَ قلبي بالرّسومِ كما
تفرّقتْ منْ عليٍّ في الورى الخولُ
الموسويُّ الّذي مشكاةُ نسبتهِ
أرحامها بشهابِ الطّورِ تتصلُ
كريمُ نفسٍ تزانُ المكرماتُ بهِ
ومنهُ تنشأُ بالدّنيا وتنتقلُ
طودٌ لو أنَّ سرنديباً تبدّلهُ
لساكني الحوزِ بالرّاهونِ ما قبلوا
ولو إلى أرضهِ يهوي الهلالُ دجىً
لمْ ترضهُ أنّهُ منْ نعلها بدلُ
قرنٌ يميلُ إلى نحوِ الظّبا شغفاً
كأنّهنَّ لديهِ أعينٌ نجلُ
يغشى العدا مثلَ ماضيهِ وعاملهُ
يهتزُّ بشراً ويثني عطفهُ الجذلُ
في طرفِ هنديهِ منْ ضربهِ رمدٌ
وفي عواليهِ منْ خمرِ الطّلا ثملُ
لهُ سيوفٌ إذا ما النّصرُ أضحكها
تبكي الرقابُ وتنعي نفسها الظّللُ
جراحها وعيونُ الصّبِّ واحدةٌ
لا تلكَ ترقى ولا هاتيكَ تندملُ
بيضُ الجوانبِ كالأنهارِ منْ لبنٍ
تظنّها بالوفا يجري بها العسلُ
حليفُ بأسٍ إذا اشتدّتْ حميّتهُ
لولا ندى راحتيهِ كادَ يشتعلُ
يغزو العدوَّ على بعدٍ فيدركهُ
كالنّجمِ يسري إليهِ والدّجى جملُ
يكادُ كلُّ مكانٍ حلَّ ساحتهُ
يقفوهُ شوقاً إليهِ حينَ يرتحلُ
تلقى مراقدَ نورٍ في مواطئهِ
كأنهُ بأديمِ الشمسِ منتعلُ
لا يطمعُ الخصمَ فيهِ لبنُ جانبهِ
فقدْ تلينُ الأفاعي والقنا الذبلُ
ولا يغرُّ العدا ما فيهِ منْ كرمٍ
فمحدثُ الصاعقاتِ العارضُ الهطلُ
يمدُّ نحوَ العلا والمكرماتِ يداً
خطوطها للمنايا والمنى سبلُ
يدٌ إلى كلِّ مصرٍ منْ أناملها
تسري الأيادي وفيها ينزلُ الأملُ
كأنَّ خاتمهُ يومَ النوالِ بها
قوسُ السحابِ الغوادي حينَ ينهملُ
حازَ الكمالَ صبيّاً منذُ مولدهِ
وقامَ بالفضلِ طفلاً قبلَ ينفصلُ
نفسٌ منَ القدسِ في ذاتٍ مجردةٍ
بالعزفِ جازَ عليها يصدقُ الرجلُ
ما لاحَ فوقَ سريرٍ مثلهُ قمرٌ
ولا تمطّى جواداً قبلهُ جبلُ
ولا تنسّكَ زهداً غيرهُ أسدٌ
ولا تديّنَ في دينِ الظبا بطلُ
هل عانقَ الشمسَ إلا سيفهُ فلقٌ
واستغرقَ البحرَ إلا درعهُ وشلُ
باهتْ مناقبهُ الدنيا بهِ فعلا
قدراً على سائرِ الأيامِ واستفلوا
حكوهُ خلقاً وما حازوا خلائقهُ
والناسُ كالوحشِ منها الليثُ والوعلُ
أنّى يحاولُ فيهِ مدّعٍ صفةً
وهلْ يحصّلُ طيبَ النرجسِ البصلُ
ما كلُّ ذي كرمٍ تحوي مكارمهُ
والدرُّ في كلِّ بحرٍ ليسَ يحتمل
لديهِ أغلى لباسِ المرءِ أخشنهُ
وأحسنُ الخزّ والديباجِ مبتذلُ
لو باللباسِ بدونِ البأسِ مفتخرٌ
فاقَ البزاةَ بحسنِ الملبسِ الحجلُ
يا ابنَ الأسودِ الأولى يوماً إذا حملتْ
بالأفقِ يشفقُ منها الثورُ والجملُ
زانتْ بأبنائكَ الدنيا وفيكَ ولوْ
لمْ يولدُوا لمْ تجدْ كفؤاً لها الدولُ
أنتمْ شموسُ ضحاها بلْ وأنجمها
ليلاً وأوقاتها الأسحارُ والأصلُ
عنكمْ ومنكمْ رواةُ المجدِ قدْ أخذوا
علمَ المعاليْ ولولاكمْ بهِ جهلوا
يدرونَ أنّكمُ حقاً أئمتهمْ
ويعلمونَ يقيناً أنّكمْ قبلُ
إذا العياءُ كساكمْ فضلَ ملبسهِ
فأيُّ فخرٍ عليكمْ ليسَ يشتملُ
أدواكمُ لسقيمِ المجدِ عافيةٌ
لكنّهنَّ لأبحارِ الثّنا عللُ
كأنّما خلطتْ بالطّينِ طينتكمْ
فنبتها ليسَ إلا الوردُ والنّفلُ
مولايَ ذا الصّومِ أبقى أجرهُ ومضى
لديكَ والفطرُ والإقبالُ مقتبلُ
واسعدْ بعودةِ عيدٍ عادَ فيهِ لنا
فيكَ السّرورُ وزالَ الهمُّ والوجلُ
عيدٌ تشرّفَ يا ابنَ الطّاهرين بكمْ
لذا بهِ ملّةُ الإسلامِ تحتفلُ
فاقَ الزّمانَ كما فقتَ الملوكَ فما
كلاكما سيّدٌ في قومهِ جللُ
واستجلِ طلعةَ فطرٍ فوقَ غرّتهِ
هلالُ سعدٍ سناهُ منكَ منتحلُ
شيخاً تأتاكَ كالعرجونِ منحنياً
وأنتَ كالرّمحِ رطبُ العودِ معتدلُ
رآكَ بعدَ النّوى ليلاً فعادَ لهُ
عمرُ الشّبيبةِ غضّاً وهوَ مكتحلُ
ولا برحتَ مطاعَ الأمرِ مقتدراً
يجري القضاءُ بما تقضي ويمتثلُ
لله قوماً بأكنافِ الحمى نزلوا
هم الأحبة إن صدوا و إن وصلوا
ودرَّ درُّهمُ من ما جيرةٍ معهمْ
لم يبرحِ القلبُ إنْ ساروا وإنْ نزلوا
جعلتهمْ لي ولاةً وارتضيتُ بما
يقضونَ في الحبِّ إنْ جاروا وإنْ عدلوا
همُ همُ سادتي رقُّوا قسوا عطفوا
جفوا وفوا خلَّفوني أنجزوا مطلوا
ودُّوا فلو هجروا زاروا صفوا كدروا
قدْ حسَّنَ الحبُّ عندي كلَّما فعلوا
رعياً لماضي زمانٍ فزتُ فيه بهم
وحبَّذا بالحمى أيَّامنا الأولُ
عصرٌ كأنَّ الليالي فيه بيض دمىً
لعسُ الشِّفاه وأوقاتَ الّلقا قُبلُ
إذا الرُّواةُ رووا عنهُ لنا خبراً
كأنَّهمْ نقلونا بالَّذي نقلوا
كمْ في القبابِ لديهمْ من محجَّبةٍ
في الحسنِ والعزِّ يضربُ دونها المثلُ
بكرٌ هي الشمسُ في إشراقِ بهجتها
لو لمْ يجنَّ سناها فرعُها الجثلُ
ودميةُ القصر لولا سمطُ منطقها
وظبيةُ القفرِ لولا الحليُ والعطلُ
سيَّانِ بيضُ ثناياها إذا ضحكتْ
ومبسمُ البرقِ لولا النَّظمُ والرَّتلُ
يبدو الصَّباحُ فيستحي إذا سفرتْ
عن المحيَّا فيعلو وجههُ الخجلُ
تختالُ في السَّعي سكراً وهي صاحيةٌ
فتنقضُ الصَّبرَ منها وهيَ تنتقلُ
تغزو القلوبَ بلحظيها ومقلتها
لولا النعاسُ لقلنا جفنها خللُ
أفديهمِ منْ سراةٍ في جواشنهمْ
وفي البراقعِ منهم تلتظي شعلُ
فرسانُ طعنٍ وضربٍ غير أنَّهم
أمضى سلاحهمِ القاماتُ والمقلُ
شوسٌ على الشُّوسِ بالبيضِ العتاق سط
ـوبالجفونِ على أهل الهوى حملوا
في غمدِ كلِّ هزبرٍ من ضراغمهمْ
وعينِ كلِّ مهاةٍ كامنٌ أجلُ
لمْ أدرِ منْ قبلِ ألقى سودَ أعينهم
أنَّ المنيةَ من أسمائها الكحلُ
كلاَّ ولا خلتُ لولا حليُ خرَّدهم
أنَّ الدنانيرَ ممَّا يثمر الأسلُ
بالبيض قد كلّلوا أقمارهمْ وعلى
شموسِهِمْ بالدّياجيْ تضربُ الكللُ
صباحهمْ منْ وجوهِ البيضِ منفلقٌ
وليلهمْ منْ قرونِ العينِ منسدلُ
صانوا منَ الدّرِّ ما حازت مباسمهمْ
وما حووا منهُ في راحاتهمْ بذلوا
سودُ الذّوائبِ والأحداقِ تحسبهمْ
تعمّموا بسوادِ اللّيلِ واكتحلوا
يروقُ في أسدهم نظمُ القريضِ وفي
غزلا نهمْ يحسنُ التّشبيبُ والغزلُ
تمسي القلوبُ ضيوفاً في منازلهمْ
ولا لهنَّ سوى نيرانهمْ نزلُ
همُ الأكارمُ إلا أنّهمْ عربٌ
عندَ الكرائمِ منهمْ يحسنُ البخل
أما ولدنٍ تثنّتْ في مناطقهمْ
تحتَ الحديدِ وقُضبٍ فوقها حللُ
وبيضِ حبّاتِ درٍّ بعضها لفظوا
وبعضهنَّ لأعناقِ الدّمى جعلوا
اولا عيونٌ وقاماتٌ بنا فتكتْ
لمْ نخشَ منْ وقعِ ما سلّوا وما قتلوا
لا أطلعَ اللهُ فجراً في مفارقهمْ
ولا انجلى ليلها عنهمْ ولا أفلوا
ولا صحتْ منْ سلافِ الدّلِّ أعينهمْ
ولا سرى في سواها منهمُ الكسلُ
لو لا هواهمْ ما أبلى الضّنى جسديْ
ولا شجتني رسومُ الدّارِ والطّللُ
ولا تفرّقَ قلبي بالرّسومِ كما
تفرّقتْ منْ عليٍّ في الورى الخولُ
الموسويُّ الّذي مشكاةُ نسبتهِ
أرحامها بشهابِ الطّورِ تتصلُ
كريمُ نفسٍ تزانُ المكرماتُ بهِ
ومنهُ تنشأُ بالدّنيا وتنتقلُ
طودٌ لو أنَّ سرنديباً تبدّلهُ
لساكني الحوزِ بالرّاهونِ ما قبلوا
ولو إلى أرضهِ يهوي الهلالُ دجىً
لمْ ترضهُ أنّهُ منْ نعلها بدلُ
قرنٌ يميلُ إلى نحوِ الظّبا شغفاً
كأنّهنَّ لديهِ أعينٌ نجلُ
يغشى العدا مثلَ ماضيهِ وعاملهُ
يهتزُّ بشراً ويثني عطفهُ الجذلُ
في طرفِ هنديهِ منْ ضربهِ رمدٌ
وفي عواليهِ منْ خمرِ الطّلا ثملُ
لهُ سيوفٌ إذا ما النّصرُ أضحكها
تبكي الرقابُ وتنعي نفسها الظّللُ
جراحها وعيونُ الصّبِّ واحدةٌ
لا تلكَ ترقى ولا هاتيكَ تندملُ
بيضُ الجوانبِ كالأنهارِ منْ لبنٍ
تظنّها بالوفا يجري بها العسلُ
حليفُ بأسٍ إذا اشتدّتْ حميّتهُ
لولا ندى راحتيهِ كادَ يشتعلُ
يغزو العدوَّ على بعدٍ فيدركهُ
كالنّجمِ يسري إليهِ والدّجى جملُ
يكادُ كلُّ مكانٍ حلَّ ساحتهُ
يقفوهُ شوقاً إليهِ حينَ يرتحلُ
تلقى مراقدَ نورٍ في مواطئهِ
كأنهُ بأديمِ الشمسِ منتعلُ
لا يطمعُ الخصمَ فيهِ لبنُ جانبهِ
فقدْ تلينُ الأفاعي والقنا الذبلُ
ولا يغرُّ العدا ما فيهِ منْ كرمٍ
فمحدثُ الصاعقاتِ العارضُ الهطلُ
يمدُّ نحوَ العلا والمكرماتِ يداً
خطوطها للمنايا والمنى سبلُ
يدٌ إلى كلِّ مصرٍ منْ أناملها
تسري الأيادي وفيها ينزلُ الأملُ
كأنَّ خاتمهُ يومَ النوالِ بها
قوسُ السحابِ الغوادي حينَ ينهملُ
حازَ الكمالَ صبيّاً منذُ مولدهِ
وقامَ بالفضلِ طفلاً قبلَ ينفصلُ
نفسٌ منَ القدسِ في ذاتٍ مجردةٍ
بالعزفِ جازَ عليها يصدقُ الرجلُ
ما لاحَ فوقَ سريرٍ مثلهُ قمرٌ
ولا تمطّى جواداً قبلهُ جبلُ
ولا تنسّكَ زهداً غيرهُ أسدٌ
ولا تديّنَ في دينِ الظبا بطلُ
هل عانقَ الشمسَ إلا سيفهُ فلقٌ
واستغرقَ البحرَ إلا درعهُ وشلُ
باهتْ مناقبهُ الدنيا بهِ فعلا
قدراً على سائرِ الأيامِ واستفلوا
حكوهُ خلقاً وما حازوا خلائقهُ
والناسُ كالوحشِ منها الليثُ والوعلُ
أنّى يحاولُ فيهِ مدّعٍ صفةً
وهلْ يحصّلُ طيبَ النرجسِ البصلُ
ما كلُّ ذي كرمٍ تحوي مكارمهُ
والدرُّ في كلِّ بحرٍ ليسَ يحتمل
لديهِ أغلى لباسِ المرءِ أخشنهُ
وأحسنُ الخزّ والديباجِ مبتذلُ
لو باللباسِ بدونِ البأسِ مفتخرٌ
فاقَ البزاةَ بحسنِ الملبسِ الحجلُ
يا ابنَ الأسودِ الأولى يوماً إذا حملتْ
بالأفقِ يشفقُ منها الثورُ والجملُ
زانتْ بأبنائكَ الدنيا وفيكَ ولوْ
لمْ يولدُوا لمْ تجدْ كفؤاً لها الدولُ
أنتمْ شموسُ ضحاها بلْ وأنجمها
ليلاً وأوقاتها الأسحارُ والأصلُ
عنكمْ ومنكمْ رواةُ المجدِ قدْ أخذوا
علمَ المعاليْ ولولاكمْ بهِ جهلوا
يدرونَ أنّكمُ حقاً أئمتهمْ
ويعلمونَ يقيناً أنّكمْ قبلُ
إذا العياءُ كساكمْ فضلَ ملبسهِ
فأيُّ فخرٍ عليكمْ ليسَ يشتملُ
أدواكمُ لسقيمِ المجدِ عافيةٌ
لكنّهنَّ لأبحارِ الثّنا عللُ
كأنّما خلطتْ بالطّينِ طينتكمْ
فنبتها ليسَ إلا الوردُ والنّفلُ
مولايَ ذا الصّومِ أبقى أجرهُ ومضى
لديكَ والفطرُ والإقبالُ مقتبلُ
واسعدْ بعودةِ عيدٍ عادَ فيهِ لنا
فيكَ السّرورُ وزالَ الهمُّ والوجلُ
عيدٌ تشرّفَ يا ابنَ الطّاهرين بكمْ
لذا بهِ ملّةُ الإسلامِ تحتفلُ
فاقَ الزّمانَ كما فقتَ الملوكَ فما
كلاكما سيّدٌ في قومهِ جللُ
واستجلِ طلعةَ فطرٍ فوقَ غرّتهِ
هلالُ سعدٍ سناهُ منكَ منتحلُ
شيخاً تأتاكَ كالعرجونِ منحنياً
وأنتَ كالرّمحِ رطبُ العودِ معتدلُ
رآكَ بعدَ النّوى ليلاً فعادَ لهُ
عمرُ الشّبيبةِ غضّاً وهوَ مكتحلُ
ولا برحتَ مطاعَ الأمرِ مقتدراً
يجري القضاءُ بما تقضي ويمتثلُ
من بحر البسيط
<font size=5 color=black>
لا برَّ في الحبِّ يا اهل الهوى قسمي
و لا وقت للعلى إن خنتكم ذممي
وإن صبوتُ إلى الأغيارِ بعدكمُ
فلا ترقّت إلى هاماتها هممي
وإن خبت نارُ وجدي بالسلوِّ فلا
ورَّت زنادي ولا أجرى النهى حكمي
ولا تعصفرَ لوني بالهوى كمداً
إن لم يورّدهُ دمعي بعدكم بدمي
ولا رشفتُ المحيَّا من مراشفها
إن كان يصفو فؤادي بعد بعدكمِ
ولا تلذذتُ في مرِّ العذابِ بكم
إن كانَ يعذبُ إلا ذكركم بفمي
خلعتُ في حبكم عذري فألبسني
تجرّدي في هواكم خلعةَ السقمِ
ما صرتُ بالحبِ بينَ الناسِ معرفةً
حتى تنكّرَ فيكم بالضّنى علمي
لقد قضيتم بظلِّ المستجيرِ بكم
ويلاهُ من جوركم يا جيرةَ العلمِ
أمّا وسودُ ليالٍ في غدائركم
طالت عليَّ فلم أصبح ولم أنمِ
لولا قدودُ غوانيكم وأنملها
ما هزَّ عطفي ذكرُ البانِ والعلمِ
كلا ولولا الثنايا من مباسمكم
ما شاقني بالثنايا بارقُ الظلمِ
يا جيرةَ البانِ لا بنتم ولابرحت
تبكي عليكم سواراً أعينُ الدّيمِ
ولا انجلى عنكمُ ليلُ الشبابِ ولا
أفلتمُ يا بدورَ الحيِّ من إضمِ
ما أحرمَ النّومَ أجفاني وحرّمهُ
إلا تغيّبكم يا حاضري الحرمِ
غبتم فغيبتمُ صبحي فلستُ أرى
إلا بقايا ألمّت فيه من لممي
صبراً على كلِّ مرٍّ في محبتكم
يا أملحَ الناسِ ما أحلى بكم ألمي
رفقاً بصبٍّ غدت فيكم شمائلهُ
مشمولةً منذُ أخذِ العهدِ بالقدمِ
حليفِ وجدٍ إذا هاجت بلابلهُ
ناجى الحمامَ فداوى الغمَّ بالنَّغمِ
يشكو الظّما فإذا ما مرَّ ذكركمُ
أنساهُ ذكرَ ورودِ البانِ والعلمِ
حيُّ الهوى ميّتُ السّلوانِ ذو كبدٍ
موجودةٍ أصبحت في حيِّزِ العدمِ
خافَ الرَّدى منذُ تجرّت سودُ أعينكم
بيضُ الظبى فاستجارت روحه بكمِ
الله فيها فقد حلّت جواركمُ
والبرُّ بالجارِ من مستحسنِ الشيمِ
لمَّا إليكم ضلالُ الحبِّ أرشدها
ظلَّت لديكم بظلِّ الضَّالِ والسّلمِ
يا حبذا لكَ من عيشِ الشبيبةِ والـ
ـدَّهرُ العبوسُ يرينا وجهَ مبتسمِ
فيا رعى اللهُ سكانَ الحمى وحمى
حيَّ الحجونِ وحيَّاهُ بمنسجمِ
وحبذا بيضُ ليلاتٍ بسفحِ منىً
كانت قصاراً فطالت منذُ بينهمِ
أكرم بهم من سراةٍ في شمائلهم
قد صيَّروا كلَّ حرٍّ تحتَ رقِّهمِ
رماة غنجٍ لأسبابِ الرّدى وسموا
باسمِ السّهام وسمّوها بكحلهمِ
صبحُ الوجوهِ مصابيحٌ تظنّهمُ
زرّوا الجيوبَ على أقمارِ ليلهمِ
إذا اكتسى اللّيل من لألائهم ذهباً
أجرى السرابَ لجيناً فوقَ أرضهمِ
كأنَّ أمَّ نجومَ الأفقِ ما ولدت
أنثى ولاذكراً إلا بحيّهمِ
أو أنَّ نسرَ الدّجى بيضاتهُ سقطت
للأرضِ فاستحضنتها في خدورهمِ
لانت كلين القنا قاماتهم وحكت
أجفانُ بيضهمِ أجفانَ بيضهمِ
تقسّمَ البأسُ فيهم والجمالُ معاً
فشلبه القرنُ منهم قرنَ شمسهمِ
تناطُ حمرُ المنايا في حمائلهم
وسودها كائناتٌ في جفونهمِ
مفلّجاتٌ ثناياهم حواجبهم
مقرونةٌ بالمنايا في لحاظهمِ
كلُّ الملاحةِ جزءٌ من ملاحتهم
وأصلُ كلِّ ظلامٍ من فرعهمِ
وا طولَ ليلي وويلي في ذوائبهم
ورقّتي ونحولي في خصورهمِ
إنَّ النّفوسَ التي تقضي هوىً وجوىً
فيهم لأوضحُ عذراً من وجوههمِ
غرٌّ عن الدّرِّ لم تفضل مباسمهم
إلا سجايا رسولِ اللهِ ذي الكرمِ
محمدٍ أحمدَ الهادي البشيرِ ومن
لولاهُ في الغيِّ ضلَّت سائرُ الأممِ
مباركُ الإسمِ ميمونٌ مآثرهُ
عمّت فآثارها بالغورِ والأكمِ
طوق الرّسالةِ تاجُ الرُّسل خاتمهم
بل زينةٌ لعبادِ اللهِ كلّهمِ
نورٌ بدا فاجلى همُّ القلوبِ بهِ
وزالَ ما في وجوهِ الدّهرِ من غممِ
لو قابلت مقلةُ الحرباءِ طلعتهُ
ليلاً لردَّ إليها الطّرفَ وهوَ عمي
تشفي من الدّاءِ والبلواءِ نعمتهُ
وتنفخ الرّوحَ في البالي من الرّممِ
كم أكمهٍ برئت عيناهُ إذ مسحت
من كفّهِ ولكم بالسّيفِ قدُّ كمي
وكم لهُ بسنينِ الشّهبِ عارفةٌ
قد أشرقت بجباهِ الأليل الدّهمِ
لطفٌ من اللهِ لو خُصَّ النّسيمُ بما
فيةِ من اللطفِ أحيا ميّتَ النسمِ
على السّمواتِ فيهِ الأرضُ قد فخرت
والعربُ قد شرُفَت فيهِ على العجمِ
سرّت بمولدهِ أمُّ القرى فنشا
في حجرها وهو طفلٌ بالغُ الحلمِ
سيفٌ بهِ نسخُ التوراةُ قد نُسخَت
وآيةُ السَّيفِ تمحو آيةَ القلمِ
يغشى العدا وهوَ بسّامٌ إذا عبسوا
والموتُ في ضحكات الصارمِ الخذمِ
يفترُّ للضّربِ عن إيماضِ صاعقةٍ
وللنّدى عن وميضِ العارضِ الرّذمِ
إذا العوالي عليه بالقنا اشتبكت
ظننتَ في سرجهِ صرغامةَ الألمِ
قد جلَّ عن سائرِ التشبيهِ مرتبةً
إذ فوقهُ ليسَ إلا الله في العظمِ
شرّف بتربته العرنينَ منتشعاًً
فشمُّ تربتهِ أوفى من الشَّممِ
هو الحبيبُ الّذي جنّنتُ فيه هوىً
يا لائمي في هواهُ كيفَ شئتَ لمِ
أرى مماتي حياتي في محبّتهِ
ومحنتي وشقائي أهنأ النّعمِ
أسكنتهُ بجناني وهوَ جنّتهُ
فأثلجت فيه أحشائي على ضرمِ
عيناً تهوّمُ إلا بعد زورتهِ
عدمتها وفؤاداً فيهِ لم يهمِ
واهاً على جرعةٍ من ماءِ طيبةَ لي
يُبلُّ في بردها قلبٌ إليهِ ظمي
للهِ روضةُ قدسٍ عندَ منبرهِ
تعدُّها الرُّسلُ من جنّاتِ عدنهمِ
حديقةُ آسها التسبيحُ نرجسها
وسنى عيونُ السّهارى في قيامهمِ
تبدو حمائمها ليلاً فيؤنسها
رجعُ المصلّينَ في أورادِ ذكرهمِ
قد ورَّدت أعينُ الباكينَ ساحتها
ونوَّرت جوّها نيرانُ وجدهمِ
كفى لأهلِ الهوى شبَّاكه شبكاً
فكم بهِ طائراتٌ من قلوبهمِ
نبيُّ صدقٍ بهِ غرُّ الملائكِ لا
تنفكُّ طائفةً من أمرِ ربهمِ
والرّسلُ لم تأتهِ إلا لتكسبَ من
سناهُ أقمارهم نوراً لتمّهمِ
فيهِ بنو هاشمٍ زادوا سنىً وعلاً
فكانَ نوراً على نورٍ لشبهممِ
أصولُ مجدٍ لهُ في النَّصرِ قد ضمنوا
وصولهم للأعادي في نصولهمِ
زهرٌ إلى ماءِ علياءٍ بهِ انتسبوا
أمسوا إلى البدرِ وافى الشّهبَ بالرّجمِ
من مثلهم ورسول اللهِ واسطةٌ
لعقدهم وسراجٌ في بيوتهمِ
ما زالَ فيهم شهابُ الطورِ متّقداً
حتى تولّد شمساً من ظهورهمِ
قد كان سراً فؤادٌ الغيبِ يضمرهُ
فضاقَ عنهُ فأضحى غير مكتتمِ
هواهُ ديني وإيماني ومعتقدي
وحبُّ عترتهِ عوني ومعتصمي
ذريّةٌ مثلَ ماء المزنِ قد طهروا
وطهّروا فصفت أوصاف ذاتهمِ
أئمةٌ أخذَ اللهُ العهودَ لهم
على جميعِ الورى من قبلِ خلقهمِ
قد حقّقت سورةُ الأحزابِ ما جحدت
أعداؤهم وأبانت وجهَ فضلهمِ
كفاهمُ ما بعمى والضّحى شرفاً
والنّورُ والنّجمُ من آيٍ أتت بهمِ
سلِ الحواميم هل في غيرها نزلت
وهل أتى هل أتى إلّا بمدحهمِ
أكارمٌ كرمت أخلاقهم فبدت
مثلَ النّجومِ بماءٍ في صفائهمِ
أطايبٌ يجدُ المشتاقُ تربتهم
ريحٌ تدلُّ على ذاتيِّ طيبهمِ
كأنَّ من نفسِ الرحمنِ أنفسهم
مخلوقةٌ فهو مطويٌّ بنشرهمِ
يدري الخبيرُ إذا ماخاضَ علمهمُ
أيُّ البحورِ الجواري في صدورهمِ
تنسّكوا وهمُ أسدٌ مظفّرةٌ
فاعجب لنسكٍ وفتكٍ في طباعهمِ
على المحاريبِ رهبانٌ وإن شهدوا
حرباً أبادوا الأعادي في حرابهمِ
أينَ البدورَ وإن تمَّت سنىً وسمت
من أوجهٍ وسموها في سجودهمِ
وأين ترتيلُ عقدِ الدّارِ من سورٍ
قد رتَّلوها قياماً في خشوعهمِ
إذا هوى عينِ تسنيمٍ يهبُّ بهم
تدفقَ الدّمعُ شوقاً من عيونهمِ
قاموا الدّجى فتجافت عن مضاجعها
جنوبهم وأطالوا هجرَ نومهمِ
ذاقوا من الحبِّ رحَّاباً لهم مُزجَت
فأدركوا الصّحوَ في حالاتِ سكرهمِ
تبصّروا فقضوا نخباً وما قبضوا
لذا يُعدُّون أحياءً لموتهمِ
سيوفُ حقٍّ لدين الله قد نصروا
لا يطهرُ الرِّجس إلا في حدودهمِ
تالله ما الزهرُ غِبَّ القطرِ أحسنَ من
زهرِ الخلائقِ منهم حينَ جودهمِ
همُ وإياهُ ساداتي ومستندي الـ
ـأقوى وكعبةُ إسلامي ومستلمي
شكراً لآلاء ربّي حيثُ ألهمني
وِلاهمُ وسقاني كأسَ حبّهمِ
لقد تشرّفتُ فيهم محتِداً وكفى
فخراً بأنّي فرعاً من أصولهمِ
أصبحت أعزى إليهم بالنّجارِ على
أنَّ اعتقادي أنّي من عبيدهمِ
يا سيّدي يا رسولَ الله خذ بيدي
فقد تحمّلت عبئاً فيهِ لم أقمِ
أستغفرُ الله ممّا قد جنيتُ على
نفسي ويا خجلي منهُ ويا ندمي
إن لم تكن لي شفيعاً في المعادِ فمن
يجيرني من عذابِ الله والنّقمِ
مولايَ دعوةُ محتاجٍ لنصرتكم
ممّا يسوءُ وما يفضي إلى التّهمِ
تبلى عظامي وفيها من مودّتكم
هوً مقيمٌ وشوقٌ غيرُ منصرمِ
ما مرَّ ذكركمُ إلا وألزمني
نثر الدّموعِ ونظمَ المدحِ في كلمي
عليكم صلواتُ اللهِ ما سكرت
أرواحُ أهلِ التُّقى في راح ذكرهمِ
لا برَّ في الحبِّ يا اهل الهوى قسمي
و لا وقت للعلى إن خنتكم ذممي
وإن صبوتُ إلى الأغيارِ بعدكمُ
فلا ترقّت إلى هاماتها هممي
وإن خبت نارُ وجدي بالسلوِّ فلا
ورَّت زنادي ولا أجرى النهى حكمي
ولا تعصفرَ لوني بالهوى كمداً
إن لم يورّدهُ دمعي بعدكم بدمي
ولا رشفتُ المحيَّا من مراشفها
إن كان يصفو فؤادي بعد بعدكمِ
ولا تلذذتُ في مرِّ العذابِ بكم
إن كانَ يعذبُ إلا ذكركم بفمي
خلعتُ في حبكم عذري فألبسني
تجرّدي في هواكم خلعةَ السقمِ
ما صرتُ بالحبِ بينَ الناسِ معرفةً
حتى تنكّرَ فيكم بالضّنى علمي
لقد قضيتم بظلِّ المستجيرِ بكم
ويلاهُ من جوركم يا جيرةَ العلمِ
أمّا وسودُ ليالٍ في غدائركم
طالت عليَّ فلم أصبح ولم أنمِ
لولا قدودُ غوانيكم وأنملها
ما هزَّ عطفي ذكرُ البانِ والعلمِ
كلا ولولا الثنايا من مباسمكم
ما شاقني بالثنايا بارقُ الظلمِ
يا جيرةَ البانِ لا بنتم ولابرحت
تبكي عليكم سواراً أعينُ الدّيمِ
ولا انجلى عنكمُ ليلُ الشبابِ ولا
أفلتمُ يا بدورَ الحيِّ من إضمِ
ما أحرمَ النّومَ أجفاني وحرّمهُ
إلا تغيّبكم يا حاضري الحرمِ
غبتم فغيبتمُ صبحي فلستُ أرى
إلا بقايا ألمّت فيه من لممي
صبراً على كلِّ مرٍّ في محبتكم
يا أملحَ الناسِ ما أحلى بكم ألمي
رفقاً بصبٍّ غدت فيكم شمائلهُ
مشمولةً منذُ أخذِ العهدِ بالقدمِ
حليفِ وجدٍ إذا هاجت بلابلهُ
ناجى الحمامَ فداوى الغمَّ بالنَّغمِ
يشكو الظّما فإذا ما مرَّ ذكركمُ
أنساهُ ذكرَ ورودِ البانِ والعلمِ
حيُّ الهوى ميّتُ السّلوانِ ذو كبدٍ
موجودةٍ أصبحت في حيِّزِ العدمِ
خافَ الرَّدى منذُ تجرّت سودُ أعينكم
بيضُ الظبى فاستجارت روحه بكمِ
الله فيها فقد حلّت جواركمُ
والبرُّ بالجارِ من مستحسنِ الشيمِ
لمَّا إليكم ضلالُ الحبِّ أرشدها
ظلَّت لديكم بظلِّ الضَّالِ والسّلمِ
يا حبذا لكَ من عيشِ الشبيبةِ والـ
ـدَّهرُ العبوسُ يرينا وجهَ مبتسمِ
فيا رعى اللهُ سكانَ الحمى وحمى
حيَّ الحجونِ وحيَّاهُ بمنسجمِ
وحبذا بيضُ ليلاتٍ بسفحِ منىً
كانت قصاراً فطالت منذُ بينهمِ
أكرم بهم من سراةٍ في شمائلهم
قد صيَّروا كلَّ حرٍّ تحتَ رقِّهمِ
رماة غنجٍ لأسبابِ الرّدى وسموا
باسمِ السّهام وسمّوها بكحلهمِ
صبحُ الوجوهِ مصابيحٌ تظنّهمُ
زرّوا الجيوبَ على أقمارِ ليلهمِ
إذا اكتسى اللّيل من لألائهم ذهباً
أجرى السرابَ لجيناً فوقَ أرضهمِ
كأنَّ أمَّ نجومَ الأفقِ ما ولدت
أنثى ولاذكراً إلا بحيّهمِ
أو أنَّ نسرَ الدّجى بيضاتهُ سقطت
للأرضِ فاستحضنتها في خدورهمِ
لانت كلين القنا قاماتهم وحكت
أجفانُ بيضهمِ أجفانَ بيضهمِ
تقسّمَ البأسُ فيهم والجمالُ معاً
فشلبه القرنُ منهم قرنَ شمسهمِ
تناطُ حمرُ المنايا في حمائلهم
وسودها كائناتٌ في جفونهمِ
مفلّجاتٌ ثناياهم حواجبهم
مقرونةٌ بالمنايا في لحاظهمِ
كلُّ الملاحةِ جزءٌ من ملاحتهم
وأصلُ كلِّ ظلامٍ من فرعهمِ
وا طولَ ليلي وويلي في ذوائبهم
ورقّتي ونحولي في خصورهمِ
إنَّ النّفوسَ التي تقضي هوىً وجوىً
فيهم لأوضحُ عذراً من وجوههمِ
غرٌّ عن الدّرِّ لم تفضل مباسمهم
إلا سجايا رسولِ اللهِ ذي الكرمِ
محمدٍ أحمدَ الهادي البشيرِ ومن
لولاهُ في الغيِّ ضلَّت سائرُ الأممِ
مباركُ الإسمِ ميمونٌ مآثرهُ
عمّت فآثارها بالغورِ والأكمِ
طوق الرّسالةِ تاجُ الرُّسل خاتمهم
بل زينةٌ لعبادِ اللهِ كلّهمِ
نورٌ بدا فاجلى همُّ القلوبِ بهِ
وزالَ ما في وجوهِ الدّهرِ من غممِ
لو قابلت مقلةُ الحرباءِ طلعتهُ
ليلاً لردَّ إليها الطّرفَ وهوَ عمي
تشفي من الدّاءِ والبلواءِ نعمتهُ
وتنفخ الرّوحَ في البالي من الرّممِ
كم أكمهٍ برئت عيناهُ إذ مسحت
من كفّهِ ولكم بالسّيفِ قدُّ كمي
وكم لهُ بسنينِ الشّهبِ عارفةٌ
قد أشرقت بجباهِ الأليل الدّهمِ
لطفٌ من اللهِ لو خُصَّ النّسيمُ بما
فيةِ من اللطفِ أحيا ميّتَ النسمِ
على السّمواتِ فيهِ الأرضُ قد فخرت
والعربُ قد شرُفَت فيهِ على العجمِ
سرّت بمولدهِ أمُّ القرى فنشا
في حجرها وهو طفلٌ بالغُ الحلمِ
سيفٌ بهِ نسخُ التوراةُ قد نُسخَت
وآيةُ السَّيفِ تمحو آيةَ القلمِ
يغشى العدا وهوَ بسّامٌ إذا عبسوا
والموتُ في ضحكات الصارمِ الخذمِ
يفترُّ للضّربِ عن إيماضِ صاعقةٍ
وللنّدى عن وميضِ العارضِ الرّذمِ
إذا العوالي عليه بالقنا اشتبكت
ظننتَ في سرجهِ صرغامةَ الألمِ
قد جلَّ عن سائرِ التشبيهِ مرتبةً
إذ فوقهُ ليسَ إلا الله في العظمِ
شرّف بتربته العرنينَ منتشعاًً
فشمُّ تربتهِ أوفى من الشَّممِ
هو الحبيبُ الّذي جنّنتُ فيه هوىً
يا لائمي في هواهُ كيفَ شئتَ لمِ
أرى مماتي حياتي في محبّتهِ
ومحنتي وشقائي أهنأ النّعمِ
أسكنتهُ بجناني وهوَ جنّتهُ
فأثلجت فيه أحشائي على ضرمِ
عيناً تهوّمُ إلا بعد زورتهِ
عدمتها وفؤاداً فيهِ لم يهمِ
واهاً على جرعةٍ من ماءِ طيبةَ لي
يُبلُّ في بردها قلبٌ إليهِ ظمي
للهِ روضةُ قدسٍ عندَ منبرهِ
تعدُّها الرُّسلُ من جنّاتِ عدنهمِ
حديقةُ آسها التسبيحُ نرجسها
وسنى عيونُ السّهارى في قيامهمِ
تبدو حمائمها ليلاً فيؤنسها
رجعُ المصلّينَ في أورادِ ذكرهمِ
قد ورَّدت أعينُ الباكينَ ساحتها
ونوَّرت جوّها نيرانُ وجدهمِ
كفى لأهلِ الهوى شبَّاكه شبكاً
فكم بهِ طائراتٌ من قلوبهمِ
نبيُّ صدقٍ بهِ غرُّ الملائكِ لا
تنفكُّ طائفةً من أمرِ ربهمِ
والرّسلُ لم تأتهِ إلا لتكسبَ من
سناهُ أقمارهم نوراً لتمّهمِ
فيهِ بنو هاشمٍ زادوا سنىً وعلاً
فكانَ نوراً على نورٍ لشبهممِ
أصولُ مجدٍ لهُ في النَّصرِ قد ضمنوا
وصولهم للأعادي في نصولهمِ
زهرٌ إلى ماءِ علياءٍ بهِ انتسبوا
أمسوا إلى البدرِ وافى الشّهبَ بالرّجمِ
من مثلهم ورسول اللهِ واسطةٌ
لعقدهم وسراجٌ في بيوتهمِ
ما زالَ فيهم شهابُ الطورِ متّقداً
حتى تولّد شمساً من ظهورهمِ
قد كان سراً فؤادٌ الغيبِ يضمرهُ
فضاقَ عنهُ فأضحى غير مكتتمِ
هواهُ ديني وإيماني ومعتقدي
وحبُّ عترتهِ عوني ومعتصمي
ذريّةٌ مثلَ ماء المزنِ قد طهروا
وطهّروا فصفت أوصاف ذاتهمِ
أئمةٌ أخذَ اللهُ العهودَ لهم
على جميعِ الورى من قبلِ خلقهمِ
قد حقّقت سورةُ الأحزابِ ما جحدت
أعداؤهم وأبانت وجهَ فضلهمِ
كفاهمُ ما بعمى والضّحى شرفاً
والنّورُ والنّجمُ من آيٍ أتت بهمِ
سلِ الحواميم هل في غيرها نزلت
وهل أتى هل أتى إلّا بمدحهمِ
أكارمٌ كرمت أخلاقهم فبدت
مثلَ النّجومِ بماءٍ في صفائهمِ
أطايبٌ يجدُ المشتاقُ تربتهم
ريحٌ تدلُّ على ذاتيِّ طيبهمِ
كأنَّ من نفسِ الرحمنِ أنفسهم
مخلوقةٌ فهو مطويٌّ بنشرهمِ
يدري الخبيرُ إذا ماخاضَ علمهمُ
أيُّ البحورِ الجواري في صدورهمِ
تنسّكوا وهمُ أسدٌ مظفّرةٌ
فاعجب لنسكٍ وفتكٍ في طباعهمِ
على المحاريبِ رهبانٌ وإن شهدوا
حرباً أبادوا الأعادي في حرابهمِ
أينَ البدورَ وإن تمَّت سنىً وسمت
من أوجهٍ وسموها في سجودهمِ
وأين ترتيلُ عقدِ الدّارِ من سورٍ
قد رتَّلوها قياماً في خشوعهمِ
إذا هوى عينِ تسنيمٍ يهبُّ بهم
تدفقَ الدّمعُ شوقاً من عيونهمِ
قاموا الدّجى فتجافت عن مضاجعها
جنوبهم وأطالوا هجرَ نومهمِ
ذاقوا من الحبِّ رحَّاباً لهم مُزجَت
فأدركوا الصّحوَ في حالاتِ سكرهمِ
تبصّروا فقضوا نخباً وما قبضوا
لذا يُعدُّون أحياءً لموتهمِ
سيوفُ حقٍّ لدين الله قد نصروا
لا يطهرُ الرِّجس إلا في حدودهمِ
تالله ما الزهرُ غِبَّ القطرِ أحسنَ من
زهرِ الخلائقِ منهم حينَ جودهمِ
همُ وإياهُ ساداتي ومستندي الـ
ـأقوى وكعبةُ إسلامي ومستلمي
شكراً لآلاء ربّي حيثُ ألهمني
وِلاهمُ وسقاني كأسَ حبّهمِ
لقد تشرّفتُ فيهم محتِداً وكفى
فخراً بأنّي فرعاً من أصولهمِ
أصبحت أعزى إليهم بالنّجارِ على
أنَّ اعتقادي أنّي من عبيدهمِ
يا سيّدي يا رسولَ الله خذ بيدي
فقد تحمّلت عبئاً فيهِ لم أقمِ
أستغفرُ الله ممّا قد جنيتُ على
نفسي ويا خجلي منهُ ويا ندمي
إن لم تكن لي شفيعاً في المعادِ فمن
يجيرني من عذابِ الله والنّقمِ
مولايَ دعوةُ محتاجٍ لنصرتكم
ممّا يسوءُ وما يفضي إلى التّهمِ
تبلى عظامي وفيها من مودّتكم
هوً مقيمٌ وشوقٌ غيرُ منصرمِ
ما مرَّ ذكركمُ إلا وألزمني
نثر الدّموعِ ونظمَ المدحِ في كلمي
عليكم صلواتُ اللهِ ما سكرت
أرواحُ أهلِ التُّقى في راح ذكرهمِ
من بحر البسيط
<font size=5 color=black>
ما حركت سكنات الأعين النُجلِ
إلا و قد رشقتها اسهم الأجلِ
رنت إلينا عيونُ العينِ من مضرٍ
فاستهدفتنا رماةُ النّبل من ثعلِ
بمهجتي ربربَ السّرب المخيّم في
قاماتهنَّ فخفنا دولة الأسلِ
بمهجتي ربربَ السّربَ المخيمَ في
قلبي هلالَ نجومِ الحيِّ من ذهلِ
تا للهِ لم أنسَ بالزوراءِ زورتهُ
والليل خامرَ عينَ الشّمسِ بالكحلِ
أما وزنجِ ليالينا التي سلفتْ
والسّادةِ الغرِّ من أيّامنا الأولِ
لولا هوى ثغرهِ الدّريِّ ما انتشرتْ
تلكَ اليواقيتُ من عيني على طللِ
ولا شجاني برقٌ في تبسّمهِ
ولا جنيتُ بسمعي شهدةَ الغزلِ
إنّا لقومٌ تقدُّ البيضَ أنصلنا
وما لنا في لقاءِ البيضِ من قِبَلِ
نغشي النّضال من الأجفانِ إن برزتْ
ونختشيها إذا انسلّت منَ المقلِ
ويصدرُ النّبلُ عنا ليسَ ينفذنا
إلا إذا كانَ مطبوعاً من الكحلِ
وشمسِ خدرٍ بأوج الحسن مطلعها
في دارةِ الأسدِ الضرغامِ لا الحملِ
شمسٍ من الذّهبِ الروميِّ قد حُرِسَتْ
بأنجمٍ من حديد الهندِ لم تحلِ
مخمورةَ الجفنِ لا تنفكُّ مقلتها
يردّدُ الغنجُ فيها حيرةَ الّثمل
تحولُ من دونها لجُّ النّصالِ فلو
رامَ الوصولَ إليها الطّرفَ لم يصلِ
خرقت سجفَ الضّيا عنها وجزتُ إلى
كناسها فوقَ هاماتِ القنا الذُّبلِ
قامت فعانقني ظبيٌ فقبّلني
برقٌ ومالَ عليَّ الغصنُ في الحللِ
واستقبلتني ببشرٍ وهي قائلةٌ
والذّعر يصبغ منها وردةَ الخجلِ
أما خشيتَ المنايا من مناصلها
فقلتُ والقلبُ قد يطوى على وجلِ
لو أتّقي الرّجم من شهبِ النِّضالِ لما
في الليل نلتُ عناقَ الشّمسِ في الكللِ
لا يدركُ الأملَ الأسنى سوى رجلٍ
يشقُّ بحرَ الرّدى عن جوهرِ الأملِ
لا ينالُ المعالي الغرَّ غيرُ فتىً
يدوسُ شوك العوالي غيرَ منتعلِ
يولي النّضار إذا ضنَّ الحيا كرماً
ويعصمُ الرأيَ إن يفضي إلى الزّللِ
متوجُ السّمرِ عالي البيضِ مجتمعٌ
مفرّقُ الطعمِ بينَ الصّابِ والعسلِ
قرنٌ إذا ما اكفهرَّ الخطبُ سلَّ لهُ
رأياً كمنصلِ منصورِ الّلوا البطلِ
قاني الصّوارمَ مسودُّ الملاحمِ مبـ
ـيضُّ المكارمِ مخضرُّ الّندى الخضلِ
قطبُ الفخارِ شهاب الرّجمِ يومَ وغىً
بدرُ الممالكِ شمسُ الأرضِ والحللِ
الخائض الغمراتِ السّود حيث به
فوقَ النّواصي المواضي البيض كالظّللِ
عقدٌ تقلّدَ جيدُ الدّهرِ جوهرهُ
فأصبح الدّهرُ فيهِ حاليَ العطلِ
قرّت به مقلُ الأيامِ وابتسمت
به الثّغورُ وزانت أوجهَ الدّولِ
هو الجواب الّذي ردّ السؤالَ بهِ
لسائلٍ من كعبدِ اللهِ أو كعلي
معرّفُ البأسِ لا ينفكُّ يبرزُ في
ضمير جفنٍ بقلبِ القرنِ متّصلِ
يا من يشبَّه بالأمطارِ نائلهُ
أقصر فما لججُ الأبحارِ كالوشلِ
أنظر إليهِ ترى ليثاً وشمسَ علاً
وبحرَ جودٍ براها اللهُ في رجلِ
هيهاتَ يلقى العلى قرناً يماثلهُ
إلا إذا غضَّ عينيهِ على حولِ
إذا أعدَّ قسيُّ الجودِ يمَ ندىً
رمى بسهمِ العطايا مهجةَ البخلِ
من الأولى المكرمي الجارِ الملمّ بهمْ
والمُنزليهِ هضاب العزِّ والجذلِ
أما وبارقِ هنديٍّ وطلعتهِ
بعارضٍ من نجيع القومِ منهملِ
لولاكَ حلّتْ بأرضِ الحوزِ زلزلةٌ
ترمي دعائمَ دينِِ اللهِ بالخذلِ
أتيتها بعد أن كادت تميدُ بنا
وكادَ يقرعُ سنُّ الأمرِ بالخبلِ
قرّت بحكمك حتى قالَ قائلها
قدِّستَ يا عرفاتِ المجدِ من جبلِ
ثقّفتَ ميلَ قناة الملكِ فاعتدلت
قسراً وقوّمتَ ما بالحقِّ من ميلِ
كم قد رمى إذ نفى الأعرابُ مجدكَ في
قوس الخلافِ سهامَ الغيِّ والجدلِ
فلم تصبكَ وما أشوتْ سهامهمُ
بل أثخنتهم جراحُ الخذيِ والفشلِ
سلّوا من البغي سيفاً فانتضيتَ لهم
حلماً أعادَ حسامَ البغيِ في الخللِ
ألقيتُ فيهم عصى الرّأي المسدّدِ إذ
ألقوا إليكَ حبالَ المكرِ والحيلِ
تا للهِ لو لم يُردّوا عن ضلالتهمْ
لأصبح الجيشُ فيهم أوّلَ السّفلِ
فاصلح بتدبيركَ السّامي فسادهمُ
واسدد برأيكَ ما تلقى من الخللِ
أنت الرّجاء لرفع النّازلاتِ بنا
إذ يكشرُ الدّهرُ عن أنيابهِ العضلِ
قد حضّنا الله من تقديس ذاتك في
سمحٍ يجلُّ عن الأندادِ والمثلِ
مولايَ لابرحتْ يمناكَ هاميةً
على الموالينَ في غيث النّدى الهطِلِ
أمطرتنا خلعاً حتى ظننتُ بها
قد أمطرتنا عيون الوبلِ بالبدلِ
شكراً لصنعكَ من غيثٍ همى فبدا
روضُ الحريرِ على الأجسامِ والمقلِ
لقد كفى العيد فخراً أن يقالَ بهِ
هنّيت يا سيّدَ الأيامِ والأزلِ
العيد في العامِ يومٌ عمرُ عودتهِ
وأنت عيدٌ مدى الأيّامِ لم تزلِ
إن كان يدعى بعيدِ الفطرِ تسميةً
فأنت تدعى بعيدِ الجودِ والخولِ
فلتهنَ غرّتهُ من بشرِ وجهكَ في
هلالِ تمٍّ بنورِ الفضلِ مكتملِ
واستجلها حرةَ الألفاظِ واحدةً
بالحسنِ تسمو جمالَ السبعةِ الأولِ
فلا برحتَ بأوجِ العزِّ مرتفعاً
تجرُّ ذيلَ المعالي من على زحلِ
ما حركت سكنات الأعين النُجلِ
إلا و قد رشقتها اسهم الأجلِ
رنت إلينا عيونُ العينِ من مضرٍ
فاستهدفتنا رماةُ النّبل من ثعلِ
بمهجتي ربربَ السّرب المخيّم في
قاماتهنَّ فخفنا دولة الأسلِ
بمهجتي ربربَ السّربَ المخيمَ في
قلبي هلالَ نجومِ الحيِّ من ذهلِ
تا للهِ لم أنسَ بالزوراءِ زورتهُ
والليل خامرَ عينَ الشّمسِ بالكحلِ
أما وزنجِ ليالينا التي سلفتْ
والسّادةِ الغرِّ من أيّامنا الأولِ
لولا هوى ثغرهِ الدّريِّ ما انتشرتْ
تلكَ اليواقيتُ من عيني على طللِ
ولا شجاني برقٌ في تبسّمهِ
ولا جنيتُ بسمعي شهدةَ الغزلِ
إنّا لقومٌ تقدُّ البيضَ أنصلنا
وما لنا في لقاءِ البيضِ من قِبَلِ
نغشي النّضال من الأجفانِ إن برزتْ
ونختشيها إذا انسلّت منَ المقلِ
ويصدرُ النّبلُ عنا ليسَ ينفذنا
إلا إذا كانَ مطبوعاً من الكحلِ
وشمسِ خدرٍ بأوج الحسن مطلعها
في دارةِ الأسدِ الضرغامِ لا الحملِ
شمسٍ من الذّهبِ الروميِّ قد حُرِسَتْ
بأنجمٍ من حديد الهندِ لم تحلِ
مخمورةَ الجفنِ لا تنفكُّ مقلتها
يردّدُ الغنجُ فيها حيرةَ الّثمل
تحولُ من دونها لجُّ النّصالِ فلو
رامَ الوصولَ إليها الطّرفَ لم يصلِ
خرقت سجفَ الضّيا عنها وجزتُ إلى
كناسها فوقَ هاماتِ القنا الذُّبلِ
قامت فعانقني ظبيٌ فقبّلني
برقٌ ومالَ عليَّ الغصنُ في الحللِ
واستقبلتني ببشرٍ وهي قائلةٌ
والذّعر يصبغ منها وردةَ الخجلِ
أما خشيتَ المنايا من مناصلها
فقلتُ والقلبُ قد يطوى على وجلِ
لو أتّقي الرّجم من شهبِ النِّضالِ لما
في الليل نلتُ عناقَ الشّمسِ في الكللِ
لا يدركُ الأملَ الأسنى سوى رجلٍ
يشقُّ بحرَ الرّدى عن جوهرِ الأملِ
لا ينالُ المعالي الغرَّ غيرُ فتىً
يدوسُ شوك العوالي غيرَ منتعلِ
يولي النّضار إذا ضنَّ الحيا كرماً
ويعصمُ الرأيَ إن يفضي إلى الزّللِ
متوجُ السّمرِ عالي البيضِ مجتمعٌ
مفرّقُ الطعمِ بينَ الصّابِ والعسلِ
قرنٌ إذا ما اكفهرَّ الخطبُ سلَّ لهُ
رأياً كمنصلِ منصورِ الّلوا البطلِ
قاني الصّوارمَ مسودُّ الملاحمِ مبـ
ـيضُّ المكارمِ مخضرُّ الّندى الخضلِ
قطبُ الفخارِ شهاب الرّجمِ يومَ وغىً
بدرُ الممالكِ شمسُ الأرضِ والحللِ
الخائض الغمراتِ السّود حيث به
فوقَ النّواصي المواضي البيض كالظّللِ
عقدٌ تقلّدَ جيدُ الدّهرِ جوهرهُ
فأصبح الدّهرُ فيهِ حاليَ العطلِ
قرّت به مقلُ الأيامِ وابتسمت
به الثّغورُ وزانت أوجهَ الدّولِ
هو الجواب الّذي ردّ السؤالَ بهِ
لسائلٍ من كعبدِ اللهِ أو كعلي
معرّفُ البأسِ لا ينفكُّ يبرزُ في
ضمير جفنٍ بقلبِ القرنِ متّصلِ
يا من يشبَّه بالأمطارِ نائلهُ
أقصر فما لججُ الأبحارِ كالوشلِ
أنظر إليهِ ترى ليثاً وشمسَ علاً
وبحرَ جودٍ براها اللهُ في رجلِ
هيهاتَ يلقى العلى قرناً يماثلهُ
إلا إذا غضَّ عينيهِ على حولِ
إذا أعدَّ قسيُّ الجودِ يمَ ندىً
رمى بسهمِ العطايا مهجةَ البخلِ
من الأولى المكرمي الجارِ الملمّ بهمْ
والمُنزليهِ هضاب العزِّ والجذلِ
أما وبارقِ هنديٍّ وطلعتهِ
بعارضٍ من نجيع القومِ منهملِ
لولاكَ حلّتْ بأرضِ الحوزِ زلزلةٌ
ترمي دعائمَ دينِِ اللهِ بالخذلِ
أتيتها بعد أن كادت تميدُ بنا
وكادَ يقرعُ سنُّ الأمرِ بالخبلِ
قرّت بحكمك حتى قالَ قائلها
قدِّستَ يا عرفاتِ المجدِ من جبلِ
ثقّفتَ ميلَ قناة الملكِ فاعتدلت
قسراً وقوّمتَ ما بالحقِّ من ميلِ
كم قد رمى إذ نفى الأعرابُ مجدكَ في
قوس الخلافِ سهامَ الغيِّ والجدلِ
فلم تصبكَ وما أشوتْ سهامهمُ
بل أثخنتهم جراحُ الخذيِ والفشلِ
سلّوا من البغي سيفاً فانتضيتَ لهم
حلماً أعادَ حسامَ البغيِ في الخللِ
ألقيتُ فيهم عصى الرّأي المسدّدِ إذ
ألقوا إليكَ حبالَ المكرِ والحيلِ
تا للهِ لو لم يُردّوا عن ضلالتهمْ
لأصبح الجيشُ فيهم أوّلَ السّفلِ
فاصلح بتدبيركَ السّامي فسادهمُ
واسدد برأيكَ ما تلقى من الخللِ
أنت الرّجاء لرفع النّازلاتِ بنا
إذ يكشرُ الدّهرُ عن أنيابهِ العضلِ
قد حضّنا الله من تقديس ذاتك في
سمحٍ يجلُّ عن الأندادِ والمثلِ
مولايَ لابرحتْ يمناكَ هاميةً
على الموالينَ في غيث النّدى الهطِلِ
أمطرتنا خلعاً حتى ظننتُ بها
قد أمطرتنا عيون الوبلِ بالبدلِ
شكراً لصنعكَ من غيثٍ همى فبدا
روضُ الحريرِ على الأجسامِ والمقلِ
لقد كفى العيد فخراً أن يقالَ بهِ
هنّيت يا سيّدَ الأيامِ والأزلِ
العيد في العامِ يومٌ عمرُ عودتهِ
وأنت عيدٌ مدى الأيّامِ لم تزلِ
إن كان يدعى بعيدِ الفطرِ تسميةً
فأنت تدعى بعيدِ الجودِ والخولِ
فلتهنَ غرّتهُ من بشرِ وجهكَ في
هلالِ تمٍّ بنورِ الفضلِ مكتملِ
واستجلها حرةَ الألفاظِ واحدةً
بالحسنِ تسمو جمالَ السبعةِ الأولِ
فلا برحتَ بأوجِ العزِّ مرتفعاً
تجرُّ ذيلَ المعالي من على زحلِ
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زوار