وطني

[ابن بيسان]

وطَني لليهودِ أمسى جَهَنَّمْ=كلُّ مَن داسَ تُرْبَهُ يَتَفَحَّمْ
نَطَقَ الصَّخْرُ يا يهودُ وذا الغَرْقّدُ=رَغْمَ السُّكوتِ أضْحى كَعَنْدَمْ
***

وطني يا مِصْباحَ روحي وقلبي = يا مُضيئا عيشي اذا العيشُ أظَلمْ
انا لولاكَ ماتَ فيَّ شُعوري = وَطُموحي الى الحياةِ تَحَطَّمْ
وطني هانَ في الحياة وجودي= انا لولاكَ من زمانٍ مُعْدَمْ
وطني كل لحظةٍ من حياتي =لم اقَدّسْ ذكراكَ فيها.. أنْدمْ
كيفَ لا والمساءُ فيكَ تغنى = كيف لا والصباحُ فيك تَرنَّمْ
كيفَ.. والليل من حَواليكَ يلهو = كلما نِْمتَ نام كالطفلِ يَحلمْ
يا فلسطينُ يا عروسَ الأغاني =رغم طول الفراق ما زلتُ مُغرَمْ
انتِ نورُ العيونِ مني واغلى= انتِ احلى من كلِّ حُلوٍ وأوْسَمْ
انتِ يا بسمةَ الطفولةِ طُهراً= انتِ يا ضِحكةَ الغديِر وأنْعَمْ
كلما أشرقَ الصباحُ وَغنّى= شيَّد الحبُّ ما بِلَيلي تَهدَّمْ
واذا غنَّتِ الغُصونُ ومالتْ= ذكَّرَتْني بِشَعْبِكِ المُتَبسِّمْ
***
انتَ جبّارٌ ايها الشعبُ دوما= وعظيمٌ وفي صُمودكَ أعظَمْ
وَعَنيدٌ بوجه كل المنايا= تتصدى لكل طاغٍ وَمُجْرِمْ
وبرَغمِ النيران من كل صوبٍ= تتمشى كعاشقٍ مُتَرنِّمْ
المنى فيكَ والاغاني تعالى =تحت قَصْفٍ من الجحيم المُؤلمْ
انتَ حيٌّ تلقى الحياةَ بثغرٍ = باسمٍ في وجه الردى المُتَجَهِّمْ
انتَ كالطفل حالمٌ لا تُبالي= ضَحِكَ الكونُ امْ شَكا وَتألَّمْ
***
وطَني لليهودِ أمسى جَهَنَّمْ=كلُّ مَن داسَ تُرْبَهُ يَتَفَحَّمْ
نَطَقَ الصَّخْرُ يا يهودُ وذا الغَرْقّدُ=رَغْمَ السُّكوتِ أضْحى كَعَنْدَمْ
[hr]

[محمد الشنقيطي]

**
بارعُ الحرفِ باللآلي تكلـّمْ
بهطيل ٍ من نسجهِ ما تلعثم
ينثرُ الوردَ و الزهورَ نسيجًا
فيهِ الجنانُ و فيهِ طورًا جهنمْ

يا ابنَ بيسانَ هاتِ تلكَ اللآلي
قد سئمنا من القريض ِ المخـَرّمْ
و ابكِ قومـًا من السباع ِ سبايا
بعدما كلهمْ عن التيقظِ أحجمْ
بعدما أسسوا البـُنى بالأماني
بالأساطير ِ من قديم ٍ لأقدمْ

أغرقَ الليلُ بالظلام ِ دنانا
كلُّ ليل ٍ عن سابق ٍ منهُ أظلمْ
بيدَ أني بينَ الحطام ِ أرى لي
ضوءَ صبح ٍ حيّـا و بشَّ و سلـّمْ
عندما يبلغُ الظلامُ مداهُ
يقبلُ الصبحُ بالضياء ِ المُـعَمّـمْ
بعدَ فوضى يحلُّ جيلٌ جديدٌ
يبدأ السيرَ بالبناء ِ المُـنـَّـظـَمْ
يصنعُ المجدَ منْ مشاريع ِ فكر ٍ
و بها بانيـًا لنا ما تـَهَدّمْ


**

[مجدي]

[align=center][font=Tahoma]

يا رفيقاي إن حرفي تلثمْ
بعد أن وجه فخرنا قد تثلمْ

أيُ رزءٍ قد حل منا وفينا
بعد أن أحكم العدو و قسّمْ

أين من أنذروا العداة جحيماً
أين من أرهب العدو و أقسمْ

حسرتي قد تمددت شفتاها
و جروحي تحتاج مليون مرهمْ

ها هي القدس تحت وطئةِ نذلٍ
و ببغداد ألف علجٍ تأسلمْ

و بأرض الأفغان يُذبح شعبٌ
كان من قبل في جلالٍ معممْ

آه يا موطني و قد ضاع دربي
و يقيني ، و صرح مجدي تهدمْ[/font][/align]

[ابن بيسان]

[align=center]قَرأ القلبُ أسْطراً فَتَبسَّمْ=لِمَ لا ؟ والقريضُ منكَ كَبَلسَمْ
يا جميلا بشعره وغناهُ=ينفُضُ الحزنَ عن فؤادي المهَشَّمْ
من وراء السُّطورِ ألمحُ فذّاً=شاعراً مرَّةً..وَطَوراً مُعلِّمْ
يا ابْنَ شَنقيطَ كَم تَألَّمتَ شِعراً=ألفُ طوبى لشاعرٍ يَتَألَّمْ
رُبَّ ناسٍ عَزاؤُهم بيتُ شِعرٍ=كمْ جَلوتَ الأحزانَ عني وعنهُمْ
لَسْتَ تدري مدى احتِرامي وَحُبّي=لكَ يا شاعراً قديراً وَمُلهَمْ
يا ابنَ أمّي لم تَبقَ مني بقايا =جرفَ اليأسُ ما بِقَلبي تَهَدَّمْ[/align]

[ابن بيسان]

[align=center]عادَ "مجدي" أكْرِمْ بمجدي وَأعْظِمْ
هوَ ذا الشاعر الجَريحُ المُخَضْرَمْ
مِن نزيفِ العِراقِ جُرحكَ يَجري
أمْ فلسطينَ نزفُها بكَ أعظَمْ ؟؟
عُدتَ مجدي فعادَ بعض ابتسامٍ
رحتُ أستلّهُ كشيءٍ مُحرَّمْ
ان حزني بخافقي لشظايا
في دمائي تترى فتنمو وتَعظُمْ
لم أجد راحة سوى في سطورٍ
لَمَعَت منكَ في فؤادي المُظلِمْ
هاتِ يا مجدي فالفؤادُ عميدٌ
أشدُ يا مجدي فالفؤادُ بمأتمْ
[/align]

[مجدي]

[align=center][font=Tahoma]

يا ابن بيسان يا رفيق القوافي
كل جرحٍ و كل نبضِ تكلمْ

و شفاه القريض حبلى تراها
غير أن الجنين يأتي مكممْ

صادروا صوته فهل من معينٍ
و الشعور الشعور في الناسِ يُشتمْ

يا ابن بيسان طال جرحي و نزفي
و بصدري أحسست مليون منجمْ

غير أني كحاطب الليل أسعى
دون وجهٍ بعنفوانٍ محطمْ

*****

يا رفيق الحروف قل لي صديقي
أي بيتٍ لديك ما فيه مأتمْ

و أنا أنحر القوافي بكفي
و جبيني بكلِّ عارٍ تأثمْ

و كأن الشيطان ما عاد يدري
أكفرنا أم أن شارون أسلمْ [/font][/align]