[ALIGN=CENTER]
مدخل
ورد في الأثر (الأغريقي) أن سيزيف صنفته الآلهة كمذنب وكان العقاب أن يدفع صخرة صاعدا جبلا، فإذا استوى على قمته يتركها تتدحرج ثم يهبط ليستردها ويكرر الصعود والهبوط إلى الأبد.
- - -
صدقني يا سيزيف أني أوقدُ من لهبٍ مضطرمٍ في فانوس
لكن حصار الظلمة خانق
الظلمة حولي كابوس
يتهادى الضوء
يتوتر ...
يتكسر ...
ينهار ...
يتبدد في الدرك الأسفل ... في قاع الهيكل ... قعر التابوت
تنكرني أركان الهيكل ... ترمقني شزرا
تخشاني ... تمقتني... توليني حذرا
تستهجن تشكيلي ... تتخوف من تفكيري
تخشى أن يربك عزف الفرقة تغريدي
ترقبني ... تتمنى أن تحصي أنفاسي
أو تخمدها
تبقيني بالخارج منفكاً
كالمتسول
كالمتفرج
كالمتطفل
منفي دون مسوغ
يُحكى أن النور ذات مساءٍ
- في أعماق العتمة -
أوشك أن يكشف أقطاب اللعبة
فاضطهدوا لهب القنديل
يوجعني هذا النبذ يا سيزيف
ترعبني الظلمة
ألقاها وحيدا ... تُلقيني وحيدا
الوحدة حبس ...الحبس هلاكٌ بالتقسيط
تأكلني الحيرة يا سيزيف ... ماذا أفعل؟
زعموا أن ألأبواب – دوماً- مفتوحة
فدلفت ...سائلت ... كاشفت ...
(لم أتوسل ... لم أتسول)
فوجئت ...
أذهان محكمة الإغلاق
برتاجٍ من مكر
يُذهل أقوى الشرفاء
فجرعت الخيبة
ثم خرجت
الآن ... ماذا أفعل ؟
إختطفوا اللقمة من حلقي
ثم اغتسلوا ...
غابوا في الصلوات
(لمزوني – أخشى- في بعض التعويذات ... ذكروني – لا أطمع - حين رجوا بستان اللذات)
أقنعةٌ ناعمةٌ ملساء
تتزحلق فوق مُحّيَاها أحداقُ المتأمل
تتدحرج راسيةً – بعد نَفَادِ الطاقة-
في مركز بروازٍ يُشهر صورة أحمق
الآن ...
ماذا أفعل ؟
أقلقُ ليل نهار
أكدح ... لا أرتاح
أسد الفجوات
أحمل مع همي أوزار الغير!
ماذا أفعل ؟
أنماط تتجمع –لا أدري كيف-
تتجانس ... تتجاذب
تأكل ... تشرب ... تطرب...
تلهوا في دعةٍ لا تأبه
تغدوا أهراما ...
طبقاتٍ من تفريط
هبني تراقصت على نفس النغمات
أو –من باب التيسير-
صفقت لمن غنى
أفهل أنجو يا سيزيف من تقريع الذات
الأعجب
نماذج تأتي من أصقاع الأرض
ترتع ... تسرح ... تمرح
ترجع غانمةً من حيث أتت
وأنا منفي كدخيل أو موبوء الخيل
أو كالأجرب
مصلوب بالخارج
أرقب ...
أبصر ... أسمع ... أفهم
أكرب
ماذا أفعل يا سيزيف؟
أتفانى... أسعى... أخفق
أرجع من حيث بدأت ... أسعى وأُثابر
هرولةٌ - يا سيزيف – ليس لها آخر
كم سنة مرت؟!
أعوامٌ فرت
تلاشت!
كسحاب الدُّخَان الأزرق
يصّاعدُ من جذوة سيجاره
أنظر أين أنا الآن
هل تبصر أبعاد المأساة؟
هل تدرك حجم الفقدان؟
معذرةً
كم أنسى أنك أنت الأسبق
في هذا التسخير العبثي
هل أوشكنا أن نبلغ سفح الطَّود؟
نجلِبُ تلك الصخرة ... نصعد ثانيةً ... نهبط
نجلِبُ... نصعد ... نهبط
نجلِبُ... نصعد ... نهبط
يال التكرار الأبدي
وعرٌ هذا المسلك!
هل أدفع عنك الصخرة يا سيزيف؟
هل تحمل بعضاً من همي؟
واصل إنصاتك يا سيزيف
لا تضجر
دعني أسترسل ...
في البوح عزاء
أو بعض السلوى
لا تسأم
لا تقلق
لا تقنط
إن يهلكنا الحزن نكون بمأمن
حضن الأرض وثير
الأم ...
دوماً يا سيزيف أرحم.
ف. ع. فايز
أبريل 2003[/ALIGN]
حوار لا مجدي
حوار لا مجدي
آخر تعديل بواسطة عابر سبيل في 05-10-2003 12:27 AM، تم التعديل مرة واحدة.
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 72 زائراً