<DIV align=right><FONT size=4 color=crimson face=
ملاحظة:
هذه الرسالة كتبتها في وقتها عندما بثت الصورة الأولى لمقتل محمد الدرة
الرسالة:
<DIV align=justify><FONT size=5 color=darkblue face=
لقد امتلأتْ صَوامعُ الرَّحى وقطبُ الدائرةِ الواسعة بماء الغيظ وتَفتَّتِ النواة غضباً ، لم تعرفْ قبل موقفك- يا بطل اليوم- أي يدٍ بعد الأمس مَشْقَ الحسام، ولكني أرى قريبا ألف يدٍ تُزمْجِرُ السكون بيمين العزم ، وتكسرُ الصمتَ بتأملِ الحقيقة.
نعم تلك هي العاصفة التي كانت تُحَوْمِلُ من فجرٍ لم تُبْصِرهُ الأعين بعد، وشآبيبُ أرضٍ لم ترتخي من هزةٍ تُحركها صورتك الحية.
يا بطل اليوم، وريح الوعد الآتي بنصرٍ لا يراه سوى من تداخلت في كينونته ترانيم "الإسراء"، وتمتمت كلماتها متانةَ المحور- بتفكر ٍ إيماني، تسقيه التقوى- عِلمُ الموعد، وحقيقة الشرارة.
لن يجدي أقزام اليوم ومن يناصرهم وعي البصيرة.
عذراً...أخي الصغير ، كانت يدي ترتجفُ عندما رأيتك. فلم تجد يميني الحسام الذي تنتفض به، سوى ريشة أعياها طول الصبر ، ولكني أرى أيها البطل البريء، حساما يلمع تحت التراب، يحمل الثأرَ في لمعته، ورَنْمَة صوت رخيمةٍ مخزونٌ في روحها عشقٌ وهيام، عشق الثورة، وهيام الجهاد القديم، وسورة النصر تنتظر لتتفتح ورقاتها، ويتوهج نورها، وَيَعبق شَداها عبر الحدود المغلقة .
لك ألف ألف تحية.... لا أقولها وإنما أفعلها وأنتظر من يوصلها رسالة عبر المآذن " حي على الفلاح، حي على الجهاد". عندها ستجدُ يدي ما تمتشقه من حسامٍ صَمْصَامٍ، يُحطّمُ صَلِيله آذان الأقزام اليهود، من أعيوا الرسل وقتلوا الأنبياء. فأي رادعٍ ينبت في أحشائهم يمنعهم من قتل طفلٍ أعزل يختبئ خلف أبيه طلبا للنجدة.
أي أطفالٍ أنتم ، تحملون الحجر ويحمل عدوكم المدفع، بل قرأتم قول الله " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار* ومن يولهم يومئِذٍ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ".
أي يقينٍ تحملونه أيها الأبطال الصغار، النصر أم الشهادة، أم هما الصنوان.
يا خيالا من عَتَمَاتِ الليل يتحقق في وَضَحِ النهار.
يا أيتها الكلمة الخارجة من الدِّثارِ بأناملٍ شفافة...
لتَهَبَ لهذا العالم دوي، كدوي الرعد من الصواعق...
أنت - ومن معك- الصاعقة الدويَّة، ليجعلوا أصابعهم هم في آذنهم حَذَرَ الموت....
أنت الموت القادم من ذلك الصمت الجاثي...
أخي الشهيد وكل شهيد اختلط دمه برصاصةِ العدو أقول: اختلطت أمامي المشاهد، فمن صفحة دير ياسين وقانا وأنت وهم ومن تنتظرهم الحوادب لتحملهم باقات نزرعها فتحمل ثمرا ينع، بيارق مكتوب فيها " فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا".
وأخرى مرسوم عليها " وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ".
أي نأمةٍ حملتها صرختك، فتفجرت من جوف الصحراء ينابيع الثورة...
أي أبٍ هو أبوك الذي أكرمته السماء بكبش الرحمة..
أي رصاصة حملة في جوفها وحشية الحقد... واستخفاف الطفولة...
أي نطفة وأي ماء سقى تلك النطفة الهمجية اليهودية..
أي رواية حملتها أعين ( الكَاميِرَات ) ، متفق عليها..
ليت كان لي قِداحٌ من غَزارَة ، أرويك بها كأس الطمأنينة قبل الموت..
أدمتني صرخاتك وأنت هدف الرصاصة المدربة على قتل الأطفال والعُزَّل...
بل أنت في عينٍ القريرةِ من نعيم الجنة... جنة المأوى أدعوها لك...
يا انفتالَ الفُسحَة في ضيقِ العَيش...
يا سببا رسمته السماء في عين كل مسلم حالم..
يا ثورة البركان الخامد، منذ زمن النسيان، فاشتعل...
اقبلها مني- أيها البطل الصغير- كلمات عَبْرَ الأثير، يا حيا يُرْزَق...
أخوكَ: قصــي
رسالة إلى الشهيد الصغير محمد الدرة
إلى الشهيد محمد الدرة
<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
أبناءُ الصمتِ ..
و ما أتعسنا ..أبناءُ الزمن الـمُـرّْ
نسكن أنفسَنا .. خيبتَنا ..
و رضينا بالجُبْنِ مَقَرّْ
نحلم بالماضي ..
من كل بطولات مرَّتْ .. نجْتَرَّ
لا نعرف أن مسافة هذا العمرْ
ما بين المهد و بين القبرْ
إلا في بسمةِ طفلٍ ..
تغتالُ براءَتهُ .. طلقاتُ الغدْرْ
يتَّكِيءُ على جسدِ أبيه الخائف ..
يعقد كفيهِ .. يحميهِ .. يخفيهِ .. في الصدرْ
يبتسم الطفلُ .. يقول أبي ..
لا تنسَ الخبزَ .. فإخواني جوعى ..
لم نأكل يا أبتِ شيئاً منذ الفجرْ
أخبِرْ أمي .. أني آتٍ .. آتٍ ..
رغم القصفِ ., ورغم الذعرْ
أخبرها أني قد أخطأْتُ ..
لأني جئتُ بهذا العصرْ
و يموت محـــمد .. لكن يبقى ..
يا أبناء الصمتِ ..
ليعلن أن دماء الشهداءِ الأبرار..
فداء الأقصى بالروح ..
و بالروح ..و ليس بزخَّاتٍ من حبرْ
قد جاء زمانٌ .. فيه أجدى ..
أنْ ينتحرَ الشِّعْرْ
أبناءُ الصمتِ ..
و ما أتعسنا ..أبناءُ الزمن الـمُـرّْ
نسكن أنفسَنا .. خيبتَنا ..
و رضينا بالجُبْنِ مَقَرّْ
نحلم بالماضي ..
من كل بطولات مرَّتْ .. نجْتَرَّ
لا نعرف أن مسافة هذا العمرْ
ما بين المهد و بين القبرْ
إلا في بسمةِ طفلٍ ..
تغتالُ براءَتهُ .. طلقاتُ الغدْرْ
يتَّكِيءُ على جسدِ أبيه الخائف ..
يعقد كفيهِ .. يحميهِ .. يخفيهِ .. في الصدرْ
يبتسم الطفلُ .. يقول أبي ..
لا تنسَ الخبزَ .. فإخواني جوعى ..
لم نأكل يا أبتِ شيئاً منذ الفجرْ
أخبِرْ أمي .. أني آتٍ .. آتٍ ..
رغم القصفِ ., ورغم الذعرْ
أخبرها أني قد أخطأْتُ ..
لأني جئتُ بهذا العصرْ
و يموت محـــمد .. لكن يبقى ..
يا أبناء الصمتِ ..
ليعلن أن دماء الشهداءِ الأبرار..
فداء الأقصى بالروح ..
و بالروح ..و ليس بزخَّاتٍ من حبرْ
قد جاء زمانٌ .. فيه أجدى ..
أنْ ينتحرَ الشِّعْرْ
صـــوت الدره
<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
يا شهيدَ القدسِ ..
لن تكفيك ..
في الشعر و في النثر ملايين العبارهْ
أنت في صمتكِ جرّدت ملايين الملايين ..
و أظهرت الوجوه المستعارهْ
أنت خلّفت - شهيد القدسِ ..
أمواجا من الدمعِ و آهاتً مِنْ الحزنِ..
ليدري ..
كل من لا يدري ..
أن الموت قد شارف دارهْ
و بأن الحق ..
لا بد .. و لا بد اختيارهْ
يا شهيدَ القدسِ ..
لن تكفيك ..
في الشعر و في النثر ملايين العبارهْ
أنت في صمتكِ جرّدت ملايين الملايين ..
و أظهرت الوجوه المستعارهْ
أنت خلّفت - شهيد القدسِ ..
أمواجا من الدمعِ و آهاتً مِنْ الحزنِ..
ليدري ..
كل من لا يدري ..
أن الموت قد شارف دارهْ
و بأن الحق ..
لا بد .. و لا بد اختيارهْ
<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F"">يعشش في حضن والده طائرا خائفا
من جحيم السماء: احمني يا أبي
من الطيران إلى فوق، إن جناحي
صغير على الريح.. و الضوء أسود.
محمد
يريد الرجوع إلى البيت من
دون دراجة.. أو قميص جديد
يريد الذهاب إلى المقعد المدرسي..
إلى دفتر الصرف و النحو: خذني
إلى بيتنا يا أبي كي أعد دروسي
و أكمل عمري رويدا رويدا...
على شاطيء البحر، تحت النخيل...
و لا شيء ابعد، لا شيء أبعد.
محمد
يواجه جيشا بلا حجر أو شظايا
كواكب. لم ينتبه للجدار ليكتب: حريتي
لن تموت. فليست له بعد حرية..
ليدافع عنها، و لا أفق لحمامة بابلو
بيكاسو. و ما زال يولد
يولد في اسم يحمله لعنة الإسم. كم
مرة سوف يولد من نفسه ولدا
ناقصا بلدا.. ناقصا موعدا للطفولة؟
أين سيحلم لو جاءه الحلم..
و الأرض جرح.. و معبد؟
محمد
يرى موته قادما لا محالة، لكنه
يتذكر فهدا يحاصر ظبيا رضيعا. و حين
دنا منه شم الحليب، فلم يفترسه.
كأن الحليب يروض وحش الفلاة،
إذن، سوف أنجو_ يقول الصبي_
و يبكي: فإن حياتي هناك مخبأة
في خزانة أمي، سأنجو.. و أشهد.
محمد
ملاك فقير على قاب قوسين من
بندقية صياده البارد الدم. من
ساعة ترصد الكاميرا حركات الصبي
الذي يتوحد في ظله:
وجهه كالضحى، واضح
قلبه مثل تفاحة، واضح
و أصابعه العشر، كالشمع، واضحة
و الندى فوق سرواله واضح..
كان في وسع صياده أن يفكر بالأمر
ثانية، و يقول: ساتركه ريثما يتهجى
فلسطينه دون ما خطأ...
سوف أتركه الآن رهن ضميري
و أقتله في غد عندما يتمرد.
محمد
يسوع صغير ينام و يحلم في
قلب أيقونة
نعت من نحاس
و من غصن زيتونة
و من روح شعب تجدد
محمد
دم زاد عن حاجة الأنبياء
إلى مايريدون، فاصعد،
إلى سدرة المنتهى،
يا محمد.
محمود درويش
من جحيم السماء: احمني يا أبي
من الطيران إلى فوق، إن جناحي
صغير على الريح.. و الضوء أسود.
محمد
يريد الرجوع إلى البيت من
دون دراجة.. أو قميص جديد
يريد الذهاب إلى المقعد المدرسي..
إلى دفتر الصرف و النحو: خذني
إلى بيتنا يا أبي كي أعد دروسي
و أكمل عمري رويدا رويدا...
على شاطيء البحر، تحت النخيل...
و لا شيء ابعد، لا شيء أبعد.
محمد
يواجه جيشا بلا حجر أو شظايا
كواكب. لم ينتبه للجدار ليكتب: حريتي
لن تموت. فليست له بعد حرية..
ليدافع عنها، و لا أفق لحمامة بابلو
بيكاسو. و ما زال يولد
يولد في اسم يحمله لعنة الإسم. كم
مرة سوف يولد من نفسه ولدا
ناقصا بلدا.. ناقصا موعدا للطفولة؟
أين سيحلم لو جاءه الحلم..
و الأرض جرح.. و معبد؟
محمد
يرى موته قادما لا محالة، لكنه
يتذكر فهدا يحاصر ظبيا رضيعا. و حين
دنا منه شم الحليب، فلم يفترسه.
كأن الحليب يروض وحش الفلاة،
إذن، سوف أنجو_ يقول الصبي_
و يبكي: فإن حياتي هناك مخبأة
في خزانة أمي، سأنجو.. و أشهد.
محمد
ملاك فقير على قاب قوسين من
بندقية صياده البارد الدم. من
ساعة ترصد الكاميرا حركات الصبي
الذي يتوحد في ظله:
وجهه كالضحى، واضح
قلبه مثل تفاحة، واضح
و أصابعه العشر، كالشمع، واضحة
و الندى فوق سرواله واضح..
كان في وسع صياده أن يفكر بالأمر
ثانية، و يقول: ساتركه ريثما يتهجى
فلسطينه دون ما خطأ...
سوف أتركه الآن رهن ضميري
و أقتله في غد عندما يتمرد.
محمد
يسوع صغير ينام و يحلم في
قلب أيقونة
نعت من نحاس
و من غصن زيتونة
و من روح شعب تجدد
محمد
دم زاد عن حاجة الأنبياء
إلى مايريدون، فاصعد،
إلى سدرة المنتهى،
يا محمد.
محمود درويش
بيني وبين أبي العلاء حكاية *** في الحكم أسترعي لها الحكماء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
-
- بوح دائم
- مشاركات: 112
- اشترك في: 04-12-2001 01:10 PM
- اتصال:
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 114 زائراً