رحمكِ الله نازك ..
لم تكوني شاعرةً فحسب ..
كنتِ من .. أمّهاتِ الشعر ..
رحلتِ اليوم ، تاركةً لنا إرثاً منه غاااالياً لا يقدّرُ بثمن ..
رحمكِ الله نازك
من مقدمة أحد دواوين "نازك الملائكة":
في الشعرِ كما في الحياةِ يصحّ تطبيق عبارة برنارد شو
"اللا قاعدة هي القاعدة الذّهبية"
لسببٍ هام..هوَ أنَّ الشعر وليد أحداث الحياة، و ليس للحياةِ قاعدةً معيّنة تتبعها في ترتيبِ أحداثِها، ولا نماذج معيّنة للألوانِ التي تتلوّن بها أحاسيسها و أشياؤها.
و لا تناقض بينَ هذا الرأي و ما يقسّم به النقاد الشعر من مدارس و مذاهب حين يقولون "كلاسيكي،رومانتيكي ،واقعي، رمزي،سريالي.."..فهذه كلها ليست قواعد و إنما أحكام.
و قد يرى كثيرون معي أنّ الشعر العربيّ لم يقف بعدُ على قدميه بعد الرقدةِ الطويلة التي جثمت على صدره طيلةَ القرونِ المنصرمةِ الماضية.فنحنُ عموماً مازلنا أسرى تسيّرنا القواعد التي وضعها أسلافنا في الجاهليّةِ و صدرِ الإسلام. ما زلنا نلهث في قصائدِنا و نجرّ عواطفنا المقيّدةِ بسلاسلِ الأوزانِ القديمة، و قرقعةِ الألفاظِ الميّتة ، و سدىً يحاولُ أفرادٌ منّا أن يخالفوا فإذ ذاك تصدّى لهم ألف غيورٍ على اللغة و الف حريصٍ على تقاليدِ التقاليدِ الشعريّة التي ابتكرها واحد قديم أدرك ما يناسب زمانه ، فجمّدنا نحن ما ابتكر و اتّخذناه سنّة ...
و يقولون: ما لطريقةِ الخليل؟ و ما للغةِ التي يستخدمها آباؤنا منذ عشراتِ القرون؟
و الجواب:
ما لطريقةِ الخليلل ؟ألم تصدأ من كثرةِ ما لامستها الأقلام و الشفاه منذ سنين و سنين؟ الم تألفها أسماعنا، و تردّدها شفاهنا، و تملكها أقلامنا حتى مجّتها؟!
و يقولون: ماللغة ؟ و أيّة ضرورةٍ إلى منحِها آفاقاً جديدة ؟ فينسونَ أنَّ اللغةَ إن لم تركض مع الحياةِ ماتت.
قد كانت اللغة يوماً لغةً موحية، تتحرّك و تضحك و تبكي و تعصف، ثمّ ابتليت بأجيالٍ من الّذينَ يجيدونَ التحنيط و صنع التماثيل ،فصننعوا منها نسخاً جاهزة و وزّعوها على شعرائهم و كتابهم، دونَ أن يدركوا أنّ شاعراً واحداً قد يصنع للغة ما لا يصنعه ألف لغوي و نحوي مجتمعين. ذلك أن الشاعر بإحساسه المرهف و سمعه اللغوي الدقيق ،يمدّ للألفاظ معاني جديدةلم تكن لها، وقد يخرق قاعدة مدفوعا بإحساسهِ
فلا يسئ إلى اللغة و إنما يشدّها إلى الأمام".
الشاعر أو الأديب إذن هوَ الذي تتطوّر عى يديه اللغة أمّا النّحويّ و اللغويّ فلا شأنَ لهما بها . النحوي و اللغوي عليهما واجب واحد هام..واجب الملاحظة و استخلاصِ قواعد عامة من كلامِ "المرهفينَ" من الكتّابِ و الشعراء.
على أنّ الأديبَ الذي سنتفق على تسميتِهِ مرهفاً لا بدَّ أن يملكَ ثقافةً عميقةً تمتدّ جذورها في صميمِ الأدبِ المحلّي قديمهِ و حديثِه ، مع اطّلاعٍ واسعٍ على أدبِ أمّةٍ أجنبيّةٍ واحدة على الأقل، بحيث يتهيّأ له حسّ لغوي قوي ، لا يستطيع مع إن هو خَلَقَ إلا أن يكونَ ما خلقَ جمالاً و سموّاً. فإذا خرق قاعدةً أو أضافَ لوناً إلى لفظة أو صنعَ تعبيراً جديداً أحسسنا أنه أحسن صنعاً ، و أمكن لنا أن نعدّ ما أبدعَ و خرقَ قاعدةً ذهبيّة !
و لن تقفَ وظيفة الأديبِ المرهف عندَ خرقِ قاعدةٍ هنا و إضافةِ معنىً هناك، و إنما سيكون عليهِ واجبٌ أدقّ من هذا تفرضه عليه طبيعة التطوّر في اللغاتِ الإنسانيّةِ الحيّة.
سيكونُ عليهِ أن يُدخلَ تغييراً جوهريّاً على القاموسِ اللفظيّ المستعملِ في أدبِ عصرِه، فيتركَ استعمالَ طائفةٍ كبيرةٍ من الألفاظِ التي كانت مستعملة في القرنِ المنصرم و يُدخلَ مكانها ألفاظاً جديدة لم تكن مستعملة. ذلكَ أنّ الألفاظ تُخلقُ كما يُخلق أيَّ شئ يمرّ عليهِ إصبع الاستعمالِ في هذه الحياة المتغيّرة، و هي تكتسب بمرورِ السنين جموداً يسبغه عليها التكرار، فتفقد معانيها الفرعية شيئا فشيئا، ويصبح لها معنىً واحداً محدود، يشلّ عاطفة الأديب و يحولُ دونَ حريّةِ التعبير.
ثمّ أنّ هنالكَ سبباً آخرَ هامّاً يستدعي الاستبعادَ لهذه الألفاظ التي كثرَ استعمالها، هوَ أنّ الأذن البشريّة تملّ الصورَ المألوفة و الأصوات التي تتكرر، و تستطيع أن تجرّدها من كثيرٍ من معانيها و حياتِها، وخير مثالٍ لهذا أننا ننفر بطبيعتِنا من استعمالِ ألفاظٍ كهذه: "عنبر،كافور،غصن بان،قد،هلال،صدغ،عود،نرجس،لؤلؤ" و هيَ ألفاظ كانت في بعضِ العصور السابقة تبدو رقيقةً شعريّة، وربّما كانت يوماً مما لا يستعمله إلا المجدّدونَ من الشعراء.
و قد لاحظت خلال دراستي للآدابِ المعاصرة هذه الملاحظةِ الظربفة: لاحظت أننا، في هذا العصر، قد أصبحنا ننسى المدلول الخاص لكلمة "بدر" فنهملها إهمالا يكاد يكون كلّيّاً ،و نُؤْثِرً عليها كلمة "القمر" و قلَّ في الشعراءِ المعاصرين من يرضى استعمالَ كلمةِ "بدر" إلا في الحالاتِ النادرة، و أنا أعترف أنني أكلّف نفسي أحيانا متاعبَ كثيرة ، لكي لا أستعملها، و التعليل السايكولوجي لهذا يسير، فأنا و سواي نتذكّر بلا شك تلكَ العشرات من الأبياتِ الصّمّاءِ النافرة التي تركها شعراء العصر المنطفئ الماضي و استعملوا فيها كلمة "بدر" حتى جرّدوها من جمالِ معناها، و أطفأوها، و أبقوا ظلالهم عليها
ربّما كانَ هذا كلّه من عملِ ما يسمّيهِ علماء النفس بـ"الاقتران" و ربّما كانَ له عندهم تعليل آخر ، سوى أن هذا كلّه يتعلّق بالسبب لا بواقعِ الأمر، فالمهم أنّ الألفاظ تصدأ و تحول و تحتاج إلى استبدال بينَ حينٍ و حين. و قد رأينا أنّ هذا الاستبدال و ظيفة الأديب يقوم بها و هو "نصف واعٍ" لأنَّ الوعيَ التام قلّما ينتج شيئا ذا قيمة.
**********
لنعد الآن إلى حديث الأوزان..
.
.
سأحاول فيما يلي تبسيط خاصيّةِ الأسلوبِ الجديد و وجهَ أفضليّتِهِ على أسلوبِ الخليل.
الأبياتِ التالية تنتمي إلى بحرِ المتقارب و هو يرتكز إلى تفعيلةٍ واحدة "فعولن":
يداكَ للمسِ النجومِ
و نسجِ الغيومِ
يداكَ لجمعِ الظلالِ
و تشييد يوتوبيا في الرمال
أتراني لو استخدمت أسلوبَ الخليل كنت سأستطيع التعبير عن المعنى بهذا الإيجاز و هذه السهولة؟ ألف لا ! فأنا إذ ذاك مضطرة إلى أن أتمَّ بيتاً له شطران ، فأتكلّف معانيَ أخرى غير هذه أملأ بها المكان، و ربما جاء البيت الأول بعد ذلك كما يلي:
يداكَ للمسِ النجوم الوضاءْ
و نسجِ الغمائمِ ملء السماءْ
و هي صورة جنى عليها نظام الشطرين جنايةً كبيرة. ألم نلصقْ لفظ "الوضاء " بالنجومِ دونما حاجة يقتضيها المعنى إتماماً للشطرِ بتفعيلاتِهِ الأربع؟ ألم تنقلب اللفظة الحسّاسة "الغيوم" إلى مرادفتها الثقيلة "الغمائم" و هي على أية حال لا تؤدّي معناها بدقّة؟ ثم هنالكَ هذه العبارة الطائشة "ملء السماء" التي رقّعنا بها المعنى، وقد اردنا له الوقوف فخلقنا له عكّازات؟!
هذا كلّه إذا نحن اخترنا وزن المتقارب أما إذا اخترنا بحر الطويل مثلاً فالبليّة أعمق و أمرّ. إذ ذاك تطول العكّازات و تتّسع الرّقع، وينكمش المعنى انكماشاً مهيناً، لإ،ٌ,لأ ،ُلآ:
يداكَ للمسِ النجوم أو لمسِ غيمةٍ
يسيّرها الإعصار في كلّ مشرقِ
ليلاحظ القارئ بلادةَ التهبير و تقلّص المعنى.
و أينَ هذا من تعبيرِ الأوّل:
يداكَ للمسِ الغيومِ
و نسجِ النجوم
و ينبغي ألا ننسى أن هذا الأسلوب الجديد ليس خروجاً على طريقةِ الخليل، و إنما هوَ تعديل لها ، يتطلّبه تطوّر المعاني و الأساليب خلال العصور التي تفصلنا عن الخليل. فالخليل قد جعل وزن البحرِ الكاملِ كما يلي :
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
كفّايَ ترتعشانِ أينَ سكينتي
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
شفتايَ ترتعشان أينَ هدوئي
مرتكزا إلى "متفاعلن" التي اعتاد العرب ان يضعوا ثلاثا منها في كلّ شطر. وكلّ ما سنصنع نحن الآن هو التلاعب بعدد التفاعيل و ترتيبها فتجئ القصيدة من هذا البحرِ أحيانا كقصيدة "بحر و ظلال " وهذا مقطعٌ منها:
و هناكَ في الأعماقِ جامدٌ
حجزت بَلادَته المساءَ عن النهارْ
شئٌ رهيبٌ باردٌ
خلفَ الستارْ
يدعى جدارْ
أوّاهِ لو هُدِمَ الجدارْ
و لو قطعناه لجاءت تفعيلاته كما يلي:
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
متفاعلن متفاعلن متفاعلان
متفاعلن متفاعلن
متفاعلان
متاعلان
متفاعلن متفاعلان
و مزية هذه الطريقة انها تحرر الشاعر من طغيانِ الشطرين، فالبيت ذو التفاعيل الست الثابتة يضطر الشاعر أن يختم الكلام عند التفعيلة السادسة - و إن كان المعنى الذي يريده قد انتهى عند التفعيلة الرابعة- بينما يمكنه الأسلوب الجديد من الوقوف حيث يشاء.
***********
ثمَّ نتحدث عن القافية ذلك الحجر الذي تلقمه الطريقة القديمة كلَّ بيت . قالوا أنَّ الغربيّة لغةً واسعةً غنيّة و أنَّ ذلك يبرّر كونها اللغة الوحيدة لتي اتخذت من القافية الموحّدةِ سنّةً في قصائدها، و نسوا أنَّ أيّةَ مهما اتسعت و غنيت ، لا تستطيع أن تُمِدّ ملحمةً بقافيةٍ موحّدة، اياً كانت، و لم ينتبهوا إلى أنَّ ذلكَ كانَ واحداً من الأسبابِ التي حالت دونَ وجود الملحمة في الأدبِ العربيّ مع أنّها وجدت في اآدابِ الأممِ المجاورة كالفرسِ و اليونان .
و ليسَ هذا مكانَ الحديثِ عنِ الخسائرَ الفادحةالتي أنزلتها القافية الموحّدة بالشعرِ العربيّ طيلةَ العصور الماضية، و إنما المهم هو أن هذه القافية تضفي على القصيدةِ لونا رتيباً يملّ السامع فضلا عمّا يثير ف نفسه من شعورٍ بتكلّفِ الشاعر و تصيّده للقافية. و من المؤكّدِ أنَّ القافيَ الموحدة قد خنقت أحاسيسَ كثيرة، ووأدت معاني لا حصرَ لها في صدورِ شعراءَ أخلصوا لها. ذلك لأنَّ الشعرَ الكامل "الغنائيّ منه خاصّةً ، و الشعر اعربي غنائي كلّه تقريباً" لا يستطسع إلا أن يكونَ وليدَ الفورةِ الأولى من الإحساس في صدرِ الشاعر، و هذه الفورة قابلة للخمود لدى أوّلِ عائقٍ يعترض اندفاعها، فهي أشبه بحلمٍ سرعانَ ما يفيق منه النائم، و القافية الموحّدة كانت دائماً هيَ العائق ، فما يكاد الشاعر ينفعل و تعتريه الحالة الشعرية و يمسك بالقلمِ فيكتب بضعةَ أبيات، حتى يبدأ محصوله من القوافي يتقلّص ، فيروح يوزّع ذهنه بينَ التعبيرِ عنِ انفعالِه ، و التفكيرِ في القافية، و سرعان ما تغيض الحالة الشعرية و تهمد فورتها. و يمضي الشاعر يصفّ الكلمات و يرصّ القوافي دونما حسّ! ولذلك قلّما نجد في أدبنا القديم قصائدَ موحدة الفكرة يسيطر عليها جو تعبيري واحد منذ مطلعِها إلى ختامِها. فالشاعر يضطر إلى مصانعة القافية ، و أنا أعرف شعراء يختارونَ القافية ثمّ يكتبونَ البيتَ وفقاً لها! و هذا أبرز دليل على مدى طغيانِ هذه القافيةِ المغرورة.
إلا أن من حسنِ الحظ أن شعراءنا المعاصرين قد استخفّوا بسلطانِ الفاقية، و خرجوا عليهِ فاستعملوا نظامَ الرباعيّة و أشباهها، و يكاد هذا يصبح الآن أمراً مقبولا ،....،إلا أنني أعترف أنني أخضعت القافية احيانا لأكثر ممّا فعله سواي ..
في ذكراها ..
في ذكراها ..
((( سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ ! )))
قـنـديـل الـذكـرى ..
صــمـت أمـّي ..
تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..
ركــنٌ .. لــي ..
جــديـلـة ..
رحم الله الفقيدة و أسكنها جنته
اما عن موضوع الشعر الحر فإني غير متفق تماما مع ما ذكرته - و لكل رأيه الشخصي -
لأني لا أرى الشعر الا موزونا مقفى و ذا معنى واضح و الشعر الحر يفتقر الى هذه الأمور الثلاث
و أرجع السبب في ذلك - حسبما أرى - من عدم تمكن أصحاب الشعر الحر من مجاراة الشعر المعهود فحاولوا إيجاد وسيلة جديدة تمنحهم لقب الشاعر دون أن يلزموا بإتقان قواعده
و مسألة جمود اللغة التي ذكرتها الفقيدة لا اوافقها فيها لأني لا أرى اللغة جامدة و إنما نحن الذين جمدنا عن الغوص على دررها
"و الإنسان عدو ما يجهل " و من الذي يعترف بنقصانه لذلك ترانا ننسب النقص لغيرنا حتى لا يبين نقصنا
و ختاما يعجبني قول الشاعر المبدع احمد الصافي النجفي :
تفلسف في اكتناه الشعر قوم ... فضاع الوقت و امتد الطريق
فدع عنك التفلسف و ارو ِ شعرا ... فلي عين ترى و فم يذوق
و اسلمي
اما عن موضوع الشعر الحر فإني غير متفق تماما مع ما ذكرته - و لكل رأيه الشخصي -
لأني لا أرى الشعر الا موزونا مقفى و ذا معنى واضح و الشعر الحر يفتقر الى هذه الأمور الثلاث
و أرجع السبب في ذلك - حسبما أرى - من عدم تمكن أصحاب الشعر الحر من مجاراة الشعر المعهود فحاولوا إيجاد وسيلة جديدة تمنحهم لقب الشاعر دون أن يلزموا بإتقان قواعده
و مسألة جمود اللغة التي ذكرتها الفقيدة لا اوافقها فيها لأني لا أرى اللغة جامدة و إنما نحن الذين جمدنا عن الغوص على دررها
"و الإنسان عدو ما يجهل " و من الذي يعترف بنقصانه لذلك ترانا ننسب النقص لغيرنا حتى لا يبين نقصنا
و ختاما يعجبني قول الشاعر المبدع احمد الصافي النجفي :
تفلسف في اكتناه الشعر قوم ... فضاع الوقت و امتد الطريق
فدع عنك التفلسف و ارو ِ شعرا ... فلي عين ترى و فم يذوق
و اسلمي
تعلقت ليلى و هي ذات تمائم ... و لم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا ... الى اليوم لم نكبر و لم تكبر البهم
( قيس بن الملوح )
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا ... الى اليوم لم نكبر و لم تكبر البهم
( قيس بن الملوح )
أخي الكويتي شكرا لمرورك
لكن نازك الملائكة عَنَت بالشعر الحر (شعر التفعيلة ) المعروف ، لا شعر النثر المستحدث هذه الأيام
و شكرا
لكن نازك الملائكة عَنَت بالشعر الحر (شعر التفعيلة ) المعروف ، لا شعر النثر المستحدث هذه الأيام
و شكرا
((( سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ ! )))
قـنـديـل الـذكـرى ..
صــمـت أمـّي ..
تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..
ركــنٌ .. لــي ..
جــديـلـة ..
-
- همس جديد
- مشاركات: 44
- اشترك في: 11-05-2006 08:04 PM
الكويتي كتب:و يمتد ما قلت ليبلغ شعر التفعيلة
فالأمر بين التفعيلة و الحر لدي سيان إلا أن الأول أفضل
مرحباً أخي الكويتي
أستغرب عدم استحبابك للتفعيلة رغم أنها لا تخلّ بأيّ شرطٍ من شروط النظم أو الشعر ، بل تتيح مساحةً أكبر للشعر .
(ترجّل مرّةً كوكبْ
و سار على أناملنا و لم يتعبْ
و حين رشفتُ من عينيكِ أقبل عندها يشربْ
و حين كتبتُ عن عينيكِ قطّرَ كلّ ما أكتبْ
و شاركنا وسادتنا ..
و قهوتَنَا ..
و حين ذهبتِ لم يذهبْ
لعلّي صرتُ منسياًلديكِ كغيمةٍة في الريحِ ِنازلة إلى المغربْ
و لكني إذا حاولتُ
أن أنساكِ
حطَّ على يدي كوكبْ)
هذا نصًّ لمحمود درويش ، يحضرني كلّما قيلَ ما الشعرُ الحقيقيّ ، النصّ حلمٌ و أغنية ، ما أكثر من ذلك شعراً .
ظلمٌ للتفعيلة الملتزمة بالقافية و التفاعيل أن تعتبر (سيّان) مع القصيدة النثريّة العاقّة للشعر المتجرّدة من كلّ أركانه .
و أحترم وجهة نظرك أخي الكريم ..خالص الشكر لمشاركتك
((( سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ ! )))
قـنـديـل الـذكـرى ..
صــمـت أمـّي ..
تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..
ركــنٌ .. لــي ..
جــديـلـة ..
د/محمد رفعت الدومي كتب:[color=blue]رحم الله نازك الملائكة
د.نون
كان يجب أن تذكري أن نازك في مقدمة ديوانها شجرة القمر قد اعترفت ضمنا
بضرورة عودة الشعر إلي الإغتراف من منابعة الأصيلة وأن يلجأ الشاعر إلي التفعيلة عند ما يحتاج إلي ذلك
لكن دعينا من نازك وقولي
أين جديدك أنت
تحياتي
مرحباً أخي د/محمد ..
شكراً للإضافةِ التي أغفلتُها .
الشعر كسواه يسري عليه مبدأ ( من نسي قديمهُ تاه ) . لا تعمّرُ الأشجار طويلاً ما لم تمتدّ جذورها عميقاً و تبقى الأشجار كتلةً واحدةً متماسكة من أعتق جذرٍ لأحدث ثمرَة .
أمّا جديدنا أخي الكريم فآخره كان (جدْب)
http://www.rashf-alm3any.com/rashf/viewtopic.php?t=6702
و يبدو الجدبُ مستمرّاً
لكن لعلّ للشعر عودة بعودة الرشف
مع التحية[/color]
((( سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ ! )))
قـنـديـل الـذكـرى ..
صــمـت أمـّي ..
تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..
ركــنٌ .. لــي ..
جــديـلـة ..
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 92 زائراً