<font size=4>
[b][url]
قصيدة الطائف
أجيء الطائف المأنوس أسأله
عن الذكرى ، وعن أيامنا الأولى .
ذكري ذلك الموعد .
وأذكر جئته يوما ، تلك المرة الأولى ،
عرفت البيع و( الدَّلال ) والسوقا
ولما بعته المحصول ،
عدت إلى الجنوب لأجمع المحصول ثانية ً.
وكانت قريتي تستوطن السروات لاهية عن الدنيا .
تريد الله والأنسان وتكره مقدم الغربا .
وأحلم أن أعود وإن بي شوقا إلى الموعد .
***
أجيء الطائف المأنوس ثانيةً
هنا ذكرى بوادي وج ،
كنت تركتها في ذات وقتٍ ،
لم تزل في خاطري تحيا
وقفت بوادي ( المثنا ) ،
وتيجان الزهور تودع الغصنا ،
وكنَّا في ( الشفا ) يوما.
وأهدتني الرياح الشِّعر والمطرا .
و( سفياني ) يبيع الخوخ والرمان :
صباح الخير ياابن العم ،
بقيتَ هنا كمثل السروِّ والرمان والريحان
والزيتون والعرعر .
تدلُّ على بقايانا ،
وقد رحلت (ثقيف) لسائر الأصقاع ،
بقيت كمثل هذا الطين أسمر كيف تتغير !
وأنت ورثت مجد ثقيف ،
مجد الشِّعر ، والسور الحصين ،
و(عروة) المغدور ، وزرع القوم تسقيه السدود ،
أطيب ما تميد الأرض للإنسان ،
ترى في كُلِّ يومٍ هذه الأطلال ،
و ما شاب الزمان بناظريك ،
تتوه فتفرغ ( المجرور) ألحانا ،
يعيد إليك صحوك ، حينما لمعت سيوف المجد ،
ولكن كيف أبدلت السيوف بذلك الخنجر ؟
***
أجيء الطائف المأنوس مبتهجا ،
قالوا عنه كان حجاز ،
وقالوا عنه حجاز القلب من يأتي ثراه أحب .
وهذي نجد تبحث عنه ،
(فعامر بن صعصة) ارتوى من مائه يوماً ،
وبعد ضياعه يمين الله قال – فلم يعد لمياههِ يشربْ .
***
أجيءُ الطائفَ المسكونَ بالتاريخ ،
رأيت عكاظ تضحك حين جاء الشِّعر يُنْشَدُ في أماسيها ،
أخو ذبيان يحكمها القصائد ،
ذا (لبيد) ، وذاك (عنترة) العبيد
(تماضر بنت عَمْريٍّ) تقتفي (حسان) ،
وهذا قائد الشعراء ، آخر كندة الغبراء
وذا (قس بن ساعدة) ، اكتفى بالنثر لم ينشد .
رأيت عكاظ تبكي أين قبري _ أيها الأحفاد _
أضعتم ذلك الأثر
الجميل، فهل من بينكم منجد ؟
***
أجيء الطائف المأنوس أسأله
عن (الحجاج) والبُلغاء ،
أفيكِ اليوم حجاج ليكمل درس ذا الصبيان ؟
و(عبدالله) هل ألقى الذي قد فسّر القرآن ؟
فقالت إنَّ ما في القبر خير من رجال التبر ، فلا تعجب .
***
أجيء الطائف الخضراء ،
هاكِ الشِّعر ، فإني قد طربت وإنني مُنْشِّدْ :
ياأيها القلب النظيفُ أوما ترى هذا المصيفُ
أُسكب عبيرك ها هنا شِّعراً ، فأجمله حصيفُ
أنظر بعينك ما ترى ماضٍ ، تجلله ثقيفُ
يوم المضارب والقنا والنبل تسبقه الحتوفُ
خرج الكماة وأمطروا جمع الرسول ، فمنْ يخيفوا
هذا الرسول محمدٌ يعفوا ، فمعدنه عفيفُ
والوفد يذهب مسلما وتحطّم اللات المنيفُ
ترتد كلُّ قبيلةٍ وتصدّ عن كفر ثقيفُ
أهل الفتوح رجالها من ليس يردعهم مخيفُ
حملوا الرسالة في الذرى ما نالهم وهنٌ ضعيفُ
حتى استقر بكلِ أرضِ فاتحٌ واتسل سيفُ
هذي ثقيف حيِّها ياأيها القلبُ النظيفُ
عُدنا إليها بعدما دَرَسَ الجديدُ، وعاثَ زَّيفُ
أهلي هنا وعشيرتي والقيف والنسب الشريف
والماء والطل الخفيف والزهر والظل الوريف
والطير يصدح دائما يشدو ، وعنه فلا يصيف
والسائلون وصالنا جاءوا ، وقد ضحك المصيف
يتاسبقون لحضنه أمٌ ويطلبها الضعيف
ياأيها القلب النظيف هذي دياري لا تحيف
عُدْ بي إلى أيامها فالعمر أخره الخريف
الطائف / الثلاثاء : 17/6/ 1996 م
[/url]
الطائف ( قصيدة )
-
- همس جديد
- مشاركات: 24
- اشترك في: 12-20-2001 08:14 AM
- مكان: مكة المكرمة
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 119 زائراً