أبي إنْ تمتَّعْ

الشعر العمودي - شعر التفعيلة

المشرفون: مجدي، موودي

أنس الحجّار
همس جديد
مشاركات: 5
اشترك في: 12-03-2006 10:13 AM
مكان: سورية - حماة
اتصال:

أبي إنْ تمتَّعْ

مشاركةبواسطة أنس الحجّار » 12-21-2006 11:10 PM

تَمتّعْ .....
أبي ... ذاكَ صوتُ احتضارِ الأماني
و قلبي يُراقِبُ موتَ الثّواني
فلَمْلِمْ بقايايَ إنْ كنتَ تَسمَعْ
و شَكِّلْ رُفاتي قصيدةَ شِعرٍ
لتهنىءَ روحي
ولكنْ حذارِ فإنَّ شَظايايَ تَجرحُ إصْبَعْ
لقد نِلتَ ما كنتَ تَصْبو و تَطْمَعْ
تَمَتَّعْ إذاً
إنَّ قلبي تَقَطَّعْ
***
سَأرسُمُ قَبْلَ الرّحيلِ جُروحي
قصيدةَ شِعرٍ
لتهنىءَ روحي
إذا كنتَ تَسمَعُ صوتَ الأنينِ ...... تَمَتَّعْ
***
بصحراءِ غيثِكَ كانتْ ثماريَ تنمو و تَوْنَعْ
و كنتُ كَطِفْلٍ
و رُغْمَ العظامِ الطَّريةِ أحبو
و أُسكِتُ جوعي بإصْبَعْ
و أستَعطِفُ البدرَ في ليلِ وجهِكَ
عَلَّهُ يَسطَعْ
***
تَذَكَّرْ .....
بأنّي بقيتُ بظِلِّكَ أرْتَعْ
فَقَدتُ ظِلالي
مَضَغْتُ الثَّواني
و صِرتُ أُبعثرُ في الأفقِ أحلامَ قلبٍ تَصَدَّعْ
بَقيتُ كَطِفْلٍ
و عُمري ثلاثونَ عاماً و نَيِّفْ
و إبني بِقُربي لِشَخْصِكَ نَرْكَعْ
و أضْرِبُهُ إنْ أبى أو تَمَنَّعْ
و إنْ راحَ يبكي
سَأُخبرُهُ إنَّ ( جَدَّكَ ) شَرَّعْ
فلا تَعْصِ أمراً
و إلا سَتلقى جَحِيماً
و كُنْ طائعاً تَلقَ جَنَّةَ ( جَدٍّ )
بها عِطْرُ وَرْدٍ تَضَوَّعْ ....
يُطيلُ السُّجودَ وليدي و يَخْشَعْ
***
مَسَحتُ دُموعي بِكُمِّ قميصي
و مازِلتَ تَمسَحُ دَمعاتِ أفراحِ عمرٍ
بمنديلِ حُزني المُقَطَّعْ
و أبني جُسُورَ الوِدادِ بهَمسةِ طِفْلٍ
و تَهْدمُها إنْ سَمِعْتَ لثَرْثَرَةٍ ضِمْنَ مَخْدَعْ
و أزرعُ فوقَ الحُطامِ زُهوري
و تَزرعُ ..... لا .. أنتَ لا .. لستَ تَزرعْ
و يَفرحُ جُرحي إذا ما الغبارُ عليهِ تَرَبَّعْ
أيُعجبُكَ الجُرحُ إنْ صارَ يَلْمَعْ !!
أقولُ لجُرحِيَ أنَّكَ مِبْضَعْ
يقولُ زماني
سَلامٌ على الجُرحِ إنْ تاهَ مِبْضَعْ
***
وداعاً أبي
لا يُلامُ الرَّحيقُ إذا الوَرْدَ وَدَّعْ
و دَعني أُضَمِّدُ جُرحي بنفسي
و أنفُضُ عَنّي غُبارَ التَّمني
سَأُصبِحُ ربّاً لوحدي
و أعتِقُ إبني
و إنْ سَأَلَ الليلُ عَنّي فَقُلْ :
لستُ أدري
و إنْ سَأَلَ الحُزنُ عَنْكَ سَأخفي
أقولُ لهُ :
دَعْ أبي يَتَمَتَّعْ
د//نون
رشف مميز
مشاركات: 2214
اشترك في: 04-12-2001 01:12 PM

مشاركةبواسطة د//نون » 12-22-2006 01:10 AM

يراودُنا الحزنُ من ألفِ صوبٍ و صوبٍ ..
يلاحقُ أجفاننا الغافياتِ أماناً .. على كلِّ جنبٍ ..
و في كلِّ مهجَعْ !
يباغتُنا الجرحُ من ألفِ نابٍ و حَدٍّ ..
يُحاصرُنا في زحامِ الوجوهِ ..
صِحاباً و أهلاً و أعداءَ غرباً ..
بكلِّ لثامٍ و لونٍ تلَفَّعْ !
و لكنّهُ بين زيفِ القلوبِ و خوفِ الخديعةِ ..
يبقى لنا ظلُّ سدرتِنا الوارفُ القلبِ مأوى أمانٍ ..
و -مهما تقادمَ ! - دفئاً شفيفاً ..
و - مهما قسى ! - همهماتِ حنُوٍّ عتيقٍ ..
بهِ يطمئنُّ لهاثُ الحياةِ ..
و يخشَعْ
هو الظلّ .. جنّة أقدامِ أمٍّ .. أكفُّ أبٍ - حمَلَتنا صغاراً كباراً - ..
هو الظلّ .. بايَعتُهُ ..
فوقَ عرشِ فؤاديَ - طَوعاً - تَرَبَّعْ





(((
سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ !
)))




صورة قـنـديـل الـذكـرى ..
صورة صــمـت أمـّي ..
صورة تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..
صورة ركــنٌ .. لــي ..
صورة جــديـلـة ..

العودة إلى “الشعر (بالفصحى)”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 67 زائراً