واخـالتـاه ...واخـالتـاه ُ

الشعر العمودي - شعر التفعيلة

المشرفون: مجدي، موودي

عبدالله الأقزم
همس جديد
مشاركات: 52
اشترك في: 07-09-2002 05:34 PM
اتصال:

واخـالتـاه ...واخـالتـاه ُ

مشاركةبواسطة عبدالله الأقزم » 12-12-2002 11:28 PM

قبل ثلاث سنوات كان الرحيل الأبدي في مثل هذا الشهر شهر شوال انطفأت من بيتنا المتصدِّع شمعة طارت من أيدينا حمامة بيضاء اختفـتْ من صفحة السماء سطراً من سطور الجمال...ماتـتْ خالتي الشابة المريضة المقعدة
أكثر من خمسة عشر عاماً على كرسيها المتحرك ماتـتْ حبيبتي (زكية) فاحتبستْ الأضواءُ في أماكنها و توقفتْ حركة نمو الأزهار لدقائق معدودة ...تقول أمي : لقد ماتتْ حبيبتكَ ماتتْ من تعتبرك عينها و روحها عندها صرختُ كالبركان لحظة فورانه واخالتاه...واخالتاه ...واخالتاه.....
لا تـقـتـلـي بـرحـيـلـكِ الأشـعارا
قـد صـار حـرفـي يـا زكـيـَّـةُ نـارا
قـد صـارتْ الأحـزانُ فـي الـدم ِ جـدولاً
يـنـمـو و يـُبـحـرُ فـي دمـي إعـصـارا
لا تـقـتـلـي أمـلاً يـُفـصـِّلُ فـي الـهـوى
فـي كـلِّ ثـانـيـةٍ أتـتْ أدوارا
فـلـقـد تـحـمـَّلـتِ الـبـلاءَ و مـوجَـه
و قـلـبـتِ كـلَّ مـيـاهـهِ أنـوارا
مـا هـذه الأمـراضُ تـُضـعـفُ شـعـلـةً
أمـسـتْ لـتـرحـيـلِ الـظـلام ِ قـطــارا
إنـي أرى وهـجَ الـجـمـالِ مـُجـسـَّداً
فـي وجـهـكِ الـبـدريِّ حـيـث أشـارا
و أرى الـطـفـولـةَ فـي يـديـكِ تـفـتـَّحـتْ
مـاءً نـقـيـاً طـاهـراً مـدرارا
و أراكِ فـي الـلـَّفـتـاتِ أجـمـلَ وردةٍ

أجـرتْ مـع الـغـصـنِ الـنـديِّ حـوارا
سـأظـلُّ بـعـدكِ طـائـراً مـن صـوتـهِ
كـلُّ الـغـصـونِ تـحـرَّكـتْ أوتـارا
أشـدو و لـكـنَّ الـسـهـامَ تـتـابـعــتْ
و دمـي يـفـورُ تـتـابـعـاً أفـكــارا
أيـعـيـشُ شـعـري يـا زكـيـَّةُ تـائـهـاً
و مـُـقـطـَّعَ الأحـشـاءِ حـيـث أشـارا
آهٌ عـلـى مـن فـي الـهـوى أطـيـافـُهـا
صـبـَّتْ عـلـى قـلـمـي الـلـَّظـى أشـعـارا
آهٌ عـلـى تـرحـالِ نـورٍ مُـدهـشٍ
و بـقـى الـظَّـلامُ مـُـعـذَّبـاً مُـنـهـارا
يـا أيـُّهـا الـحـبُّ الـنـقـيُّ ألا تــرى
كـيـفَ اسـتـحـرَّ الـلَّفـظُ فـيـكَ و ثـارا
يـهـواكَ سـطراً لا الـرمـالُ تـُحـيـطُـهُ
و يـظـلُّ تـقـرؤهُ الـسـَّمـاءُ بـحــارا
مـا مـتُّ فـي عـشـقٍ أرادَ تـسـابـقـاً
فـسـقـى الـفـضـاءَ تـسـابـقـاً أنـوارا
إنـي عـرفـتُ الـعـشـقَ حـيـن تـفـجـَّرتْ
عـيـنـي بـعـيـنـكِ قـصـَّةً و حـوارا
لا يـفـصـلُ الـمـوتُ الـفـؤادَ و عـشـقَـهُ
و هـمـا غـدا لـلـعـاشـقـيـنِ مـطـارا
6 /11 /1420 هـ
الأقزم
eid
بوح دائم
مشاركات: 839
اشترك في: 06-26-2001 12:39 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة eid » 12-15-2002 12:09 AM

السلام عليك...يا إخى الفاضل ..عبدالله
كل عام وأنت بخير
والله إنها لقصيدة مرثية رائعة جدا
تبحثها عن نفسها من بين خلجات النفس وأحاسيس هذا الشاعر
وهذه الصرخة المدوية
إنها لأبيات شعرية جميلة..ما من بيت فيها إلا نراه واضح البيان وعذب
وجميل القافية مع دوي حرف الراء الذى معتم بالأحزان

ما هذه الأمراض تضعف شعلة
أمست لترحيل الظلام قطـــارا

إنى أرى وهج الجمال مجسدا
في وجهك البدرى حيث أشارا

وأرى الطفولة في يديك تفتحت
مــــــاء نقيا طاهرا مـــــــدرارا

وأراك فى اللفتات أجمل وردا
أجرت مع الغصن الندى حوارا

رحم الله زكية
ونسأل الله لها الرحمة والمغفرة
همس القوافي
عبدالله الأقزم
همس جديد
مشاركات: 52
اشترك في: 07-09-2002 05:34 PM
اتصال:

أخي الحبيبeid

مشاركةبواسطة عبدالله الأقزم » 12-17-2002 11:57 PM

أشكرك من الأعماق على هذا التعليق الجميل
هذا وسام كبير أضعه على صدري
من أخ كريم مرهف المشاعر
أهديك أجمل التحايا و أرقها و أعذبها
أخوك / عبدالله:D :D :D
الأقزم
majales
بوح دائم
مشاركات: 395
اشترك في: 04-14-2001 10:05 AM

مشاركةبواسطة majales » 12-18-2002 03:51 PM

أخي العزيز والشاعر القدير عبدالله

ما أصدق الكلمات حين تنبع من بين شغاف القلب !!!

تأتي مناسبة كأنسياب خيوط الذهب المتوهجه ...

وما أصعب اللحظات التي نودع بها وجوها لأشخاص أحبونا وأحببناهم فكانوا

أركانا عتيدة في حياتنا

لنفاجئ ........ على حين غرة تتخطفهم المنايا وتترك في قلوبا غصة فراقهم

(و أراكِ فـي الـلـَّفـتـاتِ أجـمـلَ وردةٍ )

نعم صدقت أخي فهؤلاء هم ورود الحياة وحين تذبل أحداها نفقد جزء من

جمال هذه الحياة ..........


لك أجمل تحياتي
عبدالله الأقزم
همس جديد
مشاركات: 52
اشترك في: 07-09-2002 05:34 PM
اتصال:

أخي الكريم majales

مشاركةبواسطة عبدالله الأقزم » 12-18-2002 05:09 PM

اشكرك على هذه التعزية الرقيقة الحانية
فقد كانت رحمها الله مثالاً رائعاً لمعنى البراءة و الطفولة
أشكرك مرة ثانية
تحياتي الوردية أبعثها لك:cool: :cool: :cool:
الأقزم

العودة إلى “الشعر (بالفصحى)”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 52 زائراً