مترشرفات الرشف

[مجدي]

قال الشاعر
صفي الدين ، أبو العباس ، أحمد بن علوان


صبحتك صابح خمرة التَصبيحِ
سنبَستك التَقديس وَالتَسبيحِ

أَبهر هرات طربربات غَرائب
من غامض التَشويق وَالتَبريحِ

تَهوى بأَهوية وأندية إِلى
قضب الغصون عَلى متون الريحِ

فتحركت عذباتها وَصفاتها
بنعيمها وَنَسيمها المَنفوحِ

حَوراء زارَت من فراديس الحمى
بروائح جنوية وَبروحِ

متميلات كالنَدامى باكرت
بعد الغبوق خمارها بصبوحِ

وَرَمَت عَليّ من الخمار خمارها
فَبللته من دمعي المَسفوحِ

وَسأَلتها لغليل قَلبي قبلة
مَغلولة بِرُضابها المَنفوحِ

تَجلو عمى الـأَعمى وَتَذهب بالظما
وَتلم بالملسوع وَالمَجروحِ

فتنفست نَفساً وَقالَت إِنَّه
سَيَكون ذلك بعد هَذا السوحِ

فعِلقت منها بالرداء وَقلت يا
روحي فديتك بي إِليكم روحي

فأبت عَلي وَفارَقتني شيقا
شوق الغَريق إِلى سفينة نوحِ

باللَه يا ورق الحمام أَبكي مَعي
وَإِذا عَلى الـأَحباب نحت فنوحي

[مجدي]

و أقول

إن كنتِ كاتمة الغرامِ فبوحي
أو كنتِ ناشرة العطور ففوحي

مترشرفات الرشف من رشفاتها
قد يخلط المستور بالمفسوحِ

أنا لا يمل الشعر فيض خواطرى
في الغزو تشهدُ أمسياتُ فتوحي

عندي السبايا بالآلوفِ تزاحمت
و تشابكت في الأمسياتِ شروحي

من ذا ينازعني الغرام برشفتي
حتى اريه رؤى الغدِ المذبوحِ
****
ان جاء شنقيطي الغرام فمرحبا
سأريه من صنفِ الهوى المفضوحِ

اما اذا الدندوون جاء فمرحبا
لأريه اعجب ما يرى بمزوحي

ولصاحبي عبدون الف تحية
في جملة الترحيب بالتوضيح

و اذا هدى تأتي فالفي مرحبا
من قبل ان يأتي الهوى بجنوحي

واذا ظلال دنت فاهلا باللقا
و الحكم في الحالين للترجيح

[محمد الشنقيطي]

**
ها قد أتيتك صاحبي بصروحي
و منمنماتِ قصائدي و جروحي
طوراً و طورا كالنسائم رفرفت
فوق الرشاف على بساط الريح
أهلا و عاد رشافنا لعهودهِ
و عسى يعود بنفح عطر الشيح
هذا و ها مجدي أتى متهللاً
بوحوا رجال و يا غصَـيِّـنُ بوحي
أما صفيّ الدين فهْوَ لهُ العزا
كمْ شاعرٍ عانى من التبريحِ
**
*

[مجدي]

يا ايها الاستاذ جئت بروعةٍ
في بكرة الترشيفِ والتصبيح

علّمتنا نظم القوافي في الهوى
بالعصفِ والتللينِ والتلويحِ

لا والذي خلق السماء بحقها
لن يوفي حقك الف الف مديحِ

فاقبل فديتك عذر مجتهدٍ أتى
يشكو من الهجرانِ والتبريحِ

من ذات رشفٍ ليس يطلب غيرها
هات النصائح ، انت خير نصيحِ

[محمد الشنقيطي]

*
**
لا زلت أنت كما خلقتَ سحابةً
حرفاً أنيساً بارع التمليحِ
سيعود رشفكَ بالحروفِ و بالرؤى
زخماً يقولُ أيا مشاعرُ سيحي
فإذا الربوع تموجُ بالألق الذي
مازالَ من قِدمٍ إليهِ طموحي
ما دمتَ تسقي أرضَ خيرٍ خِصْبةٍ
ما ضاعَ جهدكَ يا أخي و نصيحي
و لذاتِ شعرٍ بارعٍ أملُ لنا:
هيّـا إلى مرجِ الرشافِ و فوحي
و إلى الفوارسِ من ذوابةِ يعربٍ:
أزفَ السجالُ فأين عصفُ الريحِ!؟
**
*

[مجدي]

يا ذات رشفٍ بل وذات الروحِ
ان المهندس في الرشاف كبيحي

مازال يكبحني بعاطر حرفهِ
عن قدك المياس والمملوحِ

عن دعصك الرجراج في كثبانهِ
عن ردفكِ المتوازنِ الرحريحِ

عن صدرك الملغوم في طياته
سر الانوثة موطن التجميحِ

[عبدون]

قد جاءكم عبدون بالتلويح
يجري الى الاحباب مثل الريح

عبقا بكم يا كل احباب الهوى
فخذوا التحية كالشذا من روحي

مجدي حبيبي انت سلطان الرؤى
وبك الدواء لحسرتي وقروحي

بل انت عيني واللسان ومنطقي
عقلي واحساسي وشعرك بوحي

ان جاءك الدندون يا مرحا به
يا راية الشعر المنمق لوحي

او جاءك الشنقيط فهو حبيبنا
فهو المداوي بالسجال جروحي

ولان تناسوا يا اخي ما قد مضى
صبرا جميلا لا تقل يا ويحي

سيكون عبدون الوفي اخا لكم
يا روح في رشف المعاني روحي

[مجدي]

فعلا( تناسوا يا اخي ما قد مضى )
و غدا الهدوء مرافقا تبريحي

فصديقنا الدندون جاء ولم يجيء
ليزيد في هذا البُعاد قروحي

قد قال أهلا ثم غاب مودعاً
قد كان يخشى في العتاب شروحي

يا صاحبي الدوندون لستُ معاتباً
كلٌ له اشغاله بوضوحِ

اما المهندس ياله من قامةٍ
و لذاك قد آثرت بالتلميحِ

والآن يا عبدون هل من حيلةٍ
أم ان هذا الرشف غير فصيحِ

ام ان في لغة التواصل غيره
اجدى لكل رؤىً و كل طموحِ

[عبدون]

من قال ان الرشف غير فصيح
ادعوك يا كل القصائد صيحي

وليعلموا ان الرشاف عكاظنا
فيها الى الاذهان كل مليح

وبها لذبياني رشاف خيمة
نجري اليه بشعرنا كالريح

ولقد اتى شنقيطنا كمهلهل
يسقي البلابل شعره في الدوح

ولسوف ياتي مشرقا دندوننا
بالشعر دكتورا لكل جروحي

ستقوده ذكرى الاحبة عندما
في رشفنا اذناه تسمع بوحي

[مجدي]

مترشرفات الرشف هيا لوّحي
فالرشف رغم البعد جدّ سموحِ

قد جاءه العبدون في برديه ما
يغني الرشاف بهمسهِ اللّميحِ

وهو الدواء لكل صاحب علّةٍ
و هو الشفاء لغائرات جروحي

وكأنه قد جاء من زمنٍ مضى
حيث الأصالة فيض غير شحيحِ

من امريء القيس العتيد حروفه
و كطرفة بن العبد في الترجيح

فقفا لنذكر ذلك العهد الذي
ما عنه نستغني برغمِ جنوحي

و لخولة نجري ببرقة ثهمدِ
و نظل نستدنى الهوى بطروحِ

و لغيرهم فيضٌ فمن تاريخنا
نجنى من الماضين كل نجيحِ

و الآن ننصب قبة الشعر الذي
سيظل في جدٍّ وبعض مزوحِ

ليظل وكف الشعر دون توقفٍ
في كل وجهٍ مشرقٍ وصبيحِ

في كل عطر مر يوما ها هنا
في رهز حرفٍ نابضٍ بشروحي

في نبت شعرٍ سوف نروي بذره
كي يستجيب لبرعمِ التفتيحِ

سيظل رغم الهجر من احبابهِ
مهوى لفكرٍ رائقٍ ورجيح